"امامك عشر ثوان...اما تعترف بمكانها او امحي مملكتك من الوجود..."
"في القصر الاسود!!" اسرع الرجل بالهتاف ما أن بدأ نيكولاس العد في واحد
"القصر الاسود..."
اغمض نيكولاس عيناه للحظات و ردد بهدوء قبل أن يسأل مرة أخرى
"كم عددكم ؟"
"لا...لا...اعلم "
لم يُزح نيكولاس نظره من علي الرجل لثوان حتي ظن الرجل أن نيكولاس لا يصدقه لذلك أصابه الخوف الذي جعله يعيد بنبره رجاء اكثر صدقاً
"صدقني لا اعرف!!..فقط...الخدم...الذين قمنا بإحضارهم كانوا من اتباع ذلك الشخص هو الذي...أخبرنا أنه اذا تعاونا معه...فسيكون بإمكاننا تحرير مملكتنا..."
"تقصد مارل ؟ " أكد نيكولاس هويه الشخص الذي كان مسؤولاً عن معظم المحاولات لإيذائه والتخلص منه
"اجل...لكنه...ط...طلب..."
تردد الرجل وهو يغلق عينيه في حسره، وتذكر حين اخبره أحد تابعين مارل بإرسال رساله مجهولة لنيكولاس يطلب منه فيها الذهاب وحده للقصر الاسود بعد تنفيذهم مهمه ا****ف الفتاه...بما أن الامر لم يسر حسبما توقعوا، وفشلت الخطة...فقد اكتشف نيكولاس الامر أبكر بكثير مما خططوا...لذلك خمن الرجل أنهم لن يستطيعوا الهرب بالفتاة خارج القصر...بالرغم من ذلك فقد قرر اخباره بما قرروا في البداية لعل هذا ي**بهم القليل من الوقت ليخرجوا احياء من هذا القصر اللعين...
"طلب منك...أن تذهب بمفردك اذا أردت أن تنقذ الفتاه"
"هكذا إذا..." بتقرير نيكولاس انه سمع كل ما اراده من الرجل...قام برفع سيفه...مما جعل الرجل يتراجع ارضاً بخوف للخلف وهو يهتف في ذعر "ل...لقد وعدت أنك لن تقوم بقتلي اذا ما تحدثت!!"
نظر نيكولاس بتعجب للرجل
"لقد وعدت بترك مملكتك...وبفضل تحدثك، أجل سأفعل هذا..."
سرعان ما تحولت نظرات تعجبه الي ابتسامه وهو يكمل " لكني لم اعد ابداً بتركك انت، عليك أن تعرف افضل...حتي قتلك لن يكفي لمسك تلك الفتاه..."
وفي ثوان كان قد هوي السيف وفصل عنق الرجل عن جسده وقد كان أخر ما شاهده هو وجه نيكولاس المغطى بالدماء... القي نيكولاس السيف ثم اسرع عبر الممرات وقد تبعه استيند...
"جلالتك...سآتي معك..."
"لا" عقب نيكولاس بينما لم يلتفت لينظر لاستيند الذي استرعي القلق تعابير وجهه
"لكن__"
"لا يوجد لكن... اعلم أنه فخ "
حتي إن كان فخاً لا يمكنه فعل شيء سوي الذهاب وتنفيذ طلبه حرسا علي سلامتها...فلا يوجد ما يقلقه اكثر من حدوث مكروه لها...
"سأذهب بمفردي لكن..." توقف نيكولاس للحظات وهو يفكر في كل الاحتمالات المُمكنة وقد بدأ عقله بربط المعلومات ببعضها
" عليك الامساك بالفأر الذي يحاول التسلل خارجاً...بمعرفتي به لابد أنه قد اسرع بالهرب من احدي فتحات القصر السرية...فتش جميع الممرات وتأكد من تقييده وإحضاره "
"من تقصد مولاي ؟"
"شخص يعلم انه لن يستطيع العبور من البوابة...ويعلم مخابئ القصر فسيلجأ اليها...يعلم عن قصري الاسود...أجل...ذلك الو*د الذي تجرأ علي بيع معلومات عن مملكتي مره أخرى...إيراخون...يبدوا أنه ليس في رشده لأني تركته علي قيد الحياه اخر مرة، احرص على احضاره "
"امرك مولاي..."
تردد استيند وهو ينظر لنيكولاس، حتي إن قال نيكولاس هذا... حتي إن أمره بهذا...لا يمكنه تركه يذهب وحده...قد يكون كل ما يشغل بال نيكولاس هو سلامه إيلا...وليس وكأن استيند لا يتمني أن تكون سالمه...لكن بالنسبة له سلامه نيكولاس تأتي أولاً...حتي إن عني له هذا قرار التخلي او التخلص من إيلا في سبيل حفاظه علي سلامه نيكولاس... لذلك ما أن اختفي ظهر نيكولاس عن نظره...حتي أمر تابعه بتوصيل الرسالة الي كالفن...
...............
افاقت إيلا علي دوار شديد في رأسها...لكن يداها المُقيدة خلف ظهرها، منعتها من محاوله الامساك برأسها...
كانت محاطه بالظلام، حتي مع كون سقف المكان الذي هي به من زجاج الا أن السُحُب التي غطت القمر أظلمت القاعة بأكملها... لم تدري اين هي... أعادت سند رأسها علي الحائط وهي تستجمع اخر ذكرياتها...نيكولاس...حواراها مع إيراخون...كذلك الشخص الذي امسكها وقام با****فها... اعتراها الرعب والقلق من الظلام وال**ت المميت الذي كانت به...ما هذا المكان ؟ ومن الذي اخذها ؟
أهذا هو ما عناه إيراخون لها حين اخبرها أنه لن يفعل ذلك بنفسه ؟
ام حين اخبرها أن تكون حذره ؟
هل كان يعلم انه سيتم ا****فها بعدها ؟
الظلام الدامس المحيط بها جعل قلبها ينبض بعنف وهي تستعيد ذكريات اليوم الذي كانت به بمفردها، حين هاجمتها الحيوانات...وحين حبسها راين وحين هاجمها مورين... حاولت تحريك يديها مرة أخرى، لكن القيد لم ينحل او ينفك...شعرت بالعجز مرة أخرى وهي تدرك ان لا حل سوي أن تنتظر في مكانها...
اغلقت عيناها وهي تحاول إشغال عقلها بالتفكير في شيء اخر ولم يكن هناك سوي نيكولاس هو الذي هدأ نبضات قلبها قليلاً، حين تذكرت موعدهما معاً بالشاطئ باليوم السابق... رُسمت ابتسامه دافئة علي شفتيها دون أن تشعر وهي تعيد تذكر رقصتهما معاً بالقاعة كذلك حين ابتسم لها ما ان رآها بالشرفة...
لكن سرعان ما زالت ابتسامتها وهي تذكر تعبير نيكولاس حين جرحته بكلماتها في الشرفة...لم ظنت ان جرحه والرحيل هو أسهل حل ؟
مثلما حاولت أن تفعل...الأنها حاولت الرحيل...سيرسلها احدهم حقاً الآن ؟
انقبض قلبها وهي تفكر في ذلك...
عليها أن تعتذر لنيكولاس... لا يمكنها أن ترحل دون أن تخبره انها لم تعني ما قالته...وانها حقا تحبه...
لكن...هل سيصدقها إن قالت هذا الآن ؟
هل علم ما حدث لها ؟، هل يبحث عنها الآن ؟
"لابد أنه يكرهني الآن..."
" لا اظن هذا " صرخت إيلا في ما أن سمعت صوت أحدهم يتحدث في الظلام من حولنا
"م...من هنا ؟" حاولت السؤال وهي تأخذ أنفاسها، فقد ظنت حتي الآن أنها بمفردها في هذا المكان الذي لا تميزه
عادت بظهرها للخلف وهي في حاله تأهب... الي أن أُشعلت شمعه صغيره واحده في احد الارجاء... وحينها رأت إيلا...انعكاس صورتها علي العديد من المرايات
"ما هذا المكان ؟" سألت إيلا بتعجب وهي تطلع الي انعكاس وجهها في المرآة...
"القصر الاسود..."
لم تعلم إيلا اي قصر هذا...لكنها تفاجأت برد الشخص والذي هو علي الاغلب مختطفها الهادئ والذي كان يقف امام احد حوائط القاعة بدون أن يعيرها اهتماماً
"من انت...ولماذا احضرتني هنا..؟"
**تت لثوان وهي تفكر إن كانت تسأل ام لا قبل أن تقرر سؤاله "و...ك...كيف...عرفت...أن نيكولاس...لا يكرهني...الآن...؟"
كانت إيلا قد خمنت شخصاً في عقلها عن هويه مختطفها بالفعل مما سبق واخبرها اياه إيراخون...فعلي الاغلب مارل الذي يري إعادتها، الا إن كان احد اعداء نيكولاس الأخرين والذي سيختلف هدفهم علي الاغلب من إعادتها...الي التخلص منها ربما...لكنها لم تقا**ه من قبل ولم يصفه احدهم...لذلك من المستحيل لها ان تعرف
أمعن النظر في اللوحة التي امامه بوجه خالي من التعابير للحظات قبل إجابتها بهدوء
"بالنسبة لمن انا... فلا حاجة لتعرفي اسم شخص لن تقابليه مرة أخرى، واحضرتك كي أسد*كِ خدمه وهي إعادتك لمنزلك، وكيف علمت...لان الخطة الاولي فشلت...كان يجب أن يكون رجالي هنا منذ بضع الوقت لاصطحابك ولكن بما انهم تأخروا عن الموعد المتفق، يمكن القول أن نيكولاس اكتشف الامر..."
"ا...اي خطه ؟ "
"خطه ا****فك... انتِ واللوحة وإعادتك بعد رؤيه مدي ما يمكن أن يصل اليه نيكولاس لإنقاذك..."
"لماذا...تفعل هذا...؟"
ظهر التعجب علي وجه إيلا، ما يمكن أن يصل اليه نيكولاس لإنقاذها ومن ثم اعادتها ؟...استطاعت إيلا رؤيه رغبه واضحه في انزال الاسي على نيكولاس
"لماذا ؟..يمكنك العودة لمنزلك اليس هذا خبرا مفرحاً ؟"
لم تجب إيلا بينما اتسعت عيناها في دهشه وقد غمرها الحزن، كيف لها أن تفرح حين تعلم أنه سيتم استغلالها في شيء لأذيه نيكولاس ؟
أدار نظره لها وقد علا وجهه برود مماثل لصوته
"ألا ترغ*ين بذلك...؟" أمعن النظر اليها والي عنقها قبل أن يقبض علي يديه بحده وهو يدير نظره سريعاً عنها
"يجب أن تكوني شاكره..."
تردد لحظات قبل أن ينطق لنفسه في صوت خافت اقرب الي الهمس "انا بالكاد امنع نفسي عن قتلك..." لم تهتم إيلا لما قال، قتلها او حتي إعادتها...ليس وكأنه يفعل هذا بطيب نيه علي اي حال
"ولماذا لا تقتلني اذن ؟ الم تحاول فعل ذلك قبلا ؟"
سألت إيلا السؤال الذي تعجبت منه، إن كان هو حقا مارل ذاك، فسيكون هو من حاول قتلها بإرساله مورين من قبل... لكن لماذا يود اعادتها الآن ؟
"تعنين مورين ؟ " زفر نفساً خالي من اي مشاعر وهو يغمض عينيه لثوان معدودة قبل أن يعيد فتحها، وقد رأت إيلا كم بدت عينا هذا الشخص الرمادية باليه حينها حتي شعره الاحمر كان لونه باهتاً، بوجه مرهق شاحب...حينها ظنت...إن كان استيند مصاص دماء ..فهذا الشخص هو جثه بارده
"اجل كنت اود التخلص منكِ...ولكن...كان ذلك قبل أن اعرف من انتِ، انا اعلم الآن...واعلم...كم هو مؤلم...العيش بدون امل... لكن هل تدرين ما هو اكثر إيلاماً من هذا ؟...إنه العيش بأمل زائف..."
"م...ماذا تعني ؟ " سألت إيلا وهي تدرك أنه هو حقاً الشخص الذي أرسل مورين... اذا فهو مارل الخائن للمملكة
" إن قتلتك تنتهي حياتك الي الابد... سيدرك أنه لن يمكنه الحصول عليكِ الي الابد...ويمكن للأشخاص تخطي هذا..."
نظر الي يديه وهو يتحسس الفراغ بأصابعه
"بالنهاية سيتقبل موتك وسيُضطر الجميع للمضي في حياتهم مهما طال الوقت... وهذا ما يعنيه انعدام الامل..."
"لكن ؟"
"ماذا إن كان ذلك الشخص موجود ولكنك لن تستطيع الحصول عليه ابداً ؟، سيتحلى بأمل امكانيه العثور عليك، ايجاد طريقه لإعادتك او غيرها... سيمضي عمرة مهووساً بهذا الامل الزائف، ومن ثم ستُدمر نفسه تلقائياً، اليس هذا مثالياً لطاغيهٍ مثله ؟"
"ل...لماذا تفعل هذا ؟ ما الذي...فعلته لك...ما الذي فعل نيكولاس لك ؟!!!"
اهتز صوتها وهي تشعر بالدموع تنساب من عينيها...هي لا تريد هذا...لا تريد أن يحل هذا بنيكولاس
"لأني...فقدت الامل..."
"ماذا ؟.." لم تفهم إيلا ماذا عنى، وقبل أن تسأل مرة أخرى رأته يتحرك من مكانه وقد رأت حينها ما كان امامه... تعرفت عليها من اول نظره، اللوحة التي نقلتها... اتسعت عيناها وقد أدركت بداخلها أن هذه قد تكون حقاً النهاية...
اقترب منها بينما كانت أعينها مازالت معلقه باللوحة، لم تشعر إيلا بجسدها حين جذبها وهو يجعلها تنهض من علي الارض ولا حين قادها بضع خطوات للأمام...
ما أن افاقت من شرودها وذكرياتها حتي ثبتت اقدامها بكل قوتها علي الارض وهي تمنعه من سحبها اكثر الي الامام، هي سعيدة هنا...لا يمكنها العودة لتلك الحياه حيث تعيش ايامها مُجبره بينما تشعر بالأسف، إن كانت هنا يمكنها التحرر من ذلك... يمكن لكلاتهما التحرر من تلك الحياه البائسه، ولم يكن هذا هو حتي اهم ما يشغل عقلها... بل كيف ستترك نيكولاس ؟!..
حاولت أن تفك قبضته من عليها، ولكن لم يكن الامر ذو فائدة مع ايديها المُربطة خلف ظهرها
"ارجوك لا تفعل!!..انا اسفه انا حقاً اسفه...لكن ارجوك لا تعدني"
فاضت الدموع من عينيها بينما توسلت اليه وقد حاولت بكل ما لديها من قوة الابتعاد عن اللوحة...
مع النظر الي جسدها الذي كان يرتجف خوفاً والادمع التي اغرقت وجهها... لم يعبأ، او يشعر بالأسي للحظه...لكنه ظل صامتاً لثوان...
"لستي انتِ من تقرري هذا " دفعها الي الامام مما تسبب في سقوطها أرضاً امام اللوحة، انحلت عقده شعرها وتناثر علي وجهها، لم تجد املا وهي تنظر برعب بين الخصلات التي غطت وجهها الي اللوحة التي يفصل بينهما سنتيمترات سوي اسراعها بالنهوض وهي تجلس علي ركبتيها بينما تفوهت بالهراء الذي لم تفكر في أياً منه فقط استمرت الكلمات بالخروج من فمها بلا تفكير وقد اجهشت بالبكاء والنحيب رغماً عنها حين أدركت حقيقة واقعها في هذه اللحظة، وانه بدفعه واحده فقط قد تختفي من هذا المكان للابد
"انا...انا حقاً اسفه...لم اقصد أن أتى الي هنا... أعرف أنه من الخاطئ وجودي هنا لكن صدقني انا لن أفعل اي شيء... إن ترتكني هنا لن يحدث شيء...ارجوك صدقني!! انا حقاً..."
**تت للحظات وهي تخفض رأسها وتعض علي شفتاها لتمنع نفسها من الاستمرار بالبكاء قبل أن تعيد رأسها وهي تتوسله..." انا حقا احب نيكولاس..."
نظر لها للحظات وقدا بدا الاشمئزاز بادياً علي وجهه
"هذا لا يخصني... انتِ لستي من هذا الوقت وهذا العالم، وجودك بحد ذاته هو امر خارج عن المألوف، لذلك لا يحق لك الطلب بالبقاء هنا"
"ا...انا...اعلم...اعلم أني لست من هذا العالم وأنه لا يفترض بي الوجود هنا...لكن لا يمكنني__"
"ماذا تعنين بذلك ؟"
اتسعت عينا إيلا للحظات وهي تدرك مص*ر الصوت وصاحبه... حل ال**ت بينما استمر جسدها بالارتجاف... اخذها الامر بضع الوقت حتي استطاعت اداره رأسها... وحينها فقط لم تستطع أن تتحكم بمشاعرها اكثر من هذا، فقد استمرت الدموع بالسيلان من علي وجهها...
"لستي من هذا العالم ؟ ما الذي تعنيه إيلا ؟"
سأل نيكولاس الذي كان بالكاد قد اسرع بالقدوم الي القصر الاسود فقط ليجد بابه مفتوحاً وقد انتظر للحظات حتي يكتشف الوضع بداخله... لكن سرعان ما تجمد في مكانه حين سمع الحديث الذي دار بينهما ومن ثم دون أن يعي كان قد اقتحمه وهو يسأل بالفعل...
علقت الكلمات في حلقها...
"ن.. نيكولاس...ا...انا...اسفه...كنت...كنت سأخبرك بهذا...انا...حقا اسفه...لم...لم اقصد___"
"انها حقا مزعجه.." تمتم مارل الذي كان قد ض*ب مؤخره رأسها بيده مُفقداً اياها الوعي...
"كيف تجرؤ__" لم يكد نيكولاس يقترب حتي أخرج مارل خنجر وقد وضعه علي عنق إيلا التي امسك بجسدها بين يديه قبل أن يسقط أرضاً
"مارل..." نطق نيكولاس الاسم من بين أسنانه...
"انت تراني الآن ؟" قال مارل بسخريه وهو يعبث بالخنجر بين يديه...
"اتركها الآن... إن أردت أن تخرج من هنا حيا..." هدده نيكولاس وهو يضع يده علي غ*د سيفه
"أحقا تظن هذا ؟..ايهما تظن اسرع ؟ قتلك لي ام دفعي لها داخل اللوحة ؟...اوه اجل...يبدو انك لا تدرك الامر بعد...الم تخبرك ؟... حبيبتك ليست موجودة بهذا العالم "
"لقد اتت عن طريق تلك اللوحة" اشار بسخريه الي اللوحة وقد ظل نظر نيكولاس معلقا نظره بها لفتره غير مصدقاً لما يقول...
"اجل تلك اللوحة التي علقتها بفخر في منتصف حائط هذا القصر "
"انا لا اصدقك..."
لم يستطع نيكولاس تصديق كلماته، إيلا ليست بشخص موجود في هذا العالم ؟..كيف يمكنه ان يصدق مثل تلك الكذبة ؟
إيلا التي كان بإمكانه سماع صوت نبضات قلبها والاحساس بدفئها... كيف لها الا تكون من هذا العالم ؟
"اذا أتريد أن تجرب...ما أن ادفعها من خلال تلك اللوحة فستختفي الي الابد، يمكنك التأكد حينها "
ما أن امسك مارل بجسد إيلا وهو يستعد لدفعها حتي صاح نيكولاس به
"انتظر!!...ماذا...تريد ؟"
وجه نيكولاس الذي لم يصدق ولم يفهم ما يحدث، والذي دل عن رُعبه رغم عدم تصديقه وتقبله لما سمع، لكن حتي وان لم يكن واثقاً او لم يصدق... لكن...بمجرد وجود احتمال ضئيل ..او فرصه...صغيره...صغيره للغاية لخسارته إيلا...ذلك القلق والرعب الذي اعتراه... أخفاه تحت قناع بلا تعبير... وقد ماثلته أعين مارل التي خلت من اي تعبير كذلك
"اريدك أن تكون تعيساً..."
"هااه..." اخرج نيكولاس زفيراً دل عن سأمه، تحولت أعينه لإيلا للحظات قبل أن يعيد نظره عليه
"أتظن أن هذا سيغير شيئاً ؟"
**ت مارل وقد اهتزت عيناه وارخي يداه المُمسكة بإيلا دون وعي منه قليلا...
"لم يكن عليك فعل هذا..."
"كلا...يا مارل...انا لم اندم ابدا علي فعل هذا، وإن عدت آلاف المرات...كنت سأفعل الشيء ذاته..."
لم يفهم مارل... كيف له ان يقول هذا...
احترقت عيناه وهو لايري سوي تلك اللحظة مرة أخرى.. جسد يلين الذي غُطي بالطين والاوساخ بينما الُقت بجوار الح*****ت والماشية... تركت هناك لثلاثة ايام...حتي عثر هو عليها...لم يعبأ بدفنها احد... بالنهاية ماتت وحيده مثلما اخبرته...
لم يشعر نيكولاس بشيء وهو يري مارل وقد انسابت دمعه من عينيه وهو ينظر في فراغ، لم يهتم ابداً بمشاعره...ع** ما علمه مارل عن من هي وكيف كانت حياتها... كل ما عرفه نيكولاس أنها كانت الجاسوسة التي نقلت معلومات الجيش الي عدوهم... وإن عاد مئات المرات كان سيتخلص منها في كل مرة... لا مكان لخائن في مملكتهم... ما لم يفهمه نيكولاس هو كيف تحول مارل بسببها، لقد كانت السبب في موت العديد من رفاقه الجنود بسبب فخ نصبه اعداءه اثر تلك المعلومات التي نقلتها، كيف له ان يتمرد بسبب امرأة...لم يفهم نيكولاس هذا الأمر سوي من فتره مضت، منذ وقع بالحب مع إيلا... أخيراً استطاع تفهمه، لكن مع ذلك، ومرة أخرى لم يكن ليترك ابداً جاسوساً يحاول إسقاط مملكته آياً كان...
"هذا لن ينفع..."
"لقد كنت افكر بإلقائها الآن وهنا...لكن علي حقا أن اراك محطم...والا لن يكون الامر عادلا لها..."
نظر حوله وهو يبحث بعينه عن مخرج وقد علم أن رجال نيكولاس قد حاصروا سقف القصر الزجاجي واستعدوا لإطلاق الاسهم
"حتي أنك لم تأتي وحدك" ضحك باستهزاء وهو يشيح نظره عن السقف
"ماذا ؟ ماذا تعني بهذا__" لم يكد نيكولاس يكمل الجملة وهو يرفع رأسه لأين نظر حتي انتبه لرجال استيند الذين كانوا مصطفين علي سقف القصر و مستعدين لإطلاق الاسهم في اي لحظه...
"ما ا****ة__" قبل ان يكمل نيكولاس جملته كان مارل قد قذف بخنجره مسقطاً الشمعة التي أضاءت المكان، ولم يكد يسمع صوت اطلاق أول سهم حتي كان نيكولاس قد اخرج سيفه وهو يصد الاسهم التي أُطلقت من الأعلى باتجاه مارل
"استيند!!" صاح نيكولاس وهو يري مارل يستغل حمايه نيكولاس لإيلا ويتحرك بجسدها للخارج وسط الظلام الدامس ولِعناد استيند الذي أرسل رجاله إصراراً على التخلص من مارل غير عابئ بإيلا وسلامتها...لم يستطع التوقف عن صد الاسهم التي أُطلقت باتجاه إيلا والذهاب خلف مارل
"توقف إن لم ترد أن انهي حياتك الآن " قبض علي سيفه في غضب وهو يري أن مارل قد اختفي عن نظره قبل أن يقذف السيف الي اعلي الي حيث كان الرماة، وقد هدأ حقا إطلاق الاسهم، ما أن حطم السيف زجاج السقف وقد استقر في ص*ر احد الرماة المتمركزين حول سقف القاعة...
ما ان استعاد نيكولاس رشده. حتي اسرع بالركض خارج القاعة وهو يبحث عن اي اثار لمارل وإيلا، ولم يكد يلمح طرف ثوب إيلا يبتعد من خلف احد الاشجار البعيدة حتي اسرع باللحاق به، استمر بتتبعه وسط الغابة في الظلام الي أن استطاع رؤيته، كان قد وصل الي حيث احد الطرق بجوار البحيرات الفاصلة بين نهاية القصر و بداية الغابات، وقد فصل بين نيكولاس وبينهما العديد من الامتار
وقف نيكولاس في مكانه وهو يخرج احد خناجره قبل أن يلقي به من مسافه بعيده ليتوقف علي احد الاشجار التي كاد مارل أن يعبرها...
تسمر مارل مكانه وهو يدرك أن نيكولاس كان بإمكانه تصويب هذا الخنجر في ظهره لكن قلقه للفتاه جعله يقذفه بعيداً، وعلم ان رجاله سيكونون هنا في اي لحظه
مع إدراكه بفشل خطته التفت لنيكولاس وهو يدرك أن الوسيلة الوحيدة لخروجه هي بإلهائه عنه حتي يتمكن من الهرب في حين انشغاله...
ولذلك وبدون اي وقت او تردد القي بجسد الفتاه فاقده الوعي الي البحيرة...ليغوص جسدها لأسفل... وبالفعل نيكولاس الذي شحب الدم من وجهه اثر رؤيته لجسد إيلا وهو يلقي بالبحيرة...لم يعبأ لمارل الذي اخذ يشق طريقه للهرب...
...............