انطلق كل واحد فيهم يعرف عن نفسه إلى أن جاء دورها..كانت شاردة تفكر في
حل للمصيبة التي وقعت فيها..كلمها لكنها لم تسمعه..لكزتها الفتاة التي كانت تقف
بجانبها فانتبهت و نظرت إليه..سألها" وأنت؟ ما اسمك يا هذا؟" مدت الفتاة الواقفة
بجانبها يدها إلى القبعة التي على رأسها و نزعتها فانسدل شعرها الأ**د كالليل
المعتم على ظهرها..وقف ياغيز و نظر إليها غير مصدق مايراه..ثم ابتسم بسخرية
و قال" جميل..طريقة ذكية للتنكر..ما إسمكي؟" رفعت عينيها إليه و قالت"
هزان..اسمي هو هزان" ضحك و قال" مرحبا أخي هزان..هيا أخبرينا..منذ
متى و أنت تترددين على هذه الشقة؟" همت بإجابته لكن هاتفه رن فأشار إليها بأن
تصمت و قال" نعم..حسنا..تمام" ..التفت إلى الموجودين و قال" هيا إلى
الحجز..ستبقون على ذمة التحقيق..اخرجوا جميعا" ثم نظر إليها و قال" إلا
أنت..ابقي" ..اضطربت هزان لأنه استبقاها دون الجميع..بقيت لوحدها معه في
مكتبه..وقف و اقترب منها فتراجعت إلى الخلف..ضحك و قال" من الجميل أنكن
تدعين الشرف بينما أنتن.." قالت" لا أسمح لك..لا علاقة لي بمن رأيتهم..أنا فتاة
توصيل في محل للبيتزا" اقترب منها أكثر و قال" نعم..لا تخافي..صدقتكي..هيا اعترفي ياهذه
قبل أن افقد صوابي..تأكدي أنكي لا ترغ*ين في رؤية وجهي الآخر".. ارتعد جسد هزان خوفا من كلامه و نظراته الحادة..تأمل وجهها بعيونه البلورية اللامعة..مرر لسانه على شفتيه في حركة استفزازية واضحة..ثم ضرب الحائط بجانبها ..تمالكت نفسها و أخفت خوفها
كالعادة و قالت بثقة" أنا أقول الحقيقة..تستطيع أن تتصل بالعم عدنان صاحب
المحل الذي أعمل فيه و هو سيخبرك..الصدفة هي التي جعلتني أكون متواجدة في
الشقة عندما داهمتموها..تصادف غريب فقط..ذهبت لكي أوصل طلبية البيتزا و حدث ما حدث" نظر إليها بشك و سأل" ما أعرفه أن عامل التوصيل
مكانه أمام الباب..أليس كذلك؟ ..أما انت فقد كنت في الداخل..هل كنتي تتشاركينهم أكل
البيتزا مثلا؟ أو ربما دعوك الى الداخل لكي تشاهدوا مباراة كرة قدم معا؟ " ابعدت وجهها عن وجهه الذي صار قريبا جدا و قالت" أحدهم جذبني
للداخل و حاول.." صمتت و احمر وجهها فقال" حاول ماذا؟ واصلي" قالت" حاول
أن يلمسني لكنني ضربته" قال" حقا..ضربته؟..الرجل المسكين.. و لماذا؟ أليس هذا عملكي؟"
تأففت بضيق و قالت" سيدي..لو سمحت..صدقني أرجوك..لا علاقة لي بهذا العمل او بهذه الشقة..أنا فتاة
توصيل..أرجوك صدقني..هل تسمح لي بإجراء مكالمة؟" ابتعد قليلا و قال"
تمام..هيا ..اتصلي" ..أمسكت هزان سماعة الهاتف و اتصلت بالعم عدنان و أخبرته
بما حصل و مررت المكالمة لياغيز الذي استمع بهدوء و قال" حسنا..اتفقنا..شكرا لك"
..نظرت إليه تنتظر رده..التفت إليها و قال" يبدو أنكي تقولين الصدق..السيد عدنان
أكد اقوالكي..سآخذ إفادة الموجودين ثم أطلق سراحكي..انتظريني هنا" و قبل أن
يخرج قال" اجلسي..لا تبقي واقفة" ..قلبت الكرسي كعادتها و جلست..ألقى نظرة سريعة عليها ثم خرج
إلى غرفة التحقيق و سأل باقي الموقوفين الذين أكدوا ان وجودها هناك كان مجرد
صدفة..خرج من غرفة التحقيق فاقترب منه رجل و قال" سيدي الضابط ..أنا امين
شامكران..ابنتي موقوفة هنا..اسمها هزان شامكران..أين هي؟" صافحه ياغيز و
اقتاده إلى مكتبه..فتح الباب فدخل أمين و اقترب من هزان و جذبها من يدها لتقف
ثم أهوى على خدها بصفعة زلزلت المكتب ثم قال" لقد فضحتني ايتها
الحقيرة..ليتكي متي..دعارة..لعنكي الله ياهذه" و واصل ضربها..لم تنطق بكلمة
..لم تبكي..لم تذرف دمعة واحدة من عينها..تدخل ياغيز و أبعده عنها وهو يقول"
اهدأ سيد أمين..لا ذنب لها..انه سوء تفاهم..تواجدت هناك بالصدفة فقط..لا تفعل لو سمحت..لا تضربها..توقف لو سمحت..أنت تؤذيها بلا سبب..لا تفعل يا سيد أمين..لو سمحت..لا ذنب لها في كل ما حدث"