الحلقةالخامسة

3374 Words
وقفت فضيلة أمام باب غرفة لي لي تنتظر اقتراب ريحان منها حتى يدخلا سوياً مدت فضيله يدها حين دنت ريحان منها ومسحت دموعها من على وجهها المنهك وهي تقول لها " لن يطول الامر سنجعلها تندم وتعود الى عالمها من جديد " فتحت الباب ليتفاجأوا بهوليا تقف هي وابنتها امام لوحة فنية، التفتت هوليا نحوهم لتتحدث على الفور وهي تحتضن ابنتها قائلة " ما هذا الجمال ، وكأنني أنا من رسم هذه الصورة وليست بنوتة جميلة مبتدئة " ابتسمت ريحان بوجه لي لي وهي ترد قائلة " ولكنها البداية فقط ، فأبنتنا موهوبة و لديها حس كبير بيدها التي تضيء و تثمن كل ما تلمسه " اخفت هوليا ضيقها من حديث ريحان لتنظر لابنتها قائلة " ولكن كما اخبرتكِ عليكي ان تتعافي سريعاً وتتخلي عن حزنكِ كي نسافر سوياً واعرفكِ على رموز وايقونات الفنون الجميلة بأمريكا " حدث ما خشوا حدوثه و بسرعة لم يتوقعوها، فكيف تصرح بهذه القوة امام الطفلة انها ستأخذها دون ان تتحدث معهم تحدثت فضيلة موجهة حديثها لهوليا قائلة " ولكن عليها ان تنتبه لدراستها اولاً و بإجازة نهاية العام الدراسي يمكنها ان تقوم بالرحلات التي تريدها ، حتى يمكنها ان تصطحب اخوها معها فهم كروح واحدة لا يمكنهم التنفس بعيداً عن بعضهم " ولكن الصدمة الحقيقية هي تسرع هوليا كالعادة وعدم استطاعتها تخبئة اي شيء او التمهل والمحاربة لأجل الحصول عليه فلقد ردت بسرعة وقوة على فضيلة قائلة " ولكن حان الوقت لتعود ابنتي لحضن امها اعتقد ان لا احد سيخاف عليها ويحنو على قلبها الحزين اكثر من أمها الحقيقية ، سأخذها معي لتبتعد عن الذكريات المؤلمة و تتعافى " واقتربت من ابنتها وهي تحرك يدها على رأسها لتحنو على شعرها قائلة " لا يمكن لاحد ان يحرمها من اخيها فانا اعلم مدى ارتباطهم ببعض ، و لكن طفلتي بحاجة للهدوء والبعد عن هذا الجو لتتحسن ، و ايضا انها فرصة جيدة لتطوير روح الفنان التي بداخلها ، فوجودها وسط الفنانون العظماء بهذا المجال سيفيدها كثيرا ويطور منها " غضبت فضيلة وهي تنظر لهوليا واحتضانها لبنتها و لعب دور الأم الحنون عليها، لم تغضب فضيلة وحسب بل طلبت من هوليا ان يتحدثا بالأسفل وحدهما قليلا وافقت هوليا لتقبل ابنتها و تستأذن منها وهي تعدها ان لا تتأخر عليها وتحركت خلف فضيلة خارج الغرفة وضعت ريحان يدها على رأسها فكادت ان تسقط من هول ما سمعته وشعرت به ، أسرعت لي لي مقتربة منها وهي تمسكها لتجلسها على فراشها قائلة " أمي هل انتِ بخير، اجلسي بجانبي، اجلسي " احتضنتها ريحان داخلها بقوة وهي تقبل رأسها وكأنها تقول لها " انتِ ابنتي انا فقط " ، ولكنها قالتها داخل نفسها دون التفوه بها فهي تشعر ان طفلتها ليست بصدد ان تتحمل التنافس والتزاحم على اكتسابها ولكن كان عليها النزول للأسفل لترى ما سيحدث و بأي رياح أتت هوليا هذه المرة ، تحركت بصعوبة وهي تقول " سأعود إليكِ مرة اخرى " خرجت من الغرفة وهي تضع يدها اسفل بطنها متألمة من تقلصاتها ، نظرت للحمام ثم نظرت للأسفل وهي تفكر ايهما اولى الان هل سينتظر نزيفها حتى نزولها وصعودها ام ان نزولها لا يمكن أن يؤخره اي شيء اخر لتختار النزول دون الاعتناء بنزفها و تألمها ، ليكن لديها موعد جديد مع القدر حين سمعت هوليا تعلن بكل قوة انها ستأخذ ابنتها بالقانون وانها لم ولن تتركها لهم فيكفي ما مضى من العمر وهي بعيدة عنها وكأنها ليست هي من كانت تتركها دون رحمة بها كانت تنظر نحوهم بصعوبة تحاول ان تفتح اعينها ولكن الرؤية تشوشت كثيراً لتصبح تراهم اكثر من اثنان ، رفعت يدها و وضعتها على رأسها و قد اصبح جميع ما حولها يدور بها ، لتسقط بمنتصف الصالون طريحة الأرض يسمع صوت اصطدامها من قوة سقوطها لتسطر ملحمة جديدة و ظلمات جديدة من ظلمات ليليها المظلمة علم نعمان بالوضع مع هوليا و سقوط ريحان بحالة مزرية من الالم والحزن ارتعبت خوفاً عندما رأيت وجهه و عينيه المخيفتين وهو يتحدث مع سنان لإيجاد حلاً لإبعادها عن عائلة تارهون والا ستبتعد عن هذه الحياة بشكل كامل حذره سنان من تتبع الشرطة له و تضيقهم عليهم بهذه الفترة، تحدث نعمان باعينه القوية ليقول " وهل سأخاف منهم، لقد عاهدت على نفسي ان احميها وان لا اجعل أحد يقترب منها ويؤذيها ولو بكلمة ، ماذا تنتظر مني هل سأشهد على تحطيمها دون تدخل " **ت سنان ليكمل نعمان وهو يصدم يده بقوة على مكتبه قائلا " لن اسمح لأحد ان يزيد حزنها و يأخذ منها شيئاً تريده ، ان تركتها بمحض ارادتها كان بها، ولكن ان لم ترد تركها فلا يوجد قوة على ظهر الأرض ستأخذ منها ما تريد مادمتُ حياً " رفض وتصدى الجميع لأخذ هوليا لابنتها ، كانوا يحاولون ان يجدوا حلاً دون ادخال لي لي بالوسط وتخييرها كما كانت تطلب امها الحقيقية تخوفاً منهم ان يزيد هذا من حزنها و استياء حالتها النفسية وهي بهذه الظروف والفترة الحساسة لم تكف هوليا عن الضغط عليهم وكثرة زيارتها لابنتها واصطحابها لها للتجول بحجة مساعدتها وإخراجها من حزنها نجحت هوليا بضم ابنتها إليها من جديد و استعطاف قلبها و اغرائها بحياة الفسح والرحلات والسهرات دون تقيد بل نجحت بهذا الشهر ان تجعلها تتعلق بأحلام الشهرة والفن وأن تصبح رسامة عالمية ذات مستقبل كبير تتسلط عليها الاضواء بكل مكان حاولت ريحان ان تمنع خروجها مع والدتها و ان تمنع على الاقل تأخرها بالسهر ليلاً لم يسمح لها أورهان بالضغط على لي لي واجبرها على تركها وان لا تقف امامها وخاصة بهذه الفترة الصعبة و ما تفعله أمها من محاولات كبيرة لشدها نحوها. و حذرها من ارتكاب اي خطأ صغير قد تستخدمه هوليا ضدها و تأثر على الطفلة بشكل سيء ردت ريحان على اورهان وهي تقول له " سيضيع مستقبلها، لقد اصبحت بعيدة كل البعد عن دراستها و ازداد تغيبها عن مدرستها بسبب هذا السهر " اعتصر أورهان حزناً وهو يستمع لها اغمض اعينه بحسرة وهو يقول " ارى بعيني يا ابنتي كل ما تقولينه ، ولكن علينا ان نصبر قليلا حتى نستطع التخلص منها بأقل خسائر نفسيه على صغيرتنا لا تنسي ان ابنتنا بسن حرج وهذا ما يحتم علينا ان نتأنى و نصبر و نتقدم بخطوات حذرة ، فان وقفنا ضدها ، فمن