بعد أن غادرت سميرة المستشفي دخل طارق لأمنية الغارقة في النوم علي سرير المستشفي ونظر لها كانت ملامح وجهها تنقبض لفترة وتعود لتنبسط مرة أخري جلس علي الكرسي المقابل و هو يتذكر الساعات الماضية بدءا من وصوله للشركة مرورا برؤيته لها و هي تجذب داخل المصعد و إنتقالا لمحاوله مازن الإعتداء عليها و إنهيارها و اعترافها أنها أحبته ولكن واسفاه لقد رمي هذا الحب الطاهر بطول ذراعه ندم أشد الندم علي كل لحظة عاشتها حزينه من**رة لقد تركها وهي في أشد الإحتياج لأحتضانها تركها وحيدة تواجه الدنيا إنه ذنبه الذي سيحاول أن يكفر عنه جثي علي ركبتيه أمام فراشها و التقط كفها ولثمه بقبله هادئه و هو يقول بصوت مخنوق
طارق: أوعدك يا أمنية هصلح كل اللي خربته زمان و هجيبلك حقك أنت ووليد بس قومي قومي يا حبيبتي
مر الليل و أتي الصباح عندما دق الباب ودلفت سميرة لتجد طارق نائم علي الكرسي المقابل لفراش أمنية و رقبته تتدلي علي ص*ره حاولت إفاقته بهدوء وهي تقول بخفوت
سميرة: أستاذ طارق أستاذ طارق
إنتفض طارق واقفا وهو يقول
طارق : أمنية
ابتسمت سميرة وهي تقول
سميره: إهد يا إبني مفيش حاجه إنت إتخضيت ليه كده ؟ صباح الخير
طارق: صباح النور يامدام سميرة
سميرة : لا بلاش مدام دي ممكن تقولي يا طنط
إبتسم طارق وهو يقول
طارق: صباح النور يا طنط
سميرة : ايوه كده قولي بقه إنت كنت نايم علي الكرسي ليه ما فيه كنبه هي كبيرة
طارق: لا عفلشان أبقي قريب من أمنية لو صحيت أو إحتاجت حاجه
سميرة: بس إنت كده رقبتك توجعك
طارق : عادي ما تخديش في بالك أنا هروح للدكتور أشوف هتفوق إمتي و أجيب قهوه و أجي
سميرة: ماشي يا حبيبي روح و أنا قاعدة معاها
طارق: طنط هو وليد فين
إبتسمت سميرةو قالت : متقلقش علي وليد أنا فطرته ولبسته هدومه وسبته عند جارتنا في العمارة عندها أطفال صغيرين قده هيلعب معاهم علي ما أروحله
طارق : طيب عن إذنك
غادر طارق المكان وماهي إلا دقائق وكانت أمنية بدأت تعود لوعيها عندما وجدت سميرة امامها قالت لها بصوت مبحوح
أمنية: طنط سميرة أنا فين ؟
سميرة: إنت في المستشفي يا حبيبتي إنت أغمي عليكي إمبارح و جبناكي علي هنا
أمنية: جبناكي ؟ إنت ومين يا طنط؟
تلعثمت سميرة في الكلام ثم قالت
سميرة: طارق طليقك هو اللي كان معايا إنت مشوفتيش إزاي كان قلقان عليكي
إبتسمت أمنية بسخرية وقالت
أمنية: لا والله فيه الخير
سميرة: ملكيش حق يا أمنية إنت مشفتيش هو كان عامل إزاي دا شالك و لا أكنك بنته مش طليقته كان هيموت من القلق عليكي دا فضل واقف وعينه علي أوضة الكشف لحد ما الدكتور طلع و إطمنا عليكي
أمنية : إنتي بتقولي شالني يعني العمارة والشارع كله إتف*ج عليه وهو شايلني يا دي الفضيحه هو هيفضل يإذيني لحد إمتي سيبت بيتي و الحته اللي عيشت فيها حياتي وبعد ما دمرلي سمعتي و روحت حته جديده محدش يعرفني فيها علشان سمعتي برضه دمرهالي تاني ليه يارب بس
هنا و كان طارق قد وصل للباب و إستمع لجمله أمنية الأخيرة دلف إلي الداخل بعد أن طرق الباب ثم قال
طارق : حمدالله علي سلامتك يا أمنية الدكتور قال إنك لازم تستني هنا يومين علي الأقل لغاية الجروح دي ما تخف أما بالنسبة لسمعتك متخفيش أنا قولت لطنط سميرة لو حد سألها تقول إني عم وليد وكنت جاي أشوفه وإنت تعبت فخدتك علي المستشفي عن إذنك دلوقتي أسيبك ترتاحي أنا جبت الفطار و الممرضه هتطلعه ليكي ولطنط
سميرة: إستني يا إبني هتمشي علي لحم بطنك أقعد إفطر معانا
طارق : معلش يا طنط عندي شغل كتير ونظر لأمنية و إستدرك بتحدي بس هاجي تاني إن شاء الله
غادر طارق المكان وظلت أمنية تنظر للباب بغيظ في حين قالت سميرة
سميرة: ملكيش حق يا أمنية الراجل كان خايف عليكي و..
قاطعتها أمنية وهي تقول بغضب مكتوم
أمنية: من فضلك يا طنط متجبليش سيرته دلوقتي
سميرة: طيب اقعدي إحكيلي اللي سمعته من طارق ده حصل
أمنية: هو قالك إيه ؟
سميرة: بصراحة يا أمنية هو مكانش عايز يقولي حاجه لكن الدكتور لما خرج وقال إن اللي حصل ده إحتمال محاوله لاعتداء إضطر أنه يقولي
أمنية: شوفتي يا طنط ده اللي كنت بتقوليلي وليه لا ترتبطي بيه
سميرة: الحمد لله يا بنتي ربنا نجاكي وبعتلك طارق في الوقت المناسب
أمنية: برضه برضه طارق يا طنط علشان خاطري متجليش سيرته بتعصب
سميرة: خلاص خلاص متتعصبيش الدكتور محذر من العصبيه بيقول إنهيار عصبي شديد الحمد لله إنك بخير دلوقتي يا بنتي
أمنية: وليد فين يا طنط
سميرة: ماإنت عارفه أمال جارتنا اللي في الخامس سيبته مع عيالها شويه وهروح أخده
أمنية: ربنا ما يحرمني منك يا طنط إنت عوضتيني حنان الام
سميرة: وما يحرمني منك يا بنتي أبدا
في شاليه معتز في الاسكندرية
معتز: ها عملت إيه
الرجل: أيو يا باشا المدام قاعدة في شقة لوحدها مع إبنها
معتز: هي متجوزه؟
الرجل : لا يا باشا مطلقه وعايشه مع إبنها لوحدهم وطارق بيه راحلها الشقه كام مره بس أخر مره الجيران شافوه وهو شايلها مغمي عليها وبيجري بيها علي المستشفي
معتز: الله دي هتحلو قوي معرفتش مستشفي إيه
الرجل: مستشفي (....)
معتز: طيب عينك علي المستشفي وتخليك وراها لما تخرج
الرجل: أوامرك
معتز: الظاهر كده أن في حاجه كبيره بينك وبينها ياطارق و أنا هعرفها و أكيد هعرف أخليها في صالحي
ندخل شركة طارق نجد طارق جالس علي كرسيه و أمامه سكرتيرته
طارق : يا نسمه الفا** بتاع الشركه الأيطاليه وصل ولا لسه؟
نسمه: لا يا أفندم لسه ما وصلش
طارق: طيب يا نسمه لما يوصل تجبيه علطول
نسمه حاضر يا أفندم . أستاذ مجدي مستني حضرتك بره
طارق : طيب خليه يتفضل يا نسمه و إبعتيلي إتنين قهوة
نسمه: حاضر يا أفندم
خرجت نسمه و دخل مجدي وبعد التحيةجلس
طارق : عاوزك تعرفلي إسم البني آدم اللي كان مع مدام أمنية في الأسانسير
مجدي : حصل يا باشا إسمه مازن عبد الرحمن حسن بيشتغل في الإدارة الهندسية بالشركة مدير عام الشركة عادل بيه الدمنهوري قريب عمربيه صديق حضرتك
طارق : شكرا ي مجدي دايما عند حسن ظني
مجدي: العفو يا باشا عن إذنك
طارق: إتفضل يا مجدي
إنتظر طارق خروج مجدي ثم أجري إتصالا هاتفيا
طارق: إزيك يا عادل باشا ليك وحشه والله
مر اليوم وجاء اليوم التالي في شركة عادل الدمنهوري في الإدارة الهندسية رن الهاتف فأجاب أحد الموظفين
الموظف : حاضر يا أفندم دقايق و يكون عند حضرتك
نادي الموظف علي حسن الساعي : يا حسن في قرار تروح تجيبه من سكرتارية المدير
حسن: حاضر يا أفندم
غاب حسن لبضع دقائق ثم أتي و سلم الموظف القرار و الذ ي قرأه ثم نادي لمازن
الموظف: يا مازن تعالي لو سمحت
مازن: خير يا كريم؟
كريم: ص*ر قرار بنقلك لفرع الشركة في أسيوط
مازن: إيه ودا ليه إن شاء الله؟
كريم: والله معرفش روح إسأل هناك يمكن تعرف إنت
إتجه مازن لسكرتارية المدير وطلب مقابلة المدير ودلف لمكتبه وقال
مازن: صباح الخير يا أفندم
نظر له عادل نظره سريعة و قال له : صباح النور
مازن: ممكن أعرف أنا إتنقلت ليه؟
عادل : إسأل نفسك شوف عملت إيه
مازن: مش فاهم حضرتك تقصد إيه؟
إحتد صوت عادل وهو يقول
عادل: حضرتك المفروض إنك في شركة محترمهوكل اللي شغالين فيها محترمين مش إنت اللي هتيجي و تغير القاعدة دي
مازن: يا أفندم...
قاطعه عادل غاضبا
عادل : إنت تسكت خالص إزاي يا أفندي تتعرض لزميلة من زمايلك وتعا**ها في الرايحه و الجاية ؟
مازن: زميلة مين يا أفندم تقصد مين حضرتك؟
عادل: أقصد زميلتك مدام أمنية الهاشمي إيه كنت فاكرها هتفضل ساكته علي سخافاتك؟
مازن:يا أفندم
عادل : أفندم إيه إنت تنفذ النقل فورا و إحمد ربنا أني أستكفيت بالنقل بدل الفصل
إتفضل يا بيه
خرج مازن وشياطين العالم تتراقص أمامه وهو يقول لنفسه
مازن : طيب يا أمنية إنت و البيه اللي بيحاميلك تتسببوا في نقلي طيب أما جبت عليها واطيها مبقاش أنا مازن
ثم إلتفت إلي سها سكرتيرة المدير و التي كانت معجبة به وقال لها بنعومه
مازن: سها إنت شيك قوي النهارده
سها : بجد يا باشمهندس عجبك الفستان
مازن: دايما عجباني يا سها بس للأسف مش هعرف أشوفك تاني خلاص هتنقل أسيوط بقولك ايه متعرفيش ايه السب في النقل ده ؟
سها : بص يا مازن أنا معرفش بس كنا كويسين لحد ما جه مكالمة للمدير بعدهاطلب مدير شئون العاملين وطلع قرار النقل هتوحشنا قوي يا مازن
مازن: متعرفيش مكالمة من مين
سها : بص هو صاحب شركة الماسة ما أنت عارفها
مازن :أيوه عرفها
سها: هتوحشنا يا مازن
رسم مازن إبتسامة يجيد صنعها علي وجهه و قال لها
مازن: وانت كمان يا سها عن إذنك
غادر مازن وذهب إلي شركة الماسةوطلب مقابلة مدير الشركة رفض طارق مقابلتة و عللت السكرتيرة بعد وجود موعد مسبق و إزدحام مواعيد اليوم
إنتظر مازن خروج طارق من الشركة وراقبه راه عندما هم بركوب سيارته و أستقل سيارة أجرة للحاق به و ذهب ورائه المستشفي ذهب ورائه للجناح وعندما إقترب من الباب سمع صوت أمنية إندفع للداخل وهو يقول
مازن: كده بانت الرؤية أنتوا السبب في اللي حصلي
طارق: إنت إزاي إتجرأ ت تدخل هنا يا حيوان ؟
مازن : أنا بقه هوريك الحيوان ده هيعمل إيه بقه إنت تنقلني لأسيوط
طارق: أحمد ربنا إنها جت علي النقل أنا كنت عايز أرفدك من الشغل بس أكتفيت بالنقل
مازن: أوعي تكون فاكرني صدقت أنك جوزها
ثم وجه كلامه لأمنية المنكمشه في زعر علي نفسها
مازن: بس تعرفي بتفهمي يا أمنية رجل أعمال غني و هينغنغك علشان كده كفته هي اللي فازت و أنا اللي كنت فاكرك محترمه أتاريكي بتمشي حالك
قاطعه طارق و هو يمسك بتلابيب قميصه : أخرس يا كلب إزاي تتكلم عنها بالشكل ده أنا غلطان أني سبتك عايش لحد دلوقتي كان لازم أدفنك مكانك
نفض مازن يد طارق في عنف وهو يقول له بعصبية : دا أنا اللي هدفنك هنا
دار بينهما عراك وأمنية تراقب بعيون متسعة رعبا إلي أن وجدت مازن يمسك قارورة زجاجية للمياة ويض*ب طارق بها علي رأسه حينها صرخت
أمنية : حاسب يا طارق حاسب