2-'الارنب القاتل'

903 Words
... إستقر امامي وإبتسم إبتسامتهُ الجانبية وتحدث بِصوت خشِن: "مرحباً بكِ!" سارت القُشعريرة في جسدي أثر صوتِه المُخيف لَكِن كَعادتي أخفيتُ خوفي بِنجاح. كان مُبلل بِالكامِل ويلهث بِخفة بينما يبتسِم لي وكأنهُ يتفحصني. تبادلنا النظرات لِدقيقة كامِلة وانا لا اعلم بِما اُجيب او ماذا افعل، فحتى إن اكشتفت رد فعل لِلقيام بِه جسدي خارِج نطاق التغطية. إزدردتُ ريقي ولا اتوقف عَن التفكير في إحتمالية كونِه القاتِل المُختل، فمؤخراً عقلي لا يُفكَر سوى بِه وقلبي لا يقلق سوى مِنه. إختفت إبتسامتهُ تدريجياً وقال بِبرود: "اود الدخول! "قالها ثُم خطى خطواتِه الأولى داخِل المشفى. خوفي على اطفالي هو ما حركني خلفهُ وصرختُ: "اخرج!! " اللّعنة....الم اجِد شيئاً اكثر لُطفاً لِقولِه؟ توقف فجأة وإلتفت لي بِتعابير غير راضية لِتجف الدِماء في عروقي. جينا! تمالكِ نفسكِ! انتِ اكثر شجاعة! ما خطبي وا****ة؟! اجل، هو مُجرد بشري، لا داعي لِلخوف! اكملتُ بِثقة زائِفة: "موظِف الإستقبال رحل، لا شيء لِتقوم بِهِ هُنا، اخرُج مِن فضلِك! " تدريجياً إرتسمت إبتسامتهُ الساخِرة وقهقه ثم تجاهلني واكمل سيره لِلداخِل. هذا...مُحرِج... اسرعتُ ووقفتُ امامهُ كَـالحائِط وتحدثتُ بِجدية تامة: "اعذُرني، لَكِن فلتذهب قبل أن اتصل بِالشُرطة، لا شيء لِتقوم بِهِ هُنا!! " رفعت عيناي لِقناعهُ بِصعوبة، قناعه الذي يُخفي عيناه. امال بِرأسه ذات اليمين واجاب بِبساطة: "سيارتي تعطلت، سأذهب في الصباح، الآن ابتعدي مِن امامي قبل ان ادهسكِ"تخطاني وهمس"قصيرة" هذا..الو*د!! يبدو انهُ هذا النوع الوقِح مِنَ الفتيان! وانا مَن اعتقدتهُ قاتِل يالسخافتي! جينا..انتِ ايضاً يجب ان يتم مُعالجتكِ! أصطحبتهُ لِغُرفتي الذي كُنتُ انام بِها في حين عودتي في وقت العاصِفة. لَكِن يبدو اني لَن افعل اليوم! رأيتهُ يرمي بِجسدِه فوق سريري لازال لم ينزع القِناع عَن عيناه بعد. لقد قابلتُ الكثير مِن المُختلين في هَذهِ المشفى، لَكِن شعور بِداخلي يُخبِرُني انهُ الاكثر جنوناً. جلستُ بِكُرسي في الزاوية شبكتُ ذِراعاي وسألتُه: "هل وقعت في حادِث، ما خطب الدِماء؟" اجاب بِبساطة: "سيارتي تعطلت " وضحتُ قائِلة: "افهم هذا، ما لا افهمهُ هو الدِماء! " إستقام بِجذعِه لِيهتز قلبي، كيف لِشجاعتي أن تتبخر فقط بِجلوسِه؟ اجاب بِهدوء ع** ما توقعت: "كان حادِثاً، الحادِث الاسوأ على الإطلاق، قلبي كَان المُتاذي الاكبر! " هذا...غريب... في الحقيقة هذا ما لم اتوقعهُ، لقد توقعت إجابة مجنونة وو**ة لَكِن...ماذا يحاول القول؟ هل كان حادث حيثُ توفى احدهُم؟ اكمل قائِلاً: "لقد كُنتُ بِمُفردي تماماً! "انهى جُملتِه واعاد التمدُد. اود نزع القِناع، رُبما اتعرف على وجهِه في حال تقابلنا مُجدداً، وانا لا اتمنى هذا. سأنتظِر ان ينام وسأنزعهُ. خرجتُ مِنَ الغُرفة واغلقتُ الباب جيداً جِداً. حدقتُ بِالممر الأ**د الطويل بِهدوء قبل ان استمِع لِصوت ضحكات ريمي. هذا اعاد لي الشعور بِالراحة. توجهتُ لِأرى سبب إستيقاظِها حتى الآن، بِمُجرد ان فتحتُ الباب رأيتُها جالِسة ارضاً مُمسِكة بِدُمية الأرنب خاصتِها، رفعت عيناها لي وقهقهت. بادلتهُا الإبتسام وإنحنيتُ لِحملُها. شعرتُ بِحركة خلفي لِألتفِت فوراً واجِد ذو قناع الارنب. لَكِن كَيف؟!! بدى لي انهُ يُحدِق بِريمي بِ**ت مُريب. نظفتُ حلقي وقُلت: "الم تنم؟! ماذا تُريد الآن؟! "حاولت ان اتحدث بِطبيعية كي لا اُخيف الطِفلة. لَكِنهُ تجاهل سؤالي واخذ يسير لِلخارِج. انزلتُ ريمي واغلقتُ باب غُرفتِها جيداً واسرعتُ خلفهُ. صرختُ عليه: "لا تتجاهلني!! الم تتعطل سيارتك؟! " لكنهُ بدى وكأنهُ فقد قُدرتِه على السمع، لم يُبدي أي رد فعل وتوجه لِخارِج البوابة بينما العاصِفة لم تتوقف بعد. حسناً انا المُستفادة هُنا، فرُغم تعامُلي بِطبيعيّة..الخوف لم يتزحزح عَن قلبي إنشاً. اغلقتُ البوابة بِجميع الأقفال التي وقعت امامي وعُدتُ لِغُرفتي لأجد عصاهُ الحديدية قُرب سريري. هذا جعلني اتسائل، هل نساها؟ ام انهُ تعمد تركِها؟ هذا الو*د يُخيفُني... ••• فتحتُ عينايّ بِإرهاق شديد. الصباح حل بِالفعل لَكِن لا وجود لِلشمس، السماء غائِمة والشوارع ضبابية والهواء مُثلِج. تثاءبتُ ومددتُ جسدي. خرجتُ مِن الغُرفة بينما افرِك رأسي قاصِدة الكافتيريا. لَكِن صَوت ما اوقفني. المُذيع في شاشة التِتلفاز تحدث: "الشيء الوحيد الذي تركهُ القاتِل هذهِ المرة كَان قِناع وجه لِأرنب! " الدِماء جفت في عروقي، القُشعريرية أخذت طريقها فوقَ بشرتي وقلبي توقف لِثانية عَن النبض. إلتفتُ بِصعوبة نحو الشاشة وكما توقعت، هذا القِناع مُطابق تماماً لِلشاب مِن ليلة البارحة.... إزدردتُ ريقي ودون ان اُلاحِظ كُنتُ اركُض عائِدة لِغُرفتي. بحثتُ في كُل مكان بِها كَالمجنونة لَكِن لا اثر لِلعصا الحديدية. هل كان حُلم؟ ام اني جُنِنت ام انهُ عاد لِإستعادتِها؟ اتمنى ان لا يكون الخيار الأخير... حسناً، انا جُنِنت لا بأس، مِن المُستحيل اني قابلتُ قاتِل اطفال وقفَ مُباشرةً امام ريمي. ريمي! ركضتُ بِأسرع ما يُمكِنُني لِغُرفتِها وقد كانت لازالت نائِمة. تن*دتُ بِـراحة. يالها مِن ليلة كارِثية! "جينا! " إلتفتتُ على هوسوك زميلي بِالعمل. سألني: "ما خطبُكِ تركُضين في كُل مكان صباحاً؟" اجبتُ بِبرود: "لا شأن لكَ، ركز على عملكَ بدلاً مِن ركضي!"اسلوبي المُعتاد سيجعلني اتجنب الإجابة جيداً. قهقه وقال: "لِهذا السبب تحديداً لا احد يُحبكِ هُنا، لَكِن الأمر مُختلِف بِالنسبةِ لي، اعلم انكِ شخص جيد! "ربت على رأسي كَالجراء وذهب بينما ارمقهُ بِتقزز. اكره عِندما يتظاهر احدهُم انهُ يعرفني جيداً. ••• "الن تعود لِلبيت؟"نامجون وقفَ امام باب الحمام يُحادِث كوك الذي يُحدِق بِوجهِه في المرأة. كوك اجاب: "لن افعل"نظر لِنامجون وقال"لا اود رؤيتهِم! "ثم تخطى صديقهُ وتوجه لِغُرفتِه. نامجون اسرع خلفهُ بينما يقول بجدية: "جونغ كوك! مِن المُفترِض ان تكون سعيداً! مِن المُفترض ان تكون شاكِراً، لَكِنكَ لا تُجيب على إتصالاتِهِ حتى!! " جونغ كوك إستدار لِنامجون وقال بِنظرة قاتِلة: "مَن انتَ لِتقُل ما يجب ان اشعُر بِهِ؟ هل تعتقِد ان ابي شخصاً صالِحاً؟!"صرخ في سؤالِه. نامجون اجاب بِبساطة: "اجل، لا اعلم ما يحدُث لكَ، لَكِن عُد بِذاكِرتكَ لِإثنى عشر عاماً لِلخلف، تحديداً قبل الحادِث، هل كان شخصاً سيئاً ؟" كوك اجاب فوراً: "لطالما كان سيئاً!" نامجون تن*د بِخيبة امل، لا امل في إستعادة جونغ كوك... القى بِسؤالِه الاخير: "هل اخذت ادويتكَ؟" كوك اجاب: "اجل" نامجون تن*د واخذ يسير لِلخارِج بِخيبة امل. لقد إنتظر اثنى عشر عاماً لِعودة جونغ كوك لكنهُ عاد كَـوحش وقاتِل بدلاً مِن الأرنب الظريف الذي عهدهُ! ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD