حب وغرام

1038 Words
             عنْدما أنْظرُ إليْكِ ،كأنّي لأولِ مرّة أكتَشِفُ جَمالكِ وأحاولُ أنْ أتمَّعن في تفاصِّيلك إلّا أنّنّي أرْتَبِكُ وأتَرَدّدُّ وأخْجَلُ ،مِثْلَ شابٍ صغيرٍ، يرى عروسَّه للْمَرّة ِالأولى . قالَها رّوفّان وَجلسَ بِجانِبِ مّارِّيّا التّي غَمَرَتْهُ بِحُبِّها قائِلة ً:كلُّ يومٍ يزدادُ تّعَلُّقِي بِك  ؛ ومنذُ أول لقاءٍ لنا. -كانَتْ والدتُّك ليَّ السّند وكانَتْ نِعْم َالأُم .أمّا رّوفّان الصّغير فهو ثمرة ُحبٍّ جميل ٍ،وحتّى رونا أشْعُرُ بأنَّها فِلْذَّة ُكبِدي . وأنْتَ يا زوجي وحبيبي !قليلٌ إذا ما قُلْتُّ عنْك العِشْق ُوالْغَرامُ والْقلبُ والرُّوح. أمّا وأنَّك تَسْتَّرْجِعُ ماضٍ جميلٍ!  سَّأخبِرُك بأمرٍ: عندما أسّرَّيْتُ لكَ بحبي ،لمْ أكنْ أتَصَّوَرُ أنْ نتزوجَ بعد أشْهر مِنْ صّداقتّنا وأنْ أتْرُكَ ورائيَ كلّ شىءٍ وأعيشَ معكَ في الرِّيف هنا جنّتّنّا على الْأرْض. اسمعني :لم نَكْبٌرْ على الْحُب والْغَزَل وزِدْنّي كلّ يوم ٍمنْه الْكثّير وسَوْف أوَّزِعُ على مَنْ حَولي الفرحَ والحبور. وأع**ُ سَّعادتّنا على ولدَيْنا لقدْ اشْتْقْتُ لَهُما كَثّيرا . وأنتظرُ قدومَهُما على أحّرّ مِنَ الْجَمْرِ، سنحتّفلُ بعيدِ زواجِنّا الْعشْرين ،لقَد كَبُرَ الأولادُ ولمْ نَكْبُرْ نحنُ على تَبادُلِ الْقُبَّلِ وعباراتِ العِشْق والْرُومانسِّية والْغَزَل. ماريّا هواي !وكلّ ما أحبُّ وجميعَ ما أملكُ !حَبيبتّي دائما" وأبدا"، وهَديَّتي لكِ: أنا شّخْصِّي الْكَريم. لا تَّتَّهَرَب ْ! أنتّظِرُ هَدِيَّة قَيَّمةً أيُّها الْبَخيل. يضْحكان ويُقَهْقِهان ويُتّابِعان رِوايتَّهما منْذُ تَّعَرُفِهِما على بعضِهما حتّى اللّحظة وقد غزا الشَّيبُ مَفْرِقَيْهما.وبدأتِ التَّجاعيدُ تَتْركُ آثارَها على وجْهَيِهِما. ومعَ ذلك لا زالَ لدَيْهما مُتَّسعٌ للرَّاحةِ وَوقْتٌ للْفَرَح ...   لمْ يَكُنْ على بالِ روفّان ومارّيا أنْ تقفَ شّاحنةٌ أمامَ منْزِلِهما ويَسْتَلِمو طَّرْدا" صُّنْدوقًا كبيرًا وأنْ يأتيَّ رِفاقُ روفان الابنِ ورونا كلّهم ليحتفلوا معَهُم بِذْكْرى زَواجِهم الْعشْرين وبالتّالي بِتّخرُجِهم وذهابِهم إلى الْجامعة. الْعامُ الماضي كانَ عامَ أحْزانٍ لمْ يفرحوا كما هو لازِم ٌوضروريٌّ بِسّبب وفاةِ الْجَدة . عيونُ الوالدِ والوالدةِ على الْجَمعِ الغفيرِ يبْحثونَ عن وجهيّ روفّان ورونا وفشِّلوا في رؤيْتِهما! دخلَ الجميعُ وقاموا بِتّزيينِ البَّاحةِ في الحديقةِ الأماميةِ وحضَّروا الطاولةَ. وجاءَ موْعدُ فتْح الْهدايّا وانتظروا ولديهما ! الاّ أنَّ رِفاقهم ورفيقاتهم أصّروا عليْهم أنْ يَفتَّحوا الصُّندوق ،وبعدَها يدخلُ روفان مع رونا. وباِلفِعْل فُتِحَ الصُّندوق على وقعِ موسّيقى حماسّية وخرجَ منه ...... روفّان ورونا وراحا يرْقصّان حوالي سّاعة والكلّ يصّفِقُ ويغنِّي ويَتَرَنَّم.. وفي ظّلِّ هذه الأجواءِ السَّعيدة وقف روفَّان الأب وسْط الْجَمْعِ يُلْقي كلِمَتُّه في الْمُنّاسّبة : اليومَ لا أبالغُ إذا ما قلْتُ أنّنّي وعائلتّي السّعادة ذاتَها ،وأنَّ الفَضْل لله الذي رَزَقَنّي زوْجتي رفيقتي صاحبتي ،والتّي تّحّمَلَتْ منّي العَجَب واسْتوَعَبَتْ أخْطائي وكانَتْ لي السَّند والْحُّب . وأنْجَبَتْ ليّ روفّان وربَّت لي رونا وقامَتْ على رِعايّة والدتي "رحمها الله" والتّي أُجِّلُّ وأحْتَّرِم. زوجتي أولادنا قدّموا أنفسّهم لنا هدية وهما أروع هدية وأنا أقدّم نفسّي لك يا هديتّي الغَالية وتقَّبلي منِّي قُبْلة وسِلسْال فيه حَرْفَيْن اثنين ميمٌ وراء كلاهما يجمعان عائلتنا الجميلة . ماريا روفان وروفان ورونا....مثّلث الرّاء تضّمهم الميم الحنّون الرّائعة. صَّفق الجميعُ وبدأوا يرقصون وبعدها اجتمعوا يتناولون شّتى أنواع الطّعام والحلوى .. وكانت سّهرةٌ من أجملِ السّهرات.  بقيَّ الرِّفاقُ والَّرفيقات في منْزلِ روفّان صّار البيْت كأنَّه فندقٌ شّعبي ... صباحا" ودّع الرفاقُ والّرفيقات الْعائلة وتَّوجَّهوا صوْب المدينةِ وفي نفوسِّهم غبْطة وفي قلوبِهم سُّرور.  وارتَبطوا بوَعد مع روفان ورونا بأنْ يعودوا إلى الْمزرعة في أيَّة مناسّبة ووقْت ما يشّاؤون.. أمّا العائلة التأمَت تُقَّيِمُ الْعشْرون عاما" وتتداولُ شؤون مسْتقبل ولَديْهما .. رونا قدَّمت أوْراقها إلى كليّة الاعلام، وروفّان مُصِّر على كليّة الْعلوم والمَواردِ الطَّبيَّعية . حتّى يساعدَ والديّه في عملِهما وفي الْمزرعة. أما رونا لقد بدأتْ تعيشُ أجواءَ الاختصاص هي تشْغلُ مْنصِب مُراسل لِوسّيلةٍ إعلاميةٍ على وسّائل التّواصل .... وروفّان وكأنّه خاضِعٌ لدّورات في البيئة وعلومها وفي الزّراعة والنبّات والهواء والماء... وفي جَلْسةٍ هادئةٍ روفّان الأب مع روفاَّن الابن، بدأ َالشّابُ يشْرحُ لوالده مدى تعَلُّقه بِعلوم الطَّبيعة وكيف ؟أنّه اكتسبَ مِنْهُ ومِنْ بيئتهِ الْكثير مِن المعلوماتِ عن التّربة والنّبات وعن علمِ الْحيوانِ وعنْ أمورٍ لوْ أوليْناها الاهتمام لكنّا وَفّرنا على الأرض الكثير من الْجفاف واليباس والنّفايات التّي لا تتحلَّل وحتّى كنّا بمنْأى عن تلوُّث الْهواء والْماء . الطّاقة المتجدّدّة هدفي ومعها الزِّراعة لذلك ستكون سّنواتي الأربعة رحْلة تُفيدني في عملي معك ومن الْيوم اعتبرني موظف عندك. ضحك الاثنان!  وفي الْمقلب الثّاني كانَتْ رونا تقرأُ لماريا تقريرها الاخباري الذي سترْسِلهُ إلى الوَّكالة الاعلامية وهي جدا" مسرورة ٌلأنّها ستدرسُ في الجامعة وسوف تعملُ أيضا" وبكثيرٍ من التّحفيز وعظيمِ حنّان، غمرَتها وحضّنتها وقبّلتها وقالت لها أنتِ أروع اعلامية في الكون.!.. :"المحبة ُليْسَت مبدأ ولا هي قانون ولكن إذا ما سّادت بيْن البَشر تتّملكُهم مشّاعر سّامية وتسْكنهم أحاسيس نورانية! ونزلَ الشّابان إلى المدينة كلٌّ إلى جامعَته ومكانِ سّكنه . وكانّا على اتصال دائمٍ ببعضهما يتشاوران يتحاوران يناقشان أمور شّتى ...وأيضا" كانا يتواصلان يوميا" مع "روفان الرؤوف وماريا الحنونة". وتمضّي الأيام وتمرُّ السّنين وتتّوالى الأحداثُ والكلّ في خليّة لا تهْدأ ولا تسْتّكين في حياة ٍكلّها علمٌ وعملٌ وعائلةٌ وكثيرٌ من التّلاحمِ والوّد والرأفة والّرحمة والحُب. في المزرعة عمّال وح*****ت وأشْجار مثمرة .. وانتاج ومحصولٌ للبيْع وللتّوزيع وهدايا للجيران ومؤونةٌ للبيْت . خيرُ الأرض كثيرٌ وكرَمُ الوالدان عظيمٌ والدّنيا تضْحكُ لكلِّ مجتهدٍ وتبْلغّه نصّيبه من الرضّى والسّعادة. وتضْحك مِمَّن لا يسّعوْن فالحياة وقت للسَّعي وعملٌ دؤوب.. ومن وقت لآخر كان روفان يمارس شغفه في مزرعة جده مع والده ووالدته يساعدهما في الزرع والنكش والسقاية والقطف والتوضيب وحتى أنه كان يرافق السائق لتسليم المحصول الى التجار في السوق . وروفان سعيد بابنه يراه أمامه كما كان جده تماما" . عبق تّراب الأرض يزيده حماسة وحيوية .وأريج الزهر يجعله في ***ة الفخر ويوسمه ولدا" صالحا" ومستقبل جميل ... ورونا الجميلة كتبت لوالديها رسالة وكانت واجب عليها للجامعة والمطلوب أن تكتبَ مختصرٌ عن علاقتها بوالديها وعن عاطفتها اتجاههما... كتبت لتنال رضى روفان وماريا قبل أن تقدمه للأستاذ في الجامعة وقالت: روفان لم يكن يوما" والدي وماريا هي ليست فقط أمي روفان صديقي ورفيقي ومخزن أسراري ومعه أمتلىء جمالا" واتسع دلالا" وَأزداد أناقة وأتوج ملكة للفصّاحة وأمي الرائعة معها أكون لعبتها تّارة وأمها تّارة وابنتها تّارات وأيضا" أكون معها ملكة للبّلاغة بكلمة واحدة هما بياني وأما ش*يقي هو الدواة والقلم وكلّ ما في حياتي من إرادة وتصْميم ونجاح . عائلتي مِّحجتي دائما" وقتَ تزدَّحم المتَّاعبُ فوقي وهي منتزهي عندما تميلُ النَّفسُ إلى الراحة. وهي وطني وسّكني وكتّابي الذي أقرأه وقصّيدتي التّي أُنْشّدُها ومَقالتّي التِّي أرغبُ في أنْ أنال عليها علامة ممتازة. الشكر لله الذي عوضني بها عن كلّ الوُّجود . الدّهشةُ تعلو وجوه روفان الكبير والصغير وماريا وواضحة جدا" علامات التأثر لقد أدمعت عيني أمها وبلغت من وتين أبيها وتملكت قلب أخيها وفكره. وبعبارات التهنئة ومفردات المحبة ردت العائلة مجتمعة على رونا الطالبة المجتهدة المتفوقة في مجال تخصصها. حبيبتنا كلّنا وردتنا الجميلة شذى بيتنا الطيب وضحكة العائلة الدائمة تابعي في مسيرتك ونحن معك وستصلين الى مبتغاك وتحققين حلمك ان شاء الله. بانتظارك في اجازة الأسبوع لنرتوي من نور وجهك  ولنقضي معا" أوقاتنا السعيدة المفيدة .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD