"تِلك اللّيلةَ لَم أتذكَر شَيئاً ، لكِن هذِه لَن أنسَاهَا"
أنبَأًَ جِيمِين بإقتِضَابٍ وبمَّا لَا يَعنِيهَا أَخبَّرهَا وَكَأنّها ذَرّةً مِن الإِهتمَامِ يَوماً لمّا يَقُولهُ قدَمتِ. تَبسمَتِ لَه سويُون برزَانةٍ ليُبادِلها بالجمُودِ والمُقلُ فِي بعضِهَا رَستِ وشطَّتِ. بأطرَافِ البِنانِ لامسَتِ خدَهُ ، لَم تَنبِي ولَا بِبنتِ شَفَّةٍ واحِدةٍ ، لكِن فِي عُرضِ القُبلةِ بينهُما ، هِي عَن الغزِير مِن بنَاتِ العَين أعرَبتِ.
طَوراً نحَنُ نتهَوَّر ، لا عَن قَصدٍ أَو عمَداً ، بَل سهَوةً وسَهواً ، نجَهلُ الإختِيارَ ، ومّا يَبدُو لنَا صائِباً بدُون حَذرٍ نقُوم بِه بِبصَرٍ وبصِيرةٍ يَقِيظَّةٍ ، لنحُل مُشكِل يَومٍ نحَنُ نظلُّم النّفسَ لِسنوَاتٍ عدِيدَةٍ. عَائِلتُها وعَنها تخَلتِ ، حبِيبُها وهجَرتِ ، وبِبارَك جِيمِين تزَوجتِ ، وبدافِع بَترِ مَعظِلَة هِي وقعَتِ فِي شُعٍ مِن المصائِبِ.
الحُب فِي نظَرِ الرَّضِيعَةِ والِدتَها ، والطّفلَةِ لُعبتهَا ، وفِي فِكر المَراهقَةِ حبِيباً والمَرأَة زُوجاً ، لكِن عِند سويُون هِي سُوكجِين. ولَك كلّ الحُريّةِ فِي تقدِير حيَاتِها وهِي عَلى ذِمّةِ ، فِي منزِل ، وتحَت رجُلٍ آخَر ، يُدَنسُ رُوحهَا تحَت مسَمى حَقاً وحِلاً !
أخطَأتِ سويُون ذَات مرَةٍ ، لكِنهَا ولَا بقَدرِ حبَةِ خَردلٍ عَلى جُرمِها نادِمَةٍ ، وَإن عَاد الزّمنُ بِها لحَظةً بكُل تفانِي ستعِيد الكرَةَ مِراراً. لَيستِ خالِدَةً وبهذَا الزّواجِ الكاثولِيكِي فِي تابُوثٍ جُتَّتُها موضُوعَةً. كَيف لجُثمانٍ أَن يقرَّعَ سِنهُ حَسرَةً ؟ كَيف وَهِي عَلى ذِكرىٰ كَتِلكَ حَيَّةً ؟
"المَرة القادِمَة ، أرِيدُكِ نشِيطَةً ، جِنسُ الأموَاتِ لَا يُناسِبُنِي"
بَصّقَ جِيمِين بمطلَبِه فِي عُرضِ خِيلقتِها ، وبقدَرِ مّا هِي جُملةٌ مِن القاسِي قولُهَا بإرتِياحٍ زَوجُ سويُون نَبِسَ بِها. رمَزتِ بإذغَانٍ لهُ ، وبرزَانةٍ وخُطىٰ وثِيدَةٍ صَوبَ المِرحاضِ توجَهتِ. أرخَى جِيمين بدَنهُ العارِي فَور إغلَاقِها البَابِ.
نفَذتِ بجِلدِها ولَم يكتَشِف ، وجُملتُه مِن الماضِي وأصبحَت ، وهذِه اللّيلَةُ كوَ**ةِ عارٍ عَلى جبِينِها دُشِنَت. أسندَتِ نفسَها للجِدارِ الجامِدُ ، وبضَيّقٍ تمسَحُ بكَفِها عَلى فمِها علّها البَعضَ مِن لُعابِه تُبعدُ ، وبشرَاسةٍ دُموعهَا عَن الخرُوجُ تردَعُ وترُّدُ.
٭ مَـنزلُ عَـائِلـة بَـارك ٭
يتَفنَنُ بعضُنَا فِي إنتِقاذِ الأخرِين ، بَيد أنّهُ إن ألقَيتَ بنظَرةٍ إلَيهِ ، لإحتَرتَ مِن أَيْنَ تبدَأ. هكَذَا بَارك تشايُون لا تَرىٰ فِي سُوكجِين مّا يُعطِيهِ الحَق بأنّ يتجَاوَز عرَبةَ إبنَها ، ثُلث مِن ثُقتِه بنفسِه هدَمتهَا ومِن أطلَالِها لإبنِها كَفكَفتِ ذَاتً كامِلةً.
أهٍ عَلى عدَد التّضحِياتٍ ، ويا حسرَتاهُ عَلى أعظَمِ قُربانٍ سُوكجِين لجِيمِين قدَّمَ. أئِبٌ ، ثَائبٌ وعَلى عُظمَى أخطَاءِه نادِمٌ ، وإن نصَفهُ الدّهر وعَاد أشهُراً للخَلفِ. فهُو فِي جَوفِ العُيون وخلَف الجفُون ، سَيضّعُ بِنتَ اللّبِ سويُون.
لمحَها عَلى الأرِيكَةِ جالِسَةٌ ، وَلا واحِدةٌ مِن يدَيها شاغِرةٌ ، بواحِدَة كُوب قهوَة والأخرَى رِوايَةٌ. زلّفُ مِنها بعُجالَةٍ وعَلى المَقعدِ قُبالتُها جَلس ببسمَةٍ واسِعةٍ. ترَاهُ فِي طمَسِ الضّعفِ والقهَرِ مُتفانِياً وفُؤادُه مُتوجِعٌ جرِيحٌ ، تَراهُ فِي حرُوبِ إدِعاءِ القوةِ فارِساً وهُو عَبدٌ ضعِيفٌ لا باسِلٌ أَو شُجَاعٌ.
"أنَا أسفٌ عَلى مّا سَيحدُث سَيدَة تشايُون"
غَمغَم سوكجِين بجُملتِه وبِبحَّةٍ رجُوليّةٍ حَمحَم أخِير حدِيثهِ ، مغصُوصٌ وعسِيرٌ علَيهِ إخفاءَ سرِيرتِه. شفَافٌ وَواضِحٌ ، ولطَالمَا كَان كِتاباً سهَلاً هَيناً قِراءتُه ، فاشِلٌ فِي كَبتِ كآبَتِه وضُعفِه ، وبِلكَنةِ صوتِه فَقّط يبُوح عَرضاً بالكثِير. وهَا هُو ذَا وقَع فرِيسَةً لمّن رَبتهُ صغِيراً. وتحفِّظُه هَيئةً ودخِيلةً.
"لَيس زوَاجاً عَلى ورَقٍ كمَا أخبَرتَكَ زَوجةُ جِيمِين. سوكجِين بُنيّ عَقدُ زوَّاجُهما كاثُولِيكِي"
خَتّمتِ كلَامها بضَحِيكاتٍ ساخِرةٍ ، صاخِبةٍ. وبِعَينِ البَسمَةٍ هُو زاغَّ بَصرُهُ بتَروِيّ علَى خِيلقتِها وهُناكَ النّظرُ مكَّثَ. لِلأجَلِّ نتطَلّعُ ، ودائِماً غَذاً أخَير نتوَقعُ ، وَيَوم تَتبدَّدُ غيُوم الغَمّ نتَرقَبُ. بِالكَامِل عَن إستبدَادِ الحيَاةِ لنَا نتعَامَى ونتبَالهُ.
كَان يعتَقِدُ أَن تشايُون نهَبتِ مِنهُ سويُون ، مِن بَين كفَيّهِ سرَقتهَا وَعَلى مقرُبةٍ مِنهُ وضعَتها. وَأنَّهَا عَلى ذِمّةِ غَيرِه أضحَتِ وبَعد الأََن مّا باتَتِ لهُ أَو أصبَحتِ. كَان يتوَّهمُ أنّهُ تأرُه سَوف يأخُذ وسويُون إلَيهِ يُعيدُ ويرجِعُ ، لكِن ويا حسَرتاهُ عَلى مّا لَهُ تشايُون ، سويُون والدّنيا عَلى كَلكَلِه وَضعُوا.
"عرِضتُ علَيهَا الزّوَاج مِن جِيمِين مُقابِل البِضع مِن المَالِك والأملَاكِ وبلَهفةٍ قبِلتِ ، إبحَث لكَ عَن واحِدة أخرَى سوكجِين ، وَدَع سويُون لأخَاك جِيمين"
حاوَرتهُ تشايُون بحِكمَةٍ ، وغَير أنّها صدُوقَةٌ صادِقَةٌ ، هِي جادَةٌ مُصرّةٌ ، أيّن **ويُون ستجِدُ وأيّن بالاصلِ عَن شبِيهتِها تُنقِبُ ؟ الاشيَاءُ النّادِرةُ لجِيمِين كلّها ، أمّا سوكجِين مّا لهُ إلا مِن بعِيدٍ أنّ ينظُر لهَا لا أَن يَحصُل ولا حتّى عَلى بِضعِهَا.
تشايُون بجُرأَةٍ الزّوَاج عَلى سويُون إقترَحتِ ، وسُويون برحَابةِ صَدرٍ وَافقَتِ ، عَنهُ تخَلتِ وبالغَنيّ الوسِيم تزَوجَت ، وعَلى الهامِش كالصّغِير قلبَهُ تركَتِ. كَيف لَن تَطمَعَ بالوفِير وهُو عَلى الدّوامِ لهَا كَان يقدِمُ القلِيلَ ؟ كَيف عسَاهَا تَرفُضُ جِيمِين الجَلِيل لتبقَى جِوار سوكجِين الذّلِيل ؟...
والله أنّهُ لا يُعاتِب أو ذَاتهُ بالمَلامَةِ يقذِفُ ، هُو يكفِيهِ مّا خطَفتهُ المنِيّةُ ، مّا عَنهُ تخلَى وإرتَحَل ، كَيف بالمُهجَةِ لن يَرأفَ وهِي بالأَصلِ مّا يَوماً لَن تَرحَل ؟ مّا عَاد فِيه طاقَةً ليُحب شَيئاً سِوى نَفسهُ. مُحاطاً كَان مِن كلّ صَوبٍ بكَذّبِها وعَلى مّا ضَيعهُ مِن وَقتِ معَها سيُؤاخِدُهَا.
"سألوِثُ فِرَاش إبنِكِ ، سأدنِسُ جَسد زوجَتِه ، ومّا أحيَاهُ أنَا ، جِيمِين شِبههُ سَوف يعِيشُ"...
#يُتبع
الحَمدُ لله تّم بإِذن الله ومِشيئته ، وإِن شَاء الله يعجَبكُم عطِيت فِيه كثِير من الحُب والله. وتعالِيق طوِيلة وكثِيرة.
رأيكم بالفَصل وأسلُوبِي الرّوائِي ؟ ?
بسويُون والسّبب يلِي عشَانه إتزوجَت جِيمِين ؟ ❤
جيمين البرِئ يلِي إنحشَر بدُون إرادتَه وعِلمه ؟ ?
سوكجِين المضطغِين و**َرته ؟ ?
سوكجين واضِح مقهُور وحاقِد جداً بنظَركُم إزَاي هيقدَر يعمَل يلِي قالَه ؟
عَ فكرَة الفصَل الجَاي إسمَه "عشِيق" ??
تشايُون هتخلِي سوكجِين براحتَه وينتقَم زَي مّا بدَه بمعنَى هُو بنظرَكُم ينخَاف منه لُولا ؟ ?
إتفاعلوا و كونوا مُتحمسِين للفصلِ القادِم بناتِي !! أحبكم ?
بنزل بس لما بتكتمل الشروط !! تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق ، تعاليق حلوة وطويلة و فُوت عشان انزل أسرع. ?
شَرح المُفردَات :
الإِفكُ : الكَذِب
المُقلُ : جَمع مَقلَة (مُقلة العَين)
البِنانِ : الأصًابِع
طَوراً : سَهواً ، عَن غَير عَمدٍ
أطلَالِها : بقايَا البِنايَات
اللّبِ : العَقل ، القَلب
المُهجَةِ : الرّوح
سبحَان الله و بحمدِه ، استغفر الله العظِيم ، لا اله الا الله محمد رسول الله ، أعوذ بالله من كل ذنب عظيم ، صلُوا عَلى شَفِيعنَا وحبِيبِنا رسُول الله.
70 LIKE + 300 COMMENT = CHAPTER 5