رواية لعبة حب

لعبة حب المقدمة + الفصل الأول تدور القصة حول م**مين مشهورين تجمعهما صدفة و ظروف لم تكن في الحسبان فقد كان الأمر عاديا لكنه تطور بصفة مفاجئةوسريعة مما جعل كلاهما يسعى للتملص من الأمر لكن شاءت الأقدار أن يجتمعا و يقعا في الحب لاحقا . الشخصيات رنا المصري: جاسرها ستة وعشرون عاما و هي م**مة ملابس عالمية بالإضافة إلى أنها صاحبة شركة اتلنتس تنحدر من عائلة مرموقة لكنها تعيش رفقة صديقاتها رغبة منها في الاستقلال الذاتي بعيدا عن العائلة . ترفض رنا الزواج و يعود ذلك لأسباب قديمة بعض الشئ. جاسر ابلكجي : يبلغ من الجاسر ثمان وعشرون عاما م**م مشهور الاحذية و صاحب شركة باسيونيس مراد : شريك جاسر و صديقه من الطفولة زهرة : مديرة العلاقات العامة لشركة باسيونيس أمينة: والدة جاسر مصابة بمرض السرطان في مراحله الأولى تتمنى زواج ابنها قبل أن تفارق الحياة. نورسين : زوجة عم جاسر و تسعى لتحقيق أمنية أمينة بكل قوتها بهاء : محامي شركة رنا يعشقها منذ الطفولة لكنها تعتبره مجرد صديق. فرح : شريكة رنا في العمل و السكن عائشة هانم : جدة رنا و هي من قامت بتربيتها فؤاد بك : جد رنا رجل ذو نفوذ لكنه أصبح يعاني مؤخرا من مشاكل قلبية لحزنه على . الفصل الاول تستيقظ اليوم تركيا على أخبار قلبت الموازين و هزت الأجواء حيث انتشرت العناوين في العديد من الصحف و المجالات و مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها كان الآتي "تركيا تشهد على اتحاد عمالقة الت**يم في العمل و العشق" أما الأخر فكتب بخط عريض " المواهب الشابة في الت**يم تتوج إبداعهابالاندماج و الاتحاد"أما آخر فقد كان "عرض زواج أسطوري يقدمه الم**م الشاب و داهية ت**يم الاحذية صاحب شركة باسيونيس جاسر ابلكجي إلى م**مة الملابس العالمية الموهوبة رنا المصري صاحبة شركة اتلنتس" استيقظت رنا على كم هائل من الاتصالات التي لم تتوقف من السادسة صباحا و لم تكن تفهم السبب ورائها إلى أن دخلت فرح : هل الأخبار المنشورة في الجرائد صحيحة لا أصدق انك قد تخفين أمرا بهذه الأهمية عني. رنا : صباح الخير أولا ماذا تقولين أنت أية أخبار و أية أهمية أنا لا أفهم شيئا هل تستطيعين التوضيح؟ فرح: آه رنا أخبار زواجك تملأ الصحف و المواقع ؟ رنا: عن أي زواج تتحدثين هل جننت أم وقعت على رأسك ؟ ألا تعلمين معارضتي الشديدة لهذا الموضوع بالإضافة إلى درايتكي لأسبابي فأنت التي عايشتي معي كل شئ. فرح : طالما الأمر هكذا فالتقرئي ما كتب و بصوت عال . أخذت رنا الصحيفة و شرعت في قراءة الخبر و الذي كان محتواه التالي :"ش*هد البارحة في مطعم مانو عرض زواج لأشهر م**مين في تركيا حيث التقطت عدسات كاميراتنا الم**م الشهير جاسر ابلكجي راكعا في منتصف المطعم أمام زميلته في المهنة الم**مة العالمية رنا المصري علما و أن باسيونيس قد فازت في مسابقة شركة اتلنتس الأسبوع الماضي ليتشاركوا في العارضين القادمين و التي ستتوجه قسم من مرابيحها إلى جمعيات مرضى السرطان أما قسمها الآخر سيتم التبرع به إلى جمعيات الأطفال المعوقين فما هي خبايا هذه العلاقة و متى ولد العشق ليصل إلى مرحلة الزواج؟ في انتظار رد عشاقنا الأسطوريين" أما في الجهة الأخرى فقد كان جاسر قد أنهى رياضته أتم تجهيز نفسه و توجه إلى شركته و ما أن جلس على مقعده حتى دخل مراد المكتب قائلا: ما هذا سيد جاسر مؤخرا أصبحت تحيك الأعمال من خلفنا و تخفيها أيضا ؟ جاسر : مراد ماذا تقول حبا بالله ماهي الأعمال التي اخفيتها ؟ مراد : أخي أقول أن عرض الزواج الذي قدمته البارحة انتشر في كل أنحاء تركيا و من الصباح لم تتوقف الاتصالات و الاستفسارات فالجميع يرغب بفهم ما يحدث . جاسر: عن أي عرض زواج تتحدث ؟ قدم مراد الجريدة لجاسر الذي صدم بما كتب فرد قائلا: مراد ما هذا الهراء ؟ أنا لم أقدم أي عرض زواج؟ هذا ما كان ينقصني أساسا إشاعات و أخبار ملفقة هذا رائع . مراد : ا****ة أهذا يعني أن ... قطع حديثهم دخول زهرة الفوري متسائلة بصدمة : جاسر هل هذا صحيح لأكون صريحة فإن الصدمة تملكتني منذ الوهلة الأولى عند رؤيتي الخبر . جاسر : زهرة هل حقا تصدقين ما كتب أيعقل أن أفعل هذا و أين في منتصف المطعم ؟ ثم أنني لم أرها أبدا من ذي قبل فكما تعلمين لم تكن هي من أتت للمسابقة بالإضافة إلى أننا لم نباشر العمل بعد . زهرة : لكن الصور تقول غير ذلك حسنا حسنا لا داعي لنظراتك هذه اني اصدقك . مراد: على أية حال ماذا سنفعل لكي نخرج و تتبرأ من هذه الأقاويل الكاذبة ؟ زهرة : المشكلة أن الأخبار تنتشر بسرعة و رغم جميع معارفي لم أستطيع تغيير شئ و قد بات الأمر أصعب بكثير نظرا لفوزنا بالمسابقة. فالواضح أن هذه الأخبار من مص*ر قوي جدا من عساه يكون يا ترى ؟ مراد : زهرة على حق فكما لو أن الصحافة على علم بجميع تحركاتكما و استطعوا بشكل ما إخراج الأمر في قالب عرض زواج. ألا يمكن أن يكون ترامبا خلف ما يحدث انتقاما لخسارته بما أن الفوز كان بمثابة فرصة ذهبية له ليثبت جدارته لكنك انتزعتها منه . جاسر : حقا !؟ هذا كل ما يشغلكما ؟ لست مهتما بهوية من قام بكل هذا ما يعنيني حقا هو التخلص من هذا المأزق و بأسرع ما يمكن . زهرة: حسنا جاسر حاول المحافظة على هدوئك قدر المستطاع ساتواصل مع فرح هانم لكي نرتب لمؤتمر صحفي تنفيان فيه كل ما قيل و توضحان ما جرى . جاسر : حسنا قوما بما ترايه مناسبا سأخرج فأنا أشعر بالاختناق ليحل الأمر بأقرب وقت فقد سئمت كل هذا. مراد : لا تقلق أخي سنحل الأمر و لتخرج من الباب الخلفي فالصحافة متجمعة كالجيوش في الأسفل. لم يكن حال رنا أفضل و إنما كانت على مشارف الجنون بسبب الإتصالات المتتالية و أفواج الصحافة التي اتخذت مدخل الشركة كموقع لها فقامت فرح بعقد اجتماع لهما مع بهاء لمناقشة الأوضاع و البحث عن الحل الأنسب لمثل هذه الأزمات بأقل خسائر ممكنة فبسبب ما نشر ستكون سمعة الشركة على المحك حيث أن الصحافة قامت بربط خبر الزواج بخبر فوز باسيونيس مما يشكك في مصداقية و مهنية اتلنتس بهاء : عزيزتي رنا اهدئي قليلا سنحل الأمر . رنا : بهاء كيف تطلب مني الهدوء ألا ترى المصائب التي ما انفكت تنزل علي . فرح : رنا بهاء على حق بالإضافة إلى اني تواصلت مع زهرة مديرة العلاقات العامة لشركة باسيونيس منذ قليل و قد عرضت علي فكرة مؤتمر صحفي يجمعك مع جاسر لنفي الخبر خاصة و أنه منزعج بقدرك بسبب ما نشر كما أننا سنرفع قضية ضد كاتب الخبر حتى تكون لهم عبرة فلا يطلقوا الإشاعات ثانية. رنا : حسنا فرح افعلي ما تريدين جل ما يهمني هو التخلص من هذه المصيبة . و ما إن أنهت رنا حديثها حتى علا صوت الهاتف كما كان الحال في الطرف الآخر بالنسبة لجاسر؟ اختلت رنا بنفسها حيث ذهبت إلى مكتبها بعد أن استأذنت كلا من بهاء و فرح ثم أجابت على الهاتف داعية الله ألا تسيئ جدتها فهم الخبر و قد جاهدت نفسها ليكون صوتها طبيعيا قدر المستطاع و ما أن فتحت الخط حتى سمعت عائشة هانم تقول: صباح الخير حبيبتي كيف حالك اليوم ؟ رنا: بخير جدتي و أنت؟ عائشة : على ما يرام و تكاد الدنيا لا تسعني من الفرح فحفيدتي قد قررت أخيرا أن تتزوج لابد أنه محظوظ جدا لأنك قبلتي به دون أن يتدخل أحد لاقناعك فكما تعلمين طوال سنتين سعيت جاهدة لجعلك توافقين على الزواج لكن دون جدوى فكلما وجدت لك عريسا مناسبا كنت تشا**ين و تجعلينه يهرب اليوم أستطيع أن أتأكد أنك تمكنتي من تخطي الماضي و لدي إحساس أنك ستكونين سعيدة مع من اختاره قلبك . رنا : جدتي هلا توقفتي قليلا لا أريد احزانك لكن فعلا الأمر ليس كما تظنين هناك سوء تفاهم ثم من يسمعك تتحدثين سيظن أني أصبحت عجوزا حبيبتي انتي كل ما في الأمر أن عمري سته وعشرون عاما. عائشة: و هل ست وعشرون سنة قليل ؟ و ماذا تعني بأنه سوء تفاهم ؟ رنا : سلطانة عائشة اني فعلا مشغولة جدا لذلك أعدك أن أمر عليك مساءا و أشرح لك كل شئ. عائشة : حسنا يا مشا**ة جدك أيضا يريد رؤيتك فقد اشتاق لك كثيرا. رنا : حسنا سأمر اقبلك و أغلقت الهاتف محاولة تركيز أفكارها لتقنع جدتها عن العدول عن فكرة الزواج دون احزانها هي أو جدها إذ أنها تعرف قيمتها عندهما. أما جاسر فقد كان في نفس الوقت جالسا في مكتبه بعد أن عاد من الخارج يتكلم مع عمه نجمي في الهاتف . نجمي : جاسر كيف حالك بني مبارك لك أن اخبارك تملئ الصحف سعدت من أجلك كثيرا على أمل أن نتعرف على سعيدة الحظ في أقرب وقت . جاسر : أهلا عمي بخير كيف حالك أنت ؟ لا أنها مجرد اشاعة لا أساس لها من الصحة نجمي : كيف ذلك و الصور هل هي ملفقة ؟ جاسر : الأمر معقد جدا لا يمكن شرحه على الهاتف سأمر عليكم غدا لتناول الفطور و لأشرح لكم كل شئ. كيف حال أمي ؟ نجمي : حسنا بني سأنتظرك في الغد إنها على ما يرام كما تعلم أنك مدين لها بالشرح .ساغلق الآن لا أريد أن ألهيك أكثر. ما إن أنهى جاسر اتصاله حتى دلف كوراي المكتب و لحقه مراد . شرع كوراي في الصراخ و العتاب قائلا : ما هذه الآلام الكبيرة يا ربي عموش كيف تفعل بي هذا كيف طاوعك قلبك ألم يؤنبك ضميرك هل ستصبح عروسا و تغادر إلى بلاد الغربة لمن ستتركني أيها الظالم أتمنى أن تكون زوجتك ب*عة معوجة حمقاء غ*ية تكشر طوال اليوم و لا تتوقف عن الأكل لتعلم قيمتي فكما تعلم لن تدرك ما تملك إلا عندما تجرب ما هو أسوأ أرأيتم كم أنا كريم يا أولاد فأنا كوراي صارغين يتطوع لكم بحكمه و أقواله المأثورة أعلم يا أرواحي لا داعي لأن تقولا شئ فأنا على دراية بمواهبي الكامنة . و أطلق ضحكته الشهيرة فيما اكتفى كل من جاسر و مراد بالنظر إليه دون أن ينطقا حرفا و قد ارتسمت على ملامحهما علامات الملل. حل المساء و كل عاد إلى منزله و قد رافق مراد جاسر حتى يأنس وحدته فبادر جاسر : كم الحياة عجيبة أليس كذلك البارحة في مثل هذا الوقت كنت جالسا أستعد لأرسم أما اليوم فعقلي مشغول بهذه المصيبة . مراد: ايفيت ذاتا الأمر برمته غريب كما لو أنه عرض زواج فعلي صحيح كيف حدث ذلك ؟ جاسر : دعك من ذلك مراد فلننسى الأمر مراد: بعيدا عن المزاح كم أنت محظوظ يا أخي فليس الجميع يصح له فرصة الحديث عنه مع دفنه المصري . بني إنها فعلا جميلة لدرجة أن عقلك يود لو يتوقف عن العمل انها مثل النار ب*عرها المتوهج نظراتها التي كالسيف بجمالها الخرافي تجعلك تتمنى لو تبقى أمامها فقد تشاهدها كلوحة أبدع الفنان في رسمها . جاسر : مراد يكفي غزلا ثم من أين رأيتها أنت ؟ مراد : رأيت صورها في إحدى عروضها ثم تعال إلى هنا لما تطلب مني التوقف عن التغزل بها أيعقل أنك تغار فحتى لو لم ترد فهي تعتبر خطيبتك حاليا . جاسر : ما الذي تهذي به أنت غيرة ماذا أنا حتى لا أتذكر ملامحها فلقاءنا المزعوم فهو صدفة و لم أدقق فيها و لا تقل خطيبتك لقد بدأت تتعب أعصابي مراد : طبعا طبعا لا شك أنك لم تنتبه .من يعلم ما قد يحدث فربما تقع في شباك سحرها عند رؤيتها جاسر : سننننننان ألن تتوقف عن استفزازي مراد : لماذا ماذا قلت أنا و الله أني متحمس للغاية و لن أفوت مشهد لقاءكما الأول فعليا أتعلم ماذا خطر ببالي سأحضر معي كاميرا لتصوريكما حتى أتمكن لاحقا من التمعن في الأحداث و النظرات فلا تستطيع انكار اعجابك بها . جاسر : ههه ماذا أقول أنا الآن هل جننت جعلتني بهذه السرعة أراها و أعجب بها و فوق هذا تريدني أن اعترف بذلك و بينما هما يتشا**ان و إذ به كوراي أمامهما مما سبب لهما صدمة فاردف مراد قائلا بني كيف دخلت إلى هنا؟ كوراي : سانا ني ها ايييه أيها القزم هل أتيت إليك هل هذا منزلك علاوة على ذلك دخلت من باب الحديقة الخلفي بان كوراي صارغين أكون أينما أريد و كيفما أريد. مراد : أوف كوراي أوف ألن نتخلص منك ألا يكفيك موشح الصباح. كوريا: ايييييي أيها القزم القذر لم آتي إليك أساسا أتيت لزيارة عموش فكما تعرف هو يشتاق لي كثيرا . جاسر : ياه افيت لا يمكن أن تتخيل كمية شوقي لكن حقا ما الذي أتى بك الآن؟ كوراي : أييييه قذران الآن فهمت سر صداقتكما فعلا. لما أتيت أنا ؟هااا تذكرت لقد سمعت الضخمة زهرة تقوم بتنظيم مؤتمر صحفي لك عموش لما حياتم؟ هل قررت اعتزال الت**يم و الشروع في الغناء هل قررت إطلاق ألبوم غنائي؟ الغناء يليق بك طبعا لكن انظر إلي لن يصوره أحد سواي و سنجعل القزم هو المخرج يليق به قول اكششسسن اييي تحمست كثيرا رسما سأصبح مصور المشاهير و لن أتعرف عليكم مجددا. جاسر : اووووف كوراي فلتتوقف قليلا مراد : فعلا ما هذا هل أكلت شئ سبب لك هذا الجنون مع العلم أن حالاتك الطبيعية ليست أفضل من هذا . كوراي : ايييي بيسلار ألا تخجلان و شرع في البكاء. أما رنا فكانت قد وصلت إلى جدتها كما وعدتها .رنا:جدتي كيف حالك عائشة : بخير هيا الآن اشرحي لي رنا : حسنا ما حدث هو سوء تفاهم تام فأنا لن أتزوج و أنتي تعلمين ذلك و سوف أقوم بإصلاح الأمور في القريب العاجل. عائشة: لماذا تفعلين هذا يا ابنتي ألا يكفيك حزنا عامين لم أرى ابتسامتك من أعماقك ذبلتي كالوردة أصبحت كلما أرى نظراتك أرى حزنك حتى و إن كابرتي و حاولتي أن تظهري ذلك عن طريق ابتساماتك السطحية .إلى متى ستظلين عزباء ؟أن تتزوجي ليس عيبا و بالتأكيد ليس علامة على قلة الوفاء. إلى متى ستستمرين في دفن الروح الشابة التي تعيش فيك أنا و جدك نكاد نموت قلقا عليك لست حفيدتنا الوحيدة لكنك من تشغل أكبر حيز من تفكيرنا كما أنك من البشر و نحن نحتاج فرصة ثانية فقدان شئ مرة لا يعني التخلي عن كل شئ في هذه الحياة. رنا : حسنا جدتي أعدك أني سأفكر في الأمر مجددا هيا إني ذاهبة لرؤية جدي قالت ذلك محاولة الهرب من جدتها. توجهت رنا إلى مكتب جدها و دخلت: أوه فؤاد بك أرى أنك تصبح أكثر شبابا في كل مرة أزورك فيها عن سابقتها و تقدمت نحوه معانقة إياه قائلة لقد اشتقت لك كثيرا جدي مر وقت طويل على آخر مرة خرجنا للسير صباحا. فؤاد : حبيبة جدك انتي ليس بقدر اشتياقي لك و أنت من أصبحت مشغولة رنا هانم و أهملتي عاداتنا رنا: و الله معك حق جدي العمل كثير لا أجد وقتا للتنفس أحيانا فؤاد : ها هكذا لا يجوز و الآن أتى من سي**قك مني ستصبح رؤيتك مناسبة سنوية . بخصوص هذا الأمر أود التحدث معك . رنا : تفضل فؤاد بك كلي آذان صاغية. فؤاد : منذ فترة طويلة كنت أتمنى أن أفاتحك في هذا الموضوع و أن نتحدث كما عهدنا سابقا لكنني خشيت أن تحللي ما سأقوله بشكل خاطئ أو تعتبري كلامي ضغطا عليك لأجبرك فهذا آخر ما أتمناه لكن الأخبار اليوم أبرزت لي أنني قادر على قول ما أود أخيرا قررتي أن تعودي إلى طبيعتك كما كنت من قبل. كما يعلم الجميع فأنت أصغر أحفادي و أقربهم إلى قلبي كنت كذلك منذ طفولتك و لازلت إلى الآن أنا سعيد لدرجة يعجز العقل عن تخيلها لأنك و أخيرا ستتحررين من ذنب و مسؤولية حملتها على عاتقك دون أن يكون لك أدنى ذنب إنما هي الأقدار . كانت آخر سنتين بالنسبة لي سنتي بؤس خسرت على إثرها أحب إنسانة على قلبي سنتين اختفت فيهم الطفلة التي جعلتني طفلا معها من جديد كنت طفلة حنونة و لازلت إلى الآن آتي إلى منزل محملا بهموم الدنيا و مشاغل الحياة و مسؤوليات الشركة و التعب اليومي فتقفزين إلى أحضاني تغنين لي بصوتك الطفولي فيعود جدك العجوز شاب في مقتبل الجاسر ثم كبرتي و أصبحت مراهقة مشا**ة أحاول دائما التستر على أخطائها أمام جدتك حتى لا تعاقبك.كنت كلما تغيبين و تسافرين لدراستك أحس أن قطعة من قلبي غادرتني لكن منذ مدة ليست بالقصيرة أصبحت عاجزا عن إيجاد أثر لك يا حفيدتي أو ما يميزك أصبحتي مهمومة تعملين ليلا نهارا دون راحة أهملتي نفسك. صحيح أنك حققتي نجاحا يستحق الثناء في عملك لكنك ابتعدتي عن الحياة أميالا و تغيرت نظرتكي لما حولك طغى الحزن على نظراتك و ملامحك إلى أن أحاط بك اليأس مما جعلني أدعو الله كل ليلة أن يعيد لي و لو جزءا صغيرا منك كما كنتي و الواضح أن دعواتي مستجابة فقد تقدمت خطوة نحو الحياة و هي الزواج فتحت قلبك و قبلت بمن يحبك و تحبينه اليوم فقط سأتمكن من وضع رأسي على وسادتي و النوم بعمق فلم تعد هناك ضرورة أن أفكر و أتمزق من داخلي حزنا عليك و قلقا على مستقبلك من اليوم لن أخشى الحديث معك بصراحة خوفا على مشاعرك فسيكون هناك من يعمل على ترميمها . اليوم فقط وجدتي الشخص القادر أن يجبر ما **ره الماضي و الحرمان في نفسك .و اليوم و إن فارقت الحياة سأكون مطمئنا فقرة عيني وجدت ضالتها و طريقها في هذه الحياة عند وجودك الشخص الأنسب ليشاركك حياتك فأنا على ثقة تامة في اختياراتك و لكن هذا لا يمنع أني سأطلب رؤية من سيقوم بسرقة مدللتي مني و سأحذره من أن يسئ لك فسأكون له حينها بالمرصاد. رنا: أدامك الله لنا يا جدي لاتفتح سيرة الموت و الفراق مجددا رجاءا فأنت لن تتخلى عن صغيرتك بتاتا أنا أثق بذلك كما أنه لا يوجد ما يدعو للقلق أنا بخير و سأصبح أفضل و الآن هيا فالتشرب دوائك و ترتاح فأنا سأغادر و الله سأنام واقفة من شدة التعب و أعدك أننا سنتلافى كل إهمالي لكم و سنعود إلى ممارسة الرياضة و المشي يوميا. فؤاد : حسنا يا صغيرتي فلتعتني بنفسك . عادت رنا إلى منزلها و بدأت تفكر في كل ما حدث منذ الصباح بالإضافة إلى حديث جدها و جدتها الذي أثر بها فهي أحست بحزنهما الشديد و قلقهما عليها. قطع تفكيرها رنين الهاتف فأجابت دون رؤية من المتصل الذي سرعان ما بدأ في الصراخ و العتاب قائلا رنا كيف استطعت القيام بذلك لما الكذب لقد أدهشتني و الله كنت تخدعيني بطلتك البريئة لم أكن لأتوقع أمرا كهذا منك لقد خيبتي أملي. هذا ما يليق بك أظهرت طينتك في الوقت المناسب كم كنا مغفلين لنثق بك و نصدقك لكم حذرتني ايجه منك لكني صددتها بقولي أن رنا مختلفة لا يمكن أن تفعل ذلك لكن اتضح أنها على الحق فأنت كالثعلب في ثوب حمل وديع كم كان سهل عليك التظاهر و التمثيل كم كان سهلا تخطيك للأمر كأن شئ لم يحدث. رنا : جولاي تيزة رجاءا اهدئي و استمعي لي الأمر ليس كما تظنين. جولاي : ااا فعلا و هل تعتقدين أنك ستسطيعين خداعي ثانية ؟ لا طبعا فأنت هكذا تحلمين كل شئ واضح و هل يكذب المرء ما رأى مقابل كلام تكونين قد أعددته سابقا لتقوليه لكل من يلقي اللوم عليك فتتحولين للضحية و نشفق عليك و ننسى همومنا لنواسيك أليس كذلك؟ لكن تلك الأيام ذهبت و لن تعود فقد أصبحت بنظري كاذبة مخادعة و ممثلة محترفة أنصحك بترك الت**يم فالتمثيل أفضل و بالتأكيد ستبرعين فيه كيف لا و أنت ممثلة محترفة قادرة علي خداعنا فلتدعو الله ألا اراكي فلا تلائمني رؤية أمثالك من المتملقين و اعلمي جيدا أني لن أسمح لك أن تعيشي براحة أو أن تسعدي مع من كان يكون سأعمل جاهدة على ضمان تعاستك ووحدتك ثم أغلقت الخط في وجهها مما سبب صدمة لرنا جعلها تبدأ في خط كلاماتها في مذكراتها بينما دموعها تشق طريقها في وجهها **يل جارف و قد كتبت ما يلي :