مجموعه قصصيه دورس لا تنسى

فف*جٌ قريب الجزء الاول دخلت زينات هى وابنتها أمينه إلى الشقة وخلفهم ماهر ،فهو يومهم الأول فى منزله، وقفت أمينه تنظر الى بيتهم الجديد وهى خائفه فهى ماتزال صغيره فى الصف الاول الاعدادى، نادى ماهر قائلا : رمزى تعالى انت وايمن . خرج شابان فى سن صغير من احد الغرف وقفا امام باب الغرفه اشار عليهم قائلا : سلمو يا ولاد على امكم الجديده . ظل الاثنان مكانهم خائفين فاقتربت منهم هى وقالت : اهلا يا حبيبى انا خالتكم زينات ودى بنتى امينه أعتبروها زى اختكم بالظبط . سلم عليها اكبرهم رمزى قائلا : اهلا بيكِ وبيها يا خالتى انا فى ثالثه ثانوى ،واخويا ايمن فى اولى ثانوى . اشار ايمن براسه دون كلام فهو حتى لم يبتسم منذ خرج من الغرفه نظر اليه والده وزجره قائلا : ماتسلم على خالتك عدل ياض يا ايمن بدل ماروقك . نظر اليه ممتعضا دون كلام ونظر اليهم وتصنع ابتسامه قائلا : اهلا بيكم فى بيتكم عن اذنكم اصل عندى مذاكره . غضب ماهر وكاد يهجم عليه يض*به لولا ان منتعته زينات قائله : بلاش تض*به احنا لسه بنتعرف على بعض وبعد كده هياخد علينا . نظر اليه بغضب قاىلا : غور ياض من قدامى يالا عكرت مزاجى غور كتك الهم . ظل واقفا للحظات ينظر اليه بضجر، فتضايق ماهر ونظر اليه بغضب شديد وزمجر، فجره رمزى من ذراعه وادخله الغرفه، خوفا من ان يض*به، اقترب ماهر من زينات وضع يده على كتفها قائلا : ماتيجى يالا اف*جك على اوضتنا ؟ ابتلعت ريقها وابتسمت قائله : طب مش هناكل الاول ؟ ضحك قائلا : هناكل طبعا بس تعالى اف*جك على الاوضه الاول ( نظر الى امينه واشار الى احد الغرف ) الاوضه دى اوضتك ادخلى حطى حاجاتك فيها . واخذ زينات ودخل الى الغرفه واغلق الباب،اخذت امينه نفس وزفرته بقلق ودخلت الى الغرفه،وضعت حقيبتها على السرير لتضع ملابسه فى الخزينه،دخل ايمن ونظر لها بغضب قائلا : الاوضه دى بتاعتى وبسببك اطردت منها . نظرت الى الاسفل فى خجل و**ره قائله : انا اسفه مكنتش اعرف،احنا ملناش بيت بابا مات من كام شهر،(امتلأت عينها بالدموع) ومن وقتها ومعرفناش ندفع ايجار الشقه، عشان ملوش معاش، كان شغال صنايعى على باب الله، وخلانى معندهمش مكان نعيش فيه وعشان كده ماما اتجوزت باباك،انا اسفه مره تانيه . تاثر من كلامها لكن غلب غضبه عليه قائلا : انت هتحكيلى قصة حياتك خلاص غورى بيها . وتركها وخرج تساقطت الدموع من عينها كيف ستعيش معهم فى هذا البيت وهو يعاملها هكذا،رتبت اشيأها وجلست بغرفتها، وفى صباح اليوم التالى استيقطت على صوت ماهر وهو يصرخ بايمن ويض*به بكل قسوه،حاولت ان تقترب لتساعده، لكن والدتها منعهتا خوفا عليها، من ان يض*بها هى الاخرى، قائله برعب : متدخليش انا حاولت احوشه كان هيض*بنى انا كمان، تعالى معايا ساعدينى نجهز الفطار بدل ما يسبه ويدور علينا . حزنت جدا لاجل ايمن لكنها لم تستطع فعل شئ، دخلت مع والدتها لتعد الطعام،وبعد ان انتهى من ض*به قال محذرا : محدش ياكل الحيوان ده ولو عرفت ان حد اداله لقمه ه**ر عضمه انا خارج وهرجع باليل . وخرج وض*ب الباب بقوه، اقتربت زينات وامينه منه وبدات تطيب خاطره وتمسح الدم من على وجهه وتضمض جروحه وهى تقول : معلش يا بنى هتعمل ايه بس ربنا يهديه . نظر ايمن اليها متعجبا لمساعدتها له، وبعد انتهت تركهم ودخل غرفته هو واخوه دون اى كلام، وضعت زينات الطعام على الطاوله ونادت عليهم ليأتيا، اتى رمزى وجلس فقالت : امال اخوك مجاش ليه ؟ رمزى وهو مطأطأ الرأس : مش هيخرج من الاوضه بابا لوعرف هيض*بنا كلنا . سكتت فكلامها اخفها هى الاخرى لكنه طفل مهما ان كان، فكيف لها ان تتركه دون طعام، فاعدت بعض الشطائر واعطتهم ل رمزى قائله : خد دخله دول قوله ياكلهم بسرعه ومحدش منكم يقول قدامه . تعجب رمزى من تصرفها، فكر قليلا وخاف ان يكن فخ، فقال : لاء بلاش بابا هيفهم ويعمل مشكله شكرا لاهتمامك . ولم يكمل طعامه فهو لا يصدقها، فهى اتت على اثاث والدته وظن انها تحاول ايقاعه هو واخيه، لكنها لم تغضب منه وتفهمت الامر، وذهبت الى الغرفه واعطت ايمن الطعام قائله :خد يا بنى كل ولما يجى ابوك قولو انك مكلتش ومتزعلش منه وادعليه ربنا يهديه . نظر لها بغضب ولكنه اخذ الطعام، خرجت من الغرفه، نظر رمزى اليه قائلا : كلهم متخفش عملتهم قدامى . ايمن متعجبا: ست غريبه مش فاهمها . رمزى : ولا انا لما هى ست طيبه قبلت ليه تدخل على فرش واحده تانيه ؟ تذكر رمزى كلمات امينه ودموعه تن*د قائلا : كله هيبان الايام مفيش اقرب منها . فى المساء اتى والده وكان مخمورا دخل الى غرفته واغلق عليه ولم يقترب من غرفة اولاده، وفى اليوم التالى استيقظ متاخرا ولم يسأل عليهم، ومر اسبوع وهو على نفس الحال، حتى عاد من العمل غاضب جدا وثائر نادى على زينات : زيناااااات تعالى هنا . اتت مسرعه وهى ترتعد من الخوف قائله : فى حاجه يا خويا ؟ نظر لها غاضبا : فين الكلب اللى اسمه ايمن مش شايفه ليه ؟ ابتلعت ريقها وقالت بزعر : مارمى فى اوضته مبخليهوس يخرج ولا ادلته لقمه حتى اه انت قولت وانا نفذت امال ايه هو حد يقدر ي**رلك كلمه . ريت على كتفها وابتسم : برافو عليكى اهو كده انا كنت بختبرك ونجحتى فى الاختبار امهم كانت مش بتسمع كلامى وتأكلهم بردو . ضحكت ببلاه قائله : معلش ولادها وبيصعبو عليها بردو . زمجر وشك انها تخدعه ففتح باب غرفة الاولاد، فوجد ايمن يجلس مزويا فى احد الزويا على الارض وينظر له من**را، ورمزى يقف قرب السرير وعينيه تملتلاء بالرعب، هز ماهر رأسه قائلا : برافو عليكى اهو كده لازم يتعلم الادب . وتحرك اخذها تحت ذراعه ودخل الى غرفته، تنفس رمزى اخيرا واقترب من اخيه قائلا : الحمد لله عدت على خير . ايمن متعجب : مش قادر افهم هى ممكن تكون طيبه فعلا ؟ اغلق رمزى الباب واشار اليه : وطى صوتك بنتها واقفه بره تسمعك وبعدين انا ابتديت احس انها طيبه فعلا، من يوم ما جت وهى بتتعامل معنا حلو ورغم تحذير بابا لها اكلتك ومرضيتش تسيبك وهدت بابا مخلتهوش يتعصب علينا . ايمن بتفكير : منا عشان كده قعدت هنا عشان ميشكش فى حاجه بس خايف بردو دى بتكدب كده عادى وكانها متعوده على الكدب من زمان . اخذ رمزى نفس وزفره : مش عارف انت هتقلقنى ليه انا كنت بدأت اطمن لها . ايمن : اكيد هنعرف حقيقتها متقلقش . فهم من شدة خوفهم لم يسعهم ان يصدقو انها قد تكون مثلهم مجنى عليها، مر شهر وهم على نفس الحال، عاد ماهر من العمل وهو غاضب جدا اغلق الباب بقوة وكانه ينتقم منه، اتت زينات مسرعه على صوته واقتربت منه قائله بزعر : فى حاجه يا سى ماهر حصل حاجه ؟ نظر اليها بغضب : فين الكلب اللى اسمه ايمن ندهت عليه مردش ليه ؟ ابتلعت ريقها قائله : اص اص اصله مش هنا نزل مع اخوه يدور على شغل يروح فيه بعد المدرسه . نظر لها محذرا : اشمعنا دلوقتى يعنى منا من زمان اقوله وهو زى الحزمه مش راضى . براتباك : اصل انا خليته ينزل عشان اروق الجو ليك لما ترجع من شغلك . هدئ بعض الشى ونظر لها بشهوه : ناصحه بس قوليله يعمل حسابه يجيب الفلوس اول باول انا مكنتش بربيه السنين دى كلها عشان اللى يشتغل بيه ياخده . زينات : وهى دى تفوتنى اكيد طبعا اول ما عرف انه مسك شغل هجبلك منه الفلوس متقلقش نفسك انت يا خويا . وضع يده على ظهرها وابتسم : طب يالا تعالى معايا بقا نكمل كلام جوى . وجرها معه ودخل الى الغرفه واغلق عليه، خرج ايمن يتسسل وخرج من الشقه مسرعا، وفى اليوم التالى بعد ان قص على اخيه ماحدث تعجب قائلا : طب افرض انه فتح الباب عليك ؟ ايمن : كان هي**ر عضمى وعضمها اللى مستغربله هى عملت كده ليه مخفتش على نفسها . رمزى : فعلا موضوع محير بقولك مش هو ماشى من بدرى تعالى نخرج نتكلم معها . خرجا الاثنان ووقفا يتحدثا اليها ايمن : ممكن اسألك انت ليه قولتيله انى روحت ادور على شغل ؟ زينات : انا قولت اى حاجه جت فى دماغى عشان كان باين عليه الشر وخفت يض*بك . رمزى : بس لو كان دخل الاوضه وشافه كان هيض*بك انت كمان . زينات : ماهو لو كان هيفتح كان فتح من الاول، وبعدين سيبك من الحوار ده المهم دلوقتى تشتغل فعلا عشان تبعد عن وشه ويقعدش كل شويه يلطش فيك . ايمن : ماشى انا كمان زهقت من الق*ف ده وهشتغل اهو على الاقل اخرج من تحت ايده . زينات : وابقى هات جزء من الفلوس ادهاله عشان ميسألش عنك واسمع اوعى تخليه يعرف انت بتشتغل فين . رمزى متعجبا : ليه ؟ زينات : عشان ميرحش ويعرف هو بيقبض كام وياخدهم كلهم . نظر كل منهم للاخر متعجبا ودخلا الى الغرفه، ساورهم القلق ولكنهم تركا الامر للوقت، وبعد عدات ايام وجد ايمن عمل واتفق مع رمزى ان يقدم لها النقود ليرى ماذا ستفعل بها، دخل وقدم الى النقود قائلا : اتفضلى ده اليوميه بتاعت النهارده وكل يوم هاجى اديلك الفلوس . امسكتهم زينات وعدتهم واخرجت من جزء قدمته له قائله : خد دول خليهم معاك وانا هقوله انك مقبضتش الا دول ولو استقلهم هقوله انك ملقتش حاجه تانيه . ظل ايمن صامتاً ينظر لها متعجبا للحظات واخذ النقود، وابتسم ودخل الى غرفته جلس مع رمزى الذى كان يتابع ما يحدث من الداخل، فابتسم قائلا : يظهر انها طيبه فعلا واحنا ظلمنها . ايمن : عندك حق . رمزى : انا ليه ديما ملاحظ ان بنتها قاعده فى اوضتها على طول . نظر ايمن الى الاسفل بخجل قائلا : اصل انا كلمتها وحش اول يوم جت فيه . رمزى : اسمع ابسط شئ نقدمه لها اننا نعامل بنتها حلو ونعتبرها زى اختنا . ايمن : وانا معاك فى ده شويه وهى هتنده لنا عشان الغدى نكلمها وقتها . وبعد بعض الوقت نادتهم زينات لتناول الطعام خرجا وجدا امينه تجلس على الطاوله، فجلسا الاثنان بحوارها ونظر لها ايمن قائلا : انا اسف عارف انى عملتك وحش اول مره جيتى فيها ممكن تسامحينى . ابتسمت امينه : انا نسيت الموضوع ده اصلا من زمان . رمزى : امال ليه ديما قاعده فى اوضتك ؟ زينات : انا اللى قايل لها عشان متحتكش بابوك ويض*بها . تن*د ايمن قائلا : معاك حق كده احسن . رمزى : اعتبرينا اخوتك ولو عايزه اى حاجه قولى متت**فيش منا . هزت رأسها بالموافقه دون كلام، ومر ستة اشهر واصبحت العلاقه بينهم جيده، وزينات دوما تبعد ماهر عنهم، حتى علمت زينات انها حامل ولم تعرف ماذا سيكون رد فعله، عاد من العمل كالعاده جلسا تناولا الطعام وبعدها دخلا معا غرفتهم، نظرت اليه قائله : بقولك يا اخويا انا كنت عايزه اقولك حاجه . قلق ماهر : قولى وخلصى مبحبش اللف والدوران . تنحنحت وقالت : اصل ااااه انا انا ... ماهر بحده : اخلصى قولى انت ايه ؟ ابتلعت ريقها وقالت برعب:. انا حامل . اتسعت عيناه من الغضب ونظر لها محذرا وقال بنبرة تهديد : الحمل ده ينزل حالا والا هنزله انا بمعرفتى . انتفضت قائله : اكيد طبعا بس انا قولت اسالك بردو بكره هروح للدكتوره اخليها تنزله متقلقش . ماهر : اه مش ناقص ق*ف وعيال انا مش كفايا عليا البلوتين اللى جوا غير بلوتك اللى جبتيها معاكى عكرتى مزاجى كتك الق*ف انا ماشى . وخرج بعد ض*ب الباب بقوه اسرعت اليها امينه قائله : هو ايه اللى حصل وهو رزع الباب كده ليه ؟ نظرت اليه بحسره عليها وتن*دت وقالت : مفيش اصلى طلبت منه فلوس زياده متشغليش بالك انت روحى اوضتك كلمى مذكرتك . لم تذهب امينه وظلت معها بعض الوقت،واتى ايمن ورمزى هما الاخران للاطمانان عليها لكنها لم تخبر احد منهم، وفى اليوم التالى ذهبت الى احد الطبيبات وطلبت منها انازل هذا الطفل، فقالت برفض : حرام عليكى اتقى الله انا مقدرش اعمل الجريمه دى . بدأت زينات فى البكاء قائله : انا مفيش بأيدى حاجه لو منزلتهوش انت هينزلو هو بس بالض*ب حرام عليك متضيعنيش انا مش هستحمل وبنتى ملهاش غيرى هتروح فين من بعدى . تألمت الطبيبه لحاله ولكنها لم تصدقها كليا وخافت ان تكن تخدعها فقالت : طب روحى دلوقتى وتعالى بعد اسبوع وانا هنزله . زينات ببكاء : ارجوكى متضحكيش عليا . الطبيه : لاء متخافيش روحى وتعالى بعد اسبوع . خرجت زينات ونادت الطبيبه على مساعدتها وقالت : اسمعى ابعتى عم عبدو وراى الست دى يعرف ان كان جوزها فعلا راجل صعب ولا لاء . المساعده : حاضر يا ست الدكتوره . خرجت المساعده وطلبت منه وبالفعل تبعها حتى منزلها وسأل عن زوجها وعلم بكل فظاعته، امازينات عادت الى المنزل وهى حزينه لا تعرف ماذا تفعل، ظلت بغرفتها لبعض الوقت حتى اتى ماهر وجدها جالسه هكذا فسألها : نزلتى الجنين ولا لاء ؟ ترددت قائله : الدكتوره قالت بعد اسبوع عشان .... قاطعها وهو يغلق الباب وينظر لها بأعين تمتلاء بالشر : بلا بعد اسبوع بلا كلام فاضى انا هنزله بأيدى عشان تحرمى تعملى كده تانى . صرخت وحاولت الهرب منه لكن دون فائده امسك بها وض*ب بطنها وظهرها بكل ما أوتي من قوه ولم يتركها حتى نزفت الدماء، كانت امينه تقف على الباب وهى تصرخ وتقرع الباب لعله يتركها، خرج وتركها وهو يقول : اهو كده تتعلمى ان ده ميحصلش تانى . نظرت امينه على زينات التى كانت على الارض فاقده الوعى وغارقه فى دمائها، صرخت من منظرها واسرعت اليها حاولت افاقتها لكن دون فائده لم تعرف ماذا تفعل . تحياتى / هدى مرسي ابوعوف