.
كنّا نتمشى بين المحلات الخاصة بالثياب أتأملها تارة و أتأمل تايهيونغ تارة أخرى حتى داهمني ألم معدتي التي لم تألمني منذ مدة
أنا لديّ تقرحات داخل معدتي و لا أعلم لماذا بعد شهرين آلمتني مجددا ، ظننت أنّ التقرحات زالت لذلك توقفت عن تناول الدواء
لم أكن أعلم أنه سيحدث لي هذا ، ألم لا يحتمل حقا ، تماسكت و ادعيت أني بخير لكي لا يعلم تايهيونغ
كثر الألم و أصبح لا يحتمل و أتتني رغبة في الإستفراغ لذلك لم أستطع التماسك أكثر و ركضت نحو الحمام
بالطبع لن أستفرغ هنا ، أمر مخجل
أحسست بتايهيونغ يركض ورائي من سماع خطواته السريعة خلفي ، أصبحت فجأة رؤيتي ضبابية نظراً لتكون دموع كثيرة حول مقلتاي بسبب الألم
لم أعد أستطيع النظر لذا سقطت على الأرض جالسا على ركبتاي حتى أحسست بأحد يحملني و لم يكن سوى تايهيونغ الذي بدأ بلمس وجهي بينما يتكلم
" جونكوك هل أنت بخير ، كيف حدث هذا ، ما الذي أصابك أخبرني "
لم أستطع التركيز على كلامه جيدا لكني استطعت نطق شيء على الأقل رغم حدة الألم " خذني إلى الحمام "
تكلمت بشكل متقطع ليهرع و يحملني مجددا بينما يسأل الناس أين يقع الحمام
وصلنا الى الحمام ليتركني بعد أن ضربت كتفه بخفة ذاهب بخطوات غير متزنة إلي أحد المراحيض
دفعت الباب الذي أمامي لأنزل على ركبتاي بقوة آلمتني لكني لم أهتم و وضعت رأسي بجانب فتحة المرحاض
و قبل أن أتقيأ أتى تايهيونغ و نزع عني سترتي التي تعيقني عن ذلك ، شكرا لإهتمامك تايي
بدأت بالإستفراغ و بينما أنا أفعل ذلك كانت يد تاي ترفع شعري عن جبيني بينما يتمتم خلف أذني بلا بأس سيزول الألم
أكملت بعد مدة ليسندني تايهيونغ و يأخذني حيث المغسلة يغسل لي فمي و وجهي ثم يجلسني على أحد الكراسي و يعود لذلك المرحاض
سمعت صوت ضخ مياه لأستنتج أنه ضغط الزر لتنظيفه حتى رأيته يأتي مسرعا إليّ و يلبسني السترة
" هل أحملك أم أسندك ؟ " سألني لأنفي فقط و أجيبه " أمسك يدي فقط تاي "
مسك يدي لنتجه للخارج حيث سيارتي في موقف السيارات ، أعطيته المفتاح لنذهب للمنزل ، بعد أن ركبنا في السيارة وضعت رأسي على حافة النافذة أحاول أن أستريح قدر الإمكان
في الطريق استفقت من غفتي فتايهيونغ كان يناديني و عندما نظر إلي و وجدني مستيقظ أوقف السيارة على جانب الطريق
" هل تريد الذهاب الى المنزل ؟ " سألني لأومأ له لأني أريد الراحة ، أمسك يداي بينما ينظر إلي بنظرات ثابتة على عيناي
" لكني لا أستطيع تركك هكذا تتألم ، يجب أن آخذك للمشفى " طلب مني بينما أَحكم الإمساك أكثر بيداي
" أنا أكره المشافي لا أريد الذهاب " أجبته و أشحت بوجهي بعيدا أنظر من خلال النافذة للخارج
" أرجوك " نظر إلي برجاء بعدما استدرت له ليقبل يداي و بالمقابل أومأت بالموافقة ، بالطبع بعد هذا لن أستطيع الرفض
ذهبنا إلى المشفى لندخل من خلال ذلك الباب الإلكتروني بينما تايهيونغ يستدني بحيث أضع رأسي على كتفه و أمسك يده بإحكام
دخلنا لأسمع الكثير من الأصوات المختلفة تنادي تاي و تتكلم معه و هم مزعجون بحق
واحد يقول " تايهيونغ أين كنت يا رجل " و فتاة أيضا " تايهيونغ اشتقنا إليك أين اختفيت " و العديد من هذا
فتاة أتت لتدفع بي و أسقط أرضا و من شدة الألم لم أستطع سوى التأوه و نطق بإسم من أتيت معه " تايهيووونغ "
صرخت بإسمه ليهرع و يحملني مجددا و يبدأ بالصراخ " ا****ة عليكم أحضرت مريضا و أنتم تسقطونه ابتعدوا من أمامي "
و بالفعل بعد كلامه ابتعدوا لأهمس له ب"شكرا" ثم يأخذني حيث طبيب المعدة ، بالطبع علم بعد قرائته لأفكاري بأني مصاب في معدتي بتقرحات
دخلنا إلى الطبيب الذي أيضا يعرف تاي و قد حضنه و ا****ة ليعاود الجلوس و يبدأ بسؤالي ....
حسنا سألني عن الخطب و أنا أخبرته أني توقفت عن تناول الأدوية لذلك وضع لي نفس الأدوية لكن بتقدير أقل حتى أعتاد عليه مجددا و يزيد من تركيزه
و طلب مني العودة بعد ثلاثة أشهر ليعطي لي أدوية ذات تركيز أكبر
بعد أن اشترينا الأدوية من الصيدلية الخاصة بالمشفى ذهبنا بعد أن ودع تايهيونغ أصدقاءه هناك ، هو كان يتدرب هنا لكنه متوقف عن الدراسة لعشرة أيام
سأعمل على إعادته لإكمال كليته ، مسكين هو درس كل تلك السنوات هبائا ، كما أنه أخبرني أنه إذا غاب عنها أكثر من خمسة عشر يوما سيطرد
وصلنا إلي المنزل لأذهب بسرعة نحو سريري أتسطح بعدما أخبرتني البائعة في الصيدلية أني سأبدأ تناول الأدوية غدا
كنت متعب لذلك غفوت بسرعة رغم أننا كنا في فترة الظهيرة
~~
نهضت لأجد تايهيونغ يحتظنني بينما هو نائم أمامي على السرير هو لطيف بشكل يهلك قلبي
استيقظت بحال أفضل و الألم زال دون أدوية ربما لن أشربها غدا ..
استقمت بعد أن أبعدت يد تاي عني فأنا جائع لأرى الساعة و أجدها السادسة مساءً فقط لذلك قررت إعداد العشاء
بعد أن طهوت معكرونة مع كرات اللحم و أعددت السلطة المتبلة على جنب و وضعت بجانبها قطع خبز ذهبت لإيقاظ تايهيونغ
هذا ما وجدته في المنزل لذلك طهوته
" تاي استيقظ لتأكل هيا " بدأت في الهمس داخل أذنه و أكملها بقبلة هناك بينما يدي تهز جسده بخفة
حتى استيقظ بعد مدة من الهز اللامتناهي و ذهبنا للأكل أخيرا فأنا جائع
" طعامك لذيذ " انتحب تاي بسعادة بينما يأكل العشاء الذي حضرته لأخفظ رأسي و أشكره على هذا الإطراء
فجأة تاي وضع أعواد طعامه و الملعقة المخصصة للأكل و وضع يديه على الطاولة بعدما دفع الصحن الشبه فارغ للأمام
" كوك لنذهب في موعد الآن " و ا****ة ظننت أنه موضوع محزن من وضعيته الجدية و نظرته الغريبة لأستقيم و أضربه على كتفه بينما ابتسم
" سأتجهز و آتي " قلت له بينما أتجه نحو غرفتي لأخرج ثياب لي و له و قبل أن أدخل إلى الحمام لأستحم ناديته ليأخذ الملابس
" تايهيونغ تعال " أتى بعد مدة وجيزة لأعطيه الثياب و هي سروال جينز أ**د مع تيشرت أبيض و سترة قماشية حمراء فيها اللون الأخضر و جوارب بيضاء
بينما ثيابي هي سروال جينز أزرق ممزق قليلا مع تيشرت أ**د و سترة من الجينز بنفس لون السروال
أعطيته منشفة و غسول جسم و شامبوو و عطر و فرشاة و معجون أسنان أيضا من أجل أن يذهب و يستحم في الحمام الآخر في الغرفة الفارغة
ليشكرني و يأخذها و أنا أتبعه ، بالطبع لن أجعله يحملها كلها وحده سأحمل معه الأشياء فهي كثيرة
عدت و استحممت بغسول جسم أخضر أظن بنكهة التفاح أخصصه للمواعيد المهمة لأن رائحته جميلة و أريد جذب تايهيونغ برائحته مثل الروايات المثلية التي أقرأها
و أعطيت لتايهيونغ خاصة الكرز لأني أحب رائحته و شعرت أنها تناسبه و تجعله مثير و لطيف في نفس الوقت
لا تستغربوا فأنا أمتلك من كل شيء على الأقل ثلاثة أشياء لأني لا أحب الخروج من المنزل كثيرا لذلك أشتري كل الأشياء بكثرة
انتهيت لألبس ملابسي بعد أن جففت شعري و أضع عطري المفضل الخاص بالمواعيد لا أعرف اسمه لأني اشتريته من صانعة العطور مباشرة
رائحته مميزة و حلوة و لذيذة عند استنشاقها كالحلوى لذلك وضعت الكثير و الكثير منها ، و بعد أن انتهيت توجهت نحو تلك الغرفة الفارغة
وجدت تاي قد أنهى الإستحمام لكن شعره مبلول لأطلب منه أن أجففه له " تايهيونغ تعال لأجفف لك شعرك "
" سأكون شاكرا لك إن فعلت " نظر إلي كأني أنقذته ، بالطبع لن أدعه يخرج في هذا البرد القارص بشعر مبلل سيمرض بالتأكيد
سحبته من يده بإتجاه غرفتي التي لم أنظفها منذ ثلاثة أيام فأنا منشغل بتاي الآن بعد أن كنت مريض
أجلسته على السرير لأوصل مجفف الشعر مجددا بالكهرباء و أبدأ بتنشيفه بعد أن مسحت شعره بالمنشفة جيدا فهو يُسرّع هذه العملية
عندما انتهيت مشطت له شعره جيدا و وضعت له حلقا جميلا على أذنه بعدها قبلته على خده لنذهب و أخيرا
ارتديت حذائا رياضيا أ**د بينما مددت لتاي آخر أبيض لأني أحسست أنه يلائم مع الملابس التي يرتديها
ارتدينا معاطفنا الثقيلة ليقينا من البرد القارص
أرجو أن لا نذهب إلي مكان يعج بالناس ، لا أريدهم رؤية تايهيونغ بهذه الأناقة فهو جميل جدا
" هل تغار علي من الناس " قال بينما يحرك حاجبيه لأومأ له بالنفي و أدفع به إلي الخارج حيث السيارة
و بما أنه هو من عرض علي الموعد أعطيته مفاتيح السيارة ليأخذني أين ما يريد
كان يقود و بينما أنا أنظر إلى الطريق عبر النافذة وجدت أن هذا الطريق مألوف بعض الشيء ، لكن تبقى كل الطرق تشبه بعضها
بعد مدة من جلوسنا في السيارة و وضع بعض الأغاني للترفيه وصلنا لذلك المكان و لم يكن سوى ذلك الجبل الذي أخذني إليه مسبقا لكنه أجمل بمليون مرة في الليل
الآن علمت لما كان الطريق مألوف لي
نزلنا من السيارة ليمسك يدي و يأخذني حيث قمة ذلك الجبل ، كانت سيول جميلة لكن ما كان أجمل منها هي النجوم التي تزين السماء في الليل
كانت كثيرة و لأول مرة أرى النجوم هكذا وجها لوجه لأني رأيتها قبلا في التلفاز ، و لا يمكن رؤيتها من النافذة أو الشرفة لأن سيول مضاءة بشكل كبير
إذا ظهرت تظهر ثلاثة أو أربعة على الأكثر
" المنظر جميل جدا " أخبرت تايهيونغ ليجيبني " أجل إنه كذلك "
كنا جالسين على غطاء لم أعلم من أين أحضره بينما أضع رأسي على كتفه و نحن ننظر إلى النجوم حاليا
نهض بينما تمتم ب " انتظر لحظة ، سأعود " لأنظر إليه باستغراب و هو يجري نحو السيارة حتى عاد و هو يحمل شيئا بين يديه
" تفضل " أعطى ذلك الشيء لي و قد كانت علبة جميلة خاصة بالهدايا
" أحضرت لك هدية شكر لكل ما فعلته معي و كذلك لأنك أدخلتني بيتك رغم أني غريب ، أرجو أن تعجبك " نطق بينما يمسك يدي ، هل أحضر لي هدية !
" نعم هي هدية لك افتحها " فتحتها بعد أن أكد لي بأنها هدية لي منه لأجد تيشرت جميل فردته لأرى ما كتب عليه لكني لم أستطع فالظلام حالك هنا
اشعل تايهيونغ الضوء بهاتفي لأراه ، كان تيشرت أحمر مكتوب عليه تايكوك ؟!
" نعم نحن تايكوك جمع لإسمي تايهيونغ و اسمك جونكوك " وضح لي لأفرح أكثر و أنظر إليه بعيون لامعة لأردد " تايكوك ، نطق اسمينا بطريقة لطييفة و كيووت "
نطقت بسعادة لأهرع و أعانقه بكل قوة بينما أقبل خديه " شكرا لك تايي هديتك جميلة جدا "
قهقه بسعادة ليجيبني " العفو "
حتى ألصق شفتينا لكن هذه المرة تحت السماء المرصعة بالنجوم اللامعة و التي شهدت على قبلتنا المحبة فوق ذلك الجبل
.