الفصل الاول
الفصل الاول
(مقدمة في عشق طفلة)
تجلس سيدة قد غطا الشيب شعرها التي تركته للهواء رغم كبر سنها الا انها رغبة زوجها لكن عيونها مازالت يوجد بها لمعة مميزة الا ان بعض التجاعيد غطت منطقة حول عينيها عبثت بخاتم زواجها و ابتسمت في حب استندت علي يد المقعد و قامت من مكانها و تقدمت من الكومود الموجود بالغرفة و فتحت اول ادراجه و امسكت البوم الصور العائلية و فتحت اول صفحاته لتتحسس اول صورة به و هي طفل بحدود العاشرة من عمره نائم و فتاه صغيرة مازالت باللف تنام علي ذراعه و يحاوطها كأنه درع و**ي لها لتجلس اعلي الفراش و هي تتأمل الصورة و تتذكر
فلاش باك
في احد ليالي الشتاء العاصفة شديدة المطر كان ينزل المطر الغزير ليغزو الشوارع و يخبئ جميع الكائنات حتي لا تطولهم المياه صوت الرعد و البرق يجلجل بالارجاء الجميع مستكين و متدفئ الا بمنزل الاسطا زكريا كانت تطلق زوجته صراختها المستنجدة و هي تلد طفلها الرابع
و تنطق جملة واحدة : الحقني يا زكريا هموت
قطع الاسطا زكريا الردهة ذهاباً و اياباً بقلق ليهتف صديق عمره و شريكة بورشته الاسطا دسوقي : طول بالك يا زكريا ان شاء الله خير
زكريا : يارب يا دسوقي
بعد دقائق يستمعون الي صوت بكاء طفل يطلق صوته لاول مرة ليبتسم الاسطا زكريا بفرحة وهو يتمتم بالحمد لتخرج تلك السيدة و بيدها قطع صغيرة من اللحم الملفوفة بقماشة بيضاء
السيدة و هي تص*ر صوت بل**نها (تزرغد) : مب**ك يا اسطا زكريا بنت زي القمر
زكريا و هو يحملها : الحمد لله اخر العنقود بنت
دسوقي : الف مب**ك يا زكريا تتربي في عزك
زكريا : ربنا يخليك يا دسوقي
ليجد زكريا جسد صغير ملتصق بقدمه لينزل بصره ليجده الصغير ابراهيم
ابراهيم ابن الدسوقي صاحب التاني عشر عاماً : اشيلها و النبي يا عمو
دسوقي : هتوقعها يا ابراهيم
ليضعها زكريا بين ذراعيه و هو يسند رأسها خشي الوقوع ليقبل ابراهيم الصغير وجنتي الطفلة
زكريا : نسميها اية يا هيما
ابراهيم : حبيبتي
ليضحك زكريا و الدسوقي و يقول الدسوقي : لا مينفعش عشان دا مش اسم ... هتسميها اية يا زكريا
زكريا و هو يعبث ب*عر ابراهيم : مش هنزعل هيما هسميها حبيبة
الدسوقي : اه مانا عارف ان الواد دا واكل عقلك
ليبتسم زكريا بطيبة و يأخذ الصغيرة و يأذن باذنها
لتخرج راجية زوجة الاسطا الدسوقي و تقول : مب**ك يا اسطا زكريا تتربي في عزكوا
زكريا : ربنا يخليكي يا ست ام ابراهيم لولا وقفتك جنبها و واخدة العيال عندك
راجية مقاطعة : متقولش كدا دا انا اخوات يا اسطا زكريا و كنت هتجيب اهل كوثر منين السعادي و بعدين عيالكوا عيالنا
الدسوقي : طيب يلا بقي يا ام ابراهيم عشان نسيبهم يرتاحوا
زكريا : جرا اية يا دسوقي مانتوا قاعدين
الدسوقي : لا احنا هنجيلك الصبح بقي
ليقبل الدسوقي الطفلة حبيبة و يقول : ربنا يخليهالك و يحرسها يارب
خرج الدسوقي و راجية و معهم ابراهيم الصغيرة و السيدة التي ولدت كوثر بعد ان اخذت اجرتها ليدلف زكريا الي زوجته و علي ذراعه طفلته الصغيرة
زكريا بطيبة : حمد الله علي سلامتك يا كوثر
كوثر بتعب : الله يسلمك يا زكريا انا عارفة انك زعلان انها بنت بس
زكريا : انتي عارفة اني كدا يا كوثر كل اللي يجيبة ربنا كويس و بعدين احنا عندنا تلات صبيان و الحمد لله و بعدين دول البنات دنيا
كوثر و هي تأخذ ابنتها من زوجها : ربنا يخليك لينا يا زكريا ... سميتها اية
زكريا بضحك : حبيبة
كوثر : بتضحك علي اية
زكريا : اصل الواد ابراهيم القرد كان عايز يسميها حبيبتي فانا سميتها حبيبة
كوثر : عسل ابراهيم ماشاء الله بحبه زي العيال بالظبط
زكريا : و انا كمان و الله العظيم انتي مشوفتهوش في الشغل لما بيجي الورشة ربنا يبارك فيه
كوثر : يارب ... كلم امي الصبح خليها تيجي مش هفضل تعبة راجية معايا
زكريا : ما هو دا اللي هعمله ان شاء الله
****************************
اما بالمنزل المقابل فهو منزل مكون من ثلاثة طوابق الطابق الاول ورشة كبيرة ملكاً للاسطا الدسوقي و شريكه الاسطا زكريا اما الطابق الثاني فهو شقة الاسطا الدسوقي و عائلته مكون من ثلاث غرف للنوم و غرفة للضيافة و غرفة لاطفاله و ردهة كبيرة و مطبخ و مرحاض دلف الاسطا دسوقي بيده ابراهيم صغيره و خلفه زوجته راجية تحدثت راجية لزوجها مان خطر ببالها شئ
راجية : مش المفروض يا دسوقي كنت عملت لكوثر حاجة تتقوت بيها
دسوقي : فعلا و الله ازاي فاتتنا دي
راجية : و احنا لسة فيها هدخل اخرج فرخة من التلاجة و اعملها و وديهالم
دسوقي : ماشي
جلس دسوقي علي المقعد بالرداهة ليجد صوت زحف قدم صغيرة ليتلفت ليجده جلال اكبر اطفال الاسطا زكريا و يليه شاهين و بركات التؤامان يصغرانه بسنتين
جلال بطفولية و هو يفرك عينه بنعاس : عمو دسوقي
دسوقي بحب : انت صحيت يا جلال تعالي
جلال : ماما
دسوقي : ماما جابت نونة بنوته زي القمر
جلال : بجد اسمها اية
ليتحدث الصغير ابراهيم سريعاً : انا سميتها حبيبتي
دسوقي بضحك : لا سميناها حبيبة
جلال : انا عايز اشوفها
دسوقي : لا ادخل نام جنب اخواتك و بعدين نروح الصبح لماما و نشوف اختك يلا روح نام مع بركات و شاهين
****************************
يحمل طفلته الصغيرة و يدور بها في الارجاء حتي تهدئ و تنام لكنها **رينة الاسعاف لا ت**ت ابدا ليهزها علي يده اكثر و يقول لها بخفوت : هوووووو نامي بقي يا حبيبة ماما تعبانة هوووووو يارب تنام يارب تنام
ليجد باب يطرق ليذهب بها حتي يفتح الباب ليفتح ليجد الدسوقي و بيده صنية كبيرة مغطاه بغطاء ابيض
دسوقي : ما تفتح يا جدع الباب لاخره عشان اعرف ادخل الصنية
ليحمل زكريا حبيبة بيد واحدة و الاخري يفتح بها الباب عن اخره ليمر الدسوقي و يغلق زكريا الباب و يذهب من خلفه
الدسوقي : دول اكل راجية عاملاهم عشان كوثر
زكريا : لية التعب دا يا دسوقي
دسوقي : بطل خوتة انت اخويا و دي حاجة بسيطة يلا اسيبك و امشي انا
زكريا : ربنا يخليك يا دسوقي مش عارف اقولك اية
دسوقي : تروح تصحي مراتك تأكل عشان العيلة اللي مفلوقة من العياط دي
زكريا و هو يقف امام الباب ليودعه : متحرمش منك يا دسوقي
ليدلف زكريا الي المنزل و يغلق الباب و يقول لحبيبة و هو يقبلها : سوها عليا انك مكلتيش يا حبيبة ابوكي
ذهب بها الي والداتها وضعها بجوارها و ذهب ليأخذ الصنية و دلف الي زوجته مرة اخري ليجدها مستيقظة و لكن يظهر عليها التعب
كوثر : اية دا يا زكريا
زكريا و هو يضع الصنية علي المنضدة و يجلس بجوار زوجته اعلي الفراش : دا اكل راجية عاملة و الدسوقي جابوا قومي كلي يلا
كوثر وهي تحاول القيام : حاضر
****************************
في صباح اليوم التالي استيقظ ابراهيم عندما داعبت الشمس عيونه السمراء اللامحة الصغيرة لتنف*ج اهدابه و يفرك عينه بنعاس و ينظر بجواره يجد اخته الصغيرة صاحبت العام و نصف مستيقظة و ممسكة بقدمها و تضعها بفمها و ساكنة كعادتها ليخرج ابراهيم قدمها من فمها و يقبل وجنت الصغيرة ويخرج من الفراش و يحمل اخته بين يديه و يخرج الي حيث والده و والدته
ابراهيم : صباح الخير
راجية و هي تأخذ الصغيرة من ابراهيم : صباح النور يا قلب امك
ابراهيم : يلا نروح لحبيبتي
لينظر الزوجان الي بعضهما و ينفجرا بالضحك علي ذلك الصغير
*************************
دلف الدسوقي بزوجته و علي يدها الصغيرة هدي ابنتهم و خلفهم ابراهيم و جلال و شاهين و بركات
زكريا : اتفضلوا اتفضلوا
دسوقي : عاملين اية
زكريا : الحمد لله و الله
دلف ابرأهيم الصغير ركضاً حين وجد صوت كوثر يناديه من الداخل هو و باقي اطفالها التي اشتاقت لهم من يوم واحد فقط دلف ابراهيم و الباقي خلفه يتصاراعون من سوف يدلف الي والدته اولاً ليدلف يقف امام الفراش و يعبث شعر الصغيرة
لتقول كوثر بصدمة جالية : واد يا ابراهيم مش بنادي عليك
لينظر اليها عدة دقائق غير مسنوعب ما تقوله و من ثم يذهب له و يحتضنها بحب شديد لتضمه اليها و هي تضحك علي الصغير لتجد اولادها ايضا يركضون اليها في اشتياق و كأن هذا الليلة التي مرت عليها و عليهم بدون الاخر ضهر ليجلس الجميع بالغرفة الاطفال تركض حولهم
قام زكريا و اخذ حبيبة من جوار امها و يقول : صوتنا هيصحيها هروح احطها في الاوضة التانية
ابراهيم : اجي معاك
زكريا : تعالي
ذهب زكريا و وضع الصغيرة اعلي فراش اخويها التؤام شاهين و بركات و ذهب حتي يأتي ابراهيم خلفه لكن الصغير لم يذهب خلفه فقد خلع نعلة عنه و تمدد بجوارها و وضع ذراعه اسفل رأسها و حاوط الصغيرة و غط بالنوم بجوارها
**************************
راجية بتساؤل : ابراهيم فين يا جلال
جلال : مش عارف
ليبحث الجميع عنه ليقف زكريا امام الباب و يقول : هشششش ادخل يا جلال هات الكاميرا
ذهب جلال الصغير ركضاً و جلب الكاميرا و اعطاها لابيه الذي كان يتأمل الصغيران و هم يغطون في نوم عميق ليلتقط لهم صورة علي هذا الوضع و يضحك الجميع علي ذلك الصغير
*************************
اغمضت عينها بضحك و هي تتذكر ما قص عليها علي هذا اليوم يوم مولدها يوم حياتها الجديدة و ميلاد عشق ابدي صرخت به من اعماق قلبها و تصرخ لقد عشقت سيد الرجال
انتهت اولي حلقات عشقت سيد الرجال اتمني تعجبكوا رأيكوا ؟!
يتبع ......