11- بيت وعائلة.

1179 Words
ثم إنها المرة الأولى منذ وقت طويل، بكيت حزنًا على نفسي، على وجود اللاشيء حولي، بكيت بالأصح على اللاشعور، وعلى نفاذ الحيلة من يدي. .... 'مالذي فعلته لاستحق هذا!' انتحبت داخليًا مرات عدة . حينما انتهى بي الامر مسحوبًا من قبل تاو وايجي المتحمسين بشكل مفرط لشيء كلعب الشطرنج. وحين بدأنا اللعب .. كانا جديين تمامًا كأنما حياتهما تتوقف على ما يفعلانه . عدت للانتحاب مرة اخرى حينما حركت ايجي قطعتها الى الامام . انا لا افهم أيًا مما يفعلانه! لم تجذبني الشطرنج يومًا .. ابتسامة تاو الشريرة لفتتني ! تاو امسك جنديه وحركه . " كش ملك!" صرخ تاو بصخب بينما يرقص هنا وهناك .. راقبت ايجي التي تتظاهر بانها لا تراه وتحاول التركيز فيما تفعله . حسنًا .. ربما تاو بالغ قليلًا ! هي اصغر منه بسنوات بالفعل! " كش ملك كش ملك .. انا فزت انا فزت! ولا بأي طريقة ستستطيعين الفوز عزيزتي ايجي .. علي تصوير هذه النتيجة المرضية متابعيني سيسرون برؤية جانبي هذا" انهى جملته بينما ينثر شعره بغرور مطلق واخرج هاتفه من جيبه ليصور العلبة امامي وراقبت ايجي التي بدا عليها الغضب تتجه إليه بسرعة . " هيونغ انت غشاش!" رمت علبة الشطرنج على الارض " ايجي مالذي فعلته؟ الان نحن لن نستطيع اللعب مجددًا! القطع ضاعت " نظر لها بغضب " انت المخطئ .. لم يطلب منك احد ان تغش بهذه الطريقة" " انا لست غشاشًا! انتِ خاسرة.." صرخ ولمحت لمعان عيني ايجي " انا.." ركضت باتجاهه " انا لست خاسرة!" وبلمح البصر! ايجي دفعت تاو بقوة .. تاو تعثر بأحدى قطع الشطرنج ووقع باتجاه طاولة صغيرة تعتليها قطعة فنية غريبة . حسنًا .. كانت تعتليها قطعة فنية غريبة لان تلك القطعة قد تحطمت لاشلاء .. ولحظنا الرائع! السيدة بارك كان اول الحاضرين الى هناك. " اوه عزيزي تاو! مالذي تفعله هناك" لمحت الرعب في عيني ايجي حينما رأت والدتها تهتف لتاو من حيث كانت واقفة بعيدًا تاو كان يفرك رأسه بألم شديد . " مالذي يحصل هنا!" صاحت السيدة بارك بعدما اقتربت منا بما يكفي ليلحظها جميعنا .. ولمحت تشانيول من خلفها .. " ااه خالتي .. نحن-" " انتم مجددًا؟" رفعت حاجبًا بما بدا انها تستشيط غضبًا " انه ليس كما تظنين!" " ومالذي اظنه!" " خالتي انه-" " انه انا!" قاطعت تاو بهتافي، ما جعل الانظار تعلق علي .. وايجي تتمسك بذراعي وتشدها . التفت اليها لاراها تنفي برأسها . لكني فقط اومئت باتجاهها لتثق بي . ليس نهاية العالم لتكونوا مرعوبين هكذا! انحنيت للسيدة بارك باعتذار " انا حقًا اسف ..دفعت تاو خطأً وهذا ما حصل ! لم اكن منتبهًا لوجود قطع الشطرنج ارضًا." رفعت السيدة حاجبًا ولاحظت ارتخاء كتفيها المشدودين منذ حضرت . حسنًا .. هذا مؤشر جيد " اوه! اذًا ذلك كان انت.." زفرت بارتياح " حمدًلله .. لم ارد أن يكون تاو وايجي هذه المرة! سأمت من كونهما لا يتعلمان ابدًا" رمشت بعدم تصديق " إذًا ، انت لست غاضبة؟" " ابدًا! سأمت من جعلهما ينظفان حمام غرفتي كثيرًا .. تنظيفهما ليس متقن .. وليس عيبًا جعل الكبار ينظفون بعض الاحيان" ربتت على كتفاي ونظرت الي بشر. " بيكهيون عزيزي .. احتاج شخصًا لينظف حمامي! لا اثق بتنظيف الخدم كثيرًا لذا .. السادسة مساءًا والثانية عشر ظهرًا يوميًا لاسبوع سيكون جيدًا" ابتلعت ريقي ورأيت بطرف عيني تشانيول الذي اتى قبل قليل وتاو يكتمان ضحكاتهما بصعوبة " جيدًا؟" رددت ورائها بعدم فهم. " اوه! انت لا تعلم .. هذا سيكون الموعد اليومي لقدومك لغرفتي لاجل تنظيف الحمام! لا تقلق ستحظى بوقت رائعٍ حتمًا!" ' حتمًا!' تهكمت بسخرية ذاتية " صباح الخير امي .." قال تشانيول القادم باتجاهنا مع ابتسامة غريبة وصحن يحتوي قطع موز في يديه. " صباح النور ، مالذي تفعله هنا تشانيول؟ ألا تمتلك مدرسة ؟" لحظت انخفاض اطراف شفتيه وكتفيه بخيبة " امي.." همهمت " العطلة الصيفية بدأت منذ اسبوع!" شهقت بصدمة " لماذا لم تخبرني بذلك ايها الشقي!" " في الواقع لقد اخبرتك بهذا كثيرًا لكن يبدو بانك ل-" قاطع حديثه هتاف ايجي " هيونغ!" " ايجي!" هتف بسعادة " مالذي تفعلينه هنا؟" " كنت العب الشطرنج مع تاو هيونغ الغشاش .. لكنني الان احاول سرقة الموز خاصتك" اخبرته وانا فتحت فمي لغباء هذه العائلة . " تحلمين ايجي .. انه الموز!" " اجل هذا ما اعنيه! انا احب الموز!" " واااو! هذا غريب انا ايضًا احب الموز!" " رائع اعطني القليل!" " مستحيل!" " هيونغ ارجوك!" انتحبت وهو قابلها بظهره متجاهلًا نظرت ايجي اليه بحقد لثوانٍ ثم اجتذبت معطفه واوقعته على الاريكة القريبة ، ثم قفزت تصارع يديه المتمسكة بصحن الموز . اسفل عيني السيدة بارك التي راقبت طفليها الغريبين ثم اطلقت تنهيدة متعبة . وانا وتاو كنا في الجانب الاخر من الغرفة ننظر اليهما بشفقة مريبة كأنما كانا مريضين نفسيين دخلا المصحة توًا. ابتعدت عن تاو الذي اقترب من السيدة بارك يربت على كتفيها بهدوء. " اجل اعلم! ذلك الشعور بالخيبة لكون تربيتك كل تلك السنوات ذهبت هباءًا" تاو بدأ فلسفته مع تعابير خيبة زائفة تعلو وجهه " هل ربيت ابنًا قط لتقول هذا؟" سخرت والدة تشان منه " بالطبع " صرخ بجدية بتلك الحقيقة التي صدمتنا جميعًا وجعلت تشانيول يتوقف عن مشاحناته عديمة الفائدة مع ايجي.. " ما****ة تاو؟" صرخت به عله يُخرس انتحاباته ويوقف دحرجاته على الارضية ويشرح لنا الوضع! " اوه؟ انا لم اقل لكم؟" بدا متفاجئً جدًا وكنا جميعًا ننتظر كلماته بحرص - عدا ايجي بالطبع والتي كانت تستمتع بالموز الذي تركه تشانيول اخيرًا وشأنه- " اين والدة الطفل؟ اين هو الطفل اساًسًا؟ هل مات؟ مالذي حصل له؟" تشان بدأ باستفساراته " انه في احسن حال!" اجاب مبتسمًا بحالمية " منذ متى؟" سألت بهمس لا اعلم سببه حتى " آه، لست ادري في الواقع! ربما .. سنتين؟" امال برأسه غير متأكد تمامًا " اين؟" السيدة امامي سألت بلهفة " لا تقلقوا يا رفاق .. انه حقًا في احسن حال معي! رغم انه بدأ يخيب ظني كثيرًا مؤخرًا لكن لا بأس .. لا زلنا بخير! وهو في غرفة الضيوف! موصول بشاحني تحديدًا" ومضتُ سريعًا ثم لحظة صمت تن*دت والسيدة بارك بملل من غباء هذا الكائن وتفاهاته التي لا تنتهي. بينما الاخرق الاخر بدأ يجوب ارجاء غرفة الضيوف بحثًا عن ' طفل تاو الوهمي ' وسط ضحكات تاو ، بينما جلست على الاريكة بملل وبدأت السيدة بارك بتنظيف الزجاج المتناثر تحاول تجاهل الاخرقين امامها . " تاو اين هو؟ انا لا اجده! .. من الخطر وضع طفل بجانب قابس كهرباء!" تشان لازال مستمرًا في البحث وتاو مستمرٌ بالضحك . " تاو! " نهره تشانيول بحدة ، وتاو لم يلقِ بالًا حتى . حدقت بتشانيول المتذمر بطرف عيني ' هل هو بخير الان؟' تسائلت .. ' هل اخي الصغير بخير الان؟' ذلك كان اخي . كان اخي الصغير! الذي مهما انكرت كونه جيدًا .. ساكرر داخلي انني كاذب! تذكرت ما قرأته قبل ثوان في مذكراته وزاد اصراري على معرفة مالذي حدث لتلك العائلة! عائلتي .. ابتسمت فجأة! كل من في هذا البيت .. عائلتي! لست معتادًا ابدًا على تلك الحقيقة .. " هل انت بخير؟" سالني تاو " انا اناد*ك منذ فترة لكنك لا تجيب .. هل انت بخير؟" نظرت الى تاو واعطيته ابتسامة مصفرة واجبت " اجل .. كنت شاردًا فقط" " اوه! هذا جيد ، انا احتاج شخصًا لمساعدتي في تصوير فيديو لمتابعيني على اليوتيوب" همس بتردد ونظر الي برجاء " ساعدني ..ارجوك" لم لا؟ انا بالفعل لا احتاج للبقاء وحدي والدخول في دوامة من التفكير مجددًا .. " حسنًا!" ... نهاية البارت الحادي عشر. رأيكم؟ توقعاتكم؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD