الفصل الثالث -3

1496 Words
ما اجمل هذه العداوة ؟ ابتسم ريان من سخرية ادريان قائلاً: لم تكن هناك اي عداوة من الاساس , انا من خلقتها لينجذب إليها اعدائي ليس الا . -ماذا تعني ؟ = دونا ماريا كوستيلو إحدى زعماء المافيا الايطالية بالشرق الاوسط, والتي تتولى رعاية رجال الاعمال هنا؛ من حيث التأمينات و الشحنات المهربة التي تحتاج إلى التقنين وغسيل الاموال و ال**ب الاطفال, و كل ما يخطر على بالك . ثم تأمل السماء الغائمة وهو يستذكر الماضي مردفاً: إلى ان قضيت عليهم في حرب متعددة الجوانب بعثرت كل شيئ . ادريان بدهشة : انت قضيت على المافيا ؟! = ليس بالضبط , كل هذه الامور التي ذكرتها لك صارت من نصيب ماريا بعد ان كانت خاضعه لاشقائها. -استخدمت قوتها ؟ = لا , هذه شؤون عائلية اذا تدخلت بها بصوره واضحه سيتم القضاء علي . -فاستخدمت ماريا للايقاع بهم ؟ مط ريان حاجباه قائلاً بتعجب: بالضبط , جعلت من هذه الطالبة دونة مافيا الشرق , الان كل ممرات و خطوط التهريب تقع تحت تصرفها . -ومالذي استفدته بذلك ؟ = خلال ال 5 سنوات التي قضيناها في الانقلاب على زعماء المافيا صرنا في غاية القرب حتى صرت مألوفاً لدى رجالها و في نظرها انا المنقذ الذي اعانها في حربها بلا مقابل , فلن تجروء ابدا على ايذائي  كما رايت . توقف ادريان فجاة , فالتفت اليه ريان متسائلاً : ماذا هناك ؟ -انت رجل فذ لا تفعل شيئ بلا مقابل حتى اذا كان من امامك لا يشعر بذلك , مالذي تريده مني ؟ عاود ريان النظر إلى السماء الباكية مجيباً بنبرة عميقة: انا لا اثق بأحد , دائما ما اتوقع الاسوء من الجميع ..... ثم التفت إلى ادريان و الابتسامة الصافية تعلو وجهه : اريد ان اثق بك . **ت الحيرة وجه ادريان و هو يتسائل : لماذا انا ؟! = انت لا تشعر بالالم , فلن تحقد علي يوما, الجميع سيصير اعدائي في احد الايام عدى انت يا صديقي . *** القدر سيتغير في هذة اللحظة , لا احد يعيش على سجيته إلى الابد , الجميع يتغير من نفحات الحياة , ستختفي البسمة تدريجياً إلى ان تصير متجهماً , ستتبلد مشاعرك إلا للقلة القليلة التي ستشغل حيزاً في قلبك , إلى ان يختفي كل شيئ فللجميع نهاية محتومة لا مفر منها ولا يبقى سوى اثر مرورك من هنا. -ما هذة الكلمات ؟ اغلق ريان مذكرته و رمق ادريان ذو الوجه المتجهم دائما و الاعين المنتفخة و الشعر الاسود القصير و البشرة السمراء التي يمكن ان تعطيه جانب كبير من الوسامة اذَ ابتسم قليلاً  ....... = هل خطر على بالك من قبل ان احدهم سيتمم مسيرة تبداها انت ؟ -لا اُرهق راسي بالتفكير في هذه الاشياء عادةً , فلن يكون لي وريث يوماً ما . ابتسم ريان و قال : كم عمرك ؟! -34عاماً =انت تكبرني ب 6 سنوات فربما مرت عليك بعض الامور العصيبة اصابتك بهذه النظرة السوداوية . ابتسم ادريان بسخرية قائلاً: على الاقل لم اكن طرفاً في احدى حروب المافيا من قبل . = ولا انا . رمقه ادريان بنظرة جانبية مستنكرة فاردف قائلاً: الكلمات معلقه إلى ان تثبت صحتها . استمر ادريان في النظر اليه لبرهة ثم قال مغيراً تارة الحديث: هل سنسير تحت وطئة الامطار إلى الابد؟ توقف ريان امام احد المباني و هو يقول بلهجة مسرحية: اهلا بك في مملكتي الصغيرة . رمق ادريان المبنى المكون من خمسة طوابق تبدو كمبنى سكني عادي للوهلة الاولى, ثم قال: ما هذا ؟ = هذه منطقتي الجميع هنا يعمل معي . -اي نوع من العمل ؟ ريان و هو يدلف إلى المبنى: التجارة بالطبع؛ نحن نسوق منتجات الشركات التي على وشك السقوط و يكون لنا سهم ثابت بخُمس الارباح في مقابل احيائهم في السوق مره اخرى . -ريان اين كنت طيلة اليوم ؟ استقبل كلاً من ريان و ادريان رجل في الاربعين من عمره ذو ملامح جادة و شعر اسود يحفة الشيب من الجانبين مما زادة وسامة مع نظارتة المستديرة و عينه الثاقبة كالصقر......... = انهي بعض الاعمال , كيف تسير الامور ؟ امتنع الرجل عن الاجابة و ظل يتفحص ادريان في **ت ...... تدارك ريان الموقف فقال مجيباً على نظراته المتفرسة: ادريان هذا ادريس ذراعي الايمن و يدير العائلة في غيابي . ادريان بتسائل: عائلة ؟! ادريس باقتضاب: نعم العائلة , فنحن لا تربطنا مجرد رابطة العمل فقط .... ثم التفت إلى ريان بتشكك و هو يسطرد قائلاً: و ليس من السهل ان ينضم اي شخص إلينا هكذا ؟ ابتسم ريان و هو يربت على كتف ادريس: تجاوز ادريان الاختبار بالفعل . ادريان : اي اختبار ؟! ريان وهو يقطع الطرقات: شاطرتني ميدان القتال . ثم نزع سترتة المبتلة و تناول سترة ادريس الذي بادله اياها على الفور و اخترق الممر وسط تزاحم الجميع عليه, في حين تبدلت ملامحه إلى الجد فجاة و هو يلقي الاوامر و يطلب الاوراق ثم يطالعها في ثوانٍ معدودة و ينطق بتكاليف جديدة ........ -أهكذا تكون أعمالكم عادة؟  رفع ادريس نظارتة عن انفه و هو يقول: لا , هذا يحدث فقط عند وجود حالة طارئة . -وهل توجد واحدة الان ؟ = نعم , نحن نخوض حرباً شرسة مع المستثمرين و كافة الشركات في السوق حالياً . -ولما كل هذا ؟ = ريان يرفض شتى العروض المقدمة للاستثمار في الشركة , ليس هذا فحسب بل يقصي الشركات من السوق واحدة تلو الاخرى. -لماذا يقصيهم ؟! ابتسم ادريس بسخرية و عدل من وضعية نظارته و هو يقول : حتى يعينهم على النهوض مرة اخرى . ظل الوضع على هذة الحالة لنصف ساعة كاملة , ثم عادت الامور لمجراها الطبيعي . السيد موريس ينتظرك بالداخل. ريان: جمعت الاوراق الخاصة بهذا الرجل ؟ اومأ ادريس براسه و هو يسلمه حزمة من الاوراق التي تناولها ريان بسرعة و جلس يطالعها على احد المكاتب القريبة منه ....... مضت خمسة عشر دقيقة اخرى إلى ان هم ريان واقفاً و دلف إلى مكتبه منفرداً بلا اي رفيق يتبعه ..... -سيد موريس اهلا بك في مكتبي. نهض الرجل من مقعدة و مد يدة يصافح ريان بحرارة , ثم اشار إليه ريان بالجلوس و جلس في المقعد الذي امامه يضع ساقاً فوق اخرى و هو يقول بابتسامة عريضة : كيف تسير امورك , اخبرني مالشحنات الجديدة لد*ك ؟ مسح موريس بعض قطرات العرق الوهمية التي تتصبب من وجهه و هو يقول: انا اعلم ان الامور لا تسير على وفاق بينك و بين السيد جبريل, لكن هذة المعركة الجنونية في السوق يجب ان تتوقف , لقد انخفضت الاسعار بنسبة 20% عن العام الفائت , لدرجة ان بعض الشركات المحايدة بدا يتسرب الضرر إليها . = حسناً يمكنك ايقاف هذة الحرب سيد موريس . -كيف ؟ اعرب ريان عن راحة يديه بطريقة مسرحية و هو يقول : اما ان تنضم اليها و تنتصر .... ازدادت ابتسامته اتساعاً و هو يسطرد: او تنضم لاحد الطرفين و تسهل الايقاع بالاخر . امتعض موريس الفكره و ازاحها عن محياه قائلاً: لا اريد عداوة مع احد . = ومن قال انك ستعادي احد , انت ستكون الطرف المنتصر بلا اي اعداء . -كيف هذا ؟ ألقى ريان بمظروف على الطاولة و هو يقول: هذة قائمة بالموردين الذين يتعامل معهم جبريل , اريدك ان تحرص على الا يجد جبريل ضالته في حين اراد ان يستورد شيئاً منهم , و انا من الجهة الاخرى ساشتري كل قطعة يملكها جبريل من منتجاته , لن يجد اي عميل ما يرغب به هناك لكنه سيجده عندي , سيهرع جبريل للموردين ولن يجد عندهم شيئ و بالتالي سيجبر على رد جميع العملاء , و مع خروجه من المعادلة سينقسم السوق بيني و بينك فقط و لك ان تتخيل نسبتك من الارباح . بدء موريس يستسيغ الفكرة إلى حدٍ ما , فبرقت عينا ريان و هو يتابع: و بالطبع مع احتكار السوق بيني و بينك سنكون قادرين على رفع الاسعار كما نشاء بلا اي منافس ثم سيصير السوق ملكك بالكامل حين اغادره بعد ان اتاكد من سقوط جبريل . بدا الشيطان في مساومة موريس و جعلة اكثر قبولاً للفكرة , فاسترد ل**به و قال: مالضامن لخروجك من السوق بعد انتهاء امر جبريل ؟ **ت ريان برهة , ثم هم واقفاً وهو يقول: سيد موريس لماذا اشعلت الحرب بيني و بين جبريل برايك؟ -تريد ان تسقطه . = ولماذا اريد ان اسقطه ؟ -لا اعلم . اتجه ريان صوب النافذة و هو يجيب على سؤاله: هذا الرجل عبقري بحق , لكن هزيمتي له في هذا السوق يعني انه ليس جديراً به فسأعينه على النهوض في سوقٍ اخر يليق به بمقايس مختلفة ورؤى جديدة, انا لا اهتم اطلاقاً للسوق او لغيره انا رجل مهوس بالادارة و السيطرة اريد ان يكون كل شخص في مكانه الصحيح ليس إلا, و مكانك على راس هذا السوق في حين لا احد في قاعه, لهذا إليك كل  الضمانات التي تحتاجها . -كلماتك جميلة للغاية لكنني اريدك ان ترهن 2% من اسهم شركتك تحت ادارتي . = انت تعلم موقفي جيداً من اي شخص يرغب في ملكية اي مقعد من اثاث شركتي . -هذة ستكون ضمانة فقط لالتزامك بوعدك .... ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة شيطانية و هو يتابع: هل لد*ك شك في الوفاء به ؟ **ت ريان قليلاً و هو يتأمل اعين موريس التي تحولت من الدلال إلى الطمع و الطموح فجاة بلا اي  مقدمات .... = ليس لدي شك في وفائي سيد موريس , انا رجل يلتزم باتفاقاته . مد إليه موريس يده بسعادة قائلاً: اذاً لدينا اتفاق . رسم ريان ابتسامة واسعة على وجهه و هو يبادله المصافحة قائلاً: بالطبع سد موريس . ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD