تن*د ادريان بارتياح و هو يراقب انحراف العربة و اصطدامها في احد الارصفة لتدهسها اخرى من
الخلف و ينتهي أمرها تماماً .......
ثم تفحص ريان و هو ينزع القناع عن وجهه ويحك راسه ذو الشعر القصير الداكن ووجهه ذو الملامح
الهادئة التي تميل إلى البسمة و الارتياح في اغلب الاوقات و الوجه المائل إلى البياض ........
-ما قصة هذة العلكة ؟!
اراح ريان جسده في المقعد و هو يقول: إما السجائر و إما هي, لقد أخترت صحتي يا رجل .
رمقة ادريان بطرف عينه و هو يتسائل: من هؤلاء و لماذا يسعون خلفك ؟
= وما ادراك انهم يسعون خلفي, ربما يسعون خلفك .
- لكنك كنت موقناً بقدومهم إلى هذه الغرفة .
= هم هادئون في العادة لا اعلم سبب عدائهم هذة المره .
- من انت على اي حال ؟
= لا احد إلى ان اصير احداً ما .
-ماذا تعني ؟!
= الشخص يكون انساناً حينما يوجد سبب جوهري لبقائة على قيد الحياة , اذا لم يوجد هذا السبب فلا
داعي لارهاق نفسك بالمسميات .
ظفر ادريان بحنق و هو لا يكاد يفهم كلمات ريان التي لا تشبع تسائلاته .....
- توقف.
نطق بها ريان فجأة و هو يلتقط مسدسه من ارضية السيارة ...........
ضغط ادريان على دواسة الوقود بترويٍ لتتوقف السيارة بهدوء , ثم أرتدى ريان قناعه مرة اخرى
و جذب أحد البنادق الرشاشة من المقعد الخلفي , ثم ألقى لادريان بقناعٍ مماثل و أشار إليه ليتناول أحد
الاسلحة من الخلف .......
بالفعل اذعن ادريان لطلب ريان و ارتدى القناع ب**ت ثم جذب احد الاسلحة من المقعد الخلفي و هبط
من السيارة خلف ريان الذي فتح حقيبة العربة الخلفية و تناول منها عدة عبوات من الوقود و توقف
في منتصف الطريق و ابتسامته مجنونة تعلو وجهه , و ازداد بريق عيناه و هو يطلق النيران بغزارة
على العربات المارة لتتخبط ببعضها بتوتر في محاولة من سائقيها للهروب من مرمى النيران .........
و في وسط هذة الفوضى صب ريان الوقود بعرض الطريق و أضرم النيران فيه ثم سار بهدوء في احد
الزقاق الجانبية يتبعة ادريان و هو لا يجد تفسيراً منطقياً لافعاله .
و بعد عدة ثوانٍ انفجرت السيارة التي كانت تقلهم بعنف بعد ان اشتبكت بها النيران .
ادريان بهلع: مالذي تفعلة بالضبط ؟!
ريان: مالذي تفعلة قوات الشرطة عندما تحاول الامساك بشخصٍ ما ؟
ادريان مفكراً: تلاحقه بضراوة .
ريان : لا , بل تستدرجه في مطاردة لتجبره على سلك مسارٍ محدد و تعد له كميناً محكماً في نهاية هذا
الطريق .
-وما علاقتنا بالشرطة الان ؟
= من يطاردنا ينتهج هذا النهج؛ يريد محاصرتنا و القبض علينا احياء .
-وما ادراك بذلك ؟!
= عدم الاقتحام المباشر للغرفة فور قدومهم بل ترقبهم لنا إلى ان تحطمت النافذة ليبداو هجومهم ,
بمعنى ادق كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض علينا دون ان نستطيع المقاومة .
- حسناً , لماذا اشعلت النيران في منتصف الطريق .
= فكرة الحصار هي ان تاتي نصف قواتك من الخلف و النصف الاخر من الامام , بشل الحركة
المرورية ستعلق قواتك في الخلف عاجزه عن التقدم , و بذلك فمن ينتظرنا في الامام هم نصف قوات
العدو فقط .
-ولما انت بهذه الثقة من قدومهم من الخلف .
= سائق العربة النصف نقل هل تظنني ابقيت على حياتة كل هذا الوقت شفقةً عليه .....
ثم ابتسم بسخرية قائلاً : بل ليكون خيطًاً لهم لمرورنا من هذا الطريق و بالتالي يصبح قدومهم
من هذه الجهه امراً اكيداً .
مثير , حقاً في غاية الاثارة.
التفت كلاً من ريان و ادريان إلى الظل الانثوي الذي يشق الظلام من قلب مبنى ضخم كالقصر في
ت**يمه لكنه يبدو مهجوراً متهالكاً للوهلة الاولى, فأشهر ادريان سلاحه بتحفز بينما رفع ريان حاجبه
بتعجب قائلاً بدهشة مصطنعه: ماريا ؟!
ماريا بانزعاج : تنطق اسمي مجرداً مرة اخرى .
ابتسم ريان بتهكم قائلاً: من كان يتوقع انه انت .
أشارت اليه ماريا بالدخول و هي تقول بسخرية مشابهة: لقد ضعفت قدراتك على التنبئ بتحركات
الاخرين من كان يتوقع انك ستسقط في فخاخي بهذه السهولة .
ازدادت ابتسامة ريان اتساعاً و هو يدلف داخل المبنى: رجالك , تأكدي من سؤالهم بنفسك إن عادوا .
ثم التفت إلى ادريان و بسط ذراعيه بطريقة مسرحية: اهلا بك في معقل العدو يا صديقي .
تأمل ادريان الفتاة الشقراء التي تختلف ملامحها عن الاصول العربية خاصة ببعض قطرات النمش التي
زادتها فتوناً و جمالاً و وشم الافعة الذي تظهر راسه على رقبتها والاعين الخضراء الشبيهة بالقطط, ثم
دلف خلف ريان باستسلام فلا خلاص له الان سوى هذا الادريناليني الذي يمكث في ضيافة اعدائه .
لا اظنك تتمتعين بالحراسة الكافية ؟
خرجت هذه الجملة من فم ريان و هو ينزع القناع عن راسه و يلقيه على احد مقاعد قاعة الاستقبال
المهترئه كحال القصر .....
ماريا بسخرية: انا اجلس هنا وحيدة اهيئ لضيافتك بينما الجميع في الخارج يبحث عنك .
و على حين غره دفعها ريان صوب الحائط بعنف ثم امسك برقبتها و الصق مسدسه بصدغها و هو
يقول بكلمات ثقيلة و أعين حادة : أياكي ان تقترفي هذا الفعل مرة اخرى و إلا .....
و إلا ماذا ؟!
ثم اقتربت براسها أكثر من وجهه و نظراتها المتحدية تتفحص وجهه قائلة: لما لا تقترب اكثر لتستنشق
هذا العطر ؟!
و مع نهاية جملتها زفرت بعض الانفاس الدافئة إلى وجهه .......
تأملها ريان برهة ثم خارت كل الحدة و الصرامة التي ابداها منذ برهة و عاودت إبتسامته الهادئة في
الظهور مرة اخرى و حل قبضتة عن رقبتها قائلاً: ا****ة عليكِ لا اظنني قادر على التعامل معكِ , لكن
أخبريني مالممتع في هذه اللعبة ؟
ماريا و هي تصب بعض النبيذ في كأسين امامها: انت لا تأتي لي طواعية فأردت ان أبادر بدعوتك .
ثم اشارت إلى ادريان بأحد الكأسين قائلة: تحتسي هذه المشروبات ام تفضل القهوة مثل صديقك ؟
رمقها ادريان بنظرات الشك ثم ادار نظرة إلى ريان الذي قال مطمئناً: لا تقلق فلا يجرء اياً منا على قتل
الاخر .
ناولتة ماريا الكأس و هي تقول باستنكار موجهه حديثها إلى ريان: لا اعلم لماذا تحرم نفسك من هذا
النعيم ؟
أخرج ريان قطعة علكة من جيبه و ألقاها عالياً ثم تلقفها بفمه: امور دينية و اخرى صحية فأنا لا اريد
ان اخسر دقيقة واحدة من العمر المقدر لي .
ارتسمت خيبة الامل على ملامح ماريا و هي تهتف بسخطٍ صاخب: ا**ق متشدق بالمثالية .
رمقها ريان بنظرة جانبية : افعى جانحه .
ثم تململ في مقعده مردفاً: حسناً, ماذا هناك ؟
جلست ماريا في المقعد المقابل و اراحت قدماها على الطاوله المقا**ه و هي تجيبه: مبيعات شركتك
لفتت انظار بعض المستثمرين الذين لا تريد مشاركتهم, فطلبوا مني إقناعك بطريقة او بأخرى .
**ت ريان قليلاً ثم نظر إلى عيني ماريا مباشرة و قال بصوتٍ عميق : لن يفيدني معرفة من هم فأنا
لا املك القوه الكافية لمواجهتهم بعد .
رمقته ماريا بنظرة مطولة , فتسائل: ماذا هناك ؟
- حسناً لقد طلبوا مني التعامل معك فكيف سيحدث ذلك ؟
= ماذا يدور في خلدك ؟
وضعت ساقاً فوق أخرى و هي تقول: اظن انهم يريدون تغير رايك اما بالتهديد بالسلاح او الترغيب
بالاغواء .
= ما رايك انت ؟
**تت برهة ثم قالت بمشا**ة: ارى ان ترفض قليلاً إلى أن اقناعك بالاغواء.
أنفجر ريان ضاحكاً ثم قال : لن تتغيرِ ابداً .
بادلته الضحك و هي تقول: هكذا نُرضي الجميع اليس كذلك ؟
برقت عيناه فجاة و اقترب منها بخطوه سريع ثم امسك بذقنها برفق وسط دهشتها و تأمل عينيها
الخضراوتين بإف*نان .....
ماريا بتلعثم: ماذا هناك ؟!!
ابتسم ريان بهدوء و هو يقول: سنعطيهم ما يريدون .
احمر وجه ماريا على ع** طبيعتها و هي تتسائل بعدم تصديق: ماذا ؟!
اقترب ريان منها اكثر فاكثر , فاغلقت عينيها و اقتربت منه بدورها حتى تلامست انفاسهما وتداعبت انوفهم .....
و طبع قبلة على وجنتها ثم أقترب من اذنها بكلماته الدافئة: ستأتي اللحظة المناسبة قريباً فانت
اقرب شخصٍ لي .
ثم ضمها إلى ص*ره و استنشق عطرها الذي ينبض بالحياة و يحمل ماضية و يسكن خلايا عقله كأجود
انواع الخمر, ليس لجمال رحيقه بل لأنه يشعره بمدى قربه الشديد منها, فهو يحتاج إلى وجودها بفؤاده
بين الفنية و الاخرى, ثم انتشل نفسه غصباً قائلاً: ساتيكِ بردي قريباً .
و حررها من بين ذراعيه و ابتسم لها و هو يهم بالوقوف مودعاً و تناول قناعه ليغادر تاركاً اياها حانقة
ساخطة تتمنى لو تكبله في احد المقاعد لتستحوز عليه قليلاً ..........
***