الممكن ان تطلب الذهاب مع والدتها وحينها لن يستطيع احد الوقوف أمامها " نظرت ريحان له ثم نظرت لفضيلة وهي تقول" كيف سأتحمل هذا ، كيف سأصبر و ا**ت وانا ارى مستقبلها يضيع امامي " تدخلت فضيلة لتقول " لا يوجد اضاعة، كل ما في الأمر سيتأثر مستواها الدراسي قليلاً ولكننا سننجح باكتسابها وهذا هو الأهم الان وهذا علينا ان نسعى نحوه كما قال ابوكِ، فجميعنا نعلم أن القانون بصفها ، وبأصغر قضية واضعف محامي ستأخذ ابنتها " مضت عدة أيام أخرى مليئة بالضيق والحزن والغضب على أفعال هوليا و ضغطها على العائلة بسحب ابنتها لعالمها اكثر و اكثر استيقظت هوليا بأحدى الصباحات بغرفة الفندق لتجد على هاتفها رسالة محتواها " عيني عليكي ، اضبطي اعداداتك قبل ان اضبطها انا لكِ " واسفل الرسالة امضاء بكلمة " قدرك " قلقت وخافت هوليا من هذه الورقة وكيفية وصولها لغرفتها، نزلت لإدارة الفندق لتروي لهم ما حدث ، اهتم جميع من بالفندق بما قالته تم فتح الكاميرات، ليتم اخبارها بعدها أنه لم يظهر أي شيء غريب بغرفتها طوال اليوم غضبت هوليا عليهم و رفعت الورقة بوجههم وهي تهددهم، لم تصل هوليا لأي شيء مما زاد رعبها وخوفها حاولت ان تقنع نفسها بحديث مدير الفندق ان هذه الورقة ليست خاصة بها و انها وصلت بالخطأ داخل اغراضها ولكنها لم تقتنع ، لتترك الفندق وتحجز بفندق اكبر و اكثر أمناً توالت الأيام من جديد لتتوالى معاها الضغوط من قبل هوليا التي قضت بإسطنبول شهرين كاملين وهما اكبر وقت تقضيه بها منذ ترك زوجها وعودتها لأمريكا بجانب والديها وفي يوم اخذت هوليا ابنتها لحضور حفل عيد ميلاد لأبنه إحدى صديقاتها القدامى ، سمحت ريحان لابنتها ان تذهب وهي توصيها بعدم التأخر لأجل امتحانها بعد يومين من الآن ، ردت لي لي على امها ريحان قائلة " ليس ذنبي عليكِ ان تخبريها هي ولست انا " هزت ريحان رأسها بحزن وقالت " انتِ محقه سأتحدث انا معها، ولكن عليكِ ان تنتبهي لنفسكِ جيداً " لم ترد هوليا على اتصالات ريحان بعد ان اخذت ابنتها من خارج القصر. والاكثر تأخر الساعة و وصولها للرابعة فجراً ولي لي لم تعد لمنزلها اتصلت ريحان بابنتها أكثر من مرة دون رد ليزيد هذا من قلقها و ضيق ص*رها وشعورها أن هناك خطب ما قد حدث معهم ، فاض صبرها و كثرة تفكيرها من سيء لأسوء، لتذهب لغرفة اورهان وفضيلة و توقظهم من نومهم وهي تبكي قائلة " حدث مكروه ، من المؤكد انه حدث شيء لها فهي لا يمكنها تجاهل اتصالاتي بهذا الشكل ، مستحيل حدوث هذا بشكل طبيعي " مسح اورهان وجهه محاولاً الافاقة من نومته وهو يقول " سأتصل انا بها انتظري " اخذتها فضيلة واجلستها على المقعد الجانبي وهي تهدئها و تعتب على **تها حتى هذا الوقت و انها لم توقظهم من قبل. اتصل اورهان على هوليا لتجيب عليه وهي تعتذر منه انها نسيت ان تخبرهم ببقاء لي لي لديها بهذا اليوم ، غضب اورهان وصرخ عليها وهو يحذرها من أفعالها لتعتذر هوليا وهي تقول له " انت محق كان علي اخبارك وهذا ما شددت عليه لي لي قبل نومها ولكني انشغلت ببعض اعمالي ونسيت امر هاتفها الصامت " وبنفس غضبه شدد عليها أن تأتي بها فور استيقاظها وأن لا تكرر ما فعلته فلقد اتفقا من قبل أنها لن تنام خارج منزلها ردت هوليا مرة اخرى ولكن هذه المرة بحدة و شدة لتقول" انسيت انني امها الحقيقية ولا يحق لكم جميعا التحكم بها ، انا فقط من له هذه الصلاحية ، **تي لا يعني انني راضية عن افعالكم و لكني صامتة لأجل ابنتي ولأجل ما قدمتموه لها حتى الان ، وإلا كنت رفعت قضية و ربحتها بواسطة اصغر محامي بالبلد واخذتها دون النظر خلفي فلا تجبروني وتختبروا صبري اكثر من هذا ، والان علي ان اغلق الهاتف واعود لعملي " صدم اورهان واغلق هاتفه وهو يجلس على مقعده الجانبي قائلا " حدث ما توقعته ، لقد كشرت عن انيابها واصبحت تهدد بكل قوة بكت ريحان وهي تقول " لا يمكنها اخذها مني ، لا يمكنني تركها لها ، لن اخذله بعد رحيله ، لا يمكنني لا انا ولا تولاي العيش بدونها " كانوا يتحدثون ويبكون وهم لا يدرون ان تولاي يقف بجانب الباب يستمع لهم وهو يمسح دموعه الصغيرة الضعيفة ، بالأصل انعزل تولاي هو ايضا بعد وفاة والده ولكنه انعزل ليضع كل غضبه وحزنه بدراسته كي يحقق حلم ابيه و ان يصبح طياراً كما كان يطلق عليه ، فكان يدرس وهو يبكي متوعدا ان يحقق ما أراده ابيه وان لا يجعل أحد يموت بسبب الطيران معتقدا انه عيب قيادة الطائرة وليس عطل فني كما اخبروه ولم يصدقهم وبمجرد انتهاء هوليا للمحادثة و اغلاق هاتفها رأيتها تدخل مكان أشبه بنادي ليلي لتكمل سهرتها بجانب ابنتها ومجموعة من الأصدقاء وابناءهم ، سألتها ابنتها عن هاتفها وهل امها ريحان اتصلت بها ام لا لتجيبها هوليا بوجهها المبتسم " اخبرتكِ انني حللت الامر، اخذت الاذن بدلاً عنكِ لا تقلقي وايضا هاتفكِ لازال بسيارتنا بالخارج سنأخذه عند خروجنا" رد شاب بجانبهم لم يكمل الرابعة عشر من عمره ليقول " هل هناك مشكلة استطيع مساعدتكم بها " ضحكت هوليا وهي تنظر له قائلة " لا ياروحي شكرا لك" وقبلت ابنتها من رأسها وهي تغمز لها قائلة " هذه أمور بين الأم وابنتها لا يمكنها الخروج للعلن " ابتسمت لي لي لها وهي لازالت تستغرب هذا المكان والسهرة والتجمعات التي لم تعتاد عليها، تحركت لتذهب للحمام مستأذنة منهم، عرضت هوليا عليها ان تذهب معها ولكن رفضت وقالت لا داعي هذه المرة فلقد علمت مكانه جيدا صعدت ريحان لغرفتها تترقب نوافذها وهي قلقة وكأنها تشعر بأمر سيحدث لم يأتيها النوم ولم تترك النافذة وكأنها تنتظر عودتها برغم معرفتها بعدم حدوث هذا و بالنادي الليلي كانت لي لي تسير بين الطاولات والجموع التي ترى وجوههم الاخرى لأول مرة فهي غير معتادة على هذه الأماكن و رؤية الرجال يشربون مع النساء ورؤية ما يحدث بالزوايا من احضان و قبل وطبعا البقاء خارج المنزل بهذا المكان لهذا الوقت المتأخر ، ولكن مع الأسف سن المراهقة الخطرة يكون كل شيء ممنوع مرغوب والعقل لا يميز الصح من الخطأ و خاصة ان كان هذا القلب الصغير يعاني من اضطرابات نفسية قوية عاصفة حينها يسير كالمنقاد دون تفكير او اي تدابير وخاصة ان قدوته و كبيره هو من يحرضه على هذا وبعد ان غسلت صغيرتنا يدها و وجهها خرجت من الحمام ، وجدت شاب صغير لم يكمل عامه الثامن عشر يقف أمامها مبتسماً وهو يعرفها على نفسه قائلاً " انا كوزي شاديد" تحركت دون الاهتمام به ليتحرك ليقف مرة اخرى امامها، تضايقت منه لتتحرك مرة أخرى جانباً كي تكمل سيرها دون اهتمام او اعتبار له، ولكنه لم ييأس ضحك اكثر و وقف من جديد وهو يقول " لا مهرب لكِ مني، اردت ان نتعرف فقط ومن ثم سأسمح لكِ ان اردتي " نظرت له وهي غاضبة منه لتقول " ما بك، لا اريد ان اتعرف وما شابه، اتركني وشأني " بقي الشاب امامها يستمع لها وهو صامت دون رد فقط يبتسم بوجهها لتتحرك بغضب اكثر كي تبتعد ولكنه من جديد لم يتركها وقف أمامها بنفس ال**ت لتخرج غضبها عليه قائلة " لا تعتقد انني ضعيفة سأقطعك دون ان يرف لي جفن " اقترب كوزاي منها اكثر وهو يقول " تمام اعتذر عن **تي ، ولكنه خارج عن ارادتي فجمالكِ ابهرني وجعلني لا استطيع التحدث " ردت لي لي وهي تتحرك لتبتعد عن خطواته التي بدأت تقترب منها قائلة " استغفر الله ، ما هذا البلاء يا ربي " شردت صغيرتنا بعد تلفظها بهذه الكلمات لتدمع اعينها وهي واقفة بمكانها فبلحظة وبدون ان تشعر تحدثت بنفس حديث ابيها وكأنه هو من كان يتحدث وليست هي فهذه الكلمات كان يتفوه بها حين يغضب من أحدهم اعتقد الشاب انها ضعفت أمام كلماته وانها تفكر بما قاله اقترب منها اكثر وهو يكمل حديثه المعسول رافعاً يده ليضعها على شعرها الذهبي متغزلاً به ، ولكنه لا يعلم انه على موعد للقاء مع أرض النادي حين وجد نفسه يُلف من يده ويتعرقل بقدمه ساقطا على وجهه و هي اعلاه تلوي يده للخلف واضعة ركبتها بمنتصف ظهره قائلة " سأ**رها بالمرة المقبلة ان فكرت ان تعيدها" أسرع الجميع لتخليص كوزاي المتألم من يدها التي كادت ان ت**ر يده من شدة التوائها خلف ظهره اسرعت هوليا بأعينها المتسعة وهي تسحب ابنتها من اعلى الشاب متفاجئة بها جاءت لتعاتب عليها ولكنها رأت وجهها غاضب و عينها التي تشع ناراً وهي تقول لها " وسأعيدها ان فكر بتكرارها " صرخ الشاب بغضب من الخلف واقترب من جديد وهو يهددها و يتواعد لها نظرت له لتقول " ولما التواعد ان اردت ارني قوتك الان " جاءت هوليا لتسحب ابنتها لخارج النادي الليلي ولكنها لم تستطع، فكان الشاب اسرع واقوى منها حين سحب لي لي بقوة نحوه حتى صدمت بص*ره وعيناها تنظر لأعينه بذعر صرخت هوليا بخوف وهي تقول لها " لا تفعل، انها صغيره " وقبل تدخل الناس مرة اخرى جاءته ض*بته الاقوى و ردها الاعنف حين لكمته بوجهه وهي تسحبه للأمام لتلكمه اللكمة الأخرى بإحدى ركبتيه من الخلف لتسقطه مرة أخرى رحم الله والدها الذي لم يقصر بتربيتها وتعليمها كيف تحافظ وتدافع عن نفسها انبهرت هوليا بابنتها ونعتتها بشبيهة البودي جاردات ، كانت تضحك اثناء قيادتها للسيارة بشكل هستيري كلما تذكرتها وهي تلقي بالشاب على الارض نعم كانت تضحك دون ان تنتبه على ابنتها وشرودها و دموعها التي تزاحمت بأعينها حين تذكرت والدها وما كان يعلمه لها وكيف كان حريصاً على متابعتها بدوراتها الرياضية نظرت هوليا لابنتها اثناء قيادتها وهي تقول " من الواضح انكِ حزنتي لأجل ضحكي ولكني لم استطع التوقف عنه ، فلقد خرج كم انكِ تشبهين الرجال" تنقلت نظرات لي لي على والدتها و طريقة ضحكها وما ترتديه وهي تستمع لها ولنصائحها حين اخبرتها بأن الفتاه الجميلة لا يمكنها رفع يدها على اي شاب ، وانها عليها ان تتعلم كيف تتعامل مع الغير دون عنف ، فكونه وضع يده على شعرها ليس آخر المطاف فكان من الممكن ان ترفض وتخبره بطريقة مهذبة او تنادي احد رجال الامن ان طال الأمر وازداد سوءا وخاصة انها ليست لوحدها لتتصرف هذا التصرف الصارم والحاد **تت لي لي وهي تحرك رأسها لتدير نظرها الذي أصبح سابح للنظر أمامها بشرود مؤلم حزين يدوي بإذنها رنين كلمات أبيها و تشديده عليها ان لا تسمح لأحد ان يتخطى حدوده معها ، اختنقت اكثر وهي ترى صورته امامها وهو يحتضنها بفرح بعد كب فوز بالنهائيات المسابقات الرياضية قائلا " ابنتي البطلة من الان وصاعدا لن اخف عليكِ " اذرفت الدموع من اعينها وكأنها شلال نهر جاري وهي تتذكره يقبلها ويخبرها انها من الان وصاعدا تم تعينها الحارس الخاص به اوقفت هوليا سيارتها وهي تقول لها " هل احزنكِ حديثي ، لا تبكي اعتذر منكِ ، اعلم انكِ بسبب ما نشأتي عليه من قوانين صارمة و مشددة جعلتك تفعلين هذا ولكنه ليس هذا باخر المطاف لا تحزني من نفسكِ حتي يمكننا غدا ان نذهب لنفس المكان ونعتذر من الشاب فيبدو انه شخص جيد وسيتفهم الأمر حتى من الممكن ان تصبحوا اصدقاء جيدين فيما بعد " وضعت لي لي يديها على اذنها وهي تبكي طالبهة من امها ان تعود للمنزل ، اخبرتها هوليا انهم اقتربوا من الفندق، لتنصدم حينها بصراخ ابنتها ببكائها العالي وهي تقول" اريد ان اذهب لمنزلي اريد ان اذهب لمنزلي واصبحت تنادي على امها " امي امي " من الواضح ان لي لي ضغطت على نفسها كثيرا حتى وصلت لهذه المرحلة البكاء الهستيري والصراخ و طلبها العودة لمنزلها ولامها الروحانية لم تجد هوليا حل إلا ان تخضع لطلبها و تذهب للقصر بهذا الوقت المتأخر او دعونا نقول انها حين وصلت كانت الشمس قد بزغت اشعتها الخافتة لتبدأ بأنارة الكون شيئاً فشيئا معلنة عن صباح جديد توقعت هوليا ان يطول انتظارها على باب القصر حتى يتم فتح الباب لها تسألون كيف تخطوا البوابة الرئيسية ولكن لا يمكن لحارس الأمن ان يمنع سيارة بداخلها لي لي من الدخول نزلت ريحان سريعاً الدرج لتفتح الباب قبل طرقه مستقبلة ابنتها بحضنها الدافئ مصدومة بحالتها وشدة بكاءها وانهيارها جاء تولاي من الخلف وهو غاضب يتحدث بصوته الصغير الحاد ليقول لهوليا " ماذا فعلتي لأختي لماذا ابكيتيها " نظرت هوليا لحالتهم وهي تقول " ارادت ان تعود اليكم ولم تنتظر للصباح " **تت بعد هذه الكلمات بعد ان راقبت اعينها ابنتها وهي تحتضن ريحان بقوة قائلة لها " أمي اعيدي لي ابي اريد ابي ابي ابي ابــــي " دمعت اعينها من شدة انهيار ابنتها بحضن ريحان ومناداتها لأبيها وسقوطها ارضاً بحضن امها وهي ترفص بأيديها وارجلها رافضة لحقيقة وفاته استيقظ أورهان ليسرع خارجاً من الغرفة وخلفه فضيلة لينصدموا بحلوس ريحان امام الباب وبحضنها طفلتهم المهتزة بانهيارها وصراخها ، بل استيقظ جميع الخدم و تجمع الأمن ليكونوا شهداء على انهيار تلك الطفلة بحضن امها واحتضان اخيها الصغير لها وهو يبكي عليها اقتربت فضيلة وهي تبكي لتجلس بجانبهم وتحنوا على ظهر لي لي واخيها الذي يحتضنها لتهدئتهم دون فائدة فكان صوت ندائها على أبيها يرج القصر ويزلزل جدرانه ، لم تنهار العائلة بهذا الشكل من قبل فانهيار الأطفال زاد استياء الأمر تعكز اورهان بسيره خطوات حتى وصل لتولاي ليسحبه و يحتضنه مهونا عليه بكاءه على اخته ليتفاجأ به هو ايضا يطلب أبيه ويرفض حقيقة موته وفقدانه " ابـي اريد ابـي ابي " كان المشهد اشبه بالتسونامي يض*ب القصر لينسف ويعصف بهم جميعا من يراهم يعتقد انهم تلقوا خبر وفاة أمير الان ، بل من يراهم يعتقد انهم سيلحقون به من شدة تألمهم انهار اورهان واعتصر قلبه بكلمات تولاي الصغيرة و بكاءه ومناداته لابيه ، إنه ابني الذي فتشت عنه في وجوه الآخرين دوماً ، و صبرت ذاتي فيه و إليه ، انه ابني الذي لم تلده ضروعي ولم ترضعه بطوني ، انه ابني الذي ضممته وخبأته بأعماق قلبي ، أنه ابني وان لم تلده ضروعي فهو إبني ، لا تحزن اذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس لقلبك فسوف تجد حولك من ينزع السهم و هو يحارب ليعيد لك الحياة والابتسامة ، فلا ترحل دون سبب مقنع وتعود وانت تتوقع أن مكانك محفوظ و لن يتغير نعم لم يقتلنا غياب من باعنا وتركنا ،فالقلب يتمرد للحنين لهم فالأمومة والحب والاحتواء لا يكتسب بالأموال و الزيف ، بل هو شعور لا ارادي ينبع من القلب فإن اندثر لا ترهق نفسك بطلبه و اعادتها، حتى لا تخض معركة كتب عليها الخسران لازالت هوليا امام باب القصر تنظر نحوهم بحزن و خوف و ضيق فمن منا لم يتأثر بهذا المشهد المميت بحزنه ، فإن كانت صخر للانت و حزنت من شدة الالم والقهر ونداء الابناء لوالدهم بأصوات كادت ان ترعد بالسماء ترج الكون استجابة لقلوبهم الضعيفة الحزينة لم تستطع هوليا ان تقص لهم ما حدث بعد تدهور حالة ابنتها امامها **تت وانسحبت وهي تبرر انها انهارت بعد ان رغبت بالعودة للقصر و تذكرها ابوها واخوها.. اخذت ريحان ابناءها بحضنها لتنام بغرفتها وهي تنتصفهم وتحاوطهم بأجنحتها لتحميهم من وحشية القدر لازالوا ينتفضون بحضنها من اثار بكاءهم المدمي، لم تستطع فضيله ان تعود لنومها ظلت تبكي وتبكي طوال الوقت وكأنه توفي لتوهِ ، تركها اورهان لتعيش حزنها دون ضغط عليها كي تكف عن بكاءها، وكيف سيطلب منها ما لم يستطع عليه هو فلقد كان اورهان يعيش فقده لفلذة كبده مرة اخرى، فكان قد ظن انه كرم بولد اشبه ان يكون من صلبه ودمه ليعوضه عن ابنته ولكن شاء القدر ان يتجرع من نفس الكأس مرةً اخرى ، ليفر الدمع من اعينه حزناً على ما سبق و ما جد فما اصعبه من **ر حين يكون سببه الفقد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD