part 1
لكي يَسترجع الإنسان عافية مزاجه، لابُد لَهُ مِن أجازة يَعتزل فيها البشر لمُدة ستة أشهر، على الأقل مرتين في السنة."
- بوكوفسكي
_________________________________
فى منزل متوسط داخل احدى الاحياء الشعبيه البسيطه...هتاك توجد بطلتنا داخل غرفتها....
تجلس مسندتآ راسها على على الجدار خلفها وهى تشهق وتبكى....لقت ماتت.كانت هذه هى الكلمات الوحيده التى تخرج من فمها...وهى تضع يدها على قلبها وتحاول ان تستجمع قوتها....تحاول ان تتماسك ولو قليلآ... تحاول ان تستعيد رباطه جاشها....لا تريد تصديق كل ما حدث....لا تريد تصديق.ان والدتها فارقت الحياة...وتركتها فى هذه الدنيا القاسيه...لا تريد ان تصدق ان بعد كل هذه المعاناة....وبعد ان خسرت الكثير....لم يرأف بها القدر واخذ والدتها ايضآ.....كم الحياة ظالمه وغير عادله....لتجعل الاشخاص امثال بطلتنا يعانى.....لقد عانت كثيرآ...كلما تحاول الوقوف على قدميها تفاجئها الحياة بالعديد من المصائب الجديده....
تتمنى لو تترك هذه الحياة....لا تريد ان تعيش....لا تريد ان تظل ليوم اخر....فلماذا تعيش...ولمن....ولما......
كانت هذه التسؤلات تحتل كل تفكيرها....فكرت ان تنهى حياتها....فكرت فى ذلك كثيرآ...ولكنها دائما تعود عن تفكيرها وتتراجع عن تنفيذ ذلك....
لم يبق لديها سوى هذه الشقه التى تجلس فيها.. او بالاحرى التى كانت سوف تطرد منها قريبآ ومن من.... من اخيها.....اخيها هو سبب دمار حياتهم...لم يكن هذا حالهم منذ عام...قد كانت حياتهم جميله كانوا يعيشون حياة الرفاهيه...لتدور الايام..ويخسروا كل شئ...وكل ذلك بسبب اخيها حسن...اخيها الذى لا يحب الا نفسه... اخيها الذى دمر حياتهم...ودمر حياتها بالاخص....لتصل الى هذه المرحه وتخسر والدتها بالاخير ....
لكن والدتها قد حسبت حساب هذا اليوم.... وكتبت لها الشقه باسمها خوفآ عليها من بطش اخيها......فقد كان يريد ان يطردها من الشقه مباشره بعد موت والدتها....فقد ادى طمعه الى ضياع كافه اموالهم من قبل....ولكن لم يكتفى بعد...طمعه يعمى بصيرته...فلا يستطيع ان يرى امامه سوى نفسه.....
وضعت يدها على قلبها وهى تتذكر احداث اليوم كله...تتذكر ما حدث معها...لا تدرى ما الذى سوف تعيش من اجله...فقدت كل طاقتها...فقدت من كان يعطيها سببآ من اجل الحياة....لقد فقدت والدتها....لتهطل دموعها بكثافه وهى تقول: مش قادره اعيش من غيرك سبتينى ليه...انتى ال كنتى واقفه جنبى ومخليانى استحمل كل ال حصل....انا خسرت كل حاجه..بس انتى ال خلتينى اعيش....
السبب ال خلى حياتى تكمل راح....انتى رحتى
لتضع يدها على قلبها وهى تشهق وتبكى بالم وهى تتذكر احداث اليوم....
فلاش باك...
تجلس الوالده على فراش الموت وهى تلفظ انفاسها الاخيره وهى تمسك بيد ابنتها نور....
وتتكلم بكلماتها الاخيره...
الام: خلى بالك من نفسك يا بنتى.. انا كان نفسى افضل جنبك واحميكى من كل حاجه فلدنيا... لاكن وقتى جه... انا هموت وارتاح واقابل وجه رب كريم..... اوعى تفتكرى انك لوحدك ربنا جنبك يا ضنايا...
لتسعل قليلآ وهى تحاول ان تكمل كلامها...
نور: علشان خاطرى متقوليش كدا...انتى هتبقى كويسه...وهتقومى مش هتسبيني لوحدى...
لتضغط والدتها على يدها بكل ما تبقى من قوتها وهى تقول: مش بايدى يا بنتى....انا عارفه ان اخوكى حسن قاسى وكل همه نفسه... انا عملت حساب اليوم ده ..انا عارفه انك مستحيل تظلميه...بس هو اكيد هيظلمك...انا كتبت الشقه باسمك يا بنتى...هو ومراته هيدايقوكى انا عارفه بس انتى قدها...
خلى بالك من نفسك يا ضنايا...
نور وهى تشهق وتبكى من هذه اللحظه التى كانت تدعوا الله كثيرآ ان لا تراها...لتحتضن والدتها وهى تقول: انا مش عاوزه حاجه انا عوزاكى انتى.... ونبى خليكى معايا...
لتلفظ والدتها اخر انفاسها وهى تقول: مش بايدى يا ضنايا... اشهد ان لا إله إلاّ الله واشهد أن محمد رسول اللّه...
كانت هذه هى اخر ما تلفظت به والده نور... لتصدم نور من هذا الموقف الصعب الذى تعيشه.... موقف قاسى بكل معنى الكلمه....
بعد انتهاء دفن والدتها ورحيل جيرانها الذين.ساعدوها فى اكمال كافه الاجرائات الازمه من اجل دفن والدتها.... كانت نور تقف كالخرقه الباليه كان روحها قد خرجت من جسدها....
لتجلس امام قبر والدتها وهى تقول: الله يرحمك يا امى.... لتزرف بعض الدموع وهى تردف بقولها: الحياة من بعدك صعبه..ربنى يقدرنى واقدر اعيش..
لتنهض من على الارض وهى تهم بالرحيل والعوده الى البيت....
كانت تجلس فى غرفه المعيشه وهى تستمع الى ايات الله من القران الكريم بينما تجلس بعض السيدات من جيرانها يقومون بتعزيتها ومواستها ....
ليقتحم البيت فى هذه الاثناء اخيها حسن وخلفه زوجته مروه وهو يقول: امى ماتت وخلاص الله يرحمها مفيش عزا يا جماعه....من غير مطرود بره....
لتنظر له السيدات بغير رضا ليتمتم بعضهم ببعض كلمات السخط واللوم على هذا الفتى الغير مراعى لإى شئ غير نفسه....
لتربت واحده من جيرانهم على زراع نور وهى تقول: ربنا يرحمها يابنتى.... لو احتجتى اى حاجه احنا موجودين هنا... امك كانت ست طيبه ومتستاهلش غير كل خير ...ربنا يحفظك يا بنتى...
انتى بميت راجل اصلا...اصل مشفناش رجاله كانت واقفه فى الدفنه ...
قالت هذه الكلمات الاخيره احدى جيرانهم وهى تنظر الى حسن ببعض اللوم والعتاب..
ليجلس حسن وزوجته بعد رحيل الجيران وهو يضع قدم فوق.الاخرى... وزوجته تجلس بجانبه وتبتسم بخبث وهو يقول: اظن كده خلاص امنا ماتت اظن تشوفيلك مكان تانى تقعدى فيه علشان انا هبيع الشقه دى...... اظن من حق كل واحد يشوف حياته بقااا...مفيش داعى اننا نتاخر ونستنى حاجه تانى امنا وماتت...مفيش حاجه تربطنا ببعض تانى...
نور بالم وهى تقول له: امنا...انت متاكد انها امك كمان....انت ازاى متجيش الدفنه ومتقفش جمبى....انا لولا الجيران مكنتش هعرف اتصرف.....اتصلت عليك كتير..وانت ولا هنا....ولما رديت عليا قلتلى.....انك مش فاضى...
فهمنى ازاى مش فاضى تيجى دفنه امك....انا حاسه قلبى بيتقطع عليها...انا مش مصدقه انها خلاص راحت ومش هشوفها تانى..
لتردف بالم وهى تضع يدها على قلبها وهى تنظر له بقله حيله ......فهمنى انت اذاى كدا انا مش فاهمه....لا وكمان مش مكفيك دا كله.دا انت جاى هنا وبكل بجاحه
لتزم نور شفتيها ببعض اللوم وهى تقول: عاوز ترمى اختك فى الشارع..
ليردف حسن بهدوء ونظراته كلها برود وهو يقول: اظن انك عارفه اننا مش خوات... واحسن حاجه لينا ان كل واحد يروح يشوف حياته بعيد عن التانى...
نور بعتاب: هو علشان ابونا مش واحد يبقى مش، خوات... احنا امنا واحده واهى ماتت.. دا انت حتى محضرتش الدفنه... وكمان طردت الناس من هنا... دا انت معندكش دم مش كفايه ان انت السبب فكل ال احنا فيه دلوقتى.....انت السبب...
حسن بدون صبر: انا اعمل ال انا عاوزه....المهم دلوقتى شوفى نفسك هتروحى فين.. انا مش عاوز صداع...
نور بالم: انا مش هروح لمكان... لازم تفهم كدا...
حسن وهو يضحك: دا ال هو ازاى... الشقه هتتباع يعنى هتتباع ومفيش كلام تانى فى الموضوع .. ونتى ملكيش حاجه هنا...
نور: اظن ان امنا هى ال اشترت الشقه دى بفلوسها...
والشقه دى باسم امى مش باسمك... وهى كتبتها باسمى خلاص ... علشان عارفه انك هتعمل كدا.. امنا كانت حاسه انك هتعمل فيا كده....كانت عارفه انك انانى وخسيس...
لينهض حسن بغضب من على الاريكه وهو يقول: ازاى.... يعنى اى الكلام ال انتى بتقوليه دا.... انتى اكيد اتجننتى.....
نور ببعض الحده والالم: ال انت سمعته....
انت ليك حق فلشقه انا مقلتش لا... لان اكيد ليك ورث فامنا.... ونا مش هاكل حقك... لاكن حاليا انا معنديش مكان اقعد فيه غير هنا... والا كان بعنا الشقه واخدت نصيبك...
لتتكلم مروه زوجه حسن وهى تقول: احنا متفقناش على كدا يا حسن... انت قلتلى انك هتكتب الشقه دى باسمى. ولو بعتها انا ال هاخد الفلوس بتاعتها.....
حسن بغضب وهو يتجه نحو نور ويمسك بزراعها وهو يقول: يبقى استحملى العيشه معايا.... هخليكى تندمى على كل دا...
ليلقيها بعد ذلك بحده لتقع على الاريكه وهى تبكى...
عوده من الفلاش باك..
بعد ان عادت من هذه الذكرى التى لا تتفاوت مدته حدوثها الدقائق..
حاولت النهوض من على الارض لتهوى بجسدها المرهق وروحها الخاويه على سريرها لعلها ترتاح قليلآ...كان كل ما يجول بخاطرها هو لماذا يتركها الجميع....هاهى ذا وحيده من جديد...
تتمنى فقد لو بقيت والدتها فقد عانت هذه الفتاة كثيرآ...كانت والدتها تمثل اخر ذره امل فى قلبها...
فقد اضطرت نور الى ترك جامعتها.فقد كانت ملتحقه بكليه ادارة الاعمال.ولم يتبقى لها سوى عام واحد فيها ولكنها اضطرت الى تركها بسبب كافه الاحداث التى مرت بها وايضا بسبب مرض والدتها وحاجتها الى كل المال المتوفر من اجل علاجها......لقد عانت...عانت لدرجه ان قلبها لم يعد يتحمل...تتمنى من الله ان يريحها...لقد قاست مشاق فى هذه الحياة ومرت باحداث يصعب على اى كان ان يمر بها....
تتمنى لو تستيقظ من هذا الكابوس...تتمنى لو تكون نائمه بحضن والدتها كالعاده عندما تحزن....كانت دائما ما تجد حضن والدتها فى استقبالها....كانت دائما ما تجد والدتها بجوارها...لتجد الحياة تعاندها من جديد وتأخذ اخر الاسباب التى جعلتها تتمسك بالحياة...تدعوا الله ان ينهى حياتها..فلا سبب اخر لها حتى تعيش...لا يوجد من تعيش لاجله....
لا يوجد اى سبب لتضع راسها على الوساده ليلآ...وتتمنى الاستيقاظ صباحآ....فقد لا يوجد...
وضعت يديها على وجهها وهى تحاول ان تغلق عينيها.لعلها تريح روحها المن**ره فى ظلمات الحياة القاسيه.....جعلتها هذه الحياة كالخرقه الباليه...وجهها شحب كشحوب الموتى تمامآ لتلقى بجسدها على فراشها..... ...
لتنام اخيرآ بعد يوم.شاق....كان ملئ بالعديد من الاحداث المؤلمه على بطلتنا البسيطه...
__________________________________
فى غرفه حسن...
مينفعش تسيبها كدا.اختك لازم تمشى من هنا...انا مش هستحمل اشوفها ....انت وعدتني ان الشقه دى هتكون باسمى ولو بعتها الفلوس هتكون ليا لازم نخلص من اختك يا حسن انا استحملت اعيش معاك فى الفقر دا بعد ما انت كنت وعدتنى انك هتعيشنى ملكه انا مسبتش الكباريه علشان اعيش كدا ....
كانت هذه الكلمات المسمومه تخرج من فم مروه زوجه حسن....
فقد بلغ بها الغضب الى حد غير معقول....
حسن وهو يقترب منها وهو يحاول تهداتها...وهو يحاول ان يضع يديه على كتفيها...لتبعد يديه عنها بحده وهى تقول: ابعد عنى انا مش ناقصه...اختك مش هتجيبها لبر....
يعنى احنا ال قاعدين فملكها دلوقتى....بدل ما احنا ال نطردها وناخد الشقه...لا كمان وهى فاكره نفسها ان هى ال متكرمه علينا...
حسن ببعض الحده: اهدى يا حبيبتي...انا وعدتك ان الشقه دى هتكون ليكى...ونا قد كلمتى...
احنا لازم نخطط كويس علشان نطلعها من هنا....
وتبقى كل حاجه لينا..
لتنظر له مروه بخبث وهى تقول: يا انا يا انتى يا نور...هخليمى تكرهى حياتك....وتتمنى بس يوم راحه ليكى ومش هتلاقيه..
لينظر لها حسن بخبث اكثر وهو يقول: اكيد يا حبيبتي هتندم...كفايه انها كانت واخده حنان ابويا منى...عاشت هنا كانها هى ال بنته الوحيده وكان ناسينى انا....انا هندمها على كل حاجه..
(نفوس حاقده..بالخبث عائشه....لا ارانا الله امثالهم وجنبنا اياهم....عزيزى القارى...كل منا يبحث عن ملجأ له يفهمه ويحتويه ويقدره...وصدقآ لا ملجآ غير الله عز وجل....لا تدع الحقد يملئ قلبك...ويجعل روحك منبع للظلام...حافظ على ما تملك من الرحمه...لا تنسى انك اليوم موجود...ولكن غدا مفارق)
__________________________________
بعد مرور عامين على هذه الاحداث ها هى بطلتنا نور تستيقظ على صوت منبهها لتحاول ان تنهض من على سريرها تشعر بالم كبير فى جميع انحاء جسدها...
قد اهلكت من كثرة العمل...فهى تستيقظ صباحا.. لتذهب الى عملها فى فندق فهى تعمل فى غسل الصحون....وبعد الانتهاء من هذا العمل تقوم احيانا بعمل اضافى وتقوم بتنظيف الارضيه....او تعمل كجرسونه فى مطعم الفندق
وكل ذلك حتى تستطيع العيش...اخيها لا يعمل ويجبرها على اعطائه المال...واذا لم تعمل لن تجد ما تنفق منه...
وكذلك لن تستطيع ان تطرده من المنزل لتبعده وتبعد شره عنها..لسبب وصيه والدتها...فدائما ما يتردد فى عقلها كلام والدتها وهى تحتضر (انا عارفه انك مش هتظلمى اخوكى علشان كدا كتبت الشقه باسمك...)
دائمآ ما تؤنب نفسها عندما تفكر فى ان تجعله يرحل...
وتعود وتقول لنفسها...لا يجوز ذلك يجب ان اتحمل...
ولكن الى متى سوف تظل تتحمل كل ذلك...لقد اهلكت حقآ...تعبت روحها واسقمت ايامها...لتصبح حياتها عباره عن الم متنقل...تتوزع قسوته على جميع انحاء جسدها..لتشل عقلها...فلا تجد ملجأ لروحها ولا مستقرآ لقلبها....
لتنهض اخيرآ من على سريرها وهى تستغفر ربها وتذهب لتاخذ حمام دافئ لتستعد ليومها....
بعد انتهائها من اخذ،حمامها وارتدائها ملابسها...كانت ترفع شعرها الى الاعلى لترتدى سلسله يوجد بها شكل قلب وهى تقبلها لتسقط دمعه من عينيها لتمسحها.هذه السلسه هى كل ما تبقى لها من والدتها...فقد اهدتها لها والدتها فى احد اعياد ميلادها......
لتجلس على سريرها لارتداء حذائها... وهى تقول: معلش استحمل معايا شويه متتقطعش ان شاء الله هغيرك... لتنظر الى نفسها بان**ار وهى تهم بالخروج للذهاب الى عملها..
عند خروجها من غرفتها قابلت اخيها حسن..قبل ان تهم بالاقتراب من باب المنزل للخروج الى عملها...
ليقول بسماجه...:اى يا هانم فين الفلوس بتاعت انهاردا ولا لازم افكرك كل يوم...
لتنظر له نور بقرف وهى تمسك حقيبتها و تضع يدها فيها لتخرج له بعض المال وهى تتجه الى الخارج..فقد ضاقت انفاسها من هذا المكان...
لتصل بعد قليل من الوقت الى الشارع العمومى..لتستقل مواصله من احدى المواصلات العامه..لتتجه الى عملها فى الفندق...فى.طريق ذهابها الى عملها اخذ،عقلها يفكر كالعاده....فى كل حياتها لترفع يدها وتمسك بلسلسه.التى تحيط رقبتها وهى تضع راسها على نافذه المواصله العامه وهى تقول فى نفسها: عدت ايام كتير على فراقك يا امى.....عدوا سنتين ونا لوحدى...انا حاسه ان حياتى ملهاش لازمه....حاسه ان حياتى كلها متعبه....كل ال بتمناه انى ارتاح ارتاح وبس من كل دا..بقيت كل يوم اعيش على امل انى اروحلك يا امى....لانوا مبقاش ليا حد تانى فلدنيا هنا مبقاش عندى حد...
لتسقط دمعه من عينيها دون ارادتها لتمسحها باصبع يدها وهى تحاول ان تتمالك نفسها قليلآ...
فلا يجب ان تنهار الان....ليس بعد ان خاضت كل ما حدث...
لتصل بعد قليل من الوقت الى عملها لتتجه مباشرة الى الغرفه المخصصه للعمال من اجل تغير ملابسها وارتداء الملابس المناسبه من اجل عملها...
بينما نور تقوم بغسل الاطباق....تتفاجاة بأن سلستها وقعت فى الحوض الملئ بالعديد والعديد من الاطباق المختلفه....لتبحث عنه بجنون...وهى تحاول ان تتمالك نفسها....
لتجدها اخيرآ لتقوم بغسلها بالماء..ثم بعد ذلك قربته من قلبها وهى تقول فى نفسها: الحمد لله انى انتبهت انوا وقع منى والا كنت هخسر الحاجه الوحيده ال فضالالى من امى....
لتضعه فى جيب بنطالها....وتكمل باقى عملها بهدوء...
________________________________
فى مكان اخر يجلس ذاك العاشق المتيم وقلبه كان يعتصر من الالم....
كيف لكل هذا ان يكون،كان هذا كل ما يفكر فيه...
ليتكلم بصوت يملئه الالم وهو يقول: هوصلك ومش هسامح اى حد كان ليه يد فى فراقنا...حتى لو انتى ال اخترتى الفراق....انا مش قادر انساكى هتكونى ليا برضاكى او غصب عنك.....سبتينى علشان الفلوس...انا بقى معايا فلوس كتير.....بقى معايا فلوس ونفوذ يخلونى اعمل ال انا عاوزه....انا راجع..راجع علشان انتقم....وارجع املاكى جاى علشانك يا نور...
ليمسك بهاتفه الموضوع على مكتبه الضخم وهو يتكلم باللغه الانجليزيه بطلاقه ويتحدث الى سكرتيرته : اريد ان تجهز طائرتى الخاصه اليوم..لانى اريد ان اذهب الى مصر..
ثم يغلق المكالمه...لينهض من على كرسى مكتبه...وهو ينظر الى الافق من حوله...قد كان مكتبه فى الطابق المائه واربعين من هذا البناء الكبير المصمم على احدث وجه...قد كان من افخم ناطحات السحاب فى لندن...
وهو ليس سوى فرع من احدى فروع شركاته التى اصبحت منتشره فى معظم انحاء العالم...
تعب وكافح وبدا من الصفر..واجه العديد ونهض ولم يستسلم...يعلم جيدا ان استعادتها ليست بالامر السهل...
لكن لم يكن باليد حيله....
لقد كانا ضحيه مؤامره كبيره حيكت باكمل وجهه...
مؤامره حيكت من اجل تدمير سعادته....من اجل تدمير حياته كلها....لينهض ويصبح اقوى.....واصبح كل ما يجول بخاطره هو الانتقام واستعاده كل ما هو له.... ما اخذ.منه بالقوه....سيستعيده بالقوه ايضآ...لقد عاد لينتقم...ولن يقف احد فى وجهه....
يتمنى لو انتظر قليلآ يتمنى لو فكر ولم يجعل الفضب سيد الموقف...يتمنى لو كان يستطيع فعل الكثير فى هذا اليوم المشؤم....يتمنى لو كانت لديه القوه الكافيه من اجل اخذها ولو بالقوه....
سوف يريهم من هو ارسلان.....من رحل من مصر منذ ثلاث سنوات....ليس هو نفس ارسلان الذى سوف يعود الان الى مصر...كل ما حدث له فى ذلك اليوم المرير.......
كل ذلك اصبح من الماضى ويجب عليه الان ان يصلح كل ما افسده القدر...
يقطع لحظه شروده دلوف سكرتيرته الاجنبيه وهى تخبره بان طائرته اصبحت جاهزه من اجل رحتله الى مصر
ليحمل جاكيت بدلته من على كرسى مكتبه ويتجه... الى خارج المكتب ليتوجه الى المطار حتى يعود الى موطنه....املآ فى ملاقات عشق قد كتب له القدر ان ينتهى...قبل ان يبدء مولده ....عشق ماذال فى بدايته...عشق لايذال وليد اليوم....
عسق اختارته ارواحهم....دون اراده منهم....مرت ثلاث سنوات ومازالت تحتل قلبه وروحه....مازالت تحتل كيانه وتفكيره...لقد اصبح قوى من اجلها لقد اصبح قوى من اجل ان يستعيدها...سوف يؤدبها...سوف ياخذها حتى ولو بالقوه.....انها ملكه...ملكه هو فقط سوف يجعلها تندم على كل ما حدث....سوف يجعلها فتاته المطيعه....
_______________________________
فى مطبخ الفندق الذى تعمل به نور:
كانت نور تقوم بجلى الاطباق المتبقيه لهذا اليوم وهى تمسح حبات العرق المتجمعه على جبينها...
لتسرح افكارها فى ماضى تتمنى لو تنساه....
تتذكر وعوده وحياتهم معآ التى كنت ترسم احلامآ عنها... تتذكر دراستها التى لم تكملها... فقد كان يتبقى لها سنه واحده حتى تتخرج من كليه اداره الاعمال......
لتحاول ان تستنشق قدرآ كبيرآ من الهواء، حتى تمنع تشكل الغصه فى حلقها حتى لا تؤدى بها الى بكاء مرير..
ليدخل احد المشرفين فى هذه الاثناء وهو يقول: كل حاجه خلصت ولا لسا..
لتجيب عليه نور بقولها: خلاص حضرتك انا فاضل دول وكدا كل حاجه خلصت..
ليتكلم هذا المشرف بجمود وهو يقول: تمام خلصى شغلك...
ليرحل من المطبخ..وتعود نور لتكمل عملها..لتبعد خصله من شعرها سقطتت على وجهها وهى تقول: يا رب اقف جنبى انا تعبت...
بعد الانتهاء من عملها توجهت الى تغير ملابسها حتى تعود الى منزلها...
فى منزل نور:
كنت نور عائده الى منزلها فى الساعه الثانيه عشر منتصف اليل.... كحال كل يوم بعد يوم شاق من العمل....
لتضع المفتاح فى باب المنزل... وهى تستند على الجدار بجوار الباب.... لتدخل بعد ذلك الى منزلها وتتوجه الى غرفتها لتأخذ حمام دافئ... لتخرج من غرفتها وتتوجه الى المطبخ لتتناول كوب من الماء وتحضر بعض السندوتشات فهى لم تأكل شئ طول النهار لتذكرها معدتها الخاويه وهى تص*ر بعض الاصولت دلاله على الجوع بذلك...
لتجلس على طاوله موضوعه فى منتصف المطبخ...
لتعود بزاكرتها الى زكريات كانت تمثل حياة لها...
فلاش، باك
بتحبنى...
ارسلان: بحبك لدرجه انى ممكن اعطيكى عمرى كله...
نور: ونا كمان بحبك...انا مش مصدقه اننا هنكون مع بعض خلاص...
ارسلان: صدقى يا حبيبتى، انتى مراتى... احنا كتبنا الكتاب خلاص...
نور وهى تنظر الى عينيه بخجل وسعاده: ايوه انا مراتك... وهعمل ال اقدر عليه علشان اسعدك...
لتعود من هذه الذكري على صوت زوجه اخيها مروه وهى تلوى شفتيها بانزعاج وهى تتمايل بقميص نوم لا يليق الا بعاهره مثلها وهى تتكلم بغنج مبتذل وتقول: اخيرا شرفتى... شغل اى دا ال لحد دلوقتي... ثم قالت وهى تشير الى زراعها من الاعلى: اقطع دراعى من هنا لو مكنتيش مدوراها ودايره على حل شعرك...
نور بحده وعدم صبر على كلام هذه القابعه امامها وهى تضع يدها على وسطها: والله انا بروح الشغل فى مكان محترم... بشقى وبتعب علشان مامدش ايدى لحد... الهم والباقى عليكي انتى وجوزك ال واكلين شاربين نايمين بشقايا....
مروه وهى تلوى شفتيها: شقى اى يا نن عين امك...
كل حاجه من حقى انا وجوزى... اذا كان على المعاش بتاع امك فحقه بردوا.... والشقه حقه... اعتبرى ال بناخده منك دا ايجار لقعدتك هنا...
نور: ملوش فايده الكلام مع واحده زيك... انتى وهو زى بعض.. والله ولايقين على بعض.. حسبى الله ونعم الوكيل فيكم..
لترحل نور وتتوجه الى غرفتها لتنال قسطا من الراحه.... لا تكاد تنعم بيوم هادى منذ سنين... لا تكاد تنسى كل ما حدث لحياتها...
تتمنى لو ان ما حدث كان مجرد كابوس مريع وسوف تستيقظ منه فى اى لحظه... تتمنى لو تتخلص من كل هؤلاء الاشخاص الذين دمروا حياتها....تتمنى حتى لو تبتعد هى من هنا....تفكر بالرحيل دائما ولكن الى اين؟!...ولمن؟! لم يعد لديها اى احد....لم يعد معها احد....تعترف انها كانت غ*يه ولكن لم يكن امامها سوى هذا الطريق....لم يكن امامها حل اخر....كان يجب ان تختار حياته...حتى لو كان السبيل لسعادته...دمار حياتها...
لتحاول النوم.. لتغط بعض قليل من الوقت فى نوم عميق... بسبب اجهادها طوال اليوم..
_________________________________
#نور
#ارسلان
#حسن
#مروه
وشخصيات تانيه هتظهر معانا فى البارتات الجايه..اتمنى يكون البارت عجبكم..اشوفكم فى البارت الجاى ان شآء الله....
كل حاجه هتتوضح فى البارتات الجايه... كل لغز او اى حاجه مش مفهومه هتتوضح.... استمتعوا ♡????????????????