لم تعلم الكثير عن الامر، فقط علمت أن رايان وستيلا قاموا بتبنيها منذ كانت تبلغ بضعه اشهر...
...ستيلا...
التي قام رايان بتسميتها بناءً علي اخر ثلاث احرف من اسمها، لذلك كان اسمها إيلا
احبت الطفلة حياتها كثيراً...
تلقت الكثير من الحب من رايان... والطف امرأة بالعالم وهي ستيلا...
ستيلا التي كانت عازفه من قبل... كان لديها بيانو كبير بالطابق العلوي بجوار الشرفة... ولم يكن هناك شيئاً اجمل في حياه إيلا اليومية من الاستيقاظ علي صوت نغمات البيانو التي تعزفها والدتها...ثم ما أن تصعد الطابق العلوي وتصل هناك، حتي تجد ستيلا التي كان رايان جالساً بجوارها مستنداً رأسه علي كتفها، وقد فتحت اذرعها لها بابتسامه صافيه جعلتها تركض مبتسمه هي الأخرى لتقع بين يديها...
كانت إيلا تنعم بمثل هذه اللحظات...
سماع صوت ضحكات رايان، والدتها التي وضعت اصابعها النحيلة الرقيقة فوق اصابع إيلا علي البيانو وهي ترشدها لعزف النغمات معها...
كانت ستيلا تُعلم كلا من إيلا والينور ابنه صديقتها المقربة والتي أصبحت بدورها صديقه طفلتها المقربة أيضاً...
عزف البيانو كل يوم، تذهب معها الي حديقة الال**ب، تقرأ لها العديد من القصص المصورة قبل النوم...حتي انها سمحت لها بالذهاب الي تدريبات البيانو الأخرى التي كانت الينور بها بعد الحاح إيلا و رغبتها الشديدة في الذهاب مع صديقتها...
وكانت إيلا...دائما سعيدة...بسماع عزف والدتها، وبعزفها هي المقطوعات لوالدتها...
رأت فيها ستيلا الشغف وحبها للبيانو، وتمنت ستيلا لو تصبح عازفه بيانو مثلها...
وأن تصبح فتاه محبوبه من قبل الجميع...
تلك الطفلة التي لم تعد تري حياتها بدونها منذ ذلك اليوم الذي وقعت عينيها فيه عليها... كانت شاكره لوجودها في حياتها وتعويضها احساس الأمومة الذي لم تتمكن ابدا من تجربته...
لذلك حين اخبرت رايان بأمنيتها لإيلا وعدها أنه سيدعمها ليحقق أمنيتها
وبهذا...كانت حياتهم تسير...
المدرسة والعزف... مداعبه امها لها، الخروج مع والينور و والدتها في العطلات، اللعب والاستمتاع مع والديها...
كانت إيلا دائما ما تظن انها محظوظة...وشاركها هذا الظن والديها الذين قدموا الكثير من الحب للطفلة وعاشوا معا كأسره سعيدة لفتره طويله
.....................
لكن.. تحولت حياه تلك الأسرة السعيدة في اليوم التي رحلت فيه ملاك وضوء الأسرة...
بإحدى ايامهم المعتادة، حيث تواجدوا بواحده من الحدائق الجانبية بانتظار والده الينور التي ذهبت لشراء طعام لهم قبل التوجه للتدريب التالي...
لعبت الفتاتين في ارجاء الحديقة بينما راقبتهم ستيلا، وكعادتها الينور التي كانت ممتلئة بالحيوية منذ ولدت...ذهبت يمينا ويسارا أثناء ركضها بالحديقة...
حتي رأت قطه واتبعتها مبتعدة عن الحديقة نحو الطريق الأساسي، ستيلا التي لم تلحظ ذلك سوي بعد أن أعادت ربط حذاء ابنتها... هرعت وراء الطفلة وهي تصرخ باسمها
لكن الطفلة الغافلة عما حولها لم تنتبه الا حين كان الوقت متأخراً كثيراً، لم تسمع سوي صوت مزمار السيارة العالي امامها بينما اجهشت بالبكاء وهي تنادي والدتها
أغمضت عينيها حين علمت أن السيارة ستصدمها، وفي ثوان معدودة شعرت بجسدها يُدفع للأمام بقوه كبيره وقد سقطت علي رأسها علي الاسفلت الصلب اسفلها... اجهشت بالبكاء وهي ترفع رأسها عن الارض في الم...ظنت أن السيارة قد صدمتها... لكنها تفاجأت حين فتحت عينيها ورأت انها علي الجانب الاخر من الطريق، لم تكد تبتسم أنها تفادت السيارة وعلي ما يرام، حتي رأت بركه الدماء التي سالت وقد طلي الطريق بالأحمر...
هرع من الناس كل من كان واقفاً بالمكان... رأت إيلا تصرخ وتنادي امها بينما تحاول العبور وسط اقدام الكبار التي سدت طريقها... وفي هول دهشتها من رؤيه جسد خالتها الغارق في الدماء وادراكها ما حدث اغشي عليها...
.................
في البداية...لم يكن الامر سيئاً...كان ينتهي بقدومه متأخراً الي المنزل،لم يرد القدوم لمنزل لم تكن هي به، حتي وإن ترك طفلته وحدها بالمنزل طوال اليوم...
لكن سرعان ما شعر بوحدته وفراغه يزدادان حتي كانت الخمور هي الحل الوحيد كي يخرج من هذا الجحيم...
عاد ثملاً كل يوم الي المنزل، كان يأساً في حياته، وفي كل ما حوله...
حتي تذكر حلمها... أرادت أن تري طفلتها تفوز وتصبح عازفه مثلها...
وكيف لن يحققه ؟
وهو من تبني طفله غريبه عنهما لمجرد إسعادها ؟!
لذلك كرس يومه لعمله، بينما حصلت الطفلة علي المئات من الدروس والحصص التدريبية
وحين يعود كان يجعلها تتدرب وتعيد العزف المئات من المرات ليتأكد من انها مثاليه...
ولكن مع كل ذلك التدريب، لم تستطع إيلا تخطي الينور الموهوبة بالفطرة في اي من المسابقات، وبالمقابل زاد عدد الحصص والتدريبات...لكنها مازالت لم تنجح...
حينها ادرك أن الخطأ ليس في الطفلة التي تعزف، بل في الوحش الذي يمنعه من تحقيق احلامه... حلمها...
الوحش الذي قضي عليها ومازال يحاول تدمير أخر أمنياتها...
لماذا تعيش تلك الطفلة بينما انهت حياتها ؟!
ما كان بإمكانه تحمل ذلك الظلم، لذلك مدمن الخمر رايان، الذي تمني إسعادها، تمني تحقيق امنيتها...تمني أن يتبعها...
لم يكن ليسمح بذلك، وإن عني الأمر أن يضحي بنفسه في سبيل القضاء على ذلك الشيطان الذي اخذ زوجته...فهو مستعد للتضحية بكل ما يملك...
لذلك بحجه التدرب مع إيلا مساءً استطاع اغراء الفتاه للقدوم بنجاح
تعجبت إيلا من والدها الذي كره قدوم الينور الي منزلهم، حين اخبرها أنه بإمكانها احضار الينور للتدرب معها الليلة...
وسرعان ما أدركت إيلا نيه والدها حين طلب منها احضار احدي كتبه بإحدى غرف الطابق السفلي واوصد الباب عليها بداخل الغرفة
وهكذا...بينما حبس الطفلة...قدمت الينور الي غرفه البيانو حيث تدربت مع إيلا عدداً من المرات، علي الرغم من أنها لم تأتي كثيراً من بعد ذلك الحادث...
وبسبب كُره رايان الواضح لها...
لكنها اتت لتري صديقتها، ولذلك وع** ما توقعت أن تري صديقتها حال فتحها باب غرفه التدريب، رأت رايان...الذي امسك بزجاجه خمر في يده وقد تناثرت العديد من الزجاجات الأخرى في ارض الحجرة...
ب*عور الطفلة بعدم الامان وبالبرود الصادر من رايان الذي كان بالكاد قادراً على فتح عيناه، تراجعت للخلف وهي تنوي الرحيل
لكن رايان الذي ادرك أن الطفلة اتت وها هي امامه اعتراه الغضب الدفين حال رؤيتها، وفي ثوان كان قد اخذ يركض خلفها...
لم تكد الينور تخطو عده خطوات بإقدامها الصغيرة حتي امسك بها رايان وفي لحظات كان قد جرها عائدا الي حجره التدريب حيث اعتادت محبوبته أن تجلس وتعزف آلتها المفضلة...
لم يسمع صراخ وبكاء الطفلة وسط شريط الموسيقي العالي الذي كان قد بدأه منذ ساعه، وبينما احاط جسد الطفلة الصغير بجسده الضخم قام بربط كلا من يديها بقواعد البيانو السفلية... توسلت الطفلة وبكت في فزع وهي تحاول فك يديها من العقدة المحكمة علي رسغيها، لكنه خرج غير عابئ بصراخ الطفلة التي في الأعلى او التي حبسها في الاسفل...لقد انتهي كل شيء على اي حال...
...انتهي عالمه منذ زمن...
لذلك لا ضرر من أن يتخلص من كل ما تبقي في طريقه أيضاً...
دندن علي نغمات الموسيقي العالية بينما استمر بسكب السائل في جميع ارجاء المنزل... لقد كانت مقطوعتها المفضلة...
ابتسم للمرة الاولى منذ سنوات وهو يلقي بما تبقي في الدلو علي جسده، اخرج ولاعته الحديدية من جيبه، اتجه للطابق العلوي مرة أخرى ومن ثم وقف علي مقدمه السلم، القي بالولاعة المشتعلة...وتحرر من جحيمه...
..............
ع** الينور التي كانت مقيده، تمكنت إيلا من الهرب من النافذة التي كانت بالغرفة، اسرعت بالخطو عبر حشائش الحديقة الأمامية للمنزل وهي تسعل الدخان...
سقطت علي حافه الحديقة وهي تنظر الي منزل والدتها يحترق وسط رجال الاطفاء الذين هرعوا باختراق المنزل...
وسرعان ما خرج احدهم بطفله فاقده للوعي، وهنا كانت صدمه إيلا حين رأت انها ليست سوي صديقتها الينور...
وع** إيلا... كانت حالتها سيئة للغاية وتم نقلها فوراً للمشفى بواسطه عربه الاسعاف...
لم تتوقف إيلا عن العزف...بالع** لقد كان العزف هو الهديه الوحيدة التي تركتها لها ستيلا والشيء الوحيد الذي يذكرها بها، لذلك...لم تستطع ابداً التخلي عنه...
اما الينور، بعد علاج سنه بالمشفى أثر ما اصابها من جروح وحروق من الحادث، خضعت لعلاج نفسي لمده ثمان اشهر بعدها
وعلي الرغم من عوده الفضل في سرعه انقاذ رجال الاطفاء لها وعلاجها من الحروق الطفيفة التي اصابتها، حتي اختفت معظمها بلا اثر، الا ان الينور لم تمس بيانو مرة أخرى في حياتها...
كان مجرد الاقتراب من البيانو يجعلها تصرخ وتدخل في حاله من الرعب والفزع، على الرغم من خضوعها للعلاج النفسي
...وهكذا تركت الطفلة الموهوبة العزف للابد...
.....................
إيلا التي اخذت تحكي عن والدتها والينور وعالمها بما فيه من تكنولوجيا والي ما اخره...لم تذكر شيئاً عن كيف ماتت والدتها او عما فعله والدها...
كان عليها اخباره...لكنها لم تستطع ان تفعل ذلك...
لأنه...سيعلم حينها... كم كانت وقحه وقد استمرت بعزف البيانو بعد ما حل بالينور التي لم تعد قادرة حتي على لمس البيانو مرة أخرى...
إن كان علي احد أن يتخلى عن العزف فليس الينور الموهوبة، بل هي... لكنها...لم تستطع أن تترك الشيء الوحيد الذي ذكرها بوالدتها...
لذلك تمسكها بالعزف، حتي بالرغم من كل ما حدث، وكان ذلك مقدار حبها لستيلا...
لم تخبره سوي عن الاشياء الجيدة والعادية...
ونيكولاس الذي استمع لها، لم يغفل هذا الامر او كيف تخطت من عزفها هي وصديقتها البيانو الي دراسة صديقتها للتاريخ... لم يكن متأكداً... إن كان لذلك علاقه بأمر يتعلق بإيلا ام مجرد اختيار لأي سبب كان...
لكن برؤيه كيف اخذت إيلا وقتا بينما انتقلت من جزء لآخر... علم أنها لم تترد لأنها تحاول ترتيب ما تود قوله، بل لأنها تحاول أن تتخطي بعضا من الأجزاء التي لا تود ذكرها... مما جعله يتساءل إن كان عليه أن يصر علي معرفه الامر...ام لا يجبرها و يضغط عليها... فربما ما تحاول عدم الافصاح عنه هو ذكري مؤلمه لا ترغب في التحدث عنها...
"انت تعلم...اليس كذلك ؟ "
"لماذا تظنين هذا ؟" سأل نيكولاس بجديه وقد كان متأكداً أن تعبيرات وجهه لم تخنه...
"لا اعلم...لكن...يمكنني فوراً أن أدرك ما أن انظر لعينيك...انك اكتشفت ذلك"
لقد كانت دائماً جاهله بكل شيء لكن لسبب ما تشعر انها تستطيع رؤيه...كل ما يتعلق به... لذلك ما أن توقف عن اجابتها وظل صامتاً في نقطه ما بينما أمعنت عيناه بعينها في **ت... علمت... أنه امسك بها...
وكانت هي من أرادت سؤاله... عن كيفيه اكتشافه لهذا، لأنها لم ترد أن تكذب...
لم تختلق شيئاً من خيالها وقامت فقط باقتصاص بعض الأجزاء او تخطي البعض، وقد حاولت كل ما في وسعها أن تفعل هذا بكل تلقائية، حتي لا يلاحظ...لذلك كيف له أن يعلم، بعد أن بذلت مثل هذا المجهود في جعل الامر طبيعيا ؟...
"لكني حقاً لم اكذب في شيء..."
تمتمت وهي تنظر الي اصابع يده الطويلة التي غطت يدها... بينما جلست بجواره على احدي الارائك بالغرفة والتي انتقلا اليها منذ فتره...
"انا اخبرك فقط تحسباً لكي لا تسيئ الفهم..." أخبرته مرة أخرى وهي تدير رأسها لتنظر مباشره الي عينيه مجدداً...
" لا بأس... انا لم افعل هذا..."
"حسناً...هذا جيد..."
لم تعلم إن عني هذه الكلمات ام لا وخشيت من أن يتسبب هذا بسوء فهم بداخله حتي وإن لم يخبرها
"تعلم في الواقع إنه امر سيئ للغاية..." لم يُعقب وإنما استمر فقط بالنظر لها، مما جعلها تستمر...
"يجب أن يكون هناك بعض الخصوصية...والمراعاة للطرف الاخر...لا يجب عليك أن تكون فائق الذكاء والدهاء فيما يتعلق بهذه الأشياء، انظر مثل الآن...لم ارد اخبارك... لكن لأنك علمت فها انا اشعر بالسوء الآن "
"تشعرين بالسوء ؟"
"اجل...اشعر وكأني فعلت شيئاً خاطئاً...اعني انا لم اخبرك ليس لأني لا اثق بك...لكني اشعر كما لو كان الامر كذلك "
لأنها لا تريد أن يظن أنها لا تثق به، او أنه ليس عزيزاً عليها بدرجه تجعلها تشارك احزانها معه... لذلك استجمعت شجاعتها لتخبره...
" ما لم استطع اخبارك هو امر يخص رايان..." ضمت شفتيها معاً للحظات وهي تفكر في كيف تخبره ذلك، ومن اين تبدأ هذا...
اخذت نفساً وقد أجبرت نفسها علي تذكر تلك الليلة والتي سرعان ما شعرت بالاختناق والضيق، و تكونت الادمع بعدها بلحظات في أعينها... لكنها ابتسمت وهي تزيح بعض القطرات التي سقطت علي وجنتها قبل أن تعتدل في جلستها وتخبره...
"بالرغم من فقداني لأمي...كانت الينور وخالتي هناك بجواري لذلك استطعت التحمل...اما رايان الذي اكتشفت بعد رحيل امي... أنه لم يعتبرني ابدا ابنته، وإنما كان ذلك فقط إرضاءً لها... لم يكن لديه احد... لذلك لم يستطع أن يتخطى موتها..."
........................
لم تعلم إيلا عدد المناديل التي استخدمتها...لكنها شعرت بانها افضل بعد أن انتهت من نوبه بكائها التي استمرت طوال وقت حديثها...
لم تبكي على ما حدث لها...
لقد كانت تشعر بالخوف... كلما تذكرت الوقت الذي أمضته في طرق الباب في تلك الليلة، الدخنة التي ملأت الغرفة، صوت الموسيقي العالي الذي غطي صوت صراخها وطلبها للمساعدة...
بالرغم من هذا لم يكن ما احزنها اي شيء مما حدث لها في هذه الليلة، لقد كانت حزينة لأجل ما حدث لصديقتها لذلك استمرت دموعها بالانهمار...
وكالعادة تربيت نيكولاس بلطف علي ظهرها قد جعلها تشعر بقليل من التحسن... ربما كان هذا هو الشيء الوحيد الذي ظن أن باستطاعته فعله لمواساتها، لكنه لم يدرك حقاً كم ملأها هذا بالأمان والدفء الذي سرعان ما تعجبت لكيف انها...ولأول مرة تفصح عن هذا الحادث لشخص اخر، فمنذ ذلك اليوم كان هذا الامر مكتوماً بداخلها... والدتها رحلت...ولم يكن لها اصدقاء ولم يكن ممكناً لها أن تتحدث عنه مع الينور او خالتها التي قررت الا تذكر الامر مطلقاً لمصلحه ابنتها...
لذلك حقاً...شعرت بتحسن كبير...
وقد استطاعت أن تستمد الشجاعة أيضاً لتسأله بعدها...
"اذا...هل تظن أني أنانيه و وقحه ؟"
نيكولاس الذي ظن أنها ابعد ما تكون عن الأنانية، والذي لم يتعجب من قلبها الذي امتلأ حزناً وقلقاً علي ما حدث لصديقتها لا هي...علم أنه حتي لو أخبرها ذلك فلن تقتنع ولن يغير ذلك شيئاً مما تشعر به...لذلك لم يذكر شيئاً يخص عدم اهتمامها بنفسها بدلا من صديقتها...
"مطلقاً... فعلت هذا لكي لا تنسي والدتك التي رحلت والتي احببتها كثيرا اليس كذلك ؟ لذلك لا بأس في أن تفعلي هذا..."
لم يكن هذا ما توقعته إيلا التي عاشت وهي تظن كونها كذلك... لكنها أومأت رأسها تلقائيا وهي تعيد دفن رأسها في ص*ره... بالرغم من أنها اعترفت بأنها كذلك...لابد من أنها تمنت هذا بداخلها...هذا ما فسرت به شعورها بالسعادة والراحة التي عمت عليها
"اذا ماذا عنك ؟ "
لم تفكر بالأمر سابقاً لكنها تساءلت الآن...ماذا سيفعل إحداهما إن وضع في موقف مشابه...
"ماذا ستفعل اذا رحلت ؟"
"لن يحدث هذا "
"لا اعني أني سأرحل اقصد، اذا ما...اذا ما فقط رحلت مجرد سؤال بلا معني، اود أن أعرف ماذا ستفعل حينها..."
"لا ادري..."
اجاب بضيق وهو يعيد سند رأسه علي الأريكة خلفه وقد أغلق عيناه مما جعلها تستسلم... "ماذا ؟ احقا لا تعرف ؟"
"لأن هذا لن يحدث أبداً "
"اوه فقط فكر في الامر بجديه!! الن تفعل شيئاً مثل أن تبني لي تمثالا تبكي أمامه، او تبحث عن شبيهة لي او نسختي في هذا العالم "
"تمثال ؟؟ لما سأبكي امام جماد لا يتحرك ؟؟ و هل لد*كي تؤام أتت معكِ وتدعي إيلا أيضاً ؟؟"
"ليس تؤام بل شبيهه!!...تعلم هذا ما يحدث بمثل هذه الحالات..."
"لا ادري عن هذا، لكن وإن كان هناك شخص يشبهك... فبهذا العالم او ذاك لا يوجد سوي إيلا واحده امضيت معها طوال الفترة الماضية... وهي انتِ اي شخص اخر...يشبهك او لا...لن ينفع..."
"حقاً حتي إذا كانت نسخه طبق الاصل ؟!!"
سألت بدهشه، وسرعان ما اعتدل نيكولاس امامها وقد حاصرها علي الأريكة بين ذراعيه
"ماذا ان كانت نسخه طبق الاصل ؟"
لم تستطع إيلا الرد، اغلقت عينيها سريعاً وقد ارتجف جسدها ما أن شعرت بشفتيه علي رقبتها...
"...هل ستتذكر هذا ؟...
"تمهل__"
قاطعها بقبلات أخرى علي كلا من جانبي رقبتها، وقد ص*رت ضحكاتها اسفله بينما حاولت ابعاده عنها...
"ام انها ستذكر هذا ؟؟ " قال وهو يقبلها مجدداً بينما امسك بمع**يها التي كانت علي ص*ره تدفعه، وقد تلوت في مكانها وهي غارقه في الضحك محاوله أن تبتعد عنه...
"اوه...توقف...هذا...ليس...ما عنيته...حسناً..!! فهمت.. حقاً فهمت...لن أذكر هذا مرة اخر__" ترجته وهي تتمني أن يتوقف قبل أن يتوقف قلبها عن النبض... بينما علا صوت ضحكتها في كل مرة لامسها
ولحسن حظ إيلا...وسوء حظ نيكولاس... استوقفهما صوت طرقات للباب ورفع نيكولاس رأسه عن رقبتها للحظات وهو يسأل بضيق عن هويه الطارق...
وعلي الرغم من سماع اليزابيث لصوت نيكولاس المتجهم من خارج الباب الا أنها لم ترتجف او تتحرك ولو خطوه واحده وقالت بكل احترام وادب
"جلالتك...علي سموها الذهاب لأخذ قياسات ثوبها الجديدة..."
"الم يكن هذا محدداً في المساء ؟"
تساءل نيكولاس وهو ينظر من الشرفة ليلاحظ فقط لتوه أن الشمس قد غربت بالفعل... استغلت إيلا هذه اللحظة حيث انزلقت من أسفل جسده وقد خطت بخفه نحو باب القاعة ولم تتوقف ضحكاتها الرقيقة بعد
"يبدو انك لم تكتفي بعد؟؟" ادعي الحزن وهو يحثها علي البقاء...
" الشكر لك...لقد اكتفيت حقاً حقاً اكتفيت!!" تعجبت كيف له أن يظهر مثل هذا التعبير البريء بينما انقض عليها منذ ثوان مضت
بالواقع هي مازالت تشعر بشفتيه علي جميع أنحاء رقبتها...
"لا اظن هذا..."
" بلي كما أني..." نظرت حولها قبل أن تخفض صوتها...
"تعلمت انه ليس من الادب ترك شخص ينتظر..."
همست من بعيد وهي تشير الي الباب خلفها وقد كان متأكداً من أن اليزابيث استطاعت سماع كل ذلك...
ابتسم لها بينما خرجت من الباب ولكن سرعان ما ظهر نصفها العلوي من بين الباب وهي تودعه ملوحة له بذراعها بأقصى ما لديها قبل أن تقول في همس مرة أخرى
"سأذهب للعزف لاحقاً أتود المجيء ؟!!"
أراد أن يخبرها المثل ولكن سرعان ما سمع شهقة عالية تبعها خروجها واغلاق الباب خلفها
والتي توقع انها لإليزابيث التي شهدت لأول مرة في حياتها مثل هذا التصرف لسيده...
لكن هذا لم يمنع ابتسامته التي ظهرت بينما عاد لمكتبه مرة أخرى وقد قرر بالفعل أنه بالتأكيد سيذهب... لأنه حتي وإن كانت هي قد اكتفت...فهو لم يكتف بعد...
................