الفصل الثاني

1054 Words
الفصل الثاني غـَزْوَة انْقِيــاده ـــــــــــــــــــــــــ وضعت الكثير من مساحيق التجميل الملفتة للنظر والخاصة بوالدتها وتزيّنت من أجله وابتسمت برضى من هيئتها التي أضحت أكبر من عمرها بكثير والتي ستجعله سيُغرم بها بالتأكيد من وجهة نظرها. تن*دت "لمى" بعُمقٍ ثم توجهت لغرفته وهي تتلفت حولها وتتسلل كلصٍ يخشى الإمساك به وخاصةً رؤية والدتها لها فهي بالطبع ستعيق طريقها، بخطواتٍ احتراسية ولجت "لمى" غرفته وهي تعض على شفتيها بلؤمٍ وعينيها تلمع ببريق ش*ي، اوصدت الباب خلفها وأدارت رأسها لتتفحص الغرفة وسبقتها نظراتها للتطلع على الفراش ووجدته غافيًا عليه. اتسعت ابتسامتها الفرحة التي أظهرت بياض أسنانها ثم تحركت نحو الفراش وهي تأن بهيامٍ مع هزها لرأسها ونظراتها تأكله وهي تتفحص ملامحه الوسيم. دنت "لمى" من الفراش باحترازٍ وصعدت ببطءٍ لتجلس بجانبه، ازدردت ريقها وهي تتأمل ص*ره الذي يظهر منه الكثير بسخاءٍ وهو يرتدي قميصه والذي بيّن عضلاته وجسده الرياضي، تن*دت بحرارةٍ ورفعت رأسها لتتأمل وجهه. حاولت الحيازة في تصرفاتها لتبدو عقلانية فما تفكر به مستقبح، أراحت نفسها وأقنعتها بأن تقبل وجنته فقط وهذا ما حدث حين انحنت بنصفها العلوي عليه مقتربة من وجهة. شهقت فجأة مرتعبة وحجظت عينيها مصدومة حين وجدته يفتح عينيه ويتأملها بعدم فهم، ازدردت هي ريقها بارتباك وابتعدت على الفور ناظرة له بحرجٍ ممزوج بالإضطراب، قطب أيهم بين حاجبيه وسألها بحيرةٍ وهو يحاول الاعتدال في نومته: - "لمى"! بتعملي أيه هنا؟ تلعثمت ولم تجد ما تقوله حين احتبس الكلام في حلقها رافضًا الخروج، بينما تأمل هو بعدم رضى ما وضعته على وجهها وقال مزعوجًا وهو يستند بظهره على الوسادة باجهاد: - أيه الزفت اللي إنتي حطاه في وشك ده، مفكرة كدة هتبقي حلوة يعني قالها وهو يشير بيده على وجهها المليء بالمساحيق الكثيرة، بينما حمدت هي الله بأنه لم يدرك ما كانت ستفعله قبل قليل. تن*دت براحة ثم لمست بأناملها وجهها وهي تنظر له متصنعة ابتسامة، قالت له بعدم اقتناعٍ: - يعني هو مش عاجبك، دا ميكب يعني هبقى أكيد حلوة فيه . ثم حزنت في نفسها كونه لم يُعجب بها، في حين استنكر أيهم ما تفوهت به وهو يحرك رأسه للجانبين: - "لمى" الحاجات دي مش حلوة، لازم البنت الحلوة تكون واثقة في نفسها وتعرف إنها حلوة ومش محتاجة تحط الكلام ده . زمت "لمى" شفتيها واخفضت بصرها منزعجة من نفسها، فابتسم ايهم لبراءتها وهو يتأملها، قال بمعنى: - عندك مثلا رسيل مراتي، حلوة لوحدها ومش بتحط أي حاجة، رسيل قمر وواثقة في نفسها . كزت على اسنانها بغيظ وهي تستمع له، رفعت رأسها ناظرة له وزيفت ابتسامة بع** ثورة اغتياظها من إطرائه في جمالها. سعل أيهم لتنتبه بأنه مريض كما تسمّعت عليها، ابتسمت بمكرٍ لتأتي فرصتها في التقرب منه ثم بدّلت نظراتها وتعابيرها للشفقة على حالته، قالت "لمى" بخبثٍ داخلي: - يا حرام يا أيهم، إنت بتشكر فيها وتقول حلوة وهي سابتك تعبان كده وراحت جامعتها، هي لو بتحبك بجد كانت فضلت جمبك وتهتم بيك، مش تسيبك كده عيان وحالتك وحشة . نظر لها أيهم وسعل قبل أن يرد موضحًا: - رسيل أصلها مينفعش تغيب وعندها محاضرات مهمة لوت شفتيها ساخطة لدفاعه عنها، نظرت له مستهزئة بشدة: - المفروض لازم تكون إنت عندها أغلى وأهم من أي حاجة . تن*د ايهم بقوة وفرك فروة رأسه وضجر من كثرة الحديث الذي يرهقه، شعرت "لمى" بأنه يتجاهل حديثها غير راغبٍ في الضيق من تلك رسيل لتنزعج، بينما نظر لها وقال وهو يبتلع ل**به: - أنا جعان، قوليلهم يعملولي حاجة سخنة اشربها يمكن أخف . انف*جت شفتيها بفرحةٍ وهتفت مرحبة بشدة: - دا أنا هفضل وقفالهم على ما يعملولك أحسن أكل وهجيبهولك بنفسي هنا وهأكلك بإيدي كمان ابتسم لها أيهم بودٍ وقال شاكرًا: - ميرسي يا "لمى" . ردت عائبة عليه وهي تتطلع عليه بولهٍ هائم: - متقولش كده، دا أنا مصدقت إنك تطلب مني طلب أنهت حديثها ثم تحركت نحوه مُقبّلة وجنته كما كانت ترغب من قبل ثم ابتعدت ناظرة له بابتسامةٍ بشوشة. تفاجأ أيهم بها واستغرب لينتبه بعد ذلك بأنها لم تخشى أن تُصاب بالعدوى كرسيل وتن*د بهدوءٍ حزين وهو ينظر لها، أدركت "لمى" كما تظن بأن قبلتها له أحدثت تأثيرًا عليه وتفاءلت خيرًا، تن*دت بعُمقٍ ثم نهضت قائلة بمحبةٍ: - ثواني وهجيبلك الأكل بنفسي........................... _____________________________ دلفت خارج غرفة والدها وهي تتن*د بحزن على حالته التي لم تتحسن إلى الآن، تحركت سالي متأهبة لهبوط الدرج ولكنها وقفت موضعها لتجده يصعد الدرج فاحتدّت نظراتها المرتابة في أمره عليه، لمحها إسماعيل الذي عاد صباحًا من عند مهجة زوجته الأولى وهو يصعد، هزته رجفة مرتبكة خفيفة حين تفاجأ بها أمامه، ضمت سالي ساعديها حول ص*رها ورمقته بقسماتٍ مقتطبة حين قلصت المسافة بين حاجبيها ليرتبك أكثر، وصل إسماعيل لها وزيف ابتسامة متوترة، دنا منها وقبل وجنتها قائلاً بتردد: - واقفة كده ليه سالي؟ بدت سالي صلبة في وقفتها ونظراتها وضعته في موضع شكٍ وهذا ما أدركه وازدرد ريقه بصعوبةٍ فقد جفّ حلقه، بنبرةٍ جامدة مقلقة سالته: - كنت فين يا اسماعيل؟، بقالك فترة بتبات برة ومش عوايدك. إهتز بدنه ونظر لعينيها التي تتسلط عليه ورد بتلجج: - شغل يا سالي هكون فين يعني عقدت بين حاجبيها بشدة واستنكرت حديثه: - شغل ايه ده؟، ما أنا معاك في الشركة وعارفة الشغل كله ومافيش حاجة تستدعي إنك تبات برة، ولا فيه شغل من ورايا . انزعج اسماعيل قائلاً بعدم رضى: - قصدك أيه يا سالي؟، إنتي بتشكي فيا ولا أيه؟، مفكرة إني بستغل إن والدك تعبان و... دنت منه وقاطعته محتجّة: - إنت عارف إني بثق فيك، بس سهرك ونومك برة مش مريحني ارتبك وهو ينظر لها، كان بالفعل مدركًا بأنها ستسأله عن غيابه وسهره ولذلك نظّم ردًا معقولاً لتقتنع به، بثبات رسمه رد: - مافيش يا سالي أنا بس مضايق من اللي حصل لباباكي وكنت بخرج أسهر برة شوية، أصله بصراحة بيصعب عليا قوي لما أشوفه عايز يقولي حاجة وأنا مش فاهموه . تبدلت تعابيرها للحزن لتتذكر تصرفات والدها في الأونة الأخيرة، تن*دت بضيق فلم يكن ذلك ردًا مريحًا لها وظلّت كما هي تساورها الشكوك فليست هيئته تلك بحزينة وتعابيره المنشرحة وملابسه الأنيقة التي يخرج بها تدل علی صدق حديثه. ابتلعت سالي كل ذلك وبيّنت بأنها إكتفت برده هذا واقتنعت به وتصنعت ابتسامة لتحترس بعد ذلك من تصرفاته ولو استدعى الأمر مراقبته، رأى اسماعيل تلك الابتسامة المعسولة منها فتسلل الهواء ليريح ص*ره المقبوض وأنفاسه المضطربة وتن*د بحبورٍ وابتسم لها، رغم كذبه هذا لم يرتضي بداخله مضايقتها أو خداعها رغم شدة حبه لمهجة والتي تفوقها بمراحل ولكن قلبه حثّه على ذلك فربما هذا حب آخر ملأ قلبه. زلف اسماعيل منها ونظرت له باكتراب ليستاء هو من ملامحها التي انطفأت بسبب والدها القعيد، ضمها اسماعيل لص*ره غامرًا إياها بمحبته واكتنافه لها؛ معبرًا عن عدم تخليه عنها وأنها باتت مقربة لقلبه اغمضت سالي عينيها شاعرة بالطمأنينة وهي بين احضانه الدافئة وقالت بهدوءٍ شاجن: - عنه وتنكشف حقيقة خداعها له وردت عليه
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD