bc

حكايتي!

book_age12+
39
FOLLOW
1K
READ
revenge
curse
badboy
badgirl
drama
mystery
rejected
crime
virgin
wild
like
intro-logo
Blurb

لكلٍ منّا حكايته المختلفة، ولكن هؤلاء برزوا بحكاياتهم مميزين.

بعضنا أخذته الدنيا لمنحنى ثقيل، والبعض الآخر عاشها مرتاحًا قليلًا.. إلّا أنّ أبطال قصصنا لمْ يذوقوا للراحة طعمًا سوى بعد عناءٍ طويل. بعضهم اشتدّ عليه الأمر درجة الاستسلام، والبعض الآخر ظلّ مثابرًا حتى وصل لخط النهاية.. نهايته الحتمية والمأساوية كانت.

فكيف سيواجه هؤلاء تحديات الحياة لهم لينسجوا كلمات حكاياتهم؟

الجانب الدرامي الواقعي مني: (ندى الشحات).

القثث من محض خيالي ولا ترمز للواقع بشيءٍ، وإن وُجِد تشابه بينها وبين قصص أخرى؛ فهذا فقط من وقع الصدفة.لا أقصد بها إهانة لأي شخصيةٍ أو دينٍ أو شعبٍ من المذكورين.

chap-preview
Free preview
قصة (ظلم المجتمع).
الراوي ذكر. الشخصيات: الراوي، هند، والد هند، ابنة الراوي. …….. كان اليوم أول يوم لي من بعد الحزن والسواد الذي خلّفته وفاة زوجتي وعزيزتي نورهان، لقد تعبتُ كثيرًا لكي أنسى مرارة موتها، ابنتي نور التي أسميتُها هكذا تيمنًا بوالدتها هي التي أرجعتني إلى صوابي، لقد كانت صغيرة وجميلة ودائمًا ما تقول لي: «أبي متى ترجع أمي إلينا؟» لا أعرف من أخبرها بذلك عندما كنتُ غائبًا بين أحزان الحب العميق، نعم الحب جميل عندما يكون الحبيب موجود، غريب وصعب وحزين عندما نفقد الحبيب، لا أظن أنني سوف أحب شخصًا مثل نورهان أبدًا. لقد عدتُ إلي العمل كله من أجل ثمرة حبي نور. كنتُ جالسًا ليلًا على درجات السلالم في واجهة منزلي الصغير ذي الطابقين الذي بنيتُه من أجلي أنا ونورهان أدخن سيجارة شاردًا في ذكرياتي مع زوجتي الراحلة حتى سمعتُ صوتًا أنثويًا رقيقًا يقول: «السلام عليكم.» فنظرتُ للأعلى لأجد هذا الكلام من فتاة تبدو في منتصف العشرين من عمرها. حينها ابتسمتُ لها بهدوء أجيبها: «وعليكم السلام، كيف أخدمكِ أختي؟» «لقد تهتُ ولم أعرف الطريق لأنتي جديدة في المدينة هل تعرف هذا العنوان؟» سألتني هذه الفتاة وأخفضت رأسها بخجل تعطيني الورقة، فأبعدتُ نظري عنها بعدما التقطتُ الورقة منها أنظر فيها، فتفاجأتُ أن العنوان المدون بالورقة هو منزل بنهاية شارعنا بالتحديد. فسألتُها عن المنزل وردتْ بأنه المكان الذي تقطن فيه. فهززتُ رأسي لها إيماءً أرشدها للطريق، وعندما نظرتُ للأعلى مجددًا رأيتُ جمالًا طبيعيًا، رأيتُ فتاة مختلفة عن الكل، لم أرى مثلها. فأبعدتُ عينيّ عنها سريعًا بعدما لاحظتُ خجلها من نظراتي، فتحمحمتُ أعرض عليها أن أوصلها لمنزلها قائلًا: «هل أوصلك؟» «لا شكرًا أخي.» «لا تخافي لن أؤذيكِ، أنتِ وحدكِ وهذا المكان قرب بيتي وأنا انتهيتُ من العمل لتوي.» «حسنًا أنا موافقة.» أومأتُ لها وتركتُها تسير بجواري نفس خطواتي ولكن بعيدًا عنها أرشدها لهذا المنزل الذي تقول أنها تسكنه. ولكن هناك كلام كان يدور في ذهني كنتُ متضايقًا كثيرًا من تفكيري به حتى. أنا أول مرة أرى هذا الجمال، ولكن لمَ تسير وحدها لا أبيها ولا أخيها، كل هذا الجمال ويسير وحده؟ ألا يخشى أبوها عليها؟ تن*دتُ متضايقًا من تفكيري في جمالها، لمَ أفكر بهذه الطريقة الوضيعة؟ لا يحق لي هذا أبدًا. حينها تحمحمتُ وقررتُ سؤالها عن ما يدور بعقلي: «لماذا تسيرين وحدكِ في مدينة تجهلين أناسها وطبيعة مناخها؟ هل لد*كِ أحد هنا تعرفينه؟» «لا أنا أسكن هنا عن جديد، لقد انتقلنا أنا وأبي في هذا الحي الذي رأيته في الورقة فخرجتُ أشتري بعض الأشياء التي نحتاجها.» أجابتني هذه الفتاة بصوت منخفض ونظرها للأرض أمامها تسير إلى جواري ولكن بعيدةً عني، فهززتُ رأسي أسألها مجددًا: «ولمَ لم يخرج أبوكِ بدلًا منكِ؟ حرام عليه أن يترك فتاة مثلكِ لا تعرف الطريق حتى لكي تخرج وحدها.» «لا تحكم على أبي طالما لم تره، ونصيحة لا تحكم على الأشياء من مظهرها أو من النظرة الأولى.» «هل يوجد شيء يفسر عدم ظهور الأب بدل ابنته التي خرجت وحدها غير أنه ظالم أو شرير.» «لقد وصلنا أنظر هذا أبي لم يحتمل فلقد قتله القلق فخرج ينتظر في الشارع المقابل من البيت.» أوقف*ني عن الحديث الساخر وأشارت لمكان أمام المنزل بنهاية هذا الشارع بعدما وصلنا، فنظرتُ نظرة حزن وأسى بعدما وقعت عينيّ على والدها حيث تشير، لقد كان والدها مُقعد لا يستطيع التحرك إلا بالكرسي المتحرك. فنظرتُ لتلك الفتاة نظرة سريعة أعبر عن اعتذاري بها لها لسوء ظني هذا، ثم اقتربتُ من والدها، وبدا شيخًا كبيرًا تقيًا بلحية بيضاء، مددتُ يدي له أصافحه قائلًا: [السلام عليك يا عمي هل أوصلك؟» فصافحني والدها بالمقابل وابتسم مربتًا على كتفي يقول: «شكرًا يا بني.» ابتسمتُ لذلك الشيخ التقي وأشرنُ له تجاه منزلي إذا أراد أن يسألني شيئًا يومًا، فشكرني ونظرتُ لابنته نظرة أخيرة ثم منحتهم ظهري وسرتُ عائدًا لمنزلي أنا. بعد أن أوصلتُ الفتاة إلى أبيها مددتُ جسمي على السرير قليلًا أفكر في ما حدث، هل الفتاة وحيدة أبيها؟ إن كان كذلك فهذا صعب لأن هذا العالم لا يرحم، هل ستخرج دائمًا هكذا وحدها أم ماذا؟ أرهقني التفكير في أمر تلك الفتاة حتى قررتُ النوم أخيرًا بعدما اطمأننتُ على ابنتي ونومها، لا بد أن أنام فأنا أرهق نفسي كثيرًا. ……… أما في منزل تلك الفتاة، أدخلت والدها للمنزل وأعدت العشاء وجلست معه تتناوله، فسألها والدها بعد أن طال نظره لها قليلًا: «هل فعل لكِ شيئًا يا هند؟» «لا يا أبي لم يفعل شيئًا. لقد كان متعاونًا أوصلني للمنزل فقط.» وبعد بعض الحوارات التي دارت بين هند وأبيها، أشرقت شمس الصباح معلنة عن يوم جديد يحمل في طياته الكثير لا نعرف إذا كانت جيدة أو لا. فخرجتْ هند من غرفتها ترتدي ثوبًا طويلًا وحجابها مستعدةً للخروج من منزلها، بحثت عن والدها بعينيها حتى وجدتُه يجلس على كرسيه المتحرك أمام التلفاز، فاقتربت منه تقبل جبينه بحنان ثم قالت: «أبي اليوم سوف أخرج لكي أحضر الدواء لك.» «حبيبتي لا تخرجي، فربما اليوم...» وضعت هند يدها على فم أبيها لا تريد منه أن يكمل لتقول هي: «أبي لن يحدث شيء ما دمت معي.» «وماذا سيفعل أبوكِ يا ابنتي فأنا مقعد كما ترين؟» رد والدها بحزن فعانقت هند كتفيه تحاول إقناعه وطمأنته، وبعد أن أقنعته خرجت تبحث عن الصيدلية لشراء الدواء. ولكنها خرجت دون أن تعرف وجهتها، فظلت تسير بالشارع ذهابًا وإيابًا تبحث عن الصيدلية وأنا كنتُ واقفًا بشرفة منزلي حتى رأيتُها، فأسرعتُ بارتداء ثيابي ونزلتُ لها، اقتربتُ منها متسائلًا: «هل تحتاجين للذهاب إلى مكان ما؟» والتفتت إثر صوتي لتتفاجئ من رؤيتي، ولكنها أخفضت عينيها عني بخجلٍ متسائلةً: «هذا أنت؟» «نعم، هل تبحثين عن مكان ما؟» «نعم، لا أعرف أين الصيدلية.» «سوف آخذكِ إليها.» «لا أريد شكرًا.» «أليس هذا الدواء لوالدكِ المريض؟» «نعم له.» «إذًا لمَ ترفضين مساعدتي؟ سأوفر عليكِ وقتًا في البحث وأوصلكِ للصيدلية سريعًا.» أومأت لي موافقة أخيرًا، فهززتُ رأسي لها وسرتُ وهي بجانبي كما البارحة، كانت الصيدلية بعيدة عن الشارع الذي نسكنه فطال بنا الطريق قليلًا، حينها قررتُ قطع ال**ت بيننا واستمررتُ في سؤالها بضع أسئلةٍ وهي تجيب بتلقائية، فعلمتُ منها أن والدها مقعد بسبب حادث بينه وبين جيرانه كانوا قد تشاجروا وسببوا له هذه الإعاقة، علمتُ أيضًا أنها وحيدة أبيها ليس لها بهذه الدنيا غيره، لا أشقاء ولا عائلة، والدها هذا كان عائلتها. عرفتُ أن والدها تعرض لصدمة أو ما شابه، مع ذلك لم أكف عن الأسئلة لأن ذلك غير كافي بالنسبة لي، لا أعرف إذا كان فضولًا أم اهتمامًا بشأن الفتاة وأبيها. وعلمتُ أن اسمها هند أيضًا، حينها زاد فضولي حولها وسألتُها مجددًا: «هل لد*كِ عمل ما؟» «هل أنت محقق؟ أنت تسأل كثيرًا. على كلٍ أنا أستاذة في اللغة العربية.» «اللغة العربية! غريب مع أنها صعبة، وما المميز بشأنها؟» «الكثير.» أجابتني باختصارٍ فوقفتُ عند شارعين كليهما يؤدي إلى الصيدلية، ولكن أحدهما مختصر والآخر طويل، في هذه اللحظة توقفتُ عن التفكير وأخذتُ أمشي إلى الطريق الطويل، فقد أردتُ أن أعرف أكثر عن هند، لا أريد أن ينتهي الطريق ببضع أسئلة. وبدأتُ أستغل الطريق الطويل وأسألها من جديد: «هل أعرف لماذا تركتم مكانكم الأول؟» «الظن الخاطئ. قصة حزينة حدثت لنا ولكن نحمد الله عليها لأننا عرفنا حقيقة البشر المحيطة بنا. لقد كنتُ فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط، كنتُ أحب المرح والضحك ودائمًا ما يقولون لي أنتِ أبوك شيخ ومحترم كيف لكِ المرح والضحك؟ يجب أن تكوني محترمة ويجب عليكِ ارتداء الخمار لا الحجاب فقط، لماذا؟ لأن أباكِ شيخ. مضحك كلامهم، يعتقدون أن الإيمان يكون بالملابس، يعني لو أني ارتديت خمارًا وعباءة فأنا هكذا أكون مؤمنة، والذي في قلبي؟ ماذا عن قلبي؟ لا يعلمون فربما أنا أكون أشر الناس، أقول دائما ال*قيدة والإيمان بالقلب وأرتدي ما يناسبني بشرط أن يكون محترمًا ولا يفضح العورة.» لا أعرف لمَ شعرتُ بالضيق من حديثها، كنتُ مختلطًا بين شعوري بالأسى على حديث الناس معها وبين شعوري بالضيق من طريقة حديثها وتبريرها لموقفها، فنظرتُ للجانب حيث تسير لأقول: «اسمعيني يا هند، لا تخرج النساء إلا ومعهن محرم هذا أولًا، ويجب أن تحترمي أن أباكِ شيخ، ماذا سيقول عنه الناس أن رأوا مظهركِ وأنت ترتدين ملابس غير العباءة والخمار؟» رأيتُها تبتسم بسخرية ثم نظرت لي نظرة سريعة قبل أن تعيد نظرها للطريق أمامها تقول: «هل يمكنني أن أسألك؟» «بالتأكيد تفضلي.» «هل أنت محرم؟ هل أنت زوجي أو أخي؟ هذا أولًا، أسير معك لأنك ترشدني للطريق رغم أنني لا أريد ذلك، وأنا بجانبك طوال الطريق لم أكن أفكر إلا في نظرات الناس لنا، لا أعرفك ولا هم يعرفونني، ولكنني بحاجةٍ لمساعدتك لا غير. أنا لا أستطيع أن أخرج مع أبي لأنك رأيت حالته هذا ثانيًا. وكيف تربطون حالة الآباء بالأبناء إذا كان أبي مُعلم وأنا فاشلة يقولون لمَ أنتِ فاشلة في الدراسة ووالدكِ مدرس؟ وإذا كان والدي طبيب وأنا مريضة يقولون لمَ أنتِ مريضة ووالدكِ طبيب؟» كل كلمة نطقت بها دارت برأسي تستبيح تفكيري، لقد أقنعتني هذه الفتاة بكلماتها وعلمتُ للتو أنني أخطأتُ الظن فيها، رغم أنني لم أكن لأفكر بهذا الشكل ولكن لا أعرف ما الذي حدث لي لأنطق هذه الكلمات أمامها والتي تُعتبر مهينةً لها ولوالدها من قبلها. ف*نهدتُ وقررتُ تصحيح خطأي قائلًا: «أعتقد أن معكِ كامل الحق، فعلًا هناك نساء يخرجن بلا محرم لأنهن إما بلا محرم أو المحرم لا يقوي على الحماية أو الخروج ويحتجن للمساعدة، أما بالنسبة للربط فنحن نجده غريب أن أباكِ شيخ وينصح الناس على الصواب والخطأ وتارك ابنته، هكذا لن يسمع الناس منه. أما عن قولكِ فإن كان والدكِ طبيب وأنتِ مريضة فهذا غريب أيضًا.» «حسنًا لو كان والدي طبيب أسنان وأنا مريضة السرطان كيف سيعالجني أبي ولا يعلم شيئًا عن القسم الذي يندرج تحته مرضي؟ وماذا لو أن أبي متدين لنفسه وتارك الحرية لي في التدين ولكن بشرط ألا أرتدي شيئًا يظهر جسدي. قل لي ما دخل الناس؟» «كلامكِ كله صواب، ولكن لم تقولي لي لماذا خرجتم؟» «لأنني رفضتُ.» «رفضتِ ماذا؟» «في يوم خرجتُ للذهاب لصديقتي، فجاء شخص وبدأ ينظر لي بنظرة لا تبشر بخير، لم ينتهي هنا بل تبعني إلى أن عرف بيتي وفي اليوم الثاني جاءتني أخته تقول لي أن أخي يريدكِ، وأحبكِ من النظرة الأولى، أنا رفضتُ لا أريد الارتباط لم ارتح له وأنا لا أريد أن أدخل في علاقات أبدًا، وبعد أن رفضتُه لم يرق له، وأخذ رقمي من صديقتي بعد تهديدها ونشر رقمي في كل المدينة، ونشر صوري التي مع صديقتي الأخرى بعدما خانتني هي. وهكذا انتشرت قصة كاذبة عني أني أنا من يقوم بنشر صوري لكي يأتوا لبيتي، وهناك سيجدون غرفة للد***ة، أبي لم يتحمل الهجوم من أصدقائه وجيرانه، لم يصدقوا أبي الذي كان خير عون لهم وخير الناس في الكرم والعطف. وقالوا أني أفعلها لأنني دائمًا ما أضحك وأمرح، وأكيد أنها توقع الرجال في شباكها بضحكاتها، لم يصدق أبي أحدًا ولكنه الوحيد الذي صدقني، حرقوا بيتنا فخرجنا إلى هنا، واليوم أخرج مع شخص غريب أكيد سيقولون إني شخص بلا أخلاق، لا أعرف لمَ لا يتكلمون عن الرجل؟ لماذا فقط المرأة هي من يتأذى؟» لمستني كلماتها كثيرًا، كانت صغيرة على أن تعاني هذا كله ولكن البشر لا يرحمون أحدًا، شعرتُ بالضيق ممن كانوا سببًا في حدوث هذا لها رغم أنني لا أعرفهم، أردتُ الانتقام منهم والأخذ بثأرها ما إن رأيتُ الدموع تسقط من عينيها، ولكنها مسحت دموعها سريعًا وأدركت أننا وصلنا للصيدلية، فدخلتها تشتري الدواء ودفعتُ أنا ثمنه بعد صراع طويل معها، ثم قررتُ إيصالها لمنزلها ولكن بالسير خلفها وبعيدًا عنهة هذه المرة كي لا ألفت أنظار الناس لنا. بعد أن وصلتُ إلى منزلي جلستُ على سريري أتأمل وأفكر في حديثي مع هند، لقد أعجبتني هذه الفتاة كثيرًا وخاصة تفكيرها رغم أنني لم أتحدث كثيرًا معها، ولكن حزنتُ عليها عندما عرفتُ قصتها وأنه كيف يعقل لشخص يتم رفضه أن ينزل إلى هذا المستوى، ويفعل هكذا مع فتاة بريئة؟ كدتُ أخلد للنوم بعدما أعددتُ العشاء لابنتي وتناولتُه معها ثم ساعدتُها في أداء دروسها المنزلية، ولكن فاتورة الدواء الذي اشتريتُه لهند وقعت بيدي، فأمسكتُ بالفاتورة ونظرتُ إليها بتمعن فإذا هو دواء لمرض سرطان الدم. فتحتُ عيناي بصدمة، ماذا؟ سرطان؟ كيف يعقل يا رب؟ هل الرجل مريض بالسرطان؟ بقيتُ ليلتي أفكر في هذه المصيبة وكيف لهذه الفتاة أن تعيش من بعد والدها؟ ولم ألبث صباحًا حتى أسرعتُ بالذهاب لمنزل هند بعدما أوصلتُ ابنتي لمدرستها. ووقفتُ في الشارع المؤدي إلى بيتها، ولكنها لم تخرج، فقررتُ التقدم وطرقتُ الباب وأنا لا أعرف كيف سأبرر زيارتي لهم حتى، حينها فتح لي والدها جالسًا على كرسيه والدموع تملأ عينيه وجسده بأكمله يرتجف. اضطرب قلبي ووجدتُ نفسي أسأله عن ابنته مباشرةً، فانفطر بكاءً يخبرني أنها ماتت. شعرتُ بقلبي ينفطر حزنًا على تلك الفتاة كثيرًا، لم أقا**ها سوى بالأمس وتعلقتُ بها كثيرًا، أخبرني والدها أنها توفيت ما إن عادت للمنزل البارحة ولم يستطع أن يفعل شيئًا سوى اتصاله بالمستشفى وقدوم الإسعاف لينقلها للمشفى وهناك اتصلوا به فورًا وأخبروه أنها توفيت وهو الآن يبحث عن من يأخذه للمشفى ليرى ابنته للمرة الأخيرة ويعانقها قبل توديعها للأبد. كنتُ حزينًا والحزن يغلف قلبي وأخذتُ هذا الوالد المسكين ليرى ابنته للمرة الأخيرة، كانت حزينة بالأمس عندما تركتها أمام منزلها، نظرت لي وكأنها كانت تودعني، تودعني للأبد. أنت عندما ترفضك فتاة ربما ليس لأنك لست جميل أو لأنك فقير، بل لأنك لا تناسب أفكارها أو حياتها أو هي لا تقتنع بالعلاقات، أو قد تكون خائفة من عائلتها لأنها متشددة كثيرًا، هند رفضت الشخص الذي تقدم لها لأنه لا يصلي ودائمًا ما يكون في الشارع ولا يحب الفتاة التي تخرج، وبطبيعة الحال هند ستخرج لأنها وحيدة أبيها، ولكنه لم يرحمها ولم ينظر إلى حالها فقط، أراد أن يرضي غروره، لقد هاجموا شرفها، وطبعًا كما يقول المجتمع الرجل لا يعيبه شيء. ولكنني لم أترك الأمر ينتهي عند هذا الموقف، ذهبتُ إلى المكان الذي كانت تعيش فيه هند، ووضحتُ لهم ما حصل، و شعروا بالحزن الشديد بسبب ظنهم السيء ونظرتهم لهند لأنها تحب الحياة والضحك والمرح قالوا عنها فتاة لا تستحي. ولكن قصة هند هذه مجرد قطرة في بحر ظلم الكثير من الفتيات أمثالها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

نور الصعيد

read
1K
bc

عشق صقر الصعيد

read
2.1K
bc

( عشق العاصم )

read
1K
bc

عشق تحدى الصعاب

read
1K
bc

رواية ادم.. لـ زينب سمير

read
1K
bc

رجل المهام الصعبة.. للكاتبة/ندى محسن ♕Noody♕

read
1K
bc

نورٌ على نور

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook