الفصل الثالث

2967 Words
فى الملهى الليلى .... مازالت السهرة مستمرة بين علي و سهام ، فقد قصت له حكاية زينة قائلة: ـــ كان زمان فى بت اسمها هدى كانت بتشتغل عندنا هنا ف الكباريه جرسونة ، بتخدم ع الزباين و تنزلهم مشاريب و كدا يعنى ، بس البت هدى دى كانت بت مزة ، كان زباين كتير بيطلوبوها بس مكانتش بترضى أبدا و كانت علطول مص*رة الوش الخشب للزباين ، دا حتى أبويا الله يرحمه كرشها كذا مرة ، بس كانت بتصعب عليه و يرجعها تانى ، كان بيقول غلبانة ملهاش حد ، أنا أبويا آه قرنى بس كان قلبه طيب قوى . أثارت عبارتها الأخيرة سخريته فضحك مردفا باستهزاء : ـــ اه انتى هتقوليلى ، الله يرحمه عم سيد ابوكى كان بيصعب عليه البنات الغلابة ؛ فيقوم جايبهم عشان يشغلهم هنا أهو ي**ب فيهم ثواب .. أومأت بالايجاب مؤيدة حديثه الساخر : اومال يا باشا ؛ اهو يكلو لقمتهم من عرق جبينه أردف بنبرة أكثر سخرية : ـــ من عرق جبينهم و ﻻ من هز وسطهم ؟! أجابته بحنق من جداله العقيم من وجهة نظرها : ـــ مش أحسن ما يمدو ايدهم للى يسوا و اللى ميسواش ؟! أومأ لها بعدم اقتناع لينهى الجدال فى هذه النقطة قائلا : ـــ مش موضوعنا .. كملى استرسلت بحماس : ـــ المهم يا باشا ضحك عليها شاب حليوة أوى من اللى كانو بييجو هنا ، كان غنى أوى بس مكنش بييجى كتير ، المهم البت هدى حبته و سلمت نفسها ليه ، يمكن دى الغلطة الوحيدة اللى غلطتها هدى ، ﻻ غلطت قبلها و ﻻ بعدها ، المهم قعدت تتحايل عليه عشان يتجوزها ، و هو يقولها على اخر الزمن اتجوز ريكﻻم ؟ لما مارضيش يتجوزها سلمت أمرها لله و رجعت كملت شغل جرسونة برضو ، لحد ما ف يوم عرفت انها حامل ، كانت هتموت نفسها بس انا قولتلها روحيله عرفيه يمكن قلبه يرق و يرضى يكتب عليكى عشان خاطر الواد حتى !! ـــ راحتله يا باشا و قالتله ع الحمل ، فصعبت عليه و فهمها بالهداوة كدا إن أبوه راجل شديد اوى و ﻻ يمكن هيوافق ع الجوازة دى ، و يمكن يأذيها كمان لو عرف ، فقالها أحسن حل إنها تنزل الجنين و هو هيفتحلها حساب ف البنك باسمها و يحولها عليه فلوس تصرف منها و تسيب الشغل ف الكباريه لحد ما يشوف صرفة مع أبوه . تسائل على بفصول: ـــ و الشاب دا اتجوزها فعلا ؟! قبضت على رسغه تحثه على الانصات مردفة : ـــ ما انا جايالك ف الكلام اهو يا باشا ؛ هى قالتلى طالما ما نكرش الجنين يبقى اكيد هيتجوزها بعد ما يتصرف مع أبوه ، و مرضيتش تنزل الحمل و كملته ، مع إنى قولتها يا بنتى نزليه ؛ إفرض خلى بيكى و مرضيش يتجوزك ؟ قالتلى مش مهم هصرف عليه من الفلوس اللى هيحولهالى على حسابى ، بعدها ييجى بشهر كدا بعتلها مرسال انه ابوه هيسفره برة البلد و تنساه خالص و تعيش حياتها ، المهم أبويا عرفها على راجل كبير ف السن كان حاطط عينه عليها و عايز يتجوزها ، ابويا كان حاكيله على كل حاجة و هو وافق يتجوزها و يكتب المولود باسمه ، البت هدى ماكانتش موافقة ، بس انا قولتلها اهو هيسترك و يبقى البت بنتك ليها أب حتى لو ع الورق بس ، اهو حتى تعرف تدخلها المدرسة من غير مشاكل ، المهم وافقت يا باشا عشان خاطر البت زوزة و عاشت معاه و اشتغلتله خدامة و ممرضة لحد ما مات بعد سنتين من الجواز ، و رجعتلنا تانى بالبت بنتها و اشتغلت جرسونة برضو لحد ما جالها المرض الخبيث و ماتت و البت زينة كان عندها خمس سنين . سكت قليلا يستوعب هذه القصة ثم سألها بفضول : ـــ كدا عرفنا حكاية زينة و أمها .. إيه بقى حكايتها مع جلال ؟ أجابته: ـــ ماهو يا باشا هدى رجعتلنا و زينة كان عندها سنتين و الواد جلال كان عنده ييجى عشر سنين كدا ، ما كانش فى قدامه اﻻ هى ، فبقى هو اللى بيخلى باله منها على ما امها تخلص شغل و كانت بتكبر قدام عينيه و هو بيكبر معاها ، ماكانش بيروح ف حته أﻻ ما ياخدها معاه ، و كان بيوديها المدرسة و يجيبها ، ابويا قالى سيبيها تتربى معاه ، مسيرها هتكبر و تبقى مزة حلوة و هتنفعنا ف شغل الكباريه ، بينى و بينك يا باشا كلام أبويا جه على هوايا ، و البت لما كبرت كدا و ادورت و احلوت ، بقى الزباين هيموتو عليها ، قولت يلا اهو جه وقتها بقى و نسترزق من وراها نظير تربيتنا ليها.. سكتت تحرك شفتيها المضمومتين يمينا و يسارا بحسرة و أسف ثم أردفت: ـــ قام ايه يا باشا؟! أجابها مكملا بدﻻ منها بتخمين : ـــ قام جلال واقفلك و مرضاش يشغلها ضمن البنات اللى ف الكباريه ؟ أجابته مؤيدة لتخمينه: ـــ لله ينور عليك يا باشا ، و من ساعتها و هو محرّج عليها تنزل من قوضتها من غير إذنه و ﻻ حتى تنزل الصالة ؟ سألها باستخفاف: ـــ و انتى يعنى بجبروتك و قوتك دى مش عارفة تمشّى كلامك على حتة عيل زى جلال ؟ أجابته بحنق من استهانته بولدها: ـــ عيل مين يا باشا؟!... دا جلال عنده ييجى 33 سنة ، دا غير كدا ما بيهموش حد اياكشى يكون مين حتى !! دا ممكن يقتل القتيل و يمشى ف جنازته و بالذات بقى لو حد هوب ناحية زينة ؟ ضيقت عينيها متعجبة من جهله بهذا الأمر : ـــ يعنى انت يا باشا مكنتش بتشوف خناقاته كل يوم و التانى مع الشباب اللى بيعا**و زينة هنا ؟ مط شفتيه و هز كتفيه لأعلى بجهل: ـــ انا كنت فاكره بيتخانق عشانها باعتبار ان هى اخته مش أكتر، متوقعتش ابدا انه يكون بيحبها. أخرج سيجارة من علبة سجائره المعدنية و أشعلها و اكمل حديثه مضيقا عينيه بتركيز : ـــ أﻻ قوليلى يا سوسو ، زوزة عندها كام سنة دلوقتى ؟ سهام : ـــ ييجى 25 سنة . رفع حاجبيه متفاجئا مما سمع : معقول ؟! .. دا انا كنت فاكرها اصغر من كدا بكتير . أشاحت بكفها مردفة بغيرة لم تستطع إخفائها : ـــ ماهى المزغودة مش باين عليها سن . انعزل عما حوله بفكره يبحر بمستنقع شره من جديد، يلتقط فكرة قاحلة ملطخة بوحل حقده و غله، و هو يدخن سجائره بشراهة مضيقا عينيه بتركيز شديد، راقبته سهام بتوجس و فهمت ما يدور برأسه، فحاولت أن تثنيه عما يفكر به : ـــ يا باشا اللي انت بتفكر فيه دا مش هينفع ؟ .. ثم أردفت برجاء: ـــ الله ﻻ يسيئك يا باشا ابعد عن زينة و اتقى شر جلال . لم يُلقِ لرجائها بالا فقد أخذ قراره و حسم أمره و قال بحزم و هو ينفث دخان سجائره : ـــ بقولك ايه ، انا هاجى بكرة أقعد مع زينة و أنا هعرف ازاى اقنعها و اخليها توافق .. اردف و عينيه زائغتين فى اللاشيئ مضيقا جفنيه بتفكير : ـــ أما جلال بقى سيبيهولى انا هتصرف معاه . اضطربت سهام من نية علي لولدها و جحظت عيناها هلعا من أن يلحق به أذى فى سبيل تنفيذ انتقامه فض*بت ص*رها بكف يدها مستنكرة : ـــ يالهوى !! .. انت ناسى ان جلال دا يبقى ابنى اللى محلتيش غيره ف الدنيا و ﻻ ايه ؟.. انت ناويله على ايه بالظبط يا باشا...سألته بشيئ من الحدة و العصبية . أجابها سريعا مصححا ظنها بحدة: ـــ انتى اتهبلتى و ﻻ ايه يا سهام ؟! .. بقى انا هأذى ابنك برضو ؟ .. ثم اردف بنبرة لعوب مقربا وجهه من أذنها : ـــ دا انتى عِشرة عمر يا سوسو و بير أسرارى .. أشاح بوجهه عنها متصنعا الحزن: ـــ ﻻﻻﻻ يا سوسو ماكانش العشم تبقى هى دى فكرتك عنى .. سرعان ما هدأت بعدما وصلها حسن نيته و أردفت باعتذار : ـــ مش القصد يا باشا بس أصل كلامك برجلنى و مخى حدف شمال علطول. اقتربت منه مردفة بغنج و هى تبتسم بدلال : ـــ متزعلش منى بقى يا باشا، قلبك أبيض .. لم يرد، فتحولت ملامحها للجدية مستفسرة: فهمنى بس هتعمل معاه ايه ؟ بس من غير أذية .. أه .. دا مهما كان ابنى سندى و عكازى . ضحك من هيئتها و هى تتحدث مردفا : ـــ ماشى يا سوسو هفهمك ..... عند يحيى فى لندن ... كان جالسا فى أحد المقاهى التابعة لعربى مغترب و التى تعرف عن طريقها على صديقه السورى عمار . عمار شاب سورى يبلغ من العمر 29 عام ، أتى إلى لندن للحصول على عمل لكى يحسن من مستواه المادى و المعيشى و يستطيع الانفاق على ذويه، حاله كحال أكثر الشباب العرب المغتربين فى بلاد الغرب ، عمار حاصل على بكالوريوس هندسة ، لكنه لم يجد من يقبله للعمل فى مجال دراسته فى لندن لقلة خبرته، فاضطر الى العمل كنادل فى هذا المقهى و فيه تعرف على يحيى و أصبحا أصدقاء ، يفضفضان بما يجول بخواطرهما، كلٌ يبوح بمكنوناته للآخر، ليَرميا بعضا من أثقال همومهما القابعة على كواهلهما كلما أتيحت لهما الفرصة لذلك . عودة ليحيى و عمار .. أدار عمار دفة الحديث قائلا بأسف : ـــ راح كون مشغول كتير بالفترة الجاية يا زلمة ، و ما بعرف إذا بقدر حاكيك بهالوقت .. قطب جبينه بتعجب متسائلا : ـــ ليه ؟.. خير... فى حاجة ؟! مط شفتيه بضيق: ـــ ما فى شِى .. بس صفوت بيك صاحب الكافيه راح يسافر لبلده و راح ياخد علاء زميلى اللى عم بيناوب مَعى ؛ لحتى يزور عيلته ف الضيعة. أخذ رشفة من قدح القهوة خاصته ثم أردف بتساؤل : ـــ صفوت بيه دا منين ؟ عمار : ـــ هِنّا التنتين من فلسطين . أوماء بتفهم : ـــ امممم .. قال ياخده معاه بالمرة يعنى يزور اهله و يرجع تانى معاه .. مش كدا برضو ؟ أومأ بالايجاب مردفا: ـــ ايه .. هيك بده . يحيى : ـــ اوكى ، ربنا يعينك . . بس هاجى برضو أشرب القهوة بتاعتى و أسلم عليك . أومأ برأسه بتأكيد : ـــ ايه طبعا يا زلمة .. أطبق عليهما **ت مؤقت قطعه عمار مباغتا يحيى بسؤاله: ـــ فى شِى چديد بموضوعك مع بِنِت عمك ؟ طَالعه بوجه متجهم و ملامح أرهقها الشجن مجيبا: ـــ مفيش جديد.. يبقى الوضع كما هو عليه . تألم صديقه ﻷجله و سأله بعتاب: ـــ ﻻيميت راح تتحمل هيك وَضِع يا يحيى ؟؟.. و لَوين راح تُهرُب تانى ؟؟ .. شكلا ما راح تكون من نصيبك . أومأ مؤيدا بشجن : ـــ هى فعلا عمرها ما هتكون من نصيبى .. ﻻن حتى لو هى وافقت فى يوم من اﻻيام تتجوزنى ؛ فأنا ﻻ يمكن هوافق أبدا قطب جبينه باستنكار مردفا: ـــ شو ها اللغز هاد ؟؟ اعتدل بجلسته يشرح له وجهة نظره بعقلانية و اقناع: ـــ طهتجوزها إزاى يا عمار و أنا عارف إن هى كانت بتحب أخويا و هتموت و تتجوزه ؟ .. الشك و الغيرة هيموتو أى ذرة حب جوايا ليها .. و مش بعيد كمان أخسر أخويا بسببها ، و دا اللى ﻻ يمكن أسمح بيه أبدا . تعجب من منطقه و أردف : ـــ لَكان ليش عم بتعذب حالك ابحبها ؟ أجابه و نِصال الهوى تُغرَس فى قلبهِ تُقطعه إرباً : ـــ مش بإيدى .. نفسي اتخلص من حبها اللى عامل زى المرض المستعصى اللى بيجرى ف دمى و مالوش علاج إلا الموت. أومأ له متفهما حالته و ما يمر به من أزمة حب من طرف واحد دفعه للهروب بعيدا عله يشفى من متلازمة حب أزهقت روحه و أرهقت جسده. فى فيلا راشد سليمان. .. أنهت العائلة وجبة العشاء و أكملوا سهرتهم في مشاهدة التلفاز ، جلست سهيلة فى مقعد مقابل لمقعد يوسف و جلس والدها فى اﻻريكة التى تتوسطهم ، كان يوسف يشاهد التلفاز بتركيز شديد، حيث كان يتابع النشرة الإخبارية ، بينما عمه راشد كان يتململ فى جلسته يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه ، وعلى الجهة اﻻخرى تجلس سهيلة شاردة فى نصيحة صديقتها لينا فى كيفية جذب انتباه يوسف لها كأنثى إلى أن هتف راشد بارهاق : أنا طالع أريح شوية ف قوضتى يا حبايبى ، مش عايزين حاجة ؟ التفت له يوسف و سأله بقلق : ـــ مالك يا عمى شكلك مش مظبوط كدا ؟ أومأ بابتسامة يطمئنه: ـــ متقلقش يا حبيبى دا شوية صداع بس كدا ، يظهر ضغطى عالى شوية . نهض عمه من مقعده ينوى الصعود لغرفته فأسرع إليه يوسف يسنده: ـــ طيب تعالى اوصلك للاوضة. أضافت سهيلة : ـــ خليك انت يا يوسف ، هوصله انا عشان اقيسله ضغطه و اديله الدوا . استوقفهم معترضا بحزم: ـــ ﻻ .. ﻻ انت و ﻻ هى ، انا مش عيل صغير عشان تديلى الدوا و تسندونى و ... قاطعته سهيلة بأدب : يا بابا مش قصدى طبعا ا... قاطعها والدها بحدة : ـــ خلاص يا سهيلة ...تصبحو على خير .. ومن ثم تركهم و سار على مَهَل الى أن وصل الى غرفته . نظر كل منهما للآخر بارتياب و حيرة، ثم انتقلت سهيلة من مقعدها لتجلس على طرف اﻻريكة المجاورة لمقعد يوسف حتى تكون قريبة منه و قالت: ـــ بابا اخد كلامنا بحساسية زيادة عن اللزوم . زم شفتيه بعدم فهم : ـــ مش عارف ، يمكن فى حاجة مضايقاه و احنا زودنا عليه. هزت كتفيها لأعلى مردفة : ـــ يمكن .. استكمل هو مشاهدة التلفاز بينما هى اخذت تدقق فى ملامحه بعشق جارف شاردة فى كل تفصيلة من تفاصيل وجهه المحبب لقلبها، هائمةً ببحر وسامته و جدية تعابير وجههِ التى أغرقتها و أطاحت أمواجه العاتية بعقلها فأصبحت متيمةً به ، و بينما هى فى خِضْم تأملها له ؛ شعر بأنه مُحاصر بنظراتها ، فتجاهلها حتى تحيد ببصرها عنه و لكنها لم تفعل. خطر بباله ان يسايرها حتى يفهم ما يجول بخلدها ،فانقلب الحال و أصبحت هى تحت حصار نظراته المحدقة بعينيها، فلم تحيد عينيها عنه أيضا، فرأى انعكاس صورته فيهما و كأنها طبعت بهما، فلم تعد ترى غيره، يعلم ذلك تمام العلم، و لكنه لا يستطيع أن يراها كما تراه. راح يتلاعب بمشاعرها حتى تكف عن تأمله و لا تَأْمل بحبه، فقال و هو ينظر فى عينيها عن قرب : ـــ تصدقى انا اول مرة اركز فى لون عنيكى ؟! .. ثم ابتسم ابتسامة جميلة و لكنها ماكرة : ـــ لونهم حلو اوى . اتسعت ابتسامتها و كادت ان تفقد وعيها من هذه الكلمات القليلة ؛ فهى لم تعتد على سماعها من يوسف ابدا ؛ يحيى فقط هو من كان يتغزل بعينيها ، و لكن ياللعجب ؛ لم تتأثر يوما و لم تسعد ساعة بهذه الكلمات من فم يحيى بقدر سعادتها اﻻن و هى تسمعها من فم معشوقها .. تمادى يوسف بلعبته مردفا: ـــ نفس لون عين عمى راشد . أومأت بتأييد و ما زالت تلك اﻻبتسامة البلهاء تشق وجهها : ـــ أه .. ما أنا وارثاهم من بابا . استرسل بخبث : ايوة طبعا. . انا علطول بقول لعمى لما اتجوز و اخلف بنت ؛ نفسى يبقى لون عنيها زى لون عين عمتها . تجهم وجهها بغتة و قطبت جبينها باستنكار مردفة : ـــ عمتها ؟؟! أجابها متصنعا البراءة : ـــ طبعا يا سولى ؛ ما انا هخليها تقولك يا عمتو .. زمت شفتيها بغيظ شديد و أردفت: ـــ اممم. . ان شاءالله .. نهضت من مقعدها و هى تقول باحباط و خيبة أمل: ـــ تصبح على خير كبت ضحكته و أردف متسائلا ببراءة مصطنعة: ـــ راحة فين ؟ أجابته و هى تسير باتجاه غرفتها : ـــ رايحة انام . أجابها برجاء صادق : ـــ لسة بدرى ، خليكى قاعدة شوية . لم ترد عليه و انما توجهت نحو الدرج لتصعد لغرفتها و و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة بحسرة و خيبة أمل: ـــ منك لله يا يوسف ، بقى انا عمتو ؟! .. عمتو يا يوسف ؟! ..حسبى الله ... ظلت تهمهم بهذه الكلمات الى ان دخلت غرفتها. سمع همهماتها و رغم أنه لم يفهم منها شيئا،إلا أنه استطاع أن يُخَمن كلماتها التى تنم عن خيبة أملها فيه، فشعر بغصة بحلقه آلمته و حَزِن ﻻجلها. كم تمنى ان يبادلها الحب و لكن قلبه ليس بيده ، كم حاول ان يفكر بها كزوجة و حبيبة و لكنه ابدا لم يستطع أن يراها إﻻ كأختٍ له ، أخذ يدعو لها من كل قلبه : ـــ ربنا يهد*كى يا سهيلة و يخرج حبك ليا من قلبك .. فى الملهى الليلى ... ذهب على الرفاعى فى اليوم التالى الى سهام كما اتفق معها ، و لكنه ذهب نهارا حيث يكون الملهى خالٍ إﻻ من بعض الزبائن القلائل، حتى يتثنّى له الحديث مع زينة بحرية أكثر و دون ان يُلفِت إليه اﻷنظار . إستقبلته سهام بترحاب و أجلسته على منضدة بعيدة ومعزولة عن الصخب و أنظار الزبائن . سهام بترحيب : ـــ يا أهلا و سهلا يا باشا ، منورنى . أومأ محييا : ـــ منورة بيكى يا سوسو .. إقترب منها قائلا بهمس: ـــ ها كلمتيلى زوزة و ﻻ لسة ؟! سهام : ـــ أنا هجيبهالك انت تكلمها يا باشا ، أنا مش عارفة أقولها ايه اساسا ، ثم أنا خايفة ﻻ جلال يحس بحاجة و يقعد يقرر فيا .. ربنا يستر و ميجييش دلوقتى . أجابها بثقة و كأنه على يقين من عبارته: ـــ ﻻ متخافيش مش هييجى دلوقتى . قطبت جبينها باستغراب متسائلة : ـــ و انت ايش عرفك يا باشا... ظنت لوهلة أنه قد ألحق الأذى بولدها فصاحت بقلق بالغ: ـــ إنت عملت فيه ايه ؟ وديت الواد فين ؟ اوعى تكون لفقتله تهمة تدخله بيها اللومان ؟ ..يا نصيبتى يا نصيبتى يا لهوى ... رددت هذه الكلمات و هى تض*ب بكف يدها على ص*رها ظنا منها أن علي قد أصاب ابنها بسوء ؛ حتى صاح بها يهديئ من روعها: ـــ يا بت اتهدى الله يخرب بيتك .. هو انا مش قايلك مش هأذيه.. أردف بخفوت ماكر: ـــ دا انتى لو عرفتى انا عملت معاه ايه ؛ هتدعيلى . سألته متلهفة لسماع بشارته: ـــ عملت ايه يا باشا طمنى الله ﻻ يسيئك .. أردف بجدية : ـــ كلمت واحد حبيبى صاحب شركة كبيرة اوى يشغله عنده سكيوريتى . ضيقت احدى عينيها متسائلة بجهل: ـــ سيك ايه يا باشا ﻻمؤاخذة ؟؟ أجابها بنفاذ صبر : ـــ أمن يعنى يا سهام .. أمن.. استطرد حديثه يرغبها أكثر فى عرضه: ـــ شغلانة مكانش يحلم بيها بدل قعدته ف الكباريه ﻻ شغلة و ﻻ مشغلة ... عاد بظهره يستند على ظهر المقعد بكل أريحية مردفا بثقة و غرور: ـــ زمانه دلوقتى قاعد مع مدير أمن الشركةعشان يفهمه نظام الشغل. أجابته بسعادة بالغة و نبرة حالمة: ـــ ياريت يا باشا ، خليه ينضف شوية بقى و يبعد عن شوية البلطجية اللى ماشيلى معاهم و عاملينه الفتوة بتاعهم . أردف بثقة : ـــ هو من حيث هينضف ؛ فهو هينضف أوى ، و هيلبس بدلة محترمة و تعامله كله هيبقى مع ناس محترمة و رجال اعمال كبار اوى . ردت عليه بسعادة عارمة بعد سماعها لتلك العبارات : ـــ زيك كدا يا باشا ؟؟! علي بابتسامة سمجة : طبعا .. مش بقولك هتدعيلى . أردفت بامتنان حقيقى و هى ترفع ناظريها و كفيها للسماء: ـــ روح يا علي بيه الهى ينصرك على عدوينك يا قادر يا كريم . ضحك كثيرا من ردة فعلها و أردف بنبرة مازحة : ـــ أيوة كدا يا سوسو .. اصحى معايا كدا يا قلبى . أطلقت ضحكة ركيعة وقالت بفرحة عارمة : ـــ عيونى يا روح سوسو . قلب ملامحه و صوته للجدية مردفا : ـــ إحنا هنقضيها رغى و ﻻ ايه ؟! .. روحى يلا ناديلى زينة. أجابته بحماس و سعادة فى آن واحد : ـــ دا انت تؤمر يا باشا... و غادرته الى حيث غرفة زينة. يتبع..... مع تحياتي/ دعاء فؤاد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD