الجزء التاسع (9)

1296 Words
الجزء التاسع تم الاتفاق على إقامة مجلس الصلح في منزل عبدالوهاب الهلالي بحضور قيادات أمنية على درجة عالية بالدولة والمحافظ ورئيس القسم وعدد من الضباط المشرفين على ضبط الأمن بالبلدة لحين الانتهاء من الصلح، اختارو يوم الجمعة بعد الصلاة كأفضل وقت لذلك، تكفل عبدالوهاب بكل شئ كمبادرة منه في الصلح، أقام صوان كبير وأقام مأدبة غداء كبيرة أشرف عليها شيف خاص بالمناسبات، أصبح منزله عبارة عن خلية نحل من أجل الانتهاء من كل الترتيبات قبل أنتهاء من صلاة الجمعة، أحضرت خديجة عدة نساء لمساعدتها في العمل كما طلب منها زوجها حتى لا ترهق نفسها ورغد، اكتفت فتحية بدور المتف*ج برغم ضيقها من ذلك الصلح الإ أنها تخشى على ابنها الوحيد أن تحدثت مرة أخرى يتكرر ما حدث يكفيها فقدان واحد، استعوضت الله في حقه وعكفت على الصلاة والدعاء له بالرحمة وان يجمعها الله به في جنته حينما ينتهي الأجل، أما رغد منذ آخر لقاء بينها وبين يزن وهى تشعر بالحزن والخوف فحديثه معها يعني رحيله عنها، جلست بغرفتها وكأنها بوادً أخر لا يهما ما يدور حولها. عقد المجلس بعد الصلاة وقدم الكفن من عائلتي السرجاوي والبهنساوي لعبدالوهاب الذي عفى وغفر واستعوض الله في دم شقيقه، نحر كبشان فداءً للشابان، وقع كبير كل عائلة على أوراق الصلح التي نصت على عدم التعرض لبعضهما البعض والباغي اولا لا دية له أن قتل وبذلك قد ظلم نفسه بنفسه لبغيه على الأخر فقد خان القسم الذي اقسمه لله بعدم التعرض لنفس مهما كانت الاسباب، وايضا عدم احترامه لمعاهدة الصلح التي تمت بينهم، وبعد التوقيع انطلقت الزغاريد من حناجر السيدات فرحًا بذلك الميثاق الذي سيحمي ازواجهم وأبنائهم من نزيف روح وخراب عم على بلدتهم الهادئة، أخيرا سينالون الأمان وينامون قريري العين، لا خوف على أنفسهم أو مساكنهم بل حياة هانئة هادئة ستكون من نصيبهم. انفض الجمع بعد تناولهم الطعام ولم يتبقى أحد بمنزل عبدالوهاب سوى رئيس الشرطة ويزن والذي للأن يجهل عبدالوهاب صفة حضوره هذا الصلح فهو لم يعلم هويته بعد، جلس العميد حسام ويزن وعبدالوهاب وأبنائه الثلاثة يحتسون الشاي بغرفة الضيوف، تنحنح حسام وبدأ الحديث حسام : احم كان في حاجة حابب اقولهالك يا حاج عبدالوهاب قبل ما نمشي. عبدالوهاب: خير يا حسام بيه. حسام : يزن قصدي الرائد يزن كان مكلف مني بحراسة الأنسة رغد بنتك بعد ما وصلني تهديد زين البهنساوي بخ*ف رغد لو موافقتش على الجواز بس أنا محبتش اقولك على موضوع التهديد حقنًا للدماء ومنعًا للمشاكل. عبدالوهاب متفهمًا : هتصدقني لو قولت لحضرتك أني مصدقتش أن الرائد يزن سواق مكروباص، اصله كان باين قوي هو مش وش بهدلة. يزن : أنا اضطريت لكدا لأن حراستي لبنتك حضرتك مباشر كان ممكن يعرض سمعتها وسمعة حضرتك للقيل والقال، وتجنبًا لرفض الحراسة فسيادة العميد قرر انها تبقى من بعيد لبعيد عشان محدش ياخد باله. يوسف : أحنا بنشكر حضرتك يا سيادة الرائد بس حضراتكم لو عرفتونا كنا حمناها أحنا من أي حد احنا مش صغيرين ولا شوية. حسام : بص يا يوسف لو كنا قولنا ليكم على موضوع التهديد ده كنتم هتتعصبوا أكتر وكمان ممكن موضوع الصلح ميتمش دا غير أنكم مكنتوش هتسيبوا زين وده كان هيصعب الحكاية اكتر وممكن قوي وده وارد أن حد تاني يموت وانا بصراحة مكنتش هتحمل ذنب موت حد تاني كفاية كدا. عبدالوهاب متفهمًا : عندك حق يا حسام باشا وأنا مقدر موقفك وفاهمك جدًا شكرا ليك ولسيادة الرائد يزن، شكرا ليك يابني. يزن : أنا أسف يا عمي لو كنت اتسببت لحضرتك بأي اذي نفسي بس كان غصب عني. عبدالوهاب : بالع** يابني أنا ممنون ليك أنت حاميت رغد مرتين وده جميل في رقبتي ليك. يزن : لأ يا عمي ولا جميل ولا حاجة دا وجبي. يوسف بغضب : بس برغم حراستك ليها زين بردو قدر يتعرضلها. حسام : كفاية قوي اللي جراله دا لغاية الآن لسه في المستشفى رجله متجبسة وعنده ارتجاج في المخ دا غير الكام غرزة اللي واخدهم. عبدالوهاب : خلاص يا يوسف حصل خير وبردو لولا وجود يزن الله اعلم كان حصلها أيه، مفيش كلام في الموضوع ده تاني. يوسف : ماشي يا بابا تحت امر حضرتك. استأذن حسام ويزن بالرحيل فاصطحبهما عبدالوهاب لأسفل وأثناء نزولهم الدرج قابلتهما رغد تصعد لأعلى. عبدالوهاب بابتسامة : أهلا رغوده كنتي فين يا حبيبتي. رغد بخجل ودقات قلبها تعلو : ماما كانت بعتاني بحاجات لطنط أم أحمد جارتنا. عبدالوهاب : ماشي يا حبيبتي. حسام : بسم الله ماشاء الله دي بقى رغد يحقله زين يتجنن عليها. عبدالوهاب : تسلم يا حسام باشا بس زين ده لو آخر واحد عمري ما هوافق رغد اغلى حاجة عندي لازم اللي ياخدها يكون راجل بيخاف الله مش واحد معتمد على فلوس أبوه. حسام : عندك حق يا حاج عبدالوهاب. عبدالوهاب لرغد : حضرته يبقى العميد حسام مأمور قسم الشرطة هنا وطبعًا أنتي عارفه الرائد يزن هو كان مكلف بحراستك لغاية ما جلسة الصلح تتم عشان زين وتهديده. شحب وجه رغد وضاعت الكلمات منها لم تعرف ما تجيب والدها به سوى أنها هزت رأسها، وصعدت مسرعة بعد أن خانتها عبراتها وتجمعت في مقلتيها مهددة بنزولها ما بين لحظة وأخرى، قابلتها والدتها في ردهة منزلهم. خديجة : وديتي الأكل لهناء يا حبيبتي. ابتلعت رغد غصة مريرة بحلقها وهزت رأسها وهى تداري وجهها بعيدًا عن والدتها : أه يا ماما وديته أنا هدخل اوضتي عشان عندي مذاكرة كتيرة. خديجة وهى تحمل صنية طعام فارغة من على الطاولة: طيب استني ثواني هجيب الأكل عشان ناكل أنا وأنتي خلاص كدا كله كل والحمدلله. اسرعت رغد لغرفتها بعد أن نزلت عبراتها : معلشي يا ماما مليش نفس دلوقتي كلي أنتي متستنينش أنا لما أجوع هاكل. خديجة : مش واكله غير معاكي هشطب المطبخ الأول وبعدين أبقى أكل معاكي عما تكوني انتي جوعتي. دخلت رغد غرفتها أرتمت على فراشها تكتم صوت بكائها في الوسائد، بكت بمرارة بعد احساسها بالخذلان، هو لم يكن يتبعها حبًا بل فرضا وجب عليه عمل عليه تأديته وهى الساذجة التي انساقت وراء مشاعرها البريئة التي اوهمتها بحبه لها، لكن أن لم تكن نظرة عيناه لها حبًا فماذا يكون، لماذا خدعها ذلك المكار لماذا اوقعها أسيرة عينيه. صوت ضميرها : متضحكيش على نفسك يا رغد هو مخدعكيش أنتي اللي وقعتي في حبه زي الع**طة. رغد : غصب عني مقدرتش أقاوم مجرد نظرة من عينيه سرقت قلبي خ*فتني من نفسي قلبت كياني محستش بروحي غير وأنا مسيرة في حبه. صوت ضميرها : وهتفضلي تعيطي على اطلال كتير، كل حاجة وضحت قدامك هو مبيحبكيش انتي بالنسبة له شغل وبس، هتفوقي ولا هتفضلي مغيبة وتضيعي روحك. اعتدلت رغد بجلستها ومسحت وجهها : لأ مش هبكي على وهم هنسي كل حاجة، وهنساه هو كمان وهكرهه أيوه هكرهه عشان هو ميستهلش حبي هفوق لمذكرتي، ومحضراتي وكفاية اللي ضيعته من وقتي. صوت ضميرها بسخرية: هههه تنسيه دا بيجري في دمك يا ترى هتقدري. رغد ببكاء : هقدر وهنساه غصب عني وعنك وهدوس على قلبي وهقفله بمليون مفتاح عشان محدش يدخله تاني. طرق باب غرفة رغد وهى شاردة على فراشها دخل والدها بابتسامة عريضة تزين محياه. عبدالوهاب: رغودة حبيبتي أيه يا قمر ماما زعلانه منك ليه. رغد : أنا مزعلتش ماما هى قالت لحضرتك أني مزعلاها. عبدالوهاب : بتقولي أنك مجوعاها. رغد : واللهِ يا بابا قولت ليها كولي انتي عشان مليش نفس. عبدالوهاب بحزم : مفيش حاجة اسمها مليش نفس انتي داخله على امتحانات ولازم تاكلي وتتغذي كويس مفهوم. رغد : حاضر يا بابا كمان شوية هاكل. عبدالوهاب : رغد ماماتك جهزت الاكل يلا اطلعي معايا وعايزك ترمي أي حاجة ورى ضهرك وتفوقي لمستقبلك بس فاهمني. نظرت رغد لوالدها لتتبين قصده : ح ح حضرتك تقصد ايه. عبدالوهاب : رغد أنتي اذكى من كدا وعارفه أنا قصدي أيه وقولتها ليوسف قبل كدا وهقولها ليكي عشان تفوقي لنفسك، أنا حبيت يزن وأحترمته من قبل ما أعرف أنه ظابط وقولت لاخوكي لو اتقدم لرغد هوافق عليه برغم شغلته البسيطة لأنه راجل بيخاف ربنا، لكن بعد ما عرفنا أنه ظابط وكان بيأدي شغله يبقى بلاش نتعلق بحبال الهوا الدايبة أنا شوفت نظرة عيونك ليه وحسيتك مشدوداله، ياريت تفوقي لنفسك وترمي كل حاجة ورى ضهرك فهمتي اقصد أيه. أمأت رغد برأسها وعبراتها تزاحم بعضها بالنزول : فهمت يا بابا واعتبر اللي قدامك دلوقتي رغد القديمة اللي من قبل اربع شهور. احتضن عبدالوهاب وجه رغد بيديه ومسح عبراتها بأبهاميه : من غير دموع ماشي. هزت رغد رأسها توافقه الرأي : حاضر .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD