الثالث

1412 Words
وقف زكريا أمام شقة وهو يتن*د بضيق شديد مما يتعرض له منذ الصباح تحسس رأسه بألم لا ينسى ذلك السطل الذي سقط على رأسه ومن نفس النافذة ..تنفس لحظة وهو يهدأ من نفسه لا يطيق ثيابه المبتلة وما كاد يرفع يده ليطرق الباب حتى سمع صوت هادي يقترب منه . صعد هادي الدرج وهو يتمتم بضيق يتناول الفطور فقد ذهب لمحل الحلاقة الخاص بوالد زكريا ليجده مغلق ....وبينما هو في شروده ذاك تفاجئ بزكريا الذي يقف امام شقته ومظهره غريب وبشدة ...همس ومازال الطعام في فمه : _ ايه يا زكريا اللي انت عامله في نفسك ده ؟؟؟؟ _________________ السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله كانت تلك الكلمات تصدح في مكبرات الجامع والجميع يخرج منه بعد انتهاء الصلاة .....كان زكريا يسير جوار هادي ورشدي اللذان لم يتوقفا عن الضحك منذ انتهاء الصلاة وقص هادي على رشدي ما حدث مع زكريا . _ خلاص يا لطيف منك ليه خلصنا . ضحك رشدي بصخب أكثر وهو يض*ب على كتف هادي لا يتخيل ما حدث مع صديقه ....الشيخ زكريا والذي يخشاه الجميع في الحارة كان يسير بعباءة قصيرة وحجاب ملفوف على قدمه .....لا يتخيل الأمر حقا . زفر زكريا بغيظ شديد وهو يتجه للمحل الخاص بوالده ثم دخل وهو يشير لهم بالجلوس : _ اتنيلوا اقعدوا لغاية ما اكلم الحاجة وداد تبعت الغدا وناكل سوا ابتسم له هادي وهو يربت على معدته بجوع : _ اه بالله عليك يا زكريا لاحسن فطسان جوع ابتسم زكريا بسخرية وهو يجري اتصال بوالدته متحدثا لهادي : _ يا اخي ده انت واكل السندوتشات بتاعة الفطار لوحدك ارحم معدتك شوية زفر هادي وهو يلقي بنفسه على الأريكة الموجودة في أحد الأركان : _ بصلي فيهم بقى دول هما ست سندوتشات . أخرج زكريا صوتا ساخرا من فمه وهو يتحدث في الهاتف مع والده ليخبره أن يرسل بالطعام إليهم ........ مرت دقائق والثلاثة يجلسون وهم يتحدثون في أمور العمل : _ طبعا ما انت مستريح عندك إجازة طويلة عريضة يا استاذ زكريا نظر له زكريا بسخرية : _ يا عم اسكت ده انا بيطلع عيني في الشغل غير اني كل شوية يطلبوني في المدرسة مش زيك قاعد في المكتب تحت التكييف 24 ساعة لا شغلة ولا مشغلة . ابتسم هادي بكبرياء وهو يهز كتفه : _ جرا ايه يا استاذ زكريا بلاش الحقد والسواد اللي جواك ده ....بعدين ايه لا شغلة ولا مشغلة دي ؟؟؟طب ده انا المكتب بتاعي مش بيخلى من القواضي ...قضية خارجة وقضية داخلة .... قهقه رشدي بعنف على حديث صديقه ...ذاك المحامي الفاشل : _ حوش المحامي المخضرم ....يابني ده انت نص القواضي بتاعتك بتقضيها في السجن مع الموكل بتاعك لغاية ما انا أتدخل واخرجك تحدث هادي بجدية : _  وهو انا بدخل السجن ليه ؟؟؟مش عشان أآنس وحدة موكلي جوا واملى عليه حياته؟؟ ضحك زكريا على رفيقه وكاد يتحدث لولا وصول صوت عالي لمسامعهم وفجأة وجد الجميع مجموعة من الشباب تقتحم المحل عليهم ويبدو عليهم انهم لا ينوون خيرا انحنى هادي لرشدي وهو يهمس له : _ هما دول تبع حد انت حبسته؟؟؟ولا تبع موكل انا وديته في داهية ؟؟؟ولا تبع وليّ أمر ابنه شال نحو بسبب زكريا ؟؟؟؟؟؟ كانت وداد تسير للمحل وهي تحمل صينية الطعام لابنها وأصدقائه لكن فجأة وجدت هناك مجموعة من الشباب تخرج من المحل وهم يجذبون ابنها ورفاقه معهم ويصعدون لبعض السيارات التي تصطف أمام المحل وفي ثواني كانوا يختفون من أمام أنظارها . نادت وداد بصوت عالي علّ صوتها يصل لهم : _ يا زكريا طب والغدا يابني  ؟؟؟؟؟؟؟ _________ دخلت وداد المنزل وهي ما تزال تحمل صينية الغداء التي كانت تأخذها لابنها .....انتبه لؤي لها فضيق ما بين حاجبيه وهو يتعجب عودتها بالطعام كاملا دون نقصان ، هل ما زال زكريا غاضبا منها ؟؟؟ بادر لؤي بالسؤال سريعا وهو يحاول أن يدعي اللامباه حتى لا ي**ر هو ال**ت اولا بينه وبين زوجته ....عدّل لؤي من وضعية الجريدة في يده وهو يتمتم وكأنه يحدث نفسه لا وداد : _ هو زكريا رجع الاكل ليه ؟؟؟؟ ابتسمت وداد بسخرية وهي تضع الصينية على الطاولة ثم جلست بهدوء شديد دون تكليف نفسها عناء النظر له حتى بينما لؤي اغتاظ كثيرا لتجاهلها له بهذا الشكل فأخرج هاتفه سريعا وأجرى اتصالا بزكريا وهو يزفر بضيق يدعي نفاذ الصبر ...ليسمع صوت زوجته بجانبه تتحدث وهي تنظر للتلفاز ببرود : _ متتعبش نفسك ، زكريا خرج هو وهادي ورشدي مع صحابهم . كرمش لؤي ملامحه بتفكير ، أي اصدقاء هؤلاء فزكريا لم يكن له اصدقاء ابدا طوال حياته سوى رشدي وهادي فقط .......لكنه ورغم كل التساؤلات التي تدور في رأسه ابى إلا أن يدعي الثقل وهو يتجاهل حديث وداد وقال بضيق وهو يزفر : _ انا كلمتك دلوقتي ؟؟؟انا بتصل بابني بتكلميني ليه ؟؟؟ ابتسمت وداد بغيظ شديد وقالت وهي تنهض بهدوء مريب متجهة للمطبخ تلوي شفتيها في حركة ساخرة : _ الحق عليا بقولك عشان تنزل للمحل بدل ما ابنك سابه لوحده كده . انتفض لؤي وهو يلقي الجريدة ارضا بغضب : _ ساب المحل لوحده  من غير حتى ما يكلمني انزل بداله ؟؟؟هو ابنك اتهبل ؟؟؟ تحدثت وداد من داخل المطبخ بعدم اهتمام : _ تلاقيه كان مستعجل ولاحاجة انا بس شوفته خارج هو الواد رشدي وهادي مع شوية شباب كده وركبوا معاهم العربية ...حتى اني ناديت ليهم عشان الغدا بس تقريبا مسمعوش زفر لؤي بضيق وهو ينظر لثيابه بضيق ثم صرخ بوداد : _ طب اتفضلي شوفي ليا اي حاجة ألبسها خليني انزل للمحل لغاية ما يرجع الأستاذ وانا حسابي معاه بعدين . تحدثت وداد من الداخل تدعي قلة الحيلة : _ كان على عيني يا غالي بس زي ما انت شايف كل الهدوم في الغسالة صرخ لؤي بضيق وقد فاض به الكيل منها ومن أفعالها : _ بقولك يا وداد شوفي ليا اي نيلة خليني انزل ...... ___________ كانت فاطمة تسير في الشارع بهدوء شديد كما اعتادت فهي لطالما كانت تميل الهدوء والعزلة لا تحب المشاكل رغم أن حياتها لا تخلو منها ، تن*دت بضيق وهي تنظر خلفها لذلك الذي لم ينزع يده من على مزمار تلك العربة الصغيرة التي تسمى " توكتوك " ......استدارت فاطمة بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب الذي يكاد يصعد بالعربة الخاصة به على الممر الخاص بالمشاة ............ _ فيه حاجة حضرتك ؟؟؟عمال تزمر لما طرشتني فيه ايه ؟؟؟؟؟ نظر الشاب لفاطمة ببسمة وهو يقول مراوغا : _ انا بس كنت حابب اسأل لو عايزة توكتوك أو حاجة؟؟ هزت فاطمة رأسها برفض وهي تسرع من السير تنفي حاجتها له : _ لا شكرا مش عايزة حاجة انهت حديثها وهي تسرع من سيرها تحاول الابتعاد عنه فهي لا تطيق هذا النوع من الشباب ال**بث تخشى أن يقذف اي سائل في وجهها ويخ*فها ...انتفض جسدها بفزع عند هذه الخاطرة وهي تزداد في سرعتها وقد بدأت ض*بات قلبها تعلو خاصة وهي تسمع صوت الحاح ذلك الشاب وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها لتتراجع سريعا وهي تصرخ بعنف . صدمت بثينة من ردة فعل فاطمة الغريبة لترفع يدها تحاول أن تهدئها مشيرة لها انها لا تقصد اخافتها .... تنفست فاطمة بعنف وهي ترمق الشاب خلف بثينة مازال يقف وينظر نحوها ، انتبهت بثينة لنظرات فاطمة لتنظر خلفها سريعا وهي تحدق بشر في ذلك الشاب تصرخ به بعنف : _ جرا ايه يا عسل ما تطلع بالتوكتوك بتاعك جنبنا ؟؟ ابتسم الشاب يحاول تفادي ل**ن بثينة اللاذع وهو يغمز لها ملطفا : _  في ايه بس يا ست البنات انا كنت بلطف معاها مش اكتر ولا ايه يا مزمزيل ؟؟؟ لوحت بثينة بيدها مغتاظة منه وهي تشير له بالذهاب : _ وهي مش طيقاك يا خفيف الدم واتفضل زق عجلك  واتكل على الله . نظر الشاب لفاطمة بغيظ ثم تحدث بضيق : _ وليه بس كده يا ابلة بثينة ده انا حتى كنت ماشي في حالي وهي اللي في سكتي ومعطلاني نظرت بثينة حيث تقف مع فاطمة ثم قالت بسخرية : _ يعني البنت ماشية على الرصيف وتقول انها معطلاك ؟؟؟تعملك ايه اكتر من كده مش فاهمة ؟؟؟تروح فين يعني ؟؟؟تطير عشان سياتك تستريح ؟؟؟ كانت بثينة تحرك يدها كما لو أنها تمتلك جناحين تسخر من الشاب ثم أضافت : _ اتفضل امشي من هنا بدل والله تليفون واحد وتلاقي هادي في وشك ارتعب الشاب سريعا بمجرد ذكر هادي فمن في هذه المنطقة لا يعلم من هو هادي ؟؟؟ لذا ودون كلمة إضافية امسك المقود الخاص به وتحرك سريعا مبتعدا عنهم محاولا الخروج بأقل ضرر ممكن .... استدارت بثينة سريعا لفاطمة وهي تبتسم وتمسك يدها قائلة : _ تعالي معايا ده انتِ شكلك لبخة زي البت شيماء ...همشي أبعد الناس عنكم ولا ايه ؟؟؟؟ سارت فاطمة خلفها وهي تحمل حقيبة مشترياتها تتسائل بتعجب : _ شيماء مين ؟؟؟ نظرت لها بثينة ببسمة وهي تشير لأحد المحلات : _ شيماء صاحبتي تعالي هعرفك عليها . سارت فاطمة خلف بثينة وهي تعدل من وضع نظارتها تبتسم بغباء وقد سعدت وبشدة لدفاع بثينة عنها وبأنها تعتبرها صديقة وستعرفها على فتاة أخرى لم تكن تتوقع أن تتعرف على صديقات بهذه السرعة . ______________
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD