الحسد عماني
انا رقية سني 22 سنة في كلية تجارة
مع اني كنت جايبة مجموع كويس في الثانوية العامة يدخلنى طب بس نعمل اية النصيب ، لاني من عيلة فقيرة جدا ،يدوب بناكل بالضالين ، ابويا كان بواب عمارة ، وامي بتخدم في شقق العمارة ، وكنت اوقات كتير بساعدها ،كانوا أصحاب العمارة مش ساكن فيها ، كانوا في دول الخليج ،
في يوم كانت امي بتنظف السلم وبتنضف شقة صاحب العمارة ، لأنه قرر يرجع من السفر هو ومراته واولاده ، كان عنده بنت اسمها ندى ، وولد اسمه يوسف ،
دخلت الشقة عشان ننظفها وكانت شقة فخمة جدا فيها كل ما تشتهي العين ، ولكل واحد فيهم اوضة مستقلة بيه فيها كل حاجة ممكن يحتاجها ، كنت في اوضة ندي ، وامي فرشتها وظبطتها ، ومالت الثلاجة الخاصة بتاعتها من كل ما تشتهي النفس ، فاكهة وعصير وشكولاتة ، ولحظة انتابني احساس بالحسد ، اشمعنا هي عندها كل حاجة كدا ، ليه في ناس معاها وناس مش معاها ، ليه بيكون في ناس بتشتغل عند غيرها خدامين ،
وهما اسياد ، ليه ؟
أخذت تفاحة من التلاجة وقعدت على السرير احلم اني تكون ده اوضتي ،واعيش في شقة زي ده ، وماكونش محرومة من حاجة ابدا ، بس يظهر ان في ناس مش بتملك غير انها تحلم بس ، وناس تانية بتحقق الحلم ده ،
نمت علي السرير للحظات ، كنت حاسة براحة غريبة ،طبعا لاني عضمي ات**ر من نوم الأرض ، والرطوبة ، لكن مكملتش ولا لحقت اتهنى حتى لو للحظات ، عشان امي دخلت زعقتلي وبهدلتني ، وقومتني من على السرير، وعدلتة تاني ، كاني حشرة نامت عليه مش انسانة ، ليا حق انعم براحة حتى لو مؤقتة ، بس امي كان ليها وجهة نظر ، وهي مفهوم الرضا ، كانت دايما تقولي ارضي بعيشتك ، تنعم ليكي حياتك ، للي يبص لعيشة غيره تحرم عليه عيشته يابنتي،
وقتها مكنتش فاهمة قيمة الكلام ده ،
وردت عليها بكل استهتار ، ياختي ياريتها تحرم ، وهي ده عيشة الواحد يبكي عليها ، ده الضنك ذاته ، وسيبتها ونزلت ، البدروم تاني ، اشوف ابويا واختي ،
لقيت عربية فاخمة وقفت قدام باب العمارة ونزل منها ، شاب وسيم جدا لكنه خجول كده في نفسه ولبخة في التلاتين كدا ، اول ماشافني ، فضل باصص لي كأنه يشبه ، ومعاه اخوته من شبه تقريبا ، ورجل كبير في سن الـ60 سنة وست معاهم في سن ال 55 سنة ، ونزلوا الشنط ونادوا علي بابا ، اللي اول ماسمع جري عليهم وشال الشنط وهو يرحب بيهم جامد ، وعرفت وقتها انهم هم اصحاب العمارة ، لافت نظري ندي وجمالها ورقتها ، قولت في عقل بالي يعني مال وجمال ، صحيح الحظ لما بديدي ،
ندي كانت انسانة كويسة جدا واخلاقها عالية وطيبة ومحتشمة ،
الصراحة حبيتها وهي كمان حبيبتي اوي كاني اخوتها واكتر ، ولا عمرها خليتني احس باي فرق بينا ، كنا بنروح كليتنا سوي ، وتديني لبسها وتقولي احنا واحد ، واكلنا وشربنا مع بعض مكناش بنفارق بعض غير عند النوم ، وكل الناس كانوا مفكرنا اخوات او قريب من شكل علاقتنا ،
لحد ما في يوم حصلت الحاجة اللي غيرت حياتي ، تماما وكانت القشة التي ق**ت ظهر البعير ،
لما جت ندي وقالتلي ان المعيد سيف بيحبها وعايز يخطبها ، حسيت ان قلبي كان هيقف ، .
سيف ده كان حلم بحلم به كل يوم ،
كان امالي انه يحس بيا ، ويحبني زي ما حبيته ، يقوم يسبني ويحبها هي ،
النار الغيرة والحقد قادت في قلبي وحسيت اني لازم انتقم منها ، مش كفاية اللي عندها ، عايزة تاخد كل حاجة لها ،
جاتني فكرة شيطانية ، اخد رقمها وعملت صفحة فيس مجهولة. ونشرت رقمها علي انها فتاة سيء السمعة ، وفعلا بقي يروحلها سايل مخلة وصور مخلة ،وهي كانت بتموت من اللي بيحصل ، وكان معايا باسورد ، الفيس بتاعها ، وكنت براسل الناس على اني فتاة ليل ، وكنت اصور اسكرينات الرسائل ، وابعتها السيف ،
وفعلا سيف سابها وبعد عنها ، وده اللي هداني شوية ، مش مهم يخطبني او يحبني ، المهم هي متتجوزوش ،
وكنت بشوفها وهي بتصلي وتدعي ان ربنا يبعد عنها الهم والغم ده ، بعد أن أصبحت سيئة السمعة ، في الكلية والمنطقة ، كلها ،
لدرجة انهم باعوا العمارة ،وسابوا المنطقة كلها وسابت الكلية كمان ، وبعدة عني بحكم بعدها عن السكان والكلية ، واصبح لقاءاتنا قليلة شوية ،
ومع بعدي عنها ابتديت انسي اللي حصل واتعايش مع ظروفي واشتغل عشان اقدر اعوض اعتمادي الكلي اللي كان على ندى في المصاريف لانها هي اللي كانت متوالية ده ،
اشتغلت في كافيتريا ، وكنت بخرج متاخر لاني بروح متاخر بعد ما اخلص كليتي ، وفي يوم من الايام وانا راجعة بالليل كانت الساعة حاولي 12 بالليل ، مشيت ورايا عربية وفيها شباب شكلهم مش مظبوط ، و مشغلين موسيقى واغاني عالية وفضلوا ورايا كنت هموت من الرعب ، خصوصا اني لوحدي ومافيش حد معايا ولا في الشارع ، ونزل منها اتنين يوحاولوا يعتدوا عليا ، وحاولوا يدخلوني العربية ، كنت بصرخ بكل قوتي وكنت بعافر بكل جهدي ، لكن مافيش حد ، معرفش ليه في اللحظة ده شوفت ندي وعرفت انا عملت معاها اية ، وحسيت انه عقاب ربنا ليا ، عشان اللي عملتوا فيها ، لكن مافيش وقت للندم ، حسيت ان ده النهاية ، لكن ربنا كان رحيم بيا ، بعتلي اللي ينقذتي في الوقت المناسب ،
ظهرت عربية ونزل منها شخص كان معاه سلاح ض*ب طلقة في الهواء ، وبفضل الله الشباب ده خافت وجريت بالعربية ، فضلت اصرخ واعيط واشكره ومكنتش شوفت شكله ، بس بصيت في وشه للحظة ، بس وقتها مصدقتش نفسي لما شوفته ده يوسف اخو ندى ،
معقولة ، معقولة يكون ده عقاب من ربنا ، اللي ينقذه وينقذ شرفي وسمعتي من أنها تتلوث ، هو اخو صاحبتي اللي انا إساءات ليها ولوثت سمعتها حسيت وقتها قد اية انا انسانة وحشة ، انسانة مريضة ، الحسد عماني ، والغل خلاني اعض الايد الحنينة الوحيدة اللي اتمدت اللي كانت بتطبطب عليا ، حسيت اني فعلا استاهل كل حاجة وحشة ، كانت ممكن تحصلي ، وان ربنا نجاني ، ببركة دعوة امي ليا ديما ، كانت ديما تقولي ، روحي يابنتي ربنا يهد*ك حالك ويرزقك بابن الحلال اللي يعوضك ،ويبعد عنك كل شر ويبعد عنك شر نفسك ، ويبعد عنك ولاد الحرام ،
ماكنش في يوم ولا فرض إلا كانت ديما تدعيلى الدعاء ده ،
يوسف مد ايده ومسح دموعي وركبي معاه العربية وانا كنت منهارة ، وداني على اقرب مستشفى ، عشان يطمن عليا ،وفضل لحد ما بقيت كويسة نوعا ما ، بس اليوم ده صحي جوايا صوت ضميري اللي فضل يصرخ باسم ندي ويعذبني علي اللي عملته فيها ، ومكانش في على ل**ني ، غير سامحيني يا ندي ،
يوسف اتصل عليها ، وندي مكدبتش خبر ، جت جري عندي تطمن عليا ،
وفعلا فضلت جنبي اسبوع وانا في المستشفي كل ما افوق الافي ندي ، اصرخ وانهار تاني ، ويدوني مهدئات كلهم كانوا فاكريني اني بصرخ من الحادثة ، لكن الحديقة انا كنت بصرخ من ألم الضمير ، لما كنت افتح عينها والاقيها هي اللي بترعاني ، كنت تقريبا اتعذب من الم الضمير ،
وخرجت من المستشفى انسانة تانية صحيح ، ربما ضرة نافعة ، حاولت بقدر الامكان ابعد عن ندى عشان اقدر انسي واتعايش ، وقررت ارجع لربنا واتوب من الذنب ده ، وسالت وقتها عن طريقة التوبة النصوحة ، قالوا عليكي بالاستغفار والرجوع عن الذنب وعدم اقترافه مرة تانية ، والصلاة كتير بنية التوبة والإلحاح في الدعاء ، وفضلت اصلي واستغفر كتير وكنت بلح لربنا بدعاء له انه يسامحني ويغفر لي ، لكن كنت مبعرفش انام من الكوابيس ، على طول اشوف ندى بتخضني وانا في أيدي سكينة و بطعنها في ظهرها ،
لحد ماقي يوم جاني تليفون من مامات ندي ، بتقولي
انها عايزاني ضروري ،
روحتلها على الفور ، لقيت ندى كانت بتصلي ، ومامتها وباباها ، تقريبا شكلهم كانوا بيعيطوا ،
مكنتش فاهمة فيه ايه ،
لحد ماندي اغمي عليها وهي بتصلي ،
كلنا جرينا عليها واخدنها على المستشفى ، وهناك كانت المفاجأة ، ندى طلعت مريضة كنسر سرطان في الدم ، وكانت بتتعالج منه ، من زمان بس رجع لها تاني بعد مارجعت من السفر ، قعدت معها في اوضتها ، وفضلت تعيط وتحكيلي قد اية كان نفسها تتجوز سيف وتعيش معاه ، ونفسها انه يسامحها ، ويعرف انها بريئة ، وقد اية تعبت لما سابها ، وحزنت على اللي حصلها ، وانها نفسها تعرف مين اللي عمل فيها كدا وليه ، هي عمرها ماذت حد ، هى كانت بتتكلم وانا بتقطع من جوايا ، وكانت بتوصيني اني اكون قريبة لربنا ، واني افضل ادعلها ، واني ابر أهلها من بعدها ، واسال عليهم وعوضهم عنها بتواجدي معهم وانا كنت بسمعها وانا بموت حرفيا من جوايا ، نفسي اصرخ واقولها الحقيقة واترمي في حضنها واقولها سامحيني ،
بس مش قادرة اتكلم ، انا اجبن من اني اعترف بالجريمة اللي عملتها ،
حضنتها وانا بعيط ، وفاجأ تجمدت وهي في حضني ، واتجمدت كل حاجة من حاوليا ، ندى ماتت في حضني ، مكنتش مصدقة ازاي ده يحصل معقولة ماتت من غير ما أظهر براءئها ،ماتت وانا ظلماها ياااه كان يوم ميتنسيش ، من اصعب ايام حياتي ، انهارت وقتها وتعبت نفسيا ، وفضلت في المستشفى اتعالج نفسيا من الكوابيس والم الضمير ، واللي كان متكلف بمصاريف المستشفى ،
كان يوسف ، لاني عرفت بعدها ،
ان ندى كانت وصيتها ان كل مجوهراتها تكون ليا ، وكمان حسابها في البنك ، ولبسها الجديد كله ،
يوسف بلغني بوصيتها ، والحقيقي ألح في اني انفذوصيتها عشان ترتاح ، لاني الحقيقة كنت رافضة ، معقول انا عملت فيها كل حاجة وحشة ، وهي عملت فيا كل حاجة خلوة ، وفضل يوسف جنبي ، لحد ما تجاوزات المرحلة الصعبة ده من حياتي ، واتعلقت وقتها بوسيف ، حسيته قد اية هو محترم وحنين واخلاق جدا ، وهو كمان حبني جدا ، واتجوزنا ، و تغيرت كل حياتي ، بفضل الاستغفار والتوبة ، وطلبت ان يكون شهر العسل بعد جوازي من يوسف اني اعمل عمرة ، كان نفسي اكون بين ايادي الله وفي بيته واتوب واستغفره واحمده على نعمه ، لاني عرفت ان ربنا ديما شايلك رزقك بس انت اصبر ، اجتهد ومتبصش لرزق غيرك لانك متعرفش غيرك ده فيه ايه ، ممكن تكون انت افضل منه ، وان ربنا مبيظلمش حد ، وان كل واحد له رزقه ، وواخده ال 24 قيراط بتوعه ،، بس بتقسيمات مختلفة ، يعني فيه ناس بتاخدها في صحتهم وناس تاخدهم في مالهم ، وناس تاخدهم في أولادهم ،
بس في الاخر حقك بتاخذه ، فمستعجلش عليه،
قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ
صدق الله العظيم
بالقلم حنان عبد العزيز