الفصل الثاني والأربعون

2659 Words
ربما نامت إيلا مُرتاحة البال بعدما حظيت بحوار لطيف مع نيكولاس... لكنها لم تدري عن العاصفة التي اعتصرت قلبه، القلق الذي ساوره ولم يظهره علي وجهه... لكن لم يتمكن من لومها او الغضب منها... كيف ذلك وقد كاد أن يخطئ الظن بشأنها مرة أخرى... حتي إن لم يكن في وعيه... وربما هي لن تعلم بما جال في خاطره حينها ابداً...لكن في داخله شعر بالخزي امام ذاته...لأنه كاد أن يقترف مثل تلك الغلطة، واساءه الظن بها مرة أخرى... لذلك وحين اختلست النظر اليه من اسفل خصلات شعرها...وحين امسك بوجنتيها واهتزت عيناها العسلية في قلق... لم يُرد سوي احتضانها وطمئنتها كما فعل، لأنها كانت لطيفه وصغيره للغاية في نظره... ولم تكن رغبته في احتضانها لأجل إراحتها فقط كما اعتقدت بل...لأنه هو من أراد ان يشعر بتواجدها معه...كان هذا هو الحل الامثل ليقنع نفسه انها بأمان، أنها مازالت هنا ولن تذهب الي اي مكان... وضع يده علي جبهتها وهو يتحسس حرارتها مرة أخرى، اخرج نفساً حين شعر انها انخفضت عن زي قبل... جذب الحبل الموضوع بجوار السرير وسرعان ما أتت دارسينا... انحنت فور ان دخلت وهي مستعده لتلقي أوامره "من الآن فصاعدا لا تتركيها وحدها ابدا، كما أنه مازال لديها حمي... لذلك اعتني بها جيدا " "امرك مولاي.." ما أن اغلق الحارس الباب خلفه حتي تساءل إن كان عليه جعل كالفن يقوم بحراستها... لكن بالتفكير بأن إيلا لن يعجبها أن تبقي تحت الحراسة تراجع في قراره... مشي عبر طرقات القصر الخاوية... ما أن تم إخراج الجميع حتي عم القصر السكون... وقد قلل الخدم من حركتهم وزاد عدد الحرس الموجودون بالقصر... تعجب من كالفن الذي طلب قدومه إلى مكتب بالطابق الثاني لا القبو... لكن سرعان ما دخل المكتب حتي اسرع كالفن يشرح... "لقد قال بانه سيتحدث بمفرده..." ادار نيكولاس رأسه الي حيث كان إيراخون والذي كان مقيداً بالمقعد الذي هو عليه "لماذا تود ان تتحدث سريعاً ؟ الا تود أن تأخذ جوله بالقبو ؟ بالتفكير بالأمر فربما يكون هذا هو المكان الوحيد الذي لم تره بالقصر " ابتلع إيراخون رمقه قبل ان يبتسم ببراءة لم تناسبه "شكراً لكرمك، لكني تعبت من التجوال اليوم ..ربما المرة القادمة " "أتظن انه سيكون هناك مرة قادمه ؟" "انت محق، اذا دعنا لا نراه ابداً..." لم يكد ينهي جملته حتي أخذ نفساً وهو يري نيكولاس يتقدم نحوه... "لم اقصد هذا!! " اسرع يهتف قبل أن يقترب منه نيكولاس والذي بدا غاضباً للغاية او على وشك أن ينهال عليه ض*با... وبالفعل توقف نيكولاس "ما الذي لم تقصده بالضبط ؟؟..احضارك اللوحة ام اخبارك مارل عن مكانها...؟ " اعتدل إيراخون في مقعده غير المريح قبل أن تسقط ابتسامته "لم ارد اخبارك هذا حقاً... لكني ظننت أنه من الافضل للفتاه أن تعود، ربما ليس بعد الآن...في الواقع...حين اتتني المعلومات والأخبار، لم اصدق أنك قد تقع في حبها او تتخذها بجوارك... للحق ظننت أنه لابد من انها تعاني في القصر كخادمه او غيرها... انت تعلم...انت لست حقاً الافضل سمعه فيما يتعلق بالنساء..." "اذا دعك من هذا... اللوحة..." "اللوحة ماذا بها..؟" "ماذا يحدث إن دمرتها ؟" "امم...كما أظن أنك تتوقع الآن فأجل...اذا دمرت اللوحة فلن تستطيع الفتاه العودة إلى حيث اتت مرة اخرى " تأمل إيراخون عينا نيكولاس التي حملت ت**يم صامت... وعلم أن نيكولاس سيسعي لتحطيم اللوحة باي ثمن... حين لم يعد لدي نيكولاس المزيد مما يريد معرفته منه، اخرج سيفه وحينها كان علي إيراخون الابتسام مستفسراً عما سيفعل... "أتظن انك ستكون قادرا على قتلي ؟، تعلم عدد الممالك التي تهتم بي وتدعمني ؟؟ هل انت مستعد لعاقبه هذا ؟" "أتظن اني مهتم بشيء كهذا" نظر إيراخون لعينا نيكولاس لثوان قبل ان يشيح بنظره "حسناً...ربما لا تبدوا كذلك..." اضطر إيراخون للجز علي أسنانه سرا بينما عض شفتيه وهو يلعن نفسه لوقوعه في مثل هذا الموقف... ولذلك اضطر لحساب الأمر بعقله ما يحتاجه نيكولاس... وما يمكن أن يستخدم ليتم اقناعه من خلاله... "تعلم... لنعقد اتفاقاً سأخبرك مكان مارل مقابل فك قيدي وتركي ارحل..." "استطيع البحث عنه بمفردي..." "اعلم هذا أيضاً لكن الن يكون اسرع بالنسبة لك ؟ فكر في حبيبتك أيضاً الن يكون من الافضل إن اسرعت في ذلك وتخلصت من اللوحة للابد...؟" حينها فقط، لم يري نيكولاس انها صفقه سيئة... تن*د إيراخون بارتياح وهو لا يصدق انه نجح بإقناعه "ثم أيضاً، لم ذاك الصبي يجلس بمفرده الحديقة ويبدو كالجرو الذي تم هجره ؟" اتجه نظر نيكولاس الي حيث كان ينظر وقد رأي جسد استيند وهو يجلس من علي بُعد مسافه كبيره في الحديقة "لأنه اخطأ..." "هو ؟؟ ذاك الفتي الذي يعيش لأجلك فقط أخطأ ؟؟" "لقد كان هذا هو تماماً السبب..." اجاب نيكولاس بلا مبالاة بينما تذكر مرة أخرى صرفه لاستيند حين اتاه عند البحيرة " لن اتدخل في شؤونك ولكن لدي طلب..." "أتظن انك في وضع يسمح لك ان تطلب شيئاً ؟" "دعني اقابل الفتاه... يجب أن اعتذر منها..." " لا داعي لذلك فهي لن تري وجهك مرة أخرى على اي حال..." هم نيكولاس بالخروج ولكن استوقفه إيراخون مسرعاً "اعلم هذا...لكن فكر فقط في كيف ستكون مرعوبة وخائفة بعد اليوم..." تفقد إيراخون وجه نيكولاس بحذر قبل أن يستطرد ما أن رأي أنه يفكر في كلماته "اذا لم اعتذر ربما لن تستطيع الثقة في اي شخص بعد الآن وسيستمر شعورها بالضيق والاكتئاب..." التقت عيناه الخضراء بعينا نيكولاس الذي لم يستطع رفض شيء فيه نفع لإيلا، لقد كان يخشي انها ستعاني من صعوبة في النوم مرة أخرى لفتره... ربما إن اعتذر إيراخون لها سيقوم ذلك بالتخفيف عن ما حدث قليلاً... "... حسناً... بما أنها اخر مرة لك على ايه حال..." "انت قاسي حقاً...هل حقاً ستقوم بطردي بعد كل هذه السنوات التي عرفنا بها بعضنا ؟!" "ليس وكأنها معرفه بها خير بالتفكير بالأمر... دائماً ما تأتي وتجلب معك المصائب " لم يعقب إيراخون علي صوت نيكولاس الهادي وقد عبس حاجباه في غضب من مثل هذا الاتهام الظالم فقد كان إيراخون يري الع** تماماً... أن نيكولاس دائما ما يفسد خططه وحياته الهانئة ويصعب عمل اي امر يكون به لكنه بالتأكيد لم يستطع اخباره هذا في وجهه خوفاً من ان يفقد عنقه... ...................... "اذا... يسعدني اني لن أري وجهك مرة أخرى بالأنحاء بعد الآن، وداعاً والي الابد" زفر إيراخون وهو يستمع لنبره نيكولاس الخفيفة بعد أن انهي توقيع التعهد الذي يمنعه من الدخول لدولستينا مرة أخرى... ما ان وصل الي العربة حتي رأي مساعده الذي تم اطلاق سراحه هو الاخر، نظر له المساعد بشفقه وهو يهز رأسه في اسف قبل أن يدخل العربة ويتبعه إيراخون، لتبدأ العربة بالتحرك... "لقد ظننت اني سأموت بالداخل..." ادعي إيراخون البكاء بلا دموع بينما لم يحرك مساعده عينيه من عليه وقد شعر إيراخون بسخريه وغضب مساعده "تستحق، من الذي اوقعنا في هذه الورطة وتسبب بفتح البوابة من البداية ؟" "لم اقصد فعل هذا!! ثم اني لم اعلم أن احدهم حقا سيدخل!! ثم من بين جميع الأشخاص في هذا العالم لم اظن ابداً ابداً مطلقا!! أنها ستكون لدي نيكولاس وانه سيقع في حبها، حقاً لم يجدها سوي الشخص الوحيد الذي تمنيت أنه لن يفعل..." ارخي إيراخون جسده المتعب على المقعد وهو يفرد اقدامه "بعد خروجي من ذاك المكان المخيف... أشعر اني تقدمت بالسن عشر سنوات...هل انا عجوز الآن ؟؟" امسك وجهه وهو ينظر لانعكاسه على زجاج شرفه العربة "الست عجوزا بالأصل ؟؟ " "كلا!! لا تتجرأ على قول هذا، الاربعينات هي الشباب الحقيقي!!" "أجل أجل...بالتأكيد " اجاب مساعدة بلا مبالاة قبل أن يوجه له سؤالا اخر "اذا هل قابلت الفتاه واخبرتها ؟" "اجل...فعلت...الامر متروك لها الآن إن حدث شيء..." أومأ المساعد رأسه في فهم "اتعلم، انت تقول دائماً اني مجنون...لكن في كل مرة اتي الي هنا واقابل ذاك الشيطان ادرك كم اني حقا مجرد شخص طبيعي بسيط..." سرت القشعريرة في جسده وهو يتذكر نظرات نيكولاس الذي كان مستعدا لقتله... "أتظن هذا حقاً ؟..." "بالتأكيد!! ربما اكون مخادعاً قليلا لكن ذلك الفتي..." "ما به ؟" "يُخيفني للغاية، أشعر أن عمري ينقص كلما اتيت الي هنا " **ت إيراخون قليلا قبل ان يكمل ما أراد قوله "لذلك، هذه المرة حقاً...دعنا لا نعد الي هنا مرة أخرى!! ودعنا لا نري وجهه اللعين الي الابد!" "الم تقل هذا بالمرة السابقة أيضاً ؟؟" "لا هذه المرة انا حقاً جاد!! ساترك ثروتي كلها باسمك إن عدت الي هنا او رأيت وجهه مرة أخرى..." "رائع اذا، اصبحت ثرياً..." قال المساعد ساخرا وهو يري أن عربتهم قد خرجت اخيرا من البوابات مُبتعدة عن القصر لقد كان شاكراً حقاً لنيكولاس... لعفوه عن سيده الغ*ي الذي دائما ما يسبب ويقع في المصائب... .................... لم يحظى نيكولاس بدقيقه راحه منذ رحيل إيراخون، وعقد اجتماعا في مكتبه استمر حتي صباح اليوم التالي... لم يصبه الإحباط حين ادرك أن المعلومات التي اعطاها اياه إيراخون...لم تكن بموقع مارل نفسه انما فقط إخباره أنه في المكان الذي فضله مارل واعتاد زيارته...كان يعلم أن إيراخون الو*د ذاك لن يعطيه المعلومة بسهوله... وبالفعل...لم يقم بإعطائه معلومة مباشرة كيف يعلم اين اعتاد الذهاب وماذا كان يفضل ؟ حتي بمساعده كالفن الذي علم كل شيء عن مارل حينها، كان عدد الاماكن التي عليهم فحصها والبحث فيها، ليس بالقليل كما تمني نيكولاس... سيستغرق الامر وقتاً...هذا ما ادركه...ولكن عليه الاسراع في هذا بأي شكل، كلما طال الأمر كلما استطاع مارل الاختباء اكثر و بناء خطط محكمه اكثر... وقد ندم مرة أخرى لأنه تركه، طوال هذه الفترة لم يعتقد أن اي شيء يفعله مارل قد يهدده او يؤذيه وبالطبع لم يكن هناك مجال أن يقوم مارل بهزيمته وجهاً لوجه...لذلك لم يهتم به وفقط تركه يجول ويحاول هزيمته بوضع قاتل هنا وهناك او بتحريض بلد ما علي الوقوف في وجهه وبدأ الحرب معه "يمكنكم الذهاب الآن، داميل...احضر الاوراق التي علي رؤيتها اليوم " تحرك الجميع خارج القاعة... بينما ذهب داميل لإحضار الاوراق المطلوب توقيعها واعمال اليوم الكتابية المعتادة... رفع نيكولاس نظره لاستيند الذي ظل واقفاً في مكانه قبل أن يخرج زفيراً وهو يعيد رأسه الي الأوراق "لاحقاً..." كان ذلك كل ما احتاجه استيند ليفهم أن نيكولاس لم يعد غاضباً منه وانما سيوبخه فيما بعد... " هل أُحضر لجلالتك الافطار ؟..." سأل داميل الذي عاد حاملا الاوراق وهو ينظر الي الساعة المُعلقة على احدي حوائط المكتب "انها الحاديه عشر ظهراً الآن، لم تتناول شيئاً منذ صباح الامس بسبب انشغالك..." " وكما تري... فما زلت منشغلا الآن لذلك اترك الاوراق واحضر لي فقط قدح قهوه او كأس نبيذ...ايهما أنفع في تهدئه عقلي قليلاً..." سند نيكولاس جبهته على كفه للحظات وهو يغلق عيناه ليسترخي قليلا...قبل أن يفتح عيناه مرة أخرى وهو مستعد لقراءة كم الاوراق الضخمة التي وضعت امامه... .................... لم تكد النصف ساعه تمضي منذ امر... بإحضار قهوته حتي سمع طرقاً على الباب "انا هنا!!..." سمع صوت يهمس بخفوت من امام الباب... لم يمنع ابتسامته التي ظهرت علي وجهه... وما أن وصل الي الباب وقام بفتحه حتي وجد إيلا التي وقفت وقد امسكت صنيه بكلتا يداها "لماذا تهمسين ؟!.." همس بصوت منخفض مقلداً اياها بينما لم يستطع أن يكتم ضحكته لم تجبه سوي بعد أن قام بإدخالها وإغلاق الباب خلفها... "لان السيدة اليزابيث ستوبخني لأني خرجت مرة اخرى لذلك إن سمعت صوتي ستأتي لإعادتي ولن استطيع رؤيتك..." " يا إلهي...لا يمكن لهذا أن يحدث بالتأكيد..." علمت إيلا انه يضايقها لكنها لم تهتم و وضعت الصنيه التي حملت فنجان قهوه و طبق به قطع كعك علي مكتب نيكولاس... "رأيت السيد داميل يحملها بالطريق لذلك قررت إحضارها معي..." "هل الامر كذلك...؟ لكني لم اطلب سوي القهوة ؟ اظن أنك طلبتي بعض قطع الكعك معها..." "اجل.. لا يوجد ما هو الذ من الكعك... كما ان السيد داميل قال انك لم تتناول الطعام منذ الامس، لذلك هذه القطعة التي بالفراولة لي والتي بالشوكولا لك.." "اوه...انا حقاً شاكر لكي.." قال نيكولاس بينما عاد للجلوس على مكتبه ولم يأخذ سوي قدح القهوة "لا تبتسم هكذا!! عليك أن تأكلها حقاً!!" "لا تقلقي سأفعل...ما أن انهي بعض هذه الاوراق..." اشار الي عدد من الاوراق التي امامه وقد اومأت إيلا برأسها ايجاباً "اذا...هل يمكنني تناول هذه في الشُرفة ؟ " "بالتأكيد..." نظر نيكولاس الي الشرفة خلفه حيث اتجهت إيلا حامله الطبق الذي به كعكه الفراولة خاصتها... لم تضع الطبق علي الطاولة الصغيرة التي بالشرفة انما وضعته علي سور الشرفة، وقد وقفت وهي تستند بذراعيها على السور و وقفت تتناول قطعاً صغيره من الكعكة بينما تأملت المنظر الذي أمامها... ابتسم بداخله قبل أن يعيد رأسه الي الأوراق التي امامه... مضت بضع دقائق وإيلا تنظر الي الاشجار التي علي جانبيها والحديقة، والبحيرة، والمساحات الخضراء الشاسعة الكبيرة التي تنتهي بالجبال العالية البعيدة في الافق... كانت الظهيرة... لكن الشمس لم تكن حارقه او ساخنه، كانت دافئة وقد هبت رياح لطيفه معها، بينما أنهت كعكتها في سلام وهي تستمع لصوت العصافير التي طارت من و الي الأشجار من حولها... اسندت رأسها علي ذراعيها التي علي السور، أغلقت عينيها قليلاً وهي تستمتع بدفء اشعه الشمس القليلة علي وجهها... اعتدلت بعد عده دقائق والتي كاد أن يغلبها فيها النعاس... نظرت خلفها لتجد أن نيكولاس الذي أنهي قدح قهوته منذ فتره مازال منشغلا بالأوراق التي امامه... وضعت الطبق الخالي الآن علي الطاولة التي بالشرفة وقد اتجهت الي حيث نيكولاس... وقفت خلفه بينما حاوطت رقبته بين ذراعيها وقد شبكت كلتا يديها معاً لأسفل علي ص*ره... اسندت رأسها علي كتفه وهي تنظر الي الاوراق التي لم يعد ينظر لها...وقد تسمر في مكانه... "هل يمكنك حقاً ايجاده...؟" "اجل، سأعثر عليه بكل تأكيد... ولن يستطيع أن يفعل اي شيء لك..." أجاب نيكولاس الذي تعجب...كيف لها التي كانت تتصرف بطفوليه منذ دقائق وقد شابهت الاطفال في نظره، أن يكون صوتها بمثل هذا الهدوء والجمال في اذنه... أغلق عينيه وهو يستمتع بدفء ذراعيها التي حاوطته وقد كانت مازالت دافئة من الشمس... لم يعلم حتي متي ظل هكذا...لكنه لم يرغب أن تفك ايديها عنه ابدا... لكن امنيته لم تتحقق، حيث انها سحبت ايديها من علي جسده قبل أن تتجه الي قطعه الكعك...الأخرى الموضوعة على الطاولة "حقا!!..لماذا لم تتناول الكعكة حتي الآن ؟! " نظرت له بعتاب للحظات وسرعان هتفت فيما اقرب للتوبيخ "هذا ليس جيداً!" "ماذا ؟ أني لم اتناول الكعكة ؟" "اجل!" "اذا...اطعميني إياها" "ماذا__!!" لم تكد إيلا تكمل كلامها حتي كان نيكولاس قد قام برفع جسدها لأعلي ليجلسها امامه على مكتبه... "لا يمكن أن تفعل هذا فجأة، ترفع احدهم وتضعه بدون تنبيهه او إخباره!!" "اذا...لن تطعميني ؟..." ادعي الحزن في نبرته...كانت تدرك أنه كان يُمثل عليها لذلك، ضحكت وهي تقول "سأطعمك...سأطعمك لذا لا تحزن..." قبل أن يشاركها هو أيضا ويسقطا معاً في الضحك وقد قامت حقاً بإطعامه، استمرت بإعطائه قطع صغيره باستخدام شوكه الكعك بينما تأملها وهي تفعل ذلك وقد علت وجهها ابتسامه دافئة طوال الوقت، مما جعله يتساءل... "أيمكنني تناول شيئاً اخر هنا غير الكعك ؟ " امالت رأسها في تعجب واستغراب "ماذا تريد بالتحديد ؟ لا يوجد شيء هنا..." اعادت النظر حولها وعلي المكتب...لكنها لم تجد شيئاً آخر، وظنت للحظه أنه ربما يخفي حلويات أخرى في المكتب...لكنها شكت أن نيكولاس قد يفعل شيئاً كهذا... "انتِ وشفتيكِ..." ما أن سمعت اجابته التي قالها مباشره بلا اي تردد او خجل حتي ارتفع حاجبها في دهشه قبل أن تتورد وجنتاها تدريجياً، وقد قررت الا تجيبيه... وضع يديه علي خصرها وهو يقترب منها، لم يكن بينهما مسافه تُذكر علي اي حال... وسرعان ما شعرت بقبله خفيفة علي فمها...أغلقت عينيها علي اثرها، ولم تكد تفتح فمها له حتي اختفي من امامها... فتحت عينيها بينما أظهرت ملامح وجهها تلعثمها وارتباكها، شعرت بالحرج الشديد يعتريها... لقد امسك بها بينما كانت على وشك أن تبادر هي بتقبيله... هذا ما جال في خاطرها للحظات... وقبل أن تنطق بأي شيء، سرعان ما شعرت بالسعادة حين أعاد تقبيلها وكأنه يعوضها عن هذا الاحراج بقبله اكثر عمقاً... لقد كانت أعلي منه، بسبب جلوسها على المكتب...لذلك حتي وهو يمسك خصرها الا أنها شعرت أن جسدها الذي تخدر قد يسقط و اسرعت بشبك يديها معاً خلف رقبته... سرت رجفه يتبعها الدفء في جسدها كلما لامس ل**نه ل**نها... وقد شعرت بالتوتر بداخل معدتها... ما أن ابتعد عنها للحظات حتي تداخلت انفساهما معاً وقد حاولت أن تأخذ أنفاسها بصعوبة...قبل أن يفاجئها بقبله أخرى بعدها... .................... لم يشعرا بالوقت الذي مضي وهما على هذا الحال... ولم يدري نيكولاس كم انهكها سوي بعد انتهاءه ورؤيتها... ثوبها الفوضوي، شعرها الذي خرج من مكانه، ص*رها الذي علا وهبط بشده بينما كان ذراعاه هو الشيء الوحيد الذي يمنعها من السقوط... كان أسفاً لأنه تسبب بهذا لكنه لم ينفك يمنع ابتسامته كلما رأي شفتيها التي تورمت قليلاً، وقد لمعت بل**به... ولم يكن حاله افضل منها...ربما ملابسه مازالت سليمه... لكنه لم يدرك...أن وجهه اصبح ملطخاً يميناً ويساراً بأحمر الشفاه الذي وضعته لها دارسينا هذا الصباح... او شعره الذي ارتفعت اجزاء منه هنا وهناك...حين امسكت به ومررت اصابعها فيه... لذلك ما أن استعادت انفساها وعاد اليها تركيزها، سقطت ضاحكه ما أن رأت مظهره... "أرأيت ماذا فعلت ؟؟" قالت وهي تأخذ المنديل الموضوع في جيب ص*ره وقد امسكت وجهه بيد بينما مسحت وجهه الملطخ باليد الأخرى... " لكنها كانت لذيذة..." استمرت بمسح وجهه بينما رآها وهي تكتم ضحكاتها من ناحيه و وجها الذي طلي بالأحمر مرة أخرى من ناحيه... كانت خجله...لكنها كانت سعيدة في ذات الوقت... لذلك استطاع سؤالها... "هل يمكنك...اخباري عن حياتك الآن ؟" اتسعت ابتسامتها وهي تنظر له بعينيها العسلية الدافئة، قبل أن تهتف بسعادة هذه المرة وهي تقول "اجل"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD