وفاء منه بوعده لها.... التقى نيكولاس بديانا بعد يومين من أجل أخذها في جولة سياحية.... اختارت ملابسها بعناية.... وحاولت تطبيق نصيحة هيلين بأن تكون طبيعية قدر الإمكان
شعرت بالذهول وهي ترى الكولوسيوم الشهير يلوح لها..... لقد بدا لها الأمر كما لو أنها عادت إلى الماضي... إلى الحضارة الرومانية القديمة..... إذ يعود تاريخ الكولوسيوم إلى سنة 80 ميلادي.... وقد كان ذات يوم ساحة للمصارعة التي تهدف لتسلية الجماهير.... يتكون هذا الهيكل القديم من ثلاث طوابق من الأحجار والخرسانة... والذي كان يستوعب أكثر من 50.000 متف*ج يدخلون من 80 بابا مدعما.....
أصغت ديانا لكلام نيكولاس الذي أخذ يحدثها عن تاريخ المكان....وعدة قصص مثيرة أخرى....
ثم أشار إلى جهة معينة وشاهدت ما يعرف بقوس قسطنطين.....بنى هذا المعلم التاريخي تكريسا لدور الإمبراطور الكبير قسطنطين للاحتفال بفوزه في معركة ميلفيان بريدج، وهو الأكبر من نوعه في روما ويقع إلى جانب الكولوسيوم، إذ بنى في عام 315 م ويعد من أقدم المباني في المدينة ولا يزال يحتفظ بكمية كبيرة من التفاصيل الأصلية والأعمال الفنية.
يبلغ ارتفاع القوس 21 متراً ، وهو مرئي بوضوح من المناطق المحيطة، وهو واحد من المعالم الأكثر شهرة في روما
تمثل الأعمال الفنية والمنحوتات الموجودة على القوس مزيجًا من العديد من الموضوعات المختلفة وتجمع معًا لتشكل عرضًا رائعًا للتاريخ القديم.
استمتعت ديانا بيومها رفقة نيكولاس.... بعد ذلك اتجها إلى أحد المطاعم لتناول الغذاء....
لم تفارق الابتسامة محياها...طوال اليوم.... وقد أحس نيكولاس بشيء من الود اتجاهها فهي تتصرف على طبيعتها ولا تتصنع أمامه....
تمشيا سوية.....ووعدها انه سيرافقها إلى أماكن أخرى في الأيام القادمة.....
في ذلك الوقت كانت هيلين رفقة دانييل وويليام متجهة إلى أحد الاجتماعات.....
كان ويليام يقود السيارة بينما....هيلين تعبث بهاتفها الذكي.... راقبها دانييل بفضول وقال: ما الذي تشاهدينه يا هيلين....
ابتسمت وقالت: إنها إعلانات.... هوايتي المفضلة....
استغرب الشابان سماع ذلك بينما أضافت : لقد **بت هذه العادة منذ طفولتي.... والآن أستطيع تحديد الاعلان الناجح من الاعلان الفاشل...... طريقة عرض المنتجات وأمور أخرى.... كنت أتمنى ان التحق بشركة إعلانات.... لكن انتهى بي الامر بدراسة الاعمال....
ابتسم ويليام وقال: أنا واثق أنك كنت ستخرجين إعلانات مميزة.... لد*ك الكثير من الافكار المدهشة... في حين قال دانييل: لا اعلم ما اقول لقد فاجاتني يا هيلين....
توقفت السيارة امام المؤسسة المنشودة.... نزل ثلاثتهم من السيارة.... ودخلوا....
المفاجاة ان المدير كان امراة في الواقع....
وابتسمت لرؤية هيلين وقالت: وجود امرأة أخرى في الاجتماع لهو امر مشجع....
شعرت هيلين بالود اتجاه السيدة فيرونا....وكما كان متوقعا.... سار الاجتماع بطريقة جيدة.... واتفق الطرفان على عقد صفقة بين الشركتين...
بعد رؤية تعامل هيلين السلس مع السيدة.... شعر دانييل انه مخطئ بشانها.... إنها تبذل جهدها من أجل الشركة فعلا....
تناول الثلاثة الغذاء سوية وأثناء ذلك.... رن هاتف هيلين.... إنه رقم مدرسة أخيها اندي....
أجابت بقلق لتخبرها مدرسته أن اندي نقل إلى المستشفى....
تغيرت ملامح هيلين وهي تغلق الخط وتقول: ويليام علي الذهاب إلى المستشفى المركزي.... اندي تعرض لنوبة ما.....
شعر دانييل بالقلق وأصر على مرافقتهما....
أسرعت هنري إلى الغرفة التي بها اندي بعد ان طمنها الطبيب أنه بخير تماما.... لكنه يعاني مشكلة تنفسية وستخف حدة النوبات مع الوقت....
كان اندي جالسا على سريره عندما دخلت هيلين.... احتضنته بحب وهي تقول: كيف تشعر الآن؟!
بادلها العناق وقال: أنا بخير يا هيلين....
تن*دت بارتياح.... بينما دخل ويليام ودانييل....
ربت ويليام على رأس اندي وهو يقول: ارى انك بخير....
في حين قال دانييل: لم اتوقع يا هيلين ان لك أخا صغيرا كهذا....
ابتسمت هيلين وقالت محدثة اندي: هذا الشاب المشا** هو دانييل قريب مديري في العمل....
داعبه دانييل قائلا: انت لا تشبه اختك... انت تبدو الطف منها بكثير....
نظرت له هيلين بانزعاج وقالت: يالك من فظ.... مع انني دائما أعاملك باحترام....
انفجر ويليام ضاحكا وقال: نحن شركاء الآن ويجب ان نحافظ على علاقة جيدة...
اخذت هيلين اندي إلى المنزل... بعد ان أخبرها الطبيب عن الاسعافات الاولية التي يجب ان تقدمها لأخيها إذا ما تعرض لنوبة أخرى.... ولحسن الحظ كان جدولها لبقية اليوم فارغا....
أعدت العشاء وهي تدندن بأغنية تحبها....في حين. راقبها اندي وقال: هيلين ما نوع العمل الذي تقومين به...؟!
أجابته بابتسامة: أنا مساعدة شخصية لمدير شركة روايال فرع روما.... حاليا المدير في إجازة لذلك اقوم بمسؤولياته بدلا منه....
فكر اندي في كلامها وقال: هذا يعني انك المديرة الآن؟!
فكرت في كلامه وانفجرت ضاحكة عندما ادركت انه محق.... تناولا العشاء... وخلد اندي إلى الراحة...
رن هاتفها.... فأجابت إنه السيد كلين.... يخبرها أن والدتها استيقظت من غيبوبتها وهي تريد مقابلتها...
شعرت بالارتياح لسماع ذلك.... ستذهب إليها في الصباح الباكر.... لكن بعد لحظات أدركت أنها لم تقابل أمها منذ سنوات طويلة .... آخر مرة تحدثت إليها كانت قبل خمس سنوات عندما تخرجت من الثانوية....
ترى كيف ستعاملها والدتها....
لم تستطع النوم تلك الليلة..... وهي تفكر.... وفي الصباح أخذت اندي إلى مدرسته.... ثم اتجهت إلى المستشفى.... ترددت كثيرا قبل ان تدخل غرفة والدتها... كانت تحمل باقة ورود حمراء.... ودخلت وهي تقول: الحمد لله على سلامتك يا أمي....
رمقتها فلورنسا بنظرات باردة وقالت: ليس عليك التظاهر بالود اتجاهي انا واثقة من انك تشمتين لما حل بي وبزوجي....
لم تصدق هيلين ما تسمع وقالت: رجاء.... لا تفكري هكذا.... بغض النظر عن الخلافات التي بيننا.... أنت ستبقين أمي التي انجبتني....
أشاحت بنظرها عنها وقالت: كلام فارغ.... اخبرني صديق زوجي أنك تعتنين بأندي....هل هو بخير؟!
شعرت هيلين بألم في قلبها هذه المرأة تكرهها من أعماقها..... جاهدت لتمنع دموعها من النزول وقالت: إنه بخير.... ولا يعلم شيئا عن الحادث....اخبرته انكما مسافران....
تن*دت الام بارتياح وقالت: هذا افضل لقد كنت قلقة عليه..... ابقيه معك.... إلى ان تتحسن حالتي...
هزت رأسها إيجابا وقالت: ماذا عن زوجك كيف حاله؟!
**تت قليلا ثم قالت: هو ما يزال في غيبوبة.... ولا نعلم متى سيصحو....
شعرت بالأسى عليها وقالت: ستتحسن صحته بإذن الله كوني متفائلة....
رمقتها بنظرات منزعجة وقالت: كفى نفاقا....
اكتفت هيلين من الاهانات وقالت: سأعود لزيارتك في وقت لاحق وسأحضر اندي معي.... بعد ان اخبره عن الحادث....
خرجت هيلين..... وجلست في حديقة المستشفى وقد سالت دموعها بغزارة........ أمها لا تطيق حتى النظر إليها.... إنها تكرهها..... ألم يكفيها انها تخلت عنها وهي طفلة..... بكت بحرقة... وأثناء ذلك شعرت بيد تربت على كتفها.... رفعت رأسها لتجد رجلا وسيما ينظر إليها بقلق ويقول: هل فقدت أحدا عزيزا عليك ؟!
لاحظت هيئته جيدا.... إنه يجلس على كرسي متحرك....
مسحت دموعها واجابت: لا.... لكنني مررت بالكثير من المشاكل مؤخرا.... لذلك.... وجدت نفسي أبكي دون وعي مني....
ابتسم بارتياح وقال: يسرني سماع ذلك....
شعرت بالدفء يدخل قلبها وهي ترى ابتسامته العفوية وقالت: شكرا جزيلا لك.... انت شخص لطيف...
هذا الرجل الغريب عنها شعر بالقلق عليها في حين ان والدتها نبذتها.... يالهذه المفارقة العجيبة....
مد يده لها وقال: اسمي البرت....
صافحته بابتسامة وقالت: انا هيلين... تشرفت بمعرفتك.... هل تقيم في المستشفى منذ وقت طويل...
تن*د وقال: منذ سنة تقريبا....
شعرت بالحزن لسماع ذلك.... بينما اخبرها انه تعرض لحادث.... قبل سنة .... الاطباء يقولون انه ليس هناك ما يمنعه من المشي.... لكن العامل نفسي.... إذ ان زوجته هجرته مباشرة بعد الحادثة..... وهو يعاني صدمة منذ ذلك الحين.... انتابها حزن شديد وهي تسمع قصته.....ودون وعي منها امسكت يده وقالت: ألبرت... ما رأيك ان نكون صديقين.... وسأزورك من حين لآخر....
ابتسم لها بحزن وقال: رجاء لا تقطعي وعدا... لا تستطيعين الوفاء به.... وأيضا لست في حاجة لشفقتك....
حرك كرسيه مبتعدا عنها.... في حين بقيت تحدق إليه بقلق.... هي لم تقصد ان تشفق عليه... لقد كانت جادة.... ارادت ان ترد له... الجميل.... لقد خفف عنها حزنها....لذلك....
شعرت بالذنب يقتلها وعادت إلى مكتبها.... لتجد ديانا في انتظارها.... وقد كانت تبتسم بخجل وتقول: لقد أمضيت يوما رائعا مع نيكولاس..... وقال انه سيخرج معي....مجددا.....
ابتسمت هيلين لسماع ذلك وقالت: حظا موفقا.... أتمنى ألا يؤخرك ذلك عن عملك يا عزيزتي....
شعرت ديانا بالتوتر.... فقد نسيت العمل تماما.... ولم تحرز تقدما في الرسم.....
لكنها ابتسمت وأجابت: ستكون المجموعة جاهزة بعد ثلاثة أيام يا هيلين.. .
ابتسمت هيلين برضى وأثناء ذلك... رن هاتفها.... إنه الاسباني.... كريستيان.....
ردت عليه بينما قال بتعالي: سآتي إلى روما بعد أسبوعين..... من أجل توقيع الصفقة.... آمل ان رئيسك سيكون موجودا حينها كما وعدت.....
شعرت بالتوتر.... بينما أجابت: سيكون موجودا أعدك....
انهت المكالمة وتن*دت بعمق.... لاحظت ديانا قلقها وقالت: هيلين تبدين متعبة اليوم.... انت تحتاجين إلى الراحة ....
هزت رأسها نفيا وقالت: لا.... انا بخير.... ديانا هل يمكنك إقناع نيكولاس بالمرور إلى الشركة.... احتاج ان يوقع بعض الاوراق....
غبتسمت ديانا وقالت: إنها فرصة لاتحدث معه....
سأتصل به فورا....
انزوت ديانا بعيدا.... واتصلت بنيكولاس الذي قال: ديانا هل انت متفرغة اليوم؟!
سرت بسماع ذلك وقالت: اجل انا متفرغة....
سره سماع ذلك ودعاها لتناول العشاء معه....
غادرت الشركة بسرعة لتحضر نفسها....مع ان الوقت ما يزال ظهرا.....
تمنت هيلين من اعماقها ان تنجح ديانا في إقناع مديرها..... وأثناء انشغالها .... طرق باب مكتبها ودخل سيزار.... وهو يقول: آنسة هيلين كيف حالك...؟!
صافحته بابتسامة ودعته للجلوس وهي تقول: من النادر ان تزورني في مكتبي....
ابتسم وقال: انا اتصل بنيكولاس منذ يومين لكن هاتفه مغلق....
شعرت بالاحباط وقالت: إنه يمر ب*روف خاصة... وانا اتولى المسؤولية بدلا منه....
أصغى لكلامها باهتمام وقال: يسرني التعامل معك يا آنسة....
شعرت بالفخر.... فهو احد القلة الذين لم يعترضوا على وجودها ....
ناقشا معا الافكار المتعلقة بعرض الأزياء لاسيما ان الاقمشة ستصل بعد يومين.... وكل ما تبقى هو التصاميم....
وقالت هيلين بثقة: الآنسة لوبان قالت انها ستسلم المجموعة بعد ثلاثة أيام.... وسنبدا الانتاج مباشرة ما رأيك.....؟!
ابدى موافقته.... ثم قال: بما ان العمل انتهى.... سأكون سعيدا إن قبلت دعوتي للغذاء....
ترددت قليلا فهي لديها الكثير من العمل.... لكن سيزار طالما كان لطيفا معها.... لذلك... قبلت الدعوة... وتناولا الكافيار في مطعم إيطالي فخم....
شعرت هيلين بالاحراج....فكل الموجودين هم أزواج.... لذلك فالأمر يبدو كموعد بين حبيبين... سبقت نظرة إلى سيزار.... الذي بدا مرتاحا تماما......
شرب عصيره بينما قال: هل أعجبك المكان؟!
ابتسمت له بخجل وقالت: اعترف أن لد*ك ذوقا رائعا....
سره سماع ذلك وقال: في هذه الحالة.... سادعوك في وقت آخر إلى أماكن أخرى....
تساءلت عن قصده واكتفت بابتسامة خجولة..... .
عادت إلى الشركة ووجدت الكثير من الاعمال المتراكمة.... أخذت ملفا معينا وهي تفكر في نيكولاس... هل سيأتي لتوقيع الأوراق ... التأخير ليس في صالح أحد.... وعناده قد يسبب مشكلة للجميع...
أخذت كومة من الملفات يبدو أنها ستعمل لوقت متأخر هذا اليوم.....
حل المساء سريعا..... والتقت ديانا بنيكولاس...... بدا لها أنيقا ببذلته.... وكذلك بدت هي فاتنة.... رقصا معا لبضع دقائق....قبل ان يصل طعام العشاء.... سحب لها الكرسي وجلست وهي تقول: لدي رجاء يا نيكولاس
ابتسم لها وقال: لن أعدك بشيء قبل ان أسمع
ابتسمت رغما عنها وقالت: إنه طلب من هيلين في الواقع.... قالت أنها تريد منك المرور على الشركة لتوقع بعض الأوراق
تن*د بعمق وقال: آسف... لكن لا يمكنني تحقيق رجائك...
شعرت بالاحباط بينما اضاف: قد اوافق لو أنها تخلت عن كبريائها وطلبت مني ذلك شخصيا.... إنها إهانة ان تلجأ إلى واسطة بينما هي مساعدتي الشخصية
فكرت ديانا في كلامه وقالت: هل تعتبر تدخلي إهانة يا نيكولاس...؟!
أمسك يدها بحنان وقال: الامر ليس متعلقا بك.... بل لجوء هيلاري إلى الواسطة هو الاهانة
شعرت بالارتياح لسماع ذلك وقالت: شكرا لك .... وانا آسفة لن اتدخل بعد الآن....
ابتسم لها وقال: هذا ما أريده.....
**ت قليلا ثم سأل بلا مبالاة: هل تحسن التعامل مع الوضع.... هيلاري؟!
تذكرت ديانا أن هيلين اليوم كانت متعبة... فقالت: ٱنها تفعل ذلك بصعوبة وتضغط على نفسها وجهها يزداد شحوبا يوما بعد يوم....
شرب كأسه دون ان يعلق على كلام رفيقته.... ومرت بقية السهرة بشكل جميل.....
كان العمل كثيرا..... لدرجة أنها لم تنتبه لمرور الوقت.... الساعة تشير إلى منتصف الليل بالفعل... الجميع غادر الشركة منذ ساعات وهي وحيدة تماما..... لكن ذلك لم يخفها فقد اعتادت البقاء وحيدة..... قادتها قدماها إلى مكتب نيكولاس.... تخيلته جالسا خلف مكتبه.... وهي تتلو عليه جدول المواعيد....
منذ ان بدأت العمل معه منذ سنتين.... هذه هي المرة الاولى التي تبتعد عنه هذه المدة الطويلة....
تن*دت بعمق وعادت إلى مكتبها.....لتباشر العمل من جديد..... ودون ان تدري غلبها النعاس وهي جالسة إلى مكتبها.....
وخلال نومها رأت حلما غريبا..... لتستيقظ في الصباح التالي وتجد نفسها نائمة على اريكة المكتب يحيط بها غطاء دافئ..... نظارتها على الطاولة المجاورة وكذلك ربطة شعرها...... تساءلت متى نامت على الأريكة....ولاحظت ربطة عنقها على الطاولة أيضا.... استغربت كثيرا فهي لا تذكر أنها نزعتها.... أزالت الغطاء عنها لتفاجأ بأن أزرار قميصها مفتوحة بالفعل....
خفق قلبها لذلك.... وأسرعت إلى الحمام المرفق بالمكتب.... نظرت إلى نفسها في المرآة.... وصدمت برؤية تلك البقه الحمراء على ص*رها وعنقها.... شعرت بالأرض تتمايل تحت قدميها.... هناك من تحرش بها.... هناك رجل قبلها الليلة الماضية دون ان تشعر......
امتلات عيناها بالدموع.... وهي تتذكر ذلك الحلم الذي كان واقعا مرا للأسف.... هناك رجل استغل كونها نائمة ومرهقة ليقبلها.... ويلمسها.... شعرت بالحرارة تغزو وجهها وجسدها.... لتنزل دموعها بغزارة..... هذا الألم أكبر من أن تتحمله..... لقد عاشت طوال حياتها بعفة..... والآن بسبب قلة حذرها هناك من تسلى بها بينما هي نائمة..... مجرد تخيل ذلك يجعلها تتمنى الموت فعلا....
أمضت هيلين بقية اليوم وهي تشعر بالمهانة.... وشعرت بالتوتر وهي تتعامل مع ويليام ودانييل.... لاحظا انزعاجها وتساءلا عن السبب.... كل ما يشغلها هو هوية الشخص الذي من الممكن أن يفعل ذلك.... وللأسف لا توجد كاميرات مراقبة في ذلك الطابق.... ولا يوجد سوى رجال الامن ولا احد منهم يعلم ان هيلين قضت ليلتها في المكتب.... كانت سارحة طول الطريق... لوح دانييل بيدها امامها وهو يقول: هل تعبت من دور المدير بهذه السرعة.... ؟!
حاولت ان تبدو طبيعية وهي تجيب: أنا قلقة على أندي فحسب....
أخذت نفسا عميقا... وأدركت أنها ستثير الشكوك إن لم تستعد نفسها.... لكنها قطعت على نفسها وعدا انها ستعرف الفاعل وتجعله يندم....
حضروا الاجتماع.... وحاولت هيلين تناسي تلك الحادثة..... عادت إلى مكتبها لتجد سيزار هناك بانتظارها.... صافحته وقالت: السيد بول لم يعد يأتي رفقتك.... آمل انه ليس متضايقا مني ...
ضحك لسماع ذلك وقال: لا تفكري كثيرا.... إذا ألم يصلك شيء من نيكولاس.... ؟!
تذكرت اتفاقها مع ديانا وتساءلت إن وافق نيكولاس على طلبها....
هزت رأسها نفيا وقالت: لا اريد إزعاجه خلال إجازته.... سيعود في وقت قريب هذا كل ما أعلمه....
تردد سيزار قبل أن يقول: آنسة هيلين هل انت متفرغة الليلة.... ؟!
استغربت سؤاله وقالت: انا متفرغة بالفعل...
ابتسم برضى وقال: رجاء اقبلي دعوتي للعشاء....
شعرت بالتوتر.... لاسيما انها تذكرت حادثة الأمس في حين أضاف : في الواقع.... لدي عشاء عمل مهم.... وليس لدي مرافقة....إنه حفل اكثر منه عشاء عمل.... سأكون ممتنا لو قبلت...
شعرت بالتوتر وقالت: لكن.... انا لم احضر حفلة من هذا النوع من قبل؟! كما انني لا املك ملابس مناسبة.... ربما الافضل لو اتصلت بإحدى الوكالات لتدبر لك مرافقة....
شعر بالاحباط وقال: لا احب الخروج مع فتاة لا اعرفها....
فهمت قصده وقالت: أنا موافقة.... آمل ألا أسبب لك الاحراج....
ابتسم لها بامتنان وقال: شكرا جزيلا لك.... إذا كنت متفرغة الآن.... الافضل ان ترافقيني سأختار لك فستانا مناسبا.... ونمر على صالون التجميل....
شعرت بالتوتر.... لكنها وافقت مجبرة.... ورافقته....
استقلا السيارة واتجها إلى اكبر مجمع تجاري في روما.....
سارا جنبا إلى جنب ثم أخذ يدها وقال: هذا المحل يعرض فساتين مناسبة للسهرة....
شعرت بالتوتر من لمسته.... بينما دخلا إلى المحل....
استقبلتهما فتاة شابة نظرت إلى هيلين باحتقار وقالت محدثة سيزار: سيدي.... أهلا بك.... كيف يمكنني مساعدتك.... دفع هيلين برفق للأمام....وقال: أريدك ان تختاري ثوبا مناسبا لهذه الآنسة....
انزعجت الفتاة وقالت محدثة هيلين: تفضلي معي رجاء....
لاحظت هيلين انزعاج الموظفة.... وقررت اغاظتها.... اختارت الموظفة ثوبا بلا أكمام يكشف الص*ر والكتفين.... لكن هيلين اعترضت بسبب علامات القبل التي بقيت عليها.... تجولت بعينيها في المحل.... ووجدت ضالتها ثوبا بلون أزرق نيلي.... يغطي ص*رها وكتفيها.... وضيق من جهة الخصر.... ثم ينزل بشكل متموج إلى كعبها....
وختارت معه حذاء مناسبا بكعب عال....
جربته ووجدته مناسبا ثم خرجت دون أن تريه لسيزار الذي قال بفضول: انت قاسية يا آنسة هيلين....
ضحكت لسماع ذلك وقالت: كن صبورا يا سيد سيزار....
أوصلها إلى صالون التجميل.... ثم تركها هناك ليذهب ويحضر نفسه وقال انه سيرسل سائقه لاصطحابها عندما تجهز....
شعرت هيلين بالتوتر.... فهي مرتها الاولى في صالون التجميل... وقف شاب غريب الاطوار خلفها وقال: أي تسريحة تريد الآنسة.... ؟!
نظرت إليه بقلق وقالت: سأذهب لحفل افتتاح فرع جديد لإحدى الشركات لذلك... اريد تسريحة مناسبة...
نظر إليها بانزعاج وقال: هل تعتقدين أنني لست ماهرا بما فيه الكفاية....؟
يبدو انه اكتشف أمرها.... نظرت إليه بخجل وأجابت: أرجو المعذرة هذا ليس ما قصدته.... إنها أول مرة لي في صالون التجميل....
ابتسم لها وقال: حسنا اعتمدي علي....
نزع نظارتها وقال بإعجاب: هذه النظارات تفسد جمال عينيك ....
ثم نزع ربطة شعرها وتركه ينسدل على كتفيها وقال: أنت تهدرين جمال شعرك يا آنسة....
مرر المشط في شعرها وهو يقول: سأجعلك نجمة الحفل....
وبعد عشرين دقيقة.... حولها إلى فتاة أخرى.... ومع لمسة من مكياج خفيف... ابتسمت هيلين برضى وقالت: أعترف انك امهر مصفف شعر يا سيد....
نظر لها بفخر وقال: رونالد.... نادني رونالد....
مدت يدها له وقالت مبتسمة: انا هيلين.... تشرفت بمعرفتك يا رونالد....
ببعد لحظات أتى السائق لاصطحابها بعد ان ارتدت الثوب....وجهزت تماما....
كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء.... عندما وقفت السيارة أمام فيلا فخمة.... فتح لها السائق الباب لتجد سيزار أمامها.... في بذلته الرسمية.... اتسعت عيناه من الدهشة..... بينما أخذ يدها بخفة وطبع قبلة عليها وهو يقول: تبدين فاتنة يا آنسة هيلين....
توردت وجنتاها وقالت بخجل: أنت تبالغ يا سيدي....
نظر لها بإعجاب وقال: نادني سيزار عندما نكون خارج العمل....
تأبطت ذراعه وأحاط خصرها ليدخلا الفيلا الكبيرة.... نظرت هيلين إلى المكان بدهشة.... لم تر مكانا بهذا الجمال وافخامة من قبل.... الأضواء تزين المكان.... وتنع** على الارضية الرخامية للقاعة الكبيرة.... توزع الحضور على شكل مجموعات..... صغيرة.... بينما رحب لورنزو صاحب الشركة بسيزار وابتسم لهيلين قائلا: لد*ك مرافقة فاتنة بالفعل....
عرفهما سيزار إلى بعضهما البعض وفوجئ لورنزو عندما عرف أن هيلين تعمل مساعدة شخصية لنيكولاس فهو صديق قديم له ولم يسبق أن قابل هيلين ولو لمرة واحدة.....
تحدث إليهما مطولا ثم استأذن ليستقبل بقية ضيوفه...
ابتسمت هيلين وهي ترى السيدة فيرونا تنظر إليها بشك لوحت لها هيلين واتجهت صوبها رفقة سيزار....
وقالت: سيدة فيرونا كيف حالك....
ابتسمت لها فيرونا وقالت غير متأكدة.... هل أنت هيلين؟!!!
ضحكت هيلين بينما قال سيزار: أنا ايضا بالكاد تعرفت عليها يا سيدتي....
تحدثوا عن امور كثيرة.....ثم انضم إليهم مجموعة من الأشخاص.... وقد سرت هيلين بالتعرف عليهم.....
احست باجواء مختلفة تماما.....إنها المرة الاولى التي تختلط بها مع أفراد المجتمع الراقي..... التفتت فجأة لتجد شخصا غير متوقع يحدق فيها..... لقد كان نيكولاس ومعه ديانا.... شعرت بالتوتر لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة قابلته فيها....
انتبه له سيزار فأحاط خصر هيلين واتجه نحوهما كانت ديانا ترتدي ملابس أنيقة... فستان أحمر جميل... يكشف عن ص*رها وكتفيها.... ويصل إلى ركبتيها....
ورفعت شعرها على شكل كعكة..... وتضع مكياجا خفيفا..... حدقت في هيلين بدهشة وقالت: لا أصدق... تبدين مختلفة تماما يا هيلين....
بينما اتسعت عينا نيكولاس ولم يعلق.... شعرت هيلين بالتوتر....وتفادى كل منهما النظر في عيني الآخر....
استغرب سيزار الجو الثقيل بينهما.... وقال: هل أسيء الفهم ام ان هناك خلافا بين المدير ومساعدته....
استعاد نيكولاس برودته المعهودة وهو يقول: لا ابدا.... لكن لم اتوقع مقابلتها هنا.... هذا كل ما في الامر... أليس كذلك يا هيلاري....؟!
حاولت ان تبدو طبيعية وهي تجيب: الامر كما قال الرئيس....
راقبتهما ديانا بقلق..... فهي تعلم ان هيلين تمر بأوقات صعبة في الشركة.... كما انها تريد من نيكولاس ان يعود إلى الشركة في أسرع وقت.... الوضع لا يجب ان يستمر هكذا.... كما ان نيكولاس كان واضحا في كلامه.... إذا تحدثت معه هيلين مباشرة....فهو سيوقع الاوراق من أجلها.... لكن يبدو ان سيزار لا يعلم شيئا عن الوضع الذي بينهما..... يجب ان تمنحهما فرصة.... ترددت ديانا ثم قالت محدثة سيزار.... سيد سيزار.... هناك امر مهم اود مناقشته معك.... بخصوص الشركة التي تعاقدت معها السنة الماضية..... استغرب كلامها في حين قالت: من الافضل ان نتحدث على انفراد....
أفلت يد هيلين.... وسار رفقة ديانا.... شعرت هيلين بالاحراج..... وهي تقف بمفردها مع نيكولاس منذ وقت طويل..... ترددت قليلا وقالت : كيف حالك يا سيدي...
نظر إليها ببرود وقال: أنا افضل حالا منذ ان تركت الشركة....
شعرت بالاحباط.....واحنت رأسها.... تأمل منظرها جيدا وقال: بالكاد تعرفت عليك.... تبدين مختلفة تماما يا هيلاري....
أحست بنظراته مثبتة عليها....بينما أضاف: أليس هذا أفضل بكثير....
توردت وجنتاها.... بينما قالت: ومع ذلك... أنا لا اشعر بالارتياح....لست على طبيعتي.... الامر يبدو كما لو أنني أخدع الآخرين....
أطلق ضحكة وقال: أنت تفكرين كثيرا يا هيلاري....
رفعت نظرها إليه.... يبدو في مزاج جيد.... شجعها ذلك فقغلت: سيدي.... أحتاج أن توقع بعض الاوراق المهمة.... سأكون ممتنة لو مررت على الشركة صباح الغد.....
ابتسم بسخرية وقال: أنا مشغول في الغد...
شعرت هيلين بالاحباط بينما أضاف: ربما قد أجد وقتا في الأسبوع القادم....
تذكرت كلامها مع كريستيان وقالت: السيد كريستيان سيأتي ٱلى روما بعد أسبوعين.... وقال انه لن يوقع إن لم تكن موجودا....
أشاح بنظره عنها وأجاب: لقد أخبرتك ... انت قلت ان قراراتي خاطئة... لذلك...
هزت رأسها نفيا وقالت: لكنك اخطأت متعمدا... لأنك كنت غاضبا من جدك.... والآن تلقي بالحمل علي لأنني دافعت عنه....
ابتسم لها بمكر وقال: يبدو أنك تدركين اما يجري تماما......
نظرت له بانزعاج وقالت: انا لست مغفلة يا سيدي.... لكن تصرفاتك غير مسؤولة.... من الواضح أن والدك استغل ضعفك وتعمد قول كل تلك الأشياء للتأثير عليك....
رمقها بنظرات اخرستها وقال: هل تقولين أنني ضعيف الشخصية؟!
شعرت بالخوف منه.... والتزمت ال**ت في حين أضاف: لقد تجاوزت حدودك كثيرا يا هيلاري.....
أدار ظهره لها وغادر.... بينما شعرت بالأسف.... هي لم تقصد قول أمور قاسية له.... إنه غاضب من جده ويلقي باللوم عليها....
شعرت بالاحباط فتوجهت إلى الباب لتاخذ معطفها وغادرت على الفور بعد ان ارسلت رسالة اعتذار لسيزار....
عادت إلى المنزل.... لتجد اندي ينتظرها.... ابتسم لرؤية منظرها وقال: أختي تبدين رائعة....
ربتت على رأسه بحنان ودخلت إلى غرفتها.... دخلت الحمام.... ونظرت إلى نفسها في المرآة.... رأت تلك العلامات على ص*رها وكتفيها.... فنزلت دموعها بغزارة... مهما حاولت فهي لن تستطيع نسيان الأمر....
أخذت حماما وخلدت إلى النوم....
في الصباح التالي ودون وعي منها....وجدت نفسها في المستشفى.... بحثت عن مريض يدعى ألبرت.... وتفاجأ عندما رآها تدخل غرفته.... حيته بابتسامة وجلست على المقعد المجاور له وقالت: كيف حالك اليوم....؟!
ابتسم رغما عنه وقال: لقد اتيت بالفعل....
هزت رأسها إيجابا وقالت: أنا افي بوعودي يا ألبرت....
نظر لها بامتنان وأجاب: آسف لقد تصرفت معك بوقاحة في المرة الماضية....
هزت رأسها نفيا وقالت: انا أيضا قلت كلاما جارحا....
لاحظ الحزن في عينيها وقال: هل حدث معك شيئ؟!
نزلت دموعها رغما عنها وأجابت: لم اجد أحدا.... لأخبره.... لقد كانت حادثة فظيعة....... انت الوحيد الذي خطر على بالي يا ألبرت....
نظر لها بقلق بينما تابعت: لقد تعرضت للتحرش من قبل احدهم.....كنت مرهقة ونال مني النعاس وانا في المكتب.... اعتقدت أنني احلم.... لكن هناك بالفعل من قبلني.... حتى أنه ترك علامات على جسدي....
شعر البرت بالحزن لسماع ذلك وقال: الم تشعري بشيء.... أقصد الم تشعري بلمساته أثناء نومك....
هزت رأسها نفيا وقالت: أخبرتك كل شيء كان كالحلم....
**ت ألبرت قليلا ثم قال: ألم تكوني خائفة من ذفك الحلم....
مسحت دموعها وفكرت في كلامه وقالت: في الواقع اعتقدت انه كان حلما جميلا.... لم يسبق ان تودد رجل إلي من قبل.... لذلك كان شعورا جديدا... بطريقة ما...
أصغى إلى كلامها ورد: توقعت.... لاشك ان الشخص الذي تحرش بك... هو شخص يحبك يا هيلين.... لدرجة انه عاملك بمنتهى اللطف كي لا تتالمي....
توردت وجنتاها لسماع ذلك وقالت: لا يوجد شخص ببالي.... أنا حقا.... لا أعلم....
نظر لها ألبرت بابتسامة ورد: ليس عليك أن تعتبريها ذكرى سيية يا هيلين.... طالما انك لم تتعرضي لأي عنف.... قد تكون بداية لشيء جيد سيحصل في المستقبل.... تفهمينني....
فكرت في كلامه وهي تشعر بالاحراج الشديد.... لكن يبدو انه محق بطريقة ما.... هي نفسها تدرك ان ذلك الشخص كان بمنتهى الرقة وهو يعاملها ولو لمسها بقسوة لاستيقظت بالتأكيد.....
ابتسمت لألبرت بخجل وقالت: شكرا جزيلا لك التحدث معك ساعدني كثيرا يا البرت....
با.لها الابتسامة وقال: لا عليك... يسرني أنني ساعدتك...
بعد ذلك تحدثا عن امور كثيرة أخرى.... ثم ودعته واتجهت إلى عملها.... وهي تشعر بشيء من التفاؤل....
وجدت ديانا في انتظارها وهي تشعر بالقلق.... دخلت المكتب خلفها وقالت: بالامس نيكولاس كان غاضبا جدا يا هيلين ما الذي قلته له ليغضب هكذا....
نظرت لها هيلين وقالت: لقد طلبت منه العودة للعمل...
نظرت لها ديانا بشك وقالت: أتساءل بخصوص ذلك.... لم اره غاضبا هكذا ابدا.... لقد كان يقود السيارة بسرعة جنونية.... حتى انه رفض ان يسهر معي....
أصغت إليها بنفاذ صبر وقالت: هذا لا يهمني....
بينما ر.ت ديانا بغضب واضح: لكنه يهمني يا هيلين.... أنا لا اتحمل رؤية الرجل الذي أحبه في مثل تلك الحال... إنه لا يجيب على هاتفه.... وهو غاضب جدا... اتساءل أي نوع من الكلام القاسي قلت له....
التزمت هيلين ال**ت وهي تتذكر الحديث الذي دار بينها وبين مديرها في حين قالت ديانا: لقد تحملت الكثير لاحسن من مزاجه لكنك افسدت كل شيء بتصرفك..... انت أنانية يا هيلين..... وبسببك نيكولاس لن يعود للشركة أبدا....
خرجت ديانا من الشركة وهي تقاوم دموعها.... نيكولاس في الامس كان شخصا آخر.... غير الذي تعرفه الغضب يسيطر عليه.... اصدمت فجأة بويليام الذي صدم برؤية دموعها وقال: ديانا هل انت بخير....؟!
نزلت دموعها بغزارة وقالت: أنا لست بخير على الاطلاق....
احتضنها بحنان وهو يقول: هوني عليك.... كل شيء سيكون على ما يرام... بكت في أحضانه إلى أن هدات... ثم عرض عليها الذهاب رفقته إلى احد المقاهي ليتحدثا....
شربت قهوتها في حين سألها: هل حبيبك الجديد هو السبب ؟!
نظرت له بحزن وقالت: تقريبا..... لكن...
امسك يدها بحب وقال: عندما كنا نتواعد أنا لم أجعلك تبكين يوما يا ديانا.... ذلك الرجل لا يستحقك.... عليك تركه....
لم تصدق ما تسمع وسحبت يدها من يده وقالت: ويليام هذا يكفي.... صحيح انك لم تجرحني يوما... لكن ذلك من الماضي.... الرجل الذي أحبه...رجل رائع... ولا يمكنني تخيل نفسي مع غيره.... لذلك انسى أمري رجاء.... وإياك وإخبار احد أنني كنت اواعدك في باريس.....
شعر بالاحباط من كلامها.... بينما اخذت حقيبتها وغادرت.... ركبت سيارة أجرة.... وخفق قلبها بشدة عندما اتصل بها نيكولاس يعتذر عن تصرفه الفظ بالامس..... وطلب ان يلتقيها فوافقت.... دخلت المطعم وهي تبحث عنه بعينيها... لوح لها واتجهت ناحيته.... قبل وجنتها وسحب لها الكرسي وهو يقول: لقد خشيت انك ستتركينني.... لقد كنت قاسيا معك...
ابتسمت له وقالت: لو انك لم تعتذر مني لكرهتك بالتأكيد لكن الآن ذلك لا يهم ... نيكولاس انا احبك بكل احوالك.... لذلك في المرة القادمة التي تنزعج فيها رجاء لا تهرب مني....
شعر بالدفء يتسلل إلى قلبه.... ديانا تحبه بصدق.... ابتسم لها بامتنان وقال: صدقا انت فتاة استثنائية....
توردت وجنتاها لسماع ذلك.... أخذها بجولة في سيارة الليموزين.... وسرت بذلك كثيرا.... وأمضت بقية يومها رفقته.... عادت في المساء إلى منزلها وهي تشعر بالتعب..... اخذت حماما ساخنا.... ثم استلقت على سريرها ب**ل.... رن هاتفها وفوجئت باتصال من هيلين: ديانا الاجتماع غدا سيكون عند الساعة التاسعة صباحا ....
شعرت ديانا بهلع شديد.... فقد تذكرت انها لم تحرز أي تقدم في رسم التصاميم.... شعرت بالحرارة تغزو وجهها واجابت: بالتأكيد يا هيلين....
اغلقت الخط وهي تشعر بخوف شديد.... تعلقها بنيكولاس والخروج معه انساها مسألة الت**يم.... تماما.... كيف ستتصرف الآن....
حاولت الرسم طوال الليل..... وقد أحرزت نتيجة لا بأس بها.... وحضرت الاجتماع في الصباح وهي نصف نائمة....
تفحصت هيلين التصاميم رفقة سيزار.... كانت تصاميم جيدة.... لكنها خيبت املها بعض الشيء فقد احست أن ديانا لم تعطي التفاصيل حقها.... وبما ان نيكولاس غير موجود سيكون رأي سيزار هو الأهم.... وبما انه وافق على التصاميم.... سيبدأ الانتاج صباح غد.....
حدق ويليام في ديانا التي بدت مرهقة وتساءل إن كانت لم تنم بسبب خلافها مع حبيبها....
تفقد ويليام التصاميم وشعر هو نفسه بشيء من خيبة الأمل.... انتظر حتى انتهى الاجتماع.... خرجت ديانا أولا ليلحقها ويليام..... لم تنتبه إليه إلا عندما استقل المصعد معها.... رمقته بانزعاج وقالت: ما الذي تريده الم اكن واضحة معك بالأمس؟!
نظر إليها بغضب وقال: تلك التصاميم مجرد قمامة وأي م**م مبتدئ كان سيقدم أحسن منها بكثير....
لم تصدق ما تسمع صحيح انها عملت بسرعة لكن النتيجة كانت مرضية.... نظرت له بغضب وقالت: كيف تجرؤ على قول ذلك يا ويليام..... اسحب كلامك فورا...
نظر لها بتحد وأجاب : لن أسحبه.... ذلك الرجل ايا كان أثر عليك سلبا.... أنا واثق أنه السبب في تلك النتيجة السخيفة.... ديانا يجب ان تنفصلي عنه....
احمر وجهها من الغضب وقالت: انا احبه ولن أتركه أبدا.... وكف عن التدخل في حياتي الخاصة.... هل....
لم تكمل جملتها لأنه قبل شفتيها قبلة حارة.... حاولت إبعاده عنها لكنها لم تفلح وسرعان ما تحولت إلى قبلة ساخنة..... نزلت دموعها رغما عنها وكل ما خطر ببالها هو نيكولاس.....ابتعد عنها بعد ان احس بحاجتها إلى الهواء.... فصفعته بقوة وقالت: أنا أكرهك.... ضغطت على الزر ليفتح المصعد وخرجت منه باكية....
شعر بانه يكره نفسه.... هو لا يدري لماذا تصرف معها بهذه الطريقة ربما لأنه شعر بالغيرة من حبيبها..... مهما حاول سيبقى يحبها رغم كل شيء....