-أتظنين أنهم لن يشكوا بهذه الأوراق؟
قالت ناعومي هذا بعد يومين مما حدث فقد بحث كلاهم أولاً عن عنوان الشركة الخاصة بألان عن طريق بطاقة العمل التي وجدوها بحقيبة ناعومي وعندما وصلوا إلي هناك شهق كلاهم من ضخامة وروعة المبني وهناك دخلا كلاهم وعرفت ناعومي أنها تعمل بالسكرتارية مع بضعة سكرتيرات أُخريات وعندما رأتها رئيستها المباشرة بالعمل وبختها علي التأخر وعلي استقبالها لضيفة أثناء موعد العمل فتصنعت المرض وقدمت علي أجازة لمدة يومان وبعدها عاد كلاهم للمنزل ولحسن الحظ كانت والدة ناعومي بالخارج ووجدت ناعومي الكارت الممغنط بحقيبتها الذي يفتح القفل لباب المنزل فدخلا كلاهم وبحثوا بأوراق توماس وهناك عثرت دانا علي ملف كامل عن أحد المزورين فكتبت دانا عنوانه بسرعة ودخلت بعدها غرفة ناعومي لتبحث عن أي نقدية لكنها لم تجد وعندها تذكرت الفيزا التي تحملها ناعومي بحقيبتها ولحسن الحظ ناعومي كانت نمطية للغاية فقد كانت تحتفظ بكلمة السر في هاتفها فقالت ناعومي لها بقلق:
-أتعتقدين أن هذا الأمر سيكلف كثيراً وهل ستكفي النقدية التي أمتلكها؟
كانت ناعومي كثيرة الشكوي وكثيرة التساؤل وكانت دانا علي قدر المُستطاع تحاول كبت ألمها الشخصي لفقدان حياتها بكاملها من أجل أن تهون الأمر علي ناعومي فهي طفلة وجدت نفسها سجينة في جسد امرأة ناضجة وهذه كارثة فقالت لها بهدوء:
-لا أدري يا ناعومي أن كنتِ مسرفة أم تقتصدين!
ثم اتصلت دانا علي رقم الهاتف المرفق مع الملف وقالت للرجل الغليظ الذي رد عليهم من الطرف الأخر أنها أخذت رقم هاتفة من توماس ويلسون المحامي المكلف بقضيته وأنها تحتاج لهوية وأوراق أخري لن يتمكن من تصنعهم سواه فقال لها ببساطة:
-حسناً سأعطيكِ العنوان أحضري خمسة ألاف دولار.
فأغلقت دانا الخط بارتياح وقالت لناعومي:
-ألم أقل لكي أن الأمر سهل وعلينا فقط التفكير والتدبير.
وبالفعل ذهب كلاهم للقائه وقام هو بأخذ صورة لدانا من هاتفه و قال أن الأوراق ستكون جاهزة باليوم التالي ،وقد كان فسألتها ناعومي وهم بالشركة بالفعل عن كونهم سيشكون بالأوراق فقالت دانا بثقة:
-ولماذا يشكوا؟ الأوراق تبدو سليمة تماماً وبها شهادة خبرة معقولة عن عملي مسبقاً بهذا المجال بولاية أخري ؛فلا أعتقد أنهم سيشكون.
وعندما سألت ناعومي زميلة لها عن الأجراء الذي يتبع حتى تعمل دانا معها أخبرتها زميلتها وهي تضحك:
-صديقتك محظوظة فلقد سمعت للتو أنهم يريدون سكرتيرة جديدة بالقسم الإداري.
وهنا ضحكت دانا قائلة لناعومي:
-أرأيتِ كل الظروف ممهدة لمساعدتنا أذهبي إلي مكتبك أنتِ وسوف أقدم أوراقي وأبلغك لاحقاً بالنتيجة.
فقالت ناعومي بتذمر:
-وكيف سأعمل؟ أنا لا أدري كيفية التصرف و..
فقالت دانا بضيق من تذمر ناعومي من كل شيء ولضيق حيلتها واعتمادها الكلي عليها:
-الأمر ليس صعب يا ناعومي عندما تقعين بمأزق اسألي أي شخص من زملائك ولن يبخل عليكِ بالمعرفة.
واتجهت دانا لمكتب سيد هوبكنز المسئول عن تعيين السكرتيرات كما أخبروها وقدمت الأوراق لسكرتيرته فقالت لها السكرتيرة:
-لقد أتيتِ بالوقت المناسب فلقد استقالت أحدي السكرتيرات فجأة دون إنذار وكنا علي وشك وضع إعلان بالصحيفة المرئية انتظري هنا وسأري أن كان سيد هوبكنز سيقوم بالمقابلة الشخصية معك الآن.
وعندما خرجت للبهو وجدت ناعومي مازالت واقفة كالتمثال المجمد بانتظارها فقالت لها دانا بغضب:
-ماذا تفعلين عندك ألم أخبرك بالذهاب لمكتبك؟
فقالت لها ناعومي ببراءة شديدة جعلتها تود أن تفرغ كل توترها وغضبها بوجهها:
-لقد أردت الاطمئنان فقط عليكِ وليس أكثر.
يا ألهي أنها حقاً طفلة ف*نفست بعمق حتى لا تفقد أعصابها:
-لا تقلقي سأدخل للمقابلة الشخصية بعد قليل وسأخبرك بالنتيجة ما أن أنتهي.
ف*نهدت ناعومي بقلق وفجأة وجد كلاهم رجال الأمن ينهضون من مكانهم ترحيباً بشخص ما يدخل المكان فنظر كلاهم في اهتمام ليروا من القادم ووقع قلب ناعومي أرضاً بهذه اللحظة أنه ألان ؛يا ألهي لقد أصبح أكثر جاذبية وأكثر طولاً ؛كان يرتدي بذلة أنيقة ويصفف شعره للوراء بعناية ودخل المكان بهيبة وشموخ وسار بثقة في البهو دون أن يلتفت يمني أو يسري واتجه للمصعد ومعه اثنان من السكرتارية ف*نهدت ناعومي وقالت وهي تشعر بالانهيار:
-هل رأيت كيف صار ألان؟ يا ويلي أنه جذاب جداً بطريقة تفقد الوعي وتطلبين مني إيقاع هذا العملاق بحبي؟ أنتِ تتوهمين حتماً.
فقالت دانا باهتمام وقد تأثرت بمظهره هي الأخرى:
-لقد وقع فعلاً من قبل لذا بالتأكيد أن أتت الظروف المناسبة ليتعرف بك بشكل أفضل سيقع في حبك من جديد ثم هذه أول مرة أراه بهذه الرسمية فمن قبل كنا نقيم سوياً وكان يتصرف دوماً ببساطة ؛مهمتنا ستكون صعبة ؛لكن لا تقلقي سأكون معك خطوة بخطوة.
-أنا خائفة كثيرا يا جدتي ؛أقصد يا دانا ؛هذا عالم مختلف عن عالمي و..
تأففت دانا وصاحت بها بعصبية:
-أنضجي يا ناعومي ودعي مخك يعمل ..فلا يمكنك الاعتماد علّي وجودي طوال الوقت.
قالت ناعومي بغضب وهي تكاد تبكي:
-الأمر سهل لكي فأنتِ كبيرة بالسن ويمكنك التصرف في مثل هذه الأمور بينما أنا..
قاطعتها دانا قائلة بحسمكي توقفها عن الرثاء بحالها:
-كلا يا ناعومي أنتِ لستِ بصغيرة لذا كفي عن الرثاء لحالك وفكري معي فلن تدعيني أدبر لكل شيء وحدي.
قاطع كلامها بهذه اللحظة الموظفة وهي تناديها قائلة:
-دانا أدامز تعالي معي سيد هوبكنز بانتظارك.
نظرت دانا لناعومي وقالت لها:
-علي مكتبك هذه المرة ولا تنتظريني.
ثم ابتعدت عنها فاضطرت ناعومي للذهاب لمكتبها وهي قلقة بينما دانا دخلت بثقة للقاء هوبكنز هذا.
***
-تباً الأمر صعب للغاية.
قالت ناعومي هذا بغضب شديد وهي تكاد تبكي علي حالها فلقد وجدت علي مكتبها عندما عادت له عديد من الملفات وظهرت بعدها رئيستها المخيفة وقالت لها:
-هذه الملفات عليك إنهائها بخلال ساعة قومي بإضافتها علي البرنامج بالكمبيوتر وتنسيقها ودمجها مع الملفات ذات الصلة.
وكيف لها فعل ذلك؟ هي لا تعرف بعد كيف تعتاد علي الكمبيوتر بهذا الشكل المعقد صحيح أنها تعرف التعامل مع ذلك النوع الذي بلا شاشة لكن كل البرامج التي اعتادت عليها وتعلمتها قد تغيرت و تطورت لأخرى غريبة ومعقدة ؛هذا حقاً متعب للأعصاب وكل ما تعلمته في عصرها أصبح عقيماً الآن ؛قامت بسؤال أحد زملائها المساعدة ؛لكن تلك المرأة السخيفة تجاهلتها هي وتلك الأخرى التي تدعي تارا ؛أه ماذا تفعل؟ والوقت يمر هذا حقاً سخيف جداً نظرت للكمبيوتر أمامها وهي تكاد تبكي.
-لماذا هذا التكدير علي وجهك يا ملاكي؟
جفلت ورفعت رأسها بسرعة لتري من الرجل الذي قال هذا فوجدته شاب في سنها الحالي تقريباً يقف علي مقربة منها ويحدثها بود ؛لابد أنه يعمل معها بالشركة نظرت له جيداً ؛كان أشقر ولطيف عيناه خضراوين يمكنها أن تقول أنه ليس وسيم أو جذاب ؛ربما جميل أقرب لوصفه ؛ويبدو أنه يعرفها جيداً فقالت له بتوتر عله يساعدها:
-هل يمكنك مساعدتي قليلاً؟
ابتسم فوراً قائلاً بترحاب:
-طلباتك أوامر يا أميرتي.
ما باله هذا الأ**ق؟ هل علاقتها به بهذه القوة ليلقبها بملاكي وأميرتي بهذا الشكل؟ أم هذه ألفاظ يقولها للجميع بمحبه فقط؟ فقالت له وهي تتن*د واضعة يدها علي رأسها:
-لدي صداع مزعج وهناك ملفات كثيرة أريد إنهائها و..
وجدته فجأة يسحب كرسياً ويجلس ملتصق بها قائلاً:
-أمر بسيط يا ملاكي ؛فقط أسترخي أنتِ ؛صحيح عملك لا يمت بصلة لعملي بالمحاسبة لكن عملكم من أسهل ما يمكن دعيني أري.
وأخذ أول ملف وقرأ عنوانه وبدأ يبحث علي الجهاز عنه لاحظت ناعومي ما يفعله وهي تحاول الفهم ب**ت حتى أنهي كل شيء سريعاً واستطاعت هي بذكائها أن تلتقط ما يمكنها فهمه والتعامل معه؛صحيح تاهت كثيراً بسبب سرعته في التعامل مع الكمبيوتر لكن علي الأقل فهمت كيف يمكنها البدء ؛ابتسمت له قائلة:
-شكراً لك ؛أنت رائع لقد أنقذتني للتو من تلك الشمطاء التي كانت ستوبخني علي التأخير
ضحك علي وصفها لرئيستها وقال باهتمام:
-أنا تحت خدمتك يا ملاكي أنا لازلت لا أصدق أنك أخيراً احتاجتني بشيء ما.
ضحكت ناعومي بخفة ووقتها دخلت رئيستها وما أن رأت ذلك الشاب قالت بغضب:
-ماذا تفعل هنا مجدداً شون؟ عود إلي مكتبك ؛المرة القادمة التي أراك بها تغازل ناعومي سوف أبلغ رئيسك المباشر مفهوم.
أذن هذا الشاب يغازلها؛ حقاً! ابتسمت ببلاهة لمعرفة أن أحدهم يحوم حولها فقالت لها رئيستها بغضب عندما ذهب شون غاضباً دون أن يرد:
-هل أنتِ سعيدة كونه يحوم حولك بهذه السماجة؟ لابد أنك فقط ضيعت الوقت مع هذا السمج ولم تنهي عملك.
فقالت ناعومي بثقة وهي تنظر إليها بتحدي:
-بل أنهيت كل شيء.
ونظرت لرئيستها بتحدي وهي تضم ذراعيها لص*رها بثقة.
***
-حسناً هل أنتِ مستعدة؟
تن*دت ناعومي بتوتر وقالت:
-نعم مستعدة لكن ؛هل أنتِ واثقة أن هذا كفيل بلفت انتباهه؟
تأففت دانا للمرة التي لا تعرف كم من كثرة تأففتها أنها تحاول مع ناعومي بشتي الطرق لكن عدم ثقة ناعومي بنفسها سوف تدمر كل شيء ودانا تحاول أن تعطي تركيزها كامل لها دون التفكير في بيت أو في أبنائها الذين لا تعرف كيف يبلون دون وجودها حالياً في حياتها فقالت لناعومي بضيق:
-لقد سألتني هذا السؤال أكثر من عشر مرات ؛لذا كفي عن السؤال وثقي بنفسك ؛لا تنسي كما تدربنا فها هو قادم.
لقد مر أسبوع أخر بهذا العصر ،وجينا والدة ناعومي بدأت تتذمر بالفعل من بقاء دانا بمنزلهم وقد تحججت ناعومي بأنها عادت من السفر حديثاً وتبحث عن شقة خاصة لها وهذا جعل جينا تتوقف عن الإلحاح للوقت الحالي وأيضاً بدأت دانا عملها بالشركة ،وطبعاً عرفت بأمر شون من ناعومي وقالت لها بالفعل عن أنها بالعصر الآخر أخبرتها أنه كان هناك شخص يدعي شون كان يصيب ألان بالغيرة الشديدة ،وأنه هو من دفعه للاعتراف لها بحبه بتلك الطريقة الخيالية فسعدت ناعومي لذلك كثيراً ،وبدأت تعامل شون بلطف خاصة أنه ساعدها أكثر من مرة بعملها فكلما واجهتها مشكلة أو صعوبة بالعمل كان يساعدها دون مقابل ودون شكوى ،وطبعاً دانا لم تتوقف عن خططها بالنسبة لألان فلقد بدأت دورة مكثفة لمراقبته طيلة الأسبوع الفائت حتى أصبحت تعرف كل تحركاته ،وقد عرفت أنه بالقرب من فيلته هناك نادي صحي يذهب أليه ثلاث مرات بالأسبوع قبل الذهاب لعمله وهو يرتدي الملابس الرياضية وبما أن النادي قريب كان لا يستقل سيارته؛لذا كانت خطتها مناسبة تماماً لهذا فقالت دانا لناعومي بقوة:
-الآن.
ف*نفست ناعومي بتوتر وبدأت الركض بسرعة شديدة وكما تدربت مع دانا كانت تنظر حولها بتوتر وخوف ،وكان هذا طبعاً حقيقي فهي مرعوبة كثيراً مما يمكن أن يحدث وعند مفترق الطريق لفت بسرعة شديدة وهنا حدث تماماً ما توقعته فلقد ارتطمت بألان بقسوة وعنف ووقعت بين ذراعية بطريقة كادت تودي بسقوطه أرضاً ويفقد توازنه ؛فنظر ألان لها بغضب قائلاً:
-ا****ة ألا تنتبهين!
ابتعدت ناعومي بألم وقلبها يدق بمطارق من حديد مما جعلها ترد عليه بتلجلج شديد:
-أنا أسفه ؛يا ألهي ؛سيد كيرك أهذا أنت؟
نظر لها جيداً وقال:
-مهلاً أنا أعرفك فأنتِ تبدين مألوفة لي ؛أنتِ تعملين بشركتي أليس كذلك؟
قالت بتوتر:
-أه ؛نعم هذا صحيح ؛معذرة الآن وأنا أسفه مجدداً.
وسمع كلاهم رجل يناديها قائلاً بغضب:
-أنتظري يا ناعومي ؛لقد رأيتك.
التفتت ناعومي بتوتر وقالت لألان:
-معذرة يجب أن أذهب فوراً.
وحاولت الركض مجدداً عندما أمسك هو يدها ليوقفها قائلاً:
-ما الأمر؟ هل هناك مشكلة ما؟ أهناك أحداً يقوم بتهديدك؟
فكرت ناعومي بإعجاب كم هو شخص شهم ؛فلو أي شخص عادي لم يكن ليهتم ،وتذكرت سريعاً عندما أنقذها بالمدرسة ،فقالت لتمنع نفسها بالاسترسال بالأفكار:
-أنا أسفه ؛لا تشغل بالك وداعاً.
وأكملت ركضها بسرعة فنظر ألان للرجل الذي يركض ورائها والذي توقف بجواره ليلتقط أنفاسه قائلاً بغضب:
-لقد كانت ناعومي ويلسون من تقف معك أليس كذلك؟
نظر له ألان بطريقة جعلته يتأكد أن ألان لا يعرف أسمها بتاتاً وقال له بتساؤل:
-ما الأمر ؟ لماذا تطاردها؟
قال له الرجل بغضب:
-ولكني لا أطاردها ؛هي من تهرب مني منذ اعترافي لها بالحب.
فقال له ألان بقسوة:
-وأنت ألم يهدك عقلك للفهم بأنها ترفضك!
نظر له الرجل بغضب وهاجمة قائلاً:
-وما شأنك أنت؟ لا تتدخل فيما لا يعنيك.
ثم تركه وذهب راكضاً ليبحث عنها فهز ألان رأسه بدهشة ؛لكن قبل أن يتحرك وجد أي باد علي الأرض أمامه ؛ففكر أنه لابد سقط من تلك المرأة ؛ماذا كان أسمها؟ أه ناعومي ويلسون ؛حسناً عليه أن يرده لها فالتقطه من الأرض وتابع طريقة.
فقالت ناعومي باهتمام وفضول لدانا:
-هل التقطه؟
ابتسمت دانا وهي تزيح الشعر المستعار والشارب قائلة:
-نعم فعل ؛سترين الآن أنك قد لفتي انتباهه.
فردت ناعومي عليها في عدم ثقة بنفسها:
-أتعتقدين هذا؟
فأومأت دانا برأسها بعدم ثقة هي الأخري من غرابة الوضع فهو بالكاد تعرف علي ملامحها ولم يكن يعرف حتى اسمها ولا تفهم ما هو تفسير هذا الشيء العجيب فقالت لناعومي ببطء:
-بالتأكيد ؛لكن يبدو يا ناعومي أنك لم تلفتي نظره من قبل أبداً فهو حتى لا يعرف أسمك ؛عندما أفكر بهذا أفقد عقلي ؛أي طريقة استخدمتِ بهذا العصر حتى لا يشعر بكي هكذا؟ يبدو أنكِ خجولة وغير واثقة من نفسك ؛هذا مختلف عما رأيته بالعصر الآخر فهناك كانت ناعومي محبة للحياة ,واثقة من نفسها ,مختلفة عنك كثيراً.
تن*دت ناعومي بيأس قائلة:
-بالتأكيد لم يكن لديها ما يعزز ثقتها بنفسها.
قالت دانا بقلق:
-لقد تعقدت المهمة ؛لكن لا بأس لنري ردة فعله أولاً؛هل سيبحث عنك ليرد جهازك لكي أم لن يهتم.
ضحكت ناعومي قائلة بمرح:
-بالتأكيد لن يطمع به ؛الطبيعي أن يبحث عني ليرده لي فهو رائع وشهم للغاية.
فقالت دانا تؤكد كلامها:
-بالضبط لهذا قلت له أسمك بوضوح ولابد أنه لم ينسه ؛ والمفترض أن ينظر لكي الآن باختلاف فتلك المرأة العادية التي لم تلفت نظرة هي فتاة جميلة ومرغوبة ويطاردها الشباب ؛أعتقد أن هذا سيجعله ينظر لكي علي الأقل كامرأة مرغوبة.
ابتسمت ناعومي بهيام وقالت:
-ليت عمري ؛أرأيتي كم هو وسيم ؛أه كم أحبه لقد كدت أفسد كل شيء عندما تحدثت أليه وجهاً لوجه .
ضحكت دانا عليها وهم بطريقهم إلي الجراج العمومي الذي تركن به سيارة ناعومي لكن وهما يسيران جنباً إلي جنب خرجت سيارة مسرعة من الجراج كادت أن تصدم ناعومي بل لقد وقعت ناعومي أرضاً بالفعل فصاحت دانا قلقاً عليها وقالت بغضب لسائق السيارة:
-أيها الأ**ق ؛لقد كدت أن تقتلها.
فترجل الرجل من السيارة بسرعة ونظر لناعومي متجاهلاً دانا وقال لها بلطف:
-هل أنتِ بخير؟
نهضت ناعومي ببطيء وقد ألتوت قدمها بشكل مؤلم وهي تقول:
-نعم أنا بخير لا تقلق نفسك بشأني.
فاتجهت له دانا وهي تقول بغضبمقاطعة كلامها البريء:
-أنها تتألم و لا تستطيع التحرك ؛أن كنت لا تستطيع القيادة بشكل سليم لا تقود ؛لماذا علينا دفع ثمن حماقتك؟
التفت أليها الرجل ناظراً لها بضيق وهو يقول غاضباً:
-لا داعي لهذا الكلام الجارح يا آنسة ؛أنا سآخذها فوراً للمشفي وسوف أعالجها علي نفقتي.
لم ترد دانا بل نظرت له بذهول وفقدت النطق تماماً؛فمن تراه أمامها الآن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بهذا العصر ،وأيضاً بهذا السن فقالت له ناعومي:
-أنه التواء بسيط تابع طريقك فالأمر لا يستحق ذهاب للمشفي.
لكن الرجل أصر قائلا:
-كلا أنها غلطتي؛ لذا سأتحمل المسئولية ولن أذهب ألا بعد الاطمئنان عليكي.
واتجه لناعومي وساعدها بأن تستند عليه كي تركب سيارته فنظرت ناعومي لدانا فوجدتها تقف وكأن علي رأسها الطير؛ فقالت لها بدهشة:
-دانا هل ستأتي أم لا؟
لم ترد عليها دانا بل قالت للرجل والذهول يقطر من كلماتها بينما صوتها يرتعش أرتعاشاً:
-بيت! بيت أدامز! مستحيل.