الفصل الثاني

3919 Words
رمقه ديفيد بخوف قبل أن يطلب منه أن يتبعه إلى مكتبه :"مستر سيف إهدأ اعدك انتي سأجدها... دلف ديفيد مكتبه بخطى مرتعشة ثم بدأ بتقليب الملفات بعشوائية قبل أن يتوقف فجأة و يلتفت نحو سيف الذي كان يرمقه بنظرات نارية :" أنا آسف حقا مستر سيف إن سيلين جديدة هنا و هي لم تستلم العمل سوى منذ فترة قصيرة حوالي شهرين...لقد اعطيتها ملفها قبل أن أطردها.... قاطعه سيف بصوت حاد :" إبحث ثانية قد تكون محتفظا بنسخة أخرى هنا أو هناك أسرع أريد عنوانها حالا.... ديفيد بصوت خافت :"أنا آسف حقا و لكننا لا نحتفظ بملفات جميع الموظفين عنا إلا بغد مرور ستة أشهر من قبولها هنا.... هنا ثارت ثائرة سيف الذي ركل الكرسي من أمامه من شدة غضبه ليهتف من جديد :" إسأل جميع الموظفين هنا...قد يعلم أحدهم شيئا عنها.... اسرع ديفيد للخارج لينادي على جميع النادلات و معهم ديمتري.... وقفوا جميعا في صف واحد بجانب بعضهم ليسالهم ديفيد عن سيلين.... ديمتري بصوت رقيق :" اوووه سيد ديفيد نحن لا نعلم عنها شيئا.. سوى إسمها سيلين الفرعونية ههههه.... ديفيد بحدة :" أ**ت ديمتري...و إنت آنا ألم تزوريها في منزلها من قبل... آنا بنفي:"لا.... و لكن ليزا تعرف رقم هاتفها..... ليزا بانكار :" هذا ليس صحيحا... انا لا اعرف ََأي شيئ عنها سوي إسمها..لقد طلبت منها زيارتها ذات مرة في منزلها لكنها رفضت... سيد ديفيد أنت تعلم سيلين غريبة الاطوار و ليست إجتماعية إنها لا تتحدث سوى عن العمل... من سيصادق فتاة مملة مثلها.... أنهت كلامها بابتسامة لعوبة نحو سيف الذي تجاهلها ببرود قبل أن يشيح بنظره بعيدا عنها قبل أن يخرج من المكتب بعد أن يئس من إجابتهم وصل لموكب السيارات ليستقل سيارته بجانب جاسر.... جاسر بتعجب من **ت صديقه :"مالك يا سيف في إيه... حصلت حاجة جوا... قدرت تعرف مين البنت اللي بتدور عليها..... سيف هو يضغط على صدغيه بسبب إحساسه بالصداع :" معرفتش عنها حاجة غير إسمها... المسكينة إتطردت بسببي من شغلها.... ياعالم هي فين دلوقتي...انا مش قادر أنسى خوفها وقلقها لما كانت بتتأسفلي... كانت. خايفة اوي و كأنها حاسة إنها حتتطرد عشان كده يمكن تجرأت و قالتلي على خطة أ**ل و مارتن....على فكرة البنت مصرية...... توسعت عينا جاسر بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا :"عشان كده هي فهمت انا قلتلك إيه ساعتها... ملامح وشها أكدتلي إنها فهمتني بس مكنتش عارف ابدا إنها حتطلع مصرية... ياااه يعني كتلة الجمال اللي كانت جنبنا من ساعة... تطلع في الأخر مصرية انا لو كنت أعرف كنا خذناها معانا...إحنا اولاد بلد بردو و جدعان نسيبها تتبهدل في الغربة؟؟ تؤ ميصحش بس هي باين عليها صغيرة جدا إيه اللي خلاها تشتغل هناك ". سيف و هو يريح رأسه على الكرسي :" يمكن ظروفها صعبة و بعدين هنا في أوروبا عادي حتى لو كامرا ولاد اغنياء فهما بردو بيشتغلوا... بس سيلين.... **ت قليلا و كأنه يتذوق طعم إسمها قبل أن يكمل :"طريقة كلامها و خوفها بيدلوا على إنها مكانتش عاوزة تخسر شغلها.... هي أنقذتنا من مصيبة كانت حتحصل و نبهتني من الكلاب السعرانة اللي بتحوم حواليا اللي انا كنت غافل عنها و في المقابل انا أذيتها... تسببت إنها تتطرد بدل ما اكافئها... لو كنت واحدة ثانية كانت راحت لا**ل و هددته إنها تفضحه لو ماإدهاش فلوس أو كانت إستنتني عشان تاخذ مكافئتها بس هي إختفت... جاسر بحزن :"طيب دور عليها و أكيد حنلاقيها... سيف بتأكيد :" طبعا حدور عليها و مش حرجع مصر غير لما الاقيها...أغمض عينيه بتعب و هو يتذكر ملمس يديها الصغيرتين عندما أعطته المنديل الورقي.... نظرات عينيها الخائفة تنظر لملابسه المتسخة برعب...حتى انها لم تنظر لوجهه و لو مرة واحدة بينما هو لم يترك إنشا واحدا في وجهها لم يتفحصه وجهها الأبيض المستدير بشكل طفولي يدل على إن عمرها لم يتجاوز العشرون... عيناها اللتان كانتا تلتمعان بسبب دموعها المتجمعة داخلهما جعلتهما تبدوان كحبتي لؤلؤ حتى أنه إحتار في لونهما.... أما شعرها البرتقالي فهو حكاية أخرى تذكر كيف أمسك نفسه و بصعوبة من أن يفك الرباط الذي كان يأسره حتى يستمتع بجماله.... .. تن*دبندم للمرة العشرون ليته إهتم لها بدل إهتمامه بتلك الورقة اللعينة....أين كان عقله عندما تركها لوحدها و سار مع ذلك الا**ه ديفيد كم تمنى في هذه اللحظة ان يعود و يحطم رأسه الغ*ي الذي تجرأ على طردها.... قبض على يديه بشدة حتى سمع طقطقة عظامه محاولا تهدأة نفسه لكن دون جدوى صرخ بعدها بصوت عال و هو يض*ب ظهر الكرسي الذي أمامه :"أوقف هذه السيارة اللعينة الان..... صوت عجلات السيارة الذي إحتك بالأسفلت تبعه توقف السيارات الأخرى التي تتبعه ليفتح سيف باب السيارة بقوة ثم خرج متوجها نحو الرصيف... إستنشق الهواء عدة مرات قبل أن يضع يديه على السور الحديدي البارد.... أغمض عينيه لتختفي جميع الأصوات من حوله... ضوضاء الشارع و أصوات أبواق السيارات...حتى صوت جاسر الذي كان يناديه إختفى هو الاخر لم يعد يسمع سوى صوتها الرقيق و كأنها تحدثه الان و تخبره انها غاضبة منه لأنه تركها و لم يهتم لها...... أفاق من تخيلاته على يد جاسر الذي كان يض*ب كتفه بخفة حتى ينتبه له.. ازاح يده صارخا بعنف :"في إيه يا جاسر... عاوز إيه... جاسر بخوف :" و لا حاجة قلقت عليك بس... سيف بحدة :"إرجع العربية و سيبني لوحدي عاوز أشم شوية هوا.... أومأ له جاسر بخفة قبل أن ينسحب عائدا للسيارة فهو أكثر من يعرف سيف عندما يغضب يتحول كأسد أعمى يؤذي أي شيئ تطاله يده..... داخل المطعم كانت آنا و ليزا تبدلان ملابسهما في حجرة الملابس إستعدادا للمغادرة بعد ان إنتهى دوام عملهما..... آنا و هي تلوك العلكة :"هاي ليزي لماذا لم تخبري ديفيد انك تمتلكين رقم هاتف سيلين لماذا انكرتي معرفتك بها.... ليزي بلؤم :" أنا بالفعل لا أعرف رقمها فهي قد غيرته منذ يومين..... آنا و هي تنظر لها بخبث:"مممم لم أكن اعلم انك حقودة لهذه الدرجة أيتها الكاذبة الصغيرة....انت لاتريدين أن يعرف ذلك الوسيم عنوانها ليزا بتلعثم :"ماذا تقصدين آنا..... عمن تتحدثين". آنا و هي تقلب عيناها بملل :" اوووه عزيزتي ليزي كفاكي تمثيلا.... لا تقلقي لن أخبر أحدا فأنا أيضا لا أريده ان يعلم مكانها....و حينها ذلك المصري الوسيم سوف يصب جام غضبه على الأصلع ديفيد... إبتلعت ليزي ريقها بخوف فهي فعلا أنكرت معرفة اي معلومة عن سيلين لغيرتها منها فهي التي سعت ان يهتم بها سيف و يطلبها لكنه في المقابل أعجب بسيلين..... ليزي بعد طول **ت :"أنا لا يهمني ما سيفعله أنا لا أعلم شيئا عن تلك الفتاة و كفى..... وصلت سيلين للمنزل بعد أن قضت بقية ساعات الدوام تتمشى في الشوارع بحثا عن عمل آخر و عندما دقت الساعة الخامسة إستقلت اول باص يؤدي إلى الحي الذي كانت تسكن فيه حتى لا تثير قلق والدتها..... فتحت الباب بالمفتاح ثم دخلت لتجد والدتها نائمة على الاريكة كعادتها تنتظرها كل يوم حتى تغفوا بسبب تأثير الأدوية التي كانت تتناولها.... رق قلبها على حال والدتها المريضة فمنذ إن هجرها والدها منذ خمس سنوات بقيت وحيدة كرست حياتها تربى طفلتها الوحيدة و عندما بلغت سيلين الثامنة عشر اي منذ سنة تقريبا لم تستطع مواصلة العمل في مصنع الخيانة بسبب مرض القلب الذي كانت تعاني منه لتختار سيلين عدم الذهاب للجامعة و فضلت البحث عن عمل تستطيع به إعالة والدتها.... حتى نجحت في إيجاد عمل في إحدى المقاهي القريبة لكن صاحبها إضطر بعد مدة لبيعها و السفر إلى بلد آخر لتجد سيلين نفسها بدون عمل و مال وجدت بعدها عملا في مطعم ديفيد لكن هاهي الان فقدت مص*ر رزقها بسبب ذلك المصري.... جذبت غطاء خفيفا تغطي به والدتها ثم طبعت قبلة خفيفة على جبينها قبل أن تنهض من مكانها و تصعد لغرفتها حتى تغير ملابسها و تنزل للمطبخ لإعداد طعام العشاء..... في مصر و تحديدا في مدينة القاهرة..... في قصر كبير مساحته تفوق ملعبي كرة قدم يتكون من ستة طوابق و أكثر من مائة جناح و غرفة و تحيط به حديقة غناء تمتد على عشرات الكيلومترات... تحتوي على عدة انواع مختلفة من الأشجار و النباتات النادرة.... يعيش السيد صالح عزالدين و أبنائه و أحفاده أيضا...بنى هذا القصر منذ ثلاثون عاما بت**يم خاص حتى يضم جميع عائلته...رغم كبر سنه الذي فاق السبعون سنة إلا أنه مازال الآمر الناهي في القصر لا كلمة تعلو كلمته و لا سلطة تفوق سلطته.. الجميع تحت أمره و مهما قال ينفذون حتى لو ضد إرادته و من يعصيه فلا مكان له في إمبراطوريته و هذا ما حصل مع إبنته هدى والدة سيلين ..... حكاية صالح و يارا قبل 5 سنوات..... كان صالح يجلس في حديقة القصر مع اولاد عمه كعادتهم يسهرون مساء كل جمعة و يتبادلون أطراف الحديث.... كان لايزال طالبا بالسنة الأخيرة في كلية الهندسة... هشام بمزاح:"يا إبني إنطق بقى عليك الأمان سرك في بير يامعلم لا اما و لا سيف حننطق بكلمة.... ها يلا بقى متبوزش اللعبة.... إبتلع صالح ريقه بحرج و هو يفرك عنقه بتوتر قبل أن يهتف دفعة واحدة :" يارا... إسمها يارا.... قتعالت قهققات سيف و هشام على مظهره الخجول و وجهه المحمر و ينطق إسم حبيبته التي يعشقها منذ اول مرة رآها فيها في الجامعة...يارا عزمي فتاة اقل مايقال عنها فاتنة الجمال تبلغ من العمر تسعة عشر سنة تدرس اول سنة هندسة نفس إختصاصه لكن هو كان في السنة الأخيرة..... ينتظر ذلك اليوم الذي ينهي فيه دراسته حتى يبلغ جده عن رغبته في الزواج منها.... أعاده للواقع صوت سيف الذي كان يسأله بجدية :"طب و هي بتحبك؟؟؟ هز صالح رأسه بايجاب قبل أن يهمس :" أيوا.. طبعا..... سيف و هو يربت على ساقه بدعم :"و انا حقف جنبك في كل اللي إنت عاوزه متخافش.... بادله صالح إبتسامة ممتنة :" تسلم يا سيف دا العشم بردو...أنا اصلي خايف لجدو يرفض و إنت عارف بقى... سيف :" متخافش... لو إنت عاوزها يبقى خلاص سيب الموضوع داه عليا... إنت بس شد حيلك و كمل السنة دي و ربنا يحلها من عنده... هشام بسخرية مرحة :"ياريت يا سيف.... اصلي بحبها... بحبها.... اااه تلقى صفعة على عنقه من صالح ليئن بألم و يقف من مكانه صارخا :"إيدك ثقيلة ياعم إيه داه... الواحد ميعرفش يهزر معاك.... صالح بضيق :"هزر زي ما إنت عاوز إلا في الموضوع داه..... إنت فاهم.... هشام و هو يعود لمكانه :"فاهم ياعم فاهم.... خلينا نكمل اللعبة الزفت دي اللي باين عليها حتجيب أجلي.. بعد أربعة أيام...... في كلية الهندسة تجلس تلك الفتاة برنسيسة الجامعة كما يلقونها رغم أنها في سنتها الأولى يارا عزمي إبنة المستشار ماجد عزمي أجمل فتاة في الكلية و أكثرهم غرورا و تكبرا مع صديقاتها رؤى و شيرين.... رؤى:"إلا قوليلي يا يويو إيه اخبارك إنت صالح.... ضحكت الفتيات بصخب بعد أن نطقت رؤي إسمه الذي يعتبر قديما بالنسبة لهم... لتضيف شيرين من بين قهقهاتها:" إسمه صالح.... داه إيه الاسم الغريب داه. رؤى :"ايوا صح انا في واحد قريب مامي إسمه صالح بس كان عمره فوق التسعين....الله يرحمه... يارا :"بس بقى يا بنات...متنسوش إن داه الكراش بتاعي حاليا.... رؤى بسخرية :" لحد ماتخلصي السنة دي و تدوري على غيره طبعا... يارا بغرور :" طبعا انا عاملة نفسي بحبه بس عشان خاطر يساعدني أنجح السنة دي و بعدها حرميه إنت فاكرة إني أنا يارا عزمي حرتبط بواحد إسمه صالح...يالهوي انا لو مامي سمعت حتقلب الدنيا فوق دماغي.... اااخ لو مكانش الاول بتاع الكلية انا مستحيل كنت ابص في وشه.... شيرين بلوم :" لا في دي ملكيش حق يا يويو داه زي القمر... طول و عرض و عضلات يا لهوي داه يجنن.... رؤى بتأكيد :" فعلت هو مز اوي احلى واحد في الجامعة بس لو يغير إسمه داه.... صالح. لوت يارا شفتيها بعدم رضا قائلة :"مش بحبه أصله خنيق اوي و بيعمل كومنت على كل حاجة بعملها...لبسي.. ماكياجي..طريقة حياتي كل حاجة م ش عاجباه فيا...هو حلو صح بس انا و هو منتفعش مع بعض داه دقة قديمة عايش زمن السبعينات بتاع الحب و الرومنسية و انا الجو داه مش بتاعي... انا عاوزة اكون حرة اعمل اللي انا عاوزاه في الوقت اللي انا عاوزاه... البس براحتي اخرج براحتي...من الاخر بحب اكون فري... و صالح ع** كده خالص.... شيرين بخبث :"طب ماتصارحيه... يارا بانفعال :" طبعا لا....داه الأمل الوحيد ليا إني أنجح السنة دي...داه بيساعدني في المذاكرة بشكل رهيب انا بفهم منه أكثر من الدكتور ذات نفسه...داه دماغ عبقري انا بشك إنه طالب اصلا.... شيرين بنظرات خبيثة تخفي وراءها شيئا ما :"يعني إنت كده من الاخر بتلعبي بيه و بمشاعره .. يارا بضحك :" مشاعر إيه يا بنتي إنت إتجننتي... حب إيه و كلام فارغ إيه.. هو بس معجب بيا عشان انا بنت حلوة و شيك... لو كنت غير كده مكانش بصلي من أصله... بكره ينساني متقلقيش... رؤى بعبوس :"بس هو بيحبك بجد يا يويو.... يارا بملل:"اوووف بقى إنتوا ليه مصرين تتكلموا في الموضوع داه انا بجد زهقت.... شيرين :"طب خلاص خلينا نتكلم في حاجة ثانية... عملتي إيه في عيد ميلاد رامي حتحضري؟؟ يارا بحماس:" طبعا و انا مجنونة عشان افوت عيد ميلاد رامي الحداد... داه ابوه وزير يا بنتي.... شيرين بمكر:"و معجب بيكي جدا.... يارا بغرور :" عارفة بس انا مع صالح دلوقتي لما أخلص منه حبقى افكر فيه.. هو اكيد حيستناني.... رؤى بعدم رضا :" رامي داه بتاع بنات و كل يوم مع واحدة شكل إنت كده حتخسري صالح و حتندمي... يارا و هي تنظر لشيرين :" سيبك منها و قوليلي حتلبسي إيه؟؟ شيرين :" مامي جابتلي مجموعة فساتين من باريس الاسبوع اللي فات حبقى البس واحد منهم و إنت حتقنعي صالح إزاي هو اكيد مش حيوافق إنك تتيجي الحفل ..... يارا بلامبالاة :"حبقى أتحجج بأي حاجة انا عارفة إنه متخلف و رجعي مش حيقبل إني أخرج ارفه عن نفسي شوية زي البنات اللي في سني ... شيرين :" تمام.. انا رايحة عندي مشوار مهم حبقى اشوفكوا بعدين.... يلا سلام..... في المساء.... مكالمة بين صالح و يارا.... صالح بلهفة :"إزيك يا حبيبتي.. عاملة إيه واحشاني اوي.. يارا بفتور :"أنا تمام و إنت... صالح بحب :" بقيت كويس بعد ما سمعت صوتك عاملة إيه في المذاكرة انا عاوز إمتياز مش حقبل اقل من كده". يارا في داخلها (ليه فاكرني زيك مفيش حاجة ورايا غير المذاكرة) :"إن شاء الله يا حبيبي البركة فيك إنت بقى ما إنت اللي حتذاكرلي مش إنت الدكتور بتاعي و إلا نسيت ". صالح :"متشغليش بالك يا قلبي و هو انا أطول أدرس أجمل و أرق بنت في الدنيا.. ". يارا بتصنع :"ميرسي يا حبيبي... ربنا يخليك ليا انا بجد من غيرك مكنتش عارفة حعمل إيه اصل الهندسة صعبة جدا و انا بصراحة مش بفهم حاجة من الدكاترة اللي في الكلية". صالح بهيام :"و لا يهمك يا حبيبيتي...انا حضبط كل حاجة و الأسبوع الجاي إن شاء الله نبتدي مذاكرة مع بعض...عشان الامتحانات قربت داه فاضل أقل من شهر و نبتدي". يارا بدلع :" حاضر يا حبيبي...انا أصلي حسافر إسكندرية مع ماما يومين عشان نزور طنط مريم.. صالح بحزن :" يعني مش حشوفك بكرة كمان .... يارا :" يا حبيبي ما أنا قلتلك حسافر يومين و حرجع على طول...حبقى اكلمك كل ساعة متقلقش... صالح باستسلام :"حاضر تيجي بالسلامة... خلي بالك من نفسك و متكلميش ولاد... يارا بضحك :" ماشي..يسلملي اللي بيغير ". صالح :" لو تعرفي بس انا بحبك قد إيه ". يارا بغرور :" عارفة... عارفة و انا كمان بموت فيك ". صالح بسعادة :" أنا بستنى بفارغ الصبر اليوم اللي أتخرج فيه عشان حطلب إيدك في نفس اليوم.... يارا بضحكة مرتبكة:" إنت بتهزر صح.... صالح بجدية :" لا طبعا انا بحبك اوي و إنت كمان بتحبيني...إيه المانع إننا نكون مع بعض إحنا نعمل خطوبة و كتب كتاب مع بعض و بعدها لما تخلصي دراستك نتجوز.. يارا بعدم تصديق لكنها تحاملت على نفسها :"يا حبيبي لسه بدري على الكلام داه انا لسه عندي 19 سنة.... صالح :"ما انا قلتلك نتجوز لما تخلصي دراسة يعني ساعتها حتبقي ثلاثة و عشرين.... أرادت يارا تغيير الموضوع لتتصنع ان والدتها تناديها :"طيب يا حبيبي انا لازم اقفل عشان ماما بتنادي عليا... حبقى أكلمك بعدين على الفيس.... صالح :"ماشي ياقلبي.... أقفلت يارا الخط و هي تتأفف بشدة قائلة :"داه اللي ناقص... اتجوزك إنت عشان ادفن نفسي بالحياة...انا مش مصدقة هو لسه في ناس بالتفكير داه...لا و كمان لسه شاب يعني و الله لو كان راجل كبير كنت حتفهم إنما شاب و بالعقلية دي مش معقول داه ناقص يقلي نامي من المغرب و ياخذ مني الموبايل اوووف دي شيرين عاوز إيه دي كمان... ". أفتحت يارا سماعة الهاتف لتكمل حديثها مع صديقتها غير عالمة بالمؤامرة التي تحضرها لها... بعد يومين في حفل عيد ميلاد رامي الحداد... رامي حداد مثال للشاب الوسيم و الغني إبن عائلة معروفة مدلل و مستهتر لأبعد الحدود رسب سنتين في السنة الثانية هندسة بعد أن إجتاز السنة الأولى بصعوبة.... حياته عبارة عن حفلات، شرب، و بنات...يغير حبيباته كما يغير أحذيته... هو معجب بيارا منذ اول مرة رآها فيها لكنه لم يستطع الاقتراب منها خوفا من صالح.... دخلت يارا قاعة الحفلة لتتوجه كل الانظار صوبها ترمقها باعجاب و أخرى بكره و حسد... كانت بالفعل جميلة جدا بفستانها الأ**د القصير أشارت نحوها رؤى لتأتي لتبتسم لها يارا إبتسامتها الخلابة قبل أن تتوجه نحوها.... رؤى باعجاب:"إيه الجمال داه يا بنتي... يارا بغرور:" طول عمري قمر ههه رؤى بهمس :"بصي رامي حياكلك بعنيه... يارا :" عادي يا بنتي سيبك منه امال فين شيري.. رؤى بعدم إهتمام :"كانت هنا مش شوية... اهي هناك مع سيدا و فادي العدوي... يارا و هي تنظر حيث أشارت رؤى :"غريبة دي عمرها مع كانت صحاب هي سيدرا... دي بكرهها كره العمى.. رؤى :" لا غريبة و لا حاجة إنت عارفة شيري دايما مع مصلحتها...متنسيش إن سيدرا اووووبا يارا إلحقي مش داه صالح عز الدين ". إرتجفت يارا بخوف و قلق قبل أن تدير رأسها ناحية الباب لتراه...كان في قمة الوسامة و هو يرتدي بنطال جينز باللون الأ**د و فوقه قميص صوفي باللون الأزرق الداكن ضيق يبرز عضلات جسده الضخمة.... وصل إلى جانبها لينحني و يقبل وجنتها ببرود قبل أن يلقي التحية على رؤى :"إزيك يا رؤى". رؤى بتوتر :"تمام و إنت؟؟ صالح بصوت خاو:" الحمد لله ". انزل يده ليلفها حول خصر يارا ليسير بها نحو باب الخروج قائلا :" عاوزك في كلمتين برا . أومأت له يارا لتمشي بجانبه بهدوء و دماغها يكاد ينفجر من شدة التفكير... لماذا جاء و كيف علم انها هنا... هو ابدا لا يأتي لهذه الحفلات فلماذا هذه الليلة بالذات..... فتح الباب ثم دفعها بخفة لتركب سيارته قبل أن ينطلق خارج الفندق.... أوقف السيارة على حافة الطريق ثم اخرج هاتفه ليضغط بعض ازراره قبل أن يرميه فوق ساقيها دون أن ينبس بحرف... يارا بتوتر و هي لا تعرف ماذا تقول لتبرير فعلتها (كذبها عليه و ذهابها للحفلة) :"صالح إسمعني انا حفسرلك... صالح و هو يضع سبابته على شفتيه :" شششش إسمعي و إنت ساكته... ضيقت يارا حاجبيها و هي تنصت لصوتها في الهاتف.. ركزت قليلا قبل أن تشهق بقوة عندما إكتشفت إن هذا ليس سوى تسجيلا لحوارها مع شيرين و رؤى منذ يومين عندما كانت تتكلم حول علاقتها معه... لم تكد تتمالك صدمتها حتى صرخت بصوت عال عندما فاجئها صالح بامساكه لشعرها بين يده ليوجهه وجهها نحوه صارخا بغضب جحيمي :"بقى إنت تعملي فيا انا كده...انا يا يارا.... تكذبي عليا و ترسمي عليا الحب و تطلعي في الاخر...... ليه ليه عملتلك إيه.... قبض أكثر على خصلات شعرها و هو يهز رأسها مرات عديدة بقوة و هي تبكي بصوت عال :" صالح ارجوك... صالح دون وعي منه :"حرام عليكي انا حبيتك أكثر مني... انا اول مرة في حياتي أحب... تركها لتلتفت يارا نحو الباب محاولة فتحه لكنه للأسف وجدته مغلقا... صرخت من بين دموعها :"صالح إفتح الباب ارجوك.... إلتفت نحوها صالح بعينين دامعين قائلا بصوت متحجرش:"ليه عملتي كده...ليه محبيتنيش.. ليه خليتيني أحلم و أبني حياتي على الوهم و السراب...عيشتيني في جنة و بعدها نزلتيتي لسابع ارض ليه كده...انا لسه مش مصدق... مش مصدق ". ض*ب مقود السيارة بكفيه عدة مرات و هو يصرخ بانهيار بينما يارا إنكمشت بجسدها بجانب الباب خوفا من نوبة جنونه و لكنها لا تعلم أن صالح الذي يعشقها قد يؤذي نفسه لكنه من المستحيل يؤذيها.. إلتفت نحوها من جديد قائلا :" عشان دماغي قديمة و جدي في حياتي حبتين و مش زي شباب اليومين دول اللي مقضينها لعب و صياعة .. دول اللي عاجببنك اللي زي رامي الحداد... يارا ببكاء و هي تسايره خوفا منه فهي لأول مرة ترى وجهه الغاضب :" لا إنت فاهم غلط.... صالح بتجاهل :"عشان كده كذبتي عليا و جيتي الحفلة و إنت لابسة الفستان المق*ف داه..... يارا :"صالح.... صالح بصراخ و قد إحمرت عيناه و إشتدت عضلات وجهه من شدة الغضب :" إخرسي و لا كلمة مش عايز اسمع صوتك... انا خلاص بقيت بق*ف منك و مش طايق حتى ألمحك قدامي...انا حسيبك دلوقتي بس يكون في علمك مش انا اللي اسيب حقي انا حرجع يا يارا... حرجع و أقسم بالله ساعتها ما حرحمك و حاخذ حقي منك.... ظلا صامتين طوال الطريق قبل أن يتوقف أمام فيلا والدها فتح الباب و دفعها بغضب لتسقط من السيارة و هي تبكي بألم لكنها تستحق ذلك فهي من حولت صالح العاشق و زرعت بذور الكره داخل قلبه الذي كان يعشقها بجنون.... مرت الايام و انهي صالح دراسته ثم طلب من كده ان يسافر ليمسك إحدى فروع شركاتهم في أمريكا لكنه لم ينس ابدا يارا و مافعلته به.... كل يوم يكبر الحقد و الكره بداخله لايرى سواها أمامه يراقبها في كل حركة تقوم بها حتى و هو بعيد.... وضع حراسة حولها حتى حتى يمنع اي أحد من الاقتراب منها...و بعد خمس سنوات هاهو يعود من جديد لا يرى امامه سوى الانتقام....  حكاية فريد و أروى... داخل قسم الشرطة...في مكتب فريد عزالدين.... دلف عادل صبري صديق فريد و زميله في العمل بخطوات متعبة نظر لفريد الذي كان يغمض عينيه واضعا ساقيه على مكتبه ..إرتمى بجسده على الكرسي متمتما بتذمر:"لله يحرقه بقالي من إمبارح و انا بحاول اقرره و برده مفيش فايدة". فريد بصوت رجولي أجش:"مين؟؟ عادل :" الراجل بواب العمارة المتهم بسرقة شقة الست اللي جاية من الخليج .. فريد دون أن يفتح عينيه :"ماله ؟؟ عادل :" ابدا مش عاوز يعترف مصر إنه دخل الشقة عشان يوصل حاجات كانت الست موصياه عليهم و بعدها طلع انا زهقت من قواضي السرقة و القتل و الق*ف دي ...ياسلام لو يمسكوني قضية رجل أعمال و إلا حد مهم اهو الناس دي اللي بتجيب ترقيات.... فريدبسخرية :" ياعم إحلم على قدك... إنت قضية سرقة هايفة مقدرتش تحلها و عاملي فيها أحمد السقا و عاوز تمسك قضايا رجال الأعمال.... عادل بتذمر :" بكرة تشوف بعينك حبقى اهم ضابط فيكي يا مصر و مش حعبرك... فريد هو يفتح عيناه :"طب روح روح هات الست على هنا و إستجوبها... عادل و هو يقطب حاجبيه:"ليه؟؟ فريد ببرود:" عشان هي كذابة و البواب المسكين مسرقش حاجة... عادل بشك :"مين اللي قلك.... إنت عارف حاجة و مخببها عليا.... فريد بغموض :" لما تستجوبها حتعرف بنفسك.... عادل بضيق و هو يغادر:"على فكرة انا زهقت من غموضك داه.. سلام... تن*د فريد قبل أن يستقيم في جلسته و يمسك بصورة زوجته الراحلة التي توفت منذ أشهر طويلة تاركة ورائها طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها السنتين قبل الصورة ثم وضعها على ص*ره قبل أن يتذكر إلحاح والدته هذه الأيام على تزويجه مرة أخرى من أجل صغيرته.... في شقة صغيرة في إحدى الأحياء البسيطة حيث تقطن سميحة منعم والدة أروى التي تزوجت منذ خمسة و عشرون سنة من موظف بسيط في إحدى الوزارات لتنجب أولادها أروى و ألاء و مازن الأصغر بينهم .. تعالت صرخاتهاو هي تحاول الإفلات من والدتها الغاضبة التي كانت تنهال على جسدها بعصى المكنسة حتى رسمت على جسدها الأبيض لوحة حمراء... أروى ببكاء :"ياماما ارجوكي إرحميني...انا تعبت.... سميحة بغضب :" و الله لقتلك يا بنت الكلب حقتلك و اشرب من دمك يا وش الفقر... بقى في واحدة عاقلة ترفض فريد عزالدين...إنت قاصدة بقى مش عاوزانا نرتاح من الفقر و الهم اللي إحنا عايشينه... رمت العصا من يدها ثم جلست على الاريكة البالية لتأخذ أنفاسها بعد أن أنهت وصلة ض*بها التي تعودت على تلقينها لها يوميا منذ شهرين... أروى ببكاء و هي تلملم خصلات شعرها المتناثرة :"ياماما حرام عليكي إنت وخالتي عاوزيني اتجوز... فريد... انا بخاف منه اوي مقدرش أقف قدامه دقيقتين على بعض اقوم اتجوزه.... سميحة بغضب ناري :" حتتجوزيه و رجلك فوق رقبتك...و إعملي حسابك ملكيش قعاد في البيت داه لو متجوزتيهوش... يعني يا إما تتجوزي فريد إبن أختي يا الشارع... و إنت عارفة بقى.... اروي بنحيب و هي تتذكر الاسبوع الماضي عندما طردتها والدتها بلا رحمة من المنزل لتضطر للنوم أمام باب الشقة بعد أن حذرت جمبع معارفهم من إستقبالها إضافة إلى حرمانها من دراستها فهي منعتها من الذهاب لجامعتها منذ شهرين تقريبا .... ساعدتها شقيقتها آلاء و هي تبكي بقلة حيلة على أختها المسكينة التي تحولت حياتها لجحيم... قذفتها سميحة بفردة حذاءها المنزلي(الشبشب) و هي تقول بحنق :"بتقويها عليا إنت كمان يا كلبة... ماشي يا بنات حليم يا انا يا إنتوا.... دلفت أروى لغرفتها مستندة على شقيقتها آلاء لتتمدد على سريرها الصغير و هي تئن من الألم... غطتها أختها ثم أسرعت لتبحث عن أقراص مسكنة حتى تساعدها على تخفيض آلامها.... يتبع مع حبي ياسمين عزيز ?? جيت.. وحشتوني يا قمراتي إنتوا فين؟؟ محدش بقى يقلي بارت قصير زي ماكنتوا بتقولولي في رواية شاهين... قولولي مين الكوبل اللي عجبكم اكثر واحد؟؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD