2- هدية

1984 Words
"أرجوك يا أبي لم أعد أحتمل أرجوك اتركني" تحدث الطفل من بين شهقاته وبكائه الحاد ، بينما والده لا ينفك عن ضربه وتهزئته ، تحدث غياث وهو يضرب ولده : "لما لا تسمع كلامي يا ابن الع***ة ، سأريك كيف تعصي أوامري" ظل يضربه غير مبالياً بتوسلاته وبكائه الذي يقطع القلب ، لتأتي والدته وكعادتها تتدخل في الموضوع وتحاول الدفاع عن ولدها ، وقفت سهام والدة إياد بوجه زوجها لتمنعه من ضربه لولدها ، احتدت ملامح غياث وتحدث بنبرة حادة : "ابتعدي لا تتدخلي في كل مرة هيا أيتها الع***ة" لم تعد تحتمل هذا الوضع شجعت نفسها وجمعت كلماتها لتتحدث بنبرة حادة : "لا لن أبتعد وإياك أن تلمسه كفاك أيها الظالم ا****ة عليك" بلغت ذروة غضبه ، احتدت ملامحه أكثر من ذي قبل وكز على أسنانه ليقترب ويصفعها لتسقط أرضاً من قوة الصفعة ، بصقت الدماء من فمها إثر الصفعة لتلتفت له وتتحدث بحدة : "ا****ة عليك أيها النذل الحقير ا****ة عليك" صرخ بصوته الجهوري ليقترب منها ويوسعها ضرباً إلى أن استنفذت طاقتها ، بينما ذلك الطفل لم يستطع التحرك من شدة وجعه وألمه ، كل ما يفعله هو النظر لوالدته المرمية على الأرض بحرقة قلب وحزن ... أفاق من شروده على دمعة ساخنة هبطت على وجنته ، ذكريات الماضي السوداء ترافقه أينما ذهب ، تن*د بحدة ليسمع طرقات على الباب وتدخل السكرتيرة وتتحدث بنبرة رسمية : "أستاذ هناك رجل يريد مقابلتك من أجل صفقة الإسمنت يدعى حسان رابح" تحدث باهتمام : "حسناً أدخليه بسرعة" حركت رأسها بابتسامة بسيطة وخرجت لتأذن للرجل بالدخول ، دخل حسان بقوامه الصلب ليلقي التحية على إياد ويصافحة ويجلس أمام مكتبه ، تن*د حسان ليتحدث بنبرة جدية : "كيف حالك سيد إياد" تحدث إياد ببرود : "بخير ، إذاً ماذا تريد ألسنا على اتفاقنا" ابتسم حسان ليتحدث : "أجل على اتفاقنا ولكنني بصراحة لم آتي من أجل العمل بل جئت لسبب آخر" همهم إياد ليقول : "قل ما لد*ك" تن*د حسان ليقول : "أريد أن أدعوك على سهرة مميزة اليوم أتمنى أن تقبل دعوتي" نظر له إياد مطولا ًليقول : "مم وأين ستكون السهرة" ابتسم بلطف ليقول : "في منزل امرأة أنا على معرفة بها ، بصراحة أريد أن أريك شيئاً مهماً لديها كنز ثمين وأنا متأكد بأنك ستُسر بهذه المفاجأة" همهم إياد ورفع حاجبيه ليتن*د ويقول : "حسناً ولكنني لم أفهم ماهو هذا الكنز الثمين" ابتسم حسان ابتسامة ماكرة ليقول : "أنا متأكد بأنك ستُسر ياسيد إياد فقط طاوعني ورافقني اليوم وأيضاً ستعدل مزاجك قليلاً ها ماذا قلت" حرك إياد رأسه موافقاً ليقول : "حسناً في تمام العاشرة والنصف نلتقي إذاً" نهض حسان وعلى محياه الابتسامة ليعدل من هيئته ويقول : "من دواعي سروري إذاً موعدنا اليوم ، عن إذنك" صافحه وذهب وهما على اتفاقهم بالموعد ، ظل إياد سارح وهو يفكر ماهو المكان الذي سيذهب إليه وإلاما يخطط ذلك الرجل ، لم يبالي له ولكنه من النوع الفضولي ويريد أن يذهب ليعلم كل شيء بمعرفته .. بينما من الجهة الأخرى عندما خرج حسان ابتسم ابتسامة ماكرة وهو سعيد لإنه سيحقق مايريد ، يريد أن يأخذ ثقة إياد ويتقرب منه شيئاً فشيئاً ، هو يعلم جيدا بأن إياد متعدد العلاقات ويقيم علاقات مع النساء ، لذلك يريد أن يصطاد له صيداً محرزاً لي**ب ثقته ويبيض وجه أمامه ، تن*د بقوة خارجاً من الشركة العالمية الضخمة ليركب بسيارته ويمسك هاتفه ليطلب رقم سمر ويهاتفها ، أجابته سمر بدلع : "حبيبي اشتقت إليك" ابتسم بمكر ليقول : "اووه لا تعلمين كم اشتياقي لكِ ، اسمعيني جيداً أريدكِ أن تجهزين السهرة من أحلى مايكون سيأتي ضيفٌ هام جداً بالنسبة لي اتفقنا" اتسعت ابتسامتها لتقول بدلال : "أمرك حبيبي لا تقلق كل شيء سيكون جاهز" همهم ليقول : "مم حسناً وأريد حياة أن تظهر أمام هذا الضيف اليوم وستنالين إكراميتك" ضحكت بدلال لتقول : "كما تريد حبيبي لا تقلق سأدعها تجلس معنا اليوم" ابتسم بمكر ليودعها ويعاود قيادته متجها إلى حيث وجهته ... ____________________ من الجهة الأخرى في جامعة حياة ، تجلس تلك الفتاة في حديقة الجامعة تتصفح كتابها بملل ريثما يحين موعد المحاضرة ، مرت من أمامها فتاتان ونظرن لها باشمئزاز ، تحدثت واحدة من الفتيات : "انظري إلى هذه الفتاة يا لها من تافهة ، تبيع نفسها هي ووالدتها بأرخص الأثمان" تحدثت الفتاة الثانية : "أجل معكِ حق أقسم بأنها قد فقدت عذريتها أيضاً" تحدثت الفتاة الأولى باشمئزاز : "يا لها من مقرفة هيا تعالي لا نريد أن نفتضح بسببها هيا" مشيت الفتاتان بطريقهما بعد أن ألقو بسهامهم وكلامهم الجارح على حياة ، بينما حياة كانت تسمع كل شيء ولم تستطع التحدث أبداً فقط اكتفت بالصمت والبكاء ، لم تستطع تحمل الإهانة والنظرات الموجهة لها من قبل جميع الطلاب لتنهض متوجهة إلى خارج الجامعة ودموعها الغزيرة على وجنتيها ، بعد وقت ليس بطويل وصلت إلى منزلها ومازالت تبكي ، توجهت فوراً إلى غرفتها دون أن تلقي التحية على والدتها ، تعجبت سمر من حالها لتلحق بها وتدخل عليها ، تمعنت بها لتقول : "ما بكِ لماذا تبكين" انفجرت حياة بوجه والدتها لتتحدث بصراخ : "كله بسببك أنتِ السبب بكل شيء ليتكِ لم تكوني والدتي ليتني لم أكون بهذه الحياة أصلاً" نظرت لها بصدمة لتحتد ملامحها وتقول : "أيتها اللعينة تصرخين في وجهي أيضاً ، ألا يكفي بأنني أؤمن لكِ كل ماتحتاجينه وأصرف عليكِ ها ، لقد ترككِ لي والدكِ اللعين ومات وأخيراً هكذا تفعلين ا****ة عليكِ أيتها التافهة" انفعلت حياة لتقول : "لا تتحدثي عن والدي ليتكِ كنتي مثله ولكنكِ امرأة تهوين نفسك ، تهوين السلطة والمال وأنتي غير مبالية لأحد حتى أنكِ لستي مبالية بسمعتكِ يا والدتي المحترمة" لم تستطيع سمر أن تتحمل أكثر من ذلك لتصفعها على وجنتها ، لم تبدي حياة أي ردة فعل عندما صفعتها والدتها بل ابتسمت بسخرية لتقول : "حسناً لا مانع عندي بالضرب اضربيني كما تشائين ، أنت هكذا دائماً عندما تعجزين عن الرد توسعيني ضرباً ا****ة عليك وعلى حياتي معكِ" نظرت لها سمر ببرود ولم تتحدث ، بينما حياة مسحت دموعها بعنف وجلست على سريرها محاولة تهدأة نفسها ، اقتربت منها سمر ووقفت أمامها مكتفة اليدين لتتحدث بأمر : "سيأتي ضيفاً هاماً إلينا اليوم وستخرجين أمامه هل تسمعين وإلا تعلمين جيداً ما الذي سأفعله بكِ ، لا يهمني ما الذي حدث معكِ الذي يهمني هو أن تنهضي وتعدلي من هيئتكِ من أجل الضيوف هيا أيتها اللعينة لا وقت لدينا لا تتأخري" بصقت كلماتها الحادة وخرجت صافعة الباب خلفها ، بينما حياة لم تبدي أي ردة فعل سوى الصمت والتحديق بالفراغ ، هي تعلم جيداً بأن والدتها ستبيعها بأرخص الأثمان إن لم تطاوعها لذلك لا مفر منها ، مجبرة بأن تطاوعها ومجبرة بسماع كلمتها ، تن*دت بحدة وتوجهت إلى الحمام لتأخذ حمام ساخن كي تهدأ أعصابها قليلاً .. (للتوضيح أنا حبيت اكتب عن هيك نوع من الأمهات .. أكيد الأمهات شيى عظيم وواجبنا احترامهم .. أنا ما قصدي أكتب عن عدم احترام الأم او انو حرض أحد أو شوه صورة الأم بالع** تماما .. واجلنا نحترم أمهاتنا مهما كانوا سيئين هاد إذا التقى أم سيئة .. نادرا لنعرف انو في أم سيئة بتعمل شغلات مو منيحة او بتترك اولادها وبتمشي أو بتعمل شيء سيء .. دايما الأم بتكون بأحسن صورة كونها لي بتربي وبتتعب وبتضحي بس صدقا أنا عم بكتب شيء من الواقع لأنو مو كل مين اسمها أم فا هية عنجد أم وعندكم هالمسطرة سمر لأنو في كتير على شاكلتها .. وانا والحمد لله عندي أحلى وأحن أم بالدنيا .. ماضروري اذا كتبت هيك فكرة تفكروا أنو عندي نقص او عندي أم غير صالحة .. الحمد لله أمي أعظم أم بالعالم .. حبيت وضح هالشي والله يخلي جميع الأمهات فوق رؤوس أولادهم ولا يحرمهم لحدا ..) ------------------------------------------------------ في المساء وصل الرجال الذين يأتون إلى سمر كعادتهم كل يوم ، بينما حسان فقد تأخر عليهم قليلاً ، لم يمر وقتٍ طويل لتسمع سمر جرس الباب لتنهض وتفتح الباب وقد علمت بأنه حسان وبرفقته ذلك الضيف الذي حدثها عنه ، وقفت أمام الباب لتعدل من هيئتها وتفتح الباب وعلى محياها ابتسامة واسعة ، بادلها الابتسامة حسان ليدخل وبرفقته إياد الذي كان ينظر للمكان ويتفحصه بإمعان ، نظر لسمر باهتمام من رأسها إلى أخمص قدميها وقد علم بأنها ع***ة بارعة ، وكيف له أن لا يعلم وهو زير النساء ويعرف المرأة من نظرة ، توجهوا للصالة وجلسوا سوياً وعمّ الصمت في المكان ، **ر الصمت حسان ليحمحم ويقول : "أعرفكِ يا سمر هذا السيد إياد معين أشهر رجل أعمال في الشرق الأوسط وأمهرهم بالرغم من أنه أصغر رجل أعمال في وسطنا" نظرت له سمر باهتمام وإعجاب بينما إياد نظر لها وابتسم من أنفه ليسمع صوتها تقول : "تشرفنا يا سيد إياد" حرك رأسه بإيجاب وبرود ولم يتحدث ليتحدث حسان : "أين ابنتكِ ياسمر" تحدثت سمر : "إنها في غرفتها سأناديها انتظروا" حرك حسان رأسه بإيجاب ليقترب ويهمس لإياد ويقول : "أريدك أن تقبل بهديتي التي ستأتي الآن يا سيد إياد لقد دللتك عليها والباقي عندك" نظر له إياد بحاجب مرفوع ، علم ما يفكر به وإلاما ينوي ، حرك رأسه بإيجاب ولم يتحدث وهو متشوق لرؤية تلك الفتاة ، بينما سمر دخلت على ابنتها لتجحظ عيناها وتشهق بقوة وتقول : "ألم تغيرين ثيابكِ بعد هيا أيتها الغ*ية الضيوف في الخارج" تحدثت حياة ببرود : "لن أخرج ا****ة عليهم جميعاً دعيني وشأني" انفعلت سمر لتتحدث بنبرة حادة : "هيا أيتها اللعينة لا وقت لدينا هيا انهضي" تحدثت حياة بعناد : "لن أخرج" نظرت لها سمر بقوة لتقول : "حسناً إذا سأدع السيد حسان يدخل عليكِ ويجلبكِ بطريقته ومن الممكن بأن لا تخرجي أبداً وعندها سأستمتع بسماع صرخاتكِ ، كما تشائين سأبعثه إليكِ" انتفضت حياة وتملكها الخوف لتنهض بسرعة وتمسك بيد والدتها وتتحدث بنبرة مترجية : "لا لا أرجوكِ أمي لا تفعلي ذلك أرجوكِ" تن*دت سمر بقوة لتقول : "إذا هيا ارتدي ثيابكِ واخرجي لد*كِ خمس دقائق فقط وإلا سترين ما الذي سأفعله" هبطت دموع حياة وبدأت بالبكاء ، لم تستطع الرفض ستنفذ طلب والدتها لإنها تخاف من ما ستفعله بها إن لم تطاوعها ، تن*دت بقوة بعد أن مرت بنوبة بكاء مريرة لتغير ثيابها وتمسح دموعها وتخرج إليهم وهي مخفضة الرأس ، كان إياد يتملكه الفضول ليرى تلك الفتاة يهز قدمه بتوتر وهو منتظر على أحر من الجمر ، يريد أن يرى هذه الهدية لإنه فكر بطريقة لأخذها وانتهى ، اقتربت حياة منهم ولم تلقي التحية فقط ظلت واقفة بصمت ، نظر لها إياد وجحظت عيناه من كتلة الجمال الموجودة أمامه ، ابتلع ريقه وحاول تهدأة نفسه كي لا ينقض عليها ويفعل شيء ليسَ بالحسبان ، عاد لبروده وظل ينظر لها باهتمام وإمعان ، صدح صوت حسان ليقول : "اقتربي يا حياة هيا تعالي واجلسي هنا" رفعت نظرها له لتنظر له بحزن ويأس ، دمعة ساخنة هبطت على وجنتها ولكن مسحتها فوراً ، انتبه إياد إليها وقد علم بأنها مجبرة على الخروج وبأنها ليست كوالدتها الع***ة ، توجهت حياة لتجلس بحياء مبتعدة عنهم ومنزوية بنفسها ، ظلت مخفضة الرأس وصامتة ، بينما إياد لم تنزاح عيناه من عليها ، ابتسم من أنفه عندما فكر بالذي سيفعله بها وحدث نفسه (إنها جميلة جداً لن أرحمها أبداً ان وقعت تحت يدي) وجه إياد نظره لسمر التي كانت تنظر له وهي تمرر يدها على خصلات شعرها الأشقر ، غمزت له وهي تشير بعيناها على ابنتها بمعنى اقترب ، نظر لها ببرود وظنت بفعلتها بأنه سينهض إليها ولكنه ظل جالساً يناظر لها ببرود ولم يبالي لها ، صدح صوته البارد ليقول : "أريد أن أجلس مع حياة بمفردنا" نظرت له حياة بصدمة وأدمعت عيناها ، بينما سمر تملكها الغيظ ولكنها ابتسمت ابتسامة باردة وتحدثت : "هيَ لك كما تشاء افعل ما يحلو لكَ أيها الوسيم" نظر لها إياد باشمئزاز وبرود لينهض ويتوجه إلى حياة التي كانت ضربات قلبها تدق بعنف ومسموعة للجميع ، جلس بجانبها وظل ينظر لها بينما هي ابتلعت ريقها بتوتر واعتدلت بجلستها وهي منزوية على نفسها ، مرر يده على وجنتها ليتحدث بهمس : "دعينا نجلس في غرفتكِ هيا" نظرت له بخوف ونفضت يده بسرعة وهذا ما زاد من حنقه ليتن*د بحدة ويقول : "هيا أيتها الصغيرة لا تتعبيني" حركت رأسها بنفي وهي تنظر له بخوف لتسمعه يردف لها : "لا تخافي هيا" أمسكها من معصمها وأجبرها على الوقوف ليجرها خلفه ولكنها وقفت ونفضت يدها بعنف لتتحدث بصراخ : "أيها اللعين لن أذهب معك" نظر لها بحدة وغضب ، مؤكد بأن هذه الفتاة قد جنت على نفسها ، من هي التي تستطيع الوقوف بوجه إياد معين أو ترفضه حتى ، ستكون هذه آخر ليلة في حياتها ، ستنال أشد العقاب ولن يرحمها ، وكيف له أن يرحمها وهو ليس لديه قلب أو ذرة شفقة ، احتدت ملامحه أكثر من ذي قبل ليقترب منها و ... __________________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD