(( الفصل الثاني ))

1269 Words
/// بـعـد مـرور عـدة سـاعـات حطت الطائرة علي أراضي أرض الأحلام بسلام ، بعدما أنتهت رُسل من الإجراءات اللازمة جرت حقيبتها خلفها و خرجت من المطار ، أوقفت سيارة أجرة و أستقلتها ، هتفت بهدوء : - أقرب فندق لمنطقة ******** إذا سمحت أومأ لها السائق لتسند رأسها علي زجاج السيارة بتعب و هي تناظر الشوارع المبتلة بمياه المطر ، شبه إبتسامه ظهرت علي شفتيها و هي تتذكر ذلك الحلم الذي يراودها كثيراً و الذي فى الحقيقة يروقها جداً.. أغمضت عينيها و هي تتذكر محتوي ذلك الحلم الغريب الذي فسرته أنه مجرد هلوسات.. (( فـلاش بـاك )) كانت تقف في كوخ كبير من الخشب و هي ترتدي فستان قصير ذا قصة عشوائية باللون الأ**د ، نظرت لذلك الماثل أمامها بإبتسامة واثقة تزين ثغرها و من ثم أقتربت منه بخطي وئيدة ! وقفت قبالته بثبات تطلع له بنظرات باردة تضاهي نظراته ، جذبت ذراعه المعضله و لفت حول رسغه خيط سميك باللون الأحمر و فعلت نفس الشئ مع نفسها ، أبتعدت عن قليلاً و بدأت تدور حوله ببطئ في البداية لكنها ما لبست حتي بدأت ترقص بحيويه بحركات إستعراضيه و هي تدور حوله بسرعة ، كلما دارت يلتف الخيط عليه أكثر و أكثر حتي بات مكبلاً أياه بالكامل ، حاول الفكاك منه بشراسه لتقترب منه مرة أخري و تقول و هي تطالعه بنظرات متحدية : - عمرك ما هتعرف تهرب من حبال حبي ! (( بـاك )) لم تفق من شرودها إلا علي صوت السائق و هو يقول بإنجليزيته المتقنة : - وصلنا سيدتي ! هزت رأسها بفهم و قامت بإعطاءه نقوده ، ترجلت من السيارة آخذه حقيبتها الصغيرة و من ثم دلفت للفندق.. ///بـمـصـر ///بـمـنـزل رُسـل توجهت حميدة لفتح الباب بتأفف و هي تلقي بحجابها علي شعرها ، تمتمت بسخط : - مبقالهمش غير خمس شهور متجوزين و جاية غضبانة عندي ! زمت شفتيها و هي تقول بحسرة : - يا خيبتي ياناا فى بناتي..واحدة أتعقدت من الأرتباط و الجواز عشان واحد زبالة..و التانية الدبش اللي بتحدف طوب و زلط و مسلح دي..يا ربي اللي يشوفها و يسمع إسمها يقول أنها رقيقة و هادية و نادية لكن لأ أبداً..قولت لكل واحد نصيب من أسمه عشان كدا سمتها رُسل لكن دي أبداً..داخلة في الكل شمال ؛ و التالتة جاية غضبانه ! أدارات مقبض الباب و فتحته لتطل مرام بملامحها الهادئة الحزينة ! أبتسمت بوجهها سريعاً فبادلتها مرام الإبتسامة بهدوء ، دلفت للمنزل مغلقه خلفها باب الشقة ، دنت من وجه والدته مقبلة وجنتها و هي تقول : - أزيك يا دودو ! ربتت حميدة علي ظهرها متشدقه بـ : - الحمد لله يا حبيبتي ! أردفت برقه : - هو رامي هنا و لا أية ؟ ! برمت شفتيها و هي تقول بحنق : - طبعاً مش سامعه صوتهم اللي لامم علينا الجيران..دماغها قدامه جزمه قديمة أنما مع رُسل تقعد تلومها أنها بتكلمه كدا و واخدة منه موقف ! قهقهت برقتها المعتادة و قالت : - ما أنتي عارفة مريم..بتموت فيه ربنا يخليهم لبعض ! هتفت حميدة بتضرع : - و يهديلهم حالهم يارب ! = هروح أسلم علي رامي يا ماما ! - ماشي يا حبيبتي..هجهز الغدا حالاً و بالمرة رامي يتغدا معانا ! أومأت لها مرام و من ثم خطت نحو غرفة الجلوس ، ثواني و عادت منها سريعاً و قد تجمد وجهها بصدمة و **اه حمرة قانية ، رأتها حميدة فهرعت إليها قائلة بقلق : - في أية يا مرام ؟ ! هزت رأسها بتوتر لتقطب حميدة جبينها قائلة : - حاجة حصلت مع أختك و جوزها..هما صوتهم أختفي مرة واحدة كدا لية ؟ ! ثم خطت تجاه غرفة الجلوس لتمنعها مرام و هي تقول بإبتسامة متوترة : - لا يا ماما مش فيه حاجه بس أنا..أنا جاتلي كارشة نفس فـ وشي عمل كدا متقلقيش ! ضيقت حميدة عينيها و من ثم قالت بعدم إرتياح : - ماشي..هعمل نفسي مصدقاكي ! أبتسمت لها مرام بتوتر ثم خطت بسرعة نحو غرفتها مغلقة الباب سريعاً ، ضربت حميدة كفاً فوق كف علي المعاتيه التي أنجبتهم ، قالت و هي تضرب يدها علي جانبها بقلة حيلة : - اللهم لا أسألك رد القضاء لكني أسألك اللطف فيه ! ******* ///فـي الـسـاحـل الـشـمالـي ///بــ إحـدي الـشـواطئ صوت تلك المركبة المسماه بـ الـ " چيت سكي " يصدح في الأجواء فتجعل الأنظار تتوجه نحوها و تتعلق بها بل بـ الذي يمتطيها ! ذلك الشاب ذا الجسم الرياضي المنحوت بشعره الأشقر و بشرته البيضاء التي أصبحت قمحية بسبب الشمس ، أما عينيه الخضراء القاتمة فيغطيها نظرات شمسية أنيقة.. بعد فترة ليست بقصيرة وصل هبط عنها متجهاً لإحدي المقاعد الطويلة ، ألتقط هاتفه من عليها و فتحه ليجد ست مكالمات فائتة من شقيقه الأكبر ، عبس و هو يتمتم ببلاهه : - طب أتصل و لا ما أتصلش..أصل لو أتصلت هيهزقني ! قام بإعادة الأتصال ليزم شفتيه و يبتلع ريقه بشكل مضحك و هو يضع الهاتف علي أذنه ، ثواني و أبعد الهاتف عن أذنه و هو يغمض عينيه و يعض علي شفتيه ، فقد وصله صراخ شقيقه الأكبر ! قرب الهاتف من وجهه و صرخ قائلاً : - خلا..خلااااااااااص...كفااااااية تهزيييق ! = أنت لسة شوفت تهزيق يا صايع..ما أنت لو كنت قدامي كنت عدلتك ! ضحك ببلاهه و هو يقول : - الحمدلله أصلاً أني مش عندك..أنا ناوي أعيش في الساحل و أعيش برضو فى الساحل ؛ كنت فاكرني هقولك أموت لكن لأ مش أنا يا حبيبي ! = ولا..أتلم كدا و بطل شغل اللماضة بتاعتك دا..! - هيهيهيهيهيهي ما انا متلم أهه كنت شوفتني متبعطر ياخويااا ؟ ! = زفت...عايزك تيجيلي..فى ظرف يومين يا إياد لو مجتش هتلاقيني في وشك و شوف ساعتها أية اللي هيحصلك ! - حاض..أوعااااا الفحت ليقع تحت ! = أية ! - بقولك مع السلامة يا حبيبي ! ثم أغلق الخط سريعاً و هو يزفر بإرتياح ، تطلع لتلك الأجنبية التي تتعمد أن تتمشي أمامه بتلك الملابس الفاضحه بخبث لكن أنقذه من الوقوع بين براثنها وصول أصدقاءه ، جلس فادي بجانبه و هو يقول : - أرحم نفسك شوية ! بينما هتفت سارة بإزدراء : - زوقك أنحدر أوي يا إياد ! حدجهم بإزدراء قائلاً : - عيال فصيلة أقسم بالله..هادمين للذات ! قالت سارة بحنق : - سيبك من اللي أنت فيه دلوقت..أنت لازم تيجي حفلة عيد ميلادي ! = لا يا ماما معطلكيش..أنتي ناوية تعمليها في القاهرة و أنا لن أبرح مكاني هذا إلا لما أسافر لأمي و لأخويا ! - إياد بطل بواخه..بس أقولك أنت اللي خسران دا صحباتي في الجامعة كلهم هيبقوا هناك ! = شوفت..بتلاقيلي مدخل أزاي ! قالها و هو يزم شفتيه بشكل مضحك ، قهقها كلاهما لتسترسل سارة قائلة : - يبقي تسافر معانا النهاردة بقاا..أنا جاية الساحل مخصوص عشان أجيبك ! هز رأسه و هو يقول : - خلاص..أقنعتيني الصراحة ! ******* ///بـعـد مـرور يـومـيـن خللت أصابعها في شعرها بحيرة و هي تطلع من النافذة ، فما توصلت إليه بهذين اليومين لم تتوصل إليه الشرطة ذات نفسها ، حتي الضابط المسئول للقضية تفاجئ من حديثها كيف لها أن تكتشف مثل هذه المعلومات في يوم واحد بمفردها و هي غريبة بتلك البلاد الكبيرة ! استرجعت كلمات الضابط التي كان يحذرها من خلالها في الأستمرار بالبحث وراء القاتل أكثر من هذا مؤكدًا انه قد يكون مص*ر خطر علي حياتها ! زفرت بضيق فهي لم تكشف سر هذا القاتل المحترف لن تهدأ أبداً ، هي رُسل محمود لم تعتاد أبداً أن تخفي حقيقة أو تستسلم ! أغمضت عيناها تستجمع فيهم أفكارها المشتته ، دقائق و فتحت عينها و قد طل منهنا إصرار و عزيمة ينبئان بأنها لن تستسلم أبداً ! ******* - أغ*ياااااااء..جميعكم أغ*يااااء ! صرخ بها ذلك الرجل الذي يبدو من شكله أنه في أوائل عقده الخامس..! أسترسل بغضب جام : - كيف لعربية مثل تلك أن تمسك شيئاً عليكم..أخبروني ! أن**وا جميعهم رؤوسهم ليزفر و من ثم يصرخ بهيستريا : - أريد تلك الفتاة حالاً..هيااا تحركوا ! ولوا جميعهم هاربين ليجلس ريتشارد علي مقعده الوثير ، أمسك بسيجارته الكوبيه بين أصبعيه ثم أشعلها و وضعها بين شفتيه ، أخذ نفس عميق منها و نظر لتلك الصورة التي بيده ! نفخ الدخان بالصورة قائلاً بمكر و خبث : - أمممممم..وقعتي بطريقي رُسل ؛ نعم أريد أن أقطعك إرباً لكن لا مانع من التمتع بهذا الجمال الشرقي الهادئ قليلاً ! ///صـبـاحـاً ///بـ الـفـنـدق عـنـد رُسـل أستيقظت بتأفف علي صوت طرق علي الباب ، أزالت الغطاء عنها و هبطت من علي السرير متجهه للباب حتي تفتحه ، وضعت يدها علي المقبض و قبل أن تديره ظهر لها شخص من العدم ! لم يتثني لها الصراخ حتي فقد ضغط ذلك الشخص علي مكان بعنقها جعلها تتهاوي بين ذراعيه القويتين فاقدة الوعي..! _ يُـتـبـع _
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD