الفصل 3 : غياب

4164 Words
الاسبوعان التاليان كانا جحيما لهيلين..... خوفها وقلقها يزداد باقتراب موعد الاجتماع مع كريستيان....... وما زاد من قلقها هو اتصال والدتها التي كانت غاضبة جدا وطلبت لقاءها على الفور.... تمكنت من إيجاد بعض الوقت للذهاب للمستشفى.... وصدمت عندما اخبرها الطبيب أن امها تعرضت لانهيار عصبي حاد ليلة أمس بعد ان زارها شخص معين وهددها.... ارتعدت اوصال هيلين.... هل يعقل ان شكها في محله ...... دخلت غرفة أمها. ...التي بدت هادئة بفعل الادوية.... نظرت إليها بحزن وقالت: هل عاد ذلك المتوحش.... هل تأذيتي؟!! نزلت دموع فلورنسا بغزارة وقالت: لقد قال انه من تسبب في حادث السيارة لي ولزوجي.... إنه رجل مجنون.....  صدمت هيلين بسماع ذلك وقالت: لكن مشكلته ليست معك.... أقصد أنا التي ادفع الديون بدلا منه... ولم يسبق ان تاخرت يوما واحدا... عن دفع الاقساط.... لا يوجد ما يجعله يضايقك.... او يضايقني....  ازدادت نوبة البكاء وقالت: لقد اتصل بي قبل شهرين وطلب مني ان أعطيه عنوانك او رقمك... قال انه يريد مبلغا من المال فقد تورط مجددا في القمار.... وعندما رفضت.... واغلقت الخط في وجهه.... انتقم مني... ومن زوجي المسكين.....  إنه متوحش... لقد اتى إلي بالامس وهددني أنه سيقتلني ويقتل ابني اندي إن لم اخبره عن مكانك....  لم تصدق هيلين ما يحدث وسالت دموعها بغزارة.... ما الذنب الذي ارتكبته لتستحق كل هذا.... ومن من من ابيها.....  شعرت بالذنب يقتلها وقالت: أمي أنا آسفة انا السبب.... اعطيني رقم هاتفه..... وساتحدث معه بنفسي.... اعدك ألا يتعرض لك ولعائلتك بعد الآن.... اندي معي ولن يصيبه اي اذى اعدك...  نظرت لها الام بشك وقالت: من اين لك بالمال.... انت تدفعين كل مرتبك لديونه.... كيف ستتصرفين...... مسحت هيلين دموعها وقالت: سأتدبر الامر بطريقة ما فقط ارتاحي وكوني مطمئنة على ابنك وزوجك اتفقنا...  هزت الام رأسها إيجابا..... صحيح أنها لا تحب هيلين لكنها تشعر بالشفقة عليها.... ومع ذلك سلامة عائلتها الصغيرة تأتي في المقام الأول .... عادت هيلين إلى الشركة بخطى متثاقلة.... من أين لها بالمال..... هي لا تريد اللجوء لقرض من البنك.... فقد تسجن إن لم تدفع في الموعد المحدد ....  أفلتت دموعها رغما عنها.....لو كان نيكولاس موجودا لطلبت منه دفعة مقدمة من مرتبها للشهرين القادمين.... ولكن هو ليس موجودا.... كيف ستتصرف.... الوحيد الذي خطر ببالها هو سيزار.... لكن ماذا سيعتقد إن طلبت منه إقراضها المال.... قد يعتبرها امرأة انتهازية.... أخرجت الفكرة من رأسها..... ثم خطر لها الجد ديون....  إنه حلها الوحيد المتبقي.... لكن الرجل أفضاله عليها كثيرة... فهو من قدم لها المنحة لدخول جامعته الخاصة.... ووظفها في شركة حفيده.... من المحرج لها ... ان تطلب منه المال أيضا....  ثم تذكرت ان عليها دفع مرتب المربية التي تعتني باندي في غيابها.... ومصاريف الطعام.... وفواتير الغاز والكهرباء.... وأجرة الشقة.... كما انها اعتادت على التبرع شهريا بمبلغ صغير للميتم الذي نشأت فيه....  شعرت بألم حاد في رأسها..... وتساءلت إن كانت ستتعرض لانهيار عصبي هي الاخرى.....  قطع تفكيرها...  دخول دانييل وويليام الذي قال: هيلين... لدينا اجتماع مهم الآن....لقد تاخرت....  تذكرت الاجتماع ونهضت على عجل وهي تقول: أنا حقا آسفة....  لكن لدي ضغط كبير هذه الأيام.....  نظر إليها دانييل وهو يرى شحوبها وقال: هيلين.... لا تضغطي على نفسك رجاء.... إذا كانت هناك مشكلة سنناقشها في اجتماع مجلس الادارة رجاء لا تأخذي الحمل وحدك ....  شعرت بالدفء من كلامه وقالت وهي تض*ب كتفه مبتسمة: أ**ت أيها الصغير.... أنا أكبر منك.... لا تنسى...  رمقها دانييل بانزعاج وقال: إنها سنة واحدة....  ابتسم ويليام وقال: لكنني أكبر منكما.... وعليكما الآن ان تتجها معي إلى الاجتماع فنحن متأخرون أساسا....  هذان الرفيقان يخففان عنها همومها بالفعل.... هذا ما تعنيه الشركة.... الجميع أسرة واحدة.... يتقاسمون همومهم.... وهدفهم الاول والاخير المصلحة العامة للشىكة وموظفيها.... هذا ما كان يردده نيكولاس أثناء اجتماع الادارة عندما يرى خلافا بين أعضاء المجلس....  وقد صار كلامه قاعدة لديهم ... جميعا.... لكن للاسف هو من نسي ذلك.... وترك الجميع خلفه....  تناقشوا حول كثير من المسائل.... وترددت هيلين قبل ان تقول: السيد كريستيان.... قال أنه لن يوقع الاتفاق إلا بحضور المدير.... الاجتماع غدا....ولا أدري ماذا سيحصل..... انا حقا..  متوترة... إنها صفقة مهمة لنا لنعوض خسارتنا السابقة....  شعر الجميع بالاحباط.... بينما قال مدير قسم المالية: هل تحدثت معه يا آنسة هيلين.... هل اخبرته بالوضع... هزت راسها إيجابا وقالت: لقد قابلته قبل اسبوعين.... واعلن رفضه القاطع....  انتهى الاجتماع والجميع يشعرون بخيبة أمل....  سمعت هيلين بعض الموظفين يتهامسون.... . - ان استمر الوضع هكذا فقد نفلس... المدير يرفض التوقيع ... وخسائرنا تزداد....  - ماذا سيحل بنا إن أفلسنا.... هل سنبقى بلا عمل؟! امتلات عيون هيلين بالدموع... ودخلت مكتبها الجميع خائفون وقلقون.... كيف بإمكان نيكولاس التصرف بأنانية لهذه الدرجة ... ماذا سيحل بالجميع.... دخلت ديانا غرفة هيلين....وهي تشعر بالحزن وقالت معتذرة: آنسة هيلين..... رجاء سامحيني... لم أستطع مساعدتك بشيء .... ولم استطع إقناع نيكولاس....  تن*دت هيلين بعمق وقالت: ديانا رجاء حاولي معه للمرة الاخيرة....أخبريه أنني أريده ان يأتي للشركة غدا....  ترددت ديانا وقالت: أنا اعتذر.... لقد وعدت نيكولاس أنني لن اتدخل بعد الآن....  شعرت هيلين بالاحباط... بينما حزنت ديانا وقالت: عزيزتي هيلين.... كل ما استطيع فعله هو ان اعطيك رقم هاتفه البديل.... إنه يتواصل معي من خلاله..... ابتسمت لها هيلين بامتنان وأخذت منها رقم الهاتف....  غادرت ديانا.... بينما اتصلت به هيلين....  انتظرت قليلا قبل أن يجيب....وسمعت صوته يقول: مرحبا.... من معي.... ؟! شعرت بالتوتر وهي تقول: سيدي الرئيس.... أنا مساعدتك هيلين....  تساءلت إن كان سيغلق في وجهها.... في حين **ت قليلا وقال: ما الذي تريدينه يا هيلاري...؟! كانت متعبة ومنهارة.... ودون ان تشعر نزلت دموعها وهي تقول: أرجوك... تعال إلى اجتماع الغد فقط.... ولن أزعجك بعد الآن.... إنها صفقة مهمة..... للشركة ومن دونها سنفلس.... انت الوحيد الذي يمكنه إنقاذ الشركة....  التزم ال**ت للحظات ثم قال: سأفكر ... لكن لن أعدك بشيء....  أنهى المكالمة.... وهو يشعر بشيء من تأنيب الضمير..... عادت إلى ذاكرته الأيام السابقة عندما كان يدخل كل صباح إلى الشركة.... نظرات الجميع إليه المليئة بالاحترام والتقدير..... ما الذي سيحل بالجميع إن أفلست الشركة....  استلقى على سريره بتكاسل.....ثم فجأة تذكر....كلام والده.... وكيف ان جده يحاول إجباره على الزواج من فتاة لا يريدها.... ستتكرر تلك الحادثة بالتاكيد....  وسيدفع احد ما الثمن كما حدث معه ومع والدته....  التفكير في الامر جعله يغضب..... لاسيما ان ذاكرته عادت به إلى ذلك اليوم المشؤوم.... عندما عاد من مدرسته.... ووجد أمه وهي غارقة في دمائها ... لم تستطع تحمل هجران زوجها لها فانتحرت.... لقد كانت امرأة لطيفة ورقيقة وتحب زوجها كثيرا.... مافعله حطمها.... وانهى حياتها ... لو لم يجبر جده والده على الزواج منها ... لما ماتت.... جده هو المسؤول عن موت امه المسكينة.....  عاد إليه رشده عندما اتصلت به ديانا.... أجاب على الهاتف على الفور.... بينما قالت وهي تشعر بالخوف: عزيزي نيكولاس .... أرجوك ان تسامحني.... لم اكن انوي إعطاء هيلين رقمك.... لكنها ضغطت علي.... ارجوك ألا تغضب مني....  كان منزعجا أساسا وقال: ماذا تعنين بأنها ضغطت عليك يا ديانا؟!.. لم تعلم ديانا ما تقول وأجابت: لاشيء مهم ... انا بخير.....  ضغط على قبضته بغضب وصرخ: ديانا أجيبي....  شعرت ديانا بالندم.... ربما كان من الأفضل أن تلتزم ال**ت.... لكنها من جهة أخرى خشيت ان يغضب منها نيكولاس لأنها اعطت رقمه لهيلين....دون إذنه لاسيما انها....وعدته بألا تتدخل في أمور الشركة.... وهي لا تتحمل ان يفسد أي شيء علاقتها بنيكولاس... أجابت متوترة وقالت: إنه امر متعلق بعرض الازياء لكن لا تقلق انا بخير.... شعر بالكره اتجاه هيلين هي الأخرى.... لن يسامحها على مضايقة ديانا وهو يعلم كيف سينتقم منها....  أغلق الخط دون ان يضيف كلمة أخرى....  انهت هيلين عملها في المكتب....وقررت الاتصال بوالدها.... إنها المرة الاولى التي ستقا**ه فيها في حياتها.... إنها تعلم أنه رجل فظيع..... وهذا يخيفها....  اتصلت به.... وحددت معه موعدا بعد نصف ساعة..... وصلت بعده مباشرة وصدمت برؤيته..... لا يبدو عليه أبدا أنه في الخمسين من عمره..... كما أنه لا يبدو كما وصفته أمها.... رجلا مدمنا ومقامرا....  سارت باتجاهه ببطء وقالت:  هل انت السيد غوستاف؟! نظر إليها بدهشة وقال: هيلين؟!! جلست مقا**ه وهي تقول: هيئتك لا تدل أبدا على أنك قد تهدد أحدا.... او قد تحاول قتل أحد؟! تغيرت ملامحه وابتسم بمكر وهو يقول: يبدو ان فلورنسا لا تخفي شيئا عنك. ... أدركت عندها أن المظاهر تخدع فعلا.... والآن هي تشعر بالخوف من هذا الرجل بالفعل....إنه يذكرها بوالد نيكولاس بطريقة ما....  أرادت الابتعاد عنه بأسرع وقت ممكن فقالت: ما الذي تريده مني.... ما هذا الامر الذي يجعلك تحاول قتل أمي وزوجها.... ؟! نظر لها بنفاذ صبر وقال: أنا في حاجة إلى المال.... تلك المراة الغ*ية لو أنها أعطتني عنوانك منذ البداية لما حاولت قتلها ...  نظرت له هيلين بانزعاج واضح وقالت: ليس لدي أي مال ... اسمعني..... عندما جاء ذلك الرجل الغريب بعد تخرجي هددني...بأنني يجب ان أدفع ديونك بدلا منك ... وقد توصلت معه إلى اتفاق كي لا يقتلني ولا يقتلك.... انا الآن ادفع كل مرتبي لقاء دينك هل تفهم.... كما انني اقترضت من البنك ...  وقد ادخل السجن إن لم أسدد وعندها سيقتلونك بالتأكيد.... ما رأيك....؟! فكر في كلامها جيدا وقال: اريد حلا.... انا في حاجة إلى المال.... حاولت المحافظة على هدوئها وقالت: لا اعلم.... لم لا تبحث عن وظيفة.... انت في صحة جيدة ويمكنك العمل.... وانا اقصد بذلك عملا مشروعا بدل التورط في القمار.... والغرق في ديون جديدة....  نظر إليها بغضب وقال: لم لا تجدين لي عملا إذا....  نظرت له بنفاذ صبر وقالت: ابحث بنفسك.... إن علم احد أنك والدي قد أهسر وظيفتي هل تسمع؟! ض*ب الطاولة بعنف فارتعد جسدها بينما قال: هل هذا كلامك الأخير؟! إنها تشعر بالخوف لكن إن رضخت له الآن ... فسيتعود على مضايقتها كلما احتاج مالا.... فقررت الثبات على موقفها وقالت: هذا كلامي الاخير.... كن ممتنا لأنني لم ابلغ الشرطة.... عن تهديداتك لوالدتي وعن استغلالك لي ولاموالي.....  جذبها من ياقة قميصها وقال: سأقتلك يا هيلين....  اكتفت من كلامه وقالت: هل تعتقد أن الامر يهمني.. صدقني انا ايضا أتمنى الموت.... بعد ان درست وتعبت.... انا اعمل كل يوم لساعات متاخرة.... من اجل ماذا.... من اجل تسديد ديون رجل تخلى عني.... هل تصدق.... انا ساعمل لعشرين عاما القادمة دون أن أحقق شيئا .... بلا هدف أو مستقبل.... حياة كهذه.... لا احد قد يرغب بها على اية حال.... هل تسمع...  دفعها بقوة وقال: انت فتاة ع**دة كوالدتك..... ستندمين يا هيلين....  نظرت له بغضب وقالت: ولعلمك إن أصاب مكروه امي او عائلتها فساتقدم بشكوى ضدك... واتوقف عن تسديد ديونك ... ليس لدي ما أخسره صدقني.... حتى الموت لا يخيفني ...  رمقها بنظرات حاقدة .... ثم غادر....  استعادت نفسها بعد لحظات... وجلست على الارض.... من أين اتتها القوة والشجاعة لتقف في وجهه هكذا.... وهي تعلم جيدا أنه رجل مجرم.... ولا يعرف الرحمة....  لقد أخبرها انها ستندم.... هل يعقل أن يحاول قتلها فعلا؟!... صحيح ان حياتها صعبة وليست جميلة لكنها لا تريد الموت في هذه السن الصغيرة ... صحيح انها لن تتزوج ولن يكون لها اسرة او ابناء.... لكنها تريد البقاء على قيد الحياة ....  ارتعش جسدها للتفكير في الامر..... لكن بعد أن فكرتت قليلا....هو في حاجة إليها من أجل تسديد ديونه ولن يفعل لها أي شيء ....  حاولت إقناع نفسها بذلك.... وعادت إلى منزلها.... استغرب اندي عودتها مبكرة وقال: اختي وجهك شاحب اليوم.... هل انت بخير....  ارتعش جسدها وهي تقول: انا متعبة قليلا... سارتاح في غرفتي ....  ارتمت على سريرها.... وهي تفكر فيما قد يفعله والدها... قد لا يؤذيها هي... لكن قد يؤذي أندي او والدتها..... كما انها لا تستطيع إبلاغ الشرطة كما هددته.... فإن علم أحد في الشركة انها ابنة مجرم  فستطرد بالتأكيد..... وهذا آخر ما تريده....  تلك الليلة كانت الأسوأ في حياة هيلين على الاطلاق... كل المشاكل جاءت دفعة واحدة..... الشركة من جهة وظهور والدها المخبول من جهة اخرى..... ترى هل سيحضر نيكولاس الاجتماع غدا.... عدم حضوره يعني نهاية الشركة..... بكت بحرقة.... وهي تفكر في كل ذلك.... إنها أضعف من ان تتحمل كل هذا بمفردها....  استيقظت في الصباح.... وهي تشعر بصداع فظيع في رأسها..... تناولت الفطور مع اندي الذي كان قلقا عليها....  وقال: اختي لم لا تاخذين إجازة من العمل اليوم.... أنت متعبة؟! ابتسمت له بحنان وقالت: شكرا على اهتمامك .... اليوم مهم جدا للشركة.... يجب ان اكون موجودة....  احتضنته بحنان... وودعته عند باب مدرسته..... الاجتماع سيكون بعد ثلاث ساعات.... هل سيحضر نيكولاس.....؟! قاطع حبل أفكارها اتصال هاتفي من كريستيان الذي قال بسخرية: هل سيحضر مديرك..... فقد ابلغني عملائي انه لم ياتي للشركة منذ شهرين.... ولم يحضر أي اجتماع..... اعتقد انك قلت كلاما أكبر منك.... فانت في النهاية مجرد مساعدة....  شعرت بصداع حاد في رأسها وقالت: سوف ياتي....  انزعج من إصرارها وقال: إن وصلت إلى الشركة ولم أجده.... سأقاضيك بتهمة الاحتيال....  اغلق الخط في وجهها..... في حين ازداد ألم رأسها....  دخلت مكتبها وهي في حالة يرثى لها..... إنها في اعماقها تدرك أن نيكولاس لن يأتي.... لماذا تورطت في كل هذا ما الذنب الذي ارتكبته..... تذكرت قلق الموظفين..... وتخوفهم من مصير الشركة المجهول....  الجميع يبذل جهده في العمل.... ويقدم كل ما لديه للشركة.... لكن نيكولاس.... لا يقدر ذلك.... لقد سمح لوالده المخبول....بالتلاعب باعصابه.... ودفعت هيلين والشركة ثمن ذلك....  مر الوقت سريعا وبقيت أقل من ساعة على موعد الاجتماع....... دخل دانييل؛ ويليام وتانيا مكتب هيلين وهم يشعرون بالاحباط.....  وهيلين لم تكن أفضل حالا منهم.... ض*ب دانييل بيده على الطاولة وقال: ذلك المدير المخبول....لقد دمر الشركة بسبب انانيته وغروره....  هداه ويليام قائلا: أمامنا أقل من  ساعة للتصرف ولدي فكرة جيدة .... نظر ثلاثتهم إليه بينما قال: لنتصل بالسيد ديون....ونطلب منه تعيين مدير جديد للشركة بدلا من السيد نيكولاس ... هو لن يعود إلى الشركة ...ومن تلمستحيل ان تستمر الشركة من دون مدير لنكن منطقيين....  وافقته تانيا الراي وقالت: صحيح أننا لن نجد مديرا افضل من السيد نيكولاس ... لكن ويليام محق....  شعرت هيلين بالحزن لسماع ذلك....لكنهم محقون.... بينما قال دانييل: المعاملات تتطلب وقتا اقصد نحتاج تفويضا من جدي أولا.... ولا اعتقد ان كريستيان سيصدقنا وقد يتهمنا بالتلاعب... و يلغي الصفقة.....  نظرت إليهم هيلين وقالت: لهذا تم اختراع الفاكس.... ساتحدث فورا مع السيد ديون.... وسأطلب منه تفويض شخص يختاره هو بنفسه.... اتفقنا.....  خرج الثلاثة من الغرفة بينما اتصلت هيلين بالجد ديون..... أخذت نفسا عميقا وأطلعته على قرار رفاقها....  **ت الجد قليلا وقال: لا... يا هيلين..... لا يمكنني ذلك.... في الحقيقة.... لقد انشأت فرع روما من اجل حفيدي نيكولاس..... إذا كان نيكولاس لا يريده.... فلا داعي لوجوده بعد الآن.....  صدمت هيلين بسماع ذلك وقالت: لكن يا سيدي.... هناك موظفون حياتهم مرتبطة بهذه الشركة .... الجميع سيخسر مص*ر رزقه..... إنهم آلاف من الاشخاص....  نيكولاس لن ياتي.... وبقيت أقل من ساعة على الاجتماع....  قاطعها الجد ديون قائلا: هيلين.... انت الوحيدة التي يمكنها إقناعه.... أنا ايضا لا اريد لحفيدي.... ان يخسر شركته.... ويتسبب بمأساة لآلاف الأشخاص.... تفهمينني؟! نزلت دموعها رغما عنها وأجابت: أنا افهمك....  انهت الاتصال.... وهي تشعر بالانهيار..... انتهى كل شيء.... نيكولاس لم يأتي.... الشركة ستفلس.....بكل تاكيد.....  وأثناء ذلك.... سمعت طرقا على الباب.... ليدخل نيكولاس ... لم تصدق ما ترى.... وعقدت الدهشة ل**نها.... نظرت له بامتنان وقالت: لقد أتيت فعلا.... لكنه نظر إليها وابتسم بسخرية وقال: لقد أتيت لأخبرك... أنني لن احضر الاجتماع....  تجمدت في مكانها للحظة.....وغزت افكار كثيرة رأسها....  ادار ظهره ليغادر..... لكنه فجاة صدم بهيلين وقد قذفته بدفتر يومياتها..... اصطدم بظهره بقوة... فالتفت إليها بغضب ليصدم بالنظرة التي في عينيها.... كانت عيناها ممتلئتان بالدموع وهي تسير ناحيته وتقول: نيكولاس أنت رجل أناني....لقد خيبت املي.... أين هو الرئيس.... الذي كان يفعل أي شيء من اجل الشركة..... لقد قلت اننا جميعا عائلة واحدة....    نظر كل منهما في عيني الآخر.... بينما قال: الأمر ليس متعلقا بالشركة.... إنه خلاف بيني وبين جدي... قاطعته قائلة: هل تسخر مني..... السيد ديون يملك اموالا لا تعد.... ولديه عشرات الفروع في انحاء العالم....  سقوط فرع واحد لن يؤذيه في شيء... اتسمع.... المتأثر الوحيد هو موظفوك يا نيكولاس....  اولئك الاشخاص الذين يحبونك ويحترمونك.... ويعلقون آمالا كبيرة عليك..... حتى انهم لم يسيئوا بك الظن رغم انك سببت خسارة كبيرة للشركة ... الجميع كانوا يتطلعون لقدومك اليوم على امل ان تنقذهم وتنقذ مص*ر رزقهم.....  سالت دموعها بغزارة وهي تضيف: أرجوك ان تعود إلى طبيعتك.... عد الرجل الذي عرفته من قبل.... الرجل الذي لا يخلط العمل بحياته الشخصية.... المدير الناجح الذي علمني... ان مصلحة الشركة تاتي قبل مصلحته الشخصية.....  كلامها جعله يدرك حقيقة الموقف.... بسبب غضبه من والده وجده.... لم يعد يدرك نتائج افعاله المتهورة....  لقد كان على وشك إيذاء اشخاص يحبونه ويقدرونه.... وهم لا ذنب لهم على الاطلاق....  نظر إلى هيلين.... لكنه صدم عندما انهارت فجاة أمامه.... امسكها بسرعة..... وجهها كان شاحبا.... ازداد شعوره بالذنب وهو يرى حالة مساعدته المزرية.... هو السبب في ما حل بها.....  حملها بين ذراعيه..... بينما دخلت تانيا وصدمت بما تراه وقالت: سيدي ماذا حدث لهيلين....  خرج مسرعا ولحقته بينما قال: يبدو انها مرهقة يجب ان انقلها إلى المستشفى....  وقف دانييل في طريقه وقال: انا سافعل ذلك.... انت عليك حضور الاجتماع.... هذا هو سبب وجودك هنا اليس كذلك؟! حدق فيه جميع الموظفين المتواجدين هناك.. الذين اجتمعوا امام مكتب هيلين بعد ان عرفوا بحضور رئيسهم.... ادرك ان الجميع يتطلعون إليه فقال: سأحضر الاجتماع بالتاكيد....  دانييل أرجوك اعتني بهيلين بدلا مني....  حملها دانييل بين ذراعيه وقال: بالتأكيد.... الآنسة هيلين مهمة لنا جميعا.....  