" طفل..'

1233 Words
على جانبٍ آخر كانت تتمدد بداخل أحد المُستشفياتِ الحكومية عبراتها تنساب بلا توقف على وجنتيها لتسقط على الوسادة تُشاركها هذهِ الكارثة التي وقعت بها. لقد ظنت بأنهُ سيتراجع عن القرار بعد تزوجهِ لها اعتقدت بأنهُ قد يُمانع أمام والده ارتباطهُ بغيرها إلا أن ما حدث كان صدمةً لها، أن تستيقظ على خبر عقد قِرانهُ على هذهِ الفتاة قد كان ضربةً قاتلة قد أدت إلى حدوثِ انهيارٍ عصبي لها. فقدانها للوعي بداخل المول أثناء تسكعها مع ابن خالتها مِن أجل شراءِ بعض الأغراض قد جعلهُ يركض بها نحو إحدى المستشفياتِ القريبة لإسعافها. لم تكن على علمٍ بما حدث بل كانت تنتفض رعباً بعد أن استيقظت لا شك أنهُ قد علم الآن ما بها وكُشف سرها سيقوم حسام بقتلها دون تردد. لم تُكذب خبراً وهي تراهُ يدلف عليها كالإعصار وعينيهِ حمراء كبركتي الدماء بينما ينقض عليها مُزمجراً بغضب: -أيتها الرخيصة الو**ة يا عديمةُ الشرف تملصت مِن بين يديهِ وهي تبكي بانهيارٍ قائلة: -توقف حسام أنا مُتزوجة هتف بها بحدة وهو يقبض على خصلاتها ليدلف على إثر الصُراخ بعض طاقم التمريض الذين سارعوا مِن أجلِ الفصل بينها وبينهُ: -أيتها الحقيرة هل تظنين بأن هذهِ الخُدعة قد تنطلي علي؟ لهذا إذاً تركتِ العيش مع والدكِ وأتيتِ للعيشِ معنا حتى لا يُفتضح أمركِ أمامه بكت بين يديِ الممرضة التي كانت تُساندها وهي تهتف بحسام بحدة ناهية: -يا سيد هذا لا يصح بالمشفى هذهِ المشاكل العائلية التي بينكم مِن الأفضل أن تقوموا بحلها خارجاً هناك مرضى يلزمهم الراحة لذا فالأفضل الرحيل قبل أن أطلب الأمن ليُخرجوك مِن هنا أومأ برأسهِ وهو ينفث أنفاسهُ الغاضبة ليتحرك نحو شادن التي كانت تقبع خلف المرأة ليقبض على ذراعها وهو يجذبها نحو الخارج بينما خطواتها مُتثاقلة خائفة مِن الذي ينتظرها وما الذي سيقوم بفعلهِ معها، حاولت التحدث لتهدئتهِ قليلاً وقد بات منظرهم يجذب جميع الأنظار بالمشفى: -حسام تمهل قليلاً أقسم بالله أنني متزوجة ومعقودٌ قِراني أنا لا أكذب تحدث الثاني وهو يخرج بها مِن المشفى بينما أناملهُ تُغرز بداخل لحمها لتتغضن معالمها بألمٍ شديد وعينيها تسكبانِ عبراتها: -اصمتي أيتها النجسة يجبُ على أمي أن تعرف ماهية الفتاة التي تقبع بداخل بيتنا وتقوم برعايتها تلوت بين قبضتهِ وهو يُلقي بها بداخل السيارة وسط هتافها لهُ قُبيل أن يُغلق الباب عليها: -أنا متزوجة ولا أكذب أبداً ولدي العقد الخاص بزواجنا أنا مُحتفظةٌ بهِ إذا لا تُصدقني فأنا سأريها لكما ولكن لا تقومان بفعل شيءٍ يؤذيني. صعد إلى السيارة بجوارِها وهو يتحدث بأنفاسٍ لاهثة مِن فرطِ الغضب: -لا تتحدثي ولا أسمع صوتكِ أبداً إلى أن نصل وإلا قمتُ بقتلكِ الآن ولنا بالحديثِ بقية بعد مرورِ دقائق كانت تبكي بلا توقف وصل كلاهما للمنزل بعد أن كاد أن يُصيبهم حادثاً عدة مرات بسبب قيادتهِ المُتهورة. وصل للمنزل ليقوم بالإمساكِ بها وهو يصعد إلى الأعلى حيث تقبع والدتهُ في انتظارهِ على أحر مِن الجمر بعد مُكالمتهِ لها والتي بثت بها الخوف والقلق خاصةً مِن نبرتهِ الغريبة التي نادراً ما تُصيب ابنها. ثوانٍ وكانت تستمع على صوتِ الباب الذي يُفتح لتُدفع منهُ ابنة أُختها لتُلقى أرضاً لتجفل فادية وهي تركض نحوها هاتفةً بهلع مُحاولةً إسنادِها: -باسم الله عليكِ يا ابنتي ما الذي حدث حسام ما بك؟ نهضت شادن وهي تتمسك بها باكيةً بينما تهز رأسها بالنفي مِن رد فعلها خوفاً مما سيكون أو ستُصبح عليهِ بعد أن يُخبرها حسام بما علم، أما هو فقد اندفع نحوها وهو يهم بتمزيقِ خصلاتها إلا أن والدتهُ قد وقفت حاجزاً بينهما وهي تُسارع بالهتاف به: -تمهل ابني قليلاً ما بك لما أنت مُتحامل على أختك هكذا؟ زمجر بحدة وهو يحاول دفع والدتهِ بعيداً للوصولِ على الثانية التي سارعت بالركضِ نحو حجرتها مِن أجل جلب عقد الزواج الشرعي: -هذهِ الحقيرة التي تُدافعين عنها فقدت وعيها وأنا برفقتها وحينما حملتها للمشفى أخبرني الطبيب بأنها حاملاً لطمت فادية على وجهها وهي تُطلق صرخةً غير مُصدقة ليعاود الثاني الزئير وهو يتحرك نحو الحجرة حتى يقوم بقتلها: -أقسم بالله أنني لن أتركها حية أبداً سأقوم بدفنها اليوم سارعت فادية بالركض نحوهُ وهي تُمسك بهِ خِشيةً مِن فعلِ كارثةً قد تُدمر مُستقبله إلا أن أعينهما قد وقعت على الثانية التي خرجت مِن الحجرة وهي تركض صوبهم حاملة بيديها الورقة الخاصة بالعقد لتصيح بهم مِن وسطِ عبراتها: -هذا هو العقد أخبرتك بأنني متزوجة بعقدٍ شرعي وأنا لا أكذب عليكم التقط منها الورقة وهو يُحدق بها بينما فادية كانت تُحدق بها بصدمة وهي تبكي لتضرب على ص*رها بخفة وهي تهمس مولولة: -يا ويلي يا شادن يا ويلي، ما الذي فعلتهِ بنفسك يا ابنتي؟ كانت عيني حسام تدور بحدة على الورقة التي بين يديهِ ليضحك بسخرية حادة وهو يُعيد على مسامع والدتهِ اسم زوجها العزيز وتاريخ الزواج ليهتف بهم باستهزاءٍ لاذع: -السيدة متزوجة لما يُقارب الشهرين ونحنُ لا ندري بشيءٍ أمي قامت بخداعنا جميعاً والضحك علينا طوال هذهِ المدة كانت تتحدث وتضحك بوجهنا بكل بساطة وكأنها لم تفعل شيء، الحقيرة استطاعت فعلها بكلِ قلبٍ بارد التفتت لها فادية وهي تبكي مُتحدثةً بلوم: -كيف هذا يا ابنتي كيف فعلتِ هذا بنا؟ ارتجفت ذقن شادن بقوة وهي تُحاول التحدث: -والله يا خالتي لم أكن أنوي فعل كلِ هذا لقد كنتُ أعتقد بأنهُ سيأتي إلى هنا مِن أجلِ الزواجِ بي وإشهارِ العقد تحدث حسام بأنفاسٍ غاضبة بعد أن هدأت نيرانهُ قليلاً وإدراكِ صدقها مِن حيث عقد القِران: -إن كان الأمرُ كذلك حسناً إذاً فليأتي غداً بالصباح ويقوم بإشهارِ العقد والزواجِ منك أمام الملأ لم تستطع شادن كبح عِبراتها وهي تبكي هذهِ المرة بينما رأسها يتحرك يميناً ويساراً وشفاهها ترتجف: -لا أستطيع لا أستطيع ذلك ولا هو أيضاً قطب حسام بين حاجبيهِ وهو يقترب منها على وشكِ مُعاودةِ الانفجارِ بها: -ولما؟ لما يا سيدة الحُسنِ والجمال وما الذي سيمنعهُ مِن هذا أم تُريدين مني قتلكما سوياً؟ حاولت هي التحدث لتُجيب بنبرةٍ مبحوحة: -لأنهُ قد تزوج اليوم بواحدةٍ أُخرى وإن علم والدهُ بزواجهِ بي لن يمر الأمر مرورِ الكِرام وسيقوم بقلبِ الدنيا على رأسه أخفضت فادية رأسها أرضاً وهي ترتمي على المِقعد مِن خلفها لتضرب على جبينها عدة مراتٍ وهي تنوحُ بهمساتٍ خافتة بينما هو كان يضحك بسخرية وهو يدور حول نفسهِ كأسدٍ حبيس يحاول البحث عن مخرجٍ ليهتف بهم: -وأيضاً زواج بدونِ علمِ والدِه وإن علِم سيقوم بقتلهِ وفوق كل هذا لقد تزوج واحدة أُخرى اليوم، هل رأيتِ أمي؟ هل رأيتِ ذرية شقيقتكِ لقد غرز رأسنا بالطينِ جميعاً وألحقت بنا العار هتفت فادية بأنفاسٍ مُنتهية ونبرة مُرهقة: -يكفي ابني أرجوك لا تُزد الأمر علي لم أعد بمقدوري التحمل هتفت بهِ الثانية وهي تحاول الدفاع عن نفسها قليلاً: -لقد أخبرتُك بأنني تزوجتهُ ما العار فيما تقول إننا لم نتزوج سراً لقد تزوجنا رسمياً ولولا ببطش والدهِ لما طلب مني التريّث حتى يقوم بإعلانِ أمر زواجنا قاطعها هو هذهِ المرة وهو يُردد بسخرية: -وأين هو الآن يا سيدة؟ هل أوفى بعهدهِ لكِ أم ترككِ وذهب لأُخرى ليتزوجها؟ أفيقي لقد أصبحتِ رخيصة وحقيرة قمتِ ببيعِ نفسكِ مُقابل لاشيء صاحت بوجههِ بحدة وهي تبكي: -يكفي حُسام أنا زوجتهُ رسمياً وأحمل طفلهُ في بطني وهو لم يأتي بالحرام لقد أتى بعد زواجٍ شرعيٍ بي أومأ حُسام برأسهِ وهو يتحدث بابتسامةٍ هازئة: -حسناً إذاً إن كان الأمر هكذا فليعلم بأمرِ ابنهِ إذاً وليُعلن زواجهُ بكِ مِن أجلِ هذا، إن علم بحملكِ بالتأكيد سيقوم بإشهارِ الأمر سارعت هي بالتحدث بلهفة وخوف: -لا حسام لا أرجوك لا أحد يعلم بهذا إن علم بالأمر سأقتل نفسي إن علم لا أستبعد أن يقوم والدهُ بأخذهِ مني ولا أراهُ ثانيةً لا أحد يعلم إلام يصل بهِ حد البطش أو الأذى أشار حسام لوالدتهِ وهو يُغمض عينيهِ أسى: -هل رأيتِ الحال الذي وصلنا إليهِ أمي؟ لقد قامت بتضييعِ حقها هي وطفلها الذي لا ندري كيف سيكون مستقبلهُ والآن وأمام الجميع ما الذي سنفعلهُ نحن ألن يأتي يوماً وبطنها تبرز للملأ بما سنُبرر حينما يسألنا أحدهم ما الذي سنقولهُ لهم؟ لقد تدمرنا. كانت فادية تُحدق بشرودٍ بالفراغِ أمامها وهي تُحاول أن تُفكر للوصولِ إلى حلٍ فيصل وبدونِ مُقدماتٍ هتفت مِن وسط عبراتها بنبرة جامدة: -حسام ستكون أمام الجميع زوجها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD