رواية أراك لي تبتسمين

لمّ تكُون روايَتِي الأُولَى ، ولا بِدايَتِي كَكاتِبٍ ، لكِن إستِهلَالُ هذِه الرّوايّة كَان شقِيًّا… أعَادنِي لأوَل مرَّةٍ أُفكِر بالكِتابَةِ. رتَبّتُ الأفكَار والأحدَاث فِي المُذكِرةِ وأخذّتُ أُكرّر القِراءَةَ مِرارًا. عسَانِي أضعُ القَلم عَلى مَكانٍ أعتَبِرهُ بدَايتِي مَع سُوكيُونغ لكِنَني لمّ أجِد. فِي كلّ بَسمةٍ ، وضِحكَةٍ أقَعُ لهَا مِن جدِيد ، أحبّها مِن جدِيد وتبدَأ قصّتنا مِن جدِيدٍ. قصّةٌ لا نِهايّة لهَا لكِنها مُمتلِئةٌ بالبِدَاياتِ. كَيف لِي أَن أبدَأ هذِه الرِّوايَة إِذَن؟ بدَأ كُلّ شَيءٍ فِي الخَامِس مِن أكتُوبَر ، حِينمَا عُدّت لمنزِلي حامِلًا بيدِي ثَلَاث أكيَاسٍ. نبِيذ ، كَعكة ، وهدِيّة لزُوجتِي سوكيُونغ. الّتي -رُبّما- حِين ترَى مّا أحضَرتُ سَتَغلّق بَاب غُرفتِها وتبكِي لِلفَجرِ. لازِلتُ أذكُر كلّ شَيءٍ حتّى الفرضِيات الّتي كقارِئٍ كُنت أضعُها. إِستقبَلتنِي بحفَاوّةٍ نابِسةٍ : "مَرحبًا ، عُدّت باكِرًا اليَوم" لأجِيبَ : "إنّهُ السَّادِس مِن أكتُوبر" تجَاهلتنِي وقَالتِ ضاحِكةً : "هَل أحضَرت البِقالَة فِي أكيَاسِ مارَكة شانِل؟" **ّتتُ ولمّ أجِيبُ ، تجَاوزتُها وصَنعتُ لِي موضِعًا بالكُرسِي حَدّ الطّاوِلة وأخرَجتُ قنِينَة النّبيذِ ، الكَعكَة والهديّة الّتي وضَعتُ فِيها كلّ مَرتبِي. تاهَتِ فيّ وأماطَتِ مُقلتَاها بَعد ذَلِك لمّا إعتَلى الطّاولَة. ترَيتُ وترَدَدتُ لأقُول بَعد صَمتٍ طوِيلٍ : "عِطرٌ مِن مَاركة شانِل ، وأشيَاءٌ أُخرَى" عَاد بُؤبؤُها لِي وسألَتْنِي ببَحَّةِ البُكاءِ : "لعِيد مَولدِي جُونغكُوك؟" صَار أنّفُها أقرَب لحُمرةِ السّماءِ أثنَاء الغرُوبِ وجَعلتِ عُيونِها النّاتِئةِ تَدمَّعُ وهِي تُحدّق بِي بتركِيزٍ. لأرُد بتأكِيدٍ : "لعِيدِ مولِدكِ السّادِس والعِشرُون" نفَّتِ برأسِها ولا أدرِي لمّا! رجَعتِ للخَلفِ ولا أدرِي لمّا! لكِنهَا لمّ تهرّب ولا أَدرِي لمّا. تأسَفتِ سوكيُونغ بنَدمٍ بالِغٍ : "أسِفة جُونغكُوك ، لكِن أحتَاجُ بَعض الوَقت" وذهَبت. السّنة الفائِتة لمّ تتكلّم ذهَبت وفقَط ، ربّما السّنة القادِمة لَن تذّهب! غادَرتُ مَقعدِي وصنَعتُ خُطواتً صَوّب غُرفتِي ، لكِنني ألوَيتُني غَصبًا لح**رتِها ، لامَستُ البَاب برَاحتِي وأسنَّدتُ جبِيني إِلَيهِ. مّا إنفَكّ ثُغري يبلّعُ لُعابهُ لِلحدِيثِ حتّى عاقَتنِي غُصّةٌ ورُغمّ ذَلِك لفَّظتُ مِن بَين إغتِصاصِي : "السّادِس مِن أكتُوبر هُو ذِكرى مَولِدك ، وذِكرى أَول مرَّةٍ أرَاكِ لِي تَبتسمِين" لتُجاوّب بإهتِياجٍ وصَوتٍ مِلءُ الآسَى : "والذّكرَى الثّانيّة لمَوتِهِ جُونغكُوك" يُتبع…