الفصل الثالث
صرخت تلك الفتاه علي والدتها و هي تضع اخر دبوس في حجابها و تعدل من هيئتها و تتناول كتبها و تهدر مرة اخري
حبيبة : ماماااااا انا ماااشية
لتخرج كوثر من المطبخ و هي تخلع ذلك المريول المخصص لعمل المطبخ و تقول : هدي نازلة معاكي
لتذهب لها حبيبة و تقبل وجنتها و تقول : اه نازلة بس هنعدي علي الورشة ناخد فلوس و نمشي و الهانم عايزة تشوف جلال مش عايزين يلتموا
قهقهت كوثر بفرحة و هي تقول : ربنا يجعلهم من نصيب بعض
حبيبة : يارب يا ماما يلا يا بطتي انا نازلة
لترفع كوثر يدها الي السماء و تقول : ربنا يوفقكوا يا حبيبتي و يوقفلكوا الطيب يارب
خرجت حبيبة و نزلت الدرج لتجد هدي و جلال يقفون بمدخل المنزل
تقف هدي بمدخل منزل الاسطا لتنتظر حبيبة و تعلم انه سوف يذهب خلفها لتجد صوت اقدام لتلتفت لتجد حبيب العمر
هدي : كنت عارفة انك جاي لازق فيا دايما
جلال : و حياة راجية من قالي هقفلك في المدخل تعالي اشوفك
هدي : انت بقيت بايخ علي فكرة مدلعش عليك يعني
جلال : ادلع براحتك يا غزال
هدي : طيب روح بقي بدل ما ابراهيم يجي و يزعق زي كل مرة
حبيبة و هي تنزل الدرج : مش اخوكي اللي هيزعق ابوكي هيقتلكوا لو روحت قولتله
جلال : انتي اية اللي خلاكي تنزل بدري اطلعي و انزلي تاني
امسكت حبيبة بيد هدي و اخذتها و خرجت و هي تقول : منعطلكش يا اسطا جلجل
خرجت مع هدي لتتحدث هدي بضيق : اخس عليكي يا حبيبة
حبيبة : امشي يا مدلوقة ادخلي الورشة انتي الاول عشان اخوكي
دلفت هدي الي اخيها تلهيه عن رؤية حبيبة ككل مرة و هو يعلم ذلك و هو يتعمد جعل نفسه غير مبالياً لكنه يعطي النصائح الي هدي لتوجهه اياها
بينما حبيبة توجههت الي الاسطا زكريا فوراً قبلت وجنته بحب و هي تقول : بابا يلا ايدك علي الاوبيج يا حاج
ليتحدث بركات بغلظة كعادته : اتلمي يا بت احنا في الورشة
زكريا : بس يا بركات انا واقف و انا اللي اقول اية اللي يصح و اية اللي لا روح شوف شغلك
ذهب بركات و هو يتمتم بكلمات غير مفهومة فهذا هو طبعه ع** اخيه تماماً نظرت حبيبة بحزن لوالدها و هي تقول : شوفت يا بابا
زكريا : معلش يا حبيبتي انتي عارفة اخوكي
كادت ان ترد لتسمع صوت الاسطا الدسوقي من خلفها يهلل بوجودها
الدسوقي : اهلا بست البنات الورشة نورت
حبيبة : ربنا يخليك ليا يا حبيبي يا عمو ... هات يا بابا عشان امشي
اعطي زكريا بعض الاموال لحبيبة و خرجت حبيبة سريعاً حتي لا تحتك بابراهيم ليخرج خلفها و يقف امامها فجأة لتبتلع ريقها بتوتر و خوف و هي تقول ببعض الشجاعة : في حاجة يا اسطا ابراهيم
اغمض ابراهيم عينه بشدة و من ثم تن*د قائلاً : خلي بالك من نفسك و ياريت بلاش طنطيت و تخلي بالك من الناس اللي حواليكي مش كل الناس حلوة
حبيبة و هي تتهرب بعينها الي اماكن اخري : انا مش طفلة شكرا
جاءت هدي لتأخذها و تذهب معها و هو يراقب حتي صعدوا الي عربية اجرة جماعية لتدلف مرة اخري الي الورشة و هو يستغفر
****************************
وقفت امام المراة تضع حجابها عليها باهمال و يظهر بعضاً من شعرها و غرتها علي عينها لتمسك باحمر شفاه صارخ و تضعه ليوهج وجهها و تتمسك بمكحلة حديث بما يسمي ب (ايلاينر) و ترسم سحبة عيونها الخضراء فهي اجمل بنات هذه المنطقة فهي (ميار) ابنة الحاج عامر المنجد وضعت المكحلة من يدها و هي تعدل من هيئتها و ارسلت قبلة الي نفسها امام المراه
ميار و هي تنظر الي عبائتها المفتوحة و اسفلها بنطال من الجينز الازرق : يا سلام عليا اتسيط في نظرك يا بركات مش شايف الجمال دا كله و النبي انا خسارة فيك بس اعمل اية بحبك
خرجت من منزلها و هي تتغنج بمشيتها تحمل حافظ طعام به غذاء والدها يحتفظ به بجواره حتي يشعر بالجوع و هذا يغازل و هذا يتفنن في وصف جمالها و هذا يوصف جسدها حتي وصلت امام والدها
ميار : الله يفتح عليك يابا
عامر : تعالي يا ميار اعمليلي كوباية شاي
ميار : حاضر
انتهت من كوب الشاي و وضعته بجوار والدها و هي تقول : بالهنا و الشفا يا بابا
عامر : انتي راحة شغلك
ميار : اه يابا انا اتأخرت علي الكوافير النهاردة
عامر : طيب اتكلي انتي علي الله
ميار : يلا فوتك بعافية
خرجت ميار من محل والدها و ابطأت في خطواتها عندما مرت امام الورشة الموجود بها بركات و تتخطي عمارتين و لتجد الكوافير التي تعمل به و تدلف اليه لتجد العمل ينتظرها
*****************************
جلس زكريا امام الدسوقي و قال بقلة حيلة : هيعرفوا مكاني بعد كل العمر دا يا دسوقي
الدسوقي : هيعرفوا مكانك ازاي يا زكريا دا عدا اكتر من خمسة و عشرين سنة
زكريا : بس الجواب اللي جالي امبارح من اهلي مخوفني من علي نفسي و الله يا دسوقي علي العيال
الدسوقي : متقلقش هيحصل اية يعني ربك عمره ما جاب حاجة وحشة
زكريا : و نعم بالله ربنا يستر
ابراهيم لجلال : شايف بتعمل اية كأني بعبع هيكلها
جلال : يا بني مانت عارف حبيبة و بعدين يا معلم كله بالحنية بيجي
ابراهيم بسخرية : ما هو واضح ان موضوع الحنية ماشي معاك و انا معدي بمزاجي
جلال : قصدك هدي يا بني هدي دي نصيبي اما انت و حبيبة الله اعلم
ابراهيم : شوف شغلك يا اسطا
جلال : انا ممكن اساعدك
ابراهيم : ازاي يا خفيف
جلال : اقنع ابوك نتجوز انا و هدي قبل ما تخلص تعليم
ابراهيم : خدها ياخويا من دلوقتي
جلال : كدا انت صاحبي و حبيبي و كفأة و هساعدك سيب الموضوع عليا
****************************
في صباح اليوم التالي كان يوم اجازة بالنسبة لهدي و حبيبة استيقظت حبيبة و ذهبت الي المرحاض و خرجت و ذهبت الي والدها بالمطبخ
حبيبة : صباح الخير يا موزتي
كوثر : صباح النور يا حبيبتي ... الييض عندك افقشي شوية و اسلقي شوية عشان بركات و حطي الشاي علي النار و روح صحي شاهين اتأخر النهاردة في النوم
حبيبة : اية يا حاجة براحة انا هعمل بس قولي واحدة واحدة
كوثر بسخرية : براحة ياختي اعملي البيض و طلعي الزيتون من التلاجة
حبيبة : حاضر
*****************************
تسحبت علي اطراف اصابعها و فتحت باب الشقة بهدوء شديد تسللت منه و تركته لم يغلق تمام الغلق لتصعد الي الروف (السطوح) حيث ينتظرها حبيبها كل اجازة يلتقيان ركضت سريعاً حيث موجود و هي تثبت حجابها بيدها حتي لا يتطاير من الهواء عند ركضها
هدي : جلال
جلال : ساعة يا هدي نقعاني في الشمس
هدي : معلش يا حبيبي علي ما عرفت اخرج
لينظر جلال الي الجانب الاخر متصنع الحزن كما بفعل كل مرة لتبتسم هدي بحب و تضع يدها اعلي ص*ره و تقول بحنان : و لا تزعل يا سيد الرجالة وحشتني
ابتسم لها جلال و هو يضع يده ب*عره و هذه الحركة تدغدغ قلبها و تجعل عيونها علي شكل قلوب
كاد حجابها ان يقع ليمسكه هو بيده و يجذبها اليه منه فهو قد تذكر شئ هام كان عليها التحدث به
جلال : الا قوليلي يا هدهد
هدي : قولي يا حبيبي
جلال : هو مش كنتي عندنا امبارح
هدي : اه
جلال و هو يقترب منها اكثر : ساعة ما اخواتي كانوا في البيت
لترجع رأسها بعيداً عن انفاسه التي تلفح وجهها و تقول : اه في اية بقي
انزل جلال حجابها علي كتفها و ترك قطعة منه علي شعرها الذي علي هيئة كعكة فوضوية : و كنتي ادام اخواتي كدا و خرجتي الشارع كدا
لتقهقه هدي عالياً و هي ترجع رأسها علي الخلف اكثر و تقول : يخرب عقلك افتكرت اني عملت مصيبة خضتني انا قولت انا عملت اية اخواتك اخواتي يا جلال
جلال : و لا اخواتي و قولتها قبل كدا
هدي : انت مش جاي تشوفني بقي انت جاي تتكلم في كدا
جلال : و حياة راجية منقوع في الشمس ساعة عشان كدا
لينفرها بيده و يقول : انزلي يا هدي مش ناقص
وقفت هدي امامه و وضعت رأسها اعلي ص*ره تستمع لدقاته و قالت بحب : مش نازلة عايزة افضل شايفاك قدامي علي طول
لف جلال يده حول ظهرها و احتضنها بقوة و قبل اعلي رأسها و قال : و انتي فاكرة اني مش عايز بس اخوكي الاستغلالي هساعده في موضوع حبيبة هيساعدني في موضوعنا
رفعت هدي رأسها عن ص*ره و قالت : احنا كدا مش هنتجوز خالص يا حبيبي ابراهيم و حبيبة مش هيجتمعه
جلال : انا هتصرف متقلقيش
نظرت الي عينه مطولاً تدرس ما تقوله لها تتن*د بين الحين و الاخر و هي تتخيل نفسها ببيته امرأته ملكها وحدها علم ما تفكر به ابتسم ابتسامة جانبية و انحني لها اكثر و قال بابتسامة : ان شاء الله هيحصل هنتجوز و هتبقي مراتي و ام عيالي و الحلو اللي مالي عليا الدنيا
لم تتحمل هي اخراجه للكلمات هزت كيانها زلزلتها جعلت منها بلا عقل و هي تنظر الي شفتيه تبتسم و تراقب تحركاتها حين يتحدث لتود تقبيله و الآن هي لا تخجل منه فقد تعود علي الراحة فيما بينهم تحسست رقبته بتمهل وقفت عند تفاحة آدم تحسستها قليلاً ثم رفعت نفسها و طبعت قبلة دافئة هناك اغمض عينه ما احس هو بها تقبل رقبته منطقة تفاحة آدم امسك شعرها بقوة يقربها منه وضعت يدها علي ص*ره تستند عليه من قوة جذبه لها جذبها اكثر حتي حاصر يدها بينه و بينها وضع شفتيه اعلي ثغرها دون حراك لمدة دقيقة ثم بدأ بتقبيلها بهدوء و نعومة بحب و امتلاك و كانه يعلن للعالم اجمع انها امرأتي ملكي انا انا فقط
- يا نهار ابوكوا اسود انتوا بتعملوا اية
رأيكوا اكمل و لا مش عجباكوا