ابتسمت ديانا وهي ترى نيكولاس متجها إلى قاعة الاجتماع رفقة ويليام وتانيا.... وشعرت بالارتياح اخيرا أنه عاد إلى رشده....  دخل نيكولاس قاعة الاجتماع بقامته المهيبة.... وهو يحمل الكثير من الحقد اتجاه كريستيان لاسيما بعد ان اخبره ويليام بالمتاعب التي سببها لهيلين وكيف انه حط من شانها كثيرا..... صدم كريستيان برؤية نيكولاس.... لقد كان واثقا انه لن ياتي......  ابتسم له نيكولاس بتحد وقال: أهلا بك يا سيد دي ليون.... أعتذر عن غيابي في المرة السابقة.... لكنني لم اكن قلقا.... فانا اثق بمساعدتي كثيرا.....وأعلم انها ستقنعك بتحديد موعد آخر للاجتماع وهذا ما حدث فعلاً...  شعر كريستيان.... بالغضب من سخرية نيكولاس وقال: إنها فتاة ع**دة بالفعل..... لو انك لم تحضر لكانت إهانة كبيرة لها على أية حال....  تبادلا نظرات تحد..... ثم بدأوا الاجتماع.... وبذل نيكولاس جهده لفرض شروطه على كريستيان وهذا ما حدث فعلا..... وانتهى الاجتماع بعقد الصفقة بين الشركتين.....  سر الموظفون بسماع تلك الأخبار لقد تم إنقاذ الشركة وإنقاذ وظائفهم.....  مديرهم الشاب لم يتخلى عنهم....  لم تستطع... تانيا منع دموعها من النزول.... لقد كان امرا مؤثرا بالفعل.....ربت ويليام على كتفها وهو يقول: لا الومك فقد مررنا باوقات صعبة خلال الشهرين الماضيين لاسيما هيلين....  أصغى إليهما نيكولاس وقال: ويليام.... رجاء استدعي جميع الموظفين إلى القاعة الرئيسية.....لدي ما اقوله لهم.....  تساءل ويليام عما سيقوله المدير واسرع باستدعاء الموظفين.....  وماهي إلا لحظات حتى اجتمع الموظفون وهم يتطلعون.... وقف مقا**هم وقال: لقد تهاونت عن اداء واجبي كمدير للشركة خلال الشهرين الماضيين....  وقد تسببت لكم في كثير من المتاعب.... أنا آسف واعدكم ألا يتكرر ذلك في المستقبل..... قال ذلك وانحنى امام موظفيه كدليل على صدقه....  تاثر الموظفون بذلك.... وصفقوا احتراما له.... وشعرت ديانا بالفخر وهي ترى ذلك.... غادر القاعة مباشرة ليجد ديانا أمامه.... ابتسمت له وقالت والدموع في عينيها: نيكولاس.... أنا حقا سعيدة.... لأنك عدت كما عهدناك...  هز رأسه إيجابا وقال: ماكنت لأدرك خطئي لولا هيلين....  كما ان وجودك معي ساعدني يا ديانا شكرا جزيلا لك.... أتمنى ان تقبلي ان تكوني حبيبتي....  لم تصدق ديانا ما تسمع ونزلت دموع الفرح من عينيها وهي تقول: أنا موافقة.... يا نيكولاس..... لا تدري كم انتظرت هذه اللحظة....  مسح دموعها بحنان وطبع قبلة على جبينها وهو يقول: لا داعي للبكاء يا ديانا....   قاطع حديثهما اتصال هاتفي من دانييل أجاب نيكولاس قائلا: كيف حال هيلين ؟؟ تردد دانييل قبل ان يجيب: الطبيب قال أنها تعاني انهيارا عصبيا حادا..... إنها نائمة الآن.....  شعر نيكولاس بالذنب اتجاهها وقال: سآتي فورا....  أصرت ديانا على مرافقته.... كما ذهب ويليام رفقة تانيا.....لزيارة هيلين....  كانت تغط في نوم عميق .... في حين راقبها دانييل وهو يشعر بالذنب.... وتذكر كيف انه عاملها بقسوة في ذلك اليوم..... إنها طيبة حقا ولم تحقد عليه بسبب ما فعله.... عندما تستيقظ سيعتذر منها .....  وصل اربعتهم إلى المستشفى.... بينما تحدث نيكولاس إلى طبيب هيلين.... الذي أخبره انها عانت ضغطا وإجهادا كبيرا.... أدى بها إلى انهيار عصبي.... وانها في حاجة إلى الراحة....  خرج دانييل من الغرفة واخبرهم انها تغط في نوم عميق إثر الادوية.... ولن تستيقظ قريبا حسب كلام الطبيب....  ترددت ديانا وقالت: ألم تتصلوا بعائلتها.... تردد ويليام وأجاب: هيلين تعيش وحدها..... لذلك....  شعر نيكولاس بالذنب أكثر.... مع أنها تعمل معه منذ وقت طويل إلا انه لا يعلم شيئا عن عائلتها.... إذا فهي لا تختلف عنه.... إنها تعيش وحيدة مثله....  في حين قال دانييل: لا فائدة من بقائكم هنا.... الآن.... إنها نائمة.....  نظرت إليه تانيا وقالت: معك حق.... أنا سأبقى هنا.... ويمكنكم العودة فيما بعد..... للاطمئنان عليها.....  نظر ويليام إلى نيكولاس وقال: لد*ك الكثير من الامور لتنهيها يا سيدي الوقت ليس في صالحنا ....  اومأ موافقا.... وغادروا جميعا باستثناء تانيا....  دخلت غرفة هيلين.....وشعرت بالأسى عليها.... فقد كانت شاهدة على ما مرت به في المدة الأخيرة.... لقد **دت إلى النهاية ولم تستسلم للمرض إلا عندما تاكدت من عودة المدير.... إنها فتاة رائعة بالفعل وستبذل جهدها لتكون مثلها ....  عاد نيكولاس إلى مكتبه وهو عازم على تصحيح كل أخطائه ... وأثناء ذلك وصله اتصال من شخص غير مت قع إنه السيد اندري صديق جده.... تغيرت ملامح نيكولاس ... المشكلة بدات بسبب هذا الرجل وابنته....  أجاب عليه قائلا: اهلا بك سيد اندري... ماذا هناك...  تردد الرجل قليلا قبل ان يرد: لقد اتصلت لاوضح سوء الفهم الذي حصل ...  لقد زارني والدك قبل مدة... واخبرني انه يريد ان ترتبط العائلتين.... لقد اعتقدت انك موافق.... لذلك اقنعت ابنتي..... لكن عندما تحدثت مع جدك أخبرني ان والدك اختلق القصة ولا اساس لها من الصحة.... لذلك انا اعتذر عن سوء الفهم الذي حصل.....  شعر نيكولاس بالارتياح لسماع ذلك.... إذا لا علاقة لجده بما حصل.... وكل شيء كان بتخطيط من والده.... هيلين كانت محقة.... والده تعمد الضغط عليه....  ليفسد علاقته مع جده.... لقد كان مغفلا.... لكنه لن يسكت عن ذلك....  انهى الاتصال..... وتن*د بعمق.... لقد كاد يخسر شركته وكل شيء.... بسبب والده....  قاطع افكاره دخول ديانا ... ابتسم لها بحب ودعاها للجلوس...  ترددت قليلا وقالت: أتيت للاعتذار.... بصراحة.... انا اعطيت رقمك لهيلين بمحض إرادتي... لأنني أشفقت على وضعها.... لكنني خشيت أن تغضب مني لذلك  قلت انها ضغطت علي.... تن*د نيكولاس بعمق..... لقد ظلم هيلين كثيرا..... وعليه إيجاد طريقة مناسبة للاعتذار منها.....  ابتسم لديانا وقال: هناك امور كثيرة يجب ان تعرفيها عني....صحيح انني قاس.... لكن ليس مع المراة التي أحبها....  توردت وجنتاها وأجابت: انا أيضا أحبك يا نيكولاس....  انصرفت ديانا إلى عملها.... وأنهى نيكولاس توقيع الاوراق الضرورية.....  إنه شعور جميل بعودته إلى مكتبه.... بعد هذا الغياب.... لم يتغير شيء في المكتب..... ولا توجد نقطة غبار واحدة..... بعد عدة ساعات استيقظت هيلين.... لتجد تانيا جالسة إلى جانبها.... ابتسمت تانيا وقالت: عزيزتي هيلين كيف تشعرين....  نظرت لها هيلين.... بحيرة وقالت: أين انا ماذا حدث....  أمسكت تانيا يدها بحنان وقالت: أنت في المستشفى... لقد انهرت بعد حديثك مع المدير.... ونقلك دانييل للمستشفى....  تذكرت هيلين ما حدث ونهضت من سريرها بخوف وقالت: الشركة ... الاجتماع....  اوقفتها تانيا قائلة : اهدئي يا هيلين..... المدير اقتنع بعد حديثه معك .... لقد حضر الاجتماع ... ولقن كريستيان درسا قاسيا.... لقد خرجت شركتنا من الازمة.... وكل شيء بخير الآن ارتاحي....   أصغت هيلين إلى كلامها بدهشة وقالت: هل انت متأكدة....  رمقتها تانيا بانزعاج وقالت: ألا تصدقينني؟! استوعبت.... هيلين الوضع وقالت والدموع في عينيها : الحمد لله....  الحمد لله.... أنا سعيدة حقا....  ربتت تانيا على كتفها بحنان وردت: كل هذا بفضلك يا عزيزتي.... انت أقنعته.... كما انه ادرك خطأه واعتذر من جميع الموظفين..... هل تصدقين؟! استلقت هيلين على سريرها مجددا وهي تقول: فقط عندما ظننت أننا فقدنا كل شيء.... الحمد لله أنه أصغى إلي..... وعاد إلى رشده....  بحثت هيلين عن هاتفها.... واتصلت بالجد ديون.... وهي تبكي فرحا وهي تخبره بما حدث....  شعر الرجل العجوز بالارتياح وقال: كنت اعلم أنك ستقنعينه.... لقد كنت عند حسن ظني يا هيلين.... شكرا جزيلا لك .... كل ما أريده هو التأمين على مستقبل حفيدي..... وانت ساعدتني...   انتهى الاتصال.... ثم تذكرت تانيا شيئا وقالت: صحيح لقد اتى المدير... وديانا وويليام.... ودانييل.... عندما كنت نائمة.... وقد طلبوا مني الاتصال بهم عندما تستيقظين.... أومأت هيلين برأسها بينما اتصلت تانيا بدانييل وهي تشعر بالضيق منه..... راقبتها هيلين وهي بالكاد تكتم ضحكتها وعندما انتهى الاتصال قالت: لماذا لا تستلطفينه..... إنه ودود....  رمقتها تانيا بانزعاج وقالت: إنه قاس.... هل نسيت ما فعله بك.... لقد دفعك... وأوقعك أرضا.... لا اصدق انك تعاملينه بود....  تذكرت هيلين تلك الحادثة وقالت: أجل... لكنه كان غاضبا حينها وانا أعذره.....  تن*دت تانيا وقالت: أنت غريبة حقا يا هيلين....  كان نيكولاس في مكتبه عندما دخل دانييل وقال: لقد اتصلت تانيا.... هيلين استيقظت.... سأذهب الآن للاطمئنان عليها.... هل ستأتي معي؟! أخذ نيكولاس هاتفه ونهض من مكانه وهو يقول: دانييل .... ارجو ان تقبل اعتذاري أيضا....لقد عاملتك بقسوة....  نظر إليه دانييل بقلة حيلة وقال: كل ذلك لا يهم .... المهم أنك ستصحح أخطاءك.... كما انك رغم غيابك فقد اخترت الشخص المناسب لينوب عنك ....  تن*د نيكولاس بارتياح وأجاب: إنها كذلك بالفعل.... اتجه كلاهما إلى المستشفى ... وابتسم دانييل وهو يرى هيلين مستيقظة....بينما رمقته تانيا بانزعاج....  اقترب من هيلين ونقر جبينها وهو يقول: تبدين اجمل بلا نظارات........  ابتسمت له هيلين وقالت: إنها ضرورية للعمل....  انتبهت لوجود نيكولاس.... وتذكرت الحديث الذي دار بينهما... لقد قالت امورا محرجة جدا.... احمر وجهها... بينما أشار دانييل لتانيا ان يخرجا....  انسحبا ببطء.... بينما احنت هيلين راسها وقالت: انا آسفة.... لقد تصرفت معك بوقاحة يا سيدي.... لم أقصد ان اقذفك بالدفتر.... و...  جلس قبالتها وقال: لا انا من يجب ان يعتذر منك يا هيلين.... لقد تصرفت بأنانية.... وجعلتك تعانين الكثير ... انا حقا آسف.... اعدك ألا يتكرر ذلك بعد الآن... وسوف أبذل جهدي لتعويض خسائر الشركة... وسيكون فرع روما افضل من الفروع الاخرى.....هذا وعد....  نزلت دموعها رغما عنها وقالت: يسرني سماع ذلك.... انا واثق من ان للآنسة ديانا دورا كبيرا.... في ما حدث.... فهي فتاة لطيفة.... على خلاف الآنسة ليسيا.... فهي كانت تلهيك عن عملك... و....  نظر لها معترفا وقال: انت محقة.... يا هيلين ... ليسيا كانت كالسم..... خبرتها الكبيرة هي ما جعلني انجرف إليها.... لكن منذ سفرها.... ولقائي بديانا.... تغيرت في أمور كثيرة ....  ابتسمت هيلين لسماع ذلك بينما اضاف: انا وديانا نتواعد......الآن.... وكل هذا بفضلك ...لو لم تختاريها كم**مة للمجموعة.... لما قابلتها.... هزت رأسها نفيا وردت: بل إنه القدر يا سيدي....  نظر إليها بجدية وقال: الاهم من ذلك.... انت كنت عند حسن ظني .... وقد اعتنيت بالجميع في غيابي.... لولاك.... لانهارت الشركة في ظرف قصير.... انا حقا ممتن لك..... وكتعبير عن امتناني.... سأضاعف راتبك.... وامنحك إجازة مدفوعة الاجر لمدة شهر..... لكي تعودي إلى العمل بحيويتك المعهودة.... ما رأيك....  لم تصدق ما تسمع.... زيادة راتب.... هذا يعني ان بإمكانها الآن تسديد الديون والتأسيس لمستقبلها....توركت وجنتاها من الفرح.... مما فاجأ نيكولاس.... تنحنحت وقالت: هذا كرم كبير منك.... لكنني فعلت واجبي بصفتي مساعدتك....  اقترب منها وقبل جبينها وهو يرد: أفضل مساعدة في العالم.....  احمر وجهها خجلا.... بينما قالت: أنت تبالغ يا سيدي....  هز رأسه نفيا ورد: لا ابدا.... كل موظفي الشركة يحبونك.... وهم قلقون عليك.... أعتقد أن هذا دليل كاف.... فقد حافظت في غيابي على لم شمل الجميع.... ابتسمت بقلة حيلة وأجابت: سأقبل مديحك إذا....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD