الفصل الأول
في القاهرة حيث مصر الجديدة كان هناك فتاة هادئة، ذي شعر بني وعيون بنية قامتة ذي بشرة حليبية، وجهها مألوف مرحة من يعرفها ينجذب اليها سريعا ويحبها.
كانت هذه الفتاة تسمي نور فهي فتاة متفوقة في دراستها وتعشق موهبتها وهي كتابة الروايات الكثيرة كانت في التاسعة عشر من عمرها وتدرس في كلية الحقوق.
في أحدي الليالي كالعادة..كان هناك صوت ضوضاء كثيرة في المنزل حيث كان لعب ميسر وشرب خمر و ضحك كثير.
منضدة كبيرة مستديرة يلعب عليها ستة اشخاص وكان رجلاً في منتصف الخمسينات من عمره يسمي(حسن) كان هو صاحب المنزل.
يقال انه رجلاً لايعرف الله ﻷنه يفعل اي شئ من اجل المال.
وفجأة صدم رجل يده بالمنضدة بغضب واردف بصوت مرتفع:
ايه اللي انت بتعمله ده انت كمان بتسرق ياراجل يافاجر..لاء فوق شغل الوسا..ده مش معايا.
تحدث احدي الرجال لحسن بصوت منخفض للغاية:
يانهارك اسود..انت نسيت بتلعب مع مين ياحسن ده ادهم الشرقاوي.
فشهق حسن بخوف وشحب وجهه عندما ذكر اسمه..فهو يعلم بأنه من الرجال الأغنياء ولكنه كان لايعرف اسمه..بدء وجهه يظهر عليه حبيبات العرق التي تعبر عن مدى خوفه وتوتره.
نظر حسن لوجوه الرجال بتشوش لعل احد ينقذه من هذا الموقف ولكنهم وجدهم ينظرون له مثلهم كالكراسي الذي يجلسون عليها..ولا أحد يستطيع أن يردف بحرف.
حسن بتلعثم:
انا اسف ياأدهم بيه..واللهي..واللهي اللي مايعرفك يجهلك انا بس محتاج الفلوس فكنت مضطر اعمل كدة.
توقف ادهم فجأة واقترب منه ومسكه من ياقة قميصه واردف بصوت كفحيح الأفعي:
لايروحمك ابقي اعقلها كويس قبل ماتعرف انت بتلعب مع مين عشان مدفنكش مكانك.
ابتلع حسن ريقه برعب واردف بخوف :
انا اسف ياادهم بيه واللهي ماهتحصل تاني.
وفجأة دخلت نور في اللحظة الذي اصطدم حسن بها بالأرض بفعل دفعة ادهم.
اندفعت نور نحوه وهي تصرخ باسمه:باباا.
رفعت عينيها للذي مصوب النظر اليها ثم قالت بغضب شديد:
انت ايه اللي بتعمله ده يابني أدم انت متخلف ولا مجنون اتفضلوا اطلعوا برة كلكوا أشكال زبا.. وفجأة صفعة مدوية علي وجهها اخرستها عن باقي حديثها من ابيها الذي يقول:
اخرسي انتي بقي يروحمك انتي مش عارفة بتكلمي مع مين يابنت..ودفعها بقوة مما جعلها تصطدم بالحائط حتي كاد أن ين**ر عمودها الفقري فتأوهت بشدة..
حسن بأسف وخوف:انا اسف ياأدهم بيه معلش البت دي ناقصة رباية..وانا هقوم بالواجب متقلقش.
نظرت نور للأرض بحزن وإحراج فلن ينصفها أباها أبدًا، فهي كانت تدافع عنه ورغم ذلك عنفها مثل مايفعل دومًا.
كان أدهم صامت وهو يتفحصها بلحظة من بداية شعرها لقدميها بغموض..شعر بأنها عادية جمالها بسيط ليس بها شئ مختلف، قصيرة القامة الي حدًا ما بالنسبة له جسدها نحيل ولكنه ممتلئ بخفة ببعض المناطق ب*عرها البني التي تحكمه بربطة ومنفرد بطريقة مهملة على ظهرها بعيونها البني القامتة،فهو رأي الكثير من النساء الأجمل منها بكثير.ولكن مالمانع!
وضعت نور يديها على تنورتها بتوتر عندما انتبهت لنظراته المتفحصة التي شعرت آنها تخترقها.
مازال أدهم ينظر لها ثم أردف بغموض: دي بنتك؟
حسن بخوف: ايوة حضرتك.
ادهم بخبث وهو يغمز بعينه: عجبتني.
نظرت نور اليه بخوف واشمئزاز ثم تحركت للخلف بتمهل حتى ركضت سريعًا لغرفتها.
افاق أدهم من شروده ثم نظر لحسن واردف بغضب:
بقي حتة بت متسواش تقولي انا كدة.
حسن بصوت مهزوز: انا اسف حضرتك واللهي ياباشا.. ثم هبط لدي ساقه لكي يقبلها..ولكن ادهم نفض ساقه عنه واردف بسخرية:
اعتذاراتك كترت ياحسن..ثم غادر المنزل هو والخمس رجال واردف وهو يمشي بإتجاه باب المنزل:
معادنا بكرة يازفت ولو انت خسرت حسابك هيبقي غالي اوووي ثم نظر لغرفة نور الذي آبان بها الضوء حتي غادرر.
نظر حسن بأثره بشرود وهو لايعلم كيف تخلص منه..فهو بمجرد أن ذكر اسمه شعر بالصدمة والتوهان..ثم وضع يديه على ص*ره ويحاول أن يتنفس بإنتظام
اما بمجرد أن دخلت نور إلي غرفتها سريعا وهي تلتقي انفاسها بصعوبة ليس من صفعة ابيها فهي معتادة على إهانته دائمًا.وانما تتذكر
(تلك عيون الصقر التي تنظر اليها تتذكر هيبته الشديدة بملامحه الرجولية وقامته الطويلة بقميصه الاسود الذي يظهر عضلاته وعيونه السوداء التي مثل الليل)
افاقت من شرودها علي غلق باب الشقة ف*نهدت بارتياح وارفت بهمس:يخربيتك كنت هتموتني رعب ياشيخ ده ولا ممثلين السيما..قليل الأدب بس كاريزما اوي.
وفجأة فتح باب غرفتها بشدة فيدخل حسن ويمسكها من ذراعها ببقوة فتأوهت بألم.
حسن بغضب:انتي مش هتحترمي نفسك يازفتة انتي مش عارفة انتي كنتي بتتكلمي مع مين؟
نور بوهن:أنا عملت ايه يابابا انا دخلت لقيتك مرمي علي الأرض وواحد بيهزء فيك ليه يابابا تدخل ناس زي دي بيتنا احنا الحمد لله ساكنين في شقة كويسة وانت بتشتغل موظف ومرتبك كويس حرام عليك بقي.
قبض حسن علي شعرها بقوة واردف بتعنيف:
ملكيش دعوة بيا يروحمك والاسطوانة اللي انتي قولتيها دي متسواش معايا ببصلة وعالعموم الشغل سبته وانتي هتسيبي جامعتك وتشتغلي فاااهمة
تجحرت الدموع بداخل عينيها واردفت بحزن:
والنبي يابابا الا جامعتي ده مستقبلي حرام عليك..انت عارف ان دراستي مهمة بالنسبالي ثم شهقت وتقول :
انا هخلص جامعه وأشتغل محامية..قصدي هدور على اي مكتب محاماة اشتغل فيه او اللي انت عايزه..بس ارجوك يابابا مينفعش اقعد من الكلية. وفجاة صفعها بشدة على وجهها.
حسن بغضب:كلامي هيتنفذ ومن بكرة هتنزلي تدوري على شغل..خدنا ايه من التعليم ياختي.ثم دفعها بشدة وخرج وصفع الباب بشدة...
ظلت نور تبكي وهي تشهق بشدة وتدعو ربها ان يساعدها في محنتها تلك وفجأة تذكرت والدتها التي كانت تتمني أن تبقي معها ولكن القدر كان أقوى والموت أخذها منها.
فلاش بااك.
(دخلت نور من باب الشقة وهي تضحك بسعادة وتنادي والدتها:
ماما ماما.
خرجت والدتها من المطبخ واردفت بلهفة:
خير ياحبيبتي عملتي ايه؟
نور بسعادة:نجحت يامنمون وجبت 95 في المية..
فحضنت أماني بنتها بسعادة: الف مب**ك ياحبيبتي.كنت عارفة إنك قدها.
فاطلقت والدتها زغروطة ولكنها فجأة شعرت بدوار شديد فأسندت نور والدتها واردفت بخوف:
لسة برضو ياماما الدوخة دي بتجيلك مش قولتلك لازم نروح للدكتور انا مش عارفة انتي بتعاندي ليه حضري نفسك هنروح للدكتور.
أماني بوهن: سيبك مني أنا بس المهم ناوية علي حقوق ان شاء الله.
نور: اه طبعا يامنمون ده حلمي من وانا صغيرة..بس.بس.
اماني: بس ايه؟ مالك؟
نور بحزن: انتي عارفة ياماما يعني الناس..ومحدش بيعترف بالكلية دي وخصوصًا البنات يعني.والله واعلم هعرف اشتغل بيها ولا لاء.
اماني بإبتسامة: اولاً ملكيش دعوة بالناس.كدة كدة الناس بتتكلم من غير حاجة..ثانيًا بقى أهم حاجة إنك هتدخلي حاجة انتي بتحبيها متعمليش حاجة أبدًا غصب عنك..متعمليش حاجة انتي مش حاساها ومش حاباها..اعملي اللي يريحك من غير ماتغلطي في حق حد ولا تغلطي في حق نفسك.
نور بسعادة: متعرفيش ياماما دايمًا كلامك ده بيريحني اد ايه.ربنا يخليكي ليا.
اماني بحب: ربنا معاكي ويسعدك دايمًا ياحبيبتي.
وفجأة فتح باب الشقة ودخل حسن واردف بزهق:
حضرتي الاكل ولا لسة.
أماني:ايوة حضرته بس مش تعرف نور عملت ايه في النتيجة.
حسن باستهزاء: عملتي ايه شكلك كدة فضحتنا.
نور وهي تحاول ترسم المرح من كلام أبيها:
عيب عليك ياوالدي أنا جبت 95 في المية مع ان توقعاتي اكبر من كدة بس الحمد لله.
حسن بعدم إهتمام:المهم حضرولي الأكل.
بعد مرور أسبوعين كانت أماني تجلس بمفردها في المنزل ظلت تسعل كثيرا حتى أصبح وجهها شاحب حتى فتح باب الشقة وجائت نور وراتها بهذا الحال.
نور بخوف: ماما مالك..قومي نروح للدكتور حالتك مش كويسة خالص انتي مش شايفة وشك عامل ازاي..حاسة بايه مش انتي قوليلي إن الدكتور طمنك.
مسكت أماني يديها واردفت بتعب:
نور حبيبتي انا حاسة وعارفة إني هموت خلي بالك من نفسك لو مت خليكي ورا حلمك لحد ماتبقى محامية كبيرة..
قاطعتها نور بدموع: ماما انتي بتقولي ايه حرام عليكي ياماما متقلقنيش عليكي وبعدين لو حصلك حاجة هعيش لمين اصلاً.
اماني بنفس متقطع: هتعيشي وتكملي حياتك وانا متاكدة ان شاء الله ربنا هيرزقك بواحد يحبك ويحققلك كل احلامك وينسيكي كل الهم اللي ابوكي معيشك فيه هتكملي يانور وتكوني قوية دايما واعرفي اني دايما معاكي حتي لو مش موجودة وفجأة **تت اماني واغمضت عينيها بضعف.
حركتها نور برفق ثم حركتها بهستيرية عندما شعرت بثقل جسدها وعدم إصدار اي رد فعل.
نور بدموع وهستيرية: ماما ردي عليا ماما متسبنيش..ماما ارجوكي فصرخت نور بكل قوتها:
ماااااااما
(بااااك).
جاء صباح يوم جديد كان هناك من ينام عارى الص*ر على السرير وبجواره فتاه ليل تلبس مايكشف من جسدها اكثر مايخفى فقام ادهم على رنين هاتفه.
وقف ادهم وهو يمسك راسه بشده من الصداع الشديد الذي يحيط براسه.ففتح الخط.
ادهم: ايه ياعمر.
عمر: ايه ياعم صحى النوم كنت سهران مع انهي موزة الموزة المرة دي؟
أدهم بضيق: اخلص يازفت عايز ايه؟
عمر:خلاص ياعم اهدأ علينا عالعموم حضرتك فى اجتماع الساعه تسعه والساعه دلوقتى تمانية..الغيه ولا ايه.
ادهم: لا لا انا نص ساعه بالضبط واكون عندك.
عمر بخبث: تمام.ابقي سلملى على الموزه.
اغلق ادهم الخط فجأة ونظر على التى تستيقظ فتحركت بدلع ووقفت أمامه واردفت بدلع:
ايه ياادهم باشا مش هتعقد كمان شويه.
ادهم بحدة: امشي..اطلعى بره يلا.
الفتاه بمياعه : ليه بس يادومى انا معجبتكش ولا ايه.
وفجأة مسكها ادهم من شعرها بشده حتى كاد أن ينخلع فصرخت الفتاه حتى القاها خارج غرفته.
أدهم باستحقار: لما انا اعوزك هجيبك وانتى عارفه كده كويس فدخل الغرفه واتى ببعض النقود وبملابسها والقاها فى وجهها واردف بحدة:
خدى يازبالة.
في الجانب الأخر.
فاقت نور صباحًا علي صوت رنين هاتفها:
ايه ياريمو عاملة ايه؟
ريم بإمتعاض: لسة فاكرة ياختي تسالي علي صاحبتك ده انا كمان اللي متصلة.
نور بوهن: معلش ياقلبي كنت لسة هكلمك.
ريم: مالك يانور صوتك مش عجبني.
سردت نور كل ماقال له حسن امس.
ريم:يالهوي مش عارفة اقولك ايه ازاي يحرمك من جامعتك متخافيش ياحبيبتي ان شاء الله هيغير قراره تلاقيه بس قالها في لحظة غضب.
نور بحزن:بابا عمره ماهيغير رايه مادام حط حاجة في دماغه يبقي هيعملها بابا مش ناويلي علي خير.
ريم: متخافيش ياحبيبتي أنا هفضل معاكي حتي لو حصل ايه ده انتي في الحتة الشمال يابت.
نور بضحك: ايوة ياختي كلي بعقلي حلاوة واللهي انتي اللي مصبراني علي العيشة دي..انتي عارفة مليش حد غيرك من بعد ماما.
في جانب جديد.
في اكبر شركة من احد فروع شركات الشرقاوي.
دخل أدهم إلي الشركة يحيط به هالة من القوة والعظمة فيقف جميع موظفين الشركة كالعادة ف*نظر اليه الفتيات باعجاب شديد وهو يمشي بخطوات واثقة ببذلته السوداء الانيقة ببرفانه الفخم الذي يملأ المكان فدخل مكتبه.
قالت احدي الفتيات المستجدة بهمس لن يسمعه احد:
يخربيته ايه القمر ده.
دخل ادهم مكتبه فوجد عمر ينتظره.
ادهم: ايه الاخبار؟
عمر: زي عادتك واصل على المعاد بالظبط.
خلع ادهم سترة بذلته :طب يلا.
عمر:طب بقولك ايه انا عندي مكان عنب السهرة النهاردة عندي.
أدهم بخبث: لاء انسي النهاردة خالص النهاردة عندي معاد خاص.
عمر: يعني السهرة عندك.
أدهم بعصبية: انسي النهاردة بقولك.
عمر بضحك: خلاص ياعم براحتك بس شكلها موزة عنب اللي انت رايحلها.
أدهم بسخرية: كتك الأرف في الفاظك يابني انت في شركة.
في المساء. في منزل حسن يجلس بتوتر وامامه ذلك الذي يهابه بشدة.
أدهم بخبث: جاااهز.
حسن باضطراب: جاهز حضرتك بس احنا هنلعب علي ايه؟
ادهم بتفكير : كل دور علي 500 جنيه.
حسن بتوتر: بس ده كتير اوي حضرتك.ثم **ت فجأة وبدء يفكر ماذا سيفعل بهم اذا اخذ كام ألف ولكنه غ*ي لأنه لايفكر في الخسارة..قاطع تفكيره صوت ادهم الغاضب.
أدهم بحدة : ماتخلص يازفت انت..انا هقعد استناك ولا ايه.
حسن بتوتر: ايوة حضرتك انا موافق.
أدهم بإستخفاف غاضب: وانا مكنتش مستني موافقة جلالتك.
مر وقت كثيراً..ابتلع حسن يبلع ريقه بصعوبة.
أدهم بضحكة ساخرة: اظن كفاية كدة عليك الخسارة فاخذ بعض الرجال يعد الشيكات التي بدئوا يلعبوا عليها.
أدهم: كام؟؟
الرجل: 30 الف ياباشا.
شهق حسن ثم اردف بخوف :
حضرتك انا معيش فلوس دلوقتي ممكن بس حتى تقسطهملي.
أدهم بخبث: مينفعش واللهي انا عايز فلوسي دلوقتي ياما هروح بيهم النيابة.
ابتلع حسن يبلع ريقه بصعوبة فهو يعلم بأنه هو من وضع حاله بهذا المأزق. ثم سمع صوتها تنادي به من الخارج.
جاءت نور وهي تنادي ابيها بتعب:
بابا بابا.فدخلت الصالون فوجدته ابيها جالس على المنضدة كعادته يلعب مع أشخاص. مررت عينيها على الجالسين بتوتر ولكن تقابلت عيونها بعيون أدهم للحظة وهي تتنفس بصعوبة عندما راته لاتعلم لماذا هذا الخوف فقطعت هذا الاضطراب وهي تحاول ان تهرب من عيونه وبالأخير نظرت لأباها الجالس واردفت بتوتر:
انا اسفة اني دخلت كدة.فانسحبت سريعًا اشبه بالركض.
افاق ادهم من شروده واردف بخبث:
المهم انا عايز فلوسي.
عاد حسن لنفس اضطرابه فهو يعلم أن أدهم لن يحتاج المال مطلقًا بل هذا المبلغ لن يأتي بشئ مطلقًا بالنسبة لثروته.ثم بدء يفكر ماذا سيفعل وهو ينظر للأرض.
ادهم بخبث: انا ممكن اخلصك من اللي انت فيه ده.
حسن بسعاده: بجد.ازاي ياباشا؟
أدهم: بنتك.