الحلقة التانيه
خالد أول ما وصل البيت وملقاش حد فيه كان هيتجنن طلع تليفونه بيتصل علي مامته
وللي زاد جنانه وخلاه في قمه توتره لما مامته قالت له أختك في المستشفي يا خالد
تعالي هنا يا حبيبي وعطته العنوان
سلوى نسيت زعلها منه لما لقته قلقان وخايف
بطمنه : إن شاء الله مفيش حاجة
تستاهل الخوف ده كله
خالد بارد لابعد حد و عيونه علي الطريق
من غير ميعبرها ولا حتي يبص عليها
سلوي عرفت أنه قاصد يتجاهلها دورت وشها الناحيه التانيه تداري دموعها منه
بعد ما فتكرت كلامه ليها
لما عطاها ظهرة قامت بدورها تنام بعيد عنه في اوضه تانيه
بس خالد أول ما حس بيها قام من مكانه اتلفت عليها وهو بيقول بحده : علي فين؟
قولت ميت مرة كلمتي تتسمع
انا قولتلك قبل كده مفيش نوم برة أوضتك قولت ولا لأ؟؟
سلوي بدموع : قولت
خالد : ولما أنا قولت رايحه فين؟
سلوي بنفاذ صبر : مهو أنت اللي مش طايقني مش شايف نفسك بتتصرف إزاي؟
خالد بزعيق : بتصرف إزاي عملت أيه ؟؟
هااااه قولي
سلوي ات**فت تقوله مأنت نايم بعيد عني أو متجاهلني ومش معبرني
لقاها ساكته أتكلم : تعالي نامي
ومهما كان اللي بنا مكانك جنبي هنا
سلوي بنرفزه : مهو انا عايزه أعرف بئا اللي بينا ده إيه؟
وتلمحياتك اللي لا ليها أول من آخر سببها إيه؟
خالد حدف الغطاء عنه بعصبية قام من مكانه في ثانيه كان واقف قصادها
شدها من درعها ضغط عليه جامد وهو بيقول من بين سنانه : مش لمصلحتك تعرفي سبب كلامي وتلميحاتي
رغم أني متأكد إنتي عارفه كويس سببه
بس أنا مش هصغر نفسي وأتكلم فيه
انا حذرتك بس ؛وده لمصلحتك
ودلوقت يلاا نامي ورانا سفر الصبح
في المستشفي
خالد بلهفه : في إيه يا أمي مالها تقي؟
سماح بتطمنه : متخافش يا حبيبي كده مفيهاش حاجة
لكل القلق ده
خالد مع مامته بيستفهم منها علي حالة أخته
وسلوى خدها هيما علي جنب لما لقي وشها شاحب والحزن مغطي عليه عايز يعرف مالها
المفروض عروسه وشها يضحك
مش تكون زي اللي ليها سنه عامله رجيم
هيما : في إيه مالك ؟
خالد بص لقي سلوي وقفة مع هيما بشىء من الضيق اتكلم : إيه اللي جابه ده هنا؟
سماح بستنكار : إيه اللي جابه !
هو مسبناش ابدا يا أبني من ساعه ما أختك دخلت المستشفي
كتر خيره هو وام سلوي ناس طيبين أوي بجد
أصلهم كمان طيب معدنهم نضيف
هيما معرفش ياخد منها حق ولا باطل
وسلوي خافت من نظرات خالد ليها قصرت معه في الكلام
سابته وقربت عند حماتها
حماتها رحبت بيها بود : تعالي حبيبتي
قوليلي انبسطتي في شرم
الشاليه بتاعنا عجبك؟
سلوي عيونها علي خالد بعتاب
اتكلمت بوهن : أيوة يا طنط انبسطت
هيما سلم علي خالد من غير نفس
هو متأكد إنه في حاجة بينهم شكلهم مش طبعيين
خالد بجليطه وقله زوق : خلاص أنا جيت ممكن تروح
سلوي بحلقت عيونها بصتله بغيظ
وسماح كمان بصتله بتحذير
خالد بأرتباك : أنا عامل عليه يا ماما
تعب كتر خيرة يروح يرتاح بئا وانا أهو جيت
هيما مزعلش منه هو عارف أنه بيغير منه مقدر ده كويس : أنا كده كده كنت ماشي
معاك حق طبعا بدل أنت موجود
وجودي ملوش لازمه
أنا ماشي سلام عليكم
سلوي وقفت مرة واحده بلهفه اتكلمت : هيما
أنت مروح بيتنا ؟
سماح : حبيبتي لو تعبانه ومش قادرة تقعدي في المستشفي روحي معه
خالد بحزم : لااااا
سلوي : أنا مكنتش هقول كده أصلا
أنا بس ماما وحشتي
وهنا بصت على هيما بستعطاف : ممكن تقولها أني رجعت وتجبهالي هنا
هيما بتلقائيه زي ما متعود يرد عليها كل ما كانت تطلب منه طلب : عيوني ليكي
حاضر
خالد بينفخ بغيظ ويهمس لنفسه مش هنخلص
خرجت الدكتورة من عند تقي وكانت سمعت اخر حديثهم
فتكلمت بسعاده : ملوش لازم أنها تجيلك هنا
مدام تقي النهاردة هتخرج معاكم
انا كتبتلها خروج حالتها الحمد الله استقرت
الترجيع وقف والبيبي صحته كويسه
ملوش لازمة وجودها هنا
الف حمد الله علي سلامتها سابتهم بعدها ومشيت
سماح اخيرا قدرت تاخد نفسها براحه بعد ما كانت دايما طول رقده بنتها بتتنفس بصعوبه من شدت خوفها وحزنها علي بنتها
بسعاده : الف حمد وشكر ليك يارب
اتحركت عند سلوي حضنتها وهي بتقول بمحبه : وشك حلو علينا يا سلوي يا بنتي
سابتها ودخلت لبنتها بس قبل ما تدخل بصت علي هيما : استني يا هيما
متمشيش أنا جاية معاك علشان نجيب روفان
وانتي يا سلوي لو حابه تجي معانا تعالي
خالد بحده : لا
لو حابه تروح انا هوديها
سماح معلقتش دخلت لبنتها
وخالد وراها هو وسلوي
فضل هيما اللي عيونه علي طيفهم بشك وتسأؤل
مالهمدول هما لحقوا شكلهم متخانقين!
خالد خد تقي وسلوي في عربيته ومشيو
وهيما خد سماح راح بيها الحاره
يجيب روفان
سماح مردتش تنزل من العربية قالت لهيما يجبها هو
وقبل هيما ميسال ويحتار هي مش راضية تنزل معاه ليه !
لتكون لسه ق*فانه من المنطقه
قالت بصدق وتعب حقيقي:معلش يا أبني
بجد مش قادرة أنزل هاتلي روفان أنت وأنا هستناك هنا مش قادرة اطلع
وأنا يوم ولا أتنين كده وهجيب سلوي وخالد وتقي نتشكر الست أم سلوي
هيما ندم على سوء ظنه فيها اتكلم بأدب: لا شكر علي واجب يا ست الكل
تقي بنتنا غلاوتها من غلاوة سلوي وبنتها إن مشلتهاش الأرض نشلها جوة عنينا
سماح بمحبه:كتر خيرك يا أبني
راجل بصحيح ربنا يباركلنا في عمرك
هيما سابها وراح يجيب البنت بعد شويه نزلت مامت سلوي شيلاها وطت بجسمها حطت البنت علي حجر سماح وهي بتودعها بدموع :خدنا علي وجودك يا روفى هتوحشيني يا قلبي
معتش أشوفك تاني
سماح بود : إزاي ده أنا هجبهالك هنا كل جمعه ولا تزعلي
وقالت والندم بياكل فيها علي اللي عملته واللي قالته قبل سابق معاهم :أنا مش عارفه أشكرك ازاي علي وقفتك معانا
لو قعدت لل السنه الجاية مش هوفيكي حقك
لولاكي إنتي وهيما كنا اتبهدلنا بجد
مامت سلوي بستنكار وطيبه متناهيه : عيب عليكي متقوليش كده
إحنا أهل وعيله واحدة
فرق كبيييير جدا شيتان من
نفس الجملة اللي اتقالت يوم فرح خالد لما قالتها خلاص إحنا عيلة واحده ونزلت يومها علي مسامعها باستياء شديد وحزن وق*ف
من نسب هي رفضاه تماما
ونفس الجملة اللي اتقالت دلوقت ونزلت علي مسامعها وهي حاسه بالفخر
بيهم
وبمعدنهم النضيف واصلهم الطيب
وإنها متأكده أنها في وقت شدتها هيكونوا دايما ليها الدهر والسند
***********
عند هشام واميرة
سناء بتكلم هشام في تليفون وشكلها متعصبة
هشام بببراءه مفتعله : إيه بس يا ماما بس مالك !
يعني هي كانت أميرة اشتكتلك ؟
سناء : لا بنتي مشتكتش منك ابدا يا هشام
بس كده كتير
كنت فكراكم سفرتوا من زمان
أكلم بنتي تقولي يا ماما إحنا لسه في الفندق
يا حبيبي ده اللي سافر رجع
هشام : مين اللي رجع ده ؟
سناء اتن*د بغلب : خالد وسلوي
رجعوا وأنت لسه حابس البنت في أوضتها عندك
أميرة حست إن أمها ذوتها مع هشام أكيد منظره المكشر بيقول كده
خدت منه التليفون ردت هي : إيه ماما مالك بس؟!
جاي هشام يمشي من قدامها تتكلم براحتها مع أمها مسكت أيده وبحب وهي بصه في عيونه بهيام كملت كلامها تطمنه : أنا مش مضايقه علي فكرة أنا مبسوطه أوي يا ماما
وبعدها اتكلمت بحماس :
ويا ستي إحنا النهاردة كده كده كنا مسافرين
واللي هيأخرنا بجد النهاردة عن معاد الطايره انتي
أنا لبسه أهو ونازلين يلااا سلام
قفلت مع مامتها
واقفت علي طرطيف صوبعها باسته في خده وهي بتقول بدلع زايد : ولا تزعل يا قلبي حقك عليا أنا
هشام : والله انا مظلوم معاكي
وأنتي السبب في حبستنا هنا
وقبل ما أميرة يظهر عليها علامات الدهشه علي كلامه
مد أيده الإتنين من خصرها قربها عليه جامد وهو بيهمس برغبه : يعني بعد بوستك ودلعك ده مستنية إيه أكيد الطايرة هتفوتنا النهارة كمان
أميرة : لا إزاي اهي البوسه اهي شلتها بتمسحها بأيدها من علي خده
مسك أيدها باسها وهو بيقول : ربنا يصبرني بئا لحد منوصل
وكمل كلامه بغيظ : يلااا يا هانم امشي قدامي
أميرة بتضحك بصوتها كله ، ضحتها تشبه تغريد الطيور في جمالها سحرته
هشام بتحذير : لا لااااااا هنبتديها كده مش هتتحركي حركه واحده من هنا
وبعدها شدها من درعها وهو بيقول بتحذير : وبعدين ضحتك دي ياريت متضحكهاش بره أوضتك
دي ممكن تهدد أمن قومي بحاله
أميرة بتعجب : لييييه يعني !
هشام : ليه يعني دي عايز شرح وتدقيق وتفحيص
ومنواشات واجتماعات مغلقه واحنا دلوقت ورانا معاد طيارة
بعدها أتكلم بخبث : ايه رايك النهاردة اشرح لك وبكرة نسافر؟
أميرة اخيرا فهمت قصده فتحت الباب وخرجت منه بسرعه وهي بتقول بضحك : لا تشرحلي ولا اشرح لك
خلاص فهمتها
حطت أيدها علي بقها وهي بتقول بفكاهه : وإذا كان علي الضحكه أهو
وبدلع زايد : يلاااا بئا هنتاخر
هشام نفخ بغيظ : يلااا يلا دي حاجة تجنن
أميرة مقدرتش تكتم ضحتها اكتر من كده شالت أيدها من علي بوقها وضحكت غصب عنها
هشام بصلها بغيظ وتحذير
رجعت حطت أيدها من تاني : اهوة خلاص
وبعدها اتكلمت بمناغشه : مهو أنت مش شايف نفسك عامل إزاي
هشام : عامل إزي اتجننت مش كده!؟
شدها من أيدها قربها منه وهو تايه في عيونها : مهو لازم اتجنن وأنا شايف الدلع ده كله
إنتي جننتيني قوليلي بس علشان أبقي أعمل حسابي هتعملي فيا إيه تاني ؟؟
أميرة تاهت من قربه وريحته اللي بتعشقها
ثواني وقبل ما يلمس شفيفها كنت انتبهت وبعدتها عنها وهي بتقول بخفوت : هشاااام
إحنا برة أوضتنا شكلك نسيت نفسك
بعد عنها وهو بيقول بغيظ : مش بقولك
لسه فاضل كتير غير الجنان واولهم نستيني نفسي واسمي كمان
أميرة : مش ده كله المهم متنسنيش أنا
هشام بعشق : مستحيل
إنتي محفورة في قلبي هنا وشاور علي قلبه بأيده
أميرة بدموع متأثرة بكميه المشاعر اللي والحب اللي مغرقها بيها : ربنا بخليك ليا
وميحرمنيش منك أبدا يا هشام
في الطيارة
أميرة بستفسار : بس هو ليه خالد وسلوي رجعوا بسرعة كده ؟
يعني الشاليه بتاعهم ملكهم مش هيغرمو حاجة ليه رجعوا بسرعه
مش زينا هندفع دم قلبنا في القريه اللي أنت حاجز فيها
وكمان الفندق العشر أيام اللي قعدناهم
خدو منك كتير أوي
سكت شويه يستوعب اللي بتقوله وطبعا فهمه علي هواه بصلها بجمود : أنا اشتكيت لك ؟
ولا بتلمحي إن خالد عنده شاليه وانا لا
اتلاشى عيونها بص بعيد عنها اتن*د بعمق بعدها قال : علي العموم الموضوع مش هيطول كتير كلها سنه وأجبلك كل اللي نفسك فيه
بصتلة باستغراب مستنكره كلامه : أنت فهمت من كلامي إيه ؟
معقول تفكر أني ممكن ده يكون تفكيري أنا يا هشام !
وكملت كلامها بعتاب : شاليه إيه ده اللي أنا ابص له ولا يجي يوم عليا وأطلب زيه
وهنا بصوت مخنوق علي وشك البكاء : أنا أي مكان نكون فيه مع بعضنا حتي لو كوخ
جنة في عنيا يا هشام
وبصدق وعشق خالص ليه واحده كملت كلامها : صدقني بس علشان انت فيه
هشام شاف دموعها لمعت في عيونها ندم جامد في ثواني كانت في حضنه وهو بيعتذر ويهمس بكلاماته المحببه علي قلبها
****************
في مكان معزول عن الناس مفيهوش حد في بيت صغير علي البحر يشبه الكوخ
سكنه إنسان بائس الحياة عنده وقفت مع فقدانه معشقوته ،روحه فارقته بفراقها
طارق كأنه بيعاقب نفسه بحبسته فيه يمكن استكفي من الوجع والعذاب ، يمكن مش لاقي وش يقابل بيه حد
منظرة غريب ومريب في نفس الوقت
دقنه مش حلقها ، هدومه مبهدله وده يدل أنه ذاهد الحياه وكرهها
كان قافل تليفونه طول المدة دي
بس انهاردة كرر يفتحه يشوف الدنيا اللي اختفي عنها فيها إيه؟
ويدوب بيفتحه والتليفون فتح وكمية رسايل لا تعد ولا تحصي من أميمة
نفخ بضيق وهو بيقرأ رسايلها
كلها بتعاتبه على أنه سابها بعد اللي حصل بينهم
وبتحسه أنه يرجع
وبتترجاه أنه يصلح غلطته
رد برساله واحده : أنا جاهز علشان أصلح غلطتي
مش انا اللي أهرب