الفصل الرابع

2939 Words
ذهبت سهام إلى زينة فوجدتها قابعة بغرفتها تنتقل بين صفحات المجلات بملل شديد ، فأخبرتها بأن على باشا يريد مقابلتها فى أمر هام ، عقدت حاجبيها بتعجب؛ فهى تعرف علي و تحدثت معه مرارا أحاديث عابرة فى اﻻوقات القليلة التى كانت تنزل فيها لصالة الملهى ؛ و لكن لم يسبق و أن طلبها خصيصا للتحدث معها ؛ فأردفت سهام قائلة : ـــ ما تروحيله يا زينة و انتى تعرفى هو عايزك ليه ؟ قطبت جبينها تخمن سبب طلبه مقابلتها : ـــ غريبة أوى .. ليكون عايزنى عشان ... قاطعتها سهام سريعا مصححة لظنها السيئ به : ـــ ﻻ ماتخليش مخك يروح لبعيد ..على بيه راجل محترم و بيعتبرك زى بنته و عمره ما اتكلم عليكى ف حاجة زى كدا و ﻻ حتى لمحلى مجرد تلميح . ابتسمت بسخرية و أردفت باستهزاء : ـــ ها .. هو فى راجل محترم هييجى هنا برضو ..؟! أثارت هذه الكلمات حنقها فصرخت بها: ـــ جرى ايه يا بت ؟ ..بتتبطرى ع المكان اللى لحم كتافنا كلنا من خيره و ﻻ إيه ؟ اضطرت أن تخضع لأمرها حتى ﻻ تتمادى ف حديثها اللاذع العقيم عن فضلها فى تربيتها و تحملها لأعباء مصاريفها و دراستها و فضل هذا الملهى الليلى عليها و قالت باستسلام : ـــ خلاص يا خالتى انا رايحاله اهو ..يختيى ؟؟ أجابتها و هى تضع يديها على خصرها مردفة بغضب وغيظ : ـــ يك خوت ... انجرى يلا. انصرفت زينة الى حيث المكان الذي يجلس به على الرفاعى و عندما وصلت اليه وجدته منكبا على هاتفه بتركيز فى احد مواقع التواصل الاجتماعي ، فحمحمت قائلة : ـــ احم... إزيك يا على باشا ؟! رفع ناظريه من الهاتف و كاد أن يرد عليها ، إﻻ أن الكلمات توقفت بحلقه عندما رآها تقف أمامه بطلة تخ*ف اﻷنفاس من فرط براءة ملامحها و جمالها اﻷخاذ فى آن واحد رغم حشمة ملابسها. أدرك حينها أنه قد أحسن الاختيار ؛ فمن يرى زينة و طفولة ملامحها و براءتها ﻻ يمكن أن يصدق أنها نشأت و تربت فى ملهى ليلى ، و بذلك لن يكتشف يوسف خدعته بسهولة . بينما كان شاردا فى بحر أفكاره اللعينة ، استفاق على هزة بسيطة من يد زينة ، فحمحم بحرج : ـــ آسف يا زوزة سرحت شوية .. أشار الى المقعد المقابل لمقعده قائلا: ـــ إقعدى إقعدى واقفة ليه ؟؟ احتدت نبرتها قليلا و هى تسأله : ـــ خير يا باشا ؟ .. كنت عايزنى ف إيه ؟ ـــ رفع حاجبيه قائلا باستنكار : ـــ يا بنتى إقعدى هو أنا هاكلك ؟! أومأت باستسلام و هى تجلس قائلة : ـــ حاضر يا باشا .. آدى قاعدة .. أدار دفة الحديث بمقدمة ماكرة حتى تطمئن له و لا يثير ريبتها قائلا : ـــ اﻷول يا زينة ، قوليلى انتى أخبارك إيه ؟ مبسوطة هنا ؟! رمقته باستغراب : ـــ ﻻ مؤاخذة يا باشا يعنى... إيه ﻻزمته السؤال دا ؟ جحظت عيناه تعجبا من دهائها فأدرك حينها أنه لن يكون من السهل عليه اقناعها بلعبته، فأردف بإعجاب من ذكائها: ـــ باين عليكى ذكية و مش سهلة كمان ؟ أومأت بثقة و نسجت بعض الكلمات التى أظهرت ما عانته من قهر قائلة: ـــ الدنيا علمتنى ما آمنش لحد بسهولة .. الناس كلهم غدارين ، و بالذات بقى الرجالة . عقد ما بين حاجبيه متسائلا: ـــ ليه بقى ؟! ..حد منهم غدر بيكى ؟؟ ابتسمت بسخرية مريرة و بسطت له كفها تحصى على أصابعها بشجن و غصة مريرة تقف بحلقها: ـــ يااااه .. أبويا غدر بأمى ، و عم سيد الله يرحمه ربانى و غدر بيا ف اﻻخر لما كان عايز يشغلنى ف الكباريه ، حتى جلال غدر بيا لما عملى احتكار و حكم عليا يا أتجوزه هو يا مفيش جواز خالص ، اقتربت منه أكثر برأسها مردفة بخفوت: ـــ أقولك حاجة كمان يا باشا ؟! .. كل الرجالة اللى بيسهرو هنا ؛ كلهم غدارين و خاينين و ما يملاش عينهم اﻻ التراب رفع حاجبيه باندهاش مردفا و هو ينفث الدخان من فمه ببطئ : ـــ ياااه .. دا انتى مليانة من ناحية الرجالة أوى.. **ت لبرهة يقلب كلماتها برأسه يحاول أن يجد لهذه المغارة القابعة أمامه مدخلا تمكنه من الوصول لأعماقها فاستأنف حديثه بغموض: ـــ حبيتى قبل كدا يا زينة ؟ قهقهت زينة على إثر هذا السؤال حتى أنها لم تستطع اﻻجابة عليه من فرط الضحك ؛ فقال لها علي باستغراب: ـــ إيه يا بنتى هو انا بزغزغك ؟! و ﻻ يكونش قولتلك نكتة و انا مش عارف ؟! ردت عليه بصوت منقطع من الضحك : ـــ ههههه .. انت بتقول فيها يا باشا ، ههه أما دى حتة نكتة ؟؟ .. ههه ، قال أحب قال ؛ مفيش راجل يستاهل انى أحبه أو أفكر فيه حتى .. يعنى بعد كل اللى قولتهولك دا و لسة بتقولى حبيت ؟؟! ابتسم على براحة و إطمئنان بعدما سمع منها هذا التصريح، فذلك كل ما يتمنى ان يسمعه منها ؛ و كأن كل الخيوط تتضافر من أجل تنفيذ مخططه ضد غريمه يوسف . و راح يملى عليها ما يريده منها .. فى لندن ... أجرى يحيى مكالمة هاتفية مع عمار... بدأ حديثه بمرح قائلا : ـــ إزيك يا عمورى عامل إيه ؟؟ ـــ والله كتير منيح يا يحيى ، إنت ايشلونك ؟ ـــ أنا كمان منيح . ضحك عمار لتقليده المرح و أردف: ـــ طالعة من تِمَّك بتجنن . ـــ تسلم يا حبيب قلبى ، ها علاء زميلك جيه و ﻻ لسة؟ ـــ ايه ايجا اليوم مع صفوت بيك و بنته كمان . ـــ تمام أوى ؛ يعني هنسهر سوا الليلة؟ ـــ إن شاالله .. بس خلينا نسهر بالكافيه ؛ ﻷن ديما خانم بنت صفوت بيك راح تكون موجودة بالكافيه بالمسا ، و أبوها وصانى دير بالى عليها لحتى ما يضايقها حدا . عقد حاجبيه باستغراب: ـــ و أبوها ما ياخدش باله هو منها ليه ؟ أردف عمار موضحا : ـــ ﻷنه بفترة المسا بيكون مشغول شوى باجتماعاته مع الجالية الفلسطينية هون بالكافيه . ـــ خلاص اوكى يا عمورى .. بشوفك المسا بالكافيه . ضحك على تقليده للكنته مردفا : ـــ أوكى فى انتظارك يا زلمة ، باى ... عودة لعلى الرفاعى و زينة فى الملهى الليلى ... تململت زينة فى جلستها فى انتظار سماع طلبه فاردفت بنفاذ صبر: ـــ مش هتقولى بقى يا باشا عايزنى ف إيه ؟ اعتدل بجلسته و استند بذراعيه على الطاولة و اقترب برأسه و أردف بهمس و تركيز: ـــ عايزك تساعدينى ف حاجة تهمنى أوى ، و انا مش هبخل عليكى باى حاجة. . يعنى م اﻻخر كدا طلباتك أوامر ، بس خلى همتك معايا كدا ، و دماغك مصحصحة للى هقوله و تركزى معايا كويس أوى. قطبت جبينها باستنكار و احتدت نبرتها قليلا قائلة: ـــ مش أفهم اﻷول حاجة ايه دى اللى عايزنى فيها ؛ و بعدين أشوف هوافق و ﻻ ﻷ ؟! ـــ رمقها بغيظ مردفا : جرا ايه يا زوزة ؟ .. هتسوقى عليا الدﻻل من أولها كدا ؟ تراجعت حدتها و لانت نبرتها قليلا ثم قالت : ـــ العفو يا باشا مش القصد ، بس فهمنى ع العوبارة و ان شاء الله مش هنختلف . تن*د براحة قائلا : ـــ أيوة كدا خليكى معايا ع الخط . أومأت برأسها بالايجاب و أردفت باستسلام : ـــ و أنا تحت أمرك يا باشا . راح يقص عليها عداوته مع يوسف و ذلك الفيديو الذى يهدده به ، و بالطبع لم يخبرها بحقيقة شخصية يوسف ، و إنما زيف لها الحقيقة و لوثها بسواد قلبه و سريرته مستغلا نقطة نفورها من الرجال و انطباعها السيئ عنهم قائلا: ـــ فى منافس ليا ف السوق عنده مجموعة شركات كبيرة ، حاططنى ف دماغه ، و مبوظلى صفقاتى و مناقصاتى ، و اﻻدهى بقى انه ماسك عليا فيديو ﻻ مؤاخذة يعني ، و عايز يفضحنى بيه زاغت عيناه فى الفراغ و أردف و هو يصتك أسنانه بغل و كبرياء: ـــ و انا بقى عايز أربيه و أعرفه مين هو على الرفاعى و ازاى يستجرا يعمل معايا أنا كدا. انكمشت ملامحها باستغراب مردفة بعدم فهم: ـــ و أنا دخلى ايه فى دا كله يا باشا . أجابها بنفاذ صبر : ـــ إسمعينى للآخر و متقاطعنيش يا زينة . أومأت له زينة بالايجاب دون ان ترد و طالعته بأعين متسعة من شدة التركيز . أردف يشرح لها و الغل يملأ قلبه و يفيض: ـــ دلوقتى انا عايز أعمله فيديو زى اللى بيهددنى بيه .. وانتى اللى هتساعدينى فى كدا . جحظت عيناها من الصدمة و رمقته بازدراء حين فهمت سوء نيته وكادت ان ترد عليه و لكنه سبقها قبل ان تتحدث مصححا سوء فهمها : قبل ما تتكلمى و تقولى اى حاجة ، انا عارف ان انتى مالكيش ف الشمال ، انا عايزك بس توقعيه ف حبك و واحدة واحدة هتسحبيه لهنا و انا عليا الباقى ، متخافيش مش هورطك في حاجة كدا و ﻻ كدا لاسمح الله .. ها قولتى ايه ؟ عقدت حاجبيها بريبة مردفة: ـــ يعنى يا باشا من وسط كل البنات اللى هنا اللى يوقعو اجدعها راجل ؛ تختارنى انا اللى عاملة زى المدب مع صنف الرجالة ؟! على باقناع : ـــ يا بت البنات دول كلهم كروت محروقة و معروفين و بعدين كلهم أشكالهم يعنى أستغفر الله العظيم زى اللى نازل عليهم غضب ربنا ..تؤتؤ ماينفعوش خالص . **تت لبرهة تفكر ثم سألته و القلق مسيطر عليها : ـــ اممم.. هو بييجى هنا يا باشا ؟؟ على : ـــ ﻷ ، عمره ما دخل اﻻماكن دى . قطبت جبينها باستغراب : ـــ إزاى بقى ؟ .. هو فى راجل غنى مبيدخلش الاماكن دى ؟ أردف بخبث و دهاء حتى يشحنها بكرهه و يثير اشمئزازها ناحيته: ـــ أصله عامل فيها راجل مستقيم عشان يحبب الناس فيه ، و هو مقضيها من تحت لتحت ابن اللذين . يوسف دا مش سهل ، اللى يتعامل معاه يفتكر انه جد و مالوش ف الهلس ، و هو مقطع السمكة و ديلها وﻻ حد دارى بيه ، عشان كدا عايزه يبان على حقيقته اللى عاملى فيها شيخ دا. انكمشت قسمات وجهها باشمئزاز : ـــ إخييه ، مبكرهش ف حياتى يا باشا أد الراجل المنافق دا. إستطاع على بحِنكته و دهائه أن يُثير حماستها و يُحفزها نفسيا لتتحدى نفسها فى الايقاع برجل يَدَّعى الاحترام و الفضيلة كما لَقًنها منذ قليل، فأردفت بحماسة: ـــ انت كدا هتشوقنى انى أظهره على حقيقته و أجيب مناخيره اﻷرض... عشان تعرف بس إن عندى حق ف كلامى عن غدرهم ، نفسى أقابل راجل محترم بجد مش بيمثل اﻻحترام . أجابها بمكر الثعالب و خبث الشياطين : ـــ ما أظنش هتلاقى يا زوزة . تحفزت أكثر لبدأ التحدى و أردفت : ـــ اه... المهم يا باشا هنبدأ إمتى و هعمل إيه بالظبط ؟.. فقد أعجبتها هذه اللعبة، أما على فقد تفاجأ كثيرا من حماستها ، و لكنه كان فى قمة سعادته ، فاﻷمور تسير معه بمنتهى السلاسة كنصل السكين الحار الذى يذيب قالب الزبد فور انغراسه بها ، فلو كان ينوى خيرا ما كانت اﻻمور لتسيير معه بهذه السلاسة . راحت زينة تستمع بكل آذان مصغية لما يمليه عليها هذا الشيطان اللعين ، ينفث سمه فى أذنها و يجعلها تظن بيوسف أسوأ الظنون ، و أخذ يلقنها دورها كما لو كانا سينفذان مسرحية تقوم هى بدور البطولة و يقوم هو بتأليفها و إخراجها . إطلع الاثنان على السيناريو المتفق عليه ، و اتفقا على بدء التنفيذ فى الغد القريب ، كما إشترطت عليه زينة أن تحصل على مبلغ مالي كدفعة أولى نظير هذه المهمة ، و أﻻ يعرف جلال بهذه اللعبة حتى ﻻ ينكشف أمرها أو يقوم بمضايقتها أو حتى يساومها على ما سوف تحصل عليه من مال . غادر على الملهى الليلى بعدما إكتمل مخططه اللعين على أفضل ما يرام، و اتفق مع زينة على تفاصيل اللعبة و طريقة الدخول الى عالم يوسف سليمان. بينما زينة غادرت إلى غرفتها فشهقت بفزع و اخذت تتفل فى ص*رها عندما باغتها جلال بامساكها من رسغها و هى تقبض على مقبض باب غرفتها صارخا بها: ـــ انتى استأذنتينى قبل ما تنزلى الصالة ؟ ها ؟! سمعت سهام صراخه فأسرعت اليهما بهلع خوفا من أن يكشف اتفاقها مع على فأردفت مدافعة عنها بصياح يتوارى خلفه قلقها البالغ : ـــ جرى ايه يا جلال، يعنى ما تفكش عن نفسها شوية ؟ دى يا حبة عينى محبوسة ف اﻻوضة بين أربع حيطان ، و بعدين زينة مايتخافش عليها ، آه . . نظرت لها تغمزها بعين واحدة و تلكزها بكوعها بخفة: ـــ مش كدا و ﻻ إيه يا زوزة؟ ردت بارتباك طفيف : ـــ أومال يا خالتى .. ما أنا علطول بقوله كدا بس هو بقى اللى محكم رأيه ما انزلش من غير إذنه. رمقته باستعطاف و دلال مصطنع: ـــ و بعدين انت مكنتش هنا ، فأخدت اﻹذن من خالتى . أردفت سهام مغيرة مجرى الحديث حتى تلهى جلال عن أمر نزول زينة إلى صالة الملهى بدون إذن منه .. مردفة بتساؤل: ـــ أﻻ صحيح انت كنت فين يا واد ؟ ما شوفتش خلقتك م الصبح ؟ نسى او تناسى أمر زينة مؤقتا و أردف بسعادة بالغة : ـــ اسكتى ياما ، أما انا جاتلى حتة شغلانة !! .. حاجة كدا آخر أوبهة . ردت عليه متصنعة الجهل بهذا اﻷمر : ـــ شغلانة ايه دى يا واد فرحنى .. أجابها بغبطة و حماسة : ـــ فرد أمن ف شركة كبيرة أوى ياما .. و لكنه قطع كلامه و هو يزم شفتيه بضيق مردفا بأسف: ـــ بس صاحب الشركة مشترط عليا ياخدنى تدريب شهرين بحالهم مدفوعين اﻻجر قبل ما يسلمنى الشغل ، قال ايه عشان اكون قد المسؤلية. شعرت زينة بارتياح تام فها هى سوف تقوم بمهمتها بحرية كما انها ستتحرر من أسر جلال الجاحد و تحكمه بها كما لو كانت احدى ممتلكاته الخاصة، انف*جت أساريرها بسعادة جاهدت أن تخفيها و أردفت تقنعه: ـــ و ماله يا جلال ؟ ما تروح يا خويا عشان حتى نتفشخر بيك كدا ف الكباريه . رمقها بغيظ قائلا بحنق: ـــ أه يختى جاتالك ع الطبطاب عشان تصيعى براحتك .. مش كدا ؟ زمت زينة شفتيها بضيق مردفة بأسف حقيقى : ـــ اخس عليك يا جلال ، بقى انت تعرف عنى كدا ؟ .. فتحت باب غرفتها سريعا و عينيها محتقنة بالدموع و لكن لحق بها جلال ممسكا بمع**ها قائلا بضيق من نفسه : ـــ إستنى بس يا زوزة .. مش قصدى أزعلك و الله ، بس انا زعلان انى هفضل شهرين بحالهم مشوفكيش. أكمل بنبرة حانية و ابتسامة حب صادقه تشق وجهه: ـــ دا انتى مبتغ*يش عن عينى و قلبى لحظة يا زينة .. أحست بصدق كلامه فهى تعلم أنه يحبها و يغار عليها فأردفت بخفوت : ـــ خلاص يا جلال محصلش حاجة ، بس يا ريت تبقى واثق فيا شوية أكتر من كدا . أجابها بصوت خافت معتذرا : ـــ خلاص بقى مايبقاش قلبك اسود كدا ؟! .. فين اﻻبتسامة الحلوة بتاعت احلى زوزة ف الدنيا ؟؟ إبتسمت زينة له و أطرقت رأسها بخجل من كلماته الغزلية .... مساءً بتوقيت لندن ... ذهب يحيى ليقضى سهرته مع صديقه السورى عمار فى المقهى العربى كما اتفقا سابقا ، و عندما دخل الى المقهى دار بعينيه في المكان لكى يرى صديقه ، و لكنه لم يجده فذهب لزميله المناوب له علاء لكى يسأله عليه . يحيى : ـــ فين عمار يا علاء . علاء : ـــ راح تلاقيه بغرفة تبديل الملابس ، عم بيبدل تياب الدوام ، لسة لهلا مستلم منه المناوبة . يحيى : ـــ اوكى ، هستناه على اى ترابيزة برا . شكرا علاء : ـــ عفوا . و كاد يحيى أن يغادر هذا المكان ليجلس باحدى المقاعد الخارجية ، إﻻ أنه سمع صوت شجار بين فتاة و شاب فراح يتابع هذه المشاجرة بفضول .. الفتاة بعصبية مفرطة: ـــ أنا إلى ساعة عم فهمك إنى ما بدى أتعرف فيك .. اتركنى لحالى بقى بليز . قبض الشاب على رسغها مردفا: ـــ ﻻ ايمت راح تدللى على بهاى الطريقة . نزعت يدها من قبضته بعنف ثم أردفت بحدة و هى ترمقه باشمئزاز : ـــ لك انت من وين بتعرفنى لحتى تحاكينى هيك ؟؟ اغتاظ يحيى كثيرا من تطفل هذا الشاب السمج على تلك الفتاة ، و لم يستطع أن يسيطر على هياح أعصابه الذى أثاره ذلك السمج و اندفع نحوه و أمسكه من تلابيبه و قرب و جهه من وجه ذلك الشاب قائلا بغضب مكتوم مصتكا فكيه بعصبية : ـــ هى مش قالتلك مش عايزة تتعرف يا روح امك ؟؟ رمقه الشاب بأعين متسعة من الخوف و المفاجأة فى آن واحد مردفا بنبرة مهتزة: ـــ و انت شو دخلك بها يا زلمة ؟؟ أجابه بنبرة مخيفة : ـــ أختى ، ممكن تغور بقى من هنا ؟ لم يقتنع الشاب بذلك فقطب جبينه باستنكار مردفا: ـــ ايشلون خيتك ؟! .مو انت مصرى ؟ أبلغه من العصبية أقصاها فشدد من قبضته على تلابيبه و هزه بغضب مقربا وجهه من وجه الشاب مردفا بزئير أسد متحفز للانقضاض على فريسته : ـــ و انت مال أهلك ؟ .. انت هتغور من هنا ياض و ﻻ أشلفطلك وشك اللى انت فرحان بيه دا ؟ رد عليه الشاب متلجلجا من هيئته المتحفذة لض*به ض*با مبرحا : ـــ خلاص يا زلمة راح روح ، ﻻ تعصب حالك هيك ؟ يحيى بنبرة متهكمة : ـــ طب يلا يا شطور من هنا ، يلا يلا ، أخذ يرددها و هو يدفع ذلك الشاب خارج المقهى . بينما تلك الفتاة كانت تقف ترمق يحيى بانبهار من موقفه و جرأته فى دفاعه عنها رغم أنه ﻻ يعرفها و ﻻ تعرفه ، و لم تنبث بكلمة فقط تراقب يحيى و هو يدفع ذلك الشاب للخارج. التفت لها يحيى و رمقها بنظرات خاوية و وجه جامد لا ينم عن أى تعبير مردفا بأدب: ـــ ممكن تتفضلى معايا هناك أقولك كلمتين بس؟! أشار الى إحدى الأركان الخاوية بالمقهى، فأومأت له بالايجاب دون رد و سار بها الى حيث أشار ، بينما هى كانت تسير معه باستسلام تام منافى لشخصيتها المتمردة حتى استوقفها قبالته و رمقها بغيظ و احتدت نبرته و هو يؤنبها قائلا: ـــ و انتى .. ما تحترمى الحجاب اللى على راسك دا و البسى لبس واسع شوية ؟ .. ﻻزمته ايه الحجاب دا اللى يا دوب مغطى شعرك بالعافية ، و ﻻ البنطلون دا ؟ دا مرشوش عليكى يا ماما مش ملبوس ؟ ..لبستيه إزاى أصلا؟؟ أثار توبيخه اللاذع غيظها و تناست سحر انبهارها بموقفه، و اصتكت فكيها بغضب جم قائلة : ـــ و انت شو دخلك فينى ؟ ليش مهتم كل ها الأد بتيابى ؟ جحظت عيناه من جوابها فاردف بتهكم : ـــ انتى ع**طة يا بنتى ؟ تياب ايه دى اللى ههتم بيها؟ ثم انتى إزاى تقعدى فى وقت زى دا لوحدك ف الكافيه؟ أجابته بعصبية تليق بطبيعتها المتمردة : ـــ يا الله. .انت شو دخلك فينى؟ !..ياللى بيشوفك معصب هيك راح يفكرك بيى او خيى ، لك حتى البابا ما بيدخل ف ستايل تيابى . إغتاظ يحيى كثيرا و أحس ببعض الندم على مدافعته عنها و صاح بها مشيرا بسبابته على ص*ره : ـــ أنا فعلاً غلطان انى اعتبرتك اختى و عملت معاكى اللى كنت هعمله مع اختى ، بس الظاهر ان الموضوع كان عاجبك و انا جيت قطعت عليكى. جحظت عيناها و فغر فاها من وقع عبارته اﻻخيرة ، فاستطكت أسنانها بغضب جم و رفعت كفها لكى تض*به على وجهه و لكن يد ما سبقتها و أمسكت بكفها قبل أن تتمكن من ض*به. يتبع.... مع تحياتى / دعاء فؤاد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD