الجزء الثامن (8)

1317 Words
الجزء الثامن وقف يزن بجانب رغد يستجمع نفسه. يزن : أنا أسف أني بالغت بردة فعلي. رغد : ممكن ترجعني للموقف عشان اركب من هناك عشان ارجع بلدي. يزن: لأ عشان أنتي مش هتروحي غير معايا. رغد : لأ مش هروح معاك هروح لوحدي أو هتصل على بابا يبعت حد من أخواتي يجي ياخدني. ثم أخرجت هاتفها وحدثت والدها فوجئت رغد بعلم والدها بما حدث بل وأمرها بالمجئ مع يزن لتفادي تعرض زين لها مرة أخرى، إنصاعت رغد لأمر أبيها وصعدت للسيارة ب**ت، صعد يزن هو الآخر وقاد السيارة، انتبهت رغد للسيارة التي تقلها استغربت اين سيارته السابقة ألم تكن سيارة أجرة (ميكروباص) من أين جاء بتلك السيارة، كتمت رغد ذلك بداخلها ولم تبديها فهى لم ولن تحادثه بعد اتهامه المشين لها. وقف يزن بالسيارة أمام كافية ودخله لدقائق ثم رجع يحمل بيده قارورات عصير : اشربي ده عشان يروق دمك. أزاحت رغد يده الممتده لها : مش عايزه منك حاجة. يزن بعناد : لو مشربتيش بالذوق هشربك بالعافية. وضعت رغد يديها حول خصرها بعناد : مش هشرب ووريني بقى هتغصبني ازاي. ازال يزن غطاء الزجاجة وقربها من فمها، حاولت رغد إزاحة يده لكنه كبل يديها الاثنين بيد واحدة بكل سهولة وبالأخرى مد يده باتجاه فمها، حركت رغد رأسها في الاتجاهين كي تفلت من حصاره، فترك يديها وأمسك بوجهها يثبته. يزن : بطلي عناد واشربي . رغد : مش عاوزه منك حاجة. يزن بيأس من عنادها: ولو قولتلك عشان خاطري هت**فيني تاني. تلاقت اعينهما ب**ت ابلغ من الكلام فحديث العيون هو حديث قلوب يخرج من القلب يدخل لخليله بدون وسيط أو شرح، خفق قلب رغد وتشنجت مشاعرها وفقدت الشعور بمن حولها وكأن الحياة تسير بسرعة الف عقدة بالدقيقة وهما ثبتان بمكانهما، اخفضت رغد بصرها بخجل وقطعت ذلك التواصل المربك لمشاعرها، مدت يدها وأخذت قارورة العصير منه، أخيرًا وعى يزن لما يدور حوله بعد أن فقد نفسه في فلكها وصار مغيبًا في حضرتها، أي شعور جميل تملك منه عندما نظرت له تلك الحسناء البسيطة. يجلس مع أبيها بمنزلهم بعد أن استأذنه بالمجئ لمقابلته، لا يعرف من أين يبدأ لا يجد بداية مناسبة يفتتح بها حديثه، تذكر كلمات والده له ف*نحنح متحدثا. يوسف : أنا كنت جاي النهاردة عشان أعتذر من حضرتك. زاهر بثبات : واعتذارك مرفوض يا يوسف. نظر له يوسف متعجبًا : ليه يا عمي أنا جاي وندمان على اللي حصل مني. زاهر : أنا هسألك سؤال واحد بس لو حد عمل اللي أنت عملته ده في رغد كنت هتعمل ايه. يوسف بتسرع : كنت قتلته وشربت من دمه. زاهر بحدة : عرفت ليه أنا رافض اعتذارك ودلوقتي المقابلة أنتهت. نهض زاهر من مكانه كي يحثه على الخروج، وقف يوسف متوجهًا لزاهر يقف أمامه بثبات ينظر له بقوة. يوسف : أنا قدام حضرتك خد حقك مني بأي طريقة حضرتك شايفها حتى لو قتلتني وشربت من دمي مش هتحرك من هنا غير وأنت مسامحني يا تموتني بأد*ك. زاهر بغضب : موت تاني مش كفاية اللي راحوا كفاية يا يوسف لحد كدا وأمشي، منة بنتي مخطوبة وفرحها بعد شهر واللي بتعمله ممنوش فايدة. يوسف : اسمعني كويس يا عمي منة مش هتكون لحد غيري ولو حكمت هموت خطيبها وأي حد يفكر ياخدها مني، أنا قدام حضرتك مش همشي غير لما توعدني أنك موافق على جوازي منها. زاهر بحدة : يوسف متخرجنيش عن شعوري أنا حايش كريم أبني عنك بالعافية دا حالف يقتلك، ارحمني وارحم نفسك وارحم أبني مش حمل موت حد تاني ولا أبوك حمل كدا بردو. يوسف بحزن : ولو قولت لحضرتك أن منة حياتي ومن غيرها مش هعيش يوم واحد. زاهر : ولما هى كدا رفضت عرض الجواز ليه. يوسف : كنت معمي بالانتقام ومفقتش غير لما شوفتها مع غيري حسيت أني بموت صدقني مش هقدر يا عمي. زاهر : طيب أنا في ٱيدي أيه مقدرش اروح لخطبها واقول أسف سيب بنتي عشان يوسف بيحبها. يوسف : أنا هروح له واعرفه بكل حاجة وافهمه أن أنا ومنة بنحب بعض من واحنا صغيرين. زاهر : كمان مكفكش فضايح هناك جاي تعمل فضايح هنا وتقوله أنكم بتحبوا بعض من وأنتم صغيرين، كفاية وانساها يا يوسف كفاية فضايح عشان خاطري. يوسف : عمي لو مجوزتنيش منة أنا هخ*فها واللي يحصل يحصل أنا مجنون واعملها. زاهر : جنانك ده تطلعه على نفسك مش عليا وايه رأيك معدش فيه كلام بينا واتفضل من غير مطرود. لمعت عين يوسف بيأس وامسك بيد زاهر : أرجوك يا عمي متحرمناش من بعض ولو عايزني أطلبها منك في مجلس الصلح أنا مستعد وموافق كمان هعمل أي حاجة بس توافق. زاهر بحدة : لأ مجلس لأ عشان الناس يقولوا ماصدق ورمى بنته أنا مكنتش موافق اصلا لولا عمي هو اللي ضغط عليا. يوسف : طيب شوف ايه يرضيك وأنا أعمله. زاهر بتفكير : أولا تعتذر من عمرو اللي أنت ض*بته. يوسف بغضب : أيه ؟ زاهر محذرًا : ده اولا وكمان شرط أساسي وتشرح له انت عملت كدا ليه وتحاول تقنعه يسيب منه ولو وافق معنديش مانع. ملأ الغضب يوسف ولكنه تمالك نفسه : حاضر يا عمي أنا هعمل اللي قولت عليه حاجة تانية. زاهر : حاليًا لأ. انصرف يوسف والغضب يتأكله لكنه سيفعل اي شئ حتى يسترد ما اضاعه بملئ أرادته. بعد مغادرة يوسف أخرج زاهر هاتفه وهاتف أحدهم. زاهر : السلام عليكم، أزيك يا حاج عبدالوهاب. عبدالوهاب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بخير الحمدلله يا زاهر قولي ايه الاخبار. زاهر : أنا عملت اللي قولت عليه بالظبط. عبدالوهاب : ويوسف وافق. زاهر : أه وافق بس ماشي وعنيه بطق شرار انا خايف يعمل حاجة في عمرو. عبدالوهاب مقهقها : لأ متخافش هو بس في حموتها كدا وبعد كدا هيهدا، صحيح الحب بيعمل المعجزات معقول يوسف المتهور قبل يعتذر من حد دا اكتر واحد مغلبني معاه من اخواته بعصبيته الزايدة زاهر : مش لوحده عندي كريم نفس النوعية دا بعد موت ابن اخويا فضلت اكتر من سنة أقنعه يهدا وغلبني معاه لما ربنا هداه. عبدالوهاب : هنعمل أيه بس ربنا يهديهم لينا. زاهر : الله آمين، طيب هسيبك أنا دلوقتي عشان معطلكش عن شغلك. عبدالوهاب : ماشي مع السلامة وفي رعاية الله. زاهر : في رعاية الله. أقترب الطريق للبلدة من الانتهاء، اختلست رغد بعض النظرات ليزن كم تمنت أن تبقى هكذا لأخر عمرها بجواره، شعر بها وبنظراتها له لكنه تجاهلها عن عمد، لا يريد تكرار ما حدث مرة أخرى يكفي تعلقًا ببعضهما فعند أنتهاء مهمته سيكون الفراق رفيقهما، فاق من شروده على سؤال رغد. رغد : أنت كنت فين بقالك خمس أيام. يزن بجمود : موجود هكون فين. رغد : بس أنا مشفتكش في الموقف كالعادة. يزن : كان عندي شغل تاني. رغد : أيه هو. يزن : هو تحقيق ولا حاجة رغد بعناد : أيوه تحقيق وياريت تجاوبني. شعور قوي اختلج بداخله أوجع قلبه وتركه يعاني من تأنيب ضمير نبرة رغد بالحديث تدل على مدى تعلقها به، كيف سيكون شعورها عندما تعلم أنه هنا حولها من أجل عمله فقط، يخشى عليها من الصدمة ومن علمها بهويته الحقيقة. رغد : سرحت في أيه. يزن : هه مفيش كنتي بتقولي حاجة. رغد : ايوه سألتك كنت مختفي فين. يزن : كنت في القاهرة بشوف عمي تعبان شوية. رغد : سلامته ماله. يزن : أزمة بسيط وعدت بخير. رغد : حمدالله على سلامته. يزن : الله يسلمك. رغد وهى تنظر للسيارة : عربية مين دي. يزن : عربيتي. رغد : عربيتك ؟ أنت بعت المكروباص ؟ يزن : لأ المكروباص مش بتاعي أنا كنت بركبه لظروف خاصة بس خلاص كلها كام يوم والظروف دي تنتهي. رغد : اقدر اعرف ايه هى الظروف دي. يزن : هتعرفي بس مش دلوقتي. يزن برجاء : ممكن اطلب منك طلب. رغد : طبعًا تفضل اطلب. يزن : ممكن تسامحيني لو في مرة زعلتك من غير قصد، عايزك متزعليش مني مهما يحصل أو مهما سمعتي. رغد بخوف : أنت ليه بتتكلم زي ما نكون أخر مرة هنشوف بعض. يزن: مش عارف بس اوعديني الأول. رغد : اوعدك بس هو في حاجة هتحصل أنت خوف*ني بكلامك ده. يزن بابتسامة : متخافيش أن شاء الله كل خير. رغد بتمني : يارب أن شاء الله. بعد فترة قصيرة وصل يزن برغد إلى منزلها استقبله عبدالوهاب بترحاب، امطرة بكل كلمات الشكر والتقدير على حمايته لرغد من ذلك الو*د الجبان واصر عليه بالصعود لكن يزن اعتذر بلباقة لكثرة اعماله لديه والتي لا يمكن تأجيلها، تركه عبدالوهاب مع وعد منه بزيارتهم مرة أخرى في القريب العاجل .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD