حِين سوكيُونغ ذكَرتنِي بمَوتِ زوجِها قَبل سنتَينِ بعِيد مَولدِها. إنصَرفتُ نَحو ح**رتِي ، وغُصّتي تكنَستِ فِي حُنجرَتِي ، مّا زَالتِ علَامةُ إستِفهَامٍ ثقِيلةٍ تُطبِق على كَلكَلِي. وأنَا أسأَلُني -دُونمَا أجِدُ ردًا- متّى تنسَاهُ؟ وحِين يَنبثِقُ مِن قرَارتِي هذَا السّؤَالُ يلِيهِ اللَامُتناهِي مِن الأسئِلة الجرِيئةُ مِنها والحزِينةُ أعظَمهَا؟ ألَن تُحبَنِي يَومًا؟ بمّا هُو أفضَلُ مِني؟
مّا زَار مُستَقرِي ذَاك اليَوم نَومٌ ، أَو وَافَتنِي رَاحةٌ. بَنَيتُ صَرحًا شامِخًا من البسَالةِ لأقُرَّ لهَا بمّا فِيّ…وأيضًا بأَنّ نَاب التّأنِيبِ ينهَشُنِي. لكِنني خائِفٌ أنّ أتَأكدَ مّن أنّهُ مّا لِي نصِيبٌ مِنهَا. دكَّ الواقِعُ صَرحِي ولُومتُني عَلى صَراحَتِي معِي ، ولامَتنِي عَينَاها حِين شَرعَتُ بابَ غُرفتِيها بِغتَّةً. عاتَبتَني عَلى وقاحَتِي -رُبّما-.
**َتنا ، وفِي ذَاتِ اللّحظةِ بَعد هُنيهَةٍ قُلّنا : "أ..."
لكِنها أكمَلتِ حِين وَقفتُ لهَفةً فِي سمَاعِ صوتِها ، فِي إرتِطَامِ غِناءِها بأذُنِي : "أرجُوكَ غادِر ، أرغَبُ بالبَقاءِ وحَدِي"
أخَذتُ أنفِيّ برأسِي عقِب إقتِرابِي مِنها قلِيلًا وقَد يكُون كثِيرًا! كثِيرًا لحِين أخذّتُ مِن سرِيرِها مقعَدًا وشاركَتُها نَفس الهوَاءِ لأتابِع مّا أوقَفتُه فِي حَرفِي الأوَلِ : "أنَا أرغَبُ بِكِ أنتِ"
بعيُونٍ ناتِئةٍ نظَرتِ لِي ، بأيَادِي تَرتجِفُ -عَلى غَيرِ العَادةِ- فلَطالما جِوارِي ، خَافتِ وإرتعَبتِ ، لطَالما كُنت فِي عيُونِها وحشًا لا ضمِير لَهُ.
وَبَّختنِي سوكيُونغ لَفظًا : "ألَستَ خجِلًا؟ أتنَامُ ليلًا؟ أيزُوركَ النٌّعاسُ يا جُونغكُوك؟ ألدَيك ضمِيرٌ أمّ أنّهُ تُوفى مكَانكَ؟"
لمّ أُدافِع عنِي ، وإختَرتُ الصّمتَ حِينئذٍ هِي أصهَبتِ فِي العَتبِ : "جُونغكُوك أنتَ لمّ تَقتُله هُو فَقط! بَل هُو وأنا وطِفلُنا وعائِلتَهُ ، قتَلـ…"
لمّ أترُكَها تكمِل حتّى كُنت خارِج الغُرفةِ ، المنزِل ، والبِنايَةِ ، كُنت تائِهًا ، أركُضُ تارًّة وأبكِي أُخرَى ، وأنهَارُ كُلّ لحظَةٍ ، فِي كُلّ حِين أذكُر أنّني كُنت فِي موتِه سبَبًا ، فِي فُقدَانِ طُفلِهُما سبَبًا ، فِي تعاسَتِها سَببًا! أحبَّبتُها بشدَّةٍ كَان العِيدُ فِي دُنيَايّ حِين لِي تَبتسِم.
عرِفتُ بحبِّها لَهُ…لدُوهيُون ومنَحتهُ لَهَا ، جَهزّتُ لِزفَافِها وكُنت فِي سيَارتِي ذاهِبًا بِهِ إِليهَا لكِنهَ ألَّح عَلى القِيادَةِ وتَركتُه يَفعل ، كُتّب لنَا حادِثٌ لقيّ فِي حَتفَهُ. بعِيد مولِدِها يَوم هِي ولِدت ، يَوم زِفافهَا ، ويَوم رَأيتُها لِي تَبتسِم.
كَانتِ لِي فُرصَةً ، طلَبتُ مِنها الزًواجَ ، كُنت لاأزَالُ أرِيدُها ، حتَّى بمعرِفتِي لحملِها أرَدتُها تخَليّتُ عَن عائِلتِي وتزَوجتُها ، ومُنذ ذَاك اليَوم مّا رَأيتُها لِي تَبتسِم. حِينها قَد توَقَّعتُ -وأصَبتُ- أنَّها بحبِّي عِلمًا أُحِيطت ، وبأَنّني مّن كُنت مَع دوهيُون عرِفت.
صبَاح اليَومِ الثّالِث والعِشرُون مِن شَهرِ دِيسمبَر عَلى السّاعةِ التّاسِعة إلا الرُّبع وَلّجتُ المنزِل لأجِدهَا تضَّعُ الأطبَاق عَلى الطَّاوِلةِ. أذكُر تفاصِيل ذَاك اليَومِ لكِن الأيُامُ قَبلهُ…الفَترةُ بَين السّادِس أكتُوبر والثّانِي بَعد العِشرُون دُيسمَبر لا أذكُر عَنها شَيئًا لَقد كُنت مَيتًا…أنا لا أَحيّا إِلا حِين فِي ثنَايا أيامِي أرَاهَا.
حِين كُنت فِيها ضائِعًا هِي لِي قَد إِبتَسمتِ وبَعد هُنيهَةٍ قَالتِ : "لمّ تَقُولِي أنَّك كاتِبٌ!"
يُتبع…