الفصل الاول
في منزل مسلم الشيخ والد رضوى "
" في غرفه بسيطه معلقه بها جميع الصور التي تحتوي علي الآيات القرآنية ومكتبه صغيره بها الكثير من الكتب عن الدين والاخره وبعض المصاحف نجد بطلتنا نائمه بعمق وأصوات اذان الفجر تصدع في الغرفه لتستيقظ مفزوعه علي صوت والدها الذي يتحدث بطريقه فظه عن عدم استيقاظها حتي الآن لتؤدي فرضها. وقفت تستمع إليهم خلف الباب
مسلم بعنف : وايه اللي منيمها لحد دلوقتي هااا مش فيه اذان لازم تقوم تردد وراه ولا حتي تتوضي وتجهز للصلاه
عفاف بتوتر : معلش يا حاج البت تعبانه وعندها كليه الصبح بدري وطول الليل بتذاكر وقالت تريح شويه
مسلم بنرفزه: ما تروحش الكليه طالما هتاخرها عن الصلاة والعبادة
عفاف وهي تحايله: والنبي يا حاج ما تزعل نفسك بس وانا هقوم اصحيها
مسلم بصدمه : انتي بتحلفي بالنبي يا وليه يا خرفانه انتي ناس قلالات الدين صحيح الحلفان بغير الله شرك استغفري ربك وصومي لك يومين كفاره
عفاف بضيق : معلش يا حاج زله ل**ن استغفر الله العظيم
مسلم : لما اروح اشوف الكافره دي مش صحيت لحد دلوقتي ليه
عفاف بحزن : استغفر الله العظيم قال يعني اللي بتقوله ولا اللي بتعمله ده صح
مسلم بصوت عالي: انتي يا بت قومي فزي قافله الباب.. عليكي ليه بتعملي ايه جوا !؟
رضوي بفزع: يالهوي ده لو عرف اني لسه ملبستش الاسدال والنقاب هيموتني
مسلم بغضب : انتي يا خلفه الندامه قومي يا ناقصه عقل ودين
رضوي بصوت خائف ومرتجف: نعم يا بابا احم يا والدي
مسلم: افتحي الزفت ده وريني بتعملي ايه
ركضت في الغرفه وهي تجمع ملابسها وترتديها علي عجاله من أمرها ... ومن ثم ارتدت نقابها وذهبت لتفتح الباب وتستعد للانفجار .
وحينما فتحت الباب امسك بها والدها بعنف: انتي ايه اللي اخرك كده ها !!! رددتي ورا الاذان! اتوضيتي ؟
رضوي بخوف : ايوه يا بابا انا اصلا كنت بتوضي علشان كده مفتحتش
مسلم بتهكم: طب اخلصي يلا علشان نصلي جماعه
رضوي بتوتر : طب بس ثواني اعمل حاجه
مسلم: لا بعد ما تخلصي صلاه ابقي اعملي الحاجة دي يلا
" سحبها وراءه وأخذها الي المكان المخصص للصلاه وهي تكاد تبكي كيف ستؤدي فرضها ما لم تتوضئ يا الهي أتمني أن تسامحني ."
مسلم : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
" شرعو في أداء الصلاة جماعة ومن بعد ما انتهو قرءو وردهم من القرآن وبالاخير شعرت رضوي بالنعاس فذهبت لتنام حتي تستيقظ باكراً لكليتها ولكن اوقفها صوت والدها
مسلم باستفسار ساخر : حضرتك رايحه فين !؟
رضوي بخفوت : رايحه انام شويه يا والدي
مسلم بسخرية: تنامي اه ! طب والتسبيح والاستغفار اللي لعند الساعه تسعه هيعمل ايه ! ولا مش عايزه تاخدي ثواب العمره
رضوي بحزن : افرض قولت مش عايزه اخد الثواب !
مسلم وهو ينهرها بشده : اه طبعا وانتي عايزه ايه من الثواب يا كافره يا عديمه الدين والضمير
رضوي بضيق : بابا حرام تقول عليا كافره ده كله وكافره!!!
مسلم بغضب : انتي تتكلمي معايا ووشك في الأرض وصوتك واطي واتفضلي هاتي السبحه مافيش نوم وهتفضلي تسبحي لوقت الكليه ياما مفيش روحه هناك
رضوي بخنوع: حاضر
" ذهبت وهي تدعو الله سرا أن يريحها من كل هذا العناء وبالفعل ظلت طوال الأربع ساعات المتبقين علي ذهابها تسبح الله وتستغفره ولكن بداخل قلبها متضايقه لا تعلم لماحتي أنها حزينه أنها متضايقه من عباده الله "
رضوي بهدوء: بعد اذنك يا والدي هروح الكليه !
مسلم وهو يتحدث علي مضض : روحي واياكي تمشي تتمايلي عايزك عسكري واياكي تختلطي بولد او بنت تروحي وتيجي محاضراتك آخرها الساعه ثلاثه تمام ومسافه المواصلات ساعه يعني اربعه ...اربعه ودقيقة مش هتعتبيها تاني ماشي !؟
رضوي بغضب داخلي ولكن تحدثت بهدوء : حاضر ...ياربي كل يوم نفس الموال لما حفظت
مسلم بغضب : مش بتقولي السلام عليكم ليه ولا خارجه من بيت دعاره !
رضوي بصدمه: دعااااره!! ...احم السلام عليكم
مسلم : وعليكم السلام.
" خرجت من منزلها متوجه نحو الكليه الخاصة بها فهي تدرس في كليه الدراسات الاسلاميه ...رغم أنها لم تكن أبدا من أحلامها .
*******************************************
في منزل كريم السعدني
" كان يجلس بطلنا علي اللاب توب الخاص به يقوم بتعديل الصور الخاصه به حتي يسلمها لصاحبها في الوقت المحدد ...ليقاطع تركيزه والدته وهي تحتضنه من الخلف "
حنان بابتسامه: صباح الخير يا كراميلا .
كريم بهدوء: صباح النور يا حنونه تعالي ايه اللي مصحيكي دلوقتي !
حنان : كنت بصلي الفجر قضي ...اصل ابوك راحت عليه نومه ومش صحاني
كريم : بابا تعبان اؤي من الشغل ... سيبيه يريح شويه وانا خلصت اهو ورايح اسلم الصور لصاحبها
حنان باستياء: بدري كده يابني ده لسه الساعه تمانيه
كريم وهو يقبل جبينها : معلش يا ماما علشان الراجل مسافر وهو بردو مش قصر معايا في الفلوس
حنان بود : روح يابني ربنا يد*ك علي قد تعبك
" قبل يدها وذهب الي وجهته أو لنقل نقطه تلاقي العشاق
*******************************************
في المحطه
كانت تجلس هي بانتظار القطار "
رضوي بتوتر: يارب ما اتاخر علي المحاضرات ...
سيده ما بالمحطه: هي الساعه كام يا بنتي !؟
رضوي : مش عارفه والله يا حاجه
السيده : ازاي انتي رايحه الكليه
مش معاكي تليفون !؟ ولا انتي مش في الكليه
رضوي بإحراج: في الكليه بس مش معايا تليفون
السيده : ليه اومال بيتطمنو عليكي ازاي !
رضوي : احم عادي انا مش بحب اشيله
السيده: اه طيب القطر وصل يلا علشان تحجزي مكان لانه هيتزحم
رضوي : ماشي اتفضلي اطلعي انتي
" صعدت السيده الي القطار ومن خلفها رضوي التي علي الفور ذهبت الي مكان خالي ووقفت فيه حتي لا يحتك بها أحدا نظرا لاذدحام القطار ... ولكن دائما ما يحدث الع** فقد رآها رجل مسن واعجبه طريقه احتشامها فظن أنها تخفي الكثير تحت هذه الملابس الواسعة وامتدت يداه وهو جالس على الكرسي الي ظهرها وظل يحركه بشهوه وأما هي فتيبست مكانها ولم تقدر على الحديث فهي لاؤل مره تتعرض لمثل هذا الموقف طوال الثلاث سنوات وهي لاؤل مره تتجرء وتذهب بقطار فلو علم والدها لقتلها في الحال ولكنها لم تجد مواصلات اخري . ظلت دموعها تتسابق من عينيها لتغرق نقابها وفجأة شعر بيده تبتعد ولكن بعنف لتنظر الي الشخص الجالس أمام المسن "
كريم بصوت منخفض: ايدك دي هتتقطع دلوقتي
الرجل بخوف: انا عملت حاجه !
كريم بتحذير: انا قولتلك ايدك هتتقطع تحب تروح بيها ولا من غيرها .
الرجل : احم انت بتقول ايه يابني
كريم بتوعد : شكلك بقي عايز تروح من غيرها اصبر لما انزلك بقي .
" نظر الرجل حوله عده مرات ومن ثم نهض مسرعا وهو يذهب لمكان آخر .
كريم بهدوء: اتفضلي يا طنط اقعدي محصلش حاجه خلاص مشي
رضوي بضيق : طنط ايه حضرتك!! شايفني عندي أربعين سنة !
كريم باستغراب: هو ده صوتك !!! ازاي
رضوي بخجل : علشان انا صغيره مش كبيره
كريم بضحك : معلش اعذريني بس يعني لبسك كبير اؤي علي سنك
رضوي بحزن : احم شكرا لحضرتك على اللي عملته معايا
كريم باستياء من نفسه أنه جعلها تشعر بالحزن فتحدث بنبره محرجه بعض الشئ : العفو
" ظلت تنظر من نافذه القطار بعينيها شديده السواد والتي شبهتها بحياتها وتتذكر أنها لم تري اي شي في العالم سوي منزلها وكليتها التي لا تستطيع حتي أن تتمشي في ممراتها لتتن*د بحزن وتتابعها أعين كريم الشغوفه . ومن ثم أخرج الكاميرا واصطنع أنه يعبث بها والتقط صوره وهي سارحه وابتسم ووضع كاميرته مكانها "
كريم بحرج : هو انتي كويسه !؟
رضوي : لو سمحت يا استاذ انا مش بحب الكلام مع حد
كريم : تمام انا اسف
"وقف القطار اخيرا بعد مرور الوقت المحدد له وذهبت هي مسرعه الي الخارج ولكن للاذدحام الشديد لم تستطع النزول حتي نفذ الوقت الذي يقف فيه القطار وكاد كريم يرحل ولكن نظر فوجدها مازالت في القطار وخائفة أن تنزل وهو يتحرك ليذهب مسرعا وراء القطار "
كريم بلهفه : هاتي ايدك بسرعه !
رضوي ببكاء : لا حرام مش ينفع
كريم بغضب : انتي غ*يه القطر مش هيقف غير بعيد عن المكان ده بكتير
ظل يركض حينما علم أنها لن تتجرء وتمسك يده حتي وصل إليها وحملها من القطار ووقع بها علي الرصيف ولكنه احكم امساكها حتي دق قلبيهما معا ونظرت في عينيه البنيتين وهو اشبع نظره من سواد عينيها وانتفضت هي من فوقه ....
رضوي بصوت باكي : علفكره مطلبتش منك مساعده
كريم بدهشه : انتي بجد غ*يه كنتي عيزاني اقف اتف*ج عليكي وبعدين شكلك اؤل مره تركبي قطر بس أنا غلطان فعلا كنت اسيبك تغوري في داهيه تاخدك
" لم تجد ما ترد به عليه لأن شخصيتها تربت علي ال**ت فقط حتي وهي تسمع الاساءه وايضا خشيت أن يراها والدها واقفه معه فرحلت وهي تركض وهو ينظر إليها باستغراب شديد "
******************************************
في كليه الدراسات الاسلاميه وصلت رضوي أخيرا في ميعادها المحدد ودلفت الي المحاضره ......
رضوي بهمس : يارب بابا مايعرفش اني وقفت مع حد
ليلي : صباح الخير ممكن اقعد جنبك !؟
رضوي بخجل : براحتك ...
ليلي بتافف: انا زهقانه اؤي تعرفي أن البيست بتاعتي غابت عن المحاضره
رضوي باستغراب: يعني ايه بيست دي ! عصير
ليلي بضيق : انتي بتتريقي عليا ولا ايه
رضوي بنفي : لا لا والله انا متريقتش ولا حاجه انا بس بقولك اني معرفش يعني ايه
ليلي : انتي معندكيش بيست يعني صاحبه مفضله ليكي
رضوي : معنديش صحاب اصلا ... ومش عايزه
ليلي وهي تنظر إليها بنرفزه: وانا مش عايزه اصاحبك اصلا خنيقه وبعدين ايه الهدوم دي انتي رايحه تحجي جاتك الق*ف سلام
" رحلت من امامها فسقطت عبره من عينين هذه الفتاه التي ذنبها أنه لم تعرف معني الحياه ....
المعيد : الاستاذه اللي لابسه اسود وبتعيط اقفي
رضوي وهي تشير إلي نفسها : انا يا دكتور !؟
المعيد بغضب : ايوه اقفي ... انا كنت بقول ايه
رضوي بتوتر: حححضرتك كنت بتقول احم كنت بتقول
المعيد : ما انتي لو مركزه معايا كنتي هتجاوبي اتفضلي اطلعي بره الكليه مش مكان للعياط
" خرجت مسرعه وهي مغمضه العين حتي لا تري من ينظرون اليها والجميع يضحك على ملابسها ولكن ما الجديد فمنذ أن كانت طفله في السابعه والجميع يسخر منها .... فتحت عينيها وخرجت من الباب وهي تمسح دموعها فاصتدمت بشخص ووقع الهاتف منه فان**ر ...
كريم بغضب شديد وهو يمسك بهاتفه الغالي ويتفقده : الله يخربيتك انتي غ*يه انتي مش عارفه ده بكام ولا عملت ايه علشان اشتريه هتدفعي تمنه ها
رضوي ببكاء : انا اسفه ...
كريم وهو ينظر إليها : هعمل ايه بأسف.... انتي !!! طبعا كان لازم اخمن انك مش وش حظ واللي يقابلك لازم تحصله مصيبه اتفضلي معايا بقي علشان تدفعي تمنه
رضوي بخوف : ادفع تمنه انا انا مكنش قصدي ارجوك متعملش حاجه متقولش لبابا انا مستعد اعملك ايه حاجه
كريم بلطف بعد أن رأي هلعها: اهدي يا ستي هقول لباباكي ايه هو انا اعرفك اصلا ... هو الحمد لله الشاشة بس وتمنها الف جنيه مقدور عليها انا فكرته بس باظ لأن الايفون لو حصله حاجه يبقي ملوش لازمه
رضوي بدموع : والله العظيم ما اخدت بالي والألف جنيه هما معايا بس نصهم مصاريف الكليه والباقي للكتب وبابا مستحيل يديني الف جنيه
كريم : ومين قالك اني هدفعك تمنه خلاص قولتلك حصل خير ...وبعدين هو انا كل ما اشوفك الاقيكي بتعيطي ده حتي غلط علي النقاب بتاعك
رضوي وهي ترحل من امامه بسرعه : يعني امشي بقي سلام عليكم واسفه مره تانيه
كريم: لااااااا ده البت دي يا اما مجنونه يا اما مجنونه
جمال : مين قصدك الشيخ رضوان !؟
كريم بابتسامه: جمال .. كنت بدور عليك علشان الصور
جمال بضيق : كنت في محاضرة شريف الزفت
كريم بضحك : طب بس بقي علشان لو سمعك هيسقطك
جمال : طبعا يا عم مين قدك اتخرجت من تمريض ..وبتشتغل وكمان بتصور ومعاك ايفون
كريم : قل اعوذ برب الفلق وانا اقول الايفون ان**ر ليه ...المهم مين الشيخ رضوان ده
جمال بسخرية: البت اللي انت بتكلمها كلهم مطلعين عليها الشيخ رضوان من واحنا في سنه اؤلي معرفش ليه
كريم بسرحان: البنت دي ليها حكايه لوحدها... بس عندي الفضول اني اعرفها .
جمال : طب ايه هتروح معانا بعد اسبوع ولا مقررتش لسه ...
كريم : مش عارف عندي شغل ولا لا وبعدين لو طلبت اجازه تاني الدكتور هيقولي خليك في بيتك علطول
جمال بحنق: ياعم ده الدكتور بيحبك اكتر من ابنه بس كلمه انت بس الموضوع ده مش هيكون حلو غير بيك يا صاحبي واحنا بقالنا سنين بنخطط وانت من وقت ما اتخرجت مش عبرتنا حتي ..
كريم : والله يا جمال انا مبقاش عندي وقت لنفسي حتي بس اقولك انا رايح معاك
جمال بصخب: ايوه يا صااااااحبي