الفَصلُ الثّالِث : لَيلَةٌ ⚘

967 Words
خلَع جِيمين سُترتهُ بوغر رَاشِقاً سويُون بِها ، لَم يكُن مرَادُه شَيءٌّ غَير تغطِيّةِ ص*رِها العارِي ! لكِن السَحابُ إرتطَم بعظَمةِ حاجِبهَا وفلَقهُ. جِيمين بالأصلِ مّا كَان ليُفعلَ هذَا لَولَا إقتِحامِ سوكجِين المكَان فَجأةً. سوكجِين الّذي عينَاهُ جحِظتِ بوجهِ سويُون المُبهمِ الدَّامِي. دَلَّك جِيمين جبِينهُ وزفَر بحِنقٍ يُحاوِل أَن يهدَأ ، وعَلى إثرِ ضياعِه بَين ثنايَا غضَبهِ ، سوكجِين لَم يرَأف لَه جفَنٌ وهُو يَلطِمُ وجَه جِيمين بقبضَةِ يدِيه. "إِياكَ وَالتّفكِيرُ بلمسِها ثانِيّةً" خوَّفَ سُوكجِين بلهجةٍ مُغتاظّةٍ لَا تَمُت للعُمقِ بصِلةٍ. ثائِرٌ وَلَا قُدرَة لَهُ عَلى إخفَاءِ حِنقِه ، مُقلتَاهُ وكُلّ شَيءٍ بخِلقتِه يَجهُر بأنّه يَقصدُ كلّ مّا بِه قَد نبِس. فضَل الإِنصرَاف عَلى مُتابعَةِ المسَرحيّة التّافهَةِ الّتِي تحدُث بالجِوارِ. فَقط لحظَاتٌ مِن الهُدوءِ ، ثَوانِي قلِيلةً فقّط هِي مّا غَيرتِ كُلّ مّا يجرِي بالمكَانِ ، جِيمين طرِيح البسِيطةِ يَتأمَل غَضب سوكجِين وكَيف زوجَتهُ تُبعدُه عَنهُ ، فِي حِين تشَايُون كالخرسَاءِ تُتابِع مّا يحَدُث. أضحَىٰ جِيمين يَرىٰ نفسَهُ بَين هَؤُلاءِ الثّلاثَةِ الضّحيّةُ ، وسويُون الضّحيّة ، وسُوكجِين الضّحيَة وكُلّ مِنهُم يَرى نفَسَه ضَحيّةً. الغمُوضُ بِكلُ شَيءٍ بَيد أَنهُ كلّ شَيءٍ ينبِضُ بالوفِير ويُحاوِل الإِفصَاح عَن الغَزِير. أحيَاناً الحيَاةُ تُشهِرُ سَوطَها بوجهِه ، وبدُون أيّ شَفَقةٍ تَنهَالُ علَيك بأقسَىٰ مّا لدَيهَا. تُوهِينُ قوّتَك لتَترُككَ طرِيحاً عَلى الحضِيضِ ، تُشاهِدُ غَيركَ يُحقِق مّا تًمنَيتهُ دائِماً. يَأخذُ منصِبكَ ويَتزَوجُ حبِيبتكَ ويحظَىٰ بالنّجاحِ الّذي لطَالمَا أردَتهُ. سُويُون لَم تنظُر لَهُ أبداً ! هِي هرَعتِ إٍلىٰ الّذي بَاتتِ تَحت ذِمتِه ، تَتفحَصُ وجهَهُ وخائِفَةٌ عَلٍيه ، وزَوجةُ عمِه الكذَّابَةٌ كلأفعَى خرَجتِ مِن جِلبابِها ، وَأَظهرَتِ سِمهَا. أَقسَىٰ مّا عَلمتهُ الحيَاةُ هُو أًن لَا شَيء ثابِتٌ ، حبِيبتُك ، والِدتُك ، ظِلكَ صِحتُك وحتّىٰ رُوحكَ ، لا شَيء يَبقىٰ بجِوارِك. "سويُون ، سُويون ، سُويون ، اللّعنة علَيكِ جِي سويُون" زمجَر سُوكجِين بعُنفٍ وكَفهُ تضَرِب مِقودَ السّيارَةِ بهستِيرِيّةٍ ، أرجَع رأسَهُ لِلخلفِ وسكِن فِي موضِعهِ يُحدِقُ بالعَدم ، يَتِيمٌ وترَبىٰ فِي كَنفِ التّصنُع والمَكر والخِيانَةِ وفقَرٍ مُدقِعٍ للأخلَاق. وَجَد قِطعةً ذهَبيّةٌ إِسمُها سويُون ، أغنَتهُ ، أحبَتهُ والفِردَوس أدخَلتهُ ، عَلّت بِه وتعَالتِ وفجَأةً تَنتشِلهَا تشَايُون مِنهُ وتُعطِيها لِجِيمين. وهَل قِطعتُه الذّهبيّة رَفضَت ؟ لَا بَل وافَقت وهاهِي مّمَا حرَمتَه تُعطِي جِيمين. "لَا الرّحِيل يستطِيعُ إسعَادِي ولَا حتّى البَقاء" وطَأ بضَياعٍ وبعيُونٍ دامِعةٍ أسنَدَ رأسَهُ لِلمقوَدِ ، تشَايُون أخَذت مِنهُ الغالِي والنّفِيس ولَازَالتِ مِنهُ تَنهَّب ، البَارِحة إبنَةُ قَلبِه تَزوَجت مِن إبنِ تشَايُون ، والاَن تَتصِلُ بِه ليَأتِي إلَيها قاصِدةً جَعلهُ يرَىٰ لوحَةً فَنيّةً عَن المَكر ، الخِداعِ ، الغَدر والأنَانيّةِ. طَالما أنتَ بالحيَاةِ وعَلى قَيدِها ، إِذن أنتَ لَن تنفُد مِن مصائِبهَا ! بالوَقتِ الّذي سُوكجِين يُعانِي حَسرةً عَلى مّا ضَاع مِنهُ ، جِيمين يُتوُجعُ تَحسُراً عَلى مّا لدَيه. مُنذ رحِيل إِبنِ عَمِه وهُو ساكِتٌ ، وعَن الكَلامِ صائِمٌ. سُوكجِين أعمَقُ مِن أَن ينفَعِل لأجَل شَيءٍ كهذَا ولا سِيما لأجلِ فتَاةً لا تَعنِيه ! "هَل سُوكجِين يًعرِفُكِ ؟" تسَاءَل جِيمين بإقتضَابٍ ، ونظرَاتُه أَلبتّة لَم تُجافِي سويُون. سُويُون الّتي تَبكِي وعَيناهَا مُغَلقّةٌ جَيداً ، بخافِقٍ مَفطُورٍ ، جَسدُها يًهتّزُ وشَهقاتُها تجُول بالمَكانِ. زَاغتِ نظرَاتُ تشَايُون بِتوترٍ لِتضَغطَ عَلى كَدمةِ إبنِها تُشتِتُ إهتِمامَهُ. "يكفِي أمِي ، وأنتِ إنهضِي سَنذهَب" آمَر بنَبرةٍ حانِقةٍ ويدُها قَبل أَن تصِل لسُويُون مُدّتِ أمَامهُ ، إلتقُطَها مِن ذِراعِها وبدُون أيّ إعتبَارٍ لوالِدتِه تجَاوزُ المَخرَج. حَملَتِ تشَايُون هاتِفهَا بإهتِياجٍ وعينَاهَا توهَجتٍ غُلاً مٍن الّذي تجَرأَ ومَد يدَهُ عَلى إِبنِهَا ، وَصلهَا رنِين هاتِفهِ عِند البَاب ، رمَتِ الهاتِف بعِيداً وهرَولتِ ناحِيتهُ بسَخطٍ. "الحَياةُ ظَالِمةٌ بقَدرِ مّا هِي مِعطَاءٌ ، مِثلمَا جَعلَت مِني الأَن أبلُهاً بِجوارِكُم ، قِريباً سَوفَ يَأتِي دَورُكُم" توّعَد جِيمين بصَوتٍ أجَشٍ والهُدوءُ غَلفهُ قَلباً وقالَباً ، مّا عَاد بِه قُوّةٌ ليَفعلَ ايّ شَيءٍ ، تعِب ودُفن حَياً ، زوَاجٌ كاثُولِيكِي مَع فتَاةٍ بغِيّةٍ حقِيرةٍ ، ماضِيهَا مُظلمٌ لايَدرِي عَنهُ شَيئاً ولا يُرِيدُ. الحقِيقةُ دائِماً تَظهرُ بالأخِير ، عاجِلاً أَم أجِلاً سُويُون سَوف تُكشَف ! إِتفاقُها مَع تشَايُون ، وعلَاقتُها مّع سوكجِين ، وحتّى حقِيقةٌ تِلك اللّيلَة مَع جِيمين. ومّا علَيها أَن تفَعل الأَن هُو مُحاولَةٌ **َبِه لَها وعَلى الاَقل جَعلِه يآلفُهَا رَيثما يُرفِعُ السّتار عَن الحَق. "أنَا أسِفَة سويُون" بأسَفٍ بالِغٍ إعتذَرتٍ سويُون مِن نفسِها وبآسَى عظِيمٍ راقَبتِ الّذي يُدخِن بالحدِيقة. جِيمين لَايملِكُ حتّى خُصلةً واحِدةً مِن الأشَياءِ الّتِي ارَادتَها يَوماً فِي زوجِها. مُنذ عودَتِه وهُو يُدخِنُ ، وَيشَربُ الخَمر ، ولَا يَوم هِي أحَبت المُسكرِين أَو المُذخنِين. أغلَقتِ بَاب الشّرفَة ، تارِكاً صَوتاً خفِيفاً وَصَل لجِيمين ، وَبعد اَن كانتِ كلِمةُ عَقدُ زواجٍ كاثُولِيكِي تجُول فيٰ ذهنِها هُو الأَن تذَكر سويُون ! وانّه عَقدُ زَوَاجٌ كاثُولِيكي مِن سويُون. نفَّث دُخانَ سِجارتِه الاخِير ، للأعَلى ونهَض يُطفِها فَوق العُشب بحذَائِه. شَرع البَاب بثأنٍ ونظرَاتُه بظهَرِ سويُون الّتِي لَم تنَّم بَعد ولَن تفعَل ، لامكَان للنُعاسِ بمَضجعِها بَعد الأَن. أحَستِ بجلُوسِه عَلىٰ السّرِير لتَتنهَد بقُنوطٍ مِن رائحتِه الكرِيهَةِ ، أغلَقتِ عينَاهَا بكُرهٍ ، ومَقتِ تزَايدَ عِندمَا تألمَتِ فِي حاجِبهَا. تَمدّد جَسدُه عَلى السّرِير وَصدَارتهُ صَوب خلفِيتهَا. لَم يترَدَد قَطٌ فِي مَد يدِه لِلمسِ شَعرِها ! وبثَباتٍ نزَل بيدِيه عَلى عمُودِها الفِقرِي ، لَم تعُد لَها ربَاطةُ جأشٍ لحَبسهَا ! نُخاعُها الشّوكِي أصِيبُ بشَلَلٍ ، أنتفَضتِ بفَزعٍ وَأبتعَدتِ عَنهُ حِينمَا يدَهُ وضِعتِوعَلى خصَرِه وَهمّتِ بالنّزُولِ أكثَر. ضَحِك بِتهكُمٍ ونَهضَ عَن مُستقَرِه يَدنُوّ مِنها ، أدَراهَا مِن كتفِها إلَيهِ وبِبسمَةٍ ساخِرةٍ وَواسِعةٍ قابَل وجَهها الشّاحِب ، بَينما تَلهُث بِعنفٍ وتكَاد تختنِقُ مِن الإِحساسِ بالبُكاءِ والقَهرِ. أرخَتِ نفسَها فَور أَن وُضعتِ شِفاهُه عَلى خاصتِه يَمنحُها قُبلَةً سطًحيّةً. "تِلك اللّيلةَ لَم أتذكَر شَيئاً ، لكِن هذِه لَن أنسَاهَا"... #يُتبع الحَمدُ لله تّم بإِذن الله ومِشيئته كَتبَته فسَاعتِين أَو سَاعة ونُص ، وإِن شَاء الله هنَزلَه هسَا عشَان أتفَادىٰ اتأخر اكثَر مَن هِيك. رأيكم بالفصل و أسلُوب السَرد ؟ ? بسويُون ؟ ? جيمين ؟ ? بتظنُوا جِيمين هيكُون عادِي لَما يعرَف حقِيقة سويُون وجِين ؟ ? بتظنُوا هالزّواج مُمكِن ينجَح ؟ ? إتفاعلوا و كونوا متحمسين للفصلِ القادِم يا رِفاق !! أحبكم ⚡ بنزل بس لما بتكتمل الشروط !! تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق حلوة وطويلة و لاف عشان انزل أسرع. ? سبحَان الله و بحمدِه ، استغفر الله العظِيم ، لا اله الا الله محمد رسول الله ، أعوذ بالله من كل ذنب عظيم. 70 LIKE + 200 COMMENT = CHAPTER 4
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD