الفَصلُ الأوَل : مَأتَمٌ ⚘
إٍنتِحَابٌ بِلا دَمعٍ ، ترانِيمُ جَنازةٍ فِي زُيجةٍ. تَهانِي بحيَاةٍ مَدِيدةٍ فِي اللَّحدِ ، وحُزنٌ عارِمٌ بِكلِ مكَانٍ. وقَسٌّ يَربِطُ جِثمانَ جِيمِين بجُثَّة سويُون ، أصهَبَ فِي كلَامِه والكثِير مِن الوُعودِ أجبَر الإثنَانِ عَلى القَطعِ. عهُودٌ لا واحِدٌ مِنهُم مُهيَّأٌ لِلإِخلَاصِ بِها.
هُناكَ تِلك اللّحظَةِ الَّتِي تجِدُ فِيها نفسَك عاجِزاً عَن إِظافَةِ أو تغَييرِ شَيءٍ ، كُل مَّا لاترِيدُه لايتبَدلُ ، وكلّ مًا تحِبهُ ينصرِفُ بعنَايّةٍ. وَأنتَ فقّط لَك أن تُراقِبهُ يبتعِدُ مِنكَ ولا يصبِح لَك أَو فِي متَناولِك بَعد الأَن. أَو حتَّى تحصُل عَلى شَيءٍ لاترِيدُه ! لكِنَك تُرغمُ عَلى التّعايشِ معهُ.
تمَاماً مِثلمَا سويُون خسرَتِ مَّا ترِيدُه وأرغِمتِ عَلى أخَذِ مّا لا رَغبةَ لَها بِه. دُخولُها لحيَاتِها الَّذي كَان بشكلٍ عنِيفٍ كالطُّوفانِ دمَر أحلَامهَا ولَم يمنحَها شَيئاً غَير التّرَحِ والقَرحِ.
إنتهَى الزِّفافُ الفَخمُ ، الّذي سويُون مّا كانتِ يَوماً لتحصُل عَلى مثلِه لَو لَم يكُن جِيمين زوجَها ! بَارك جِيمين الَّذي أضحَى المَوتُ الحيَاةِ بالنّسبةِ لَهُ ، خَسر الكثِير ولَم يأخُء بالمقَابلِ شيئاً غَير هذِه الزّوجَة البشِعة بنظرَه.
قَبلَ بالإِقترَان بِها بخنُوعٍ ، وَ وقَع عَقد الزّواجِ بخضُوعٍ ، وقبَلهَا بإِتضَاعٍ ومَسكَ يدَها وخرَج بِها صَوب السّيارةِ بإستِسلامٍ. ركِب عرَبتهُ حِين قارَب الإِنفجَار ق*فاً مِنها ومِن يدِيهِ فِي يدِيها وهَاهِي تلَوِحُ لعائلتِها الصّغِيرةٍ وتتفادَى النّظر لوالِدَةِ جِيمين.
زَاغتِ عينَاهَا لأخِير مرَةٍ عَلى الموجُودِين السُعدَاءُ. تظهَر الغِبطةٌ عَلى وجُوهِهم ولَا أحَد يشعُر بمَا فِي جوفِها ، وباطِنِه هُو أيضاً. فتَحتِ بَاب السّيارةِ وَدخلتِ إلَيها بقلّةِ حيلَةٍ. لَيس لَها غَير الإمتِثالِ خِياراً.
"ضعِي حِزام الآمَان"
تلَفَّظ جِيمين بلَهجةٍ قاسِيّةٍ وعينَاهُ شَزرتِ بنظرَةٍ حاقِدةٍ فِي زوجَته ، مُرهقَةٌ ، متعَبةٌ ولاحَول أَو قُوَّةَ لترُد عَليهِ أَو تتشَاجرُ معهُ كالأيَام السّابقَةِ. فقّط زفِرتِ بضَيقٍ ومَالتِ لزُجاجِ تسنِدُ علَيها رأسَها ، متغافِلةً عَن مّا آمَر بِه.
تِلك اللّحظةُ الَّتي يحدُث فِيها كلّ مّا لَم تتخَيلهُ ، ويتلَاشَى كلّ التّفاؤُل داخِلكَ ! شعُور العَجز المُطلقِ هذَا بالضّبط ما تَحياهُ سويُون الآن. لَم يعُد للآمَل وجُودٌ ، تزَوجتِ مِنهُ وإنتهَى الآمَرُ.
"مَاذَا الآن جِي سُويُون ؟ مَاذا الآن فحسَب ؟"
زمجَر بحِدّةٍ وعينَاهُ إشتعَلتِ وَغراً. يكرَهُها وكأنّه لَم يكرَه يوماً بِحياتِه. كالإِعصارِ مرَتِ عَلى حياتِه وتركَتهُ مهدُود القُوّةِ ، وتحَتِ إمرَتِها يفعلُ فقَّط مَّا ترِيدُه. تزَوجَها ولَبَى رغبتَها عَلى الأقَل لتَتوقَف عَن العِناد وتُمتثِل لشَيءٍ واحِدٍ طلبَهُ مِنهَا.
"بَارك سُويُون"
صَحَّحتِ خطَأهُ المقصُود وأكمَلتِ مَطالعَة العالَم الخارِجِي بِبرُودٍ ، والحُزن بادٍ عَلى خِلقتِها. يعتقِدُها تُرِيدُه ، تحِبهُ أَو حتَّى طامِعةً بإسمِه ومالِه وجَاهِه ! غبَاءٌ مِنه التّفكِيرُ هكذَا ، سُويون لطَالما كانتِ حكِيمةٌ ، وَأعمَق مِن هذَا بكثِيرٍ.
"تأخُذِين زوَاجنَا عَلى مَحمَل الجِد ؟"
سَألَ جِيمين بتهكُمٍ وبصَرهُ بُين الطّرِيق وَ وجهِ سويُون. بَارِدةٌ وملامِحُها بالكَاد تَتغيرُ. لَا تغضَبُ أَو حتَّى تصرُخ وتحَتَّجُ. وَإِن ردَّتِ علَيه تُسمِعهُ مّا لايرِضِيه. وجوابُها عَلى سؤَالِه كَان إمَاءَةً برأسِها ونظرُها لازَال عالِقاً بنافِذةٍ السّيارةِ.
إبتسَم بِسُخريّةٍ فقَّط وأعَاد بَصرَهُ بالسّبيلِ لمنزِلهُما الزّوجِيٌّ. فِي حِين بصِيرتُه بمّا سَوف يفعلُه بالأَيامِ الوَافِيدةٍ ، وسَيبدَأُ مِن اليَوم ، أَو يَومٍ لهُما كزوجَينِ. عَقدُ زوَاجٍ مُميزٍ بدهاءٍ مِنهَا جعلتَهُ يوافِقُ عَلى الزَواجِ بِها وقَبُول شَرطٍ صادِم بإذغانٍ وغـصبٍ عَنهُ.
"أيتُها الفاسِقَة ، مَرحباً بِكِ فِي منزِلٍ لَم تحلُمِي يَوماً بالعَيش بِه"
نبِسَ جِيمِين بصَوتٍ مُرتفِعٍ وعَلى مسَامِع الحرَاسِ والخادِماتِ. إِنسانٌ وتًشعُر وتُحرَج عِندمَا ينعتُها بالطّمَاعةِ والعاهِرة تتمنَّى المَوت ولا النّظرَ لَه ! لكِنها أصِيلةٌ وأبداً لَن تغذِر بالوَعدِ الَّذِي قطَعتهُ عَلى والِدةِ جِيمين.
تائِهةٌ وضائِعةٌ فِي الحضِيض. عيُونها إمتلَئتِ حِزناً وأيسرُها مُجدداً بدَأ يؤلِمُها ويستغِلُ فرصَة إستحمَامِ جِيمِين للبُكاءِ. نفضَتِ عنَها الإكتِرابَ ونهضَتِ تُغيرُ الأغطِيّة رَيثمَا يأتِي إلَيها ! جاهِزةٌ لكُل شَيءٍ حرفِياً.
"أَلن تَستحمِي ؟ رائِحةٌ كالمعِز"
تسَاءلُ بحِدةٍ ولَم يعطِيه فُرصَةً لِرَد حَتىٰ أظَاف بقرَفٍ وهُو يرمِي المِنشَفة علَيها. حملَتها بهدُوءٍ وإنصرَفتِ للحمَامِ ، لَم تكُن ترِيدُ التّأخُر أَو حتَّى تضِيعَ الوقَتِ لكِن النَّحِب كَان لَهُ رأَيٌّ أخَرُ ولَم يدَع لَها فُرصةٌ للهرَبِ مِنهُ.
"أنَا أسِفةٌ سُوكجِين"
تأسَفتِ سويُون بنبرَةٍ حزِِينةٍ والبُؤسُ يفتِكُ بخافِقهَا ، شجُونٌ كثِيرةٌ ، خيباتٌ وفِيرةٌ ومشاكِلٌ ناحِيتهَا قادِمةٌ. يذَهبُون أشخَاصٌ ويأتِي آخرُون ، لكِن فقَّط القِلّة مَن يبنُون خيمَةً فِي ألبَابِنا. ولا يرحُلون إلا بطرَدِنا لَهُم ، سويُون لتُدخِل جِيمين حياتَها طرَدتِ الكثِير.
غاذَرتِ الحمَام مَع مُدةٍ لابأسَ بِها ، ملفُوفةً بالمنشَفةٍ وكلّ فِكرهَا أنَّهُ لافائدَةَ مِن إرتِدَاء الملابَس بهذِه اللّيلةِ. كَانتِ بِتفكِيرٍ غرِيبٍ أكثَر مِن جِيمين الَّذي جسدُه يحتَّكِر الفِراشَ ونائِمٌ فِعلياً ! سُويُون ليسَتِ غرِيبةٌ بَل منطِقيّة لا أكثَر.
إرتدَتِ ملابِسهَا فِي هدُوءٍ مرِيبٍ وإِتجهَتِ إِلى جِهةٍ صغِيرةٍ مِن السّرِير لتنَام. إِستلقَتِ علَيها وَمِن جدِيدٍ نوبّةُ إنتِحابٍ وإستدكَارٍ لِما مَرّ ولَن يعُود. تشهقُ بخفُوتٍ وتمسَحُ الدّمع بالوِسادِ. وتغلِقُ الثُغر باليّد ، عَلى البُكاء لايُوقِظ زوجَها !
"إِقترِبي مِني عزِيزتِي"…
#يُتبع.
• مُـعـجَـمٌ
مَأثَم : جنَازة
النَّحِب : بكَاء
ترانِيمٌ : أنشُودة حزِينة تلقَى فِي الكنَائس عَلى الأمواتِ ، ضدُها : تراتِيل
إنتِحابٍ : بكَاء
ألبَابِنا : عُقولِنا (وردَت فِي النًص بمعنّى قلُوبنا)
الإكتِرابَ : الحُزن
الوَافِيدةٍ : القادِمة
أصهَبَ : تعمَّق
اللَّحدِ : القَبر
زُيجةٍ : زوَاجٌ
رأيكم بالفصل بإعتبَاره الأوَل و أسلُوب السَرد ؟ ❤
بسويُون ؟ ?
جيمين ؟ ?
رأيكُم بشخصِياتّهم يلِي كلّ يُوم رَح نتعمَق فِيها أكثَر ؟ ?
الغمُوض يلِي فكلّ الاسطَر بالفَصل ؟ ?
إتفاعلوا و كونوا متحمسين للفصلِ القادِم يا رِفاق! أحبكم?
بنزل بس لما بتكتمل الشروط !! تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق حلوة وطويلة و لاف عشان انزل أسرع. ?
• آجَـر
سبحَان الله و بحمدِه ، استغفر الله العظِيم ، لا اله الا الله محمد رسول الله ، أعوذ بالله من كل ذنب عظِيمٍ.
70 LIKE + 200 COMMENT = CHAPTER 2