الفَصلُ الثّانِي : كاثُولِيكي ⚘

1210 Words
إرتدَتِ ملابِسهَا فِي هدُوءٍ مرِيبٍ وإِتجهَتِ إِلى جِهةٍ صغِيرةٍ مِن السّرِير لتنَام. إِستلقَتِ علَيها وَمِن جدِيدٍ نوبّةُ إنتِحابٍ وإستدكَارٍ لِما مَرّ ولَن يعُود. تشهقُ بخفُوتٍ وتمسَحُ الدّمع بالوِسادِ. وتغلِقُ الثُغر باليّد ، عَلى البُكاء لايُوقِظ زوجَها ! "إِقترِبي مِني عزِيزتِي" غَمغَّم جِيمِين بصَوتٍ ناعِسٍ أجَشٍ ، وَجسَدُه يتقَلبُ عَلى السّرير بعشوائِيّةٍ. سكَنتِ عِظامُهَا والجَفنُ ضَّم أخَاهُ تمثِلُ أنّهَا نائِمةٌ ، سويُون تَتلاشَى كَنبضٍ كحُلمٍ ، كَومضٍ وَكوَهمٍ. ولَا جَدوىٰ مِن قُبلةِ إعتِذارٍ عَلى جَبِين مَيتٍ ! مّا عَاد صِدقاً التّحسُر نَافِعاً. عِندمَا يُوقعُ عَقدُ الزّواجِ ، ويَتِّم قِرانٌ بَين أمرُؤٍ وإمرأةٍ رافِضانِ لبعضِهمَا ! نُولِي الإِهتمَام لشُعورِ العَجز والنّفُورِ الِّذي يُخالِجُ الرّجُل ، ونَنسىٰ مَّن سَوف تُغتصَبُ حِلًّا ، وَتقدِّمُ أيامَهَا وشَبابهَا لِزوَاجٍ حُتِمَ علَيهَا باطِلاً. سُويُون لَا ترِيدُه ! لكِنها مُضطرَةٌ لتَعايُشِ معهُ. دَخَّلت معهُ فِي علَاقةٍ وبيدِيها وقَعتِ عَلى عَقد زوَاجٍ وَ وافَقتِ عَلى كلّ البُنوذِ ومِن ضمنِها الوُقُوفِ جِيمين بالسّراءِ والضَّراء وأَن تكُون لَهُ سنداً وعِماداً. وهِي لاتَنوِي الإِخلَال بأيّ شَرطٍ ، ولاسِيما واجِباتُها كزَوجةٍ ! فتحَتِ عينَاهَا المُتورّمَةِ مِن حَرّ البُكاءِ ، وِبإرهَاقٍ شدِيدٍ غادَرتِ السّرِير تَمشِي بتثَاقُلٍ ناحِيّةَ الشُّرفةِ. غلَّقتِ عينَاهَا بِقّوةِ وترَكتِ نَسماتَ الهوَاءِ القَارّةِ تَلفحُ وجهَها ، لأيَامٍ مُتَتابعَةٍ مّا هدَأ الفُؤاذُ أُو همّدتِ نارُه. ورذَاذُ المطَر هذَا كالنَّسِيم العَلِيل يُداعِبهَا. بَعد فصلٍ حارِقٍ مّا كَان لطِيفاً ألبتَة ، أقبَلَ فصَلُ الخرٓيفِ ، مَوسِمُ حصادِ أحلامٍ ذبِلتِ ومآلُها السًُقوطُ. وفِي نظَر سويُون إعطَاءُ فُرصةٍ لأمَانِي أخرىٰ أينَ تزدَهِر. سقطَ الحُلمُ السّامِي فِي أَن تكُون عرُوساً لإبنِ القَلبِ ! ليَظهرَ بُرعمٌ صغِيرٌ لأمنِيّةٍ تَرجُو مِنها أنّ لاتَفشلَ هذِه المُؤسَسةُ. "لِما تقِفِين هُناك ؟" دَاهمهَا بِسؤَالِه اليَتِيمِ وهُو يدنُوّ مِنهَا وعينَاهُ تنهَشُ بدُون شَفقةٍ سِماتَ وجهِها المرعُوبةِ. بقَدرِ مّا سُوء الفَهمِ سهلٌ ! تصحِيحُه صَعبٌ وتَغيرُ المُعتقَد أصعَب. فالّذِي ظنّها تستعرِضُ نفسَها لِحُراسِه بالشُّرفةِ ، لَن يَقتنِع بأنّها تُنظِفُ ذاتّهَا بِهواءٍ نظِيفٍ فقّط. "مِن هذَا الزّواجِ ياسُويون سَتدفعِين ضرِيبَةَ العُهرِ" بلكنَةٍ تهدِيديّةٍ أكثَر مِن كونِها إخبَارِيةً هَسهَس فِي وجهِها كالثُعبانِ ، حِنقٍ جَليٌّ عَلى خِيلقتِه ومَقتُ مِن نوعٍ فَخمٍ يجرِي فِي شرَايينِه. بترَقُّبٍ تنتظِرُ أيّ شَيءٍ صادِمٍ آخَر مِنهُ. فاسِقةٌ ، ويجِبُ أَن تَدفعَ ضرِيبَة عُهرِها ! مَاذَا تبقَىٰ ليقُولهُ أَو يفعلَهُ ؟ "عاهِرةٌ أَو غيرُها المُهِمُ أنّنِي زَوجتُك جِيمين عزِيزِي" تكَلَّمتِ بترَويٍّ والغُنجُ فِي كلّ حرَفٍ نطَقتهُ ، ومّا نبِستِ بِشيءٍ غَير الحَقِ ! بَيد إِنهُ لَن يرَاهَا يَوماً زوجَتهُ بذَاك المعنّى المُقدَسِ . بِأمِ عينَاهُ رأهَا نائِمةٌ جٍوارَهُ بالسّرِير كمولُدٍ حدِيثٍ ، وفِي ذاكِرتِه مُسجَلٌ مّا لفَظتهُ عقِب إِستِيقاظِها. "سَيُمزِّقُ عَقدُ الزَّواجِ ذَاك ، بنَفسِ اليَد الَّتي وقَعتِهِ بِها" تَلفَّظ ثُغرهُ لا إرادِياً بالجُملةٍ والمَرامِ ، بينمَا البَصرُ بشرُودٍ يُترَقبُ مّا قَد تخرُج بِه سويُون ، الّتي لَيستِ سَهلةً هَينَةً. أوَلُ مّا وقعتِ أنظَارُه علَيهَا ، أرَاد أَن يسألهَا -هَل تألمتِ عِندمَا سَقطَّت مِن السًماءِ؟- لكِنهُ باتَ يرَاهَا ش****ناً مَبعُوثاً مِن الدَّركِ الأسفلِ بالسّعِير. "لِما قَد أفعَلُ ، زَوجِي العزِيزُ ؟" تساءَلتِ بإهتمَامٍ وَنظرُها يُطالِعُ وجهَ جِيمِين الجَامِد. تَستطِيعُ أغبَىٰ إمرَأةٍ إغوَاءَ أذكَىٰ الرّجَال. وسُويُون الضَّعِيفَةُ إستطَاعتِ هَزمَ جِيمِين الطَاغِيّة. ألوَتِ ذِراعَهُ ورُغم أنفِه جعلَتهُ يوقِعُ عَقد الزَّواجَ. يُؤمنُ بالكَاملِ أنّ الحيَاة عادِلةً ستُعطِيه فرصَةً أينَ يرُد إعتبَارهُ ويَجعلَ سويُون توقِعُ الطّلاقَ. لكِن سُؤالُها المُتهكِم هذَا دًمر الكثِير مِنهُ ، وكرَجلٍ لَم يجِد غَير العُنفِ ملجَأً ! إلتَقطَ جسدَها الهزِيل بيدِيه وإقترَب مِن وجهِها يرسُ عَلى أسنَانِه بإحتِدامٍ. "سَترَين زَوجَتي العزِيزة" أظَاف جِيمين بِوغرٍ وفكُه يرتجِفُ ، صوتُ إحتكَاك أسنانِه داهَم سويُون مِن كلّ صَوبٍ. لَم تعتقِد يوماً أَن تكُون مكرُوهةً لهذِه الدَرجةِ ، أَن تُقابِل شخصاً يحقِدُ علَيها مِثلما زَوجُها يفعَل ! لايُوجدُ أقسَىٰ مِن أَن تكُون شخصاً سلبِياً بحيَاةِ أحدِهم. مُجردُ تفكِيرٍ بأنّ أحَدهُم يرَاكَ سَيئاً وَيُغذقكَ بأطنَانٍ مِن المَقتِ كافِي لجعلِك لاتُفكِرُ بالعَيش دقِيقةً أخرىٰ. نالَتِ مِنها نظرَاتُه ، ومِن إتصَال الأعيُن هذَا تقاسَمتِ الحُزن معهُ ، ظلّتِ مكَانها واقِفةً كالوثَنِ تَنظُر إلىٰ العَدمِ وهُو كالنّحلةِ يترنحُ مِن مكانٍ لأخَر ويجهِزُ نفسَهِ للعَمل. غاضِبٌ مِنها جداً ، ولايبدُو أنً قلبَهُ ذَات يَومٍ سَيحمِلُ ذاخِلهُ إلَا الكُره لهَا. لَا تُعاتبُ نفسَها عَلى الزّواجِ بِه قَطٌّ ، هِي تحمّدُ ربهَا أنّه لايُحبُ إحدَاهُن وأنّه رُغم كلّ شَيءٍ يأخُذ هَذِه الزَّيجةُ عًلى محمَّلِ الجِدِّ. ولَم يقُل لَها لِكلّ مِنا حياتُه ! بَعد أنّ كانَتِ خائِفةً حقاً مِنهَا. "لَا تذَهب للعمَل اليَوم جِيمين ، هذَا يومنَا الاوَل كزوجَين" ناشَدتهُ سويُون بِثباتٍ وعينَاهَا بالكَأسِ فِي يدِيها تمسَحهُ. لَم تشَأ صُنعَ أيّ تواصُلٍ بَصرِياً رَغبةً فِي إنهَاء النّقاشِ بأقَل الأضرَارِ. لكِن تمشِي الرِّياحُ بمّا لاتَشتهِي السُّفنُ ، توقَف عَن رَمي الخُطواتِ وإستدَار إلَيها بهدُوءٍ. رباطَةُ جأشٍ تناثَرتِ وهُو ينظُر إلَيها تستفِزُه بكلّ مّا تَفعلُه ! "زوجَين ؟" إستنكَر بإِبتسامَةٍ ساخِرةٍ ونبرَتهُ غاذَرتِ مهزُوزةً ، زَلّفَ مِنهَا بإنفِعالٍ وأدَارهَا لَهُ ، بينمَا جسدُه يمِيلُ علَيها ، وطرَفُ الطّاولَةِ لَم يرحَم ظهرَها أبداً. كوَبتِ كفهُ عُنقهَا ونظرُه ضائِعةٌ بَين شِفاهِها وعينَاهَا. "نحنُ لَسن زوجَين إلا مُؤقتاً ، سويُون نَحنُ الأسبُوع القادِم سَنتطَلق" فَاهَ بهستِيريّةٍ ويدُه تَتشبَتُ بِعنُقهَا أكثَر ، يتصَرفُ بغبَاءٍ ! يعتقِدُ أنّه فقَّط مَن دًمر الزّواجُ حياتَهُ وتوقَفتِ الدِّنيا بِه ومّا عَاد يعنِيه شَيءٌ ! يظُن أنّ سويُون لَم تخسَر شَيئاً ، سُويُون الّتِي خسَرتِ كلّ شَيءٍ ، عائلَتهَا وحبِيبهَا وحياتَها فقّط لتكُون زوجَتهُ وتقنِعَ نفسَها بأنّه فازَتِ بِه مُقابلَ كلّ مّا خسرَتهُ. بدَأتِ بضعفٍ الإنتحَاب "زوَاجُنَا كاثُولِيكِي جِيمين ، كاثُولِيكِي" زمجَرتِ سويُون فِي وجهِه بأعلىٰ صوتِها وعينَاهَا أغلِقتِ بقوَّةٍ بالكَادِ تتنفسُ ورُوحهَا تكَادُ تُزهَّق. لكِن بَعد الجُبمةِ تِلك مُهجةُ جِيمين مَّن أهلِكَت. إبتعَد عنَها عَلى حِين غرَّةٍ وطلُيعته إصفَرتِ ، لُهاثٌ ساخِنٌ يُغادِر جُثمانَهُ. أيٌّ روحٍ هذِه ستبَقىٰ داخلُه وهُو يرَىٰ نفسَهُ إنقبَر بهذَا الزَّواج ؟ ٭ مَـنزلُ عَـائِلـة بَـارك ٭ أسوَءُ مَوقفٍ قَد يعِيشُه الشَّخَصُ رَؤيَةُ دمُوعِه تُهرَقُ ، بدُون القُدرَةِ علىٰ السَّيطرَةِ علَيها. لكِن سويُون حتّىٰ مِن كرَامتِهَا تُذَلُ وكِبريَاءُها يُهانُ ، **َتٌ ي**رُه شَتمُ وسَبُّ جِيمين بِها. فَور معرِفتِه بأنّ لا طَلاق بزوَاجِهما ، سحَبها مِن ذرَاعِها إلىٰ منزِل والِدتِه يرِيدُ إنصَافاً. هُو أخطَأ معهَا ومارَس الجِنس معهَا ، وقبِل بالزّواجِ كقِصاصٍ ، لكِن مّا ذنبُه بأنّ يبقَىٰ معهَا إِلى الأبَدِ ؟ ألَم تقُل تصلِيح هفَوةٍ فحسَب ؟ لِما الأَن هِي ستبقَى عَلى إِسمِه للأبَد ؟ "هذَا خطَأُك بُنيّ ، وَيجِبُ عَلَيك تَحمُل العَواقِب" قالَتِ تَشَايُون بحِدةٍ ونظرَاتِ إشفَاقٍ عَلى سويُون الجالِسةِ بملابِس نومٍ حرِيريّةٍ فَوق الأرِيكَةِ وتبكِي. لا أحَد غَير تشَايُون السّبب ! وإِن جِيمين يُريدُ عِتابَ أحدٍ فوالِدتُه الأحَق بالعتبِ. خلَع جِيمين سُترتهُ بوغر رَاشِقاً سويُون بِها ، لَم يكُن مرَادُه شَيءٌّ غَير تغطِيّةِ ص*رِها العارِي ! لكِن السَحابُ إرتطَم بعظَمةِ حاجِبهَا وفلَقهُ. جِيمين بالأصلِ مّا كَان ليُفعلَ هذَا لَولَا إقتِحامِ سوكجِين المكَان فَجأةً. سوكجِين الّذي عينَاهُ جحِظتِ بوجهِ سويُون المُبهمِ الدَّامِي. دَلَّك جِيمين جبِينهُ وزفَر بحِنقٍ يُحاوِل أَن يهدَأ ، وعَلى إثرِ ضياعِه بَين ثنايَا غضَبهِ ، سوكجِين لَم يرَأف لَه جفَنٌ وهُو يَلطِمُ وجَه جِيمين بقبضَةِ يدِيه. "إِياكَ والتّفكِيرُ بلمسِها ثانِيّةً"... #يُتبع الحَمدُ لله تّم بإِذن الله ومِشيئته ، وإِن شَاء الله هنَزلَه هسَا عشَان أتفَادىٰ بُكراً أنسَاه. ✨ رأيكم بالفصل و أسلُوب السَرد ؟ ? بسويُون ؟ ? جيمين ؟ ? رأيكُم بعلاقتهُم ؟ ⭐ الغمُوض يلِي بلَش شوَي شَوي ينفَك ؟ ? بتظنُوا علَاقة تشايُون وسوكجِين إيِه بزَواج سويُون وجِيمين ؟ ? أتوقعتُوا أنّه زوَاجهُم كاثولِيكِي ؟ ☀ إتفاعلوا و كونوا متحمسين للفصلِ القادِم يا رِفاق !! أحبكم ⚡ جِيمين شخصِيته واضِح رُجولِية وغيُورة ( مَن كِيف أعطَاه سُترته تلبِسها ، ولمَا منعهَا تطّل من الشّرفة ) ردَه هيكُون إِيه لما سوكجِين دافَع عَلى سويُون ؟ ? بنزل بس لما بتكتمل الشروط !! تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق حلوة وطويلة و لاف عشان انزل أسرع. ? سبحَان الله و بحمدِه ، استغفر الله العظِيم ، لا اله الا الله محمد رسول الله ، أعوذ بالله من كل ذنب عظيم. ⛅ 70 LIKE + 200 COMMENT = CHAPTER 3.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD