لَا عجَب فِي أنَّكَ كإِنسَانٍ عِشتَ فَترَةً ضَنكَا ، كَانتِ فِيها الثّانيّةُ سَاعةُ والدّقِيقةُ سنَّةٌ. حَيثُ المشَاعِرُ ثقِيلَةً والإِستِمرَارُ مُحالٌ ومّا تَرجُوه لا يكُون ، مّا تُنادِيهِ لا يُجِيب. لَا عجَب أنّك تخطَيّتَ وجُبّرتَ ونسَيّتَ ، أنّكَ رُزِقت مِن حَيثُ لا تُحتَّسَب ، وَوقَفت فاغِر الفَاه أمَام كَرمِ الرَّبِ.
هزّزتُ لهَا كتِفِي ، ولمّ أشَأ الحدِيثَ حَولِي وعَن هِوايتِي ومِهنتِي الثّانيّةِ حِين تَزوجتُها. صِرتُ بنَهمٍ أكتّبُ ، ببرَاعةٍ أنظّمُ الحرُوف والسّطُور وبكِثرَةٍ أنشُر ، صَارتِ العائِدَاتُ مِهنَةً أستَرزِقُ بِهَا. إختَّرتُ إِسمًا مُستعارًا ومّا خِلّتُ أنّني قَد أُكشَف ، وَلّجتِ غُرفتِي وهُناك وجَدتِ أورَاقِي.
تفَحَصتُهُم بَين أصابِعِي لأصِيحَ بجَوفْ مُضطَرِبٍ وأنَا أخطُو نَحوهَا : "ألمَستِ أورَاقِي؟ أقرَأتِ أيًّا شَيءٍ؟"
ترَّددتِ لكِنهَا كَانتِ هادِئةً ، ثابِتةً حَتّى حِين ردّتِ مُفسِرَةً : "لَا! أنَا رأيتُ الإِسمَ فعرِفتُ أنّك الكاتِب جِيون سِيغُول هذَا فقَط"
هزَزّتُ رأسِي فلَاح ضِياءُ ثُغرِها فِي مُحيَايّ ، تبَسَمّتُ حِين رَأيتُها لِي تَبتَّسِم ، لمّ تَفارِقنِي البَسمةُ ولمّ أُجافِي ح**رتِي ، شَعشَّع الكَون وضحَكتِ الكوَاكِب فِي مَجرتِي ، داعَب راحتِي الفُلكِ وفُوقهَا إِستقَّر حِين سَامحتنِي بدُون أنّ أعتَذِر ، أحبّبتُها ثانِيّةً حِين مّا طَال الزّمنُ وأنَا أَنّ تَتبَّسَم لِي أنتَظِر.
تعِبّتُ…حِين أرهَقنِي الشّوقُ ، قَصَدتُها ، وقَادنِي الحنِين للحدِيقةِ الصّغِيرةِ حَيثُ تَروِّي شبِيهَاتِها كَانتِ. تنَّهدتِ الصّعدَاء وقَد أطرَقتِ : "متّى تُنهِي روَايتَك؟ هذِه المَرة سَأقرَؤُها"
ضحِك فَاهِي مُجارِيًا لهَا فدَنوّتَ مِنها خُطوَةً وأنَا أردِّفُ بحِزمٍ : "سأعطِيكِ نُسخَة مُيمزَة ومُوقَعة ، شرِيطَة تلخِيصِيها وتلوِين كُلّ سَطرٍ لامَسكِ بالأَزرَق"
غلَّقتِ الصّنبُور وَضحَكتِ بغُنجٍ ، مّا رحَمنِي مِثقَال ذَرةٍ. وتشَاركنَا عَين الهَواءِ حِين إقتَّربتِ مِني وحدَّقتِ فِي عيُونِي…حِين حطَّمتنِي بِين جفُونِها وهمَشتنّي برمُوشِها.
قَاطعتُها وقُلّت شارِدًا : "عينَاكِ يَا سُوكيُونغ ، آمَنتُ بمّن صَنَّعَ عينَاكِ يَا سُوكيُونغ"
بتَّرتِ أنفَاسِي عندَمَا رَفعتِ يدَها لِيدِي ، وَسحَبتهَا لثُغرِها ، حِينمَا قَبَّلتنِي وتفَوَّهتِ بثبَاتٍ : "لأجلِهُما سأفعَل ، لأجلِ يدَاك"
**َتتِ هُنيهَةً وحِين طحَّنهَا الصّمتُ -رُبّما- أفشَّتِ : "أنَا أسِفةٌ جُونغكُوك"
جَذ*بتُ يدِّي لِي ، وأخَذّتُ أُراقِصُ مُقلتَايّ عَلى مُحيَاها بحِنقٍ ، هدَأتُنِي وَلمّ أقوَّى فجَهرتُ فِيهَا بحِدَّةٍ : "قرَأتِ الأَورَاق؟! كلّ مّا كُتّب كذِبٌ"
بلَّلتِ شفتَّيها الجَافتَّينِ وجَعلتِ تُدلِّكُ جبِينهَا لتُخاطِبنِي بأنَاةٍ : "أغاضِبٌ يا جُونغكُوك؟"
تجَهمَّتِ سيمَاءُها لتَدفعَنِي بقَسوَّةٍ ، حِين تأكَّدتِ مِن أنّنِي عَرِفتُ أنّها قرَأتِ خَواطِرِي عَنها وإكتَّشفتِ كلّ شَيءٍ.
أكمَّحتِ رأسَهَا بإغتِيَاظٍ لتُواصِل القَول : "لَو أنَّكَ فقَط حَاوَلت أنّ تُفصِح عَن حُبّك لِي لمّا حدَّث أيّ شَيءٍ"
كُنت بجهَالَةٍ سأعتَّرِفُ…مّا كُنت لُحيظَةً لأُبذِر لَو أنّهَا لمّ تبتِّر حدِيثِ بكُليمَاتِها المُختزَّلةِ : "قَبل سِت سنوَاتٍ ، لَو أنّك بقَدرِ ذَرّةٍ فضَلت نفسَك وكُنت أنانِيًّا ، لمّا جرَى أيٌّ مِمّا جَرّى"
يُتبَّع…
أحَس جَد مرَات كثِيرَة لازَم نفضّل أنفُسنا ونكُون أنانِيين بطرِيقَة مُقزِزة عشُان نستَأهِل ، الإِيثَار لِه أوقَاته. ❤