الفصل الثاني

1146 Words
ومع شوية ترقب للناس اللى نزلت من العربية اللى وقفت قدام البيت عرفت ان البيت اللى احنا عايشين فيه ده هيبقى....مسكون. اه مسكون بالبشر بعد ماكان مش مسكون غير بالجن من قبل ما يخرج من باطن الارض عواميد اساسات للبيت اللى بقى يشجع اي انسان على انه يتمنى يعيش فيه، وهنا ببص لامي علشان الاقى ملامحها اللى كانت مبتسمة من دقايق اختلفت وهي بتقول: - كهيال..انا مش هسيب المكان ده، انا مش هبعد عن هنا. كهيال بهدوء: - متستعجليش، احنا مش هنسيب بيتنا للبشر يسكنوه وندور احنا على مكان جديد بعد السنين دي، المهم انتى متزعليش. أمي: - قلقانة ومش عايزة اذى لا مننا ولا منهم. كهيال: - بلاش تتسرعي، احنا لسه منعرفش حاجة خليني بس اشوف واعرف الموضوع، يمكن يكونوا ناس ابسط من اننا نضطر نمشى من بيتنا بسببهم. أبتديت أمي تهدا شوية وخرجت انا من جوة البيت علشان اعرف ايه الحكاية بالظبط، وعرفت اخيرا بعد لحظات من خروجي... الباشمهندس زايد، خمسيني العمر بتظهر عليه علامات الاحترام والهيبة، زوجته السيدة فاطمة تعمل فى احدى الهيئات الحكومية وصاحبة مركز مرموق، وها هو أبنهم المدلل زين لم يتجاوز عمره ال18 عام ولكن يبدو عليه علامات التدليل....وها هي"زهرة"، لالا مش مجرد زهرة، دى زهرة نادرة وفريدة، اه دى الاسامي اللى اختارتها انا لها لأن مستحيل انها تكون مشابهة لاى نوع من انواع الزهور، زهرة اسمها مجرد اسم من اسامي البشر لكن ولاول مرة مش هى اللى تملك نصيب من اسمها بالع** الاسم هو اللى له نصيب من حُسنها...كأنها اتخلقت فى الدنيا علشان عبيرها وطيفها الرقيق وهمسها الهادي يحليها...يحلي الدنيا. طالبة متفوقة جدا فى كلية الهندسة بتسعى بكل الطرق انها تحقق طموحها فى انها تكون مهندسة مميزة زى والدها، اسرة عاشت فترة طويلة فى دولة من دول الخليج كان فيهم المهندس زايد بيتفانى فى شغله بكل اخلاص، فى نفس الوقت اللى كانت فيه مدام فاطمة بتهتم بأولادها وبشغلها فى مكان مميز فى الدولة اللى كانت فيها، سمعتهم الطيبة كانت سبب فى استقرارهم وتميزهم فى اشغالهم سنين طويلة، واخيرا جه التوقيت للدراسة الجامعية لزهرة"نادرة" وده كان السبب فى رجوعهم مرة تانية للقاهرة بعد غياب دام سنين طويلة، ومع رجوعهم لمصر بعد السنين دي اتصدموا بالوضع اللى وصلت له البلد...الزحمة والتكدس اللى مكانتش البلد وصلتله قبل ما يسيبوها ويسافروا، الاسعار الصعبة جدا للعقارات وفى حالة ان المكان يكون بعيد عن اي حاجة تزعجهم فالمبلغ المطلوب هيكون تقريبا تحويشة عمرهم، اما الشباب والحال اللى وصلوا له خوفهم جدا انهم يختلطوا بالناس بسبب خوفهم على ابنهم وبنتهم وهما مش عارفين تأثير اختلاف العادات اللى كانوا عايشين فيها عليهم هيكون عامل ازاي...خوفهم من كل حاجة حواليهم خلاهم محتارين جدا ومش عارفين ياخدوا قرار وعرض زايد على اسرته انهم يرجعوا تاني لكن كان الرفض قاطع من فاطمة اللى ما صدقت انها ترجع لبلدها مرة تانية مرددة: - يا زايد متقلقش، اولادك متربيين ومش اى حد من السهل يأثر فيهم، غير ان زين هيتعلم فى مدرسة كويسة وزهرة من غير حاجة مش بتعرف تختلط بالناس. زايد بقلق: - وهو ده اللى قالقني يا فاطمة، بنتك بتخاف من الناس ومش بتعرف تتعامل معاهم، وده ممكن يخليها تقع تحت ايد اشخاص تستغل ده. فاطمة بهدوء: - متقلقش هي اعقل واوعى من كده، وبعدين يا زايد انا تعبت من الغربة، وكمان هنا هقدر اشتغل فى وظيفتي اللى بعدت عنها سنين، خليني الحق احقق طموحي فيها قبل ما اوصل لسن المعاش، مش انت كمان كان نفسك ترجع؟ زايد: - فاطمة انا متخيلتش ان العيشة هنا بقيت بالشكل ده، احنا صعب نقدر نشتري بيت فى مكان كويس، وبعدين مش هنفضل قاعدين عند اخوكي كتير. فاطمة: - طيب بقولك ايه يا زايد، انا كنت شوفت اعلان عن كومباوند سكني بعيد عن القاهرة بمسافة 10 كيلو، فيه تسهيلات رهيبة فى السداد لأن الكومباوند لسه جديد والصور الخاصة بالفيلل والبيوت فيه روعة جدا، ايه رأيك لو نروح ونشوف ايه الدنيا هناك؟ زايد بعدم اقتناع: - بس المسافة دي هتكون بعيدة عن الجامعة يا فاطمة وعن المدرسة، وعن اشغالنا كمان. فاطمة: - والعربيات بتعمل ايه فى حياتنا غير انها تقرب المسافات، بلاش انت بس تعقد الدنيا وهدورلك على الاعلان ونتصل بخدمة العملا نشوف ايه الشروط وننسق ميعاد نروح نعاين المكان بنفسنا، ولو معجبناش عادي هنلاقي غيره. زايد كان عارف ان فاطمة دايما بتقدر تقنعه، غير انها فعلا عندها حق فى الاخر اى حد مسيره يرجع بلده مرة تانية مش هيفضل متغرب طول العمر، ومن جواه خايف وقلقان على ولاده لكن كمان بالعقل بيفكر فى انهم لازم يتعودوا على الناس وعلى الوضع فى بلدهم لان ده اصلهم ومينفعش يهربوا ولا يخافوا منه، وبأقتناع مذبذب قرر يسمع كلام فاطمة ويتصلوا بخدمة عملاء الكومباوند اللى كانت عروضهم مغرية بدرجة كبيرة جدا بالنسبة لناس راجعين من السفر قريب وبيتمنوا يلاقوا مكان مناسب لظروفهم...بالرغم ان زايد لو دور على اماكن تانية كان ممكن يلاقى انسب من كده، لكن استعجالهم فى انهم يستقروا خلاهم يقتنعوا بالكومباوند ده وكأن ده القدر اللى مرسوم ليا وليها. دخلت اسرة الباشمهندس زايد للبيت وهما بيتف*جوا عليه باعجاب، البيت كان كامل من كل حاجة، كانوا معجبين جدا بتناسق الالوان الهادية والت**يم الهندسي للبيت بالكامل، بيتهم اللى حلموا انهم يعيشوا فيه اخيرا...واللى كنت عايش فيه من قبل ما يبقى بالشكل ده لسنين طويلة، كان زايد وفاطمة بيتف*جوا على البيت بسعادة وهما اخيرا شايفين ان فى بلدهم هيكون لهم بيت بالشياكة والفخامة اللى تستاهل تعب السنين اللى فاتت دي كلها، لكن واثناء تجولهم فى البيت جريت عليهم زهرة اللى كانت زى الفراشة من سعادتها وهي بتقول: - خلاص انا اختارت الاوضة بتاعتي، اوضة حلوة جدا يا بابا تعالي يا ماما اتف*جي عليها. قبل ما اتفاجئ من اختيار زهرة للأوضة كانت الاسرة كلها متجهة ليها...اوضة زهرة...أوضتي. كانت بتتحرك فى كل ركن فى الاوضة وهي بتوصف وتشرح هي هترتب الاوضة ازاي، هتحط فين المكتب بتاعها، طيب التسريحة هتبقى فى اى جنب من الجوانب، اشكال احواض الزهور بتاعتها اللى عايزاها تكون متناسقة مع الوان الجدران بتاعت الاوضة، حتى الوان الدولاب والسرير والتسريحة قررت انها تنسقهم بنفس لون الجدران لكن افتح درجة او اتنين وحماسها وسعادتها وهي بتتكلم وبتشرح كانت سبب فى ان اسرتها كلها تشاركها الحماس ده ويوافقوها مرة على المكان ومرة على الالوان ومرة على انواع الزهور اللى هتجيبها وتعتني بيها، ومع كل الحماس والسعادة دى انا واقف متابع كل اللى بيحصل من غير ما حد منهم يلاحظ او يحس بوجودي...كنت مصدوم، متفاجئ..مبسوط! مش عارف، كل اللى كنت عارفه انهم خرجوا من الاوضة واتجهوا ناحية المهندس ناجي المسؤول عن المبيعات للكومباوند وسمعت المهندس زايد وهو بيقول: - تمام يا باشمهندس، بكرة ان شاء الله اجيلك المكتب ونشوف الاجراءات، وخلال اسبوع او عشر ايام بالكتير حابب انقل للبيت انا والاسرة. ناجي بسعادة: - طبعا يا باشمهندس تشرفنا، صدقني حضرتك عرفت تستغل الفرصة صح..شهرين تلاتة والسعر اللى حضرتك هتشتري بيه ده هيبقى اضعاف مرتين تلاتة كمان، كويس انك لحقت العرض. زايد: - رغم قلقي من ان المكان بعيد شوية عن العمار الا اني متفائل خير ان شاء الله، بس المهم يكون الاستلام فى الميعاد اللى حددته لحضرتك علشان انا نازل ضيف من وقت رجوعي وحابب اني استقر بقى انا والاسرة. ناجي: - ولو حابب قبل يا فندم مفيش مشكلة، حضرتك شايف البيت جاهز مش محتاج غير الفرش وبس. زايد: - وده اللى حددت الوقت علشانه، مجرد ما اخلص تجهيز الأثاث هنقل علطول. ناجي بسعادة: - بكرة هنتظر حضرتك فى المكتب نكتب العقود.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD