الفصل الثاني -2

1323 Words
تن*د ادريان بارتياح و هو يراقب انحراف العربة و اصطدامها في احد الارصفة لتدهسها اخرى من الخلف و ينتهي أمرها تماماً ....... ثم تفحص ريان و هو ينزع القناع عن وجهه ويحك راسه ذو الشعر القصير الداكن ووجهه ذو الملامح الهادئة التي تميل إلى البسمة و الارتياح في اغلب الاوقات و الوجه المائل إلى البياض ........ -ما قصة هذة العلكة ؟! اراح ريان جسده في المقعد و هو يقول: إما السجائر و إما هي, لقد أخترت صحتي يا رجل . رمقة ادريان بطرف عينه و هو يتسائل: من هؤلاء و لماذا يسعون خلفك ؟ = وما ادراك انهم يسعون خلفي, ربما يسعون خلفك . - لكنك كنت موقناً بقدومهم إلى هذه الغرفة . = هم هادئون في العادة لا اعلم سبب عدائهم هذة المره . - من انت على اي حال ؟ = لا احد إلى ان اصير احداً ما . -ماذا تعني ؟! = الشخص يكون انساناً حينما يوجد سبب جوهري لبقائة على قيد الحياة , اذا لم يوجد هذا السبب فلا داعي لارهاق نفسك بالمسميات . ظفر ادريان بحنق و هو لا يكاد يفهم كلمات ريان التي لا تشبع تسائلاته ..... - توقف. نطق بها ريان فجأة و هو يلتقط مسدسه من ارضية السيارة ........... ضغط ادريان على دواسة الوقود بترويٍ لتتوقف السيارة بهدوء , ثم أرتدى ريان قناعه مرة اخرى و جذب أحد البنادق الرشاشة من المقعد الخلفي , ثم ألقى لادريان بقناعٍ مماثل و أشار إليه ليتناول أحد الاسلحة من الخلف ....... بالفعل اذعن ادريان لطلب ريان و ارتدى القناع ب**ت ثم جذب احد الاسلحة من المقعد الخلفي و هبط من السيارة خلف ريان الذي فتح حقيبة العربة الخلفية و تناول منها عدة عبوات من الوقود و توقف في منتصف الطريق و ابتسامته مجنونة تعلو وجهه , و ازداد بريق عيناه و هو يطلق النيران بغزارة على العربات المارة لتتخبط ببعضها بتوتر في محاولة من سائقيها للهروب من مرمى النيران ......... و في وسط هذة الفوضى صب ريان الوقود بعرض الطريق و أضرم النيران فيه ثم سار بهدوء في احد الزقاق الجانبية يتبعة ادريان و هو لا يجد تفسيراً منطقياً لافعاله . و بعد عدة ثوانٍ انفجرت السيارة التي كانت تقلهم بعنف بعد ان اشتبكت بها النيران . ادريان بهلع: مالذي تفعلة بالضبط ؟! ريان: مالذي تفعلة قوات الشرطة عندما تحاول الامساك بشخصٍ ما ؟ ادريان مفكراً: تلاحقه بضراوة . ريان : لا , بل تستدرجه في مطاردة لتجبره على سلك مسارٍ محدد و تعد له كميناً محكماً في نهاية هذا الطريق . -وما علاقتنا بالشرطة الان ؟ = من يطاردنا ينتهج هذا النهج؛ يريد محاصرتنا و القبض علينا احياء . -وما ادراك بذلك ؟! = عدم الاقتحام المباشر للغرفة  فور قدومهم بل ترقبهم لنا إلى ان تحطمت النافذة ليبداو هجومهم , بمعنى ادق كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض علينا دون ان نستطيع المقاومة . - حسناً , لماذا اشعلت النيران في منتصف الطريق . = فكرة الحصار هي ان تاتي نصف قواتك من الخلف و النصف الاخر من الامام , بشل الحركة المرورية ستعلق قواتك في الخلف عاجزه عن التقدم , و بذلك فمن ينتظرنا في الامام هم نصف قوات  العدو فقط . -ولما انت بهذه الثقة من قدومهم من الخلف . = سائق العربة النصف نقل هل تظنني ابقيت على حياتة كل هذا الوقت شفقةً عليه ..... ثم ابتسم بسخرية قائلاً : بل ليكون خيطًاً  لهم لمرورنا من هذا الطريق و بالتالي يصبح قدومهم من هذه الجهه امراً اكيداً . مثير , حقاً في غاية الاثارة. التفت كلاً من ريان و ادريان إلى الظل الانثوي الذي يشق الظلام من قلب مبنى ضخم كالقصر في ت**يمه لكنه يبدو مهجوراً متهالكاً للوهلة الاولى, فأشهر ادريان سلاحه بتحفز بينما رفع ريان حاجبه بتعجب قائلاً بدهشة مصطنعه: ماريا ؟! ماريا بانزعاج : تنطق اسمي مجرداً مرة اخرى . ابتسم ريان بتهكم قائلاً: من كان يتوقع انه انت . أشارت اليه ماريا بالدخول و هي تقول بسخرية مشابهة: لقد ضعفت قدراتك على التنبئ بتحركات الاخرين من كان يتوقع انك ستسقط في فخاخي بهذه السهولة . ازدادت ابتسامة ريان اتساعاً و هو يدلف داخل المبنى: رجالك , تأكدي من سؤالهم بنفسك إن عادوا . ثم التفت إلى ادريان و بسط ذراعيه بطريقة مسرحية: اهلا بك في معقل العدو يا صديقي . تأمل ادريان الفتاة الشقراء التي تختلف ملامحها عن الاصول العربية خاصة ببعض قطرات النمش التي زادتها فتوناً و جمالاً و وشم الافعة الذي تظهر راسه على رقبتها والاعين الخضراء الشبيهة بالقطط, ثم  دلف خلف ريان باستسلام فلا خلاص له الان سوى هذا الادريناليني الذي يمكث في ضيافة اعدائه . لا اظنك تتمتعين بالحراسة الكافية ؟ خرجت هذه الجملة من فم ريان و هو ينزع القناع عن راسه و يلقيه على احد مقاعد قاعة الاستقبال المهترئه كحال القصر ..... ماريا بسخرية: انا اجلس هنا وحيدة اهيئ لضيافتك بينما الجميع في الخارج يبحث عنك . و على حين غره دفعها ريان صوب الحائط بعنف ثم امسك برقبتها و الصق مسدسه بصدغها و هو يقول بكلمات ثقيلة و أعين حادة : أياكي ان تقترفي هذا الفعل مرة اخرى و إلا .....  و إلا ماذا ؟!  ثم اقتربت براسها أكثر من وجهه و نظراتها المتحدية تتفحص وجهه قائلة: لما لا تقترب اكثر لتستنشق هذا العطر ؟! و مع نهاية جملتها زفرت بعض الانفاس الدافئة إلى وجهه ....... تأملها ريان برهة ثم خارت كل الحدة و الصرامة التي ابداها منذ برهة و عاودت إبتسامته الهادئة في الظهور مرة اخرى و حل قبضتة عن رقبتها قائلاً: ا****ة عليكِ لا اظنني قادر على التعامل معكِ , لكن  أخبريني مالممتع في هذه اللعبة ؟ ماريا و هي تصب بعض النبيذ في كأسين امامها: انت لا تأتي لي طواعية فأردت ان أبادر بدعوتك . ثم اشارت إلى ادريان بأحد الكأسين قائلة:  تحتسي هذه المشروبات ام تفضل القهوة مثل صديقك ؟ رمقها ادريان بنظرات الشك ثم ادار نظرة إلى ريان الذي قال مطمئناً: لا تقلق فلا يجرء اياً منا على قتل الاخر . ناولتة ماريا الكأس و هي تقول باستنكار موجهه حديثها إلى ريان: لا اعلم لماذا تحرم نفسك من هذا النعيم ؟ أخرج ريان قطعة علكة من جيبه و ألقاها عالياً ثم تلقفها بفمه: امور دينية و اخرى صحية فأنا لا اريد ان اخسر دقيقة واحدة من العمر المقدر لي . ارتسمت خيبة الامل على ملامح ماريا و هي تهتف بسخطٍ صاخب: ا**ق متشدق بالمثالية . رمقها ريان بنظرة جانبية : افعى جانحه . ثم تململ في مقعده مردفاً: حسناً, ماذا هناك ؟ جلست ماريا في المقعد المقابل و اراحت قدماها على الطاوله المقا**ه و هي تجيبه: مبيعات شركتك لفتت انظار بعض المستثمرين الذين لا تريد مشاركتهم, فطلبوا مني إقناعك بطريقة او بأخرى . **ت ريان قليلاً ثم نظر إلى عيني ماريا مباشرة و قال بصوتٍ عميق : لن يفيدني معرفة من هم فأنا لا املك القوه الكافية لمواجهتهم بعد . رمقته ماريا بنظرة مطولة , فتسائل: ماذا هناك ؟ - حسناً لقد طلبوا مني التعامل معك فكيف سيحدث ذلك ؟ = ماذا يدور في خلدك ؟ وضعت ساقاً فوق أخرى و هي تقول: اظن انهم يريدون تغير رايك اما بالتهديد بالسلاح او الترغيب بالاغواء . = ما رايك انت ؟ **تت برهة ثم قالت بمشا**ة: ارى ان ترفض قليلاً إلى أن اقناعك بالاغواء. أنفجر ريان ضاحكاً ثم قال : لن تتغيرِ ابداً . بادلته الضحك و هي تقول: هكذا نُرضي الجميع اليس كذلك ؟ برقت عيناه فجاة و اقترب منها بخطوه سريع ثم امسك بذقنها برفق وسط دهشتها و تأمل عينيها الخضراوتين بإف*نان ..... ماريا بتلعثم: ماذا هناك ؟!! ابتسم ريان بهدوء و هو يقول: سنعطيهم ما يريدون . احمر وجه ماريا على ع** طبيعتها و هي تتسائل بعدم تصديق: ماذا ؟! اقترب ريان منها اكثر فاكثر , فاغلقت عينيها و اقتربت منه بدورها حتى تلامست انفاسهما وتداعبت انوفهم ..... و طبع قبلة على وجنتها ثم أقترب من اذنها بكلماته الدافئة: ستأتي اللحظة المناسبة قريباً فانت اقرب شخصٍ لي . ثم ضمها إلى ص*ره و استنشق عطرها الذي ينبض بالحياة و يحمل ماضية و يسكن خلايا عقله كأجود انواع الخمر, ليس لجمال رحيقه بل لأنه يشعره بمدى قربه الشديد منها, فهو يحتاج إلى وجودها بفؤاده  بين الفنية و الاخرى, ثم انتشل نفسه غصباً قائلاً: ساتيكِ بردي قريباً . و حررها من بين ذراعيه و ابتسم لها و هو يهم بالوقوف مودعاً و تناول قناعه ليغادر تاركاً اياها حانقة  ساخطة تتمنى لو تكبله في احد المقاعد لتستحوز عليه قليلاً .......... ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD