الجزء السادس

1194 Words
#ليان شهر رمضان الكريم بقي له أسبوع على الأكثر و أنا لدي شهر ماكثة في البيت، انتهت الدراسة و انتقلت للسنة الثالثة و هي سنتي الأخيرة في الجامعة ... حالتي هي حالتي، الملل يتآكلني و الكره هو الآخر لم يتركني أبدا.. علي إلتقيته عدة مرات و في كل مرة يتجاهلني و أنا أبدأ بالبكاء عامة و آنيا تواسيني... شهران منذ خطبتي و تفاهموا وحدهم على كل شيء، بدأت أشتري الملابس الجديدة و الحاجيات و أخبؤها مثلما تطلب مني أمي.. كلمة الحق تقال، لقد أعطوني مهري الذي كان عبارة عن مبلغ معقول من المال و نصاب ذهب.. كذلك أمي و أبي لم يقصرا معي في شراء المستلزمات و غيره... الزواج على حسب الخالة سعاد ليس بقريب بل بعيد، قد يكون بعد عام على الأقل، و لهذا لدي الوقت الكافي لأحضر نفسي ماديا و معنويا، خاصة معنويا... بعد أن أنهيت عامي الدراسي أصبح كل يوم بالنسبة لي عطلة.. نهضت على صراخ أمي تقول:"ليييييييان انهضي.." قلت ب**ل:"أمي الوقت مبكر و اليوم السبت لماذا توقظينني هكذا" قالت و هي تفتح ستائر الغرفة:"حماتك آتية بعد الظهيرة" تفاجئت و تعجبت و قلت:"لماذا هي آتية؟ ربما لتتمنى لنا رمضان كريم" قالت:"ربما .. لا أدري.. و الآن انهضي هيا" قلت:"حسنا سأنهض" نهضت من سريري نحو الحمام مباشرة.. قمت بالإستحمام السريع و عدت لغرفتي، قمت بتمليس شعري و لاحظت أنه قد طال قليلا، لن أقصه الآن و لكن عندما يأتي العيد إنشاء الله سأذهب للحلاقة و أقصه... ذهبت للمطبخ لأفطر، فارس لم يأتي، إنه حقا الملل القاتل. قمت بروتيني المعتاد تنظيف المطبخ و الغرف و مسح الأرضية.. بعد أن أكلنا وجبة الغداء، دخلت لغرفتي لأحضر نفسي، تركت شعري مثلما هو و لبست فستان طويل أزرق اللون فيه أشكال مخرمة في الخلف و صندال مسطح.. وضعت القليل من الحكل و الماسكارا و ملمع الشفاه باللون الوردي ثم وضعت عقدا الذي اشتريته في الخطبة، و أخرجت الخاتم الذي يبين أنني مخطوبة رسميا و وضعت في اصبعي... أكره أن ألبسه كثيرا فقط عندما أكون خارجة و منذ أن أتممت الجامعة لم ألبسه منذ ذلك الحين... وضعت القليل من عطري و ذهبت للمطبخ من أجل روتين الضيوف، إخراج الأواني تحضير الصينيات و غيرها.... - - - - أدخلت صينية المشروبات و كانت الخالة سعاد و العم حسين و وائل بالطبع... سلمت عليهم و جلست تكلم معي العم حسين قائلا:"كيف حالك يا ابنتي؟" قلت:"بخير و الحمد لله" قال العم حسين:"الحمد لله" قالت الخالة سعاد:"لقد أخبرتني نادية بأنك قد إنتقلت" قلت:"أجل .. إنتقلت لعامي الأخير" هنا لمحت وائل يقلب عينيه و يطلق نفسا خفيف ثم سمعته يستغفر الله ببطأ ثم يخرج هاتفه من جيبه، للحظة أردت أن أض*به ثم استغفرت ربي أنا الأخرى.. أردت أن أسأل عليه و نظرت إليه و قلت:"كيف حالك وائل؟" قال:"بخير.. شكرا على سؤالك" و انتهت المحادثة بدون زيادة و لا نقصان .. الأولياء بقوا يتكلمون في شتى المواضيع و أنا أفكر تارة و أنظر لأظافري تارة أخرى و الآخر وائل يلعب بهاتفه دون توقف.. أمره حقا يحيرني لماذا لم يطلب أن يحادثني على إنفراد أو على الأقل يسأل عن حالي بما أنه خطيبي الآن .. هو حتى لا يكلمني على الهاتف، إنه حقا غريب ذهبت للمطبخ لأحضر القهوة حتى جاءت ورائي أمي قالت:"لا تنسي الحلويات المجودة داخل الثلاجة.. أخرجيها الآن" قلت:"حسنا أمي.." كانت أمي خارجة حتى استوقفتها و قلت:"أمي لماذا وائل غريب هكذا؟" قالت:"هو قليل الكلام و كثير القلق" قلت:"عقله صغير على ما يبدو" قالت:"عمره ستة و عشرون و عقله صغير!! توقفي عن هذا الكلام" قلت:"لا يهم.. إنه غريب" - - بعد أن أتمموا شرب القهوة و أكل الحلويات تكلم العم حسين و قال:"شكرا على القهوة" قال أبي:"و لو ، هذا من واجبنا" **توا جميعا و كأنهم في انتظار خبر أو شيء من هذا القبيل، أنا أحسست أن هناك شيء غريب و مريب يحدث و رأيت علامات الجد و التوتر في وجوه عائلة الراشد، أردت أن أستعجل الأمر، ماذا يجري يا ربي.. هل سيفسخون الخطبة، لو كان هناك شيء من هذا القبيل سيكون اليوم من أسعد أيام حياتي.. همست أمي تستفسر في أذن الخالة و لكن أخبرتها بأنه لا يوجد شيء... و أخيرا تكلم رجل الساعة السيد حسين ليستمر حديثه قائلا:"لقد فكرنا كثيرا في شأن الخطوبة و رأينا بأنه لا داعي لتركها تطول هكذا" يا ربي ماذا يعني هذا الكلام... أكمل كلامه:"أعني أنه قد حددنا موعد الزفاف" يا ربي سأقع على الأرض، شعرت بالإغماء الشديد و لكن حاولت تماسك نفسي قليلا قالت الخالة سعاد:"سيكون موعد الزفاف إنشاء الله أسبوع بعد رمضان الكريم بحول الله" حتما جنوا، مرة سيكون بعد عام أو أكثر و الآن بقي لي شهر في المنزل، عاد الشعور بالإغماء من جديد أردت أن أذهب لأغتسل و كالعادة، أمي تتكلم معي عينيها بأن لا أنهض من مكاني... كنت أنتظر بردة فعل والداي لأنهما هما من قررا في الأول وحدهما و تمنيت أن يطلبا فترة للتفكير و يأخذا رأيي في الموضوع و لكن لا من جديد أبي عاد فكر لمصلحتهما و قال:"أمانتكما عندي في الحفظ و الصون، بعد رمضان الكريم بإذن الله أمانتكما تكون في إنتظاركما" قال العم حسين:"إذن توكلنا على الله سبحانه و تعالى" قالت سعاد:" في الواقع لن يكون عرسا كبيرا، نأخذ عروستنا و نعمل عشاءا في أحد المطاعم و فقط" قالت أمي:"أنا و ياسين فكرنا بالمثل لن نعمل عرس، بسبب التكاليف من جهة و بسبب ضيق الوقت من جهة أخرى، سيكون هناك عشاء بين الأقارب في المنزل لا غير" قال العم حسين:"و سيعيشان في شقة وائل، فقد إشتراها بحرِّ ماله منذ عام" قالت الخالة سعاد:"هي صغيرة في الواقع و لكن تتسع لشخصين" و بدون أي سابق إنذار وقفت من مكاني، استأذنت و ذهبت لغرفتي.. جلست على سريري و بدأت بالبكاء الشديد و بحرقة تقتلني، شعرت بص*ري يتقطع لسبعين قطعة، ما هذا يا ربي سأتزوج بعد شهر و الذي سأتزوجه لا يريد حتى الكلام معي و الوالدين العزيزين يقرران في مكاني ماهذا الظلم! دخلت أمي فجأة للغرفة و قالت:"أيتها الحمقاء لماذا نهضت هكذا؟" قلت باكية:"هل تعلمون ماذا تفعلون أم لا؟" قالت:"أوقفي هذه الدراما الهندية التي تفعلينها و تعالي فهم سيذهبون قريبا" قلت:"فليذهبوا إلى نار جهنم إنشاء الله، لقد كرهتهم و بشدة" قالت بعد أن وخزتني في كتفي:"ا**تي و انهضي الآن .. لقد قلت بأنك خجلت" قلت:"لماذا لم تخبريهم بأنني لا أريد الزواج" نظرت إلي لوهلة ثم قالت:"إتبعيني الآن" نهضت و ضبطت مكياجي و خرجت خلفها و دخلت لغرفة المعيشة... قالت الخالة سعاد:"لا تخجلي يا ابنتي، كل شيء عادي و ستكونين أجمل عروس" زيفت إبتسامتي و إكتفيت بالإيماءة.. ثم عادوا لكلامهم حول العرس و تفاصيله المملة و غيرها.. - - - بعد أن رحلوا، قمت و غيرت ملابسي و لبست ملابس منزلية مريحة و ذهبت للتنظيف و دمعتي لم تجف مطلقا.... بعد أن إنتهيت من التنظيف الذي لا ينتهي دخلت غرفتي و إتصلت بآنيا و أخبرتها بقرارهم... قالت بفرح:"مستحيل.... ستكونين عروس، أنا جد سعيدة من أجلك" قلت بتعاسة:"الكل سعيد من أجلي و أنا لست سعيدة" قالت:"عندما تتذوقين طعم الزواج ستعرفين ما معنى السعادة" قلت:"سنرى و لكن وائل به أمر غريب" قالت:"لما؟" قلت:"نحن مخطوبين منذ شهرين و لم يحادثني و اليوم سألته عن حاله أجابني على سؤالي و **ت... و انت أخبرتني أن أوطد معرفتي به و أحبه... هو شخص لا يمكن العيش معه" قالت:"أنت حتى لم تجلسي معه و تتعرفي عليه جيدا" قلت:"بقي لي شهر في المنزل" تابعت الحديث معها حتى و قت العشاء.. نهضت و تعشيت مع أمي و أبي دون أن أنطق بكلمة واحدة، لدي شهر منذ أن عدت لحالتي الطبيعية، توقف بكائي و عدت لأنام جيدا و أحدث والداي كعادتي و لكن عدت إليها، لا أكلم والداي و البكاء عاد و النوم أظنه هو الآخر  قد طار من عيني....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD