الفصل الرابعه
همست جـميـله بأنين في اغوارها وهي تتطلع الى الجالسين وحينها بدأت أم محمد بالهتاف والصراخ كأنت تنظر إليها بصدمة كبيرة حتي الآن لا تصدق أن محمد زوجها مات نتيجه تصادم سياره التا**ي بـ أحد وانتهت بموته
انبثقت آه من فمها كخناجر تطعن حلقها لا تعرف من المفترض أن تحزن عليه أم تفرح بأن رحله عذابها ستنتهي نوعاً ما تود حقآ فقط ان تلقي نفسها بزاوية ما وتجهش ببكاء عنيف كلما تذكرت ما كأنه يفعله بها تزوجت في السابعه عشر من عمرها واستمرت ثلاث أعوام من الجحيم تجرعت فيها الكثير والكثير حتى فاض من حولها الألم وتبلدت مشاعرها بـ فضل ذلك الذي يدعي زوجها كأنت امامه كـ قطعة قماش يفعل بها ما يريد
لم يكن حلمها ان يتم زواجها بهذه الطريقة كأنت وقتها تود الصراخ والعويل ان زواجها وخطوبتها حدثا بهذه الطريقة وتحت تأثير هذا الضغط لكن هي لا تعرف الكره حتي تكره أو تشمت فـ موته حتي
لكن كيف ستتقبل حياتها القادم وماذا بـعض من القدر سـيلعب معاها وهل سوف يخبئ لها المزيد من الخيبات
لتفيق عـ صراخ أم محمد بالهتاف العالي بحزن يا حبيبي يا ابني آه
فـ الصعيد اخذت تتردد ايات الذكر الحكيم بداخل منزل دياب حماد الجبالي وبينما تسود مظاهر الحزن ارجاء المكان بين الجالسين كأنت أحلام زوجت ضاحي تتوسط اريكة رثة المظهر ترسم الحزن والحسره الزائف
عـ ملامحها لكن بداخلها سعادة كبيرة بأنها سلمي فارقت الحياة اخيرا لتصبح الحدود الفارغة بينها وبين دياب قصيره لتقترب منه وعـ أمل أن يصبح لها فـ يوم لاتعرف تفصيل موت سلمي لكنها سعيده جدآ بأنها رحلت بلا عودة
والبنات أيضا تنهمر منهم الدموع بغزارة حزن عُـ امهم وعـلي جانت آخر جلس ديـاب بعيد عن المعزين عينيه متسعة بصدمة لايستطيع تصديق ماحدث ولا ما تم أبلغوا بيه حتى الان مات سلمي فـ مشفي وهي بـ القاهره ماذا كأنت تفعل هناك جات فـ عقله مليون فكره وفكره كأن يريد أن يذهب القاهره عـ الفور لكن حزن البنات منعه وأرسل غفيرة يعمل إليه ليبحث لكنه لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك لينهض ويذهب إلي القاهرة ليعرف الحقيقة
ليلتفت دياب ليتفاجا بـ فرحه أمامه نظرت إليه بحنان وحاولت التهوين عليها قائلة البجيه في حياتك يا اخوي شد حيلك يا حبيبي
نهض ضاحي بحده قائلاً بغضب فرحه إنتي ايه اللي چابك اهنيه ليكي عين تاچي بعد اللي عملتي اطــــلـعــي بـــــره
قال دياب بنبرة حادة ضاحي اقفل خشمك وما لكش دعوه بخيتك
ثم تحدث منتهدا بهدوء ادخلي يا فرحه ديه دار ابوكي مهما كان
أبتسم فرحه له قائله بامنتان تسلم يا اخويا
فـ القاهره بداخل فيلا زين حسنين الجبالي كأن زين يجلس بداخل مكتبه يمارس هوايته المفضله وهي الرسم لتدخل نادين لتقول انا كنت عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم
ترك ما بيده ليقول بجدية وانا كمان كنت لسه هنادي عليكي بس اتفضلي انتي الأول
جلست أمامه عـ الكرسي لتتحدث بهدوء لا قولي الاول انت يا زين سامعاك
هز رأسه بلايجابيه متن*د قائلاً بجدية تمام الفتره الاخيره بقينا بنتخانق كثير أوي ما بقاش في تفاهم بيننا خالص ولا حتى بقينا نحترم بعض و انا فكرت فـ
قاطعه قائله بسخرية اننا ننفصل عن بعض صح
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره صح بس عرفت منين
نظرت إليه بعدم مبالاة وقالت بجدية عشان ده كان نفس الموضوع اللي كنت هاكلمك فيه انا كمان ما بقتش سعيده ومرتاحه معاك ولا حاسه اننا أصلا ينفع نكمل مع بعض
فـ الاحسن فعلا الطلاق
تن*د مجيب براحه فـ هو كأن قلق من هذه المواجهة تمام انا هاكلم عيسى عشان يجي ويقعد مع باباكي ونخلص بس أروي
نادين بهدوء عمري ما همنعها تشوفك او تشوفها انت في الاخر باباها انا كمان هاكلم بابي وهاقول له عشان ما يتفجاش بعد كده
تحدث زين ببرود يبقى اتفقنا
قال أحد الدكاتره فـ المشفي الذي توفت فيها سلمي زوجت دياب قائلا ايوه صح يا فندم المتوفي سلمى رشيد كأن معاها حد
تسأل دياب بتراقب و ببرود كعادته عندما تحدث وبداخل نيران لا يستطيع أطفأها وهو فين والحادثه حصلت ازاي
هتف الطبيب موضح فـ عربيه سواق تا**ي خبطت فـ الموتوسيكل اللي كانت راكبه وراء وأحد هو اتنقل مستشفى معاها هو جروحي بسيطه بس للاسف مشي وما نعرفش راح فين والسواق كمان اتوفى
اومأ غريب أحد مساعد دياب موافق بسرعة ثم همس بنبرة مرتعدة ما تجلجش يا دياب بيه ععرف مكانه فين و عاجيبهلك حتى لو كان تحت الارض
نظر دياب بنظره حادة وعروقـه بارزة بجنون وكأنه سيقتل قتيل أو عـ وشك ارتكاب جريمة ولكنه ألقى كلماته بعنف بصوت قوي مُخيف مستني ايه فـ ظرف 24 ساعه يكون عندي
عـلي جانب آخر بنفس المشفي كأن يجلس أبو محمد يبكي وينوح بحسره اه يا ابني حتى العربيه اللي حيلتنا اللي فتحلنا البيت راحت هي كمان معاه
هز الممرض رأسه باشفاق هاتفاً بهدوء يا حج ايه ده اللي بتعمله ده مش هيرجع اللي راح ادعيله بالرحمه
ثم ألقي نظرة خاطفة عـلي دياب وهو مازال يقف مع الطبيب وقال بتفكير اذا كان على التا**ي انت ممكن تاخذ تعويض كبير من صاحب الموتوسيكل اللي خبط فـ تا** ابنك
صمت بلحظه ثم لقد ظهر عـ ملامحه خبثـة مترافقـة بـ طمع عبث وهو يهمس له تعويض فلوس يعني
ليقول الممرض ببراءة لا يعرف نوايا ايوه لو رفعت قضيه ممكن ت**بها وتاخذ حق التا**ي اللي راح من إبنك الله يرحمه والاستاذ اللي هناك ده يبقى زوج المدام اللي ماتت
فـ فيلا أحمد السويفي دخل بارهاق بعد يوم عمل طال لـ تستقباله ثريا زوجته بأندفاع قائله بحده كويس أنك جيت اتفضل شوف الهانم بنتك عملت ايه وهتجيبلي حقي منها ازاي
تن*د احمد مجيب ممكن تهدي يا ثريا وبعدين انتي ايه اللي اكدلك أنها هي إللي قطعتلك الفستان
نظرت هايدي قائله بهدوء صح يا مامي ممكن تكون مش هي
جزت عـ اسنانها بحده وقالت بغضب اسكتي انتي وما تدخليش نفسك فـ اللي ما لكيش فيه وبعدين هتكون مين غيرك مين من الخدم يقدر يعمل كده
صمت يفكر بالأصح فـ من الممكن يفعل هذا غيرها ليقول حاضر هاطلع اسالها الاول
بداخل فيلا أحمد السيوفي
عقدت حاجبيها أسيف متسائلة تسالني عـ ايه
ليقول احمد بدون مقدمات إنتي اللي قطعتي الفستان بتاع ثريا
أطلقت ضحكه عاليه بسخرية هاتفاً باستفزاز قائله بقيلك ساعه بتتكلم في كلام ما لوش لازمه وعامل فيها قاضي كنت فين قبل ما تروح الجامعه عشان تعرف اذا كنت انا اللي قطعت الفستان ولا لا كنت وفرت على نفسك كل الكلام ده وسالتني على طول
اخذت منها وهي تومئ برأسها عـ مضض وايوه انا اللي قطعتلها الفستان
اتسعت عيناه بصدمه فسألها بصوت واهن و اللي يخليكي تعملي كده
فأشارت له أسيف محذرة بصلابة حرقه دمي اسكتلها يعني
هز رأسه نافيًا وهو يقول مرددًا بأصرار لا بس تيجي تقولي لي مش تتصرفي تصرفات العيال دي
ظلت تنظر إليه ببرود ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء ليه ما ليش ايد ولا لسان اعرف اخد حقي بنفسي انا مش ضعيفه علشان اسمع الكلمه الوحشه و اهانتي واجري عـ اوضتي واقعد اعيط زي ناس
قال بصوته المضطربة وهو يهمس ناس مين تقصدي مين
هزت رأسها قائله بعدم مبالاة زائفة ما قصدش حد بذاته
هز رأسه بعدم اهتمام ليقول بحده طب نرجع
لـ موضوعنا اتفضلي انزلي معايا واعتذري لـ ثريا واياكي تعملي حركات العيال دي تاني
ثريا اكبر منك وعيب اللي بتعمليه معاها ده
حاولت تهدأت نفسها وهي ترد مستنكرًا اعتذر لي مين ده فـ احلامك
هتف أحمد بغضب شديد بنت اتكلمي باسلوب احسن من كده أنا ابوكي
بينما هي تجلس أمامه وضع قدم فوق الاخرى وهي تبتسم ابتسامة بادرة قائلة والله ده بقي اسلوبي مش عاجب حضرتك ما تتكلمش معايا ويبقى احسن
استدار بغصب مرة اخرى يكمل مزمجرًا بعنف
هو انتي مش ناويه تبطلي طريقتك المستفزه دي معايا أنا بالذات انا مش عارف اعمل معاكي ايه عيب كده انا ابوكي
تتنفس ببطء أسيف وكأن روحها ستُزهق منها مرددآ بصوت خافت غير مسموع ما هي المشكله أنك ابويا
فـ منزل جميله خرج ابو محمد من غرفته ثم نظر يمين ويسار يتأكد من عدم وجود أحد يراه حتي كاد أن يخرج لتصيح زوجته من خلفه ايه يا راجل بتتسحب كده ورايح فين
انتفض جسده بذعر يا وليه خضتيني بالراحه
نظرت إليه بحنق قائله بغضب طب رد عليا رايح فين انت بقبلك اسبوعين على الحال ده وما حدش عارف مالك انا ابتديت اشك فيك انت متجوز عليا ولا ايه
قال بضيق شديد هو اللي يعشرك يفكر في الجواز ثاني برضه
لتقول بحده امال في ايه مالك كنت رايح فين
ليقترب منه بخطى بطيئة اشبه بخطى الذئب ثم تشدق بخبث دفين عشان تعرف أنك عـلي طول ظلماني المشوار اللي انا رايحه لو نافع ان شاء الله هتبقى طاقه القدر اتفتحتلنا وهنبقي أصحاب أموال
عقدت حاجبيها بدهشة قائله وده ازاي ان شاء الله
تطلع حوله بتراقب ثم أقترب هامسآ بخبث
انا في الاسبوعين اللي فاتوا وانا عمال اروح الصعيد عشان اجمع معلومات عن اللي اتسبب فـ موت إبنك وعرفت فـ المستشفى الموتوسيكل اللي خطبت فـ عربيه إبنك كأنت راكبه راجل ومعه واحده ست الست دي جوزها راجل فـ الصعيد ومن عيله غنيه أوي
سألت بفضول وهو هيد*ك فلوس بناءا عن ايه ما هو مراته ماتت هي كمان
ظل يهز رأسه نافية بلهفة بـ طمع بطلي قر إنتي بس وانا مش راجع غير وأنا محليلك بقك بس اوعي تجيبي سيره لـ البت جميله مش ناقصين قر من اولها
فـ غرفه احلام وزوجها جلست مربعه قدمها أعلي الفراش قائله بتفكير ما تعرفتش سلمى كانت فـ مصر عتعمل ايه
جلس جانبها و بعدم مبالاة دياب جاللي ان هو اللي بعتها تجيب شويه حاچات من هنآك
ثم تحدث بعدم تصديق وحزن عـ أخيه
بس دياب حالته صعبه جوي ماكنتش اعرف انا عيحب سلمى اكده
لوت شفتها بسخرية هاتفاً بغيره نعم هو مين ده اللي عيحبها اخوك ما بيكرهش حد جدها
ثم أبتسمت قائله بخبث هاتفه لاه الموضوع فـ حاجه ثانيه خالص ولازم أعرفها
الحفل يعج بالحضور وصوت الاغاني عال صاخب كانت تقف أسيف بفستان اسود قصيره وحذاء ذو كعب عال بينما شعرها القصير نسبيًا مرفوع بطريقة عشوائية وبعض الخصلات الشاردة انسدلت لتهب وجهها ذو الملامح الجميلة الهادئة سحرًا خاصًا
رباه ما اجمل هذا الأجواء أجواء عيد زواج احمد السيوفي وزوجته ثريا وارتداء الفساتين الجديدة والقصيرة لطالما عشقت الاناقة وكل ما يخص جمال الانثى كانت واثقة بجمالها ولكن واثقة أيضًا أن يومها سيمر بغضب شديد داخلها كلما فعل أحمد السويفي حفل خاص بزواجه كأن بالنسبة لجميع الحاضرين سعداء جدا بهذا الثنائي الرائع بعد قصه دامت سنوات حتي بعد زواج احمد السيوفي من حياه هذا المراه الضعيفة الذي أحببته بصدق وإخلاص وانجبت منه فتاه لكن لا تأخذ مقابل هذا الحب غير التعب والوجع والفراق والموت من الحسره
كان الجميع سعيد إلي هي بداخلها وجع بلا نهايه اغمّضَت عيناها بتعب شديد ضغطه على يدها بعنف وهي تراها منسجمين ويضحكون مع بعض حررت مرفقها الأحمر من شدة ضغطه عليها ووضعت يدها فوق شعرها بألم و اولات ظهرها بإرهاق واسى لترحل لم تستطع إكمال الحفل
بعد مرور شهرين كأن يجلس دياب حماد الجبالي فـ غرفته حبيس فـ هو لا يريد أن يتحدث مع أحد ولا يراه أحد جالس بوجه غاضب وحزين كاد أن يجن من التفكير ليعرف ماذا كأنت تفعل سلمي فـ مصر تمني أن يكون جانب أحد ليحكي ما بداخله حتى يخفف عنه ليذكر عيسي فـ هو قبل أن يكن إبن عمه كأن صديقه وأخ قبل خاصمهم لكن الأن لا يوجد احد جانبه
تقدمت أحلام منه وهي تحمل صنيه الطعام تريد أن تستغل ضعف دياب و احتياجه إليها هي إني حضرتلك لجمه تاكلها وكمان اكلت البنته مش رايد مني حاچه يا سي دياب
رفع دياب عينيه إليها بحدة رايدك تغوري من وشي و اياكي تدخل الاوضه ثاني وأنا فيها
وضعت صينه الطعام أعلي الطاولة لتقول ببرود امال مين اللي عنضفهالك بعد أكده ما خلاص سلمى ماتت الله صحيح هي كانت في مصر بتعمل ايه
تنظر إليه باهتمام وامل لجيب وهو مازال ينظر الى إلفراغ قائلا باقتضاب ما لكيش صالح
**ت ملامح دياب مشاعر لايمكن قرائتها لتتحدث أحلام بحنان قائله بحب مالك بس شايل هم الدنيا ليه فوج رأسك انا جنبك احكيلي إللي متضايجك أكيد سلمي عملت حاچه مزعلاك چوي منها
أغمض عيناه بضيق شديد دون ان ينطق بحرف واحد لتسرع أحلام بضم يده اليها وتضع يدها الأخري فوق كتفه قائله مستغليه شرود احكيلي مش عتلاجي حتى في الدنيا دي كلتها يفهمك قدي وعلى فكره العرض بتاعي لسه ذي ما هو أني مستعد اطلج من ضاحي ونتجوز إني وانت
اعتدل دياب فى جلسته بنفور وهو يبعد يدها عنه سريعاً والتفت دياب اليه تلتمع عينيه بغل وكراهية تخرج كلماته بصوت عالي من بين شفتيه كالفحيح يـــا ضــــاحــــي
دخل ضاحي وهو يعقد حاجبيه باهتمام وحزم نعم يا خويا فـ حاچه
نظر له يغمغم بوحشية خد مرتك واطلع بره وعرفها الأصول وچولها ما تنفعش تدخل إلاوضه بعد أكده طول ما أنا فيها او بعد كده ما تدخلهاش خالص سلمى ماتت وما ينفعش تدخل الأوضه وانا موجود
لتتنحنح أحلام قائلة بسرعة إني كنت بجيبلك الوكل
عقد حاجبيه باستغراب وقال ببراءة وفيها ايه يا دياب احلام زي خيتك بالضبط
شتم أخيه بأفظع الشتائم واللعنات فـ سريه عـلي طبيته وساذجته بينما أبتسمت أحلام بشماته ليرحل من أمامها بغضب
كأن يقف جلال بين مساحه الارض الواسعه ينظر إليه بانبهار هي دي الارض مسحتها كويسه جدا للمشروع اللي هاعمله عليها ها هبدا امتى
أبتسم عيسي وقال انت مستعجل جوي اكده
هز رأسه هاتفاً بجدية ايوه يا عيسى مستعجل وبعدين هاستنى ايه المشروع لسه عياخد وقت عجبال ما يتبنى يبجى نبدا من دلوج و انا جهزت ورق بالموضوع وعملت دراسه لـ وعاحتاج حوالي * فدان من الارض يعني تقريبا الارض دي كلها
عقد حاجبيه بدهشة وقال إني فكرت عتحتاج فدان اچل من اكده
هز رأسه هاتفاً بعدم مبالاة طب وفيها ايه مش الارض دي كلتها بتاعتك
عيسى بأسف للاسف لا يا چلال الخمس فدادين اللي في الاخر دول مش تبعنا
نظر إليه بحده وقال بغضب نعم امال بتاع مين
هز كتفيه دليل عدم معرفته ما عنديش فكره والله بس عـلي طول فـي غفير بيجعد يحرس الأرض ما اعرفش اذا كانت بتاعته ولا بيحرسها
جز علي أسنانه بغضب شديد يعني ايه مش عارف اعمل المشروع انا محتاچ الارض دي يا عيسى مناسبه چوي لـ موجع المشروع اتصرف واشتريها
تحدث عيسي بهدوء طب افرض ما كانتش للبيع أو صاحبها مش راضي يبيعها الارض فيها زرع ما تحاول تستخدم من مساحه دي وخلاص وبلاش ندخل في مشاكل
تن*د بخبيه أمل مجيب بحنق شديد مش عينفع يا عيسى المساحه يادوبك ده غير فـ مواد ضارة ودخان ممكن يقتل الزرع بتاع الارض يعني برده هندخل فـ مشاكل ما فيش حل غير ان احنا نشتريها و نعوض صاحبها
نظر إليه مطولاً وقال بجدية طب سيبلي الموضوع ديه وانا عتطقس واعرف الارض دي تبع مين
كأن دياب قبل شروق الشمس يجلس أمامه منزله ينظر إلي إلفراغ إلي حتى الآن لم يصل إلي هذا الشاب المجهول حتي يعرف ماذا كأن يفعل مع زوجته تقدم منه ضاحي قائلاً
مالك يا دياب من ساعه موت سلمى و انت حالتك وحشه حتى الشغل بطلت تنزلوا
خلاص يا دياب هي ماتت الله يرحمها زعلك مش هيفيد بحاچه
هز رأسه بارهاق واضح عليه قائلاً ما فيش حاچه يا ضاحي تعبان وعاوز اخذ اجازه شويه
تن*د ضاحي متسائلا بفضول براحتك يا اخويا هي سلمى كنت بتعمل ايه فـ القاهره
زفر دياب بحدة قائلا بنفاد صبر ما انا جلتلك كأنت بتشتري حاچات بترغي فـ موضوع تاني ليه يا ضاحي
ليعتدل فورا فى جلسته يتنحنح يجلى صوته قائلا بحدة لم يقصده هاه ولا حاچه يا اخويا طب انت ناوي تعمل ايه بناتك بچي لوحدهم ومحتاجين حد يرعاهم
تقدمت ببطء أحلام تحمل اكواب الشاي تجلس فوق احد المقاعد جانبهما لتنظر إليه بتراقب بابتسامة ماكره واني رحت فين يا ضاحي ما هما زي ولادي برده
ضاحي بجدية ما جلناش حاچه بس برده محتاجين حد معهم عـلي طول خصوص بنتك الصغيره انا من رأيي تفكر تتجوز تاني
اتسعت عينى أحلام تسألها بصدمة وبحده بتجولي إيه يا ضاحي آآآ ديه سلمى بجيلها تلاث شهور ميته
قال ضاحي بجدية الحي اولى من الميت يا احلام الحزن مش عيفيدك في حاچه ولا هيرچع اللي راح وسلمي خلاص ماتت وشبعت موت يبجى ايه اللي يمنع ان دياب يتجوز تاني
نهض دياب بالانصراف قائلا بلا اهتمام زائف ع** ما بداخله فـ كل يشغله بناته ربنا يتولاهم انا رايح اشوف اشغالي
رحل دياب وأحلام تتابعه وهي تخفض راسها و تفرك قبضتها بقوة وعصبية محدثه نفسها جال يتجوز ثاني جال ديه اني اما صدجت سلمى غارت فـ داهيه انا مش هافضل ساكته اكده كثير لازم اتصرف دياب لازم يكون ليا أنا لوحدي لو واحده جربت منه تاني ده انا اولع فيها وهي حيه
قبل أن يصل دياب إلي باب الفيلا تفاجأ بـ غفير عمده الصعيد ليقول بأنفاس الاهثه يا دياب بيه استني
أستمع صوته دياب ليقف ليتحدث كويسه ان لحجتك يا دياب العمده رايدك ضروري فـ الدار
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا رايدني أنا فـ ايه
ها هي الأمواج الشمسية تبعث اشعاتها عبر النوافذ الزجاجية وها هي اغصان الأشجار تتناغم تحركاتها الهائجة مع رياح الفجر الخضلة وها هو اذان الفجر يعلن قيامه لتتأجج النفوس المؤمنة وثبًا لصلاتها
جلس جـلال بجوار قبر والده يتحسس ترابه بألمٍ لا يشعر به غير الله كم أشتاق إليه لم يري شخص مثل والده فـ طيبته وحنانه تن*د تنهيدة حارة تبوح بكل ما يشعر به لا ينكر بأنه عندما كأن يشعر بحاجة إلى أحد كأن يذهب إلي أخيه عيسي فقد شال حمل كبير عيسي منذ الصغر خضخض رأسه مُقصيًا تأثير محبوبة مُهجهِ عن افكاره وشردَ بإرهاق صَبَّبَّ حبيبات زبرج صلابته ليستمع فجاه إلي صوت شهقات بكاء بعنف من أحد قريب منه
ليرفع جلال عينيه بفضول يريد أن يعرف من أين منبعث هذا الصوت انحرفت عيناه ليرى تلك الفتاة الرقد أمامه القبر وهي تبكي بحرقه بتأكيد تبكي عـ هذا الشخص الراقد فـ القبر تمعنت عسليتيه النظر بها بجرأة وهاله ما رأى بها من جمال لم يراه من قبل جسدها الرشيق قامتها المتوسطة بشرتها البيضاء الناعمة شفتيها الكرزية المنتفخة قليلا عيناها التي ابدع الخالق في رسمها وتلوينها بالازرق لكنها منتفخة وحمراء من البكاء وشعرها المتموج العسلي الذي مطلق بحريه خلف ظهرها
الوصف الوحيد الذي يلائمها هو الملاك هي ملاك كلمات الجمال قليلة جدا عليها هناك شعور غريب يتسرب في اوردته لا يعرف ما هو ولكنه قاسٍ للغاية عليه وهو يراها تبكي بحرقه وتتحدث بهمس لـ الشخص الميت الراقد بـداخل القبر مما أثار داخله شعور غريب ربما هي الغيرة او التملك
مازال ينظر إليها تأمله بها دون ملل لأنها تبدو كالملاك لها سحر خاص بها لكن داخله شعور غضب! نعم من هذا الشخص الذي تبكي إليه وماذا يقرب إليها
وماذا تفعل بهذا الوقت وهي وحيده بهذا الساعه قرب الفجر
كاد أن يجن من تصرفاته وتفكير فـ هو لا يفوت عـلي لقاء بها عدد دقائق لشعر هكذا
مازالت تبكي بحرقه ومازالت تتحدث معه وهو مازال شعور بالغضب يمتلكه
كم كأن يريد أن يذهب إليها حتى يواسيها ويجفف هذا السيره من الدموع والحزن بداخلها لكن من تكون هي لؤلؤتيها الشجية الحزينه خنجرا باسلا يُضرب بقلبي لا ادري ما هو السبب
كان يتأمل ملامحها التي لم يرى مثلها قط دون اخراج تلك الأفكار والمشاعر التي تداهمه لكن لم يستطع لقد اسرته وجعلت عقله مهووسا بها
لتقف فجاه تمسح دموعها المنهمرة وهو تلقي نظرة اخيره عـلي القبر بحزن عميق لتسمع صوت هاتفها لتأخذ من الحقيبه وتجيب الو خير
صاح ولدها بحده إنتي فين و اللي انا سمعته وعملتي فـ الجامعه ده إنتي ضربتي حمزه الانصاري ابني رجل الاعمال بالقلم فـ الجامعه
تن*دت أسيف وهي تتذكر هذا الشيجار منذ يومين عندما تطول حمزه مره أخري عـ مصطفى صديقها وعليها لتغضب منه وضربته بشده فـ الجامعه دون اهتمام أجابت متن*دا ايوه يا بابا حصل
تيجي حالا الفيلا انا مستنيكي انا شكلي دلعتك زياده عن اللزوم
نفخت بضيق شديد وهي تغلق الهاتف وترحل وكان هو يتابع غضابها أيضا باستمتاع تن*د بخبيه أمل وهو يراها ترحل لينهض بدون وعي بخطوات سريعه لكن ليقف لماذا يلحق بها وماذا سوف يتحدث معاها
ذهب دياب إلي العمده تفاجأ بـ شخص يجلس بجانب ولينظر إليه بتراقب أول ما وصله مع ابتسامه خبيثه لاحظها دياب وهو يجلس وبعد فترة هدوء ليفتح عينة فجأة وهي تشتعل ببريق ينظر إليه يعني انت رايد مني تعويض مجابل موت إبنك صوح
هز ابو محمد رأسه سريعا قائلاً مش بالضبط يا بيه انا راجل على قدي والتا**ي اللي راح هو اللي كان بيصرف عـ البيت انا و امه و مراته كمان ده يا حبه عيني كلهم مفلوقين من العياط
تحدث العمده بهدوء انا اول ما چالي وحكيله على اللي حصل وعلى ظروفه جلت اكلمك ونحلها مع بعض
ليقول ابو محمد بخبث انا كان ممكن ارفع قضيه واخذ تعويض فـ المحكمة بس قلت بلاش شوشره
تأكد دياب بخبرة سنواتة الطويلة أن هذا الرجل ما يريد سواء المال والطمع الذي واضح بعينه الماكره بينما أثارت حديثه ليشعل بركان غضب داخله قائلاً انت عتجول إيه يا راجل يا مجنونه أنت چاي تهددني وانت فاكر لو رحت محكمه عتعرف تاخذ مني قرش وأحد من غير رضايا واضح انك ما عندكش فكره مين اللي غلطان البيه ابنك هو اللي كان بيسوق بسرعه وخبط فيها وماتت يعني انا اللي رايد تعويض منك مش أنت شكلك مش عارف بتتعامل مع مين
ابتلع ريقه قائلاً بذعر هو انا حيلتي حاجه يا بيه ده أبني الوحيد ما ليش غيره ولا حتى لي عيال من مراته عشان مش بتخلف ده غير علينا ديون كثير واعمل ايه في مراته
اللي ما لهاش غيره
ليقول دياب بنبرة حذره عارف فـ خلال ثواني لو ما غورتش من جدامي عاعمل فيك ايه عخرجك من اهنيه عـ نقاله
تحدث العمده بحده خلاص دياب اعمل حسابي لي واني چاعد في وسطيكم عيب كده الراجل في بيتنا برده
دياب بعصبية مفرطة مش سامع حديد يا عمده ما انا كمان عندي بناتي ومش عارف مصرهم عيكون ايه بعد موت امهم
يصمت العمده قليلا خلاص لازم نتفج على صورة ترضي الاطراف وإني عندي الحل انا شايف اللي بتعملوا ديه مش هيودي ولا عياجي بـ حاجه خلاص اللي مات مش بيرچع ومش مهم مين اللي كان غلطان دلوج
ثم ليهتف بتردد ورهبة انت مش بتجول أن إبنك كأن متجوز
يعم الهدوء مرة أخرى فيقول ابو محمد بتوتر فقد ندم أشد الندم بأنه فكر أن يأتي إلي هنأ أيوه
ليقول العمده بجدية خلاص يبجى اتحلت دياب محتاج واحده تراعي عياله وانت زعلان عـ مرات إبنك يبجى خلاص دياب يتجوز مرات إبنك ويسترها ومن ناحيه ثانيه تربيله بناته
يـتـبـع