الفصل الرابع
- يا نهار ابوكوا اسود انتوا بتعملوا اية
نطق بها ابراهيم حين وجد شقيقته بين ذراعين جلال يتبادلان القبلات بشغف شديد حين وجد باب شقتهم لم يغلق علم انها هدي ليصعد الي الروف حتي يعلم ماذا تفعل ليجد هذا المشهد ليغلي الدماء بعروقه و شكله اصبح مرعب و بشدة انتفضا عندما سمعوا صوت ابراهيم يهدر بغضب اختبأت هدي خلف جلال تتمسك بقميصه بشدة بخوف
تقدم ابراهيم منهم ليفرد جلال ذراعيه حتي لا يصل الي هدي
ابراهيم بغضب : ابعد من ادامي انت كمان
جلال : هدي ملهاش دعوة كلامك معايا
ليدفعه ابراهيم بص*ره ليرجع الي الخلف من قوتها و تقع هدي من خلفه الي الارض ليلتفت لها و يحاول مساعدتها ليتقدم منهم ابراهيم و يبعد ذراع جلال عن شقيقته و يصفعها بقوة
جلال بغضب : ابعد يا ابراهيم بطل غباء
ليلكم ابراهيم جلال بشدة حتي ان انفه نزف بشدة و قال له و هو يأخذ ذراع شقيقته و يهمون بالنزول : انت اللي تبعد واياك تقرب منها تاني كنت فاكرك راجل طلعت ****
اخذ ابراهيم و ادخلها الشقة و اغلق الباب و ذهب الي غرفته و بعد ثواني اتي من غرفته و بيده حزام اسود من الجلد الخالص ليثنيه و يبدأ بض*بها و هي تبكي و تصرخ بها لتخرج راجية من غرفتها و تحاول ابعاد ابراهيم عن هدي
راجية : ابعد عن اختك يا ابراهيم اوعي
توقف ابراهيم عن ض*بها و هو يلهث و يقول لامه : البت دي متخرجش خالص مشوفهاش قدامي
راجية : قولي بس يا بني عملت اية
ابراهيم : مفيش
خرج ابراهيم من المنزل متجه الي الورشة و هو في قمة غضبه
****************************
وصل جلال الي المنزل و هو يمسح الدم عن انفه و تسلل حتي لا تراه والدته و لكن رأته حبيبة عندما دلف الي غرفته دلفت خلفه
جلال بعصبية : اطلعي برا دلوقتي يا حبيبة
تقدمت حبيبة منه بعد ان شهقت من منظر انفه الذي نزف و الدماء تسللت حتي ذقنه
حبيبة بخضة : اية اللي عمل فيك كدا
جلال : مفيش هاتيلي قطنة امسح الدم و متقوليش لماما حاجة
حبيبة : حاضر
ذهبت حبيبة الي المرحاض و احضرت الاسعافات الاولية و وضعت المكركروم علي قطنة نظيفة و بدأت بتنظيف حرجه و هي تتسأل بقلق : مين اللي عمل فيك كدا
جلال : محدش انا اتخبطت
حبيبة : دي خبطة يا جلال قولي بس في اية
تن*د جلال و من ثم حكي لها ما حدث لتشهق بصدمة من شقيقها و وجهه احمر كالفراولة من نطقه للكلماته الو**ة بسلاسة عن تقبيله لهدي
حبيبة : انت ازاي تعمل كدا و الله له حق يعمل كدا و ياتري عمل اية في الست هانم هدي
جلال : ربنا يستر انا خايف عليها ابراهيم عنده استعداد يموتها
حبيبة : لو انت مكانه كنت هتعمل اكتر من كدا انزل انت الورشة عشان محدش ياخد باله و بعدين انا هتصرف و اكلمها و اقولك
جلال : ماشي
****************************
خرج بركات من الورشة يتحدث بالهاتف في نفس الوقت التي خرجت به ميار من الكوافير تودع احد صديقتها التي كانت ضيفتها هناك
ميار : متعوقيش عليا يا بت
- لا ياختي مش هعوق بس تعاليلي انتي بقي يلا فوتك بعافية
ميار : الله يعافيكي
ذهبت صديقتها لتض*ب ميار بطرف عينها لتجد معذب الفؤاد متعصب و هو يتحدث بالهاتف لتتن*د بضيق و هي تلوك العلكة بفمها لتنتظر قليلاً حتي اغلق الهاتف لتبصق علكتها و تهندم من هيئتها و تذهب له و هي تتدلل بمشتيها فهذه هي مشيتها الحقيقية لا تتصنع الدلال وقفت قبالته و هي تتفحص ملامح وجهه الغاضب
ميار : اصبح الخير يا اسطا بركات
بركات : صباح النور خير
ميار : اصل كان في واحد قريبنا التا**ي بتاعه بعافية شوية و انا قولتله مفيش غير الاسطا بركات اللي يخليهولك مية فل و عشرة فكنت عايزة رقمك عشان ادهوله يكلمك
بركات : اكتبي
اخرجت هاتفها بفرح شديد بسوف تسجل رقمه بهاتفها و بالنسبة لها كبيرة جدا املائها الرقم و هي كتبت خلفه
بركات : دا رقم الورشة يبقي يتكلم و اي حد هيرد
خاب املها فهذا ليس رقمه تن*دت و من ثم قالت بنبرة معذبة : ماشي يا اسطا اسيبك بقي تشوف شغلك
ذهبت هي في طريقها الي المحل التي تعمل به تزف خيبتها خلفها مخططة علي وجهها الجميل
*****************************
باحدي قري الصعيد حيث التشدد و القوة الهائلة و الهيبة و كأنهم رجال من صخر حتي قلوبهم من صخر يجلس رجل بمنتصف العقد السابع من عمره تظهر عليه القسوة و الجحود و بيده عصاه غليظة و امامه رجل بالعقد الرابع يتحدثون بموضوع هام بالنسبة لذلك الرجل كثيراً
تحدث الرجل الكبير بقسوة شديدة جعلت من الواقف امامه يرتعد : يعني اية ملجينوش (مش لقينه) مشغل معاي شوية حريم و لا اية
رد الاخر و هو يحاول ان يهدئ : يا حاچ جلبنا عليه الدنيا و اخر حاچة روحنا سكندرية
تحدث هو بغموض : و لجيته اية في سكندرية
رد الاخر بخوف : ملجناش جالولنا انه خد مرته و سافر الخليچ
ض*ب ذلك الرجل بعصاه الارض حتي انها اهتزت من تحته و هو يقول : راجبهم (راقبهم) راجب اهل مرته ممصدجش انه سافر
- حاضر يا حاچ حاضر
انصرف الرجل من امام الكبير ليقول الاخر بخفوت : هلاجيك (هلاقيك) يا بن الهاشم و هجتلك (هقتلك) حتي لو اخدت بتار ولدي من اهلك انت عت**رهم
****************************
بالورشة لم يقدر جلال علي رفع عيناه ب ابراهيم و ابراهيم يبعث له بنظرات غاضبة تقدم جلال علي استيحاء منه و وقف قبالته
جلال : ابراهيم انا..
ابراهيم بخفوت و هو يضغط علي اسنانه : ابعد عني عشان انا ماسك نفسي عنك بالعافية
جلال : ابراهيم احنا اخوات متعملش كدا و اسمعني
ابراهيم : يا بني بطل بجاحة هيقول اخوات انا استأمنتك علي بيتي و انت تعمل كدا بس الحق مش عليك الحق علي اللي سمحت انه يحصل و الله اعلم حصل اية تاني من ورانا
جلال : للدرجادي يا ابراهيم و الله هدي ملهاش دعوة انا اللي غلطان و اكيد محصلش حاجة تاني غلطة و مش هتكرر
ابراهيم : و مين هيسمحلك تكررها غور من قدامي يا جلال متخلنيش اقول لابويا و ساعتها انت عارف هيعمل اية
ليبتعد جلال بحزن لظن صديقة به فحديثه يدل انه يظن انه انتهك شرفه من وراء ظهره و هذا ليس من شيم جلال لم يفعل جلال ذلك الا بدافع الحب فدايماً ما كان يحافظ عليهم كجوهرة نفيسة اكمل عمله و هو يفكر ماذا فعل ابراهيم بهدي
****************************
في الليل قطع جلال الغرفة ذهاباً و اياباً بقلق عندما علم من شقيقته ان هدي لم ترد عليها و انما والدتها و قالت لها انها نائمة
حبيبة : اهدي كدا بس انا معرفتش اروحلها لان خالتي راجية هتفهم ان في حاجة
ليأخذ جلال هاتفه و يهاتفها مرة اثنان ثلاثة لترد في اخر لحظة من الرنة الثالثة
هدي : الو
جلال بقلق : مبترديش لية يا هدي
هدي : مكنتش عارفة ارد يا جلال
جلال : ابراهيم عملك حاجة
هدي و قد بدأت بالبكاء : ض*بني صعب اوي يا جلال و قال لماما اني مخرجش تاني خالص
جلال : معلش يا حبيبتي حقك عليا انا اسف
هدي بنحيب : انا اللي غلطانة الحق عليا انا
انفتح الباب فجأة و دلف ابراهيم و نظر لها باحتقار و من ثم قال : بتكلمي مين
هدي بخوف : حبيبة
ابراهيم : هاتي التليفون دا
اخذ منها الهاتف بعنف وضعه علي اذنه و هو يستحلف انه ان وجدوا جلال سوف يهدم عليهم الدنيا
- الو هدي روحتي فين يا بنتي
ابراهيم : حبيبة
حبيبة : اسطا ابراهيم في حاجة
ابراهيم : احم لا ابداً
حبيبة : ممكن تديني هدي
ابراهيم : اكيد هي معاكي اهي
اعطي ابراهيم الهاتف الي هدي و هو يقول لها : و الله العظيم لو كان هو لكنت **رتك في بعضك
خرج ابراهيم و تن*دت هدي فاعصابها كانت علي وشك الانهيار و لكن عندما سمعت ابراهيم ينطق باسم حبيبة استراحت قليلاً و كانت خائفة اكثر ان يري اسم المتصل و ينكشف ان جلال من اعطي لحبيبة الهاتف حتي ينحل هذا المأزق بدأت هدي بالبكاء
جلال : خلاص بقي يا حبيبتي انا اسفة انا هتصرف متخافيش
*****************************
في صباح يوم جديد قررت حبيبة ان تذهب الي هدي بطلب من شقيقها الاكبر حتي تكون بجوارها ارتدت عبائتها المفتوحة اسفلها بنطال من الاسترتش الشفاف يظهر ما اسفله و حجابها يظهر نص شعرها الامامي خطت باب المنزل لتجد ابراهيم يتوجهه اليها لتدلف الي الداخل مرة اخري و تركض حتي تصعد الي شقتهم قبل احتكاكها به
ابراهيم : حبيبة
تسمرت مكانها و مازالت تواليه ظهرها و تبتلع ريقاها بصعوبة و من ثم تلتفت ببطئ و تقول : نعم
ابراهيم : انزلي و تبقي ادامي دلوقتي
لتنزل درجات السلم التي صعدتهم مرة اخري تقدم قدم و تؤخر الاخر و تقف قبالته بينهما مسافة مناسبة و تقول : ايوة
ابراهيم : راحة فين كدا
حبيبة : راحة لهدي
ابراهيم : و مطلعة شعرك من تحت الطرحة و رجلك باينة
حبيبة : و كل دا شوفته لما طلعت خطوة واحدة
تجاوز حديثها و قال : ادامي اعد*كي لبيتنا
حبيبة : لا شكرا هروح لوحدي
ابراهيم : انتي طبعا عارفة اللي علمه اخوكي و هدي و انا مش طايق نفسي و مش قادر اناحي فادامي من سكات
ذهبت معه هي و هي لا تستطيع التحدث فقط ال**ت و استفقاد ابراهيم الحنون رجلها الحامي اين هذا من ذاك تغيرت كثيراً ابراهيم كثيراً
رأيكوا
# موءة