في منزل مسلم الشيخ
" دلف مسلم الي منزله بعد أن انتهي من عمله فهو يعمل مدرسا للمواد الشرعية في المعهد... وايضا جعلته البلده اماما للمسجد نظرا لعده عوامل اهلته لهذا وبعد أن دلف الي الداخل وبدل ملابسه
مسلم بتساؤل : هي فين البت يا عفاف جت من الكليه ولا لسه !؟
عفاف بهدوء: جت في ميعادها بالظبط وبتذاكر دلوقتي
مسلم : صلت الضهر ولا لسه !!
عفاف : اه اؤل ما جت صلت ... اجهزلك الغداء؟
مسلم بتعب : ماشي ..وانا هتوضي واصلي الضهر اومال مؤمن متصلش ليه النهارده يطمنا عليه !
عفاف : علشان مش فاضي .. الشغل ضاغط عليه
مسلم : ايوه يضغط عليه الشغل علشان يعمل منه راجل ...يمكن ده الوحيد اللي مريحني علشان راجل ومش مطلوب مني احط عيني في وسط راسي منه
عفاف بحزن من طريقة تفكيره: ومالها يعني البنت يا حاج ماهي ماشاء الله ماشيه صح اهيه
مسلم بضيق: ماشيه صح اه دي ناقصه عقل ودين... بقولك ايه انا روحي في مناخيري روحي جهزي الغداء
عفاف بيأس : حاضر ....
... قطع كلامهم صوت طرقات الباب لتذهب عفاف وتفتح الباب لتجدها جارتهم والتي تعتبر الوحيدة التي تحب ابنتها وتود الإقتراب منها لتاذن لها عفاف بالدخول وتشير الي الغرفه المتواجدة بها رضوي ....
مسلم : وبعدين يعني انا مش قولت بلاش موضوع الصحوبيه ده
عفاف بتوتر : احم معلش يا حاج ماهو مش ينفع امشيها من البيت متنساش اداب الضيافه
مسلم بحنق: ماشي ... لما تمشي بقي ليا كلام مع بنتك
" وأما بداخل غرفه رضوى كانت ممسكه باجندتها وتدون فيها قصه عنوانها ذكرني بالحياة ? وتسرد ما تشعر به من ضيق وحزن وتكتب امانيها التي ظنت أنها لن تنالها ابدا لتطرق صديقتها الباب وتدخل إليها بهدوء ....
حسناء بابتسامه عريضه: ازيك يا مزه الشيخ مسلم
رضوي بخوف : وطي صوتك يا حسناء علشان مش يسمعك ....
حسناء وهي تعض علي شفتيها بحرج: اه صح نسيت أنه بيكره طريقه كلامي وبيكرهني انا شخصياً بس اعمل ايه مااقدرش مش أشوفك
رضوي بابتسامه: ربنا يحفظك ليا يا حسناء انتي الوحيده اللي طلعت بيها من الدنيا دي
حسناء: طب يلا بقي جهزي نفسك علشان نطلع رحله تبع طلبه الكليه بتاعتي لمده شهر كامل بقالنا اكتر من ست شهور بنخطط لها واخيرا المشرف وافق عليها وعلي مدتها الطويله ....
رضوي بفزع: رحله !!!! شهر !!! وعيزاني انا اطلع بتهزري اكيد يا حسناء
حسناء وهي تضيق جبينها: لا مش بهزر يا رضوي فين الهزار في كلامي
رضوي بحزن : للاسف يا حسناء انا ماقدرش اطلع السوبر ماركت اللي في اخر شارعنا ولا حتي اروح شارعنا ودلوقتي بتقولي لي رحله وشهر ... مين هيوافق علي الكلام ده
حسناء: الشيخ مسلم هيوافق وهتشوفي ... انا عندي خطه
رضوي : خطه ايه !!! وبعدين انا ما اقدرش اقوله
حسناء بمكر : بس انتي متعرفيش بقي الخطه ... هنقول أننا أخدنا المركز الاول في مسابقه تحفيظ القران وباعتبار أن انا وانتي حافظين القرءان فا الموضوع هيتصدق ...والكليه عملت لنا مكافئة رحله شهر وهيكون فيها اعظم الشيوخ ويدونا كل يوم محاضرات
رضوي بتفكير: اممممم بس مهما كانت المكافئه مش هتبقي لمده شهر كامل
حسناء: ملكيش دعوه انتي ...والدك مش شيفاه مثقف اؤي علشان يعرف . ده اتخرج من الكليه من اربعين سنه والوضع اتغير
رضوي بعدم ارتياح: مش عارفه قلقانه ...
حسناء: متقلقيش بس انتي ... هو لو مش موافق اكيد يعني مش هتنض*بي
رضوي : خلاص هقوله بس فين شهاده الحفظ دي ولازم تتختم من الكليه
حسناء بثقه: سيبيها عليا يا معلم ...وانا هظبطك الواد جمال صاحبي هيعمل كل حاجه
رضوي بصدمه : صاحبك يالهوي يا حسناء انتي مصاحبه ولاد !!!!!!!
حسناء بسرحان: اه مصاحبه للاسف بس هو جمال وكريم بس وبيعتبروني زي اختهم ...
رضوي بهدوء : ايوه بس حرام نصاحب ولاد ربنا قال في القرءان الكريم بسم الله الرحمن الرحيم " محصنات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}
حسناء : صدق الله العظيم بس الايه دي شوفت تفسيرها أنه المقصود بها الاخلاء اللي بيصاحبو بعض ويفعلو الزنا والفواحش....
رضوي : الله اعلم بس احنا بنتقي شر الشبهات ...
حسناء: طيب دلوقتي سيبك من الكلام ده وقولي لي هتيجي ولا ايه
رضوي : هقول لي بابا ...
حسناء : ماشي وعرفيني ... باي
" رحلت هي تاركا رضوي في حيره مما ستفعله وهل هو الصواب أما لا ... لترتدي النقاب علي مضض وتذهب إلى والدتها لتساعدها في إعداد الغداء ولكن وجدتها قد انتهت لتجلس علي كرسي السفره وتفكر ....
عفاف بهمس : مالك يا رضوي
رضوي باختناق : يا ماما هو النقاب حتي في البيت انا بموت من قله النفس والخنقه وانا اصلا مش عايزه البس نقاب ومن اؤل ما دخلت الكليه وانا لبساه غصبن عني
عفاف بشفقه: هتعملي ايه يا بنتي مش بايدينا حاجه لما ربنا يكرمك وتتجوزي اقلعيه أو مش تلبسيه غير وهو هنا بس ....
رضوي : انا ياريت ربنا ياخدني علشان ارتاح من الحياة علي بعضها
عفاف : بعد الشر يا حبيبتي ... والله بكره ربنا يعوضك بس اصبري
مسلم وهو يتقدم منهم ويجلس هو الآخر ويتحدث بصوت مسموع : بسم الله الرحمن الرحيم....
" شرعو في تناول الطعام بينما تحدثت رضوي بقلق : والدي لو سمحت ممكن اقول حاجه
مسلم بجمود: من آداب الطعام انك متتكلميش عليه هفضل اعيد واذيد دي لو جاموسه كانت فهمت ... هقول ايه ناقصه عقل ودين
رضوي بحزن: اسفه يا والدي ....
" انتهو من الطعام ... ووضعت رضوي البقايا في كيسا بلاستيك حتي تعطيه لفقيرا كما تعودت هي ... ثم ذهبت لتجلس أمام والدها .
رضوي بصوت منخفض: والدي لو سمحت ممكن اتكلم معاك ...
مسلم : لو حاجه ملهاش لازمه مش عايز اعرفها
رضوي : لا ليها لازمه اكيد ... اتكلم !؟
مسلم : اه وتذكري أن خير الكلام ما قل ودل يعني مفيش داعي للمقدمات الطويله
رضوي بتردد: احم الكليه عامله مسابقه قرءان ينفع اشترك فيها ...
مسلم : اكيد طالما في القرءان ... هاتي المصحف لما اختبرك
رضوي بارتياح فهي لم تقلق من هذا الاختبار قط فمن اجدر منها في تلاوته القرءان: اتفضل يا بابا .... بس فيه حاجه تانيه كمان عايزه اقولها
مسلم : هااا قولتلك خير الكلام ما قل ودل
رضوي بخوف : عايزه تليفون يابابا علشان لو احتجت اي حاجه منك في الكليه أتصل افرض حصلي حاجه يوصلو ليا ازاي
مسلم بغضب: بقي هو ده السبب بردو اللي عايزه التليفون علشانها ولا عيزاه علشان تدخليلي علي النت ومعرفش ايه
رضوي بنفي : لا لا انا عيزاه عادي علشان اكلمك منه مش ضروري يكون حديث
مسلم بضيق : عندك تليفوني القديم خديه بس والله العظيم يا بت لو حصل شوفت حاجه غلط هشرب من دمك
رضوي : انا مش كده يا بابا ... عايز حاجه اعملها ولا اقوم
مسلم: استني عندك تعالي اختبرك الاول ...
رضوي بتنهيده حزينه: حاضر
******************************************
في منزل كريم السعدني.......
" كان يجلس مع عائلته كما هو معتاد ويسرد لهم بعض المواقف المضحكة علها تنسيهم عناء اليوم ... "
كريم بضحك : وراحت البت بقي وشها جاب الوان وقالت هو انت هتدفعني الالف جنيه
علي : يا سلام وعرفت ازاي بقي أن وشهاب جاب الوان وهي منتقبه !!!؟ بتضحك علي ابوك يا ولااا
كريم بنفي : ابدا والله بس حسيت من رجفه صوتها وحركه عينيها وايديها اللي بتفركهم
علي وهو يبتسم بمكر : اممممم وعينيها حلوه !!؟
كريم بتذكر : مش عارف حلوه ولا لا لاني مكنتش حاسس باحساسي زي مايكون كل حاجه فيا توقفت ... فيها حاجه غريبه
علي : اوعي يكون حب من اول نظره
كريم بحنق : حب !!! ومنتقبه كمان هي ناقصه انا بحب الفرفشه طب تخيل دي لو قولتلها ارقصيلي هتدبحني !
علي بضيق : علفكره فكرتك عنهم غلط مش كلهم كده ...
كريم : مش عايز حد يجبلي سيره الحب انا مش فاضي عندي حاجات كتير عايز اعملها ... وبستني الإجازة من الشغل بفارغ الصبر
علي : ماشي يا بني براحتك المهم رحله دهب دي لسه في دماغك بردو !؟
كريم بهدوء: ايوه رغم اني لسه عارف من حسناء أنها شهر كامل معرفش أن كان عمي فتحي هيرضي ولا لا وخصوصا شغل المستشقي الايام دي كتير
علي : لو هتكون مبسوط سيبهولي أكلمه
كريم : ليه وانا مش راجل هكلمه انا ولو مش وافق خلاص في الاخر ده شغلي ولازم احترمه
قاطع كلامهم صوت المشاغبه حسناء كما يطلق عليها. : انت اللي لازم تحترمه الراجل الكباره اللي جنبك ده والست القمر اللي قدامك دي غير كده لا
حنان بضحك : تعالي يا ام ل**ن طويل وحشتيني
حسناء بمرح : حبيبتي يا حنونه ...بقولك ايه يا كريم انا ما صدقت اقنعت ابويا مش تيجي انت بقي وتطلعلي بفيلم انا ماقدرش اروح في مكان من غيرك
كريم بخبث : انا بردو ... ماشي يا ست حسونه أن شاء الله جاي ...
حسناء بصراخ فرح : يااااس مرحباً بنا في دهب يا جماعه
******************************************
وفي يوم جديد ....في منزل مسلم الشيخ
رضوي باستعجال: يا ماما مش جعانه انا اصلا هنام علي نفسي ولازم اروح الكليه ...قبل ما مسلم يجي
عفاف : طب ركزي بقي في المسابقه يابنتي وربنا يوفقك يارب
رضوي بحزن وتحدثت مع نفسها : اسفه يا ماما اني مخبيه عليكي انتي كمان بس علشان متقلقيش عليا في الخطوه اللي قررتها ... وحتي النقاب ده فعلا يا امي زي ما بتقولي لازم اقلعه طالما مش مقتنعه بيه
اخذت قدميها طريقها في المشي حتي تجد مواصلات باكرا ولا تضطر أن تذهب بالقطار مثل المره الفائته... وبالفعل وجدتها بعد وقت قصير وصعدت فيها
رضوي بتوتر: يارب بابا مش يكتشف الموضوع واروح في داهيه ... وبعدين معاكي يا رضوي بردو بتفكري في ابوكي تاني لما اكتب احسن اي حاجه تلهيني
" اخرجت اجندتها وبدأت في التدوين مره اخري بكلامتها التي تخرج من **يم قلبها ... ودائما ما تخطو بقلمها اؤل عبارة هي ذكرني بالحياة فإنها علي مبهمه ذكرني بالحياة فال**ت في حياتي دليل .....
قاطعها صوت تظن أنها تعرفه ...."
كريم بابتسامه: حلو اؤي عنوان الكتاب وحلو اللي بتكتبيه ...
رضوي بصدمه عندما وجدتها جالس بجانبها فهي لم تشعر بالاساس بوجود أحدا : هو انت !!؟
كريم باستغراب: انتي تعرفيني !! اه صح هو انتي اكيد طبعا لازم يكون انتي اللبس والنقاب ده قولت أنه مش غريب عليا
رضوي بضيق : لو سمحت خليك في حالك انا مكلمتكش فا ياريت متكلمنيش
كريم : ايوه انا مقولتش حاجه غلط انا اعجبت بالكتاب وقولت رأيي ... صحيح هو انتي كاتبه !؟
رضوي بخجل : لا بس بحب الكتابة لكن موصلتش اني اكون كاتبه
كريم بهدوء: ازاي وعباراتك جميله وباين عليكي مثقفه
رضوي وهي تشعر أن هناك فراشات تدغدغ معدتها فهي لاؤل مره في حياتها تسمع أطراء من شاب فابتسمت بحرج ولم تعقب ....
كريم : بس تعرفي أن دي تاني مره نتقابل في المواصلات بردو واضح انه ده هيكون سبب في تعارفنا وعلمي علي كلامي
رضوي بحزن : انا مش عايزه اتعرف علي حد ولا ليا كلام مع حد من فضلك
كريم وهو. يتابعها باهتمام : اممممم واضح انه فعلا المنتقبات قفل زي ما سمعت
رضوي باندفاع : اؤلا انا مش منقبه انا لبساه كده علشان ظروف معينه ... ثانيا هو علشان مرضتش اتكلم معاك ابقي قفل ... وبعدين مين قالك االمنتقبات قفل دول عفيفات مش عايزين حد يختلط بيهم ولا يشوفهم الا في الحلال .
كريم وهو يحاول خلق حديث: بس النقاب سنه وانا بشوف بنات كتير لابسه نقاب ومش محترمين
رضوي وهي تصحح مفهومه رغم أنها لا تحب ارتداء النقاب ولكن لن تسمح بتشويه سمعه المنتقبات : مش معني انك شوفت منقبه واحده او اتنين كده يا استاذ أن كل المنتقبات مش محترمين لا زي ما فيه الحلو فيه الوحش .....حتي البنات اللي مش لابسين النقاب في منهم المحترمين واللي ربنا يغفر لهم ويهديهم للطريق الصحيح ...
كريم بإعجاب: علفكره انتي كويسه اوي رغم انك صغيره علي اللي انتي بتقوليه ده
رضوي وهي تحيد بنظرها عنه لانها شعرت بشيء غريب يجتاح قلبها ناحيه هذا الشاب : شكرا ركز في طريقك وسبح ربنا احسن علشان الطريق ده هيشهد علي اللي انتي عملته فيه ...
كريم بضحك: كلامك كله صح بس بطريقه غلط نفسي اصحح مفهومك عن الدين
رضوي بغرور: علي اخر الزمن انت اللي هتعلمني الدين
كريم بسعاده أنها تجاوبت معه قليلا: لا ده انا اعجبك اؤي في الموضوع ده ... تحبي تشوفي
رضوي بخوف: اشوف ايه !! مش عايزه اشوف حاجه
كريم بنفور: خلاص انا اسف ... اتفضلي بصي قدامك
رضوي : علفكره انت اللي بتكلم فيا من ساعتها
كريم : يابنتي اكلم فيكي ايه ... روحي بس غيري لبس الستات الكبيره ده ... هو ده الدين بردو عندك ما تلبسي عادي دريسات واسعه بناتي وبعدين باين عليكي بنت ناس يعني علشان كده اتجرات وقولت كده
السائق بضيق : الاساتذه اللي بيرغو ورا الاجره لو سمحتم
رضوي ببكاء: لبس الستات الكبيره ده مفروض عليا مش انا اللي مختاراه