الفصل الاول
صفعها بكل قوته لترتطم بالحائط الذي تقف أمامه، اهتز جسدها بقوه، تأبى ان تتحدث، تأبى أن تدافع عن نفسها فتكون النتيجه ماترفضه هى بشده، وهى ان يعرف الحقيقه التي تحملت من اجلها كل مايحدث لها الٱن، فأغمضت عينيها، اغمضتهم بألم ولكنها إبتسمت! تبتسم ببساطه!، وهى تقف امام رجل لا يرحم، وهى تعي ذلك جيدٱ، تعلم انه لن يتركها بهذه البساطه، وتعلم ان صفعه لها ليس أخر مايستطيع ان يصل اليه، فهو لديه الكثير، ليس هو ذاك الرجل الذي يستطيع احدهم ان يخطئ معه مجرد خطأ، مهما كان بسيطٱ، رجل بقلب فظ، تتخيله هى أحيانٱ انه لا يشعر، ولا يمتلك قلبٱ بين ضلوع ذاك الص*ر العريض.
استند بكلتا يديه على الحائط الذي تلتصق به بجسدها الممشوق، فأصبح محاصرٱ لها بين يديه
خرجت حروفه من بين أسنانه بغلظه لم ترى لها مثيل وحرارة انفاسه تلفح وجهها المغطى.
ساهر: مين اللى خلاكى تسرقى الورق ده من مكتبى؟
كادت ان تتكلم ولكنه قاطعها بقوة صوته الذي ما أن سمعته كادت ان تشعر انه فحيح أفعى بالجوار، فيص*ر فى نفسها المرتاعه مزيجٱ من الخوف والقلق ومزيدٱ من الرعب.
ساهر: صحيح انا لحد دلوقتى معرفتش انتى مين ولا شوفت وشك اللى تشويهه هيكون على ايدى، اوعى تكونى فاكره ان عملتك سهله، وهتعدى بكلمتين وألمين وهتروحى بيتك تنامى وترتاحى وترجع حياتك طبيعيه، يؤسفنى أقولك ان حياتك اللى فاتت كوم، وحياتك اللى جايه كوم تانى خالص
نطقت اخيرٱ والخوف بادً على كل حرف تنطق به خصوصٱ عندما اصطكت اسنانها ببعضها وهى تقول بحروف متقطعه
ماريا: لـ..ليه ده كله؟
نظر اليها وهى مغطاه بذلك الوشاح الغبى، أراد أن ينزعه فينتزع معه جلد وجهها.
ساهر بتهكم: ليييييه كلللل ده!!!، هو انتى للدرجه دى مش حاسه بقدر اللى عملتيه خالص، وحتى معندكيش ذرة ندم؟
ثم بدأ يتصنع التفكير بسخريه منها
ساهر: إممممممم، يمكن عشان انتى لسه متعرفيش مدى الجد فى الكلام اللى بقولهولك وفاكره انه مجرد تهديدات؟، ايه رأيك نبدأ وتجربى؟
تحدثت ماريا بخوف أشد مما سبق، فهى تشعر الٱن انها ستختنق بفعل قرب انفاسه من صفحة وجهها، وبفعل الوشاح الذي تضعه على وجهها لتتم خطتها على اكمل وجه، وبفعل الموقف الكئيب المخيف بأكمله
ماريا: انا... أ....أقصد ان ورقك عندك وانت.....يعنى..... حضرتك مخسرتش حاجه...هتستفاد ايه من عذاب واحده زيي؟
شعر انه اعطاها وقت اكثر من اللازم واكثر مما تستحق تلك الحشره التى تجرأت على ان تدخل مكتبه..الذي يسميه مملكته الخاصه به... ثم تجرأت اكثر واكثر لتمتد يدها الى احد ملفاته ف*نتزعه بمنتهى الجهل والغباء تفكر بأنها كما استطاعت ان تدخل الى ذاك المكان المقدس بالنسبه له فستستطيع ان تغادر منه بمنتهى السهوله حامله غنيمتها، منتصره عليه، وقد زادت من اشتعال نيرانه المستعره مسبقٱ تلك الكلمه (منتصره عليه)!!!!، كيف لها او لغيرها ان ينتصر علييييه؟!!!!
ففاجئها بصفعه مجددٱ، منتزعٱ فى نفس اللحظه الوشاح الذي تخبئ به وجهها، يا لها من حمقاء!!، أيستطيع هذا الوشاح ان يخفى ملامحها الى الأبد مثلٱ؟؟، تلك الملامح الـ.... ماذا؟، ماهذا؟
يحدث ساهر نفسه وهو ينظر اليها بعينين مندهشتين.
ماهذا الجمال الساحر؟، أهذه من البشر؟، أم حورية بحر فاتنه، بل رائعة الجمال، تمثلت فى ثوب بشريه خصيصٱ لتظهر له،فتسحره بعينيها؟؟
"أفق يا ساهر، أفق، ماكان هذا طبعك من قبل فى التعامل مع من يتجاوز حدوده معك، فلا تجعل مجرد جمال خادع يثنيك عن طريقة تعاملك فى الحياه مع أمثال هذه الـ...الحوريه
فلتت من بين شفتيه ابتسامه لتلوى زاوية فمه، يضحك من نفسه، هل هو نفسه من كان منذ ١٢ ثانيه يريد ان يدمرها تدميرٱ، فضحك أكثر عندما تذكر صفعاته على هذا الوجه، الذي إذا رٱه قبلٱ ما كان ليصفعها أبدٱ.
ظلت تنظر له بعينين حائرتين وفم مفتوح جزئيٱ، تبتلع ريقها بين الفينه والأخرى، تحاول ان تتوقع مايدور بعقله، هل سيصفعها مجددٱ، أم سيحاول ان يأخذ منها الحقيقه ثم يلقيها لرجاله ليفعلوا بها مايشائون مكملين بذلك عذابها الذي لا ينتهى، ولن ينتهى بعد أن رأت ذلك الرجل المتكبر الذي يرى نفسه يمتلك العالم بأسره ولا يجرؤ احد على الظهور فى صورة عالمه الخاص والا سيسحقه بقدمه غير مبالٍ به
كانت هى من بدأ بالتحدث أولٱ، بصوت مرتجف، حاولت ان يبدو قويٱ رصينٱ، بما يليق بالكلمات التى ستض*بها فى وجهه، وليحدث مايحدث، فهو الى الٱن صفعها مرتين، فلا داعى للخوف من المزيد من الصفعات.
ماريا: انا مش ضعيفه زى مانت فاكر، وتهديداتك مش مخوفانى، اعمل اللى تقدر عليه، لو عايز تقتلنى حتى اقتلنى، انا مش بخاف من الموت، انا جيتله برجلى ومهما عملت مش هتراجع.
ابتسم ساهر من كلماتها على ع** ماكانت تتوقعه تمامٱ، وهو يعلم انها خائفه وانها لم تكن لتتوقع انه سيبتسم إثر إنتهائها من كلماتها، ولكنه يضحك بسخريه منها، من تلك التى تتخبط بداخلها ذعرٱ ولكنها الٱن تتحدث بقوه فى مشهد بطولى تظن انه سيذكره التاريخ لها، وهى تجابه رجل مثله!!!
ولكنه حررها من بين يديه، ثم ادار وجهه بعيدٱ عنها ليتخلص من سحر عينيها عله يعيد الى نفسه توازنها فيكمل ما بدئه معها، فهو وبرغم تأثره بها الا انه لا ينسى انها ارتكبت فى حقه اشد مايكره، الا وهى الخيانه، نعم انه لا يعرفها من قبل، على ع** ماكان يظن قبل أن ينزع عنها وشاحها، ولكن الخيانه واحده بالنسبه له سواء اتت من قريب او غريب...
قال بصوت متسائل: جتيله برجلك ازاى؟، ومش هتتراجعى عن ايه؟
اندهشت من تركه لها بسهوله واندهشت اكثر من صوته الذي لا يحمل اى تعبير عما بداخله كما كان منذ قليل، فما الذي حدث؟، اهو لطف ورحمه من الله لانه وحده يعلم طيب مقصدها من هذا الذي تفعله الٱن؟.
استدار لها مرة اخرى عندما طال **تها
ساهر: اتكلمى، لو انتى متعرفنيش كويس فانا مبحبش اعيد كلامى مرتين.
نظرت له ماريا بعين متحديه ثم قالت بثبات: معنديش حاجه اقولها.
ضحك بهستيريا من ردة فعلها وتماسكها المفاجئ، فهو لا يعلم من اين اتت بتلك الثقه، منذ دقائق كانت ترتجف بين يديه، أيمكن أن تكون شعرت بتأثيرها عليه؟، فازدادت ثقتها بنفسها؟
ولكن كل احتمالاته، بل ابعدها لم تكن هى حقيقة مايحدث داخل ماريا تلك الفتاه الرقيقه المؤمنه، التى ما ان تذكرت ربها حتى ايقنت انه الٱن معها، وان خطأها الوحيد فى هذه الليله انها لم تتذكر ذلك، فليسامحها الله، فقد كان ماتمر به قويٱ عليها، الغى لها عقلها وكأن ماحدث معها كالحلم الذي تتوقف بداخله الحقائق، فلا ترى العين الا احداثه وفقط..
تحدث ساهر بوجه متجهم فجأه بعد أن قطع ضحكاته المتتاليه
ساهر: جبتى الثقه دى كلها منين؟، يعنى دخلتى المكان الغلط اللى تغلطى فيها غلطه زى دى، وواثقه من نفسك اوى فالتوقيت الغلط وادام الراجل اللى مش مناسب معاه ثقتك بنفسك وكلامك المختصر ده، انا لحد دلوقتى ماسك نفسي انى اسيبك للرجاله اللى برا دول يعملوا فيكى ما بدالهم، وقولت دى بنت برضو ومتتسرعش واعمل محاوله انها تتكلم، قبل مانفذ الاصعب على خيالك نفسه.