الفصل الثاني

2380 Words
خرجت فاطمة مفزوعة من شقتها بسبب ارتفاع أصوات صراخ في الخارج لتشاهد فتاة تقاربها في العمر تقريبا تقف خارج الشقة التي خرج منها الشاب منذ قليل وهي تصرخ بحنق شديد : _ والله لاروح اقول لهادي وهو يتصرف معاكِ ثم استدارت سريعا وملامحها مليئة بالغضب لكن اختفت فجأة وهي ترى فتاة تقف على أعتاب الشقة المقابلة لهم لترفع حاجبها بتعجب وهي تتخصر ترمق تلك الفتاة من أعلى لاسفل مما جعل فاطمة تنكمش في نفسها برهبة لا تنفك تتركها ابدا وقلة ثقة تكاد تجعلها تسجن نفسها في غرفتها دائما ...... _ أنتِ مين ؟؟؟انتِ الساكنة الجديدة ؟؟؟؟ ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها بإيجاب لتبتسم لها تلك الفتاة وهي ترمقها من أعلى لاسفل بدقة ثم اقتربت منها وهي تمد يدها متحدثة ببسمة لطيفة : _ انا بثينة قوليلي بوسي .......وانتِ؟؟ ابتسمت لها فاطمة بخفوت وهي تمد يدها متحدثة بهدوء شديد : _ انا فاطمة ابتسمت بثينة وكادت تتحدث لولا ذلك الصوت الصادر من خلفها ليجعل ملامحها تمتعض بشدة : _ واقفة عندك بتعملي ايه يا بثينة جزت بثينة على أسنانها بغيظ شديد وهي تستدير وترمق زوجة عمها بحنق شديد : _ برحب بالضيوف الجداد يا مرات عمي فيها حاجة دي ؟؟؟؟ نظرت السيدة لفاطمة بنظرات مخيفة ثم تحدثت موجهه كلامها لبثينة : _ لا يا ضنايا مفيش حاجة بس اخلصي عشان امك تستعوقك انهت حديثها ثم دخلت للشقة مجددا وهي ترمي فاطمة بنظرات مخيفة بينما نظرت بثينة لفاطمة وهي تقول بتجاهل لحديث زوجة عمها ووالدة هادي  : _ شكلنا كده هنبقى صحاب وأنتِ قمر وكتكوتة في نفسك كدة ابتسمت فاطمة بسمة واسعة وهي تستمع لثناء بثينة في مظهرها ...الشيء الذي لا تسمعه كثيرا فهي دائما ما كانت تستمع أنها ذات ملامح عادية لا شيء بها مميز وللحق هذا صحيح فهي فتاة كأي فتاة بملامح عادية لا شيء بها مميز وهذا ما سمعته كثيرا من والدها .............. ________________ كان هادي يسير وهو يحمل الفطور له ولاصدقائه لكن توقف فجأة حينما كان يمر من أمام القهوة ليسمع صوت يناديه بخفوت : _ واد يا هادي ....انت ياض يا هادي توقف هادي وهو يتن*د بتعب مما يتكرر كل صباح ثم استدار ببطء لذلك الذي يجلس على القهوة في مقعده المميز والذي لا يغيره  ابدا وكأنه قد صُنع لأجله خصيصا و حُرِم على غيره .....تحرك هادي جهة ذلك الرجل الذي ينظر له ببسمة ليقول بهدوء شديد قلما يخرج من فمه : _ نعم يا عم ف*ج اؤمر يا غالي أشار له ف*ج بيده ليقترب منه وهو ينظر حوله بقلق : _ خد الجواب ده وصله لام اشرف في سكتك وقولها ف*ج مش هيتخلى عنك ابدا يا حبة الجلب نظر هادي للخطاب بيده وهو يقول بحنق شديد : _ والله العظيم انا آخرتي على ايدك انت وأم اشرف بسبب العشق الم***ع بتاعكم ده ....... ابنها اشرف العجل ده مسيره في مرة هيمسكني يخلص عليا سخر ف*ج من حديث هادي وهو ينظر له : _فشر ..... اشرف مين ده ؟؟؟عيب عليك ده انت اكبر بلطجي في الحارة كلها ابتسم هادي ساخرا من حديث ف*ج وهو يعتدل : _ الله يكرمك يا حاج ف*ج محدش بيشجعني على هوايتي غيرك ..... والله محسسني اني أمام مسجد مش فاهم ايه الفخر اللي بتتكلم بيه ده ؟؟ زفر بضيق وهو يتحرك مرددا بنزق : _ خليك فاهم يا ف*ج إن دي آخر رسالة هوصلها لام اشرف و مرة تانية هروح ادي الرسالة دي لاشرف نفسه .... أنهى حديثه وهو يتحرك مبتعدا عن ف*ج الذي ابتسم بشوق يهتف بصوت عالي نسبيا ليصل له : _ قولها إن شوقي زاد وفاض وبكرة يجي اليوم اللي اخلص من الواد اشرف ابنها واتجوزها تمتم هادي بسخرية وهو ينحرف لأحد الشوارع الجانبية : _ والله شكلك اشرف هو اللي هيخلص منك يا ف*ج ويخلصني من الق*ف بتاعكم ده ..... توقف عن الحديث تزامنا مع توقفه أمام أحد الأبواب ليمد يده ويطرق الباب بعنف بعض الشيء وهو يزفر بضيق يلعن حياته وف*ج وأم اشرف وأشرف نفسه ...... فتحت إحدى السيدات الباب لتتفاجئ بوقوف هادي أمام المنزل وسرعان ما انف*جت شفتيها عن بسمة واسعة وهي تنظر حوله بريبة ثم همست ترمق يده بشوق : _ فروجي فراريجو اللي بعتك ؟؟؟ لوى هادي فمه بضيق وهو يمد يده بالظرف ساخرا منها : _ اه يا ام اشرف فروجك فراريجو ابو الفراريج هو اللي بعتني....... اياكش ربنا يتوب علينا من الشغلانة الهباب دي _شغلانة ايه اللي هباب دي ؟؟؟؟ تصنم جسد هادي وهو يستمع لذلك الصوت خلفه ليستدير ببطء شديد وهو يبتلع ريقه متمتما ببسمة غ*ية : _ اشرف حبيب قلبي .......... ___________ _ هو الزفت هادي أتأخر كده ليه ؟؟؟ تحدث زكريا وهو ينزع قطعة القماش من على ص*ر أحد الزبائن ....ثم نظر له وهو يرحل وبعدها اتجه ليجلس جانب رشدي بتعب وملل : _ تلاقي ف*ج قفشه هز رشدي رأسه و**ت ليقترب منه زكريا وهو يهمس له بحاجب مرفوع : _ مالك ؟؟لسه بتفكر في الموضوع إياه؟؟؟؟ رفع رشدي أنظاره لرفيقه وهو يشرد في حياته التي تزداد تعقيدا أكثر وأكثر كلما مر به الوقت ....تن*د يخرج أنفاسه بتعب ثم همس : _ تعبت يا زكريا تعبت ومش عارف استريح في حياتي دي خلاص جبت اخري ربت زكريا على قدم صديقه يسانده فهو يشعر به وبحيرته الكبيرة تلك ليهمس له بحزن : _  برضو موضوع شيماء  ؟؟؟؟ هز رشدي رأسه بإيجاب وهو يتن*د بتعب شديد : _ غلبت معاها يا زكريا غلبت معاها ....معندهاش أي ثقة في نفسها ابدا ،وكل ما يتقدم عريس لازم البيت كله يتنكد عليه ابتسم له زكريا وهو يتحدث بخفوت : _ براحة عليها يا رشدي إنت عارف هي حساسة ازاي وأقل كلمة بتزعلها أجاب رشدي لينهي الموضوع : _ حاضر هحاول يا زكريا هحاول ....... ابتسم له زكريا وهو ينهض ليلملم الاشياء في المحل : _ طب قوم يلا خلينا نجهز للصلاة شكل هادي طمع في السندوتشات لوحده . _________________ _جرا ايه ياض يا زبالة انت تكونش فاكرني محترم ياض ولا اسم على مسمى ....انا هادي اه لكن عربجي أنهى هادي حديثه وهو يدفع اشرف بعيدا عنه بغضب شديد ثم تحرك مبتعدا وهو يتمتم بضيق لاعنا ف*ج وأم اشرف وعلاقتهم المقززة تلك ..... كان هادي يتحرك وهو يتمتم بغيظ شديد بينه وبين نفسه : _بتخلوا الواحد يتخلى عن أخلاقه اللي بيجاهد إنه يحافظ عليها .....حارة همج ... خرج من حديثه مع نفسه على صوت يصدح من خلفه : _ ها يا هادي يا ابني وصلت أشواقنا وحبنا للي يستحقه ؟؟؟ توقف هادي وهو يبتسم بغيظ ثم استدار ببطء وهو يرمق ف*ج بنظرات مرعبة ثم اقترب من مقعده المميز على القهوة وهو يضع الفطور على الطاولة متمتما بينه وبين نفسه : _ حرام السندوتشات دي نعمة برضو ...... أنهى حديثه وهو يرفع نظره لف*ج على ثم ابتسم له قيمة مخيفة : _ ها يا فروجي فراريجو تحب تعرف حبة الجلب وصلتلك ايه ؟؟؟؟ ابتسم ف*ج باتساع وهو ينظر له متلهفًا : _ هي بعتت معاك حاجة ؟؟؟ _ ياااه يا فراريجو دي بعتت معايا اشواق وحب وكل ما تهوى الأنفس ....تعالى يا غالي خلينا اعبرلك عن جزء صغير من اللي شوفته . ____________ دخل زكريا للمنزل سريعا وهو ينادي والده حتى يذهبا سويا للمسجد لتأدية صلاة الجمعة لكن لم يسمع ردا .... فاتجه حيث يجلس والده وجده يحدق في والدته بنظرات لا تنذر بالخير .....ارتالطب زكريا من الوضع الدائر بين الاثنين ليتحدث وهو يهز رأسه بفزع للفكرة التي وصلت لرأسه ليصيح وهو يركض لغرفته سريعا : _ يارب لا يارب ... يارب مش اللي في بالي يارب دخل زكريا غرفته سريعا وهو يتخبط يدعو الله في قلبه الا يكون ما يخشاه قد حدث ....انطلق لخزانة ملابسه وهو يفتحها سريعا بفزع ليجد ما كان يخشاه استند على لاب الخزانة وهو يقول بقهر : _ ليه يا لؤي ليه ؟؟؟؟ لازم تخانقها دلوقتي ؟؟؟طب كنت استنى انزل الصلاة. مسح وجهه بضيق وهو يخرج من الغرفة يأمل أن تكون والدته رأفت بحاله وتركت له عباءته المفضلة على الاقل ... وكل آماله ذهبت أدراج الرياح وهو يرى والدته تتحرك لمكان المغسلة وهي تحمل ثياب المنزل كله . نظر زكريا لوالده وهو يقول بحزن : _ ليه يا لؤي مزعل ست الكل ليه ؟؟؟ ولا هو عشان انت اسمك لؤي واحنا اسمنا زكريا و وداد هتطيح فينا ؟؟ نظر له والده ولم يجيبه بل اكتفى بال**ت جوابا، نظر زكريا لوالدته ليقول محاولا أن يجعل والدته تحيد عن اعتصامها ذاك  : _  وداد يا حبيبتي انا ابنك زكريا حبيبك اكيد خبيتي جلبية كده ولا كده عشاني صح ؟؟؟ لم تجب عليه والدته بل اشاحت بنظرها بعيدا ليزفر زكريا وهو يقول بترجي : _ يا ست الكل ابوس ايدك مش وقته احتجاج دلوقتي الخطبة شغالة من عشر دقايق وعايز ألحق الصلاة..... نظرت والدته له بتذمر ثم ألقت نظرة حانقة لوالده تبتسم بسخرية ليبادلها والده نفس النظرة.... مسح زكريا وجهه بضيق شديد هل كان يجب أن يتجاذبا في الحديث الآن... فها هي والدته ترفض التحدث بكلمة واحدة عن مكان العباءة الخاصة به وهذا لأنها غاضبة من والده... وكأن ادلائها بمكان عبائته سيفقد غضبها رونقه...... اتجه زكريا لوالده وهو ينحني مقبلا يده : _ يا حاج ابوس ايدك صالحها دلوقتي وبعدين اتخانقوا براحتكم..... لوى والده فمه بسخرية ثم نهض يقول وهو يرمق زوجته بحنق : _  انا رايح البس خليني ألحق الصلاة..... خرج صوتا ساخرا من فم زكريا وكأنه يخبر والده (هذا إن وجدت ما ترتديه) ألتفت زكريا لوالدته..... مشيرا للجهة التي سلكها والده : _ انا مش فاهم ايه دخل اللبس في زعلكم؟؟؟ كل ما تزعلي منه تلمي هدوم البيت كله تغسليها... مش فاهم... هل مثلا صوت الغسالة بيغطي على صراخ روحك من جوا؟؟؟ عصرة الجلبية في ايدك  بتنسيكي زعلك مثلا.....بعدين هتزعلي لمي هدومه هو وسيبي لبسي... انا مالي انا..... رفضت والدته التحدث بكلمة واحدة كما تفعل كلما غضبت من والده..... صاح زكريا بضيق وهو يستغفر ربه ثم خرج من الشقة وقد قرر الذهاب كما هو... رحل حزينا فهو اعتاد الذهاب لصلاة الجمعة بعبائته المفضلة لكن كان للحاجة " وداد " رأي آخر.... يشكر الله أنها لم تجعله يخلع ثيابه تلك حتى تغسلها... سار طريقه للمسجد يستغفر ربه ويحاول أن يهدأ فهذه ليست المرة الأولى التي تفعل والدته هذا فهذه عادة عندها... لكن هذه أول مرة تفعلها يوم الجمعة وايضا قبل الصلاة مباشرة.... تن*د وهو يبحث في جيبه عن هاتفه حتى يغلقه قبل الصلاة لكن لم ينتبه لتلك التي كانت في الشقة فوقه تحمل سطل كبير من المياه التي استعملتها سابقا في تنظيف الشرفة.. فهي ساكنة جديدة في هذه الحارة ومازلت تنظف الشقة رفقة والدتها...... نظرت للشوفى ببسمة حينما انتهت من تنظيفها نظرت للمياه في السطل باشمئزاز شديد فهي أصبحت سوداء من كثرة الأوساخ التي نظفتها فيها..... لذا حملت السطل والذي كان ثقيلا نسبيا وخرجت للشرفة مجددا على أطراف اصابعها حتى لا تفسد ما نظفته للتو..... رفعت يدها وهي تتنفس بعنف شديد من ثقل السطل ودون حتى أن تكلف نفسها عناء النظر لاسفل قامت بسكب السطل سريعا وهي تتنفس براحة لتخفيف وزنه...... أثناء بحثه عن هاتفه شعر فجأة بسيل من المياه يسقط على رأسه ليشهق بصوت عالي وهو يرتد للخلف كحركة طبيعية لجسده صارخا : _ ربــــــــــــــــــــــــــاه! انتبهت هي من فوق لصوت شهقات أسفل شرفتها.... أطلت برأسها لتجد جريمتها أمامها لتترك السطل برعب وهي تضع يدها على فمها شاهقة... ما كاد زكريا يستفيق من صدمته حتى شعر فجأة بشيء يهبط عليه من الأعلى بعنف لتصدح صرخته في المكان كله بينما هي صرخت برعب تركض لداخل شقتها برعب شديد....... اتجهت وداد لتفتح الباب الذي يصدح جرسه باصرار... لكن فجأة شهقت بدون صوت لما رأت من حال ابنها.... نظر لها زكريا مبتسما وهو يشير لنفسه  : _ اهو يا ست الكل... ربك انتقملك مني عشان زعقت قبل ما اخرج... مفيش أي ردة فعل طيب ايه هتتصدمي بهدوء من غير كلمة؟؟؟ ثم انحنى يقبل يدها وهو يترجاها : _ ابوس ايدك انطقي فين مكان الجلبية خلاص مبقاش فيه حاجة اروح اصلي بيها.. يرضيكِ افوت صلاة الجمعة يا ست الكل.. اروح اشحت طيب جلبية؟؟ زفرت والدته بضيق وهي تتركه ثم تحركت متجهة لإحدى الغرف وعادت بعدها بحقيبة بلاستيكية تعطيها له... انف*ج فم زكريا ببسمة واسعة لينكب على والدته تقبيلا ثم جذب منها الحقيبة ودخل غرفته سريعا ليرتدي ثيابه في نفس الوقت الذي خرج به والده وهو يرمق زوجته بحنق مشيرا لنفسه : _ حلو كده؟؟؟ عجبك كده يعني؟؟؟ ابتسمت وداد وهي تضم ذراعيها لص*رها... خرج زكريا من من غرفته وقد كانت ملامحه عابسة ليشير لنفسه : _ ايه ده؟؟؟ نظر لؤي له ليراه مرتديا عباءة كانت تخصه حينما كان في عمر العاشرة تقريبا.... انفجر اسعد على ابنه وهو يشير له ضاحكا.... نظر له زكريا بحنق سرعان ما تحول لقهقهات وهو يرى والده يرتدي عباءة نفس شكل خاصته........... أشار زكريا لفخذه  : _ طب حتى يا حاجة كنت هاتي واحدة لبعد الركبة... يرضيكِ انزل كدة؟؟؟ أبين عورتي للناس كلها؟؟؟؟ ابتسمت وداد ولم تجب بل نظرت لهم نظرة مستهزئة ثم رحلت لتكمل عملها ...... نظر زكريا لوالده بغيظ شديد ثم أشار لنفسه قائلا : _ دلوقتي يا والدي العزيز اتفضل اتصرف ليا في أي بنطلون على الميني جلبية دي خليني اروح أشحت اي حاجة من رشدي ولا هادي ..... نظر لؤي لابنه بحنق وهو يتحدث مشيرا لما يرتديه : _ ماله يعني الميني جلبية دي مش فاهم ؟؟؟ دي حتى مبينة جمال الفخدة ضحك زكريا بصخب وهو يترك والده ثم اتجه ناحية غرفة والديه وهو يتحدث بحنق : _ آخرتي على ايدك انت ومراتك يا حاج ربنا يخرجني من البيت دي سليم أنهى حديثه وهو يخرج من الغرفة يلف على قدمه حجاب خاص بوالدته ثم أشار لنفسه ببسمة مغتاظة : _ حلو قلة القيمة دي ؟؟؟ ضحك لؤي على ابنه بعنف ولم يتمكن من كبت ضحكاته فمظهر والده كان يدعو للضحك ليتحدث زكريا بغضب شديد : _ اضحك اضحك ما هو ده اللي انتم فالحين فيه انت ومراتك أنهى حديثه وهو يزفر بضيق يرمق هاتفه فهو يحاول الاتصال برشدي  أو هادي لكن لا احد يجيب عليه تحدث وهو يتجه للخارج وقد نفذ صبره : _ هروح لهادي أشحت منه أي جلبية ولا نيلة ...ياريت بس تكون انت وست الكل مرتاحين وناركم تبرد .... أنهى حديثه وهو يخرج من المنزل كاللص ينظر يمينا ويسارا حتى يتبين إذا كان هناك أحد بالشارع لكن لم يجد أحد ليتنفس الصعداء ويتحرك سريعا لاقرب منزل له ألا وهو منزل هادي والذي يقع على بعد منزلين منه وبينما هو يسير كان يتلفت حوله بريبة يحمد الله في قلبه أن الجميع الان في صلاة الجمعة و الطرق شبه خالية وبسرعة كبيرة كان يقف اسفل منزل هادي ولم يكد يخطو بقدمه للداخل حتى شعر بسطل ماء يسقط عليه للمرة الثانية .....شهق زكريا بعنف وهو ينظر لنفسه صارخا  بغضب شديد دون أن ينظر حتى للأعلى : _ يابنتي ما تكبي عليا بنزين وترمي عود كبريت وتولعي فيا ارحم ، ايه الغُلب ده ياربي ؟؟؟؟ أنهى حديثه وهو يتحرك لداخل المنزل بسرعة كبيرة قبل أن ينتبه له أحد ولما يرتديه . بينما في الاعلى كانت فاطمة تقف في الغرفة الخاصة بها وهي وتتنفس بعنف شديد وتضع يدها على قلبها بخوف شديد وهي تهمس موبخة نفسها : _ تاني مرة ....تاني مرة ابهدل الراجل ده انهاردة كادت تبكي وهي تلطم متذكرة ركضه لداخل المنزل: _ اكيد هيجي يشتكيني دلوقتي _____________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD