الجزء الخامس

1667 Words
#ليان عدت للمنزل بعد أن شبعت بكاءا في أحضان تلك الجدة التي أراحتني بكلامها الطيب... استلقيت في سريري و أنا أتن*د و أفكر في كلام علي القاسي الذي قاله لي، أنا حقا لا أستحق ذلك الشتم، لقد ظلمني كثيرا و لم يتفهم ظرفي و لكنني فهمت شيئا واحدا فقط هو أنني خسرت علي للأبد ... بدأت أتقلب في سريري يمينا و شمالا و أنا مازالت بملابسي التي خرجت بها، حتى غطيت في نوم عميق و لم أشعر بشيء.. - - بدأت أفتح عيني ببطأ شديد و أنا أسمع صوت أمي أمامي تقول:"ليان و أخيرا استيقضتي.. إنه موعد العشاء" تفاجأت لكلامها فأنا لم يسبق لي أن أرقد كل هذا الوقت قلت:"ماذا؟ و لماذا لم توقظيني؟" قالت:"منذ أن أتيت من العمل حاولت ثلاث مرات و هذه المرة الرابعة التي أوقظك فيها" أعدلت جلستي و قلت:"لقد نمت كثيرا حقا" قالت:"هيا انهظي و اغتسلي لأن العشاء فوق الطاولة" قلت:"أنا لست جائعة" نهظت من أمامي و قالت:"هيا نحن في انتظارك" خرجت هي من غرفتي و أنا غيرت ملابسي و لبست ملابس مريحة عبارة عن سروال قطني منزلي و تيشيرت ذا أكمام قصيرة يصل لمستوى الخصر.. دخلت الحمام و اغتسلت و ذهبت للمطبخ، وجدت أمي و أبي في انتظاري من أجل العشاء.. و لأول مرة في حياتي لم أسلم عليهما، جلست في مكاني و بدأت آكل دون أن أنظر أو أتكلم معهما .. أما هما فقد ظلا يأكلان و ينظران إلي.. بعد أن لعبت بطعامي و أكلت القليل منه شبعت و نهظت من مكاني مباشرة لكي أذهب لغرفتي إلا أن صوت أبي استوقفني قائلا:"أين أنت ذاهبة هكذا؟" قلت بشبه انزعاج:"إلى غرفتي" قال:"أنت لم تكملي أكلك حتى" قلت:"شبعت.." قال:"إجلسي قليلا.." عدت و جلست معهم و أنا أعلم تماما ماذا يريدان سيخبراني عن "الخطبة المزعومة" قلت:"نعم .. هل هناك شيء أو تريدان إخباري بشيء" قالت أمي:"أجل هناك شيء.. ستكون خطبتك يوم السبت انشاء الله" قلت و أنا أنظر إلى أظافر يدي:"غيره..؟" قالت أمي:"لا فقط عليك تحضير نفسك" قلت بازدراء:"حسنا" و نهظت من مكاني نحو غرفتي و استلقيت في سريري أبكي ب**ت شديد حتى غطيت في نوم عميق ... #في اليوم الموالي نهظت ببطأ شديد فقد مللت كل شيء و كرهت حياتي بشكل لا يطاق، فلم يعد معنى لحياتي بعد الآن، أنا فقط ميتة و لكن على قيد الحياة، مات كل شيء في ذاتي.. دخلت أمي إلى غرفتي و أخرجتني من شرودي قالت بعد أن قبلت جبيني:"صباح الخير ليان" قلت بملل:"صباح الخير" قدمت لي بطاقة إئتمانها و قالت:"خذي البطاقة و اشتري ما تشائين من أجل الخطبة... اصرفيها كلها" قلت:"حسنا.. شكرا" جلست أمامي و قالت:"ما يهمني هو أن تكوني سعيدة.." قلت:"لو كنت تهتمين لسعادتي لما فعلت ما فعلت" لوهلة كنت سأخبرها بشأن علي و لكن إن فعلت ستحقد علي أكثر فهي تبقى أمي في نهاية المطاف... قالت:"صدقيني لقد فكرت في سعادتك و أنا على يقين بأنك ستكونين سعيدة" قلت بتكشير:"سنرى بشأن السعادة.." خرجت أمي من الغرفة بعد أن قبلت جبيني و ذهبت للعمل مع أبي.. نهظت من سريري نحو الحمام، ثم عدت لغرفتي و فتحت خزانتي و لبست ملابس الأمس فقد مللت كل شيء حتى الملابس... سرحت شعري و تركته منسدلا قصيرا .. وضعت بعض الكريم تحت عيني لأخفي الهالات السوداء التي فيهما و قمت بوضع المسكارا لإخفاء الشحوب و القليل من ملمع الشفاه.. القليل من عطري حملت حقيبة يدي بعد أن وضعت فيها كتبي و كل ما أحتاج ثم خرجت مباشرة من الشقة و لم آكل شيء فنفسي الآن لا تحتمل شيء، اتصلت بآنيا و أخبرتها بأنني في انتظارها.. ماهي إلا دقائق من إنتظار آنيا حتى جاءت، سلمت عليها و قالت:"صباح الخير يا نور الشمس" قلت بملل:"صباح الخير" قالت:"أنت لست بخير ماذا هناك" قلت:"لا شيء فقط انفصلت عن علي بشكل نهائي و لا عودة في الأمر" قالت:"بالطبع، فهذا كان من المفترض أن يحصل" قلت:"أجل و لكن حصل بطريقة شنيعة جدا" قالت بتساؤل:"ليان .. ماذا تقصدين" و قضيت كل الطريق أروي لها ما جرى بالأمس و أخبرتها كل شيء بتفصيله الممل مع الدموع التي لم أستطع و لن أستطيع كبتها بالطبع... آنيا الأخرى بكت معي و أخذت تواسيني... لقد كرهت كل شيء، حتى دراستي التي أحبها كرهتها و قد أتى اليوم الذي أصبحت أتمنى فيه أني لم أولد فيه - - - آنيا و أنا في المركز التجاري لكي أشتري شيئا لألبسه يوم "الخطبة" و ماذا سأشتري!! لا أدري فليس لدي أي فكرة و لا يهمني الأمر مطلقا و أبدا... أخرجتني آنيا من شرودي و قالت:"هل لد*ك فكرة عما تريدين شراءه" قلت:"لا و لا حتى فكرة صغيرة" قالت:"حسنا.. أنا أعرف ما سنشتريه" بدأنا ندخل المحلات الواحدة تلك الأخرى و على حسب ما رأيتها تبحث علمت أنها تريد فستانا جميلا رسميا قليلا... دخلنا لأحد المحلات حتى رأت فستانا و قالت:"هذا هو ليان .. سيكون رائعا عليك" هززت كتفي و قلت:"لا يهم.. " أعطت للبائع مقاسي و هو بدوره أعطى لنا الفستان ثم دخلت لكي ألبسه و أراه عن قرب... لقد كان فستانا جميلا ذا لون أحمر، بدون كمين يصل لأعلى الركبة بقليل و فيه زخارف على مستوى الص*ر، ضيق من الأعلى و ينفتح من بداية الخصر لقد كان جميلا بحق و بالتأكيد سأشتريه... دخلنا عند محل الأحذية و رأيت ذات النوع المسطح التي هي عشقي و لكن آنيا كانت ع** فكرتي فيجب أن أشتري حذاءا ذا كعب عالي... و هو ما كان اشتريت صندالا ذا كعب عالي بلون أسود.. ذهبنا لمحل الإ**سوارات و اشتريت عقد ذهبي اللون بسيط جدا و حلقتا الأذن أيضا باللون الذهبي و خاتما بسيطا ليتوسط يدي و انتهينا... طلبت مني آنيا أن أغير لون شعري و لكن رفضت ذلك، فأنا أحب شعري الأسود - - - - - - - يوم السبت قد وصل سريعا و أسبوعي كان كارثة،  قلة النوم و كثرة البكاء و نقص وزني قليلا لأنني لم أكن آكل كثيرا.. رأيت علي مرتين و حاولت محادثته إلا أنه تجاهلني للمرتين... بدأت أحدث أمي و أبي قليلا و لكن ليس كما كنت لقد مللت كل شيء و كرهت كل شيء... نهضت ببطأ من سريري و فتحت الستائر الجو كان معتدلا و جميلا، دخلت الحمام و إستحميت ببطأ لمدة ساعة على الأكثر. بعدما أنهيت دخلت غرفتي و لبست ملابس مريحة عبارة عن تنورة قصيرة سوداء مع تيشيرت أزرق، قمت بتمليس شعري، طلبت مني آنيا أن أعمل فيه تموجات من أجل الظهيرة... ذهبت للمطبخ لكي آمل شيء، جلست على الطاولة و ما هي إلا لحظات حتى انضم إلي فارس قال:"صباح الخير صغيرتي" قلت:"صباح الخير ... و صغيرتك خطبتها هذه الظهيرة" أحضر فنجان القهوة و جلس أمامي و قال:"لقد كبرت حقا" قلت:"لقد قاموا بتكبيري بسرعة" قال:"كلي الآن .. فقد نحفت" قلت:"لا أنا بخير" تابعنا الكلام و انضمت أمي إلينا حتى أتممنا الفطور ثم نهضت من مكاني نظفت المطبخ كعادتي و قمت بمسح أرضية المنزل بأكمله. عندما انتهيت أخرجت الأواني الفخمة التي تخبؤها من أجل "الضيوف المميزين" ... لا يهم... أمي حضرت الغداء و أنا قمت بتحضير كل شيء من أجل الضيوف كي لا أتعب لاحقا، أخرجت الحلويات التي اشتريناها و وضعت كل شيء في مكانه. . بعد أن تناولنا وجبة الغذاء ذهبت أمي لغرفتها لتحضير نفسها و أنا أيضا ذهبت لأحضر نفسي... لبست الفستان الذي اشتريته و كل ما اشتريت أيضا ثم وضعت نفسي أمام المرآة و قمت بوضع التموجات في شعري الأ**د القصير الذي أعشقه و لكن لم أشعر بالسعادة أو شيء من هذا القبيل لأنني كلما حضرت نفسي أشعر بالسعادة فأنا أعشق نفسي كثيرا و أظنني كرهت نفسي... وضعت بعض الكحل الذي لا أضعه مطلقا و الماسكارا و القليل من أحمر الشفاه... في هذه الأثناء دخلت أمي عندي بسرعة قالت:"لقد وصلوا إنهم في الأسفل..و لا تدخلي حتى آتي أنا و أدخلك عندهم، فهمت" قلت:"أجل فهمت" كانت خارجة و لكنها سرعان ما عادت إلي و قالت:"إنهضي لأراك جيدا" وقفت من مكاني ثم قالت:"أنت فائقة في الجمال" و قبلتني من وجنتي و خرجت، وضعت القليل من عطري و خرجت إلى المطبخ حتى سمعت رنين الجرس، جلست في المقاعد الموجودة في المطبخ و بقيت أنتظر و أنتظر و أنتظر... بعد عدة دقائق جاءت أمي و أخيرا لقد مللت حقا، طلبت مني أن أحمل صينية المشروبات و أدخلها مثل المرة السابقة و هي أدخلت واحدة، فكرت قليلا في ما قالته آنيا لي عن الصينية بأن أحملها برفق كي لا تسقط و لا أتوتر و لكن أنا لم أكن متوترة و لا شيء كنت بشكل عادي فقط الكره الذي كان يعتلني... أدخلت الصينية و أول وجه إلتقيت به كان وجه الخالة سعاد، وضعت الصينية على المائدة و سلمت عليها الأولى ثم خديجة ابنتها لأنني تعرفت عليها المرة السابقة ثم فتاة لم أعرفها على الأرجح تكون ابنة سعاد، ناداني أبي و سلمت على السيد حسين ثم على وائل زوجي المستقبلي، يا للغرابة.. و عدت و جلست مع النساء لأن غرفة معيشتنا كبيرة و منقسمة لحجرتين و لكن لا يفصلهما شيء فقط التنويع في الأثاث، ففي الجزء الذي تجلس فيه النساء هو أثاث تقليدي و الآخر عصري.. عودة للضيوف، قدمت أمي المشروبات لهم ثم تكلمت الخالة سعاد معي قالت:"كيف حالك يا ابنتي؟" قلت:"بخير الحمد لله" تكلمت من جديد و قالت:"و دراستك؟" قلت:"بخير بقي لنا أسبوعين على الأكثر للإمتحانات" قالت:"إنشاء الله .. بالتوفيق" قلت:"شكرا" قالت:"لقد تعرفتي على خديجة ابنتي الكبرى" قلت:"أجل..." قالت:"و هذه إبنتي أمينة الوسطى.. و ابني وائل هناك مع والده... لقد تعرفت عليهما" قلت بابتسامة مزيفة:"أجل.. تشرفت بلقائكم" رفعت نظري نحو أخي حتى لمحت وائل، لقد كان شابا في مقتبل العمر سنه لا يتعدى السابعة و العشرون، يبدو طويل القامة، أسمر ذا لحية خفيفة و شعر أ**د ممشوطا للأعلى، يبدو و أنه ليس على مايرام.. لا يهم الأمر اندمجنا مع الضيوف و تحدثت كثيرا مع خديجة إنها لطيفة جدا أما الأخرى أمينة فكانت متباهية كثيرا بحالها ... و بينما نحن نتحدث قالت أمينة بعجرفة:"ليان إسمك صحيح" قلت لها:"أجل هذا هو إسمي" قالت:"إسمك ظريف و لكن لماذا شعرك قصير هكذا" للحظة كنت سأقول لها شيئا كبيرا و لكن استغفرت ربي و قلت بابتسامة باردة:"أنا أحب الشعر القصير و لا أحب الطويل و خاصة أن الشعر القصير يكون جميلا علي" قالت خديجة:"صحيح فهو جميل عليك جدا" قلت:"كل فتاة و كما تحب و كيفما يكون عليها" و من هنا لم تتكلم تلك المتجعرفة و لكنني أحسست بأنها ترمقني بنظرات جانبية... لقد تمت خطبتي رسميا لوائل بعد أن أخرجت كلمة موافقه من فمي بصعوبة شديدة، ألبستني الخالة سعاد الخاتم مع أنه كان وائل هناك لكن هي من ألبستني إياه و لا أدري لما... هو أصلا لم يرد مكالمتي أو رؤيتي على انفراد مثل المخطوبين و لكن هذا أراحني جدا لأنه لو تكلم معي كنت سأبوح برفضي للزواج..... لقد أصبحت مخطوبة رسميا لوائل الراشد ... ★★★★★★★★★★★ انتهى الجزء أتمنى أنو يعجبكم الجزء توقعاكم حبايبي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD